:: كل عام وانتم بخير :: | |||||||||
|
♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥
|
|||||||||
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥
|
|||
الإهداءات | |
الحياة الزوجيه والبيت السعيــد |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
الأهداف التربوية عند علماء المسلمين
الأهداف التربوية عند علماء المسلمين
إن الفكر عبارة عن انعكاس صادقٍ لحياة الجماعة الإنسانية، ونوعه يتحدد بنوع هذه الحياة، وبالإطار العقائدي الذي يوجه مسارها، لذلك يجب أن يكون الفكر الذي يعكس الحياة الثقافية في المجال التعليمي، هو الفكر التربوي الإسلامي بكل أصوله، وركائزه، ومحدداته، ومقوماته، وأساليبه النابعة من الشريعة الإسلامية من ناحية، ومن الواقع الإسلامي من ناحية ثانية، ومن التطلعات المستقبلية من ناحية ثالثة. ومن أبرز مجالات العمل التربوي إعداد المناهج التعليمية التي تحتوي أهدافًا تسهم في تنمية جوانب شخصية الفرد عبر محتوى يقوم في أساسه على القرآن والسنة، وما صح من الموروث التربوي الإسلامي، والبحث عن أهداف المناهج التعليمية في كتب ومؤلفات علماء المسلمين قد يفيد في الواقع المعاصر. ويؤكد كثيرٌ من التربويين أن الأهداف تشتق من طبيعة المجتمع؛ من حيث عقيدته، وفلسفته، وتطلعاته، وآماله، ومشكلاته، وقيمه[1]، كما أن الممارسة التطبيقية للأهداف تعبِّر عما يريده المجتمع لنفسه، فالمجتمع له ثقافة معينة، وله فلسفة يؤمن بها، ويسعى إلى تربية أبنائه في إطارها، والهدف هو: «الغاية التي يتصوَّرها الإنسان، ويضعها نُصبَ عينيه، وينظِّم سلوكه من أجل تحقيقها»[2]، والأهداف التربوية هي: «تلك التغيرات التي يراد إحداثها في سلوك الفرد، وفي ممارساته، واتجاهات المجتمع، أو المجتمعات الإنسانية»[3]. ومن أهم معايير صياغة الأهداف في التربية الإسلامية أن تكون الأهداف نابعة من مصادر الإسلام الأصلية كالقرآن والسنة، وما يتفرَّع منها من علوم شرعية تستند إليها في مبادئها وأحكامها، وأن تسهم في تحقق أهداف الرسالة الإسلامية في بناء الإنسان والأمة، وأن تساعد على إثارة الهمم العالية، ورفع الناس إلى تنفيذها، فهي تزيد من طاقات الإنسان وفعاليته بقدر عظمتها وسُموِّها، كما يجب أن تمتاز الأهداف بالشمولية لكافة جوانب شخصية المتعلم الجسمية، والانفعالية، والخلقية، والعقلية، والروحية، والاجتماعية[4]. وهناك أربعة مستويات لأهداف التربية الإسلامية: أولها: العبودية لله تعالى، وهو الهدف الغائي الوحيد للتربية الإسلامية. وثانيها: تنمية وبناء الإنسان بناءً بآداب الإسلام. وثالثها: إقامة مجتمع مسلم على أساس الإيمان. أما رابعها، فيدور حول تحقيق المنافع الدينية والدنيوية، ويتمثل هذا المستوى في الإعداد للحياة الدنيا والآخرة[5]. وأهداف المناهج هي المعايير التي تعبِّر عما يجب أن يكون عليه مستقبل الأمة، وهي المسؤولة عن تقدُّم الأمة، أو تأخُّرها حسب فعاليتها، إضافة إلى أنها تساعد في إثبات هوية الأمة الإسلامية، والاعتزاز بها؛ مما يساعدها على مواجهه الأمم الأخرى بالعلم والعمل، والأخلاقيات الإسلامية، فالأهداف الإسلامية تساعد على بناء خير أمه مؤمنة، وبناء خير حضارة إسلامية[6]. ونظرًا لأهمية الأهداف نجد أن علماء المسلمين اهتموا بإبرازها في مؤلفاتهم، وسيتم استعراض بعض هذه الأهداف عند العلماء (ابن عبدالبر، الغزالي، ابن تيمية) رحمهم الله تعالى. الأهداف التربوية عند الإمام ابن عبدالبر: عاش الإمام ابن عبدالبر في الأندلس (٣٦٨هـ -٤٦٣هـ) حاضرة العالم الإسلامي في أوروبا؛ حيث انتشرت العلوم والمعارف العديدة التي أسهمت في بناء الحضارة الإسلامية من خلال جهود علماء المسلمين، وقد كان هذا التميز نتيجة أهداف سامية نادى بها علماء المسلمين؛ منها: أن هدف طلب العلم العبادة، والقيمة الدينية للعلم وطلبه يؤكِّدها ابن عبدالبر في مؤلفاته، كما أن العلم بجوار الأهداف الدينية يطلب أيضًا لتحقيق أهداف دنيوية، ويؤكد ابن عبدالبر أهمية الأهداف الاجتماعية، ومنها إصلاح الفرد وإصلاح المجتمع،كما برزت في مؤلفاته الأهداف السياسية التي تُعنى بالتربية على طاعة ولي الأمر؛ حيث شهد عصره سقوط الخلافة في الأندلس[7]. الأهداف التربوية عند الإمام الغزالي: عاش الإمام الغزالي في الفترة (٤٥٠هـ - ٥٠٥هـ)، وقد اعتنق التصوف في مرحلة من مراحل حياته، كما تأثر ببعض أفكار الفلاسفة، وظهر ذلك في ملامح منهجه التربوي الذي كانت من أهدافه: تحقيق الكمال الإنساني، وذلك بارتقاء النفس الإنسانية من مجال الحس إلى مجال التفكير، ومن أهم الأهداف عند الغزالي تربية النفس على الفضيلة، ومنها الحكمة والشجاعة والعفة والعدل، وتكوين الشخصية المتوازنة، ويركز الغزالي في التربية الخلقية على تربية الروح والعقل والجسد، ويرى أن تحقيق الفضيلة يكون من خلال تصفية القلب لذكر الله تعالى، والعمل على تزكية النفس وتهذيب الأخلاق، ومن الأهداف التي اهتم بها الغزالي حسن توجيه طاقات الأمة، وتوجيهها للإفادة منها على النحو الأمثل، كما دعا إلى ضرورة تخليص الأمة من الشهوات المفسدة للروح الإسلامية[8]. الأهداف التربوية عند شيخ الإسلام ابن تيمية: تميَّز عصر شيخ الإسلام ابن تيمية (٦٦١هـ - ٧٢٨هـ) بظهور بعض الأعمال الشركية، والانحرافات والمغالطات في الطوائف الدينية، وقد تصدَّى لها شيخ الإسلام ابن تيمية بالردود العلمية النابعة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذا ما جعل الهدف الأساس من منهج التربية عند ابن تيمية هو تحقيق توحيد الله تعالى[9]. إن من أهم أهداف التربية عند شيخ الإسلام ابن تيمية هي تربية الفرد المسلم؛ بحيث يكون صافي الاعتقاد، زكي النفس، قادر على أداء دوره في الحياة بكفاءة، كما دعا إلى حرية الإنسان المتعلم، وتحريره من الهوى والخرافة، والشرور والآثام. واهتم شيخ الإسلام ابن تيمية بهدف بناء الأمة المسلمة، وبناء الحياة الاجتماعية على الأصول التي قام عليها مجتمع السلف، كما أن من أهداف التربية عند شيخ الإسلام ابن تيمية توجيه الأمة حين يكتمل إعدادها التربوي إلى الدعوة للإسلام، وأساس ذلك أن الله تعالى ختم الرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم بأفضل المناهج والشرائع، والرسول شهيد على الأمة الإسلامية، والمسلمون شهداء على الناس في الديا والآخرة[10]. ويتضح مما سبق أن الأهداف تنوعت لدى العلماء (ابن عبدالبر - الغزالي - ابن تيمية)، لتشمل تربية الإنسان من كافة جوانبه، واتفق علماء الإسلام على أن الهدف الأساس للتربية هو أن يحقق المسلم معنى العبودية لله تعالى، ويتفرع من هذا الهدف عدةُ أهداف كانت متناسبة مع العصر الذي برزت فيه، وبالفكر التربوي للعالم؛ حيث ركز الإمام ابن عبدالبر على الأهداف الاجتماعية والسياسية لانتشار اللهو في عصره، إضافة إلى سقوط الأندلس، أما الإمام الغزالي فركَّز على الأهداف التي تتعلق بتهذيب الروح والنفس، نظرًا لتأثُّره بفكر التصوف في مرحلة من مراحل حياته، كما أنه دعا إلى الاهتمام بتكوين الشخصية المتَّزنة شأنه شأن علماء المسلمين التربويين الذين اهتموا بتربية الفرد المسلم من جميع جوانبه الروحية والاجتماعية..، كما اتفقت أهداف التربية عند العلماء المسلمين على إصلاح المجتمع، تطبيقًا لمبادئ الإسلام في تنقية المجتمع المسلم من القيم المفسدة له، والمهددة لاستقراره. ومع تطور الفكر التربوي برَز عند الإمام ابن تيمية هدف الدعوة للإسلام في العالم؛ حيث انتشرت الفتوحات الإسلامية بشكل أكبر؛ مما يستلزم بناء الإنسان المسلم الداعية الذي يبلغ تعاليم الإسلام للعالم، كما برز تأكيد حرية المتعلم عند ابن تيمية؛ حيت دعا إلى تحريره من الخرافات والشرور التي ظهر بعضٌ منها في عصر الإمام ابن تيمية عند بعض الفلاسفة والفرق، وقد تصدَّى لهم الإمام ورد عليهم بالأدلة من الكتاب والسنة، وبالحجج العقلية، وقد برز ذلك في مؤلفاته رحمه الله تعالى. [1] الخليفة، المنهج المدرسي المعاصر، ( ٢٠١٤م)، ص١٠٢. [2] النحلاوي: عبدالرحمن، أصول التربية الإسلامية، ) ٢٠١٤م)، ص ٩٦. [3] الكيلاني، ماجد عرسان، أهداف التربية الإسلامية، ( ٢٠٠٤م)، ص١٣. [4] يالجن، مقداد، فلسفة المنهج التربوي من منظور إسلامي، ( ٢٠٠٩م)، ص٥٦ - ٥٧. [5] محمد شحات الخطيب وآخرون، ( ٢٠٠٤م)، أصول التربية الإسلامية، ص ٥٠. [6] مقداد يالجن، (٢٠٠٩م)، فلسفة المنهج التربوي من منظور إسلامي، دار عالم الكتب. [7] كايد، سليمان تكروري، (٢٠٠٥م)، الفكر التربوي عند الإمام ابن عبدالبر، رسالة دكتوراة، الجامعة الأردنية، كلية الدراسات العليا. [8] ماجد عرسان الكيلاني، (٢٠٠٥م) أهداف التربية الإسلامية، ص ١٥٩- ١٧٧. [9] علي، سعيد إسماعيل؛ الحامد، محمد؛ إبراهيم، عبدالراضي (٢٠٠٧م)، التربية الإسلامية (المفهومات والتطبيقات)، ط٣، الرياض، ص ٢٠٤، مكتبة الرشد. [10] بدرية الميمان، منى السالوس، (١٤٣٥)، النظرية النبوية وتطبيقاتها عبر العصور: دراسة تحليلية من المنظور الإسلامي، ص٧٣٧. الموضوع الأصلي: الأهداف التربوية عند علماء المسلمين || الكاتب: هويد الليل || المصدر: منتديات سهام الروح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|