"لن نسمح للإرهابيين بتشويه ديننا المسالم" بهذه الكلمات الحازمة والعزم الكبير توعد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الإرهاب بنهاية عهده، وذلك خلال الاجتماع الافتتاحي لدول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب العام الماضي. فأثبتت المملكة من خلال حملتها ضد الارهاب في اليمن أنها رأس الحربة في مواجهة جميع المشاريع المصدرة للعنف والتطرف، حيث تقاوم المملكة الطامعين بصمود شعبها وجيش وطني قوي مجهّز بأفضل أنواع العتاد في العالم، فلم تستغل المملكة الدين والروابط الطائفية والمذهبية لبث الفوضى والحاق الهزيمة بالأعداء، الأمر الذي أوصل ايران الى الانهيار وحولها من دولة غنية بالموارد الى دولة صادراتها الوحيدة هي العنف والإرهاب. وكان لمقتل قياديان في تنظيم «القاعدة» الإرهابي في اليمن وقع كبير عند المراقبين حيث بات العالم الغربي يؤمن بأن التحالف الإسلامي هو الأقدر على مكافحة الارهاب من كل التدخلات الاميركية و الحروب العبثية، حيث أوضحت المصادر الأمنية أن القياديين في تنظيم «القاعدة» باليمن مراد عبدالله محمد الدوبلي الملقب بـ «أبي حمزة البطاني»، والقيادي حسن باصريع، لقيا مصرعهما، بعدما دهمت القوات المدعومة من التحالف أحد معاقل التنظيم في مديرية الوضيع التابعة للمحافظة.
ويشيد معهد كارينجي الأميركي في دراسة له عن مكافحة الارهاب عن الأساليب التي اتبعتها المملكة في محاربة الإرهاب حيث ابتعدت عن طريقة بعض الدول التي تعتمد على ملء السجون بالارهابيين وتكميم الأفواه، بل اعتمدت المملكة على منظومة أمنية صارمة وتكتيكات أكثر ليونة بما في ذلك اعتماد الأساليب الحديثة والذكية وآخر الابتكارات التكنولوجية في البحث الاستخباراتي حيث تمتلك المملكة أجهزة وتقنيات قادرة على اختراق أعقد الشبكات السرية والمشفرة للارهابيين اضافة الى برامج العفو ومكافحة التطرف، فضلاً عن الجهود التي تبذلها المؤسسات الدينية لتنوير الشباب ضد الفكر المتطرف.
وكان للأجهزة الاستخباراتية السعودية الفضل والسبق في إنقاذ أرواح مئات السكان حول العالم بعدة حوادث أبلغت عنها المملكة الأجهزة الأميركية أو المسؤولين الاوروبيين كما يحكي أرشيف البنتاغون، واكدت وزارة الدفاع الاميركية لجريدة "النيويورك تايمز" إن المملكة منعت تفجير إرهابي كبير لطائرة أميركية في 2010.
من جانب آخر يضيق الخناق على الحوثيين في اليمن لتنحسر مناطق نفوذهم ما دفعهم الى استخدام الورقة الأخيرة وهي الشراكة مع القاعدة على أرض اليمن، حيث أطلق الانقلابيون سراح 18 عنصر من القاعدة في صفقة تم التوصل إليها بين الجماعتين المسلحتين من شأنها مساعدة القاعدة للحوثيين لتخفيف الضغط عليهم في محافظة البيضاء جنوب اليمن. وقال الإعلامي والمحلل السياسي سامي المرشد لـ"الرياض" أن التحالف يقوم بنجاحات كبيرة ضد القاعدة في اليمن والتي هي الوجه الآخر لنفس العملة الحوثية والداعشية حيث تسلك جميعها نفس المسار الذي أتى من رحم الإخوان المسلمين. ويؤكد المرشد عزم المملكة على محاربة الارهاب والارهابيين ومن يشجعهم ويعمل معهم حيث يجمع المجتمع الدولي ومجلس الأمن على شرعية مهام التحالف في اليمن.
وقال الخبير في المجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية، فهد ناظر لـ"الرياض" أن استهداف المملكة لتنظيم القاعدة في اليمن يعزز أمرين؛ الأول هو التزام المملكة القوي بهزيمة الجماعات الارهابية أينما تخفت، والثاني هو عزم المملكة القوي على مساعدة اليمن في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار حيث سيكون من الصعب جداً تعافي اليمن من النزاع الحالي اذا سمح للجماعات الارهابية مثل القاعدة بالتحرك بحرية كما تعتبر هزيمتها ضمانة لاستقبال اليمن في المستقبل.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف