ان ارتباط إنسان الصحراء ببيت الشعر ، وحياة التقشف جعلت
منه كائنا صلبا قويا لديه القدرة على المواجهة عند الشدائد ،
فهو لا ينكسر ولا ييأس ،
ولديه مخزون من القيم والشهامة وفعل الكرم والجود ،
وكلها إرث تعلمه من حياة البادية ،
وطبائع أهلها .
ورغم انتقال إنسان الصحراء إلى حياة الاستقرار بدلا من حياة الرحيل والتنقل ،
ودخوله في منظومة المجتمع المتحضر ، وانفتاحه على أنماط الحياة الحديثة .
إلا أن كل ذلك لم يلغ الحنين والشوق إلى حياة فيها المتاعب والتعرض إلى الحر الشديد ،
والبرد القارس في ظروف مناخية صعبة تشكلها الصحراء .
بيوت الشعر من أهم الوسائل التي صنعها البدو لانفسهم بطريقة تقنية وتقليدية،
وتتميزبمقاومتها وتحملها لظروف البيئة الصاروحية المتقلبة وخفتها
في عملية التنقل وسهولة صيانتها،
ويمكن للمرأة البدوية إصلاح البيوت المصنوعة
من الشعر دون الحاجة إلى من يساعدها في القيام بهذه المهمة .
تقسيمه وتكوينه بيت الشعر من الداخل مقسما تقسيما خاصا
في استعماله عند البدو حسب العادات والتقاليد
ويكون غطاء بيت الشعر من السدو الذي لا يخلو من وجود فتحات صغيرة
تسمح بمرور الهواء في فصل الصيف
أما في مواسم الأمطار فتتضخم خيوط الشعر وتضيق حلقاتها بفعل المياه ،
وبذلك تمنع تتسرب المياه إلى الداخل. أنواع البيوت
وتقسيماتها بيوت الشعرأنواع
وهي على النحو التالي:
بيت : ويحتوي على عمود واحد في منتصف البيت وهو صغير.
واخر ويحوي على عمودين في منتصف البيت. مثولث :
ويحوي ثلاث أعمدة وسط بيت الشعر وهكذا مروبع، ومخومس،
ومسودس، ومسوبع، ومثومن،
ومتوسع، فكلما زاد عدد الأعمدة في بيت الشعر كبر حجمه.
أما فيما يتعلق بأقسام"بيت الشعر"
من الداخل فهي كالتالي: "الربعة"
وهي مفتوحة دائماً وأكبر قسم في بيت الشعر ويجلس فيها الضيوف والرجال.
"المحرم" وهذا القسم مخصص لجلوس النساء
وهو مغلق من كل "الجهات"
ويترك باب صغير للمرور منه الانسان دائما نتاج بيئته ،
وتظل هذه البيئة بما فيها من مظاهر ،
و أنماط عيش هاجسا يسكن الكائن البشري
فيحن إلى مرابع لهو الصبا ، ورائحة الأمكنة ،
وقد حدث ذلك مع ميسون بنت بحدل الكلبية
زوجة معاوية بن أبي سفيان ، فرغم الترف الذي
كانت تعيشه في قصرها المشرف على غوطة
دمشق ورياضها ومياهها العذبة وما توحيه هذه العناصر
الطبيعية من بذخ وترف وهدوء نفسي وروحي ،
إلا أن ميسون لم تستطع التناغم أو التعايش أو المصالحة
مع كل هذه المظاهر فقد دخل عليها معاوية يوما فسمعها
تترنم في خدرها فأنصت إليها فإذا
هي تقول :
لبيت تخفق الأرواح فيه أحب إليّ من قصرمنيف
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إليّ من لبس الشفوف
وكلب ينبح الضيفان دوني أحب إليّ من قط ألوف
وأكل كسيرة في كسر بيتي أحب إليّ من أكل الرغيف
وأصوات الرياح بكل فج أحب إليّ من نقر الدفوف
وبكر يتبع الأظعان صعب أحب إليّ من بغل زفوف
وخرق من بني عمي نحيف أحب إليّ من علج عنيف
خشونة عيشتي في البدو أشهى إليّ نفسي من العيش الظريف
فما أبغي سوى وطني بديلاُ فحسبي ذاك من وطني شريف
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف