ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات سـهام الروح اَلًيومُية ) ~
 
 
   
( فعاليات سـهام الروح )  
 
 

 

♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,442
عدد  مرات الظهور : 57,360,355
عدد مرات النقر : 3,681
عدد  مرات الظهور : 56,265,221
عدد مرات النقر : 3,075
عدد  مرات الظهور : 54,656,937
عدد مرات النقر : 4,689
عدد  مرات الظهور : 29,834,466
عدد مرات النقر : 2,771
عدد  مرات الظهور : 25,122,316منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 2,855
عدد  مرات الظهور : 60,149,312
عدد مرات النقر : 3,429
عدد  مرات الظهور : 59,820,636
عدد مرات النقر : 4,528
عدد  مرات الظهور : 60,149,415
عدد مرات النقر : 4,374
عدد  مرات الظهور : 52,987,616

عدد مرات النقر : 2,195
عدد  مرات الظهور : 37,417,112
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,133
عدد  مرات الظهور : 30,734,471مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,144
عدد  مرات الظهور : 60,149,231مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 2,602
عدد  مرات الظهور : 60,149,223

الإهداءات



الملاحظات

› ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 07-24-2020, 08:50 PM
هويد الليل غير متواجد حالياً
Egypt     Female
مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل Coral
 عضويتي » 2318
 جيت فيذا » May 2020
 آخر حضور » 03-19-2024 (12:28 AM)
آبدآعاتي » 83,815
الاعجابات المتلقاة » 8510
الاعجابات المُرسلة » 96
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 34سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » هويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond reputeهويد الليل has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حقيقة الدنيا وبركة العشر



حقيقة الدنيا وبركة العشر


﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: 1]، ونصبَ الكائناتِ على ربوبيته ووحدانيتهِ براهينَ وحُججًا، فمن شِهدَ لهُ بالوحدانية وآمنَ بلقائه واستعدَ لما أمامهُ، فقد أفلحَ ونجا، ﴿ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، شهادةَ الحقِّ واليقينِ في الخوف والرجاءِ، أعظِم بها سبِيلًا وأنعِم بها منهجًا، ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ﴾ [الأنعام: 125]، وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسولهُ، وصفيهُ وخليلهُ، أجملُ النَّاس خَلْقًا، وأحسنُهم خُلُقًا، وأعزهم نسبًا، وأعرقُهم حسَبًا، وأرغبهم في الآخرة وأزهدُهم في الدنيا، فصلواتُ اللهُ وسلامهُ عليهِ، وعلى آله الطيبين، وأصحابهِ الغرِّ الميامين، والتابعينَ ومن تبعهم.



أمَّا بعدُ:

فأوصيكم أيُّها النَّاسُ ونفسي بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ، فاتقوا اللهَ رحمكم اللهُ ولا تغرنكم الحياةُ الدنيا، فحلالهُا حسابٌ، وحرامُها عقابٌ، وعامِرها خرابٌ، والذاهبون فيها بلا إيابٍ، صاحت بكم الدنيا: ما سمَّنتُم فللتُّرابِ، وما بنيتم فللخرابِ، وما كنزتم فللذهابِ، وما عملتم ففي كتابٍ، والموعدُ يومُ الحسابِ، ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 34 - 39].



معاشر المؤمنين الكرام، تأملوا ما يقوله الله تبارك وتعالى عن حقيقة الدينا: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]، ويقول سبحانه وبحمده: ﴿ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38]، قَالَ الإمام ابنُ القَيِّمِ: وَالْقُرْآنُ مَمْلُوءٌ مِنَ التَّزْهِيدِ فِي الدُّنْيَا، وَالْإِخْبَارِ بِخِسَّتِهَا، وَقِلَّتِهَا وَانْقِطَاعِهَا، وَسُرْعَةِ فَنَائِهَا، وأما ما أَخْبَرَ به النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عن الدنيا، فقد صحَّ عنه في ذلك أحاديث كثيرة، يخبر فيها عليه الصلاة والسلام أَنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَأَنَّهَا تَأْخُذُ العُيُونَ بِخُضْرَتِهَا، وَتأسِرُ القُلُوبَ بِحَلَاوَتِهَا، فمن أَخذها بحقِّها بُوركَ لهُ فيها، ومَن أخذها بغير حقِّها، كانَ كالآكِلِ الذي لا يَشْبع، وأنَّ الانسانَ في الدنيا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا، وأَنَّ الدُّنْيَا لَوْ كانت تُسَاوي عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ، وأَنَّهَا سِجْنُ المُؤمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِرِ، وأَنَّ مَثْلهَا فِي الْآخِرَةِ كَمَثَلِ مَا يَعْلَقُ بِالأُصْبُعِ إذا أَدْخَلَ فِي البَحْرِ، وَأَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أن الدنيا ملعونة، ملعونٌ ما فيها إلا ذكر الله تعالى وما والاه وعالِمًا ومتعلمًا، وأَنَّ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، جَعَلَ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيهِ، وَشَتَّتَ عَلَيهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، ومن كانت الآخرة نيَّته، جمعَ اللهُ لهُ أمرهُ وجعلَ غناهُ في قلبهِ وأتتهُ الدنيا وهي راغمة، وحين مرَّ صلى الله عليه وسلم بشاةِ ميتةٍ قد ألقاها أهلها، قال: والذي نفسي بيده، للدنيا أهونُ على اللهِ من هذه على أهلها"، وقال بعض الأدباء: الدنيا إن أقبَلَت بَلَتْ، وإنْ أدْبَرَت بَرَتْ، وإنْ أنْعَمَتْ عَمَت، وإنْ أيْنَعَتْ نَعَتْ، وإنْ أسْعَدَتْ عَدَتْ، وإن أرْكَبَتْ كَبَتْ، وإنْ حَلَتْ أوْحَلَتْ، وإنْ سَامَحَتْ مَحَتْ، وإن صَالحتْ لَحتْ، وإنْ بَالَغَتْ لَغَتْ، وكم من مالكٍ فيها ولملكِه علامات، فلما علا مات، ويقول الامام ابن القيم عن الدنيا: «وأشبه الأشياء بالدنيا المنام، يرى فيه العبدُ ما يحبُّ وما يكره، فإذا استيقظَ علِمَ أنَّ ذلك لا حقيقةَ له»، فالدنيا ظِلُ غَمَام، وحُلْمُ نِيَام، غَدَّارةٌ غرارة، خَدَّاعةٌ مكَّارةٌ، أمانيها سراب، وآمالها كِذاب، صفوها كدَر، والمرء منها على خطَر، وما هي إلا أيام معدودة، وأنفاس محدودة، وأعمال مشهودة، إن أضحكت قليلًا، أبكت كثيرًا، وإن متعت قليلًا، منعت طويلًا، وما نال عبد فيها سرورًا، إلا خبَّأت له شرورًا: ﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾ [غافر: 39] ﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾ [غافر: 39]،



ثم إن الأمثال في القرآن الكريم يا عباد الله مما يلفت الانتباه، ويحرِّك العقول، يقول الله جل وعلا: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21]، ويقول سبحانه: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43]، ولقد مثَّلَ اللهُ حقيقةَ الدُّنيا في ثلاثةِ مواطن من كتابة الكريم: الموطن الأول في سورة يونسَ، فيقول جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24]، والموطن الثاني في سورة الكهف؛ حيث يقول عز وجل: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾ [الكهف: 45]، وَالموطن الثالث في سورة الحديد، يقَول الله تبارك وتَعَالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20]، وهَكَذَا هِيَ الحَيَاةُ الدنيا في وصف القرآن الكريم، رَبِيعٌ لا يَلبَثُ أَن يَكُونَ حَصِيدًا، وَنَبَاتٌ يَخضَرُّ ويربو ثم يَغدُو هَشِيمًا، وَخُضرَةٌ تَهِيجُ وتنمو ثم تَكُونُ حُطَامًا، فليس لِلعَاقِلِ حيالُها، إِلاَّ اغتِنَامُ أيامِها القليلة، ولحظاتها المعدودة، وفرصها السريعة الفوات، للتَّزَوُّدِ فيها بأكبر قدرٍ مِنَ البَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ، قَبلَ أَن يَفجَأَ الإنسان أجلُهُ، ويباغته هَادِمُ اللَّذَّاتِ ومُفرِّق الجماعات، وهذا ما يوجِّهنا إليه القرآن الكريم بعد كُلِّ آيةٍ من تلك الآياتِ الثلاث، وَهَذَا مَا يدعونا إِلَيهِ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالى بَعدَ كل مرَّةٍ يُحدِّثنا عن متاع الدنيا القليل الزائل، فبعد أن قال الله تعالى في سورة يونس: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنيَا كَمَاءٍ أَنزَلنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرضِ مِمَّا يَأكُلُ النَّاسُ وَالأَنعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَهَا وَازَّيَّنَت وَظَنَّ أَهلُهَا أَنَّهُم قَادِرُونَ عَلَيهَا أَتَاهَا أَمرُنَا لَيلًا أَو نَهَارًا فَجَعَلنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لم تَغنَ بِالأَمسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ قال بعدها: ﴿ وَاللهُ يَدعُو إِلى دَارِ السَّلامِ وَيَهدِي مَن يَشَاءُ إِلى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ ﴾، وبعد أن قال في سورة الكهف: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾، قال في الآية التي بعدها: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46]، وحين قَالَ تعالى في سُورَةِ الحَدِيدِ: ﴿ اعلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنيَا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَينَكُم وَتَكَاثُرٌ في الأَموَالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضوَانٌ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ ﴾، قال بعدها: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، فالسعيدُ وربِّكم مَن اغتنمَ مواسمَ الفضلِ والبركات، ونافَس في الخيرات، واجتهد في الطاعات، وأكثَر من القربات، عسى أن تصيبَه نفحةً من النفحات، فيسعد بها سعادةً لا يشقى بعدَها أبدًا، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]، بارك الله لي ولكم في القرآن.



الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.



أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18].



معشر المؤمنين الكرام، يستقبل المؤمنون عمَّا قريبٍ أوقاتًا مباركة، وأيامًا فاضلة، هي أفضلُ أيامِ الدنيا على الإطلاق، إنها العشرُ المباركات، عشرُ ذي الحجة التي هي بنص الحديث الصحيح: أفضلُ أيامِ الدُّنيا، وفي رواية ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: "ما من عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ الله عز وجل ولا أَعْظَمَ أَجْرًا من خَيْرٍ يعملهُ في عَشْرِ الْأَضْحَى، قِيلَ: ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ قال: ولا الْجِهَادُ في سَبِيلِ الله عز وجل إلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فلم يَرْجِعْ من ذلك بِشَيْءٍ"؛ رواه البخاري.



أيامٌ فاضلةٌ، وموسمٌ مباركٌ، وأوقاتٌ نفيسةٌ، لا تقدَّر بثمن، والعاقلُ الحصيفُ من يُدرك قيمةَ هذه المواسم، وأنها فرصةٌ سُرعان ما تمضي، وأنَّها إذا فاتت فلا يُمكن تَعويضُها أبدًا، وكم هي واللهِ جميلةٌ وصيةُ مُؤمِنِ آلِ فرعونَ لقومهِ حينَ وعظَهُم قائلًا: ﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 39، 40]، فهنيئًا ثم هنيئًا لمن عزَم على استغلال هذه الأيام المباركة بالأعمال الصالحة، رجاء أن يكون من الرابحين أفضل الخيرات، الفائزين بأعلى الدرجات، فإنما هي أيامٌ معدودات.



واعلموا يا عباد الله أن أفضل ما يُستحب الإكثار منه في هذه العشر المباركات: ذكرُ اللهِ تباركَ وتعالى وتكبيرهُ وتحميدهُ وتهليلهُ، وذلك بنص القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]، وجاء في حديث صحيح: "ما من أيامٍ أعظمَ عندَ اللهِ ولا أحبَّ إليهِ العملُ فيهنَّ من أيامِ العشرِ، فأكثروا فيهنَّ من التسبيحِ والتحميدِ والتكبيرِ والتهليل".



ومن أفضل الذكر قراءة القرآن الكريم؛ يقول الصحابي الجليلُ خبَّابُ بن الأرت رضي الله عنه: (تقرَّبْ إلى اللهِ بما استطعتَ، واعلم أنَّك لن تتقرَّبَ إلى الله بشيءٍ هو أحبُّ إلى اللهِ من كلامِه).



ومن الطاعات المستحبِّ فعلُها في هذه العشر المباركة: الصيام، ففي الحديثِ الصحيحِ أنَّ من صامَ يومًا في سبيل اللهِ باعدَ اللهُ به النارَ عن وجه سبعين خريفًا، فكيف بالصوم في أفضل أيام الدنيا، كما أن من أحب الأعمال إلى الله عمومًا الصدقة؛ لقوله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261]، ولا شك أن لهذه الأيام المباركة مزيدَ فضلٍ ومضاعفةً أكثر وأكثر، فيا لها من غنيمةٍ عظيمةٍ لا يُحرمها إلا محروم.



ومن العبادات الجليلة التي تُعمل في هذا العشر المباركة: ذبحُ الأضاحي تقربًا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ؛ لقوله سبحانه وبحمده: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، فالأضحيةُ شعيرةٌ عظيمةٌ، ومنسكٌ جليلٌ، وجمهورُ العلماء على أنها سنةٌ مؤكدةٌ، يكرهُ للقادر عليها تركُها، بل قال بعضُهم بوجوبها على القادر، مستدلين بالحديث الصحيح: "من كان له سِعةٌ ولم يُضَحِّ، فلا يقربنَّ مُصلانا"، ونذكِّرُ من عزمَ على الأُضحِيةِ ألا يأخُذَ من شَعرِه وأظفارِه شيئًا من بداية دخول شهر ذي الحجة إلى أن يضحِّيَ.



إنها يا عباد الله عشرٌ مباركات، العملُ الصالحُ فيهنَّ أيًَّا كان نوعهُ أفضلَ منهُ في غيرها من الأيام، والملاحَظُ أنها تقعُ في آخرِ العامِ، لكأنَّها تَعويضٌ للمفرِطين في عامهم؛ ليتداركوا أنفسهم، وليعوضوا ما فاتهم، وليتذكَّر العبدُ بنهايةِ سنتهِ نهايةَ عُمُرهِ، وليندَم على ما فَرطَ في أيامهِ الخالية، وليعقدِ العزمَ على استثمارِ ما بقيَ لهُ من حياتهِ، فالأعمالُ بالخواتيم.



أَلا فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ، ورَوِّضُوا أَنْفُسَكم لاستثمار هذه الأيام المباركة، والاجتهادِ فيها بالأعمالِ الصالحة، وأن تُروا اللهَ من أنفسِكُم خيرًا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30].



يا بن آدم عش ما شئت فإنك ميِّت، وأحبِب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمَل ما شئت فإنك مَجزي به، البر لا يَبلى والذنب لا يُنسى، والديَّان لا يموت، وكما تَدين تُدان.

اللهم صلِّ وسلم على نبيك محمد.
الموضوع الأصلي: حقيقة الدنيا وبركة العشر || الكاتب: هويد الليل || المصدر: منتديات سهام الروح

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : هويد الليل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن » 02:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009