قال العلامة محمد العثيمين - رحمه الله - :
" ثم بيَّن الله - عز وجل
حكمة أخرى موجبة لهذا الحِل {أُحِلَّ لَكُمْ}
وهي قوله تعالى:
{ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ }
أي تخادعونها بإتيانهن
بحيث لا تصبرون
وأصل هذا أنهم كانوا في أول الأمر إذا
صلى أحدهم العشاء الآخرة
أو إذا نام قبل العشاء الآخرة
فإنه يحرم عليه الاستمتاع بالمرأة والأكل والشرب
إلى غروب الشمس من اليوم التالي
فشق عليهم ذلك مشقة عظيمة
حتى إن بعضهم لم يصبر
فبين الله - عز وجل - حكمته ورحمته بنا
حيث أحل لنا هذا الأمر .
قوله تعالى:
{فَتَابَ عَلَيْكُمْ}:
أي تاب عليكم بنسخ الحكم الأول الذي فيه مشقة
والنسخ إلى الأسهل توبة
فيعبر الله - عز وجل
عن النسخ بالتوبة إشارة إلى أنه لولا النسخ
لكان الإنسان آثماً إما بفعل محرم أو بترك واجب .
قوله تعالى: {وَعَفَا عَنكُمْ} :
أي تجاوز عما وقع منكم من مخالفة.
قوله تعالى:
{فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ}:
كلمة «الآن» اسم إشارة إلى الزمن الحاضر
والمراد بالمباشرة الجماع
وسمي كذلك لالتقاء البشرتين فيه
بشرة المرأة وبشرة الرجل
وقوله تعالى:
{وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ}
أي اطلبوا ما قدر الله لكم من الولد .
قوله تعالى:
{حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}
أي حتى يظهر ظهوراً جلياً يتميز به
{ الخيط الأبيض }
وهو بياض النهار { من الخيط الأسود }
وهو سواد الليل .
قوله تعالى:
{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }
وذكرها عقب قوله تعالى:
{ فالآن باشروهن }
لئلا يظن أن المباشرة المأذون فيها
شاملة حال الاعتكاف
والضمير «هن» يعود على النساء .
و{عَاكِفُونَ}
اسم فاعل من عكف يعكف
والعكوف على الشيء ملازمته والمداومة عليه
والاعتكاف في الشرع هو التعبد لله سبحانه وتعالى
بلزوم المساجد لطاعة الله.
(انتهى كلامه - رحمه الله) .
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف