:: كل عام وانتم بخير :: | |||||||||
|
♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥
|
|||||||||
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥
|
|||
الإهداءات | |
› قٍّصِّصِّ وٍّرِوٍّآيِّآتٍّ سَّهِّآمِّ آلِّرِوٍّحَّ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
أرسلت طرفها للبعيد
تردد كثيرا حتى وجد المكان المناسب لجلستهما , هناك بعيدا عن أعين الناس , جلس وهو يحمل جريدته المفضلة , وأشار لها فجلست قبالته وجالت بنظرها حول المكان ,
ـ إنه موقع متميز أليس كذلك ؟ ـ هو كذلك . ـ قلت لك بأنه سيعجبك . ـ نعم . ـ في ابتسامة الواثق : ومن يعرف ما يعجبك أن لم يكن أنا ؟ ضحكت , وأرسلت طرفها للبعيد . ـ اسمعي غير مسموح لك بالسرحان الليلة , جئنا هنا إلى هذا المتنزه نحتفل بيوم زواجنا أم أنك نسيت ؟ ـ هل تتوقع مني أن أنسى مناسبة كهذه أو مكانا كهذا ؟ ـ تعمدت أن أختار أول مكان قصدناه معا عندما كنا عروسين , هل تذكرين ؟ ـ وهنا جلسنا ذلك اليوم أيضا . ـ مرت سبع سنوات على ذلك , قالت كأنها انتبهت من غفلة : سبع سنوات ؟ ـ معك حق , فقد مرت كأنها سبعة أيام أليس كذلك ؟ بادلته ابتسامة خاطفة وهي تحدث نفسها , لم يعد لديها إحساس بالزمن , سبع سنوات ؟ فقط ؟ سبع عجاف ولا شك , ظنت أن دهورا طويلة تفصل بينها وبين تلك الليلة . عاد يقول : هيه , ألم نتفق أنه غير مسموح بالسرحان هنا ؟ قال ذلك وأخذ يقلب صفحات جريدته . جاء النادل يحمل قائمة الطعام , وهو يقول : قد اخترتما طاولة بعيدة جدا , هل أدلكما على مكان أفضل ؟ نظر للمرأة متابعا : لدينا عرض متميز الليلة نود أن تستمتعوا به مع بقية الرواد . قالت السيدة : يبدو أن كل شيء متميز هذه الليلة . ـ غير معقول , قال النادل فجأة وهو ينظر إلى الزهرية في وسط الطاولة , ألم يلحظ أحد هذه الوردة , إنها ندية , قطفتها مع قدومكم ووضعتها في الزهرية , نحن نحب إكرام زبائننا . ـ هيا لا تكثر الكلام , سأنظر في القائمة ثم أناديك . ـ تناولت الوردة , لا تزال قطرات الندى عليها , تذكرت أياما كانت تصنع فيها من القماش ورودا , في دروس التربية الفنية , كانت ماهرة في ذلك تصنعها بفنية عالية وتقطر عليها قطرات من ( السيليكون ) لتبدو كأنها ندية , وكانت تحلم أن تقدَّم لها يوما ما وردة حمراء كهذه , مسكينة هذه الوردة , لم يلحظها أحد ولم يهتم لشأنها أحد, كانت على شجرتها ترفع رأسها اعتدادا بلونها القاني وشكلها الجميل وعبيرها الأخاذ , والآن قطفتها يد أثيمة وألقتها هنا في هذا الإناء وحيدة , تعاني من الإهمال , تكاد تسمع أنينها , وقطرات الندى هذه هي دموعها وعصارة ألمها , لكنها لم تكن وادعة جدا فقد نالت منها شوكة كانت على غصنها الأخضر , أسالت قطرة حمراء قانية من بنانها فتأوهت . ـ ظللت تلعبين بالشوك حتى جرحت يدك وأسلت دمك . ـ إنها قطرة واحدة , تشبه كثيرا قطرة الندى على هذه الوردة . ضحك قائلا : كيف تشبهها ؟ وهذه حمراء قانية وتلك شفافة لا لون لها ؟ ساد الصمت , بينما أخذ الزوجان ينظران في قائمة الطعام لاختيار عشاءهما . سالها ـ هل اخترت شيئا للمقبلات ؟ ـ أظنني سأختار طبق الفتوش الشامي . ـ لكنني اخترت طبق التبولة , وهما يتشابهان في كثير من المكونات , ما رأيك أن نكتفي بالتبولة ؟ ـ لا بأس , كل الطعام يشبه بعضه . ـ ماذا تقصدين ؟ ـ لا شيء , كله في النهاية يغني من الجوع . ـ أظننا سنأكل طبق شواء الليلة أليس كذلك ؟ إنه يتلاءم مع المناسبة , ما رأيك ؟ ـ هزت رأسها وهي تقول : مادمت قد اخترت . ـ أريد أن أختار طبقا يعجبك , طبقا مميزا , نفس الطبق الذي تناولناه معا في أول لقاء لنا . أخذت تحدث نفسها , يبدو أننا سنأكل طويلا من نفس الطبق . ـ هيه , أين صرت ؟ تحدثي معي , هات أسمعيني , قالت : اخترت مرة طبقا ظننته فريدا . ـ فماذا كانت النتيجة ؟ ـ ابتسمت ساخرة وهي تقول : كان فريدا فعلا ولذلك فقد بقيت جائعة . ضحك بصوت عال هذه المرة . عاد ينظر في قائمة الطعام , ماذا تريدين للتحلية ؟ أفضل طبقا من حلوى الكاراميل , فما رأيك ؟ لاذت هي بالصمت بينما نادى هو على النادل الذي لم يكن في مكان بعيد , وشرح له طلبه وأعطاه بعض التعليمات , التبولة بكثير من عصير الليمون , وطبق الشواء بالفلفل الحار . فتح النادل زجاجة الماء وأراد أن يملأ الكوب أمام السيدة , لكنها وضعت يدها على الكوب وهي تقول : لا حاجة لذلك . ـ لكن الكوب نصف فارغ سيدتي . ـ وهو أيضا نصف مملوء . ـ حسنا كما تشائين , فما طلب السيدة ؟ ـ قلت لك كف عن الثرثرة , هيا وأحضر طلبنا بسرعة . ـ إنه ثرثار , ونحن نريد أن ننعم باحتفالنا هنا , ولا نريد إزعاجا من أحد , ليس هذه الليلة , بادلته التبسم , قال في اعتداد : تستطيعين بالتأكيد القول بأنك امرأة سعيدة أليس كذلك ؟ ـ قالت : وأنا أيضا امرأة تعرف خياراتها جيدا . ضحك في اعتزاز أبله ثم تناول الجريدة وأخذ يقلب صفحاتها بينما عادت الزوجة تمسك الوردة وتمسح بتلاتها , بللت قطرات الندى بنانها . ـ انظري هذه مسابقة هنا ولها جوائز قيمة , مسابقة الأمثال العربية , أكمل المثل العربي : " البئر الفارغة ..... " قد نفوز بالجائزة إذا عرفت الجواب . ـ قالت في أسى وهي لا تزال تقلب أوراق الوردة : " البئر الفارغة لا يملؤها الندى " يا عزيزي , لا يملؤها الندى . |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|