انتهت القهوة الثالثة ولم تحضر..مدّ بصره عبر الحاجز الزجاجي المطلّ على الطريق ، السيارات المتداخلة والشرطي ...... في تنظيم العبور بلا جدوى حتى صار جزءاً من المشهد الفوضوي .. أكثر من ساعة وهو ينتظر حضورها ..حتماً ستجيئ.. قالت ربّما تحضر فنظر إليها وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة مشحونة بالثقة.
- ماذا تعني ربّما؟
- إمّا نعم وإمّا لا
ولكنها في كل مرة كانت تحضر وكانت ربّما تعني نعم
نظر إلى الساعة ..مضت ساعتان منذ احتلّ هذا الركن الهادئ المفضّل والذي اختاره ليكون بعيداً عن العيون المتلصصة ،الشرطي يلوّح بكلتا يديه للسيارات القادمة من كل الاتجاهات .
تملؤه الثقة يعرف أنّ له تأثير السحر وأنها لن تعصي له أمراً، قال لابد من المجيئ وفي كل مرة كانت ترضخ لإرادته.
هل أعلنت العصيان؟
هزّ رأسه يمنة ويسرة وكأنما ليزيح هذا الخاطر المقلق..حتماً ستجيئ.. دائماً ربّما تعني عندها نعم.
أخذ يعبث بهاتفه المحمول ويقلّبه بين أصابعه.. هل يتصل؟.. ينتظر؟
حتماً ستجيئ وستعتذر فلا داعي لإظهار اللهفة.
- نريد أن نضع حداً لهذا الأمر؟
- ماذا تقصدين؟
- علاقتنا لابد من وضع حدٍ لها
- لاأحب هذا الأسلوب.
اصطدمت سيارتان فهبط السائقان وبدأت المعركة التى وقف الشرطي يتفرج عليها ثمّ سرعان ماانشغل في تنظيم حركة المرور من حولهما وكأنّ الأمر لايعنيه.
طلب القهوة الرابعة ،وراح يحملق في هاتفه المحمول وكأنما ينتظر أن تخرج منه,
مابالها أخلفت موعدها الصباحي على غير العادة.
- نحن نمضي وقتاً طيباً معاً فما ضرورة التفكيرفي زمن ٍ لم يأت بعد.
- -أفكّر في المستقبل.
- فكري في هذه اللحظة.. نحن سعداء معاً وهذا يكفي.
حادث آخر كاد يودي بحياة راكب دراجة فانطلقت الشتائم تعبر الحاجز الزجاجي والتفت الجميع للعراك الدائر.
طافت المضيفة بالمكان تعرض خدماتها ، كأنما لمح شبح ابتسامة ماكرة تجري على زاوية فمها.
شماتة؟
ربما.. طالما كانت شاهدة على تسلطه وجبروته وكان دائماً يملي إرادته ويفعل مايشاء.
لم يعد هناك مفر ، ربما أصابها مكروه.. نقر عد مرات على الطاولة قبل أن يتخذ قراره النهائي، ضغط على أزرار الهاتف في سرعة كأنما يخشى أن يضبطه أحد متلبساً بالتنازل.
الرقم غير متاح.
اللعنة على الجميع.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف
القهوة الخامسة
العرض العادي
