ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات سـهام الروح اَلًيومُية ) ~
 
 
   
( فعاليات سـهام الروح )  
 
 

 

♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,652
عدد  مرات الظهور : 60,370,634
عدد مرات النقر : 3,891
عدد  مرات الظهور : 59,275,500
عدد مرات النقر : 3,277
عدد  مرات الظهور : 57,667,216
عدد مرات النقر : 4,935
عدد  مرات الظهور : 32,844,745
عدد مرات النقر : 3,007
عدد  مرات الظهور : 28,132,595منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 3,048
عدد  مرات الظهور : 63,159,591
عدد مرات النقر : 3,633
عدد  مرات الظهور : 62,830,915
عدد مرات النقر : 4,739
عدد  مرات الظهور : 63,159,694
عدد مرات النقر : 4,604
عدد  مرات الظهور : 55,997,895

عدد مرات النقر : 2,386
عدد  مرات الظهور : 40,427,391
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,325
عدد  مرات الظهور : 33,744,750مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,367
عدد  مرات الظهور : 63,159,510مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 2,791
عدد  مرات الظهور : 63,159,502

الإهداءات


العودة   منتديات سهام الروح > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

الملاحظات

› ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 10-30-2021, 09:59 PM
حلم مستحيل متواجد حالياً
مشاهدة أوسمتي
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 2389
 جيت فيذا » Oct 2020
 آخر حضور » اليوم (04:10 PM)
آبدآعاتي » 80,189
الاعجابات المتلقاة » 3918
الاعجابات المُرسلة » 38
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » حلم مستحيل will become famous soon enough
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾



﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾

الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ الرحيمِ التوابِ، الملكِ العزيزِ الوهابِ، ﴿ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد: 13]، سبحانك ربنا وبحمدك: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، ولا ربَّ لنا سواه، ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الرعد: 19]، وأشهدُ أن محمدًا عبد اللهُ ورسولهُ، ومصطفاهُ وخليله، المنيبُ الأواهُ الأواب، نبيٌ بُشِّرت بهِ الأمَّةُ، وتَمتِ بِهِ النعْمةُ، وكُشِفتْ به الغُمةُ، وتنزلتِ به الرحمةُ، وأُمرنا أن نهتديَ بهداهُ، ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]، صلَّى الله وسلَّمَ وبارك عليه وعلى جميع الآلِ والأصحابِ، والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم المآبِ، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وأطيعوه، واستمسكوا بدينكم واحفظوه، واثبتوا على الحقِّ ولا تتفرقوا فيه، واصبروا وصابروا ورابطوا؛ فإنه لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إلا والذي بَعْدَهُ شَرٌّ منه حتى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، بهذا أخبركم من لا ينطقُ عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى، صلوات ربي وسلامه عليه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200] ..

معاشر المؤمنينَ الكرام، لقد كانَ العربُ قبلَ الإسلامِ قبائلَ مُتناحِرة، وعشائرَ مُتقاتِلة، وقُرىً مُتفرِقة، يأكلُ بعضُهم بعضًا، ويُفني بعضُهم بعضًا، وطالَ بهم العهدُ حتى تنافرت قُلوبهم، واختلفت كلمتُهم، وضعُفت قوتُهم، وساءت أحوالُهم، وتخلَّفوا عن ركبِ الحضارة، حتى باتوا أذلاءَ تابعينَ لغيرهم؛ يقول الحقَّ جلَّ وعلا: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [المائدة: 7]، وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار: "ألم أجدكم ضلالًا فهداكم اللهُ بي، وكنتم متفرقينَ فألفكم اللهُ بي، وكنتم عالةً فأغناكم الله بي»، فالإسلامُ وحدهُ يا عباد الله هو الذي جمَّع تلك القبائلَ المتناحرة المتفرقة، فلم تجمعُهم قبلها رابطةُ النسبِ، ولا رابطةُ القبيلة، ولا رابطةُ الترابِ ولا رابطةُ اللغة، والإسلامُ وحدهُ هو الذي يُطفِئُ نيرانَ الخلافات المُلتهِبَة، ويُزيلُ شحناءَ النفوسِ المتوترةِ، ويؤلِفُ بين القلوبِ المُتنافِرة؛ قالَ جلَّ وعلا: ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾ [الأنفال: 63]، الإسلامُ وحدهُ هو الذي صنعَ التاريخَ والجغرافيا لهذه الأمَّةِ، وما كانت قبلَ الإسلامِ شيئًا مذكورًا، فالإسلامُ العظيمُ وقرآنهُ الكريُم هما بفضلِ اللهِ ورحمتهِ من نهضَ بأمَّةِ العربِ، وحولهم من رُعاةِ غنمٍ إلى قادةِ أُممٍ، هو مَن نقلهُم من مُستنقعِ التَّخلُفِ والرجعيةِ، والضَّعفِ والتَّبعيةِ، والتَّفرقِ والجاهِليةِ، إلى منصاتِ العزِّ والرِّيادةِ والخيرية، والحضارةِ والتَّقدُّمِ وقيادةِ البشرية، ومهما ابتغينا العزةَ بغير الإسلامِ أذلنا الله.

ألا وإنَّ أعظمَ الفِتنِ وأخطرها، فتنةُ التَّفرقِ في الدِّين؛ حيثُ تكثرُ الأهواءُ، وتختلفُ الآراءُ، وتتنافرُ القلوبُ، فيحصلُ التنازعُ والاختلاف، ثم الضَّعفُ والفشلُ، تأمَّلوا يا عباد الله: قولَ الحقِّ جل وعلا: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46]، فالمنهجُ القويم، والحلُ الصُحيحُ لأوضاعِ الأمَّةِ المزرية، هو الاعتصامُ بحبلِ اللهِ جميعًا، وأن نتمسكَ بكتابِ اللهِ وسنةَ رسولهِ صلى الله عليه وسلم، هذا هو السبيلُ الوحيدُ الذي يجمعُ الأمَّةَ على الحقِّ، ويوحِّدُ الكلمةَ، ويُقوِّي اللُّحْمةَ، ويُسقطُ الراياتِ الزائِفة، ويقطعُ الطريقَ على الأعداءِ المتربصين، تأمَّلوا قول الحقِّ جلَّ وعلا: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103]، وتأكيدًا لهذه القاعدةِ الكُبرى، شرعَ اللهُ أعمالًا عظيمةً، ومُناسباتٍ مُتعددةً، تُقوِّي بُنيانَ الائتلافِ، وتشُدُّ عضُدَ الاجتماع، وتجمعُ الكلمةَ، وتوحِّدُ الصَّفَ، فصلاةُ الجماعةِ خمسَ مرَّاتٍ، ثم اجتماعٌ أسبوعي أكبرُ في كُلِّ جُمعةٍ، ولقاءٌ أكبرُ في عيدي الفطرِ والأضحى، واللقاءُ الأكبُر والأعظمُ في موسمِ الحجِّ، كُلُّها شعائرُ ومُناسباتٌ تجمعُ الكلمةَ، وتوحِّدُ الصفَّ، وتؤلفُ القلوبَ، ولقد كانت الأمَّةُ في قرنها الأولِ مجتمعةً على كلمةٍ سواء، ذلك أنَّ الدينَ الصحيحَ هو ما كان يجمعُهم، ومن ثمَّ أصبحوا أمَّةً واحدةً مُتماسِكة، كما وصفهم اللهُ تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾، فهي أُمَّةٌ واحدةٌ مُتوحدةٌ، ربُها واحدٌ، ونبيُها واحدٌ، وكتابُها واحدٌ، وقِبلتها واحدةٌ، فكانوا جماعةً واحدة، وفي الحديث الصحيح: «يَدُ اللَّهِ مَعَ الجَمَاعَةِ»، هكذا كانت الأمَّةُ في قرونها المفضلة، فلما تفرقَ اللذين من بعدهِم في الدِّين، وخرجت الفِرقُ الضالةُ، وأهلُ الأهواءِ والبِدعِ، تفرقوا إلى طوائفَ ومذاهبَ، واختلفوا شِيعًا وأحزابًا، ثمَّ تنازعوا وعادا بعضُهم بعضًا؛ جاء في حديثٍ صحيحٍ: "افترقت اليهودُ على إحدى وسبعينَ فِرقةً كلُّها في النارِ إلا واحدة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فِرقةً كلُّها في النارِ إلا واحدة، وستفترقُ هذه الأمَّةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلُّها في النارِ إلا واحدة، قالوا: يا رسولَ اللهِ مَن الفِرقةُ الناجيةُ؟ قال: من كانَ على مثلِ ما أنا عليه اليومَ وأصحابي.

وتحذيرًا وزجرًا عن التفرقِ والاختلاف، تأمَّلوا ما يقولهُ الحقُّ جلَّ وعلا: ﴿ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105]، ويقول تعالى: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾، ويقول سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 159]، ويقول جلَّ وعلا: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]، ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [الروم: 31، 32]، وتوعَّدَ المتفرقين في الدِّين بخزي الدنيا وعذابِ الآخرة، فقال تعالى: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85]..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...

الخطبة الثانية
الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده اللذين اصطفى، أما بعد:
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبعُ أحسنه، أولئك الذين هداهم الله ....

معاشر المؤمنين الكرام، ليس هناكَ أمةٌ من الأممِ حظيت بأسبابِ الوِحدَةِ والتآلُفِ، وجمعِ الكلمةِ ووَحدَةِ الصَّفِ، كأمَّةِ الإسلام؛ إذ إنَّ لها دستورًا إلهيًا معصومًا، تكفَّلَ اللهُ بإكمالهِ وحَفِظَه، كِتَابٌ عزيزٌ، ﴿ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، نورٌ مبينٌ، ومنهاجُ قويم، وصراطٌ مستقيم، فإذا تنازعَ المتنازعون واختلفُوا، ثم تحاكموا إلى كتاب الله، تَحَطَّمَت عَلَى آياتِ عَدْلِه ضلالاتُ أهلِ الهوى، وتَمزَّقَت شُبَهاتُهم بِددًا، فهو ميزانُ عدلٍ مُطلق، قائمٌ بالقسطِ، لا يحيفُ ولا يميل، مَن تدبرَ آياتِه استنارَ لهُ دربُه، وبانت له محجَّتهُ، وهُدي إلى صراط مستقيم، تأمَّل: ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55]، قال الإمام السعدي رحمه الله: ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ ﴾ أي: نُوَضِّحُها ونُبَيِّنُهَا، وَنُمَيِّزُ بَيْنَ طَرَيقِ الهدى من الضلال، والغَيِّ والرَّشَادِ، لِيَهْتَدِي بِذَلِكَ المُهْتَدُوْن، وَيَتَبَيَّنَ الحَقُّ الذي يَنْبَغِيْ سُلُوْكُه، ﴿ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55]؛ أي لتَتَضِح السَّبِيْلُ المُوْصِلَةُ إِلى سَخَطِ اللهِ وَعَذَابِه، فإِذَا اسْتَبَانَتْ وَاتَّضَحَتْ، أَمْكَنَ اجْتِنَابُهَا، والبُعْدُ مِنْهَا، بِخِلافِ مَا لَوْ كَانَتْ مُشْتَبِهَةً مُلْتَبِسَةً، فإِنَّهُ لا يَحْصُلُ هَذا المَقْصُوْدُ الجَلِيْل)؛ ا.هـ.

وهكذا يا عباد الله، فدِيْنُ الإِسْلامِ قائمٌ على أدلةِ الكتابِ والسنة، لا على الأهواءِ والآراءِ، قال تعالى: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 111]، فإنْ قَامَ الدَّليلُ على صَحَّةِ المَسْلَكِ، فبها ونِعمت، وإلا فالسلامةُ لا يعدلها شيء؛ يقولُ الحقَّ جلَّ وعلا: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 18]، فأَهْلُ السُّنَّةِ والجمَاعَةِ بحمد الله قام مِنْهَاجُهُم على البُرهان الواضح، والنُّورِ المبين، يَعْبُدُوْنَ اللهَ بِمَا شَرَع، ولا يَحيدُونَ عَن الكتابِ والسنةِ قَيدُ اُنملةٍ، حتى لو قام عالِمٌ كبيرٌ، لَهُ بين النَّاسِ قدرٌ ومقام، ليُفَصِّلِ في مَسألةٍ مُهمَّةِ، فإنَّ مما يُسعدهُ، أنْ يقومَ طالبُ علمٍ صَغِيرٍ لِيَسْألَهُ: ما دليلُ صحةِ ما تقولُ من الكتابِ أَو السنةِ؟ هكذا هم أهلُ السنةِ والجماعة، يتربون على أَنَّ الحقَّ ما قامَ به دليلٌ صحيحٌ من الكتابِ والسنة، وأنَّ الحقَّ أكبرُ من الرجالِ، وأنَّ الرجالَ يُعْرَفونَ بالحقِّ، لا أنَّ الحقَّ يُعرَفُ بالرجال، يقولُ الشيخ ابنُ عُثَيْمِيْن رحمه الله: (فالحقُ لا يوزنُ بالرجالِ، وإنما يُوزنُ الرجالُ بالحق، ومجردُ نفورِ النَّافرينَ، أو مَحَبةِ المُوَافِقِيْنَ، لا يَدُلُّ على صِحَّةِ قَوْلٍ أَوْ فَسَادِهْ، بَلْ كُلُّ قَوْلٍ يُحْتَجُّ لَهُ، خَلا قولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فإنهُ يُحْتَجُّ به)؛ ا.هـ، ولهذا فلا يقومُ قائمٌ مِنْ أهلِ البِدَعِ والطوائف الضالة، لِيُجادِلَ أهلَ السُّنةِ في مَنْهَجِهِم، أو لِيُنازِعَهُم في بدعةٍ استحسنها، أو طريقةٍ أحدثها، ثُمَّ يُطالبُ بالدليلِ من الكتابِ والسُّنةِ إلا نكصَ على عقبيهِ خاسئًا مدحورًا.

معاشر المؤمنين الكرام، مهما اختلَفَت المُسمياتُ، وكيفما تنوعت الفِرقُ والتنظيماتُ، فإن المسلمَ على بينةٍ من أمرهِ، فهو يهتدي بكتابَ اللهِ وسُنةِ نبيهِ صلى الله عليه وسلم، ففيهما تمحيصٌ للحقِّ من الباطِلِ، وتمييزٌ بين الخبيثِ والطيبِ، تأمَّل: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الرعد: 17]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقولُ في الحديث الصحيح: "احْذَروا، إني قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبدًا، كتابَ اللهِ، وسُنَّةَ نبيِّه"، وفي حديث آخر صحيح، يقول صلى الله عليه وسلم: "مَن أحدَث حدَثًا أو آوى مُحدِثًا، فعليه لعنةُ اللهِ، والملائكةِ، والنَّاسِ أجمعينَ".

إمَّا إذا اشتبهَ الحقُّ على المسلم بعد ذلك، فعليهِ أن يتثبت ويسأل، فالحقُّ جلَّ وعلا يقول: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43] [الأنبياء: 7]، هذا هو الإسلامُ الصحيح، مِنْهجٌ قَوِيمٌ، وصراطٌ مُستقيم، يُحافظُ على وَحدةِ الكلمةِ، واجتماعِ الصَّفِ، ويقطَعُ الطريقَ على كُلِّ من يسعى لبَثِّ أسبابِ الفُرقةِ والخلاف، نسألُ الله تعالى أن يجنبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يردَّ كيدَ الكائدينَ في نحورهم..

يا بن آدم عش ما شئت فإنك ميِّت، وأحبِب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمَل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يَبلى والذنب لا يُنسى، والديَّان لا يموت، وكما تدين تدان، اللهم صلِّ..








كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه , لغات , طبيعة , مناضر, جوالات , حب , عشق , غرام , سياحه , سفر





 توقيع : حلم مستحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن » 06:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009