قال تعالى: " وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا "[الكهف:28]. فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر، أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط، لم يُقتد به، ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك.
فضل الذكر : قال النبى صلى الله عليه وسلم : «وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً، حتى إذا أتى إلى حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله». (صحيح الترغيب ) فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة، لكان حقيقاً بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى، وأن لا يزال لهجاً بذكره، فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده، فإذا غفل وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله تعالى وتصاغر، وانقمع ، حتى يكون كالوصع وكالذباب، ولهذا سمي "الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ"، أي : يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى خنس، أي: كف وانقبض .
فضل الذكر : قال ابن عباس : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس .
فضل الذكر : في «مسند الإمام أحمد» عن معاذ ابن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل» .
فضل الذكر : قال معاذ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «ذكر الله عز وجل»(صحيح الجامع).
فضل الذكر : في «صحيح مسلم»، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له : جمدان، فقال : «سيروا، هذا جمدان، سبق المفردون». قيل : وما المفردون يارسول الله ؟ قال «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات» .
فضل الذكر : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمارٍ، وكان عليهم حسرة» (رواه أبو داود) . وفي رواية الترمذي: «ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم» .
فضل الذكر : في «صحيح مسلم» عن الأغر أبي مسلم قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يقعد قوم في مجلس يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده» .
فضل الذكر : عن عبد الله بن بسر أن رجلاً قال : يا رسول الله، إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلها، فأخبرني بشيء أتشبث به، ولا تُكثر علىّ فأنسى. وفي روايه : إن شرائع الإسلام قد كثرت على، وأنا قد كبرت، فأخبرني بشيء أتشبث به. قال : «لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى» (رواه الترمذي) .
فضل الذكر : في (صحيح البخاري) عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه. مثل الحي والميت» .
فضل الذكر : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقول الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إليّ ذراعاً، تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي، أتيته هرولة» (رواه البخاري ومسلم) .
فضل الذكر : عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا : يا رسول الله! وما رياض الجنة؟ قال: «حلق الذكر» (رواه الترمذي) .
فضل الذكر : عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه يقول : «إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو مُلاق قِرْنه» (رواه الترمذي) . وهذا الحديث هو فصل الخطاب في التفصيل بين الذاكر والمجاهد، فإن الذاكر المجاهد أفضل من الذاكر بلا جهاد والمجاهد الغافل، والذاكر بلا جهاد أفضل من المجاهد الغافل عن الله تعالى , فأفضل الذاكرين المجاهدون، وأفضل المجاهدين الذاكرون. قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"[الأنفال:45]. فأمرهم بالذكر الكثير والجهاد معاً، ليكونوا على رجاء من الفلاح، وقد قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا"[الأحزاب].
فوائد من كتاب الذاكرون الله والذاكرات من كتاب«الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب» لابن القيم - الجزء الأول
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف