قال ابن كثير: أي: في شرائعه، وأوامره، ونواهيه، وما يقدره لكم؛ ولهذا أباح الإماء بشروط، كما قال مجاهد، وغيره، {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً}، فَنَاسَبَهُ التَّخْفِيفُ؛ لِضِعْفِهِ فِي نَفْسِهِ، وضعف عزمه وهمته. وقال: طاووس: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً}، أَيْ: فِي أَمْرِ النِّسَاءِ، وَقَالَ وكيع: يذهب عقله عندهن. اهـ.
وأما هل يدخل عصاة المسلمين في (الذين يتبعون الشهوات) فقد قيل في المراد بهؤلاء أربعة أقوال، ذكرها ابن الجوزي في زاد المسير، فقال:
وفي الذين اتبعوا الشهوات أربعة أقوال: أحدها: أنهم الزناة، قاله مجاهد، ومقاتل. والثاني: اليهود والنصارى، قاله السدي. والثالث: أنهم اليهود خاصّة، ذكره ابن جرير. والرابع: أهل الباطل، قاله ابن زيد. اهـ. وقال القرطبي: وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: ذَلِكَ عَلَى الْعُمُومِ، وَهُوَ الْأَصَحُّ . اهـ.
ولا شك أن الواقع يشهد بأنها على العموم، فكثير من الفجرة والفسقة من هذه الأمة يصدق فيهم أنهم متبعون للشهوات في أنفسهم، وأنهم يريدون أن تميل الأمة للشهوات ميلًا عظيمًا، حيث نراهم يسعون جاهدين لاستمالة مجتمعات المسلمين إلى الشهوات المحرمة، والميل بهم عن الطهر والعفاف إلى الانحلال والمجون، وصاروا وكلاء لأعداء الأمة في السعي الحثيث لإفساد المسلمين -رد اللهُ كيدهم، وأبطل مكرهم-.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف