بعد أن أورد لنا ربنا - تبارك وتعالى
آداب الدعاء التي وردت بين آيات الصيام
يبين لنا سبحانه وتعالى آداب التعامل بين
الزوجين أثناء الصيام
قال عز وجل :
{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ }
(البقرة/١٨٧) .
{أُحِلَّ لَكُمْ} :
فكأن ما يأتي بالتحليل كان محرماً من قبل .
{لَيْلَةَ الصِّيَامِ} :
جميع ليالي رمضان .
{الرَّفَثُ} :
كناية عن الجماع
قال عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - :
" إن الله - عز وجل - حيي كريم
يكني عما شاء
وإن المباشرة والرفث والتغشي والإفضاء
واللماس عني به الجماع " .
(ا.هـ)
والقرآن الكريم ـ كما تعلمون ـ يعلِّمنا الأدب
فكل العبارات التي يفهم منها مقاربة الزوجة
جاءت بكنايةٍ رائعة
فمثلاً جاء ذكر الجماع في القرآن بذكر الملامسة
كما في قوله تعالى:
{ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ }
(النساء/٤٣)
والدخول:
{وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ}
(سورة النساء/٢٣)
والإفضاء:
{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ}
(سورة النساء/٢١)
والتغشي:
{فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً }
(الأعراف/١٨٩)
والمماسة:
{وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ}
(البقرة/٢٣٧)
والمباشرة:
{وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}
(سورة البقرة/١٨٧)
والإتيان:
{فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ}
(سورة البقرة/٢٢٢)
والرفث:
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ }
(البقرة/١٨٧)
قال العلامة محمد العثيمين - رحمه الله
في تفسير قوله :
{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}:
" الجملة استئنافية للتعليل
أي تعليل حل الرفث إلى النساء ليلة الصيام
لأن الزوج لا يستغني عن زوجه
فهو لها بمنزلة اللباس
وكذلك هي له بمنزلة اللباس
وعبر سبحانه باللباس لما فيه من ستر العورة والحماية والصيانة " .
(ا.هـ)
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف