فقه صلاة العيدين في المذهب الحنبلي لأحمد باجي العنزي
فقه صلاة العيدين في المذهب الحنبلي لأحمد باجي العنزي
صدر حديثًا كتاب "فقه صلاة العيدين في المذهب الحنبلي مع بيان الاختيارات الفقهية واللطائف الأصولية"، جمع ودراسة: د. "أحمد باجي العنزي"، نشر "دار الظاهرية".
وهذا الكتاب في مباحث أصولية واختيارات فقهية دقيقة في أحكام صلاة العيدين، وآدابهما، وسننهما على شرط السادة الحنابلة.
يقول الكاتب:
«وأصل هذه الرسالة وريقات كنت جمعتها أثناء المطالعة الموسميّة، لكتب السادة الحنبليّة، وما خطَّه يراع فقهاء المذاهب الزكيّة، ومع مرور الأيام أينعت ثمارها، وبلغت نصابها، فوجب حقها يوم حصادها، فقمت بمراجعتها وتهذيبها، رومًا لنشرها حتى يحصل تمام الانتفاع منها، وقد ذكرت فيها من لطيف الأقوال الفقهية، والنظرات الأصوليّة، والفوائد العلميّة... ».
وتضمنت الرسالة عدَّة مباحث نافعة بدأت بتمهيد في التعريف بصلاة العيد، وكيفيتها، وحكمها، وشروطها، ووقتها، ومكان فعلها. وما حكم إقامتها في الساحات المغلقة؟
وفي صفتها أورد عدة مسائل ونكات، وفي شأن الخطبة بعد الصلاة ناقشَ مسألة هل يكتفي بخطبة واحدة أم بخطبتين كالجمعة، وما حكم الكلام أثناء خطبة العيد، وفيه روايتان عن أحمد.
وما صفة الخطبة، وكيفية استفتاح النبي خطبة العيدين، وهديه صلى الله عليه وسلم في موعظتها.
والحاصل أن الخطيب يدعو الناس في خطبة الفطر لإخراج الصدقة، ويبين لهم جنس ومِقدار المُخرج، ويَحثُّهم في خطبة الأضحى على الأضحية مع بيان أحكامها.
وأورد الكاتب إشكالًا في هذه النقطة لأن صدقة الفطر - كما في المذهب - وقت أفضليتها قبل الصلاة وتُكره بعدها، ويحرم تأخيرها عن يوم العيد، ومن حضر الخطبة فاته وقت الإخراج المرغّب فيه، ووقع في الكراهة، فما الفائدة من دعوتهم لإخراج صدقة الفطر في غير محلها المناسب؟!
وأجيب عنه بموافقة ابن عثيمين - رحمه الله - ما قرره ابن نجيم الحنفي المصري بأن هذا فيه نظر؛ لأنه إذا بين أحكام زكاة الفِطر في هذا الوقت فقد فات وقتها؛ لأنه لا يجوز تأخير إخراجها إلى ما بعد الصلاة، والصواب أنّ بيان أحكام زكاة الفطر إنمّا يكون في آخر خُطبة من خُطب رمضان. أمّا في خُطبة صلاة عيد الفطر فلا وجه له.
وأورد الكاتب جوابًا أصوليًا في مسوغات التذكير بالصدقات نهار العيد.
كما بين الكاتب حكم الأذان والإقامة للعيدين، وتوسع في إيراد أقوال الأئمة العلماء لبيان مناهج الأئمة في الاستدلال، وأنهم لا تحصل لهم المخالفة الظاهرة للآثار، إلا بنظر رصين لظاهر النص وباطنه - وإن لم يوافقوا عليه - فَتُلتمس لهم الأعذار، وتحفظ مكانتهم وهم بين الأجر والأجرين.
كما بيَّنَ حكم التنفُّل قبل وبعد الصلاة، وتعليل كراهة التنفُّل عند الحنابلة: لئلا يتوهّم أن لصلاة العيد راتبة قبلها أو بعدها.
كما حرر محل النزاع في مسألة التنفل لصلاة العيد، وأورد آراء المدارس الفقهية في حكم التنفُّل قبل صلاة العيد وبعدها بتفصيل مسهب في المذاهب الأربعة، وقارنها باختيار الحنابلة المتقدمين منهم والمتأخرين.
كما بيَّن ووضح أغلب المسائل المتعلِّقة بالتكبير في العيدين.
كما بيَّن حكم التهنئة في العيدين، وصفتها، وسنن العيدين.
قال ابن قدامة - في الكافي -: «ويسنُّ الاغتسال للعيد، والطّيب، والتنظيف، والسَّواكُ، وأن يلبسَ أحسن ثيابه».
كما بين تعريف العيد وحكمه، وفيه تحرير لرأي ابن تيمية، ومناقشة أدلته.
والكاتب هو د. "أحمد باجي العنزي" عضو الهيئة الشرعية ببيت الزكاة الأردني، حاصل على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة المنيا وكان موضوع أطروحته العلمية «المصلحة وأثرها في المعاملات المالية المعاصرة دراسة نظرية تطبيقية» وذلك عام 1438 هـ-2017م، له من المؤلفات:
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف