كانت تتم تهيئتي لأكون قسيسًا خلفًا لوالدي.. وهذه نصائحي للباحثين عن عمل الخير
محمد عطيف - جاكرتا
في عمر السابعة عشرة بدأ الإندونيسي محمد شافعي رحلة البحث عن الدين الصحيح، بعدما قرأ ووجد الكثير مما وصفه بالتناقضات في الإنجيل الموجود بين أيدي النصارى في مدينته "ميدان".
ومدينة "ميدان" هي عاصمة مقاطعة سومطرة الشمالية في إندونيسيا، وتقع على الساحل الشمالي، وتُعد رابع أكبر مدينة في إندونيسيا، وتعد كبرى المدن الإندونيسية خارج جاوة.
كان وضع "محمد" في غاية الصعوبة؛ فوالده قسيس نصراني، وأسرته كافة بالطبع نصرانيون متشددون.
لمدة نصف عام واصل البحث عن حقيقة الأديان، وكان يقرأ عن أكثرها شهرة. خلال ذلك كانت أسرته تأمل أن يكون قسيسًا مثل والدهم، وتضغط عليه في سبيل ذلك.
القراءات المتعمقة لنصف عام عززت شكوكه نحو دين أسرته، بعدها دخل في مرحلة التفكير في الإسلام.
يقول محمد لـ"سبق": خلال نصف عام فكرت وتدبرت ووجدت مخالفات في الإنجيل الموجود؛ ما جعلني أفكِّر في الإسلام.
كنت أشعر بأن عيسى عليه السلام هو رسول الله، ولكنه ليس إلهًا كما كُتب في الإنجيل المتداوَل.
وفي لحظة لا أنساها وقفت أمام أمي وأبي وقلتُ لهما إنني أرغب في الدخول في الإسلام.
يقول: كانت لحظات غضب كبيرة، اصطدمت بإصراري؛ فطلبا مني على الأقل أن أفكر لفترة أطول، لكنني أعلنت إسلامي؛ فقام والدي بطردي من المنزل.
خرج "محمد" وهو لا يملك أي شيء سوى ملابسه. كان يشعر بارتياح عظيم، دفعه ذلك - بتوفيق الله - للعمل والدراسة في الوقت نفسه حتى حصل على شهادة الثانوية (تسمى العالية لدى الإندونيسيين) ثم التحق بمعهد (الراية - جامعة الراية). بعدها انتقل للجامعة الإسلامية في جاكرتا؛ ليكمل دراسته، ثم يعود إلى حيث وُلد وحلمه أن يكون داعية.
يقول "محمد": أنهيتُ دراستي، ورجعت لسومطرة، ولكن مع بدايتي واجهتُ هجومًا شديدًا من رجال الكنيسة؛ لأنني كنتُ في دروسي أُبرز أخطاء الديانة النصرانية بصورتها الآن، وأن الإسلام هو الدين الصحيح {ومَنْ يبتغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه}.
ويضيف: سعيتُ لعمل نقاشات مع المعارضين، وكذلك مع من أعرض عليهم الدخول في الإسلام، ورأيت أن أبدأ بوالدي، ودخلت في نقاشات طويلة معه، والحمد لله اقتنع، وهداه الله للإسلام. كان ذلك رائعًا؛ فأبي كان قسيسًا، وتوقعت صعوبة أكبر، ولكنه أسلم، وتبعه على الفور رجال الكنيسة التي كان فيها، بل إن والدي - والحمد لله - أوقف أرضًا، وخصصها للمسلمين الجدد (المؤلَّفة قلوبهم).
ويرى "محمد" أنه من المهم في الدعوة التركيز على المسلمين الجدد والمؤلَّفة قلوبهم كما يسمونهم، وأنه من الأخطاء الكبيرة تجاهل ذلك وعدم التركيز عليه. مستشهدًا بأن من يدخلون الإسلام لا يحظون بأية عناية أو تسهيلات بعكس ما يقدمه رجال الكنيسة لكل من "يرتد" عن الإسلام؛ إذ يكرمونه، ويتم تسهيل أموره، ويحظى بدعم كبير.
يقول: كنت أحرص أثناء زيارتي للأحياء التي بها من أريد دعوته إلى الإسلام على أن أحمل بعض الهدايا والمساعدات. كنت أشاهد رجال جماعات التنصير يحملون أشياء أكثر. الحمد لله أسلم العديد من الأشخاص على يدي، بل - بفضل الله - أغلب النقاشات التي يحضر أصحابها من النصارى لمناقشتي في المسجد تنتهي بإسلامهم.
مضيفًا: تقدمت بمشروع يستهدف تعزيز الإسلام لدى المؤلَّفة قلوبهم، وعرضته على مكتب من مكاتب الحكومة، ولكنهم رفضوه! لم يحبطني هذا؛ فقد ألَّفت العديد من الكتب للتعريف بالإسلام، وما زلت أمرُّ على أحياء نصرانية، وأعرض عليهم الإسلام، وأتحداهم لمناقشتي، بل إن بعضهم يتصل بي لاحقًا طالبًا مناقشتي.
"محمد شافعي" يؤكد أنه لا يحظى بأي دعم حكومي ولا تبرعات، ولكنه يوجِّه رسالة للدعاة ورجال الخير والجمعيات التي تعمل في المجال الدعوي بأن تركز على "المؤلَّفة قلوبهم"؛ فهناك من طُرد من بيته وشُرد نتيجة لإسلامه، وهناك من استسلم للضغوط وعاد للنصرانية.. ويقول: صدقوني، عندما نقارن نشاطنا بنشاط الكنيسة فهو لا شيء؛ فالكنيسة تحتضن من يتنصر بعد إسلامه، ويحظى باهتمام كبير، ويتم تأمين أبرز احتياجاته.
ويختم بقوله: لدي اقتراح للمتبرعين من الخليج، وأخص أبناء السعودية من أهل الخير؛ فالتبرع يجب ألا يكون فقط للمساجد، بل أتمنى أن يشمل تخصيص معونات للمسلمين الجديد؛ حتى "يثبتوا". ومن الرائع أننا نشاهد حاليًا توجهًا لبناء مراكز إسلامية، تضم إلى جانب المساجد مدرسة ومكانًا لتعليم المسلمين واستضافة مَن يتعلمون.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف
2
العرض الشجري