خلَق الله - تعالى - الإنسانَ، وجعل فيه من المشاعر والأحاسيس الشيءَ الكثيرَ الكبير، ويُحرِّك هذه المشاعِرَ والأحاسيسَ قطعةُ لَحم صغيرةٌ جدًّا، ولكن هي الأساس في حال الإنسان: "القلب".
هذا العضو العجيب في بدن الإنسان، إنْ صلح كان حال الإنسان كذلك، وإن فسد كان أيضًا حال الإنسان كذلك، فهو مَلِكُ الأعضاء، وهي تبع له.
لذلك كانت القلوب على أنواع، ولكن أوَدُّ أن أبيِّن نوعين من القلوب في موضوع "الحـب" خاصَّة؛ فشتَّان بين "قلب الحُب الطَّاهر"، وبَيْن "قلب الحب الفاجر".
وهذا "القلب الطَّاهر" يَعلم جيِّدًا أن الحب الحقيقي هو حبُّ الله تعالى، وحبُّ ما يحبُّه الله - عزَّ وجلَّ - فيحب صاحِبُه أيضًا أمَّه وأباه، وزوجته وبنتَه وأخته، فشعوره تجاه الجنس الآخر قد امتلأ طُهرًا وعفَّة، وبُعدًا عمَّا حرم الله.
تًطهر من الرِّجس والخبث والفجور، وابتعَد عن الغشِّ والخداع، والإساءة للآخَرين، والتعرُّضِ لأعراضهم وبناتهم تَحت ستائر حبائل الشَّيطان.
فما أجْملَ - واللهِ - هذه القلوبَ التي أقبلَتْ على علاَّم الغيوب! قد يكون هذا العضْوُ أثقلَ مِن الجبال الشَّامِخات؛ لأنه امتلأ إيمانًا وعفَّةً وطُهْرًا.
وأمَّا القلب الثانِي، فهو "قلب الحبِّ الفاجر"، بعيدٌ عن الله وعن مَحبَّة ربِّ العالَمين، قد تعلَّق بالصُّوَر والأجساد، خاصَّة صور النِّساء، تفكيره رِجْس وخبث و نَجس - نسأل الله العفو - يُصبح على ذِكْر فلانة وعلاَّنة، ويَنسى محبَّة الخالق المعبود - جلَّ جلاله.
والقلب إنْ خلا من حُبِّ مالك المُلك توجَّه لِحُبِّ مَخلوق ضعيف، ونسي التعلُّق بالقوي العزيز.
فهل رأيتَ حرمانًا أعظم من هذا الحرمان، وشقاءً أعظم من هذا الشقاء؟
لذلك تحتفل هذه القلوب وتَحيا وتَطْرب بذِكْر القُبْح والفجور، فهو يُهْدِي لفلانة - التي لا يربِطُه بِها سوى رابطة الشَّيطان - هديةً في تاريخٍ معيَّن، جعل رمزًا للمعصية، ونسي إساءته العظيمة لأهلها وأقاربِها.
ونسي أيضًا أنَّ من خانتْ أهلها - وقبل ذلك استرخصَتْ دينَها - من السُّهولة عليها أن تَخون عشيقها!
فهل آن لِهذه القلوب أن تكون من القلب "الطاهر" العفيف؟
فحتَّى المشاعر إن وُجِّهت بِما يرضي الله، كتب الله فيها خيرًا عظيمًا، وإن وجِّهت في سخط الله، ترتَّب عليها الشرُّ العظيم.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف