اليوم تمر الذكري السنوية الرابعة لفراق والدي الحبيب
جلست مع عائلتي الصغيرة
وإستمعنا الي الآيات القرآنية والذكر الحكيم
وانتظرنا حتي المساء
فذهب كل ضيف إلي بيتهِ
واستقر البيت وهدأ
تعودت قبل النوم كل مساء أن أقبل يد أمي
وأن أهمس في أذنها ببعض العبارات الحانية الدافئة
ودوماً تبادلني أمي المشاعر النقية والدعوات الجميلة
فأذهب إلي غرفتي في أمان وسكون
ولكن في هذا اليوم بالتحديد من كل سنة
لم يمضي بسهولة
ولم تغفل أعيننا
فذكري أبي لم تمحوها الأيام ولا السنوات
ولم تمزقها اللحظات بمرها وحلوها
طرقت باب أمي بهمس
أنا: أمي هل مازلتِ مستيقظة!
أمي: وكيف أن أنام في تلك الليلة يا إبنتي تعالِ إلي حضن أمك الدافيء.
إرتميت في أحضانها وبكينا سوياً
فكم من ذكري تجمعنا بأبي هي النجاة من أحزاننا
ذكرتني أمي بإجتماعنا كل مساء مع أبي بعد عودته من العمل
وكنا نتطرق لكل الأحاديث وتعلو أصوات ضحكاتنا
ولكن!
بعد أربع سنوات من الفقدان
أين أصبحنا
أمي: ألم يتصل شقيقك اليوم يا نور
أنا: لم يتصل يا أمي
أمي: وهي باكية بصوت مكتوم، تُري هل يتذكر وفاة أبيه
أم تناسي مثل عادته.
أنا: هوني عليكِ يا أمي، فأخي مراد لديه أعمال كثيرة وبالتأكيد لم يجد الوقت ليتصل بنا، في الأغلب سيتصل غداً وستسمعين صوته، هوني عليكِ آرجوكِ.
ذهبت إلي غرفتي وأنا أحمل بقلبي وجعاً لا يطاق
فكيف لأخي مراد الإبن الأكبر لتلك الأسرة
ان لا يأتي للذكري السنوية لأبي
كيف لم يطمأن علي أمي كل تلك الأيام
وكيف وصل الجحود إلي قلبه بهذا الشكل.
غفوت عيناي علي ذكري وآحزان قاتلة
حتي رن هاتفي في منتصف الليل
نظرت إلي هاتفي بأعين مرهقة ومتعبه
لأجد المتصل
خالد!
أهذا يعقل هل يتصل بي خالد في هذا الوقت
ظننت بأن أمراً قد أصاب بيت عمي
فخالد هو إبن عمي الكبير وليس في عادته الاتصال بي في هذا الوقت
صحوت من أسئلتي وغفلتي
وجاوبته
أنا: مرحبا خالد
خالد: كيف حالك يا نور
أنا: بخير تري ما سبب إتصالك لقد شعرت بالقلق
خالد: لا داعي للقلق يا نور فقط أريد الاطمئنان عليكِ
أنا: ممم في هذا الوقت المتأخر، ألم نكن سوياً منذ ساعات ماضية
خالد: نور أريد أن أعرف ماهو ردك علي ما عرضته عليكِ في السابق
أنا: وهل هذا وقتاً مناسباً برأيك يا خالد لتسمع رأيي في مشاعرك وعرضك للزواج
خالد: أعتذر منكِ ولكن مضت أيام ولم تعطيني رداً أثلج به قلبي
أنا: خالد أريد أن آراك غدا خارج المنزل لدي ما اقوله لك ولا ادري هل سيغير رأيك في فكرة الارتباط بي أم لا
خالد: سأكن في انتظارك
لم أستطع أن أكمل نومي في تلك الليلة هل سأقدر أن أخبر خالد بكل شيء!
هل يمكنه مسامحتي والتغافل عن الماضي المرير!
إنتظروا البقية في الجزء الثاني من روايتي الجديدة
" إتصال من الماضي "
بقلمي
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف