قوله: ﴿ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ ﴾ الأمر في قوله: ﴿ قُلْ ﴾ للنبي صلى الله عليه وسلم.
والخطاب في قوله: ﴿ أَتُحَاجُّونَنَا ﴾ لليهود والنصارى، وبخاصة المحاجين منهم والاستفهام للإنكار. والمحاجة: المجادلة والمخاصمة بين اثنين فأكثر، وإدلاء كل منهم بحجته لينقض حجة الآخر.
أي: قل يا محمد لهؤلاء اليهود والنصارى الذين يحاجونكم ويجادلونكم حسداً منهم على تفضيل الله لكم ولدينكم: أتحاجوننا وتجادلوننا في توحيد الله والإخلاص له وطاعته، وتزعمون أنكم أولى بالله وتختصون بفضله وكرامته دوننا؟
﴿ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ﴾ الجملة حالية، أي: والحال أنه ربنا وربكم جميعاً، يجب علينا وعليكم توحيده والإخلاص له وطاعته، والأفضل عنده منا ومنكم من قام بحقوق ربوبيته، ووحده وأخلص له، كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * صِبْغَةَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 137، 138]، وقال تعالى: ﴿ لَهُ مُخْلِصُونَ * أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ﴾ [البقرة: 139، 140].
﴿ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ﴾ معطوف على ما قبله، أي: ولكل منا ومنكم أعمالهم خاصة وجزاؤها، فلا تُسألون عن أعمالنا، ولا نُسأل عن أعمالكم، وكل منا بريء من عمل الآخر، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 41] ، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * صِبْغَةَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 137، 138].
﴿ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴾ [البقرة: 139] الواو: عاطفة، أي: ونحن لله وحده مخلصون العبادة على الدوام بلا رياء ولا شرك، وأنتم به مشركون.
قال الفضيل بن عياض: "ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجلهم شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما"[1].
فإذا كان الله عز وجل رب الجميع، ولكل منهم عملهم وجزاؤهم، فالأولى به عز وجل والأفضل عنده من قام بحقوق ربوبيته وأخلص له؛ وهم المؤمنون.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف