القول المعتمد في الدين والمعتقد للاستغاثة بمدد مدد!
القول المعتمد في الدين والمعتقد للاستغاثة بمدد مدد!
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن اتباع الناس للناس من غير معرفة لمآخذ الأقوال والأفعال يكاد يخرجهم من الملّة والدين وهم لا يدرون، وكثير من المعتقدات الفاسدة التي حكاها القرآن في ثنايا سوره عن الأقوام الضالة؛ كانت اتباعا لآبائهم وأجدادهم، وإذا قيل لهم هاتوا برهان صدق دعواكم، قالوا: هكذا وجدنا آباءنا يفعلون، ونحن على آثارهم مقتفون، يقول الله تعالى حكاية عنهم: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170].
ومن المناهي اللفظية التي كثر تردادها على ألسنة الناس تقليدا واتباعا من غير فهم لمعناها ومقتضياتها: ما يتعلق بالمدد؛ أي قولهم: "مدد مدد!".
وهذا الأمر كنا نلحظه عند الشيعة الرافضة؛ حيث يقولون: مدد يا علي! مدد يا حسين!
وكنا نقبله لما بيننا وبينهم من التباعد والاختلاف، فهم بقولهم بتحريف القرآن، وسِبابهم للصحابة الكرام ولعنهم إيّاهم، وتدينهم بالتقية، ورؤيتهم لكفر ونجاسة أهل السنة، ناهيك عن الشركيات التي دَسَّوا نفوسهم بها، والاختلافات التي بيننا وبينهم التي لا تعد ولا تحصى في أصول العقائد والفروع الفقهية، فمن عرف كل هذا لا يتردد ولو قليلا بالقول بكفرهم، وأقل ما يقال فيهم: مشركون مكذبون!
ولكن، أن نرى من يحسب على أهل السنة والجماعة، يتسامح في مثل هذه العبارات الشركيات (مدد مدد يا رسول الله)، فلا نقبله إطلاقًا! فنحن أمة التوحيد، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والأنبياء كلهم، جاؤوا بالتوحيد ومحاربة الشرك بكل أنواعه مراتبه.
وعبارة "مدد مدد"، تعني طلبَ المدَد وهو العون والغوْث؛ كأن يكون الإنسان بحاجة إلى المساعدة حال الاضطرار؛ فيطلب من يغيثه! وهذا الأمر يكون جائزا إذا طلب من الأحياء فيما يقدرون عليه، ولكن أن يطلب المدد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قد مات، فهذا شرك بالله، وإطراء نهى عنه صلى الله عليه وسلم، فهو بشر مثلنا كان يطلب المدد والعون من الله تعالى، قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].
والحاصل أن طلب المدد من الأموات، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، شرك بالله وبعد عن منهج التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام، وأن هذا من خواص الله تعالى، فهو الذي يعطي ويغيث ويمد من أخلص له الدعاء وتيقن بالإجابة، والواجب على كل مسلم أن يترك مثل هذه الشركيات التي تهوِي به في النار إن لم يتب منها! وأن يبتعد عن أصحاب هذه الأقاويل من الشيعة والقبوريين.
ومن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا وصدقا، فليتبع شرعه وما جاء به، لا أن يخترع ويبتدع! قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، فهذا هو الميزان الحق الذي يعرف به الصادق من الكاذب، والله نسأل أن يلهمنا الصواب، ويميتنا على التوحيد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف