رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ بُرَيْدَةَ بنِ الحَصِيبِ رضي الله عنه[1]، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ»[2].
معاني الكلمات:
أَهْلَ الدِّيَارِ: أي أهل القبور.
لَلَاحِقُونَ: أي سنلحق بكم إذا متنا.
الْعَافِيَةَ: أي المعافاة في الدنيا والآخرة من كل بلاء.
المعنى العام:
كان النَّبِي صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على تعليم أصحابه رضي الله عنهم، فكان يعلمهم إذا خرج بهم إلى المقابر أن يقولوا: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ»؛ أي أهل القبور «مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ»؛ أي سنلحق بكم إذا متنا «أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ»؛ أي المعافاة في الدنيا والآخرة من كلا بلاء وفتنة.
الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- استحباب الدُّعَاء بهذا الذِّكْر عند دخول المقابر.
2- تقرير مبدأ الإيمان باليوم الآخر.
3- الأَوْلى في الدُّعَاء أن يدعو المسلم لنفسه، ثم يدعو لمن يشاء.
4- مدى حرص النَّبِيصلى الله عليه وسلم على تعليم صحابته رضي الله عنهم كل ما ينفعهم من أمور دينهم ودنياهم.
5- استحباب زيارة القبور.
6- ينبغي للمسلم أن يستشعر دائمًا أنه سيموت، وأنه سيرجع إلى الله عز وجل.
7- الإسلام والإيمان إذا اجتمعا في نصٍّ شرعي كان لكل منهما معنًى مستقل، وإذا ذُكر أحدهما ولم يُذكر الآخر، شمل الآخر.
[1] بُرَيدَة بن الحَصيب الأسلمي رضي الله عنه، قيل: إنه أسلم عام الهجرة؛ إذ مر به النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا، وشهد غزوة خيبر، والفتح، وكان معه اللواء، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقة قومه، وكان يحمل لواء الأمير أسامة حين غزا أرض البَلقَاء إثْر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نزل مرو، ونشر العلم بها، وقد سكن البصرة مدَّة، ثم غزا خُرَسان زمن عثمان رضي الله عنه، وتوفي سنة ثلاث وستين.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف