أهم ما يجب أن يعرفه الآباء هنا هو: حركات العين في القراءة وما يحدث فيها من قفزات ووقفات، فحركات العين لها دلالة على ما يقوم به العقل فى أثناء القراءة، وهى تتأثر باختلاف الهدف من القراءة، وبنوع المادة المقروءة، وبمقدار سهولتها أو صعوبتها، وإن هذه الحركات جعلت فرقا واضحا بين القراءة الصامتة والجهزية، ففى القراءة الجهزية تزيد عدد الوقفات والحركات الرجعية، ويطول زمن الوقفة، وذلك لأن سرعة القراءة تقل وفقا للسرعة التى يستطيع القارئ أن ينطق بها الكلمات، وأن اختلاف سلوك العين في كل من نوعى القراءة أدى القول بوجود فروق أساسية بين القراءة الجهزية والصامتة.
وما يجب على الآباء في ضوء هذا هو معرفة:
* أن القراءة الصامتة أسرع من القراءة الجهرية، وأن القراءة الصامتة أعون على الفهم من القراءة الجهزية، وأنها توفر الجهد والوقت للطفل القارئ ولذلك وجب أن يستخدمها الطفل في معظم قراءاته.
* أن الحرص على أعين أطفالنا في أثناء القراءة يقتضى أن نتأكد من أن الكتب التي يقرؤونها جيدة الطباعة واضحة الحروف، وأن المكان الذي يقرؤون فيه جيد الإضاءة، وأنهم مطالبون بالقراءة جملة جملة أي قراءة أكبر عدد من الكلمات في الوقفة الواحدة للعين والحق أن المنزل يشكل الطفل ويوجهه ويكون عاداته وميوله واتجاهاته، والطفل يتأثر بالثقافة التي يعيش فيها داخل المنزل، لأن الطفل قبل دخوله المدرسة يعيش فترة التساؤل، وحب الاستطلاع، واستكشاف البيئة، وامتصاص طرق التفكير والتعبير، وهو يكتسب الدين واللغة والتقاليد والعادات وطريقة الكلام، وهذه الخبرات المبكرة لها أهمية كبرى في حياته ولها تأثير على شخصيته. والوالدان لهما دور فعال في تكوين الميل إلى القراءة وتنميته بطرق واعية:
* فالطفل يميل إلى التقليد فيجب أعطاؤه القدوة الحسنة بالإكثار من القراءة أمامه، وتوفير البيئة المشجعة على القراءة بتوفير الكتب والقصص والمجالات الجذابة والمناسبة، وتشجيع الطفل على الاطلاع عليها.
* والطفل يميل إلى حب الاستطلاع ويكثر من الاسئلة فيجب إجابته على أسئلته، واحضار الكتب والصور التي تجيب على اسئلته وتساعد في زيادة حبه للكتب، واعتياده على استعمالها.
* والطفل يميل إلى الجمع والادخار والاقتناء فيجب أن نتيح الفرصة أمامه لامتلاك الكتب، وتخصيص رف خاص له بمكتبة المنزل أو في حجرته أو صندوق يخصص لذلك.
والطفل يتجه بعد ذلك إلى الاستقلال عن الكبار ويكون جماعة الأصدقاء فيجب أن تترك له الفرصة لاختيار كتبه وقصصه بنفسه ونناقشه حول ما يقرأ حتى يشعر بالاهتمام وتزداد قراءاته وتتسع وتتنوع.
* والأسرة يمكنها أن تنشئ مكتبة في المنزل في مكان هادئ، مزودة بالمقاعد والمناضد المريحة، وكذلك مضاءة وذات تقوية مناسبة.
* والآباء يترددون على المكتبات، ويجدهم أطفالهم سعداء يقرؤون بشكل غير منقطع، ويصحبون أطفالهم، ويعودونهم كيفية التعامل مع الكتب في نظام واحترام.
* والآباء أو الإخوة الكبار يتحدثون عن الكتب والمجلات والقصص والحوادث التي ترد في الصحف اليومية، ويحكون القصص، ويقرؤونها قراءة جهزية بصوت واضح يعبر عن الأحداث والمواقف.
* وتشجيع الأطفال على شراء المجلات والقصص، وزيارة المكتبات العامة، ومعارض الكتب، وإهدائهم الكتب والقصص في المناسبات الاجتماعية وأعياد الميلاد.
* وتنمية الألفة بين الطفل والكتاب عن طريق قراءة الوالدين لاطفالهم بعض القصص المشوقة، أو يطلعونهم على بعض الصور والأشكال واللوحات.
* وتوسيع آفاق خبرات الطفل عن طريق مقابلة أشخاص جدد ومؤلفي القصص، وبعض أصحاب المكتبات.
ومعنى ذلك أن تنمية ميول الأطفال نحو القراءة يبدأ من المنزل، من قبل الآباء الذين يقع عليهم الدور الأساسي في توعية الآبناء بأهمية القراءة وتيسيرها لهم، وخلق مناخ اجتماعي مناسب ومشجع ييسر عادة القراءة بين الأطفال، وخلق المنافسة بين الأطفال بحيث يشعر الطفل أن هناك دافعا إلى الإنجاز يمكن أن يحركه، وهذا الدافع إذا ما تركز حول قراءة كتاب أو قصة أو مجلة يصبح مع مرور الوقت عادة محببة لدى الأطفال، شريطة أن يحسن الآباء اختيار المواد التي ستستخدم في هذه المنافسات، كما أن سلوك الآباء، ومكانة القراءة في حياتهم يعتبر نموذجا وقدوة للأبناء، ويمكن التعبير عن ذلك من خلال مجموعة الاجراءات الآتية:
* الأب الذي لديه ميل حقيقى نحو القراءة يظهر في سلوكه الطبيعى وفي تعليقاته، والأبناء في مراحل نموهم المبكرة يتوحدون معه باعتباره رمزا مهما في حياتهم ويقلدونه.
* توفير مجموعة أوسلسلة مشوقة ومناسبة من كتب الأطفال وقصصهم ومجلاتهم المتنوعة لتكون في متناول الأبناء.
* جمع معلومات عن هوايات الأبناء المتنوعة لاتخاذها مؤشرا لتوجيه سلوك الأبناء نحو القراءة.
* الآباء يجب أن يكونوا على دراية وألفة بمواد القراءة المناسبة للأبناء حتى يمكنهم توجيه الأطفال وامتاعهم.
* تشجيع الأبناء على التردد على المكتبات للقراءة الحرة، وتيسير اجراءات الانتقال إلى المكتبات بعد تعريف الأبناء بها.
* إشراك الأبناء في قراءات الآباء المناسبة للأطفال والممتعة لهم، كأن يقرأ الأب للأبناء جزاء من قصة أو كتاب ثم يتوقف عند نقطة مثيرة كحفزهم ودفعهم لمواصلة قراءاتهم مستقلين بمفردهم.
* اتاحة الفرصة أمام الأبناء كي يعبروا عما قرؤوه بالمناقشة مع الآباء أو بالانصات إلى تلخيصهم وحكاياتهم لما قرؤوه.
* وتشجيع الأبناء بالاحتفاظ بسجلات لقراءاتهم، ومساعدتهم في تقدير ما يقرؤون، وتوجيههم لقراءات جديدة.
* يختار الآباء لأبنائهم كتبا من تلك التي تحرك الخيال وتنميه، والكتب التي تجلب لهم السرور والمتعة، والكتب التي تتناول مختلف الخبرات والتجارب الإنسانية التي يحسون بحاجتهم إلى اكتسابها، والكتب التي تتناول البطولة والشجاعة والإقدام والامانة، كما أنهم يهتمون بالكتب التي تجيب على الأسئلة التي تدور في أذهان الأطفال عن الطبيعة والحياة، فضلا عن الكتب التي تتناول تبسيط العلوم والمخترعات الحديثة.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف
أطفالنـا قـرة أعيننـا
العرض الشجري