يُحدد العصر الحديث المتأخر للفلسفة الغربية في بداية عام 1781، حيث توفي إفرايم ليسينغ وظهر مؤلَف إيمانويل كانط الشهير “نقد العقل المحض”[51]. كان للفلسفة الألمانية تأثيرٌ واسعٌ في هذا القرن، ويعزى ذلك جزئياً إلى هيمنة نظام الجامعة الألمانية[52][53]. وبرز في هذه الفترة دعاة المثالية الألمانية أمثال يوهان غوتليب فيشته وفريدريك شيلنغ وجورج فيلهلم فريدريش هيغل وأعضاء جماعة يينا (كـ فريدرش هولدرلين وفريدريش شليغل). قام هؤلاء بتحويل عمل كانط، فاعتبروا أن العالم تشكّل عن طريق عملية عقلانية أو شبيهة بالعقل، وعلى هذا النحو فهو قابل للمعرفة تماماً [54]. أما أرتور شوبنهاور، فعرّف هذه العملية المُشكّلة للعالم معتبراً إياها إرادة غير عقلانية للحياة. وكان لأفكاره أثرٌ كبيرٌ على فلاسفة القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وتحديداً على أعمال فريدريش نيتشه.
اتخذت فلسفة القرن التاسع عشر المفاهيم الراديكالية للتنظيم الذاتي والنظام الجوهري من غوته والميتافيزيقيا الكانطية، وشرعت في وضع شرح طويل عن الخلاف بين التنمية المنهجية والعضوية. كانت أهم الأعمال الفلسفية هي “ظواهرية الروح” عام 1807 و”علوم المنطق” 1813-1816 لـ هيغل. حيث أنتجت هذه الأعمال إطاراً جدلياً لتنظيم المعرفة.
وفي القرن الثامن عشر، ظهرت التطورات في مجال العلوم من الفلسفة، وفي المقابل، تحدّت هذه التطورات العلمية الفلسفة: وتحديداً أعمال تشارلز داروين. حيث استند الأخير إلى فكرة التنظيم الذاتي العضوي التي طرحها فلاسفة كـ سميث، لكنه تحدى بشكل أساسي تلك المفاهيم الراسخة.
انقلبت فلسفة القرن التاسع عشر إلى حد كبير على المثالية لصالح أنواع مختلفة من الفلسفات الطبيعانية بعد وفاة هيغل، كالفلسفة الوضعية لـ أوغست كونت والفلسفة التجريبية لجون ستيوارت مل والمادية التاريخية لكارل ماركس. بدأ المنطق فترة من أهم فترات التطور منذ بداية الانضباط، حيث فتحت زيادة الدقة الرياضية مجالات كاملة من الاستنباط على التكوين والصياغة في أعمال جورج بول وجوتلوب فريجه[55]. وضع فلاسفة آخرون أسس التفكير التي ستستمر في صياغة فلسفة القرن العشرين، ومن هؤلاء الفلاسفة:
جوتلوب فريجه وهنري سيدجويك، اللذان أدى عملهما في المنطق والأخلاق، على التوالي، بتوفير أدوات الفلسفة التحليلية المبكرة.
شارل ساندرز بيرس وويليام جيمس، وهما مؤسسا البراغماتية.
سورين كيركيغارد وفريدريش نيتشه، وهما من وضع حجر الأساس للفلسفة الوجودية وما بعد البنيوية.
الفلسفة المعاصرة (القرنان العشرون والحادي والعشرون)
إن التوجهات الثلاث المعاصرة والرئيسية للفلسفة الأكاديمية هي الفلسفة التحليلية والفلسفة القارية والبراغماتية[56] The 20th century also saw the increasing professionalization of the discipline and the beginning of the current (contemporary) era of philosophy.[57]. وهي ليست شاملة ولا متبادلة. تتعامل الفلسفة في القرن العشرين مع الاضطرابات الناجمة عن سلسلة من الصراعات داخل الخطاب الفلسفي على أساس المعرفة، والإطاحة بالمسلمات الكلاسيكية، بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والمنطقية الجديدة. حاولت فلسفة القرن العشرين إصلاح أنظمة المعرفة القديمة وصيانتها، وتغييرها أو إبطالها. وأبرز فلاسفة القرن العشرين هم بيرتراند راسل ولودفيغ فيتغنشتاين وإدموند هوسرل ومارتن هايدغر وجان بول سارتر. يعتبر نشر كتاب “التحقيقات المنطقية” لهوسرل (1900-1) و”مبادئ الرياضيات” لراسل (1903) علامتين أساسيتين في الإشارة إلى بداية فلسفة القرن العشرين[58]. كما شهد القرن العشرون أيضاً “تمهين” الانضباط وبداية عصر الفلسفة الحالية (المعاصرة)[59].
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، قُسّمت الفلسفة المعاصرة في الغالب إلى تقاليد تحليلية وقارية. وغالباً ما اتبع الفلاسفة في العالم الناطق باللغة الإنجليزية الفلسفة التحليلية، بينما طُبقت الفلسفة القارية في قارة أوروبا. لا يزال الصراع الملموس بين مدارس الفلسفة القارية والتحليلية بارزاً، على الرغم من تزايد الشكوك حول فائدة هذا الاختلاف بينهما
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف