توصيل طلبات

ضغطت على مكابح السيارة بقوة حتى شعرت بقدمي تلامس الإسفلت من شدة الضغط لأقف أمام المطعم وأترجل من السيارة وأدخل بسرعة ليقول لي صديقي ( سمسم ) وينك يا ( دحيم ) عندنا طلبات كثيرة تبي توصيل .. قاطعته بتعب يا خوي وصلت طلب لأستراحة كلهم سكارا ومسكت معهم إلا أخذ بهم دورة في السيارة وواحد راكب قدام يقول وين الحديدة اللي نتمسك فيها أقوله أي حديده يقول هذي اللي راكبينها مهوب قطار الموت رجعتهم.. وبعدها رحت وصلت طلب لبيت شكل جرسهم محروق جلست أطق الباب ربع ساعة وأخر شي طلعت لي عجوز في الحوش تقولي يا ولدي ما فيني شده أوصل للباب ابرمي مفتاح البيت لك من فوق السور وأنت افتح الباب يوم فتحت الباب لقيتها طايحه في الحوش حسبتها مغمي عليها بعد الرمية جيت أساعدها تمسكت في رقبتي وقامت تقولي أنا لحالي في البيت وكل أهلي رايحين اجلس معي وأن سمعت صوت اطلع من باب الدرج أهم شي شتت وحدتي بوجودك ..

ترددت قليلا لتكمل حديثها أقعد عندي مافيه إلا أنا والشيطان جالس فوق يشوف قناة الجزيرة .. قلت لها .. يا خاله ما أقدر اجلس معي طلبات أخاف تبرد .. تأففت وهي تقاطعني .. مالك حجه عندنا تلفزيون من تفتح شاشته وتحط الاكل فيه يسخنه .. أمسكت بحقيبة الوجبات وخبطتها على رأسها وأنا أقول بعذر الشيطان جالس يشوف قناة الجزيرة وتاركك اللي ما تفرقين بين التلفزيون والمكرويف عندها همت بالخروج ولكن التفتت إليها مرة أخرى لأقول لها أنت هالحين طالعه علي بدون ما تغطين وجهك يقالك تفتنيني أحمدي ربك اني مانيب اشتغل في مغسله وإلا كان كويت وجهك هالمعفط .. بعدها طلعت من عندها وجيتكم في المطعم .. ليقول لي ( سمسم ) خل عنك البربرة عندنا طلبيه كبيرة لحفله أبوصلها أنا وياك لهم ..

حملت الطلبات ووضعتها في السيارة وركبت وركب بجانبي ( سمسم ) لأتطلع إلى وجهه وأنا أقول ( سمسم ) فيه حبة بركه تحت شفتك شلها .. لمسها بيده وهو يبتسم هذي يسمونها تفله .. قاطعته بقرف شفت يا ( سمسم ) أن شغلتنا فيها مذلة هذاك جتك تفله من زبون معصب .. طيب امسحها ليش مخليها تذكار وإلا مخليها دليل إدانة عشان تشتكيه في مكتب العمل .. أخذت نفسا عميقا لأستطرد قائلاً ..

بس انتبه إذا شكيت لا يدبسون وجهك في ملف القضيه ويكون دليل مادي وتجلس بدون وجه .. تطلع إلي للحظات قبل أن يقول .. خلصت خمبقتك .. هذي موضة تكون هالتفله مربوطه بسكسوكه تحت على شكل مرساة سفينة ... قلت له اييييه اذكر واحد من العيال كان مسويها وكنا راكبين يخت في الدمام والصعيدي خربط وسحب وجه خويي ورماه يوم هزئناه قال يا عم كنت فكره مرساة سفينة أومت رميت وشوه ... قمت أنا طبيت وراه وشفت ناس عايشه تحت غطاء البحر .. سمك رايح جاي تحس أنه قلقان من شي .. وأخطبوط ماشي مروق وهو يقول وش هالحالة دائما هالمنطقة زحمة ومرجان البحر نايم وناسي التنظيم ..

ودلفين مر من جنبي وقالي غسلت رجليك قبل ما تطب سببت لنا غشاوة معد صرنا نشوف الطريق وشفت سمكتين قرش يدورون على خويي وحده تقول شرايك ناكل هاللي طاح من اليخت وسمكة القرش الثانية لافه زعنفه على ظهرها وتمشي بشويش شكلها حامل وهي تقول من جدك بتاكلين مرساة السفينة اللي طايحه كان تروحين عيادة الحوت تصلحين أسنانك

وبينما أنا أتحدث كان ( سمسم ) مشغول البال و يتنهد ليقاطعني بصوت خافت متجاهلا حديثي.. ( دحيم) قد حبيت .. أجبته وأنا اتطلع إلى الطريق .. من جدك أحب أنا إلى يومك ما شفت وجه شغالتنا .. تصدق فيه أماكن في بيتنا ما بعد شفتها إلى هالحين والسبه أمي ما تبيني أشوف الشغاله.. زجر في وجهي بغضب ..

وش دخل الشغالة في الكلام اللي أنا أقوله .. قاطعته بكل ثقة .. ليش الشغاله مهيب مرأة وبعدين هي أول حرمة تشوفها بعد أخواتك لازم يفز قلبك .. أمانه ما يفز قلبك أن جت شغالتكم وقالت لك تبي أصلح لك فطور .. سفط يديه وهو يتطلع إلي بقرف ويقول .. أيوه وبعد كمل خل أشوف وش آخرتها معك.. اكملت حديثي والحنكة تشع من عيني.. لو دققت في سؤالها بتعرف أن هالفطور هو مدخل للحب اللي بينكم ما سألتك إلا انها تحبك .. صمت للحظات ثمن قلت بعد تفكير .. خل عنك هذا وقلي شغالتكم ما تقولك جب لي بطاقة تلفون عشان أكلم أهلي .. اومأ برأسه وهو يتطلع إلي بتعجب.. إلا تقولي .. قلت له والأبتسامة شقت محياي ..

شفت لو أنها ما تحبك كان ما طلبت منك تجيب لها بطاقة شحن واللي أهم من هذا كله انها مرتاحه لك عشان كذا جابت طاري أهلها عندك مع العلم أنك مهوب محرم لها عشان تذكرهم قدامك .. وبعدين ثبت علميا أن نسبة الحب بين الشباب السعوديين والشغالات مية واربعه ونص بالمية لأن الشغالة ما تتشرط وتقول أبي وسيم عشان كذا فرصنا مرتفعه في الحب .. تطلع إلي للحظات قبل أن يسألني .. ( دحيم ) النسبة اللي قلتها قبل شوي فوق 100% بأربعه ونص ودي أعرف وش قصة هالنص ..

تأففت وأنا أجيبه هالحين عرفت ليش المحل يخسر أثرك ساقط في الحساب .. بالنسبة للنص اللي أتكلم عنه هذا بزر تحت سن البلوغ حب شغاله واحتاروا كيف يحسبونه قاموا لجنة التحكيم عطوه نص وصارت النسبة هذي .. زفرة زفرة حارقة وهو يجيبني ( دحيم ) أنت تحشش .. أجبته .. وين نحشش معه عسى الراتب يكفي فاتورة الكهرب اللي لوطفيته وركبت شمعه عشان توفر وتروح ترقد وتقوم الصبح بتلقى شركة الكهرب طابين في بيتكم ومركبين عداد على الشمعة ..

تدري راحمنا ربي أن خالي يدفع راتب الشغاله وفاتروة الكهرب وإلا كان أنا ميت .. صمت بعدها لبرهة متطلعاً للسيارات من حولي لأقول .. عندك خبر أنا المواطن الوحيد اللي يروح محل الاسكافي أكثر من محل الجزم الجديدة عشان أصلح نعالي لو تشوف كمية المسامير اللي فيها تحس أن الأسكافي طالق عليها بالرشاش لدرجة أني لو طبيت في موية وأنا لابسها تسحبني على تحت وتغرقني من ثقلها ... وبينما أنا أتحدث اقتربنا من مكينة صراف لأشاهدها وأقول .. تصدق ما عرفت أنها مكينة صراف إلا من قريب جلست شهور أحسبها مكينة ببس .. أمنيتي أنه تكون عندي بطاقة صراف بس راتبي حقير ما يستاهل بطاقة من قلة اصرفه ريالات عشان موظف البنك يحسب انه كثير وما يتريق علي ..

مع تبادل الأحاديث اقتربنا من المنزل ليخرج ( سمسم ) جواله ويتصل ويهمس بصوت خافت .. وصلنا لبيتكم يا ( عهود ) افتحوا الباب بعدها اغلق الهاتف.. لأسأله بتعجب .. اللي بيفتح لنا الباب واحد عود .. كان قلت لي عشان أخليك تقوله يجيب معه كشاف وينور لنا ونقدر نشوفه دامه نحيف وعود.. صد بوجهه عني لنصل إلى المنزل بل إلى القصر الكبير لينفتح باب القراج ليرن جوال صديقي ( سمسم ) ليقول له صوت ناعم .. خش بالسيارة لأن البيت بعيد عن السور .. أجابها .. لا حنا بنخلي السياره برى ونخش .. قلت له بضيقه .. من هالبنت .. قالي وهو يغمز لي هذي مره دقت على المطعم وسولفت معها واعجبتها ..

قاطعته .. أنت خنت المهنة يا ( سمسم ) وش فرقك عن الهنود اللي يوصلون طلبات ويتحرشون في بنات الحمايل .. تنهد ليجيبني .. يا خوي من سمع كلمة شرف المهنة منك يحسب أن حنا محامين وماكلين حق أحد .. قاطعته قلت لكل مهنة شرف ولازم نحترمه .. زفر وهو يقول يووووه هي دقت مره وطلبت عشاء ومع السوالف قالت لي أنها مسوية حفله تنكرية وعزمتني وقلت لها أبجيب معي واحد .. بعدين أنت ليش مضيق صدرك بنسهر وننبسط ونطلع بقرشين حلوه ونمشي .. أرخيت نظري وأنا أردد بصوت خافت ..

الله يستر ليتك معلمني قبلها بكم يوم عشان أتمرن على الجري ونقدر ننحاش لو داهمنا أحد .. ضحك بصوت عالي وهو يجيبني .. المداهمة والهيئة لنا الله يسلمك هذولي من يوم تخش عندهم بتحس أنك خاش قناة Lbc مهوب بيت .. خيم الصمت بعد كلماته لنركن السيارة خارج السور ونمشي داخل القصر والعرق يتصبب من جبيني وأنا أسير لأقول لصديقي ( سمسم ) تدري أخاف تنتهي صلاحية الأكل اللي معنا ما وصلنا لهم ، نعالي تقطعت من المشي ويدني انمطت من الشيل بعدين ذكرني أن شفت المعزبة أقترح عليها تحط براده في نص الطريق وتكتب عليها ماء بارد عشان تضمن محد يموت داخل بيتهم من العطش ثمن تطلع ريحة الجثه ومنها تكسب ثواب من كل واحد يشرب منها .. ابتسم ( سمسم ) وهو يقول أمش وأنت ساكت ..

سرت وأنا أتلفت حولي لأشاهد المساحات الشاسعة الضائعة لأقول بحسرة .. بعذرنا أن قدمنا على البلدية عشان ناخذ أراضي يقولون مافيه من وين يعطونا وهذولي ماخذين الاراضي وقالبينها مواقف .. كل ما تذكرت الوالد يوم كان شباب مقدم على صندوق التنمية العقاري وكل سنه يدق الموظف علينا ويقول أبوك موجود أقوله ايه موجود يقولي مع السلامة .. وفي يوم كنا ناسين أن حنا مقدمين وأبوي صار راسه أبيض كنه سابح بزبادي وسنونه طاحت جانا اتصال من الصندوق قالي أبوك موجود قلت له بحزن عطاك عمره قالي ما بغى يموت المهم ترى طلع أسمه ...

قلت للموظف أنتم شعاركم سلب الأبتسامه من أفوه المتقدمين ، وأن صندوق التنمية محطوط عشان المواطن يضبط التاريخ فقط شف أي واحد يا ( سمسم ) مقدم على صندوق التنمية واسأله عن أي حدث يقولك حصل بعد ما قدمت في البنك بسنتين وإلا بسنه ويعطيك أيها بالتاريخ الدقيق لكن بشرط لا تسأله إلا عن حدث حصل بعد ما قدم .. حتى أني أذكر حاولنا نقدم على قطعة أرض وخسنا واقترحنا عليهم يعطونا مساحة قبر الوالد نبني عليها بيت بس رفضوا قالوا ملك عام بعد خمسين سنه ينبش القبر وينحط واحد غيره .. حسيت من كلامهم ان الوالد مستاجر في فندق المقبرة ..
قاطعني ( سمسم ) يا ( دحيم ) لا تقلب المواجع ما يكفي أن حنا متخرجين من الجامعه ونشتغل في توصيل الطلبات ونتحمل هالعالم القذرة اللي تعاملك على أنك حشره .. التفت إليه وأنا أقول له بسخرية .. على أنك حشرة لازم تعرف يا ( سمسم ) أنك فعلا حشرة ولا تقنع نفسك بغير كذا عشان ما تنصدم بالواقع لأنك لو انصدمت بالواقع بتروح تشليح مالك قطع غيار ..

وصلنا إلى باب القصر الداخلي والادخنة تتصاعد من حذائي لتتكئ الفردة اليمنى على اليسرى وهي تحاول أخذ نفسها ليضرب ( سمسم ) الجرس الذي اصدر صوت راشد الماجد ( أنا واقف عند الباب وأنتظر وحده ملاك تفتح لي الباب ) .. ابتسمت وأنا أقول هذي الأجراس اللي تفتح نفسك مهوب مثل جرس بيتنا كنه جرس مدرسه من يوم ترن كل أخواني يدخلون الغرف يحسبون الحصة بدت .. ضحك ( سمسم ) وهو يرد علي ..

حبيبي هذولي كاشات المطرب اللي قبل شوي مغني لهم مخصوص .. وبينما هو يتحدث أنفتح الباب لتخرج لي سيدة أنيقة لأقول لها وأنا أقدم رجل وأرجع رجل وارخي نظري بكل أدب .. هلو ميسو مدام .. آسفين جينا في هالوقت وازعجناكم .. نغزني ( سمسم ) وهو يبتسم أرفع راسك يا حمار هذي الخدامة .. تطلعت إليها وأنا أقول بتعجب .. يلعن شكلها أكشخ من اخواتي أن جو يروحون زواجات .. قاطعني ( سمسم ) من زين أخواتك تقارنهم بهذولي .. أخواتك يروحون الزواج وكل من شاف مكياجهم يحسبهم مطقمين ما يدرون أن ما عندهم الا روج ومحدد واحد ..

ابتسمت سيدة القصر وخلفها فتيات سوداوات لأقول ل ( سمسم ) بصوت خافت .. ( سمسم ) الحرمة هذي كم ضل عندها .. قاطعني بنفس الخفوت .. هذولي الحبشيات حقينهم الله يفشلك .. أخذن الحبشيات الطعام لتقول لنا السيدة تفضلوا خشوا وش أخبارك يا ( سمسم ) .. أجابها بخير والحمد الله .. وسألتني عن حالي وأجبتها لتقول لنا .. خشوا اشوى أنها حفله تنكريه وإلا كان فشلتوني بلبس هالمطعم اللي عليكم ..

دخلنا وفكي وصل إلى الارض من هول ما رأيت فقد رأيت منزلا جميلا كما في الأفلام وتذكرت بيتنا والسرير الوحيد في غرفتي الذي أنام عليه أنا وأخي بصفة أن عمله في الفترة الصباحية وأنا في الفترة المسائية ولم نفكر عندما يستقيل أحدنا من سينام على الأرض وضل هذا السرير حافزا لنا في أن نتمسك بوظائفنا حتى لا نخش في نقاش من سينام على الأرض .. أفقت على صوت سيدة قد لبست لاباس طرزان لأغض بصري وهي تقول .. عشتواا متنكر بدور إنسان رجعي الأخ .. قلت لها وأنا أتنح نح .. وهي تضحك يعني وش تبي ألبس جلال وآخذ بيالة شاهي وادخلها من تحت الجلال واجلس اشرب .. ليكون مفكر انك جالس مع حريم أخوانك ..

قلت لها بالعكس أنا منذهل أول مره أجي حفلات كذا تدرين أنا أول ما دخلت بغيت أقول لخويي حط جوازاتنا في صندوق الأمانات عشان ما تنسرق أحسب اني مسافر في الخارج .. ضحكت ضحكة هستيرية لتقول لي يا حليلك أجل تسافر للخارج .. قلت لها أروح مع الشباب محفول مكفول وإلا لو واقفه علي طفران حدي أروح حي البديعة واعتبر نفسي مسافر .. ضحكت بصوت عالي وهي تنادي .. يا بنات لا يفوتكم تعالوا فيه هنا تحفه ..

اقتربن الفتيات وهن بلباس شبه عاري وعلى وجوههن أقنعة تغطي أعينهن لأقول لهن بابتسامة مبتذلة .. يا خوان الخياط اللي تفصلون عنده واضح انه يختصر التفصيل ويبيع باقي القماش حقكم لعد تروحون له ترى حرامي .. ضحكت فتاة وهي تقول يا ملحه يقول يا اخوان يحسب أنه واقف في طابور ويبغى يتقدم الله يرجك يا ستيوبد ماتوا اللي يروحون لخياطين وين أنت عايش .. أقل بنت هنا فستانها ما يقل عن عشرين ألف ريال حق سهره وحده وترمية .. تعال هنا وركز معي .. شفت البنت هذي اللي فستانها ( ستراب لس ) .. قاطعتها واضح من لونه أنه تراب .. ضحكن ضحكة عاليه وهي تقول التراب في وجه العدو أقولك ستراب لس من ديور مهوب من أسواق مكة ..

التفتت إلى الفتاة الاخرى وهي تشير بأصبعها وشفت هذي اللي جنبها فستانها ( باك لس ) من شانيل .. وهذيك اللي فستانها ميني جوب من إيف سان لوران .. قاطعتها بقولي .. طيب ورى إيف سان لوران مخليه إلى نص الركبه الله يهديك شكلك طلبتيه متأخر عشان كذا ما أمداه يكمله وعطاك إلى نصف الركبة ليش ما لبستي تحته سروال طويل .. اقتربت مني بنت الذوات لتقولي لي بدلع قصدك كلون .. أنت تحفه بالله وش أسمك .. قلت لها ( دحيم ) .. ضحكت برقة ونعومة وهي تقول .. هذا أسم شارع وإلا اسمك .. قلت عادي هذي أسامي عيال الفقر ..

تبادلنا الدعابات والضحكات حتى سحبتني الفتاة لوحدنا لتقول لي ( دحيم ) أنت تشرب .. أجبتها والله ما أخفيك دائما البلديه تقطع عننا المويه عشان كذا نجلس كم يوم بدون شرب ونضطر نشتري موية صحه بس مهوب دائما .. ابتسمت وهي تشير إلى كأسها وهي تقول قصدي تشرب هذا .. قلت لها لا يا طويلة العمر ما أشرب خمر ..

تراجعت وهي تقول من قالك أنه خمر هذا نبيذ .. قلت لها إذا نبيذ عادي بس وشو النبيذ .. رفعت عينيها الزرقاء وهي تفكر لتجيبني .. هو عباره عن عنب منتهي تاريخه من يوم تشربه تحس أنك مروق وتنسى همك ... وهي تتكلم مدت كأسها إلي لآخذه وأنا أقول لها بتساؤل . لو شربته أنسى اني مقدم على ديوان الخدمة المدنية ومرمطتي فيه وأختبار المفاضله اللي يسوونه عشان يوظفون قرايبهم .. رفعت رأسها وهي تبتسم بتنسى .. ثم قلت طيب لو شربت كاسين أنسى معاناة أختي في شغل التعاقد اللي ينادونك بعد ما يبقى على نهاية السنة شهر واحد ويبونها تخلص المنهج كله والموجهة تحوسها والراتب طفاس ..

أومأت برأسها مرة أخرى وهي تبتسم .. حتى هذا بتنساة ولو شربت كاس ثالث بتنسا أنك جالس معي وبتقوم تصوت أدورنا.. تطلعت إلى الكأس الأحمر وأنا أضحك وأقول تدرين أنا أول ما شفت لون هالنبيذ قلت شكلكم مليتوا من شرب الموية والشاهي وصرتوا تشربون دم كنوع من التغيير حتى أنك يوم مديتي لي الكاس بغيت اسألك وش نوع فصيلة الدم اللي فيه خفت أنه يختلف عن فصيلة دمي .. وبينما أنا أتحدث أقترب مني ( سمسم ) وهو يترنح من شدة السكرة ليقول لي ( دحيم ) هنا يا مرحبا .. أمسكت به وأنا أسأله ..

بالله ما عندك خبر أن حنا جايين مع بعض .. تطلع إلي وعيناه قد ذبلتا من شدة السكرة ليقول لي .. ( دحيم ) عندي لغز وأبيك تحله .. تأففت وأنا أردد في نفسي .. هذا اللي بيحرجنا مع البنت شكله ناسي أن ما عندنا مخ .. قاطعني وهو يشهق ليكمل بصوت متقطع .. اللغز يقول .. رجال دخل الغرفة ولحقته بنت ودخلت معه كم شخص داخل الغرفة .. أجبته بسرعة اللي في الغرفة أثنين .. أشار بأصبعه نحوي وهو يقول غلط ..

الجواب ثلاثه لأني كنت معهم وإلا كيف عرفت أنهم دخلوا الغرفة ... أخذ نفسا عميقا ليكمل حديثه تدري يا ( دحيم ) أني أنام دائما وأنا لابس نعالي .. نظرت إليه وعلامات الاستفهام تحولت إلى سؤال على لساني .. ليش .. ليجيبني .. لأني دائما أحلم أني امشي على شوك ... لم يكد نهي حديثه حتى أمسكت برأسه وأنا أقول للفتاة .. بعد أذنك أبروح أغسل راسة في البرادة اللي في الصالة حقتكم .. ضحكت وهي تقول هذيك أسمها نافورة الله يفشلك .. ضحكت وأنا أرد عليها وش الفرق هذيك لها بزبوز يحبس الموية وهذي مالها شي .. مسكت به وذهبت و غسلت رأسه وقلت صحصح يرحم أمك عندها شربت من النافورة وأنا أقول مشاء الله مويتهم علاج للي عندهم فشل كلوي صافية ..

بعدها أخذته وأجلسته على المقعد وعدت للفتاة التي سألتني ( دحيم) أنت وش شهادتك ابتدائي وإلا متوسط .. قاطعتها أنا و ( سمسم ) جامعيين وتخصصنا علم نفس .. صفقت بيديها بابتذال وهي تقول .. واااو بالله شف مستقبلي وش بيصير لي .. جحظت عيناي وأنا أجيبها يا طويلة العمر أنا تخصصي علم نفس مهوب سحر لأن هذاك الوقت ما كان في الجامعة قسم سحر ... مدت لي كأس وهي تقول لي أشرب .. تطلعت إلى الكأس وإليها .. ما أقدر أشرب أخاف أتعود عليه وأنا طفران ثمن ما أقدر أشتريه ..

أنطلق صوت ( سمسم ) وهو يقول .. يا ناااس يا هوووو .. ما إن أنهى حديثه حتى قفزت من مكاني لأتجه نحوه واشاهدة واقفا على طاولة الطعام وهو يصرخ .. بالله يا عالم عطوني مجداف خل أجدف عشان أوصل للشاطئ بسرعة .. أقتربت منه ليلتفت إلي وهو يقول .. ( دحيم ) أشوى أني ما مشيت وخليتك في البحر أصعد في القارب بسرعة عشان نروح .. قلت له أي قارب أنت فوق طاولة الأكل الله يصلحك مشكلة عيال الفقر أن سكروا مشكلة ..
كان يتحدث والكل ملتم ويضحك وعيني تجوب المكان ليصمت ( سمسم ) للحظات ثم يستطرد والدمعة تنساب من عينية .. يحق لكم تضحكون لأن مافيه شي في حياتكم يخليكم تبكون إذا لبسكم حق استخدام واحد كنه دسوس دكتور تنلبس مرة وحدة .. أنتم تفكرون وين تسافرون وحنا نفكر كيف ندفع الإيجار .. الفلوس من كثرها عندكم ما تعني لكم شي وحنا من قلها تأرق حياتنا .. كان يتحدث والكل صامت يستمع إليه وأنا أدور حول الطاولة وعيني معلقة به وبكلماته فلم يخطر ببالي في يوم بأننا سوف نكون لعبة تسليهم ..

تقدمت ( عهود ) لتقول بصوت عالي .. بس خلاص لحد هنا وكفاية أنزل من فوق الطاولة يا ( سمسم ) وتعال أنت يا ( دحيم ) .. أتمثلنا إلى نداءها ووقفنا أمامها لتقول بعد صمت دام ثواني قليلة .. شوفوا المكان اللي أنتم فيه مكان تصوير .. والناس اللي هنا كلهم ممثلين يلعبون أدوار وأنتم ضيوف علينا في برنامج ( كاميرا من واقع الحياة ) وهو عبارة عن برنامج نخلي الشخص يعيش موقف وحدث ونصور ردود فعله ..

وحنا صورناكم والحقيقة ضحكنا وفي نفس الوقت تأثرنا بكلامكم .. كانت تتحدث وعيني معلقة بها والكأس في يدي لتمد يدها وتأخذ الكأس مني وهي تقول وهالكاس اللي في يدك عبارة عن عصير رمان مهوب خمر والحقيقة أحب أشكر ( سمسم ) اللي تعاون معي في آخر لحظة ولعب دور السكران عشان نصور ردود فعلك معه .. التفت إلى ( سمسم ) وإليهم .. وأنا أقول ملوحا بيدي وأدور بينهم وعيني معلقة بها .. أهم شي تكونين أنت والجمهور مبسوطين على الغباء اللي عشناه أنا وخويي جوى هالمسرحيه اللي نسجتوها علينا ... أنا لما كنت أشوف الكاس وأتكلم عن معاناتي كنت أتكلم من قلب ومن حرقه .. وفي نفس الوقت أقول في نفسي حنا بالنسبة لكم أداة تسليكم مثلها مثل اللبس والسيارة والسفر من يوم تملون منهم تغيرونهم وترمونهم ولا تلتفتون عليهم حتى ..

كنت جالس منتظر طول الوقت كلمة يا الله .. الله معكم مشكورين وخذوا شرهتكم وامشوا .. تحملت ضحكات الفقر علي لسنوات لكن لما أنحطيت في هالموقف أحس أني انهديت وصرت فرجة للناس كلهم .. قاطعتني بصوت خافت .. من قال أنك فرجه بيدك تقول لا تذيعون ولا نذيع .. ابتسمت بسخرية وأنا أتطلع إليها .. من قال لا تذيعون ذيعوا عشان الناس تعرف أن فيه أجساد بلا روح عايشة معهم بنفس الحياة اللي هم فيها ولا هوب حاسين فيهم ..

وفي نفس الوقت عشان ياخذون حذرهم من أي أحد يضحك عليهم .. وانا حزني وعتبي مهوب عليكم .. التفتت جهة اليمين وأنا أكمل حديثي .. عتبي على ( سمسم ) اللي عرف الوضع وسكت وعاش الدور وعيشني معه وطلعني مغفل.. هم ( سمسم ) بالحديث لأوقفه بيدي وأكمل حديثي .. صدقني يا ( سمسم ) مهما عتبت عليك يضل كلام من اللسان مهوب من القلب لأن حنا من كثر ما دقتنا الدنيا علمتنا أن حنا ما نحقد على أحد وندعي للي الله يرزقه ويعطيه ونفرح لفرح الغير ونحزن لحزن الغير وهالحين مثل ما قلت لك ..

بس ودي رسالة توصل للمسؤولين عن الفقراء والمساكين أحب اقولهم فيه ناس ما تعرف طريق مكاتبكم وفيه ناس محتاجة وساكتة أبحثوا عنهم وعطوهم لأنكم مسولين أمام الله عنهم .. وفي الختام أحب أشكرك على هاللحظات الجميلة اللي قضيناها هنا وإذا ودك تذيعين ذيعي ولو ودك تشيلين شي من كلامي شيليه .. قاطعتني بكل حزم .. ما راح أشيل أي كلمة أنقالت هنا حتى كلامك الأخير أبذيعة .. مدت يدها وصافحتني ..

* * * *
أقفلت التلفاز وجهاز الفيديو وأنا ألتفت على ( سمسم ) وأقول له تصدق كل ما شفت هالحلقه من البرنامج أقول الله يجزاها خير من يوم أذاعت المقلب والمسؤولين ما وقفوا اتصالات علينا ووظفونا والناس التفتت لنا .. تنهد ( سمسم ) أيه والله حنا مشكلتنا في هالديرة لازم صوتك يوصل للاعلام عشان الكل يشوفك والمسؤول يخاف على كرسيه ويفزع لك ويعطيك ويزين أمورك .. ارخيت جسدي على الكنب المريح .. وأنا أقول الحمد الله بعد هالبرنامج أمورنا المالية صارت تمام ليتهم مسوين فينا هالمقلب من زمان .. لأن هالمقلب راح يكون محفور في ذاكرتي أبد الدهر لأنه غير حياتنا وهو محور تحول فيها ..

الموضوع الأصلي: توصيل طلبات || الكاتب: دفرنت || المصدر: منتديات سهام الروح

سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر