الدقة المهنية والعمل الاحترافي يرفعان مؤشرات أداء "الداخلية"

نجحت وزارة الداخلية في رفع مستوى الأداء والمهنية بعد أشهر قليلة من إعادة هيكلتها، وعكست النتائج الإيجابية جهود رجال الداخلية بما يتوافق مع حرص الملك وولي العهد وسمو وزير الداخلية على أمن المواطنين والمقيمين، واتضح العمل المؤسسي الذي انتهجته الوزارة في مؤشرات قياس الأداء الذي تلتزم بها الوزارة أمام الحكومة وفق رِؤية 2030م.

وشرحت التقارير السنوية التقدم الذي وصلت إليه الداخلية في كافة عملياتها، بشكل يؤكد التطور الملموس في انخفاض نسب الجرائم ككل، مقارنة بنفس الفترة من العام الذي سبقه، جاء من خلال توجه وزارة الداخلية باستخدام التقنية المتطورة ورفع مستوى إجراءات البحث والتحري، وعدد من المبادرات التي تضمن ارتفاع وتيرة العمل الأمني.

وأثبتت النتائج الإيجابية لإحصائية أهم المؤشرات الأمنية أن وزارة الداخلية حققت تقدماً ملموساً للحد من الجريمة ورفع مستوى السلامة، وذلك ضمن توجيهات الملك وولي عهده ودعمهما الكبير لمنتسبيها من مدنيين وعسكريين، كما كشفت التوسع في زيادة الانتشار الأمني بمختلف المدن السعودية وارتفاع الدقة المهنية لأداء رجال الأمن، ليفوزوا بما وعد الباري - جل علاه - "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".

هيكلة الداخلية

في البداية أكّد عضو مجلس الشورى اللواء ناصر العتيبي أنّ وزارة الداخلية بمثابة البيت الكبير للأجهزة الأمنية، مبيّناً أنّ التغير الذي حصل ساهم في تحقيق المزيد من النجاحات بالوزارة، حيث اتضح أنّ الداخلية لديها جهات متعددة هناك جهات رقابية، وحقوقية، وقانونية، وهناك جهات معنية بأمن الدولة، ولهذا رأى - حفظه الله - أن يتم إنشاء جهاز خاص بأمن الدولة، وبقيت وزارة الداخلية تشرف على الجهات الخدمية الأمنية والتي تعد خطاً أساسياً في حفظ الأمن، ومع إعادة الهيكلة بدأ التركيز العملي الميداني الفاعل، وتم ضبط آليات الضبط والتحقيق والإدانة والجرم، إلى جانب مضاعفة العمل في الأعمال التي تخدم المواطن، ونجحت في تنفيذ دور إيجابي كبير، لتتوالى التقارير الأمنية التي تفيد بارتفاع جودة العمل، وبذلك ارتفعت مؤشرات الأداء في وزارة الداخلية.

وأضاف: إنّ نجاحات وزارة الداخلية تضاعفت بعد إعادة الهيكلة، خصوصاً في ضبط المتسللين إلى حدود المملكة، حيث كانت أفواج كبيرة تحاول الدخول إلى المملكة؛ مما تسبب في أضرار كبيرة اقتصادياً وصحياً واجتماعياً، من خلال منظومة متكاملة من الرادارات والتقنية العالية لمراقبة كافة حدود المسؤولية، وهذه الرادارات والتقنيات الموجودة مربوطة بغرف العمليات ومراكز التنسيق بعمليات البحث والإنقاذ تسعى من خلالها أن تكون السيطرة تامة على حدود المسؤولية الأمنية كافة، كما تم توفير وسائل التنقية الحديثة لمراقبة الحدود البرية والبحرية ومشروعات الأنظمة المتكاملة لحماية الحدود وتدريب الكوادر البشرية وتهيئتها؛ مما أسهم في التقليل من الاختراقات والتجاوزات.

وأكّد أن وزارة الداخلية تمكنت من كبح جماح تجار السموم وافشلوا تهريبها إلى داخل المملكة، حيث نجحت الداخلية في تعقب العناصر المتورطة في ذلك للقبض عليهم والإطاحة بشبكاتهم الإجرامية، والتنسيق والتعاون مع الجمارك السعودية والجهات النظيرة في الدول الشقيقة والصديقة لاستباق المخططات الرامية لاستهداف المملكة بالمخدرات؛ مما ساهم في انخفاض محاولات التهريب وارتفاع معدلات الضبط.

ولفت إلى أنّ انخفاض معدلات الجريمة في المملكة كان نتيجة جهود مركز أبحاث الجريمة التابع لوزارة الداخلية، والذي يهدف إلى دراسة الأسباب والظروف التي ينشأ عنها السلوك الإجرامي والانحراف السلوكي، ثم يحاول تفسير آليات السلوك المنحرف؛ لكي يمكن إعداد وتنفيذ برامج الوقاية المبنية على المعرفة المنهجية والعلمية، ومن ثم التحكم بالسلوك الإجرامي المعقد وضبطه، فالمركز يوجه دراساته المتخصصة إلى حقلي المكافحة والوقاية في وقت واحد، حيث يعمل في المركز مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين في مجال علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الجريمة وعلم الإحصاء. كما قام المركز بإجراء دراسات على هيئة مشروعات مشتركة مع الأمم المتحدة والمجلس الدولي لدراسات الكحول والإدمان بلوزان، سويسرا، وفرعه في القاهرة، وكذلك التعاون مع الجامعات في مجال البحث العلمي في القضايا التي تخص المركز.

ظاهرة بشرية

وأكّد الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد بن حسن الشهري أن الجريمة تعد ظاهر بشرية وجدت منذ بدء الخليقة أفرزها اختلاف الناس وتنوع عقلياتهم ونفسياتهم، ووجود الجريمة في مجتمع من المجتمعات لا يعد أمراً مستغرباً، إلا أنه يصبح الأمر مقلقاً ومستغرباً إذا تجاوز عدد الجرائم الرقم الطبيعي قياساً بعدد السكان، وقال: المملكة كغيرها من المجتمعات تواجه عدداً متنوعاً من الجرائم لاسيما وهي تحتضن أكثر من 12 مليون وافد من أكثر من 40 جنسية مختلفي المشارب والمذاهب والمستوى التعليمي والثقافي الأمر الذي كان له دور بارز في عدد ونوع الجرائم المسجلة في الدوائر الأمنية، منها على سبيل المثال القتل بداعي السرقة، والسطو، والنشل، وصناعة الخمور، وتهريب المخدرات، والإتجار فيها، والنصب والإحتيال، وإن كانت نسبة الجريمة بين المواطنين السعوديين تأتي بدرجة أقل، ومقابل هذه النزعة الإجرامية التي تصدر من البعض كانت الأجهزة الأمنية بالمرصاد لكل من تسول له نفسه تعكير صفو الأمن الوطني.

وأضاف: وزارة الداخلية لديها أجهزة على درجة عالية من الحرفية والمهنية فاقت قريناتها في الدول المتقدمة في سرعة الكشف عن الجرائم والقبض على المجرمين في زمن قياسي قد لا يتعدى الساعة أو الساعتين ثم تقديمهم للعدالة، وإصدار أحكام الشرع الحنيف فيهم، من هنا لا نستغرب الانخفاض المتوالي في نسب الجرائم وخاصة الخطير منها مثل جرائم العرض والسطو والقتل، حيث تزامن هذا الانخفاض مع الحملات الأمنية المباركة التي أمر بها الإمام الهمام خادم الحرمين الشريفين التي تقضي بعمل حملات مستمرة على العمالة المخالفة وغير النظامية، كذلك ما ساند هذه الحملات من مشروعات تنموية وخطط اقتصادية قضت على نسبة جيدة من البطالة بين الشباب وفتح أبواب العمل ومصادر الرزق الحلال أمامهم كل هذه الأمور أدت بالضرورة إلى انخفاض جرائم السرقة والسطو والتجارة الممنوعة، كذلك حدث انخفاض بارز وواضح في الجرائم الإرهابية بأنواعها بفضل الله، ثم بفضل حزم وعزم رجال الأمن البواسل في وزارة الداخلية.

مداد من ذهب

فيما رأى عضو مجلس الشورى د. زهير الحارثي أن هناك أسباباً وعوامل موضوعية أدت إلى حدوث هذا التحول الملموس في النتائج، وقال: على سبيل المثال الانتشار الأمني عامل مفصلي وملحوظ في مناطق المملكة والنتيجة لهذا ممارسة من الطبيعي أن تنعكس على الأرض ما أثمر عنه انخفاض في ارتكاب الجرائم وبالتأكيد هناك عوامل أخرى ساهمت من توعية وتثقيف وانفتاح اجتماعي.. الخ،

ويجب أن نعترف أن إعادة الهيكلة ساهم في غلق ثغرات وعالج الخلل في تفاصيل صغيرة ما ساهم في تحسن الأداء والمهنية وارتفاع فاعلية الحس الأمني.

وأردف: هذه النجاحات الأمنية تؤكد نجاح السياسات التي استخدمتها وزارة الداخلية ويؤكد منهجية العمل المؤسسي بقيادة الأمير النشط عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية، والأرقام لا تخطئ، وهي البرهان لنجاح أو إخفاق أي جهاز حكومي ولعل إشادة الملك وولي عهده بجهود الوزارة ونجاحاتها يؤكد صحة المسار الذي تحذوه الوزارة فحربها على المخدرات يسجل بمداد من ذهب كونها أفشلت خطط استهداف المملكة، ناهيك عن انخفاض الحوادث المرورية، ونعتز بما تقوم به الوزارة لأن تبين وبالإحصائيات أن هناك عملاً كبيراً يبذل من أجل راحة وأمن المواطن.

عرين الأمن

من جانبه قال الباحث والمستشار في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب د. محمد الهدلاء: إن شكر خادم الحرمين الشريفين لسمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف جاء نتيجة لاطلاع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على النتائج الإيجابية في مؤاشرات أداء الأجهزة الأمنية، وقال: مقارنة بنفس الفترة من العام الذي سبقه، والتي تظهر تطوراً ملموساً في انخفاض نسب الجرائم ككل، حيث انخفضت جرائم القتل العمد، وانخفضت جرائم العرض وجرائم السطو المسلح بنسب كبيرة جداً، مما يدل على الأداء العالي لوزير الداخلية والعاملين معه في جميع الأجهزة الأمنية كما سجلت الأمن والسلامة المرورية انخفاض ملحوظ تجاوز نسبته (19 %) وانخفضت أعداد نسبة المتوفين في الحوادث المرورية والمصابين، كما أن الجهود الأمنية لوزارة الداخلية باتت واضحة وظاهرة للعيان ورصدها الموشر للأداء العالي".

وأضاف: "هذه كلها تعتبر إنجازات كبيرة وعظيمة لقائد أمني مثل سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية الذي تتلمذ في بيت "عرين الأمن" الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وهذه النجاحات التي تسجلها وزارة الداخلية في وقت تخوض المملكة العربية السعودية حروباً عدة خارجية على عدة جبهات أبرزها حرب اليمن، ومعروف أن الحرب الخارجية دائماً تترك أثراً على الأمن الداخلي، وهذا لم يحدث أبداً في المملكة، بل على العكس هذه النتائج التي أظهرتها مؤشرات وزارة الداخلية تظهر أن أمن المملكة متفوق في الداخل والخارج".




http://www.alriyadh.com/1677111]أكثر...[/url]

الموضوع الأصلي: الدقة المهنية والعمل الاحترافي يرفعان مؤشرات أداء "الداخلية" || الكاتب: سهام الروح || المصدر: منتديات سهام الروح

سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر