وتعرب بحسب ما تضاف إليه ، وهي اسم شرط جازم
لفعلين نحو قوله تعالى ( أيما الأجلين قضيت فلا
عدوان عليّ )(2) .
ونحو قوله تعالى ( أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى )
(3) .
ومنه قول الشاعر " في أيٍّ نحو يميلوا دينه يمل " .
ومنه قول ابن الرومي * :
أولادنا مثل الجوارح أيها فقدنا كان الفاجع البين الفقد
ــــــــــــ
(1) يونس [53] (2) القصص [28] (3) الإسراء [110] .
* ابن الرومي : هو أبو الحسن علي بن جريج ، ولد في بغداد
سنة 121 هـ من أب رومي وأم فارسية مما جعل شعره غريب
الأسلوب عجيب النظم ، كما كان غريب الأطوار ، نفور من
الناس متشائماً موسوساً ضيق الأخلاق ، ومع ذلك كان حاد
الذكاء واسع الخيال ، عميق التصور مات مسموماً سنة 283 هـ
في بغداد بإيعاز من الوزير القاسم بن عبد الله بن سليمان
وزير المعتضد لخوفه من هجوه وفلتات لسانه .
وتعرب بحسب موقعها من الجملة ، فتأتي مبتدأ إذا جاء
بعدها فعل لازم ،
نحو : أي الصديقين حضر ؟ وأي الفريقين فاز ؟
أو فعل متعد استوفى مفعوله ، نحو : أي الفريقين تسلم
جائزته ؟
أو خلت الجملة من الفعل ، كقوله تعالى ( قل أي شيء
أكبر شهادة ) (1) .
وقوله تعالى ( فأي الفريقين أحق بالأمن )(2) .
وتعرب مفعولاً مطلقاً ، كقوله تعالى ( وسيعلم الذين
ظلموا أي منقلب ينقلبون ) (3) .
أو اسماً مجروراً إذا سبقها حرف جر .
كقوله تعالى ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )(4) .
تنبيه : لا يعمل في ( أي ) الاستفهامية ما قبلها من الأفعال ،
وإنما يعمل فيها ما بعدها لأن الأسماء الاستفهامية لها
الصدارة في الكلام وإعمال ما قبلها فيه يخرجه من الصدارة .
ففي قوله تعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
فأي في الآية مفعول مطلق عمل فيها الفعل ينقلبون ، ولم
يفعل فيها الفعل الذي سبقها ( سيعلم ) كما لا يقع قبل
( أي ) الاستفهامية من الأفعال إلا أفعال الشك واليقين .
نحو : ( ظن ) و ( علم ) وأخواتها ، مما يجوز إلغاؤه .
فتقول : علمت أيهم في الدار ؟ ، ولو قلت : ضربت أيهم في
الدار ؟
وأنت تريد بأي الاستفهام لم يجز ، لأن الفعل ضرب وما شابهه
ليس مما يلغي(1) .
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف