الفطنة كالفهم , وهي ضد الغباوة , ورجلٌ فطن أي بيّن ,
والفطنة : الحذاقة, وهي التنبّه بسرعة وحدّة الذهن .
وأيضاً هي المهارة , وفطن تبيُّن وعلم .
والحذق والحذاقة : المهارة في كلّ عمل, وقيل الحذق
والقطع , والرجل الحاذق في صناعته وهو الماهر ,
وذلك أنه يحذِقُ الأمر ويقطعه ولا يدع فيه متعلّقاً ,
وهو فصيح اللسان, وذلك أنه يفضّل الأمور فيقطعها ,
وقيل حذق القرآن :أتمّ قراءته وقطعها, ورجلٌ حذاقيّ :
حديد اللسان,
أما الكيّس : فهو الخفة والتوقّد , والكيس : العاقل , والكيس :
خلاف الحمق , والجود والعقل والغلَبة بالكياسة, وسمّي ذلك
أنه يضمُّ الشيء ويجمعه , فقد قال رسول الله (ص) :
" الكيّس من دانَ نفسه وعمل لما بعد الموت" أي العاقل
ومن حديث " وكان كيّس الفعل " أي حسنه, هذا كلّه كان
من أقوال اللغويين المختلفة ,
أما رأي العسكري في التفريق بينهما هو أنّ الفطنة : هي
التنبه عن المعنى, وضدّها الغفلة, ورجلٌ مغفّل: لا فطنة له ,
ويجوز أن يقال أنّ الفطنة ابتداء المعرفة من وجهٍ غامض ,
أما الكيس فهو سرعة الحركة في الأمور , والأخذ في ما
يؤمر به ويترك الفضول وليس هو من قبيل العلوم ,
والحذق أصله حدّة القطع , يقال حذقه إذا قطعه , وقولهم : "
حذق القرآن " معناه أنه بلغ آخره وقطع تعلّمه وتناهى ف
ي حفظه.
نجد في رأي أبي هلال أنه يقتصر على ذكر معاني ودلالات
الكلمة , دون أن يضع مكان الفرق بينهما بشكلٍ مباشر ,
ثمّ أنه لم يعترف بوجود بعض العلماء ولم يفرّقوا بين
الفطنة والحذاقة
فالفرق بينهما قليل ولا يحتاج للتبرير الممل , فمثلاً
الفطنة ضدّ الغباوة بشكلٍ مباشر , وأجمع عليه أهل
العلم , أما الحذاقة والكياسة لا يعتبران بأنهما ضدّ
الغباوة بشكلٍ مباشر وصريح.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف