عشقي" يكشف لـ"سبق" قصة إيقاف "العاصفة".. ويؤكد: الرسالة وصلت
قال: الحوثيون رَضَخوا للشروط على مضض.. والوسطاء التزموا بالتنفيذ
"عشقي" يكشف لـ"سبق" قصة إيقاف "العاصفة".. ويؤكد: الرسالة وصلت
محمد حضاض- سبق- جدة: لم يكن إيقاف دول التحالف لـ"عاصفة الحزم" قراراً ارتجالياً؛ بل جاء عَقِبَ معركة سياسية هائلة، أدارتها المملكة بكل اقتدار في أروقة الأمم المتحدة.
معركة سياسية
وكشف الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط الاستراتيجي والقانوني عن تفاصيل المعركة السياسية قائلاً: كانت الخطوة الأهم عندما أيّد مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضي، دول التحالف في عملية "عاصفة الحزم"، الهادفة لدعم الشرعية في اليمن، الممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، والذي حَظِيَ بدعم خليجي وعربي ودولي، وتبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو المتمردين الحوثيين في اليمن إلى وقف أعمال القتال بشكل فوري والانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، ويفرض عليهم عقوبات بينها حظر على الأسلحة. وصوّت 14 من أصل 15 عضواً في المجلس لصالح القرار؛ فيما امتنعت روسيا عن التصويت، وينص القرار على حظر تسليح وتجميد أرصدة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ونجله أحمد، ومنعهم من السفر، كما يدعو القرار إلى ضمان سلامة المدنيين، وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية، وامتنعت روسيا -التي تربطها علاقات وثيقة مع إيران التي تدعم الحوثيين- عن التصويت على مشروع القرار.
الوسطاء والشروط
ويضيف: ضغطت بعد ذلك بعض الدول الموالية للميليشيات الحوثية لإيقاف "عاصفة الحزم" واجتمع، أول أمس الاثنين، الأمين العام للأمم المتحدة بمندوب المملكة في الأمم المتحدة المهندس عبدالله المعلمي ومندوبي دول مجلس التعاون، وطالَبَ بإيقاف المعركة الجوية، وكان جواب "المعلمي" ورفاقه، أنهم يرحّبون بشدة بإيقافها؛ شريطة أن تنفذ الشروط التي جاءت في قرار مجلس الأمن، والذي تمّ الموافقة عليه بالإجماع، وفور التزام الوسطاء بتنفيذ الحوثيين للشروط أعلنت دول التحالف إيقاف "عاصفة الحزم"، وانطلاق عملية الأمل لبناء اليمن.
ويضيف "عشقي": الحوثيون بدأوا تنفيذ الشروط على مضض، وهناك أنباء عن الإفراج عن وزير الدفاع اليمني والانسحاب عن المناطق التي سيطرت عليها سابقاً، وأتوقع أن يعود الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور وحكومته لإدارة اليمن من الداخل خلال فترة وجيزة، وإن لم تنفّذ الميليشيات الحوثية تلك الشروط ستعود الضربات الجوية مرة أخرى.
عملية جراحية
ﻭكان ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻲ، قد كشف ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ "ﻓﺮﺍﻧﺲ ﺑﺮﺱ"، ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻥ ﻛﻲ ﻣﻮﻥ، ﻃَﻠَﺐ، ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ مع ﺳﻔﺮﺍﺀ ﺩﻭﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ، ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﺒﺤث ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻴﻨﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻧﺤﻮ 40 ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ.ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻲ: "ﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻧﺮﻳﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺮﻭطاً ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭﻩ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ؛ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ". ووصف الدكتور "عشقي" العملية السعودية بـ"النوعية"؛ مؤكداً أنها كانت أشبه بالعملية الجراحية التي عالجت العديد من المشاكل داخل الجسد اليمني وحققت الأهداف المطلوبة.
رسائل عدة
وواصل: العملية أوصلت العديد من الرسائل للداخل اليمني وللدول الأخرى المعادية؛ لعل أبرزها: أن المملكة ودول الخليج تملك قوة حربية هائلة تستطيع أن تُوقف المعتدي مهما كان حجمه، ونجحت في الوصول إلى أقوى الترسانات الحربية الحوثية تحت الأرض، وهو ما يثير قلق الإيرانيين وحلفاءهم، ويجعلهم يُعيدون ترتيب أفكارهم من جديد، والرسائل وصلت حتى أقصى شمال الجزيرة العربية؛ حيث لاحظنا انتفاضة للجيش الحر السوري الذي حطّم 15 دبابة للنظام السوري، وسيطر على مناطق شاسعة في الجنوب السوري؛ فقد أعطته عملية "عاصفة الحزم" دفعة معنوية هائلة للتقدم.
وأكد "عشقي" أن من الأشياء الجميلة في "عاصفة الحزم"، أن التخطيط للعملية والتنفيذ، تم من خلال فريق سعودي خليجي، وعبر غرفة عمليات مشتركة في الرياض يقودها 200 ضابط؛ للتنسيق بين القوات الجوية والبحرية والبرية، وانتهت الحرب ولم تسقط طائرة واحدة ولله الحمد وهو إنجاز ليس بالقليل.
مشروع البناء
وتحدّث الدكتور "عشقي" عن مشروع الملك سلمان لإعادة بناء اليمن قائلاً: المملكة لا تسعى لإعادة البناء فقط؛ بل تطوير الجار الجنوبي؛ ليتأهل للدخول في منظومة دول مجلس التعاون؛ وذلك لتحقيق الاستقرار المطلوب، والاستفادة من العمالة اليمنية الهائلة؛ للمحافظة على توازن العمالة في الخليج، وتحقيق الأمن القوي الخليجي الموحد.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف