ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات سـهام الروح اَلًيومُية ) ~
 
 
   
( فعاليات سـهام الروح )  
 
 

 

♥ ☆ ♥اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 3,905
عدد  مرات الظهور : 63,514,400
عدد مرات النقر : 4,136
عدد  مرات الظهور : 62,419,266
عدد مرات النقر : 3,526
عدد  مرات الظهور : 60,810,982
عدد مرات النقر : 5,230
عدد  مرات الظهور : 35,988,511
عدد مرات النقر : 3,283
عدد  مرات الظهور : 31,276,361منتديات سهام الروح
عدد مرات النقر : 3,277
عدد  مرات الظهور : 66,303,357
عدد مرات النقر : 3,879
عدد  مرات الظهور : 65,974,681
عدد مرات النقر : 5,005
عدد  مرات الظهور : 66,303,460
عدد مرات النقر : 4,880
عدد  مرات الظهور : 59,141,661

عدد مرات النقر : 2,618
عدد  مرات الظهور : 43,571,157
♥ ☆ ♥تابع اعلانات منتدى سهام الروح♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 2,560
عدد  مرات الظهور : 36,888,516مركز رفع سهام الروح
عدد مرات النقر : 5,673
عدد  مرات الظهور : 66,303,276مطلوب مشرفين
عدد مرات النقر : 3,026
عدد  مرات الظهور : 66,303,268

الإهداءات



›روايات طويلة ل الرويات الطويله من قبل الأعضاء ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-2024, 09:38 PM   #121


الصورة الرمزية محروم

 عضويتي » 688
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » اليوم (09:43 PM)
آبدآعاتي » 813,415
الاعجابات المتلقاة » 5823
الاعجابات المُرسلة » 4118
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الرياضه
آلعمر  » 26سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج
 التقييم » محروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~


مشاهدة أوسمتي

محروم متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لابد ياسود الليالي يضحك حجاجك للكاتبةفاطمة صالح



بوسّط أركان المطبّخ كانت واقفة بجنب الدرج تُلقي عليه نظرات مبّتسمة وهادية تراقب تصرفاته وإنفعالاته الضاحِكة على كل تصرف ، تراقب فرحته الي ماغابت عن عيّنها ، دندنته العليّلة سوالفه الي ما أنتهت ، طريقة تجهيّزه للقهوة وسط بسماته الي ماغابت عن ثُغره ، تتسائل بكل قوة عن"سبّب بعده عنها بوقت ضيقه مادام طواريّها بس كفيلة بنزع كل هالضيّق عنه!" جاهلة أتم الجهل إنه "لو بيبقى طول عمره في ضيّق وقهر ما تقدم خطوة وحدة بطريقها وهو يدري إنها بتذوق من نفس الوجع" جاهلة إنه كان خايّف يقدم خطوة ويرضي كبرياء قلبه ويروي شوقه ونتيجة هالخطوة دموعها ، خايّف يذوق نظرات التعب بعيونها بسبّب بجاحة مطالبّه لذلك بقى واقف على نفس العتبة..ولكن لإنها جاءت بنفسها كان الوضع غير وخييير !
بوسط إندماجه وهو يعدل درجة حرارة النار ويوازنها وقبل ما يصب البُن بوسط الماء رفع رأسه وناظرها بإبتسامة خافِتة وهو يدندن : ويالبّسمة العذبة .. عنك الصبّر كذبة ! وفيك العمر موعود
ضحك نابّها من جملته المفاجأة وهو أبتسم من ضحكتها ، بينما هي تدحرج الخجل من جديد بقلبها فأيقنت إنها لازم تغير الموضوع لأجل تستمر بوقوفها بشكل طبيعي فقالت : تحبّ الفانيلا؟
هز رأسه بعجل وهي تقدمت خطوة للدرج وهي تقول : أجل موعود بألذ كيك فانيّلا
أبتسم إبتسامة ذابّلة لحظة اللي لاحت له طواري ماهي بهيّنة مع هالكيك مع ذلك قفل الإبريّق وهو مكتفي بإبتسامة خافتة ، وإشتدت لحظة دخول غُصن ووقفها بجنبه ، والي عقبها أنحنى وهو يأخذها بحضنه ويقول : دُجى تقول ودها تسوي لنا كيك فانيّلا ، ودك تساعدينها؟
هزت رأسها بإيجاب وهي ترجع شعرها للخلف بحركة عفوية وهي تقول : أصلا انا دايماً أساعدها في بيت جد فهد ، صح يا دُجى؟
ضحكت دُجى وهي تهز رأسها بإيجاب وتناظر لوهّاج اللي جلس على الدرج وبحضنه غُصن يراقبونها ، واكتشفت إن مساعدتهم كانت عبارة عن "مراقبتها وبس" ورغم إنها ما أقتصرت على المراقبة وزادت بالضحكات والملاحظات والإنتقادات وحتى الفرحة لحظة الي إنتهت من صُنعها وتركتها بالقالب قدامهم وهي مبتسمة بضحكة على أشكالهم : الحمد لله أول كيكة مصنوعة من الضحكات والإنتقادات
غُصن اللي ما قدرت تتحمل مدت يدها وغرزت إصبعها بكريمة الفانيّلا وسط شهقة وهَاج وضحكة دُجى الخافتة ، نزل من على الدرج وغُصن بحضنه وأخذ ينحني وهو يبتسم لها بضحكة: يلا نروح لجدة ؟
هزت رأسها بإيجاب ، فأخذ صحن القهوة الي جهزته دُجى وهي أخذت قالب الكيك وهي تمشي بخطوات متعثرة بسبب الخوف


-
تكذب لو قالت إنها قررت ترجع برغم كل الرعب اللي تكنّه بصدرها بعد معرفتها بحالة خالتها ؟ برغم ذلك ماقدرت تتركه وحده ،ماطاوعها قلبها!
تقدم وهّاج وهو يترك الصحن على جنب ويفرش البسّاط الأحمر كله ،رتب بعدها السُفرة وهو يترك صحن القهوة بالوسط وأخذ صحن الكيك من يدينها ، من بعدها تقدم ناحية غرفة أمه وهو يدق الباب بهدوء : يمة وين غديتي ؟ (رحتي) تعالي حنا بإنتظارك
سمع موافقتها وأبتسم ورجع يجلس بمحاذاة الجذع بمكانه الدائم والمعروف وهو يسند ظهره للخلف ويناظر لدُجى الي تضغط على كفوفها مدّ يده وهو يضغط على يدها بكل حنيّة ذابت بين أصابعها ونزلت رأسها وهي تبتسم له ، من لما خطت خطاوي حليّمة لهم ووقفت بمقابل دجى حتى إرتشعت كل أركانها وحاولت تتصرف ولكن خانتها يدينها ، ضغط على كفها وهَاج وهي إستوعبت الموقف وتقدمت خطوة صريَحة وهي تقبل رأسها وتسلم عليها بوقار وسط سكُون حليمة ، برغم إنها ماردت عليها إلا إن تقبُلها للسلام وعدم نفُورها أو وضوح علامات إنزعاج بتفاصيَل وجهها كان يكفيها !
أبتسمت برحاببّة غمرت كل فؤادها وأخذت تقترب من وهَاج وهي تستند بكتفه لأجل تجلس ، ومن جلست حتى أخذت دلة القهوة وبدأت تصبُ لهم فيها ، الشهور الي مضت كانت حليمة ترفض تأخذ الفنجان من يدها وتصد عنها بإنزعاج بينما هالمرة لما قدمته أخذته بهُدوء وهي تناظر لغُصن اللي تضحك بفرحة على وهَاج اللي يقطع الكيَك ، أبتسمت حليّمة لا إرادياً وهنا توهّج قلب دُجى وأبتسمت معها بفرحة حاولت تكتمها أو تكبّتها وهي عارفة أصلاً إن هالبسمة ماهي لها ولكن كونها تبتسم بحضورها كان يكفيَها ، وزّع وهاج الكيك وُوزعت الضحكات مع كل قطعة حتى إن حليمة قالت بعدما أكلت قط صغيرة : يشبّه طعم الكيك الي كان من صُنع يدين شُعاع
أبتسم وهّاج وهو يهز رأسه بإيجاب بينما دُجى ناظرتهم بإستغراب وحاولت تفهم ولكن صوت الباب الي أندق تركها ترتبك وتسحب حجابها وهي تلفه بعجل على وجهها ، ومن فتحت غُصن الباب وناظرت لكاَيد حتى ضحكت بفرحة وهي ترتفع بجسدها الصغير وتهبّط على الأرض وهي تكرر : أشتقت لك
أبتسم برغم كل شيء وهو ينحني بفرحة ويغمرها بحضنه وهو يوقف ويمشي معها : أنا الي قطعني الشوق يا غُصن ، يعني كذا تخلينا بدون الشمس طوال الوقت؟
فلت شعرها وهي تضحك وتقول : خلاص آخر مررة والله ، مارح أخليك تبقى بالظلام دايم بجي أنشر أشعة شعري عليكم
ضحك وهو يضمها له من جديد ومن وقف قدام جلستهم قال بإبتسامة : حيا الله دُجى بنت الخالة
هزت رأسها بإيجاب وهي تقول : الله يحيّك



ألتفت بوجهه ولمح وهَاج يناظره بطرف عينه ضحك بإنزعاج وقال: تراك أقلقتنا بإسمها ، وتراها بنت خالتي ولي حق أناديها بإسمها الصريح ، وبعدين فهد ماتعب وسمّاها دُجى عشان تحتفظ بإسمها لك، حنا وش نناديها يعني ؟ يا حُرم وهَاج؟ ياهية؟ ياسِستر؟
ضحكت دُجى بصوت مكتوم وحليمة أبتسمت بينما وهّاج قال وهو يناظره بإستنكار : الله كثر الألقاب ، وعاد لو قلت ياحُرم وهّاج ما بعترض المهم ما..
جلس كايَد عند أمه وبعيد عن محيط وهّاج ودُجى وقال : دُجى ودُجى ودُجى ، وصدقني نكال لك بسمي بنتي دُجى عشان تنقهر
ضحك وهّاج بذهول وهو يرمي عليه ورق الليمون : ياا نذل ، من وين تعلمت هالحركات
سكت كايّد وهو يزمّ شفايفها بهدوء ، فقدم له وهّاج صحن الكيك وهو يتنهد بضحكة : خُذ بس ، ما يحتاج يلوح إسمه هنا ونبدأ بفصول الشُوق
تنهد كايّد وشوقه للافي واضح بشكل مُفرط ولولا إنه يدري مابقى غير أسابيع على تخرجه كان إنهار من فُرط حنينه ، ومن أكل من الكيك رفع رأسه بذهول وهو يبّتسم بضحكة:كيكة شُعاع؟
ألتفت له وهَاج ولمح اللمعة اللي بوسط محاجره فضّحك بهدوء لعل هاللمعة تتلاشى وتبّقى الضحكة وبس : ليّن الحين تذكرها؟
هز رأسه بإيجاب وهو يضحك معه ويقول : يارجل كيف أنساها؟كل مغرب كانت تجبرنا نأكل منها ، وإن عدّى مغرب وما أكلناها تصحى من الفجر تسويها ، يمكن أنسى كل الذكريات ولكن هالكيك ما ظنتي..يالله لو تدري إني تذكرت أشياء كثير هاللحظة
أبتسم وألتفت لدُجى وهو يقول بفرحة : تسلم يمينك يا أم فهد
دُجى الي كانت تنقل نظراتها عليهم ومتلهفة على طواري شُعاع والي مجرد تشابّه طعم الكيك الي كانت تصنعه قادر على نشر الضحكات على وجوههم أجل لو كانت الذكرى أكبر ؟ أبتسمت بخفوت وهي تقول : بالعافيّة ياولد الخالة
إستمرت الجلسة تحوفها الضحكات ، المشاعر العذّبة ، الرحابة الي فقدوها شهور طويّلة ، كايّد الي كل لحظة ولحظة يلتفت ويناظر لأمه يتأكد من إن ضحكتها حقيقة ، وده يريّح قلبه إن هالضحكة ماهي لأجل يتطمنون ، ماهي بمثل ضحكاتها الي مضت الضحكة الي كانت تداري بها خواطرهم لإنها تدري بمقدار معاناتهم الي عاشوها معها ، من عرفو عن تعبّها وحتى بإستمرار علاجها ، ولكن هالمرة كانت غير هالمرة كانت ضحكتها من قلبّها.. ضحكة ماتخفي خلفها سبّب !
وهذا اللي مريّح فؤاده هذا الي زارع البهجة في قلبه ، هو اللي عانى معاناة ماهي بهيّنة خلال الأيام الي مرت لإنه مو قادر ينسى المنظر مو قادر يتناسى الصوت والكلام الي إنقال على مسامعه
كان خايّف وحيل على أمه


خايف لا فعلاً يأخذون منها ظهرها ، خايف يوجعونها أكثر لدرجة إنه كل وقته قريب منها وحتى لانامت يدخل يتطمن عليها ، لذلك كان حريّص وبشدة على ضحكتها .. حريّص تكون بخير بعد كل هالتعب
بمُقابله وهّاج اللي ترك صحن الكيّك وعيُونها ما أُزيحت ولا بمقدار سم عنها ، كان يتأملها بوفرة وبكثافة ماكانت سهلة ، وحتى لو صد لثواني يرجع على قلبه ويغرق فيها من جديد ، كانت ضريبة بُعدها هالفترة وخيّمة كثيير وخصوصاً على قلب مثل قلببّه ، لإنها مواساته بهالحيَاة
لإنها بمثابة النُور وسبايّب الضحكة ، لإن الراحة كانت غايّبة عنهم أسابيّع وليالي وبمجرد حضورها هي وغُصن حضّرت كل الطمأنينة والسكينة بأعلى مستوى! كان قبل ساعات منهدّ حيله ومُهلك وماله من الأمان ذرة ولكنه هاللحظة " بخيّر " بكل ما تعنيه هالكلمة من معنى ؛ لذلك من ناظرها وصغّرت عيونها دلالة على بسممّتها تبّسم لها وأخذ يتمتم بقلبه"‏وأنا والله إنه يزول التعب منّي..
‏ليا عيني بعينها جات،مثل لا من شروق الشمس عن وجه السماء بدّد الظلما "
-
أمام بيّت فهد .. كانت واقفة وتحتضن قلبّها ما بين ذراع يدينها ، تناظر بنظرات تملأ محاجر عينها خوف ورهبّة ، برغم من إن صدرها يحتجز كل مشاعر الخوف والرعب إلا إنها قدرت توقف وتمشي هالخطوة ، برغم من إن حياتها رهينة كل هالرهبّة إلا إنها جاهدت وحاربت كل هالسوء في سبيّل توقف على عتبة هالباب لوحدها بدون ما ينقبّض قلبها من الخوف بدون ما تبكي جوارحها من سوء شعورها!
أخذت نفس بصعوبة وهي تناظر بنظرات يملأها التشتت ، جوفها يرتجف من شعورها الغريّب الي يحيط بقلبها! تكذب لو قالت إن لياليها الي مضت عدّت بسهولة!تكذب لو تقول إنها قدرت تتجاهل الشعور الي تعيشه ، تكذب لو تقول إنها ماهي برهّن لقلبها وإن روحها ترتجف من ليالي طويلة بمجرد ما يحضر طاري صوته !!
هي اللي كانت واقفة مع دُجى بجنب المجلس لحظة اللي صرَح وهاج لضرار عن المصيبة الي أهلكت حياته ، هي الي فهمّت الموضوع من دُجى لما ضغطت عليها هي اللي تتعذّب من شدة تفكيرها فيه وذاقت مُر العذاب الي يذوقه! كانت مذهولة والدهشّة تخترق أعماق قلبها وتتسائل بكل لحظة يطري ببالها " فيه شخص يقدر يستمّر بالحياة وهو يحمل هالكم الهائل من الوجع بين ضلوع صدره ؟ أصلاً فيه ضلوع صدر تتحمل كل هالثقل على متنها وتبّقى قوية! يعني هالضلوع ما تتعرض لهشاشة بسبب ثقل الدموع؟"
على مدار شهور عرفته فيها كان تستنكر وتقول " ليه شخص مثله تغربّ عن كل الناس وبقى ببيت مهجور مغترب وغريّب عن الكل؟" والحين إكتشفت إنه" غريّب وتغرب عن الكل لإن أوجاعه تكفيه عن قرابة وأصحاب وأهل"



للآن تتذكر دموعها اللي أحرقت رقّة خدها بسبب بكاءه وتعبّه من هالظروف ، وتتذكر إنهيار دُجى بسبب وضعه ؛ موقنة لو إستمع الحجر لكل هالوجع للان وتحول لدمع !
لذلك هي هنا ؛ واقفة تحاول تتناسى كل وجعها واقفة برغم الرهن والحجز والإستيلاء على منطقة الأمان بصدرها ، واقفة تحاول وبتحاول ليّن تمل محاولاتها
ماتدري وش هيئة شعورها ، هي فعلاً موقنة إن صدرها ملّ من هالتعب وبرّدت كل مشاعرها بس ليه صوت شهقات تعبّه تهز أركانها؟ليه ماهي قادرة تتناسى ظروفه وتعبّه؟
ليه تحس إنه عاجزة عن التحكم بذاتها وإن قلبها اللي يسيرها وسالبّها حق الإختيار
تنهدت بتعب وهي تناظر لأطراف الأرض وتضغط على خلاياها تحاول تتقدم هالخطُوة ولكن عجّزتت ، رجعت لورى وهي تتنفس بصعوبة ولكن بلحظة خاطفة مر على أنظارها طيّفه وهو يمشي بتمايّل بعدما مالت به ظروفه والوجع يسيل بكل خطواته ، وخطت لا إرادياً وهي تتجهه بكل صلابة ناحية«البيّت المهجور»
ماتدري ليه بتخطي هالخطوات ، وليه لاح بقلبها شعور الي ودها تتواجد ولو على أعتابه ، وليه ودّها تزور متاعبّه مثل ما زارها بأبشع لياليها!
أخذت نفس بذهول وهي تصد لحظة اللي وقفت أمام الشارع الي قدام البيت ، مذهولة والدهشّة أتعبت جوفها"هالشُعور وش ؟ هاللهفة وين مصدرها ؟ هالأمان من وين؟" رجف قلبَها لحظة الي أرتشعت شفايفها غمضّت عيونها بصعوبة تحاول تتفاداه ولكن عجزت ، بكل ما تكن مفردات العجز ومعانيّها من معنى كانت عاجزة
لأول مرة يكون العجز له مفتاح أمان ، لأول مرة تكون عاجزة ولكنها راااضية !
أخذت نفس وهي تناظر لشنطتها اللي بجنبها ، وسحبّت الكتاب الي مرت أسابيّع طويلة وهو بين حضن كفوفها ! ناظرته بتنهيّدة ومن يفهم شعور إن حتى العيون ودّها تتنهد؟ مررت يدينها حوله وعلى حيّن غفلة من قلبها إبّتسمت بدون شعور وهي تراقب الملاحظات اللي كتبَها وشعوره اللي شاركها من بيّن السطور! إحتضنته عيونها وكفوفها ليالي طويلة وكانت بالحيّل ممتنة! لأجل هالإمتنان كانت تظن إنها هنا! لإنه شاركها ودها تشاركه «هذا ظنَها»
وقفت قدام عتبة الباب وهي تضحك بسخرية على المشاعر الي طرت بقلبها لحظة الي لاح لها لحظة الي خذت رسالتها الي نهتها من تفتيش وتنبّيش جروحه ؛ وحتى بعد مرور كل هالشهور مازالت تتطفل على جروحه ولكن الي ماتعرفه إن تطفلها هالمرة هو ممنون لأجل ويحبّه ووده فيه !
رائحة الذكريات كانت مُنهكة ومؤذية لأوردة قلبها وحتى إن سحبّها لرئتيها كان مُتعب فكيف بالبقاء وإستنشاقها فترة أطول ؟


تركت كتابه بجنب الباب وناظرت بعبّث لثواني ومن بعدها سحبّت الكتاب الي جازفت بكل شيء لأجله وهي تتركه بجنب كتابه ، تحتضن غلافاتهم بعض ؛ وكإنهم مواساة لبّعضهم
وأخذت تلتفت بعجل وهي تجر خُطاها مبتعدة عنه ، عن كل هالمشاعر الي ظنت بيوم من الأيام إنها تنازلت عنها من التعب ظنت إنها تناستها ونستها ولكن مجرد مرورها للمكان الي جمع هالذكريات غرقت بنفس الشعور وكإنها تعيشه لأول مرة
خطوات الخوف الي نُزع منها الأمان بسبّب الي عاشته تلاشت وبقى بس الخوف من كل هالشعور !


الصعبّ الي ما تهيأ لصعوبته أي صعب ! يغرق بهالصعوبة بكل مرة وكل ليّلة ، وهذا هي دقات قلبه تصارع ذرات الجمال المرشوشة على وجهها ، كان الوقت المتاح لأجل يرضي شوقه ويتأملها بكل وفرة وبكل اسراف وتبذير بدون ما يعتدل او يوفر او يدخر اي نظرة ، كان يحاول يروي جفاف روحه والي يمتد لجميع الساعات الي تكون صاحية فيها ، والي تقابله بالنفور والصد ونظرات التيّه والضياع الي تخر كل قواه قدامها ويعجز بكل طاقته يلاقي الحل لأنها تصده ولانها ترفض حلوله وتتركه خارج ضياعها تماماً ! وهذا اللي مضيّق عليه الكون بعيونه ماهو قادر يفهمها ولاهي قادرة تعطيه فرصة لاجل يخطي خطوة في دروب الفهم ، تغيرها المخيف واللحظي اهلكه واتعب كل محاولاته
وهي عاجزة تنحني لكل هالمحاولات لإنها"فاقدة الرغبة بالحياة" أخذ نفس طهّر جميع جوارحه من شوائب الشوق وأبعد خُصل شعرها عن أطراف وجهها وهو يمرر أصابع يدينه على منحنيات ندوبّها ويبّتسم بتعب ، يحب وحيل هالبُقعة من وجهها لإنها بكل مرة تذكره بأنها"قوية" لانار ولا وجع قادر يهدّها
أنحنى برأسه وهو يُقبل هالندُوب بكل رقة وأخذ ينشر قُبلاته على وجهها لعلها تروي مابقى من شوق ولعلها ترضيّه لليلة بكرة ؛ لإن الواضح إنها مخاصمة دروب الرضا معه ولا يدري عن سبّب خصامها وهذا اللي أتعبه

-


 توقيع : محروم





رد مع اقتباس
قديم 03-06-2024, 09:38 PM   #122


الصورة الرمزية محروم

 عضويتي » 688
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » اليوم (09:43 PM)
آبدآعاتي » 813,415
الاعجابات المتلقاة » 5823
الاعجابات المُرسلة » 4118
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الرياضه
آلعمر  » 26سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج
 التقييم » محروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~


مشاهدة أوسمتي

محروم متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لابد ياسود الليالي يضحك حجاجك للكاتبةفاطمة صالح



أما عقيّدنا .. صاحب أكبر قلب حنيّن و على مقدار هالكبَر جاء وجعه ، على مقاس قلبه الكبير
نزل من سيارته اللي ركنها بمكانها المُعتاد بالشارع الخلفي وأخذ يجر خُطاه مُتعب ومنهد حيّله ، مرت ليلته بصعوبة بسبب مرور ثلاث ليالي والنوم مجافي عيونه ، للآن عايش بدوامة التعب بسبب الي حصل ورغم إنه بعيون قلبه تأمل ردود الدنيا على مُسبب هالوجع وبنفسه عرف كمية التعب اللي دار ولحق قلوبهم بس للآن حسرة بقلبه وجمرة تكوي جوفه ماهو قادر يسلى ، الأيام الي مضت ما إنقطعت خطاويه عن بيت خالته، الي عُقد معها للآن أربع جلسات للعلاج النفسي..



بعدما أنهى الشيّخ جلساته وبعدما تأكد إنها في تلك الليلة إستفرغت كل وجع السنين الي مضّت ، تأكد إنها تطهرت من كل هالتعب بنفسه لذلك إنتهى دوره
كان يزورها كل خمس ساعات لأجل بس يتأكد ، وكان ممتن حيل ، للي ما تسّمى"البهُوور"من فراغ كان يتسائل كل السعة هذي والرحابة من وين أصلها؟ برغم إن التعب يسيل سيلان الدمع من المحاجر على وجهه كان يواسيّه ويربت على كتفه وقلبه ويضحك له ، يحاول يسليه الخاطر اللي له ثلاثين سنة ماسلى!
وصل لأعتاب بيته المهجُور وهو مثبت يدينه بوسط جيبه البُني ومن كانت خطوته بتعبُر من على عتبة بيته ، ملأ الإستنكار محجر عيونه نتيجة نظراته الي تعثرت بسبب وجود الكُتب الي مُرتبة فوق بعضها على عتبة الباب ، أنحنى وهو يجلس قدامها ويناظرها بإستغراب ، قبل يفتح الكتاب الأول لمح كتابه اللي جهزه لأجلها ، بنفس الملاحظة وبنفس الشعور الي ركنه بين تفاصيل أوراقه ، بقى شارد ذِهن لحظات من الزمن وهو يحاول يفهم الموقف الي يعيشه هاللحظة ، وبعد مرور دقايق بسيطة أعتدل بجلسته على العتبة وأخذ يحتضن الكتاب وهو شارِد الذهن للحظة ، واللحظة الي بعدها إرتسمت إبتسامة بسيطة على طرف ثغره تحولت لبّسمة واسعة وأخذت تنحني وتتلون الضحكة على وجهه ، الضحكة الي سرقتها الليالي الموجعة أسابيع طويلة ، الضحكة الي غابت عن ثغره ونسى كيَف يضحك ، إستردها بسبب خطوة ، خطوة بعيون الكل بسيطة ولكن بعينه هو "كبيّرة وماهي بهينه أبداً" كبيّرة هانت من عقبها كل أوجاعه بعين قلبه .. لإنها جاءت بوقتها الصحّ لإنها برغم كل محاولاتها بالصد والتناسي ما نست ولا صدت !
قرأ إسم الكتاب اللي من عقب إحتضانه لكفوفها صار بين كفوفه وأخذ يسند رأسه للخلف ويناظره بإبتسامة لدقايق طويلة .. حبُور يملأ مساحات قلبه الشاسعة بمجرد معرفته إنها صاحبّة الكتاب ، صاحبة القلب والشعور الأولي .. صاحبة أول الخطاوي الي بأول مرة سدّ الباب بوجهها ولكن هالمرة كل بيبان هالدنيا مفتوحة بوسعها لخطوة وحدة بس منها
إحتضن الكتاب بين مساحة صدره العريض وبيده كتابه اللي وصل مع كتابها ، وأخذ يهز رأسه ويبّتسم : خطوة رحبَة في ظل هالضيق تكفي لأجل يكون كل هالكون سعّة
-


الجنوبيَ واللي متوسط شمال صدر هالمعاني ، جالس بوسط الحوش وبيدينه كوبيَن الشاي ، يبردهم ببعض ويدندن بصوته الرايّق بأريحية وإبتسامة عذّبة تتسلسل كل لحظة ولحظة لثغره ، بعدسنيّن القحط والوحدة هالأيام يعيّش أبهى وأرّق أيامه .. كان يظنها قليلة وبسّيطة بحياته ولكنه على خطأ وكبيير هالخطأ وكثير
لإن صوت قعقعة خطواتها مُعلنة إتجاهها له كان يكفي لأجل يترك رحابة صدره تمتد وتتوزع على الأهل والجيّران وكل الحي


أخذ يرفع رأسه وهو مبتسم من ضحكتها الهادية وهي تراقبه : علامش تضحكين؟
تلاشت ضحكتها بشكل خافت وبقى مكانها إبتسامة بسيطة كانت بسبب تأملها وتذكرها للموقف ذاته بوسط المقهى ، رفعت كتوفها بعشوائية وهي تجلس بجنبه بهدوءها الطاغي ، ناظرها للحظات وأخذ يناظر لكوب الشايي الي مُمتلىء والي ماكان ساخِن بزيادة وأخذ يمده لها بيده اليمين وهو يقول : مامن خلاف وحتى لو ماكُنا على علم بسبايّب ضحكتش ، المهم نسمعها
إنكمشت بحيَاء وتلون ثُغرها ببسمات الخجل وهي ملاحظة حِرصه الشديد عليها ، تفاصيّل إهتمامه البسيطَة الي تحليّ كل أيامها معه ، التفاصيّل الي ممكن مانهتم لها مثل حرصه على تبريّد كوب الشاييّ اللي بتشرب منه ، تفاصيل ممكن نعديّها ولكن هي ماتقدر ، هي شخص تمنت يكون معها شخص يقدرها مثل ماتقدر كل تفاصيل حياتها وهذا الحاصل ، وأخذت تقول بإبتسامة : والبقلاوة؟
ضحك وهو يعتدل بجلوسه ويناظر لأوراق النعناع الي رتبّها بجنبه وقال بخفوت : الليلة مامن حلى ، حلاش يكفيّنا!
ناظرته بطرف عينها وهو ضحك أكثر من ردة فعلها وأخذ يسحب علبة البقلاوة من خلف ظهره ويقول : أبد سمي وآمري بس ، تفضلي
أبتسمت وقالت وهي تراقب تفاصيَل وجهه : زاد فضّلك ، هب لي ( أعطني ) الي مغرقة بالفستق
هز رأسه بإيجاب وسحب البقلاوة بالملعقة ولكنه تجمّد بمكانه للحظات وعُقبها رفع رأسه وهو يضحك : وش قلتي؟
ناظرته وهي تدعي الإستغراب وقالت : وش قومكك(وش فيك؟)
ضحك أكثر وهو يقفل علبة البقلاوة ويقرب من مُحيط جلوسها حتى إستلوى على كل المُحيط الي بجنبها بجسده وأخذ يغلف ذراعينها بيدينه ووهو يحاوطها بتمُلك وضحكة ثائِرة سيطرت على ثغره وهو يقول : وش قومش صرتي تتكلمين جنوبي ؟ حنا على الله بقينا أسبوع بالجنوب متى امداش تتعلمين !
ضحكت وهي تصد عنه وهو شدّها له وهو مبتسم: يومين وتصيرين تتحديني باللهجة ، وعُقبها ما نفرق من الجنوبي والركُن الشمالي
سكتت للحظات وسكُوتها كان نتيجة غرقها بخجلها وهي تتأمل كفوف يده الي تشد على كتفها ولكنها جمّعت جسارتها وألتفت على حيّن غفلة قبل وقبل تنطق سكتت بخوف بسبب شهقته وهو مسك قلبه بيده اليّسار وهو يقول : أتمنى مرة ثانية تعطيني خبر إنش بتناظريني ، لا تجيني وأنا ساهي عن نظراتش وتربكيّني
ضحكت وهي ترفع يدها بصعوبة وتأشر على خشّمها وهو بدوره أقترب منها وقبّله وهو يبتسم بضحكة : عليه الشحم
( بالجنوب لما يطلب منك شخص يرد البعض عليك ب «على خشمي» بمعنى "تبّشر أو تمام أو طيّب" ويكون الرد على هالجملة«عليه الشحم»)
إنكمّشت على نفسها من جديد وقبّل تغرق بحياءها قالت بربكة : ليه الركُن الشمالي؟


إستنكر سؤالها ومافهم مقصدها فناظرها بإستغراب ، وهي ناظرته للحظات بهدوء وهي تتذكر المرات الثلاث اللي ذكر فيها " الرُكن الشمالي" واللي يخصّها هي بالذات بهاللقلب وسط جهلها وعدم فهمها بمقصده فقالت محاولة توضح إستفسارها : تقول لي الرُكن الشمالي ، وأنا أجهل مقصدك
ناظرها بهدُوء وما أقتصر على النظر ، غرِق وغاص وعامّ وإنغمس ووصل لعمقها وهو يتأملها وسط سكُونها العجيب وإبتسامتها الخافتة لحظة الي يسّرح فيها هالسّرحان ، ولكنها رفعت رأسها بتعجُب لحظة اللي سرق كفها بين كفه للحظات ومن عُقبها أخذ يثبت كفها على حدود شمال صدره ، ثبّتها بنفس المنطقة الي كانت دقات قلبه ثائرة فيها وواضحة "ثبّتها على قلبه رُكنه الشمالي بصدره"
أبتسم وهو يناظرها بهُدوء لعلها فهمّت تلميحته بدون ما يتعنّى ، لعلها فهمّت إن المقصد من" الُركن الشمالي" ماكان إلا " قلببببّه "
ولكنه عقد حواجبَه برهبة بسبب اللمعة الي إستولت على محاجر عيُونها أخذ يحضُن وجهها بإرتبّاك : ليه تبّكين في كل مرة ؟ ليه ...
سكت بذهُول لحظة اللي سحبت وجهها عن كفوفها وغرقته بوسط صدره وهي تشد على ظهره بكل قوة ، هالدمُوع ماهي بيدين قلبها هالدُموع رهيّنة لتصرفاته بكل مرة يوضح لها مكانتها بقلبه تلاقييّ هالدموع تتوسط محاجر عيونها بدون سبّب مقنع ، وهي بذاتها ماهي قادرة تقتنع بسبب منطقي لهالدموع فكيّف تقنعه هو ؟ كيّف تقول له مشاعري تنصّب بشكل هائل بمحجر عيوني بسبايّب حُبك ؟ كيف توصف له أثر أفعاله وكلامه على قلبها؟ كيف توفيه وهي تدري إنه يحبها للحد اللي تشعر إنها ضلع من ضلوعه أو قلبه الثاني!إذا ماكانت قلببه كله!
كان حضُنها كافي وواافي ، كانت شدّة يدها على ثوبه ووجهها اللي إندفن بكل طاقته بضوعه رد كافي لأجل يعرف هيئة شعورها ، لأجل يأخذ الردّ على سؤاله " لييّه تبكين بكل مرة أجيك فيها بشعوري كله"والجواب كان مُعقد ولكن الحُضن حلّ العُقدة وصار واضّح وصريييّح " لإنك تجيي بكثرة تتعبّ هدب عيني من شدة حمل الدمّع ،لإنك تجي بمشاعر كنت أجهلها ومعك عشتها ببرودة الدمّع القرير "
-


بالقُرب من طاولة البّث الإذاعية ، كان مستند بذقنه على يدينه ويوزع نظرات التيّه على محيط نظره"سارِح "هذا الوصَف الواضح والصريّح لحالته هالفترة ؛ سارِح بضيّق وبعدم فهم
أبشع شعور إنك تعيش شعور الضياع مع الشخص الي تحبّه بدون ما يكون لك أدنى فكرة عن سبب هالضيَاع ، تمُر أيامكم الحلوة بوجع بمشاكل صغيرة وتكبر فجأة ، بكلمة سيئة بشعور مُر بدون ما يكون لك أدنى معرفة عن سبَب كل هالوجع !
مر شهر عسّلهم بمرَارة ، بغصّة بالحلق بكل مرة يحاول يحاول يراضي خاطرها ، ماكان يعرف عن سبّب كل هالأفعال ، ولاكان قادر يسأل ويستفسر
مرت أيامهم وماهو قادر يقول " ليه كل هالجفاء" كان تارِك الموضوع على طبيّعته تارِك العلاقة تنجح بنفسها بدون مايحرك ساكن ، يذُوب من الضيّق واللهفة عليها وماهو قادر يقرب خطوة بسبب صدُودها ، وهي تذُوب من التعب والقهر وماهي قادرة تعبّر عن سبب وجعها ، كانت تمر هالأيام مثل ما تمّر كلمة بين تراكم غصّات !
رفع رأسها وهو يتنهد بهُدوء ، ولمح المخُرج يأشر له على الساعة ، وينبّهه عن بدء البرنامج بعد دقايّق بسيطة ، لذلك إعتدل بجلسته وهو يمسح وجهه بتنهيَّدة وهو يسند ظهره للخلف ويثّبته على الكرسي ، وهو يدري إنه بيستفتح كلامه بالكلمة المُعتادة ، الكلمة الي أعتادها من ليالي طويلة من اللحظة الي رجعو فيها من شهر العسّل " وحشتُوني" وهالوِحشة كانت لها هي ، كانت تخُصها وحدها ، كان الزمن يوقف بكل مرة يتذكر الحياة المُتعبة الي يعيشوها وهم سوى ، فكيف بيدور الزمن وهو كل وقته يتذكرها؟ ماكانت الوحشّة الي يقصدها هو بُعد جسدها عنه ، كانت الوِحشة هو بُعد قلبها عنه ، هو ذبُولها وإنهيار طاقتها وشحُوب وجهها قدام عيونه وهو مو قادر يمد كفوفه لها ، هو كونها قريّبة وبعيدة بنفس الوقت ، " وحشتُوني" كانت تخصّها والنبّرة المُتعبة تخصّها هي وبس ، ياكم وحشته وهي أقرب من النسّمة لقلبه! كان هالراديو وسيَلة تواصلهم الوحيدة وهم بعّاد ، ولكنه كان موجع وهم يتواصلون بسببه حتى وهو قراب!
أخذ يتنحنح لعله يتدارك ويتفادى غصّات التعب اللي تراكمت بحلقه وأخذ يرتشف قطرات من كأس الماء الي بجنبه ، وبعد لحظات أشر له المُخرج وأُضيئت الإشارة باللون الأخضر مُعلنة بدء الحلقة " مسَاء الخير أهل القلُوب الطيّيبة ، كيف أحوال قلوبكم ؟ طمنُوني عنها ؟ عسّى مامرها بأس يهد القلب ويهل الدمّع بسببه ! وأنا ودي والله ما يمركم بأس ولا يزور محاجر عينكم غير الدمع القريّر ؛ دمع الفرح الي تعجز كل حواسّكم على ترجمة فرحكم وتترجم هالفرح عيونكم على شكل هالدمع



"بالمُناسبة وحشتوني
ألتقي بمسامعكم كل ليّلة ولكن تزور هالوحشة قلبي كل ليَلة أعتقد صارت وسّم على قلبي هالليالي "
أبتسم بخفوت وهو يبتعد عن مايكروفون البثّ ويأخذ نفس بهدوء ، دائماً لاطرى طاريّها بقلببه تتدحرج اللهفة وتضيّق الخناق على روحه كان يهمّس بضيق " آه يابريّق ، ما أقربك وما أبعدك"
أخذ نفس يحاول يستعيد رُشده ورفع رأسه للمخرج اللي يناظره بخوف وربّكة ولكن يدين بُرهان اللي أعلنت إنه بخيّر طمأنته أخذ يستدرك نفسه ويرتب إضطرابات نبَضه وأبتسم بهُدوء وهو يقول " تداركنا بالليالي الي مضّت كلام ما ينعد ولا يهد إلا حيّل الضيق ، ولكن هالليلة بنحكي عن شيء غيّر ، قريته وماودي يفوتكم ماودي تغفل قلوبكم عنه أبّد ؛ سمعتو بالمُصطلح اللي يقول"إقطع اليّد الي توجعك؟"
أكيد لامر مسامعكم تسائلتو وش قصده؟ بأقرب لكم الموضوع بمثال ( لو إن القميّص اللي تحبه بيأخرك عن عملك لإنه يحتاج تنظيّف ،لا تلبّسه )
( لو إن نوع الطعام اللي تحبّه بيسبب لك سمنة وبيوردك التعب والخمول ،لا تأكله )
( لو كنت تنتظر مكالمة معينة وأنت موقن وتعرف أتم المعرفة إنك لو رديت عليها رح تتضايّق ويمتلأ صدرك بأس ،لا ترد عليها مهما كانت مهمة )
إشارتي لهالأمثلة ومقصدي الواضح والصريّح إننا بمرحلة ما من حياتنا لازم نمتلك مهارة ( القدرة على الإستغناء عن الأشياء مهما بلغ حبنا لها ومهما كنا متعلقيّن فيها)
الأكيد إنه بيمّر قلبك ضيق واليقيّن إن هالضيّق ماهو بهيّن وبيكون كبير لدرجة بتفكر بالإنسحاب من هالخطُوة ؛ولكن فجأة بتدرك إنك رجعت طبيعي مثل ماكنت ولكن بثقة أكبر ؛لأجل كذا أحِدث طفرة إيجابية بحياتك وإستغني عن أحبّ الأشياء لقلبك واللي أنت تدري إن وجودها يتعبّك وتمسكك فيها يوجعك ويرهقك !
الأكيد إن كلامي ماكان مُقتصر على قميص أو مكالمة أو نوع من الأكل،حياتنا ممتلئة بقرارات مصيّرية والي بكل مرة نأجلها والي نخاف منها واللي نأخرها لأننا مانقدر نتخيّل مرورنا يومنا بدونها لإننا ماقدرنا نقنع نفسنا إننا نقدر قادرين نعيّش بدونها
بمعنى آخر ؛ فيه أشخاص نوهم أنفسنا إننا نحتاج لهم ودائماً نوفر لهم الأعذار ونعطيهم كل الفرص ولكن .. لمتى؟
من الضروري أحيانا ترخِي يدّك ولو بالشيء القليل بس لأجل تعرف من اللي بيحارب ويتمسك فيها برغم كل شيء "
بلع ريقه بصعوبة لوهلة وأخذ يضغط على كفه بإرهاق ويكمّل بنبرة مائلة للإنهاك ولكنه أخفاها بصوته الهادي " ننهيّ لقانا معكم هالليلة هنا ؛ مُوقن إنكم فهمتو مقصدي وعرفتو متى تختارون تمدُون يدكم ومتى تفلتونها ، مُوقن إن جميّع السامعين يوقرون نفسهم لدرجة يعز عليهم يتشبثون بأوجاعهم"


"وآخر وصل بالحكي لهالليّلة الله يمدّكم بالفرح أعوام وأعوام ، وعسّى الليالي الحزينة لانوت تزُوركم ما تفتح بيّبان حياتكم لها ، تمسُون على خير "



بزوايا المبّنى العسكري ، كان واقف بهيئته الي جسّدت كل معاني الوفاء والشَرف ، واقف بكل بسالة يُلقي نظرات قوة وحزم لكل العسَكر الي يشاركونه مشاعر الإنجاز ، مشاعر الفخَر والسرُور الي تُرجمت على شكل تعابيَر قوة وجديَة ، يناظرون للمقدم اللي تحتضن كفوفه شهادات ووثائق التخرج وسط إلقاءه لكلمة التخرج وبحُضور كبار المسؤولين والي التخرج أُقتصر على الضُباط بدون أي حضور خارجي ، ألقى كلمات الفخر على مسامعهم وأخذ يوزع وثائق التخرج للي تلهفت قلوبهم لإحتضانها ، للي يعيشون شعور الـ"آخيراً "
إستلمها ولما صارت بين كفوف يدينه ضحك من كل قلبَه وهو يحاول يوضح الجديَة لكنه عجز ، عجز لإن هذا حلمه اللي زاره بمنامه بكل لياليّه السابقة !
هذا مُناه ويحتضن كفوفه ، جلس على الأرض ووثيقته بيده وأخذ يتنهد من وسط جوفه وهو يرفع رأسه للسماء وهو يتمتم ب"الحمدلله على التمّام" ومن بعدها إتجهو للغرف و ماأنتظر دقيقة زيادة لحظة الي أُعلن عن فتّح البوابات ، أخذ يسحب شنطته وهو يودّع كل الأصحاب اللي إحتضنو حياة بعض ومشاكل وضحكات بعض خلال كل هالشهور ، ودعهم وهو يخرج معهم بكل فرحة وفرحته كانت تُترجم على شكل ضِحكات وبسمات تملأ تفاصيّل وجهه !
أخذ يتجهه للبيت وهو متلهف على شوفهم ، على حكاويهم على جمعتهم وهو الي ما أعطاهم خبر عن يوم تخرجه .. لإن وده يفاجئهم





رد مع اقتباس
قديم 03-06-2024, 09:38 PM   #123


الصورة الرمزية محروم

 عضويتي » 688
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » اليوم (09:43 PM)
آبدآعاتي » 813,415
الاعجابات المتلقاة » 5823
الاعجابات المُرسلة » 4118
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الرياضه
آلعمر  » 26سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج
 التقييم » محروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~


مشاهدة أوسمتي

محروم متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لابد ياسود الليالي يضحك حجاجك للكاتبةفاطمة صالح



ومن بيّن زوايا البيت المهجُور ، كان مِتكي بظهره على طرف الجدار وينقل أنظاره للكتاب اللي عاش بين طيّات أوراقه ليالي طويلة ، ماكان الكتاب الوحيّد اللي تبادلُوه ، كانت حزمة كتب"حزمة مشاعر" كان تبادُل الكتب بينهم مثل مايتبادل البقيّة الرسائل ، عيشهم القصص الخيالية وتخيلهم لنفس المواقف مع الأبطال كان بمثابة مواساة ، إنتظارهم الليلة المنشودة بكل إسبوع لأجل يتبادلون الكتب كان الإنتظار المُحبب، الإنتظار الي بسببه تتحول مُنعطفات الوجع لطريق خالي من شوائب التعب!
مرور هالليالي كلها وهم يتبادُلون الروايات اللي تُختار بعناية لأجل يتشاركونها قربّهم بالحييل بدون علمهم ، بدون مايكون لعقولهم تحكم بتصرفاتهم ،كانت أفعال نابعة من وسط القلبّ ، ودهم يستمرون فيها بس لأجل ينسون التعب وهذا الحاصل ؛ مواساة ضرار الكبيرة والضِماد الرقيَق كانت هي ، تفكيرها فيه من أول ليلة ، كُتبها ، إنتظارها ، الخطُوط اللي تتركها تحت بعض السُطور وكإنها تنبّهه لأجل ينتبه لها وهو يغرق بين كل نقاطها مادام هالخط الي تحتها كان من بين يدينها !



إستقام بطُوله الشاهِق وهو يضم حنايا الكتاب بين كفُوف يدينه وأخذ ينقل نظراته بعبّث للمكان وبسرحان وأخذ يناظر للكتاب الي تركته له قبل إسبوع أنحنى وأخذه وكانت نيته يتركه مع كتابه لحتى تأخذهم ، ولكن قبل يعاود الإستقامة من جديد سحبّ القلم من على الطاولة الخشبيّة وأخذ يفتح آخر صفحة من الكتاب وهو يأخذ نفس بهُدوء ناظر الفراغ الأبيض بنظرات مُطولة وهو يحرك القلم بين أصابعه بلا شعور ؛ يحاول يوصّل لها شعُوره بدون ما ينرفض من جديد ، هو موقن إن الرفض ما بيكون له درب من جديد بينهم ، ولكن ودّه يفهمها إنه طريق الأمان لها ، وإن العقد مارح يكون خاتم وختم وتوقيعهم وبس ! العقد بيكون عهّد أمان وصدر حنيّن وكفوف دافيّة ، بيكون طريق مُمهد وخالي من كل شوائب التّعب ، بيكون حياة منفوض عن فراشها كل غبّار هالتعب ، بيكون وسّادة تحتضن أفكارهم بدون ملل ، مارح يكون عقد على الورق وبس ، بتكون مشاركة حتى لو إنهد حيله من تعبّها فوق هدّه !
كان موقن إنها مادام غامّرت وقررت تواسيه حتى وهي محفوفة بمشاعر الخوف ، مادامها أيقنت إنه الخطوة الآمنة بين كل خُطواتها المرعبة فما له قلبّ يصّد ، ماله قلب يكون رفضتني مرة وأوجعتني ومالها باب لأجل ينفتح لها ! هو اللي فرط فيها أول مرة ، وهالمرة مستعد يشّرع أبوابه سنين وبنيّن !
هالمرة ما بيكون للتفريّط مكان بصدره ، هو ذاق مرارته مرة وماهو مستعد يتجرع هالمرارة من جديد
أخذ يناظر للفراغ الأبيّض من جديد وبعد لحظات بسَيطة لطخ هالبيّاض بالحبر الأسود وهو ينقل أمانيّه ، طموحه ، مُناه بين طيّات الورق لعلها تحقق مُناه " ملاحظة ؛ عندما تنتهين من الكتاب أتمنى أن يُعيدك لي لا أن تعيديه لي .. ولأول مرة أتمنى أن يعود لي شخص لا الكتاب"
ومن إنتهى قفل الكتاب وهو يأخذ نفس بهدوء ووقف وهو يحتضن الكتاب بين قماش بدلته الرسميَة ويشده لصدره وهو يخرج من البيّت ومن تركه بمكانه المُعتاد أخذ يتجه للشارع الخلفي وهو يناظر للي واقف عند سيارته وينتظره ، ميّل شفايفه بخفوت وتقدم بإتجاهه ومن لمحه متصلبَ بوقوفه ببدلته الرسمية ويناظره بترقُب ، ومن لمحه متوتر والإرتباك عايش بين تفاصيل وجهه أخذ يبتسم له بهدوء وهو يتقدم ويسّلم عليه وهو يقول بضحكة هادية : العريّس مشرفنا ؟ علامك قطعت إجازتك؟
تنحنح فواز وهو ينزل يده بعدها دقّ التحية وأخذ يرجع يدينه للخلف ويناظره بتوتر : إنتهت إجازتي طال عمرك
أبتسم ضرار وهز رأسه بخفوت وهو يضرب على كتفه بهدوء : أجل خذ بعد هاليومين إجازة مني ، أنت عريّس جديد وجب علينا ندللك


فواز كان منكسي بالإرتبّاك والقلق وواضح وضوح الشمسّ ، يحاول يوضح الهدوء برغم مرور كل هالأسابيع ، وبرغم إنه قبل يخطي هالخطوة أعطاه خبر ولقى الموافقة والضحكة من ثغر ضرار وحتى إنه حضر زواجه الي كان قبل شهر ، ولكن بقلبه حشجرّة ضيق ماهو قادر يتغاضى عنها لإن هذا أول لقاء لهم بعد زواجه ، وماخفى هالتوتر على ضرار اللي أخذ يبتسم بهدوء وهو يفتح باب سيارته ويقول بهُدوء : رح تهنّى بأول لياليك مع زوجتك يا فواز ، محد يأخذ نصيّب أحد وأنا أخوك ، رح وقد قلت لك جعل السعادة فالك وممّشاك مّمشى الفرح ، لا تضيق عليك هالليالي بسبب تفكيرك ذا ، رح ووسّع عليك صدرك ياخوي
أبتسم فواز بتنهيّدة راحة هبّطت على قلبه ماكانت من كلامه وبس كانت من إبتسامته اللي مابها ذرة عتَب أو ضيق أو خيّبة من إني شكيّت لك همي معها وعُقب نصيحتك طلقتها ثم خذيتها أنت ؟ لا كانت فرحة وبهّجة بإن فواز هو اللي أخذها ، لإنه كان موقن إنها تستاهل رجال يحبّها من وسط قلبه رجال شاري قُربها بماء عينه
ناظر لسيارة ضرار الي تبتعد عنه ومسح على وجهه بطمأنينة وأخذ يسحب جواله وهو يرسل لها " ودّك تشميّن هواء مختلط بريّحة البحر؟"
وصله ردها السريّع والي قالت فيه " دوامك؟"
أبتسم وهو يركب سيارته ويرد " لي رئيس قلبّه وسيع ، تجهزي لأجل نوسع على قلبّك وقلب عمي بعد "
ضحك بهدوء من لمحها ترد عليه ب"قلب أحمر" وكانت دائماً هذي ردودها من تستحي أو من يحرجها لطفه لذلك كان يحبببّ هالخجل وحييل


أما بجانب الخريّج ، اللي العتب طايّل كل جوارحه وهو يتمتم بغضّب لحظة خروجه من البيت : بفهم وين أهل هالبيت ؟ وين مختفين ؟ وش هالتسّيب هذا ، لافي الخريّج الي مأكول حقه من الشوق جاييّ وهم مختفيين ؟ العتب علي والشرهة طاليتني مسوي لهم مفاجآت
مالي غيّر السند والمحزم كايّد ، مالي غير أم فهد

كان يحكي هالكلام وهو متجهه لبيت وهّاج والي بعدما وصل بيتهم مالقى أي رد عليه ، والواضح إن البيّت خالي من حس خيّال وفهد !

وصل لأعتاب بيت وهّاج وهو يلقي نظرات خاطفة ويناظر لساعته الي تُشير للساعة "ظ£ مساء" أخذ يتنهد وهو يناظر لوثيّقة التخرج الي بيده وعلى مُحياه إبتسامة هادية ومن لمح الباب مفتوح دخل بعدما دق الباب دقات بسّيطة وأخذ يخطي خطواته بداخل الحوش ببدلته البُنية الرسميّة والوثيقة تلوح بيده ومبتسم يحاول يلاقي شخص بهالمكان ، وماكان الشخص الموجود غير غُصن الي من لمحته شهقت وهي تناظره من تحت شجرة الليمون وبجنبها كانِدي اللي من وقفت غُصن وقفت معها ، ناظرته بريّبة وإستنكار للحظات طويلة ثم تقدمت منه وهي توقف قدامه وتقول : وجه التيّس لافي؟


ناظرها بطرف عينه وهو كاتم ضحكته بقهر وأنحنى وهو يوقف قدامها ويقول : أنت تدرين أنا أكبر منك بكم؟ متى بتحترميني؟
ميلت شفايفها وهي تتكتف وتقول : وبابا وهّاج أكبر منك بكم؟ ليه تقول عنه..
سكتها وهو يغطي فمها بيده ويضحك : خلاص تكفين آسفيّن وسمينا باللي يحبه خاطرك ، كيفك ؟ ما اشتقتي لخالك العسكري لافي؟
كشّرت بعدم إعجاب وهي تسحب يدها عن فمها وتقول : أنت مو خالي ، وما أشتقت لك
ناظرها بقهر وهو يقول : طيب أنا أشتقت لك ...
قاطعته بإبتسامة بريئة وهي تناظره بغرُور قبل تتنازل وتقول : طيب دامك أشتقت لي وأنا أشتقت لك ، حتى خال كايّد دايم يقول أشتقت للخبل لافي ، وجد فهد بعد يقول إنه أشتاق لك
أبتسم وهو يحضنها بضحكة : يعني ماتتنازلين إلا لما أحد يتنازل لك؟ هذا طبّعك وأنتي صغيرة لامنك كبرتي وش بتصيرين
ضحكت من يده الي تلعب بشعرها وقالت بفخر : إذا كبّرت بصير حلوة كثيير
هز رأسه بإيجاب شديد وقبّل يتكلم لمح طيّف حليمة يقترب منه فنزل غُصن من حضنه وتنحنح بإرتبّاك وهو يوقف ويضغط على أطراف الوثيّقة وهو يشتت نظراته للمكان ، لأول مرة يختلي معها بدون كايّد ، لأول مرة يلمحها تتجه له بسكون وهدوء ، لأول مرة ما تفزع وتعصّب وتنقهر من تشوفه لذلك تصرفها الهادي سكب الخوف بقلبه وكان بيخرج من البيت لولا إنها وقفت بجنبه وهي تسحب وثيقة التخرج من يده وتقرأها بصمت وسط ربكته وبلعه لريقه بصعوبة وهو يراقب تفاصيل وجهها الهادية ، كل الي غابه عنها شهور معدودة متى تحولت للهدوء المخيف هذا؟ متى تحولت لدرجة إنها تبتسم بحضوره؟
راقب إنبّساطة عضلات وجهها نتيجة إبتسامتها الخافتة وهنا شبّت نار الخوف بقلبه وبدأ يلوم نفسه بشكل هائل كونه ترك حضوره مفاجأة للجميع وجاء ومالقى أحد يستقبله إلا خالته اللي تبغّضه وتكره طاريه ! ولكنها هالمرة تستقبله بإبتسامة والخوف كان أكبر وأكبر ، رفعت رأسها بهدوء وهي تناظره بذات الإبتسامة ، الإبتسامة المليئة ب"الفخر" وهي تقول له : مّبارك التخرج يالافي ، مليّت قلبي فيك فخر
وهنا تلاشى الأمان من قلب لافي وذابت ضلوعه من دهشته وصدمته ، كان وده هاللحظة يلاقي سبب يقنعه فعلاً إنها تغيرت بس مالقى ! تغيرها مخيف لدرجة إنه عجز حتى عن بلع ريقه ! ناظرها بربكة وهو يحاول يفهم شعوره هاللحظة ولكنه عجز ، توتر ، خوف ، رهبَة ، إستنكار ، فرحة ، ذهول .. تجمعت كل هالمشاعر بقلبه بذات اللحظة لدرجة عجز يفرق بينها !
اقتربت منه وهي تحتضنه بهدوء وسط كتمه لشهقته وتوسّع حدقات عينه بشكل مُفاجىء وكبير وهو يستشعر يدينها تضغط على كتفه بشكل حنيّن ، بشكل ترك كل مقاومته تنهد وكل مدائن الخوف بصدره تخر راكعة بعدما هدمها الأمان


الأمان الي فقده من اللحظة اللي فقد فيها أمواج .. الأمان الي كان يحتاجه من سنيّن طويلة ، مشاعر عميّقة تمردت عليه أرهقت فؤاده ودمرت صبّره ، ذابت ضلوع صدره بوسطه وهو يسترجع هالشعور الي دائماً كان يعيشه مع أمواج ، شعور الحنيّة اللامطلقة شعور الدفء اللي يحوي كل ضلوعك من أصغرها لأكبرها ، شعور اللي وراك حضن حنينّ ودافي يفخر بك يباهي بك ويعطيك خبر إنه مفتوح لك بكل رحابة بكل مرة تلتقي فيه ،يعرف هالشعور بالذات لإنه من سنين طويلة يتمناه ، يعرف هالريّحة "ريّحة الأم" يعرف كل هالتفاصيّل الي تمناها من اللحظة اللي لمح شبيّه أمه فيها ، ولكن صدّته لذلك أخفى وجعه ؛ بس هالمرةغير هالمرة هي إحتوته بدون ما يشرع رغبته لها !
من عُمق الشعور الدافي الي غلف حنايا قلبه وسكن بكل خلاياه ، الشعور الي كان يحتااااجه بعد كل هالشهور المُهلكة ، عجز يكبّح دمُوعه عجز يقاوم رغبته بالبّكاء مثل ما يبكي الطفل الصغير
من هلت أول دمعة حتى مسح الثانية بربكة من سِمع الأصوات من خلفه " من هالوحش؟"والصوت الثاني رد عليه بصخب وصوت خطواته تضرب بالارض بشكل عنيف نتيجة ركضه " لاااافي"
ابتعد عن حضن حليّمة بعدم رغبة ولكن وقوف كايد بجنبه اجبره يبتعد ، ناظره بضحكة وبذهول دمّر منطقه وهو يتحسس وجه لافي بيدينه : هذا أنت فعلاً ؟ هذا العسكري لافي الي تخرجه يوم الخميس؟ وش جابك يوم الثلاثاء فهمني؟
أبتسم وهو يرفع كتوفه بخفوت ويقول : هذا الله يسلمك كنت ناويها مفاجأة ، بس ماشاء الله محد تفاجأ إلا غُصن وخالتي حلـ..
سكت وبلع ريقه من لمحها تناظرهم بإبتسامة وكايد عانقه بكل قوة وهو يضحك بكثرة ، بوفرة ، بكثافة وما إدخر ولا ضحكة لأيامه الجاية ، ضحك من كل قلبه !
ضحكة الـ"آخيراً أنت قبالي" وعناق "الشهور الي مضت بدونه"
بادله الحنيّن لافي وهو مبتسم من ضحكته ومن أبّتعد سلم على وهَاج الي يضحك على شكله وعلى تعليقات غُصن عليه ، تنحنح لافي من حليّمة اللي إحتضنت معصمه وهي تأشر على وثيقة تخرجه وتقول بهدوء : جااء فخرنا وجاب وثيقته معه ، عاد الله الله باقي فالكم
ضحك كايّد وهو يقول بتنهيّدة : أي فال الله يهديك يمة ، توه أول مستوى ومنهد حيّلنا هد باقي خمسة كاملة مستوعبة؟
لافي ناظره بطرف عينه وقال : هذا الله يسلمك الستة هذي ولا شيء عند الي عشته ماغير أحمد ربك
ضحك وهو يهز رأسه ووهَاج أقترب وبحضنه غُصن وهو يقول بضحكة : محد دقّك على صدرك وقال أدخل عسكرية ...
صرخ لافي وهو يضرب التحيَة : الحس الوطني دقني ، واجبي تجاه وطني أجبرني أدخل ..
قاطعه وهّاج وهو يضربه على مؤخرة رأسه بضحكة : أجل كمّل واجبك الوطني وأنت ساكت ، الوطن ما يحتاج واحد يتحلطم على شغله



تأفف لافي بقهر وحليّمة ضحكت وهي تطبطب على معصمه وأتجهو سوى لتحت شجرة الليمون ، كانوا الكل متأقلمين على وضع حليمة ، ضحكاتها ، وجهها وتعابيرها الرايّقة ، تغيرها الشاسّع والي عاشوه خلال الشهرين الأخيرة
الإستنكار كان من نصّيب لافي بس ، اللي كان كاتّمه بكل قوة
ومن بين خطواتهم ألتفت وهّاج للافي وقال بإبتسامة : ماشافتك دُجى؟
هز رأسه بالنفي وهو يتنهد بإضطراب : أهلي شكلهم تبّرو مني ، لا أب ولا إخوان ولا عمّات شافوني
عقد حواجبه بإستنكار وهو ينزل غُصن عن حضنه ويقول لها : دُجى وينها؟
غُصن زفعت كتوفها بطفوليّة وقالت وهي تأشر على غرفتهم : لما دخلت عليها قالت أخذ كاندي وألعب معها بالحوش وأقفل الباب
ميّل شفايفه بإستنكار وأخذ ينسحب من قدامهم وهو يتقدم بخطوات مُضطربة للغرفة ، فاقد حسّها من الصباح ولكن إنه ينسمع صوت أخوها بالبيت بعد شهور طويلة وما تلبّي النداء كان هذا محط قلق وخوف بقلبه!
اتجه بخطوات خاطفة ناحية غرفته اللي تحتضن الجسد المُتعب ومن فتح الباب بقوة حتى لمح فزتّها المهلكة من على الكرسي ، بلع ريقه بصعوبة من لمحها غارقة بوسط العرق اللي اهلكها بسبب المعاناة ووجهها اللي إحمّر بشكل عنيّف وصوت تنفسها مُضطرب وهي تضغط على حافة الكرسي بقوة ، كانت تقاوم التعب من الصبّاح بسبب التوصيات الي قرأتها ، كانت هادية واظن هالوجع يشبه أوجاعها الي مرتها بالأيام السابقة ولكن كل ساعة يزيد الوجع اكثر واكثر! حتى وصلت للحد الي تكتم شهقاتها بصعوبة ودموعها تنهال بشكل كارثي وهي تحاول ترفع يدها وتاشر له يتقدم لها ، وهو من لمحها غارقة ببكاءها تراخت عظامه وذابت بوسط جللده من خوفه ، ألتفت بعجل للدرج وسحب عبايتها بعجلة وهو يرميها بكل هدوء على جسدها وقرب وهو يحضن وجهها بين كفوفه ويقول بهدوء لأجل تتطمن وتهدأ : لا تخافي ، ماعليك بيهون
شدت على كفوفه وهي تبكي بتعب : وهّاج أحس بالموت ، الوجع قطع بطنيي ماني قادرة أتحمل ..
قاطعها بعجلة وهو يثبت يدينه خلف ظهرها ويرصّها بكل قوة لصدره وهو يحضنها بكل حرص وهي تعلقت بعنقه وهي تبكي بتعب ، حيّلها مهدود لدرجة مالها حيل تقاوم أو ترفض ، خرج وهو يسارع خطواته بإنهاك واضح ومن لمحوه تجمدُو بذهول بمكانهم ، وبقت نظراتهم تراقبهم بصدمَة وعدم فهم ، كايّد اللي صُب الإرتباك بجسده سارع خطواته لبرى البيت وهو يجهز السيَارة وحليمة اللي توجهت لهم قالت بخوف : أوجاع ولادة؟
لمحت رجفة وهّاج وخطواته المرتعشة وتعابير وجهه المفجوعة ، قال بصوت مرتجف ومستنكر : ما أعرف يمة ما أعرف ، قالت تتوجع
هزت رأسها بإيجاب وهي تضرب على كتفه وتقول : لا تخاف بتكون بخير ، لا تستعجل بالطريّق وإنتبه لها



تخطاها بعجل وهو يناظر لكايّد اللي يفتح السيارة ويساعده بوضعها بالسيارة بينما لافي واقف بمكانه يرتجَف ، بدون حركة
لولا يد حليّمة اللي ضغطت على كتفه وهي تقول بحنيّة : بتبّقى عند غُصن وأنا أروح معها؟
ألتفت لما أستوعب الوضع وهز رأسه بالنفي وهو يبلع ريقه بصعوبة ويرمي وثيّقة التخرج من يده على الأرض وأخذ يسارع خطواته وهو يركب السيارة بمقعد السايّق بجنب كايد الي جلس قدام ؛ لإن وهّاج كان راكب بجنب دُجى اللي تضغط على يده بكل قوة ، كانت تستشعر إنها تحتضر من شدة التعب ، تصّر على أسنانها بكل قوة ودموعها غرقت كل حجابها ، وهي تستغيّث وتدعي ؛ من بين وجعها اللي أنهكها تذكرت فضّل الدعاء بهالوقت ، أخذت نفس وصوت شهقاتها يعلّى ومن بين تنفسّها المُضطرب وصوتها المُنهك كان ينسّمع التمتمات والهمّسات الموجوعة " يارب قفل بيّبان الحزن عن قلبه ، يارب لاعاد يمسه سوء ، يارب ترحمّ أمي وتحنن قلب خالتي وتعجل بشفائها ، يارب إمسح على قلب ضرار بحنانك ، يارب أبوي برجائك لا يمسه ضر ، يارب يكون فهد بخير يارب"
والكثير من الدعوات الي عجزت تنطّق بها بسبب التعب ولكن بقت ترددها بقلبها ، ضرب وهّاج مقعد السايّق بصعبية وهو يصرخ بقهر : مسافرين حن ؟؟ أخلص ولا أنزل وخلني أسوق الله يغربلك
أرتبك لافي وهو يشد بقوة على الدريسكون وكايّد ضغط على يده وهو ينفث نفسه بحرارة ويقول : إستعجل بدون خوف ، ماعليك
لافي اللي الدنيا بكفة وهالدُجى بكفة ، كيف ممكن هادي وما يخاف وصوت بكاءها يخترق قلبه ؟ جاييّ لأجل يشوف ضحكتها ويوصل على صوت بكاءها ، كيف ممكن يكون هادي ؟
ماكان يدري كيف وصل للمستشفى وسط غضب وهّاج وكتم دُجى لبكاءها ، نزل وهّاج بعجل وكان بيأخذها بحُضنه لولا لافي اللي جاء ومعه الكُرسي المتحرك ومن خلفه المُمرضة اللي ناداها بصراخ خوف ، تركو جسّدها المرهق واللي يعاني من إنقبّاضات الولادة على طرف الكرسي وأخذ يدفعها وهّاج بكل عجلة وهو يتبع خُطى الممرضة اللي تمشي قدامه ، وسط صمت كايّد وصوت همسَات لافي اللي كله دعوات ورجاء تكون بخيّر ، وصلو لغرفة الولادة ورفضت المُمرضة دخول وهّاج برغم إصراره ورفضه القاطع تركها تمر من هالباب بدون ما تكون يده بيّدها ، ما يبيّها تعاني لوحدها ما يبيّها تبكي بدون ما يكون بجنبها لأجل يمسّح دمعها
ولكن قوانين المستشفى أجبرته يفلت يدينها بقهر وهو يصد عنهم بغضب ويجلس بجنب الباب بكراسي الإنتظار ، تحت أنظار كايّد الي كان يراقب إنفعالاته ، صوت أنفاسه العالية
والمُضطربة والي برغم بعده عنه إلا إنها وصلت لمسامعه


مسّحه لوجهه بيدينها المُرتعشة كل دقيّقة وبلعه ريقه بصعوبة ، نظرات التيّه والضياع ولبّاس الخوف والقلق اللي لبّسه ، هزّه لأطراف رجله بشكل عنيّف و وقوفه بعد كل هالإنفعالات وهو يحس إنه عاجز يبقى بنفس المكان دقيّقة كاملة ، وكإن الكون كله إستقر وسط صدره ! كان مذهول وبالأحرى مدهوش كون وهّاج كان يقدر يوضح خوفه للدرجة ذي ! وهّاج واللي لو بلغ خوفه عنان السمّاء كان توضح على هيئته الهدوء والسكينة ، ولكنه عاجز هالمرة عاجز عن لبَس لبّاس السكينة ، عاجز يكون بخير وهو يدري إنهاتعاني وتبَكي وتذوق مرارة التعب ، برغم إنه مهيئ نفسه لهاليوم من شهور طويلة ولكن باللحظة الجدية عجز يكون بخير ، عجزت الراحة تستقر بصدره !
بعد مامرت ساعة من القلق توشحو بها بالرعب وأُحطيت كل ثوانيها ودقائقها بالدعوات والرجاء ، بوسط هلع لافي وضغطه على رأسه بكل قوة ، وإختناقه برجفته وسط رعشة جسّد وهّاج الي أنحنى على طرف الباب بإنهاك وسكون كايّد وضيقه وخوفه ، إنفّتح الباب بكل قوة وفزُو كلهم بنفس اللحظة وهم يتجهون للمُمرضة اللي كانت بتتخطاهم لولا لافي اللي وقف قدامها وهو يناظرها بنظرات غضبّ لا إراديّة وعيونه محمّرة من شدة التعب وسط خوف الممرضة الي كانت مستعجلة قال بعجلة : دُجى بنت فهد ، كيفها؟؟ طيّبة؟؟ وينها ليه للحين ما طلعت؟
وقف وهّاج بجنبهم وهو يضغط على كفوفه بتعب ، لولا إنها قالت وهي تهز رأسها بإيجاب : دُجى فهد بخير الحمدلله
أكمل كايّد وهو يناظر لوهّاج اللي عاجز عن الكلام وقال: وفهد؟ الطفل كيفه !
ناظرتهم بنظرات هاديَة وسط ربكتهم وتحول ملامحهم للريّبة والشك والخوف ، بلع ريقه لافي بصعوبة وهو يقول بقهر : تكلمي يا آدمية أعمارنا بتنهد بسكوتك
إستقرت نظراتها على حفنة الأوراق الي تحتضن يدها وسط بعثرة التعب والضيّق بملامح وجهها ووسط نظراتها العشوائية وتوسط الرعشة يدينها .. سكن رُعب وخيّم بوسط قلبه وملأت كل أوعيته الدموعية بخوف مهيّب ورعشة دمرت موازينه .. ليه تغاضت عن هالسؤال وسط توترهم وخوفهم ؟ ليه عجز لسانها ينطّق إنه "بخير" معقولة الخوف من إنه يكون أبّ لفهد تبخر ؟ وصار الخوف إن فهد ما ينوجد !





رد مع اقتباس
قديم 03-06-2024, 09:39 PM   #124


الصورة الرمزية محروم

 عضويتي » 688
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » اليوم (09:43 PM)
آبدآعاتي » 813,415
الاعجابات المتلقاة » 5823
الاعجابات المُرسلة » 4118
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الرياضه
آلعمر  » 26سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج
 التقييم » محروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~


مشاهدة أوسمتي

محروم متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لابد ياسود الليالي يضحك حجاجك للكاتبةفاطمة صالح



توشُح ملامح الممرضة بوشاح الضيّق والتعب وسرحانها الشديّد كان نتيجة فقُدهم قبل دقايّق لأحد الخُدج ، واللي أصابها موته بالذبُول الشديد وعدم إستيعاب الوضع وهذا كان موقفها الدائم نتيجة حدوث هالمواقف !
أخذت كُفوف لافي ترتجف وكايّد إستوعب فداحة الموقف وضرب بأطراف أصابعه الورقة بقهر وهو يقول : قلوبنا رهيّنة الموقف علمينا كيف وضعه ؟
إستوعبت سوء تصرفها وتنحنحت بإرتبّاك وأخذ التوتر يتشرب بجسدها ، إعتدلت بوقفتها ونقلت أنظارها الدقيّقة على الورق وهي تتنقل ببصرها على أسماء المريّضات ، ومن لمحت إسم دُجى وحالتها الحاليّة ، رفعت رأسها وناظرتهم بهدوء : هي وولدها بخيّر الحمدلله ، قبّل نص ساعة نقلناها للغرفة الخاصة
تخطتهم بعدما رشت الماء البارد على بدايات إلتهاب الخوف وسط إندمّاج مشاعرهم مابين الراحة والقلق والخوف !
تخطتهم ووسَط قهر لافي وصوت حلطمته على إرباكهم وعلى إنتظارهم رغم إنها مرت نص ساعة على ولادتها ، ووسط ضحكة وهّاج الهادية وصوت تناهيّده الواضحة نتيجة الراحة العميّقة الي لحظة اللي سمع"هي وولدها بخيّر" برغم إن هالجمل ما تكفيه لأجل يتأكد ولكن كانت ممكن تهدي لحظات من غضبه وضيّقه ، ألتفت للباب الي أنفتح وناظر للممرضة الثانيّة وقال لها بعجل : متى بأقدر أدخل؟
ناظرته بإستغراب وقالت بعد لحظات : ولدت ...
قاطعها وهو يهز رأسه بإيجاب ويناظر للافي الي وقف بجنبه وقال بعجل : إيوة قبل نص ساعة ، بسرعة علمينا وين نروح وكيف بنقابلها ، وفهد الصغيّر متى بنشوفه ؟
ضحك كايّد على حماسهم والممرضة أشرت على الغرف الخاصة وهو تقول : إسألو هناك أكيد إستقرت الحين بالغرفة ال...
قاطعوها لما تخطوها كلهم وهو يسارعون خطواتهم بإتجاه الغرف ومن وصلو أخذو يناظرون بربّكة وتوتر كون الغرف كانت كثيرة وعاجزين يلقون الغرفة المقصودة ، لولا إنهم لمحو الممرضة اللي بيدها سرير صغيّر وتدفعه على مهل شديد وسط هدوء خطواتها أتجه لها لافي وهو يناظر للي يتوسط السرير ومن لمحه وقف بجنبه وتغيرت ملامحه للفرحة والضحكة الباكيّة وهو يقول : يالله ، صغير بالحيييّل وحلو والله يشبببهني ، يشبه خاله لافي يابعد قلبي يا فهد
وقف وهّاج قدام الممرضة بإستغراب بسبب معرفة لافي بفهد من أول نظرة ، ولكن من لمح مكتوب بيد الطفل"سماح محمد" حتى ضرب رأسه لقهر وقال : خلف الله على عقلك يالعسكري ، حتى ولد الناس شبّهته بوجهك
ناظره لافي بإستغراب ومن لمح الإسم تلون وجهه بالإحراج والصدمة وسط ضحكة كايّد الي قال : يحسب محد ولد إلا أخته وعلى طول قال يشبهه
ألتفت للممرضة وقال بهدوء : كيَف بنعرف غرفة دُجى فهد؟


سكتت المُمرضة المستنكرة تصرفاتهم للحظات وقالت بعد صمت وهي تأشر على الغرفة القريّبة منهم لإنها هي الي ساعدتها على دخولها للغرفة
فأتجهو بعيون تسترق النظر للغرفة قبل تخطي خطاويّهم لداخل توقفت خطوات لافي وكايّد بجنب الباب بذات اللحظة وكانت خطاوي وهّاج الوحيدة اللي تعدت العتبّة !

لحظة اللي توسطت خطاويّه الغرفة اللي تحتوي بشكل كبير على البيّاض ، بياض اللحاف ، الجدار ، السرير ، قلبّها تفاصيّل وجهها
ألقى نظرات مطُولة على طريقة جلوسها وملامح وجهها الي تميّل بشكل كبير للتعب ، والإنهاك الشديد يسّيل من بين تفاصيلها ، مغمضة عينيها بكل خفة ولعلها تحاول تهدأ بعد معركة عنيّفة حاربت على جبهاتها من بزوغ الفجر !
لحظة اللي إقترب منها ، وجلس بالقُرب من سريرها فتّحت عيونها تختلس النظر على الشخص الي ضغط على كفوفها ، ومن لمحته يناظرها بتساؤل يملأ أركانه الخوف والقلق تساؤل الـ" عسّاك بخير!؟" حتى تبّدلت جميع ملامحها من الإنزعاج والضيّق والوجع ، للرحابّة والسكينة والهدوء ، حتى إنبّسطت جميع عضلات وجهها ورسّمت إبتسامة خافتة على وجهها برغم كل المعاناة اللي يحتضنها جسدها ، وكان سبّب هالإبتسامة بسيط وينعرف من شدة يدينها على يده " لأجل ما يخاف "
هزت رأسها بالإيجاب وهي تهمس بصوت ذابّل عجزت تتحكم فيه : بخيير،بخير وحيل بس وينه فهد ؟
من طرى طاري فهد حتى أبتسم بجمود ورفع كتوفه بعدم معرفة وسط عقدة حاجبّها وإستنكارها من ردّة فعله،ولكنها ماقدرت تعلق بسبب دخول لافي المُبهج واللي من وقف قدام السرير حتى رفع قدمه وضربها بالأرض بكل قوة وهو يثبت كفه على طرف رأسه ويقول بضحكة : الحمدلله على السلامة طال عمرك
ضحكت بتعب وهي ترفع يدها وتناظره بلهفة وشوق وهو أقترب بعجل وأخذ ينحني ويقبّل رأسها وهو يضغط على كفوفها ويبّتسم بهدوء : الحمدلله على السّلامة يا أم فهد،مابغى ولد العهد يشرف
أخذت ترفع كفها وهي تمسح على أطراف وجهه بإبتسامة هادية وتقول بصوت باهت:أشتقت لك
قاطعها بضحكة وهو منحرج وأبتعد عنها وهو يمسح على رأسه بإحراج : الله يسلمك والله،عاد قلت بجي وأفاجئكم بس ماشاء الله فاجأتيني أنتي
ضحكت وهي تهز رأسها بإيجاب وقبّل ترد ألتفتو للباب الي أنفتح بكل قوة ،ولصوت التنفس المُضطرب والخطوات المتعثرة وللخوف الواضح والهمّسات المرتجفة، واللي توسط الغرفة وهو مثبّت يدينه على غترته لأجل ما تطير من شدة تسارع خطواته ، راقبُو كلهم تنهيدته اللي إنسمع صوت صداها وضحكته اللي بعثرت كل ملامحها نتيجة عِناق عيونه لبنته وقرة عيّنه الأولى ، لحظة ترقرُق الدمع بعينه وهو يلمح التعب زايّر وباسط خيمته بملامحها


أبتسمت وهي تحتضن يده على صدرها وتقول : الله يبّارك فيك يايُبة ، ومالك بأخبار الوجع المهم إنك هنا بالوقت الصح
قاطعها لافي وهو يلبّس قباعته السُوداء ويقول بغرُور : والله يسّلمك هو ماخالف التوقعات ، هو يسمع كلام خاله لافي ، قلت له لا يجي ليَن أتخرج وهذا هو شرف ...
سكت بسبب نظرات أبوه المصدومة وضحك بخوف وهو يوقف ويقول : علامك يُبة ؟
وقف فهد وهو يضحك من قلب وأتجه له والذهول يخطو معه بكل خطوة وهو يناظره بدهشة : متى جيّت ؟ متى تخرجت؟
ألتفت لهم وقال بخوف : اليوم الخميسّ ؟
ضحك لافي وهو يقترب ويضمه بكل قوة ويشد عليّه بجميع مشاعر الشوق الي تحتويه : النيّة أفاجئكم بحضُوري بس والله ياجية فهد الصغير دمّرت كل حضوري
ضحك فهد أكثر وهو يتنهد براحة عميّقة والدهشة أخذت منحنى كبير بصدره بس عجز يعبر عنها هالوقت بالذات ، وخصوصاً بسبب دخول ضرار اللي صوت ضحكته ملأت الغرفة والي تقدم وهو يسلم على دُجى بكل رحابة صدر ، ويبارك لها بكل فرحة وسط إبتسامتها وفرحتها بحضوره : نوّر المكان
ضحك من وسط قلبه وقال بإبتسامة كلها راحة : إلا نوّر القلب وتوهّج بفهد يا أم فهد
قاطعه لافي الي أبّتعد عن أبوه وقال بفخر : إلا نوّر بالخريج لافي
ألتفت له بخوف بسبب الصوت الي ظن إنه يهلوس فيه ولكن من لمحه واقف بجنب فهد توسّعت حدقات عينه بصدمة وأقترب منه وهو يضحك بدهشة : وش جابك يالأصلع؟
ناظره بقهر وهو ينزل يده : كنت بدق لك التحية ، بس عقيَد يتنمر علي ما يستاهل أدقها له
ضحك أكثر وهو يقترب منه ويعانقه بهدوء كونه فعلاً أنصدم بحضوره ، لإن لما قال لافي تخرجه الخميّس ما فكريسأل شخص غيره شد عليه بإبتسامة وهو يقول : مفروض أعطيتنا الخبر الصحيح ، لأجل نشيّع ميادين الفرح بتخرجك ، تعبّت كثير ومفروض نصيبك بعد هالتعب يبّان بأول خطوة من خروجك
تشبث فيه بكل قوة وهو يقول بصدمة : ياويلي وش هالكلام الي يذوب القلب ، ياشيخ أنت ليه منطوقك عسل؟ حتى الي ماوده يرضى عليك يرضى
ضحك ضرار وأبتسم فهد على حوارهم ، بينما دُجى تراقبهم بإبتسامة ، قطع هالحوار إلتفاتهم لدخول
الممرضة وهي تسحب السرير الحديد الفضي واللي فراشه الأبيض يحتضن جسد صغير ورقيّق !

نبّضات قلب مُضطربة ، وخطوات مرتعشة ، نظرات خاطِفة وشعور مُخيف من شدة لطفه
كان أول طفل يقابلوه بهالصغر ، والمهم إنه ماكان أي طفل ، كان " فهـد بن وهّـاج " اللي توهَج وأنور وأضيء وأستنار المكان بمجرد حُضور طاريّه فكيف بحضُوره هو ؟ كيّف وإنه وآخيراً تواجد جسده بالمكان الي هم فيه ؟
كيف وإنهم وآخيراً يقدرون يحتضنونه بقلوبهم ويحوفونه بلطفهم؟


ماكانت قلوبهم قادّرة على كبّح فرحهم ولا عضلات وجههم قادرة على طي الإبتسامات خصوصاً فهد ، محد بيقدر يسرق منه فرحته وعيونه تعانقّ جسد سميّه !
المشاعر إختلطت مابيّن ضحكة ودمعة ، مابيّن بسمة وربكة ، ومابيّن رعشة ورجفة
تقدم فهد بخطوات مُتعثرة وهو يوقف بجانب السرير الصغيّر ، عيونه تتأمل الجسد الصغير بتساؤل كثيّف " قطعة لحم صغيرة بأول ساعاتها كيف قدرت تسرق كل الحب والدهشة من عيوني؟"
أبتسم بضحكة وعيونه تلمّع بشكل كبير لحظة اللي رفع عينه ، وتأمل دُجى اللي فزت من مكانها وأعتدلت بجلستها وهي تتنفس بسرعة دلالة على حماسها ولهفتها ، كونها قبل ساعات ما لمحته غير ثواني
أخذه فهدّ بين ذراعه وهو يضحك بسبب لافي الي وقف بجنبه وهو يناظره بلهفة وضرار مبتسم بفرحة : هذا واضح من بداياته إنه بيتّبع خطى أخواله وبيصير عسكري
ضربه لافي على كتفه وهو يكشر ويقول : تبيه يتحول من البيّاض هذا للسواد زيي، لاوالله خل هالمسكين يصير طيّار ولا دكتور وحتى لو صار معلم ماعندي مشكلة
ضحك فهد أكثر وهو يدفعهم بكتفه ويقول بحسرة : عمره ساعتيّن ياخفيفين العقل ، أتركوه أول شيء يلتقي بأمه عالأقل
أبتسم ضرار بضحكة وفهد تقدم وهو يجلس على السريّر ويمده لها وسط تراكم الإبتسامات على شفاهها المُرتجفة وهي تحتضنه بين ذراعيّنها وسط رعشة يدينها ، تأملته من بروز الشعر الخفيّف لعيونه المُغلقة شفاهها الصغيّرة وحتى أصابع يدينه المتكورة على بعضها ، تحس بشعور مختلف غريّب وجديد بالحيل تحس إن هرمون الحنيّة سرى بشكل عنيف بجسدها بدون ما تنتبه أو تعارض !
قال فهد وهو يناظر لوهّاج اللي واقف على جنبَ : أأذن؟
أكتفى وهَاج بإيماءة رأسه وفهد أبتسم وأخذ يأذن بإذن فهد وهو يُلقيه إسمه ، وسط السكون اللي غلفّ صدر دُجى والشعور المخيف اللي حاوط صدرها ، وهي تتأمل وهّاج اللي واقف بعيد عنهم ويناظرها بنظرات هاديَة والصمت يُحيط بأركانه بمجرد ما حضر طاري فهد الصغيّر ، تشعب الخوف بضلوعها لدرجة عجزت تسيطر على ربكتها ، تراكمت بثواني بسّيطة أفكار هائلة برأسها وهي تستذكر كلامه وخوفه من كونه بيصير أب ، معقولة لما صار فهد قبّال عينه رجع ينعاد هالشعور؟ ولا ليه هالبرود بأول لقاء مع ولده!


من أمام بوابة المستشفى ، وصل بسيارته وهو يضرب بيدينه على الدريسكون بدندنة وسط سيّل إبتسامات معاني الي ما إنقطع من لحظة سماعها الخبر ، لحظة اللي كانت بتنزل ألتفت بإستنكار لبنيّان اللي تشبث بمعصمها بكل قوة وسحبها برقة له ، أخذت ترمش بإستغراب وتناظره بتساؤل


بنيّان أبتسم بضحكة وقال : أتمنى ما تقربي من فهد الصغيّر واجد ، لاتكون بوسط بطنش بنت ومن الحين تبدأ تفكر فيه وتبني معها علاقة بخيالها ، خبرش كبير عندها سبعة أشهر فاضية ماوراها شيء غير تأكل وتفكر ، والصدق ماودي تنشغل بنتي بالتفكير بولد الناس من ذلحين
ناظرته بصمت للحظات ، وهي تتذكر كل أفعاله من اللحظة الي عرف إنها حامل من قبل شهر من هاللحظة ، تتذكر إنه فعلاً صار كوميدي بشكل كبير وغريب ولكن توصل للمرحلة اللي تعدى بها لافي ؟ ما توقعت
كتمت ضحكتها بصعوبة وسحبت معصمها وهي تقول بقهر : إفلّح بس (رح)
رمش بصدمة وأخذ يناظرها بذهول وسط ضحكته اللي غرقت كل نسمات الهواء وهو يقول : تعالي تعالي ، أسألش بالله عيدي حكيش ، وش قلتي؟ من يقول إنش منتي بجنوبية كذااابب والله وبياع حكى
ضحكت من ضحكته وهزت رأسها بالنفي وهي تستند على طرف الباب وتقول : علمني يومي يمر كله من خلالك ، كيف ما تبيني أخذ من أطباعك؟
أبّتسم وهز رأسه بإيجاب وهو يمسح على طرف ذقنه بضحكة : أعز من يأخذ من أطباعي ، جعل يومي الأو...
قفلت الباب بكل قوة قبل ينطق دعوته وأبتسم بخفوت وهو يتذكر إنها نهته مرات كثيرة من قول هالدعاء لها هي بالذات ولغيرها
وقبل تخطي خطوات داخل المستشفى لمحت الي يتقدم لهم ببدلتع الرسميّة وعلى مُحياه ضحكة هادية ، رجعت خطوة للخلف بربكة ! متغير بشكل كبير من آخر نظرة لهم سوى ولولا صدى ضحكته كان ما ميزته لإن تواجده هاللحظة كان محط للصدمة والذهول ، قرب وهو يقبّل رأسها ويقول : لك حق الصدمة ياعمة ، بس عاد مهب لدرجة تنسين كيف ترمشين!
ضحكت بذهول وهي تشد على كفه بدهشة : لافي ، الحمدلله على السلامة ياعيوني ، كيف جيت ؟ يوم الخمـ..
ضحك وهو يحك طرف وجهه ويقول بضيق : كنت بسوي لكم مفاجأة بس ماقصر فهد دمرها
قبل ماترد ألتفت بخوف للي وقف بجنبهم وهو يناظر للافي بنظرات حادّة : يابن ال...
ناظرته معاني بإستغرب ، ولافي ضرب كتف بنيّان وهو يضحك : داي الشجاع أسألك بالله إفرد عضلاتك بس ، مسوي قدام عمتي مصارع ولا كيف؟
سكن جسَده للحظات وهو يحاول يربط الموضوع اللي دمّر وعيه نتيجة رؤيتها لهالشخص المخفية ملامحه يُقبل رأس ركنه الشمالي ! وبعد إستيعابه للموقف كتم ضحكته وناظر للافي بدهشة وإستنكار : ياويل حالي ياوجة التيس ، وش صاير معك؟
ناظره بغُرور وهو يثبّت أطراف قبعته على رأسه ويقول : صقلتني صقل الله وكيلك
ضحك وهو يأأيد كلامه ولافي ألتفت لمعاني وقال بإبتسامة : دُجى لوحدها تنتظرك ، صرفت أسير الأحزان ودمعة بلا لمعة عشانك
ضحكت بخفوت من ألقابه الي برغم كل شيء ما نسَاها



لافي تكاتف مع بنيّان اللي نسُو كل ثورتهم وهواشهم لبعض وتسللت ذراعهم لكتوف بعض نتيجة الشوق ، توجهوا بعدها للجلسة الي قدام باب المستشفى ، والي كلهم متواجديّن فيها
ناقصهم فهد اللي رجع البيَت لأجل خيال ..


وصل بنيّان وهو مبتسم بهدوء ويناظر لوهّاج بفرحة ، وسط سكونه وضغطه على كوب القهوة بخفوت ، يلقي نظرات عبثيّة للمكان يشتتها للي حوله ، كايّد الي ما يوزع ضحكته على أحد ، ضرار اللي كالعادة يشاركهم الشعور ولكن هالمرة كان أقصى مناه مشاركتهم ، بُرهان الي ترك كل الي بيده والي رغم تعبه بسبب سهره طوال الليل عجز يرجع البيت وما يجي ويبّارك لوهّاج بحضور فهد اللي إنتظروه شهور طويلة ، وديّع اللي ورغم إن محاضراته إنتهت متأخر ورغم التعب اللي متسّطر على ملامح وجهه بسبب حالة أمه اللي تهد حاله إلا إنه عجز ما يحضر ويشاركهم الفرحة ، واللي كلهم شهدو على حضور لافي وسط فرحتهم الي مُزجت بدهشة
لافي اللي تركهم للحظات لأجل يتطمن على دُجى ورجع وهو متكاتف مع بنيَان .. تعودو على مشاركة أحزانهم قبل أفراحهم ، وهالمرة الفرحة كبيَرة حييل ، كبيرة وما تسع بلد من شدة وسعها ! حضور فهد بن وهّاج كان من أكبر الإنتظارات الي عاشوها!
أنحنى بنيّان وهو ناوي يسلم على وهّاج ، ولكنه وقف وهو يبتسم بخفوت : مقامك عالي يالجنوبي ، أنت ما تنحني أنت نوقف لك بصدور رحبّة
أبتسم بنيّان بسعة صدر من كلام وهّاج وأخذ يسلم عليه ويقول إبتسامة : وبالمبّارك يا أبو فهد ، هاه ننسى زمن أبو غُصن؟
جلس وهّاج وبجنبه إستقر جسد الجنوبي يترقب إجابته ، والي ألتفت بجسده له وهو يناظره بهُدوء وقبل تكون الإجابة من ثغر وهّاج قال كايد بإبتسامة خافتة : أي نسيان يالجنوبي ؟ أنت شكلك تجهل بمقام غُصن بعيون وهّاج .. يارجل هذا لا سألوه عن إسمه يقول وهّاج أبو غُصن ، حتى سلطان أبوي ما يلوح طاريه وينساه نسيان الأيام ، وصل عمره لستة وعشرين سنة وخلال كل هالسنين الي عاشها كلها ما بعمره قال وهّاج بن سلطان ويكتفي بإسمها ،وأنت تقول ينساها؟
ضحك ضرار وهو يرفع كوب القهوة ويقول : بآخر مجلس حضرناه له ، يقول لو له قدرة كتب على شاهد قبره" وهّاج أبو غصن" والجنوبي يحكي عن النسيّان!
رجع يلتفت عنه وهّاج وهو يبتسم بخفوت : جاك الجواب يالجنوبي ،فهد حضر وله قلب وعيّن ولكن ما بيتزعزع هاللقلب
ضحك بنيّان بصدمة وهو يمسح على ذقنه بربكة : طيب صلو على النبي ، والله لو إننا تعدينا على أملاككم
أبتسم بضحكة بُرهان وهو يطبّطب على ظهره ويقول : يارجل معليّك ، أنت تعرف من هي غُصن بعيونهم ، ينسون المنطق لاحضر طاريها



ضرب لافي بيده الطاولة وهو يقول بإعتراض وقهر : نعم نعم؟ يعني تفهمني إن ولد أختي الجميّل الي يشبهني ويباريكم بالجمال وهو عمره ساعات ما بيكون له سيرة وذكر
ضحك كايد وهو يأشر عليه ويقول : هذا كل أطفال العالم يشبهونه ، حتى ولد سماح الي ماندري من هي قال يشبهني
إنتشرت الضحكات على ملامحه المُحرجة وقال بسخط يحاول يتفادى هالإحراج : لا تغيرو الموضوع ، إذا هالجرادة رافض يصير أبو فهد فأنا بصير أبوه ، مهب يقولون الخال والد ؟
خلاص خلك أبو بنت أختك وأنا بصير أبو ولد أختي
وديع اللي رفع يده وأشر عليه وهو يضحك : يا العسكري أنا متأكد إنها جاءتك ضربة شمس فقدتك قدرتك على إستيعابك للمواضيع
ناظرهم بإستغراب ، وبُرهان ضحك معه وهو يقول : لا شكل أعطوه قدرة على التفكير المطلق ، ماشاء الله أبحر في موج أفكاره وحكم وخلص على الموضوع!
أحتضن كايّد كفوف لافي بحرص وهو يناظرهم بطرف عينه : آمنا إنه مسوي نفسه فاهم وهو مهب داري وين ربي حاطه ، ولكن لا تخطون عليه
تراه خريّج وهذي أول لياليه هنا المفروض تدللونه وتصيرون لكل كلامه سمعاً وطاعة
ضحك من قلبه على الكوب الورقي اللي أنرمى على وجهه بسبب بنيّان الي قال : قم بس ، أسألك بالله خذي العسكري حقك وفارق من قدامي
لافي اللي حضن كايّد وهو يقول بلهفة وفخر ملأ جوفه : هذا الصديّق الحقيقي ، هذا الي أبيع الناس كلهم وأشتريه وأولهم زوج عمتي هالأبو نص عقل الي سممّنا بالسُكري وبيصير له من صلبنا ولد ، هذا الي يستاهل أغض الطرف عن الجرادة بس عشانه أخوه
بادله الحُضن كايّد وهو يُلقي نظراته على العيال المندهشيّن ويضحك على ضرار الي قال : والله هذا ما تدري يمدح بخويه ولا يسّب باللي حوله
بنيّان الي كان ناوي يقوم عليهم مسك معصمه وهّاج وهو يضحك ويأشر للإستقبال : واحد شاهييّ وكثر النعناع نحتاج نهدي أعصابه الي صايرة تحترق بسرعة
ضحك بنيّان غصب عنه ، وجلس وهو يأشر على لافي ويقول : يارجل هذا ما بيتعدل أبداً ، حتى العسكرية والتعب والليالي ما غيرت طبّعه
ألتفت وهّاج وناظر للافي الي أندمج بالسواليّف مع كايد وقال بإبتسامة : يارب ما يتغير طبعه يا بنيّان ، يارب يبقى كذا للأبد
سكت بنيَان للحظات وماقدر ما يأأيده ، لإنهم بنفسهم يعرفون طعم الحيَاة بدون لافي ، يعرفون مراراتها .. كان بمثابة الضحكة لأيامهم
لذلك ما أعترض على كلام وهَاج أبداً
وبوسط ضحكهم وإندماجهم ألتفتو كلهم للافي الي رفع يده وأشر للي يتقدم لهم : أرحببب يا جد فهد
ناظرو لفهد اللي نزل من سيارته ، ومن الجانب الثاني نزل الجسّد المتوشح بالسواد فصدُو كلهم
إلا هو




رد مع اقتباس
قديم 03-06-2024, 09:39 PM   #125


الصورة الرمزية محروم

 عضويتي » 688
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » اليوم (09:43 PM)
آبدآعاتي » 813,415
الاعجابات المتلقاة » 5823
الاعجابات المُرسلة » 4118
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الرياضه
آلعمر  » 26سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج
 التقييم » محروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond reputeمحروم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~


مشاهدة أوسمتي

محروم متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لابد ياسود الليالي يضحك حجاجك للكاتبةفاطمة صالح



كان عاجز عن الصد وعاجزة عيونه عن ميّلان نظراتها ! كانت الدهشّة تخترق صدرهو الذهول يحيط بشكل كارثي بوجهه ؛ كيف ميّزها بهالسرعة ؟ كيف عرف إنها رفيّقة الوجع والمواساة وريّحة القهوة والبيت المهجور؟ كان خايّف وحيلل من هالفوضى الي إنتشرت بقلبه المرتب ؛ لإنه برغم كان يدري إنها الشخص الي بيكون مع فهد أكيد إلا إن قدرتها على إستيعاب كل تفاصيلها معه كاه مُخيف، بينما فهد أشر لخيال تدخل وهو يكرر على مسامعها رقم الغرفة ، ويتنهد بإبتسامة خافتة
مُمتن لتغيرها ، وسعيّد بالتطور الي تعيشه من شخص خالي من المشاعر ملييء بالخوف وما ينتظر شيء من يومه غير إنه يمر بهدوء وأمان ، لشخص أبسط إنفعالاته إبتسامة حقيقة وهادية وأكبرها ضحكة رنّانة يُسمع صداها بسبب أحد أحداث روايتها، ماكان بالتغير الكبير ولكن كونها تضحك بدون خوف ، تخطي بأمان ، ترسم للمستقبل الي نسته بأيامها السابّقة ، وتظهر رغبتها بالحياة .. كان هالتغير يكفييه لأجل يحس بالأمان
أتجه للعيال وهو يبتسم بهدوء لحظة اللي وقفو كلهم له بوسط اللحظة ، وضحك وهو يأشر لهم : طلابي بكبرهم ما وقفو لي كذا ، لا تحرجوني
قال كايَد بإبتسامة وهو يجلس : إستاذ فهد أنت توقف لك قلوب مهب بس أجساد ، لا يمليّك الحرج ،
أكمّل وديع بإبتسامة : وكلنا طُلابك
هز رأسه لافي بتأأيد وهو يبتسم بفرحة كون فهد جلس بجنبه وهو يلف ذراعينه حول كتفه من الخلف ويقول بإبتسامة : وحيّا الله فخر العمّار
أبتسم بغرُور كان بسبب فخر أبوه وأخذ يضغط على يد أبوه وهم يكملون تبادل الضحكات ، الضحكات الي كان نابّعة من وسط القلب ؛ ضحكات ما تحمّل هم بكرة ولا وجع البارحة ، وهالضحكات كانت عدوى إنتقلت لثغر دُجى اللي تبتسم بضحكة على ملامح عماتها وفرحتهم بحضور حفيّدهم ، والي ما أقتصرت فرحتهم على بسمات وبس كانت الضحكات الصاخبّة لها نصيب من قلوبهم


من أمام بيّت بُرهان ، كان واقف بالحديّقة الي تحيط بيته ويوزع تناهيّده على نسمات المكان ، يسترق النظر لساعته ، ينتظر موعد نومها لأجل يدخل ويلاقيّها بملامحها الهادية والرايّقة اللي ما يلمحها إلا بوقت نومها ! كان يعرف موعد نومها حتى بالدقايّق والثواني وهذا هو الوقت يُعلن دخول الساعة الـظ،ظ، مساءً وظ،ظ*د
وبالتالي أخذ نظرة سريّعة بأنحاء الحديّقة وخبّى أطراف يدينه بحضن جيّب بنطلونه الأسود ، وهو يجَر خُطوات يسّيل بين آثارها اللهفة والشوق ، يوم بليلةكاملة غايب عنها وهذا بحد ذاته يعتبر كارثة عنده ، ولكن سهره ليلة البارحة برى البيت كان بسبّب تسجيّل بقية الحلقات وبقاءه بعيد عن البيّت حتى هذا الوقت بسبب جمعّة الشباب اللي تمسكو فيه


وهذا هو يدفع الباب للأمام معلن إستقرار خطواته بوسط الغُرفة الي تحتوي تفاصيّلها بشكل هائل على اللون البنفسجي ، أخذ يتقدم ناحيةالسرير وهو موقن إنه بيلقاها مُلقاة بوسطه تتجرع النوم اللي يسرقها من واقعها ، ولكنه عقد حواجبه بإستنكار لما لمح السرير خالي من أثرها ، فألتفت وهو يبحث عنها بنظراته يحاول يلاقييّها كونها ماكانت من عادتها أببداً مفارقتها للسرير هالوقت !
أخذ يقترب من البلكونة اللي تطل على الحديقة وإنحلت عُقدة حاجبه بهدوء من لمحها مستقرة بجسدها الناعم على المُرجيحة وتحتضن بوسط ذراعها الراديُو البني اللي بُث منه صوته قبل ساعات ، مُغلقة عينيها وساكنة ورغم وجود تفاصيل لتتوعك بوجهها ولكنها هادية لذلك تنبأ بإنها نايمة فأقترب منها وهو ينحني قدامها بتنهيّدة ، ثبت يدينه على حدود ركُبته وثبت ذقنه على يدينه وهو يراقبها بهدوء ، شعرها اللي دايّم يسرق من النسّمات العذُوبة ، ملامح وجهها اللي ماكانت بالحادة ولا الطفوليّة كانت مزيج بينهم بشكل يحمّل كم هائل من الجمال .. الجمال الي يهلَك قلب الصعبّ بكل مرة يتأمله ويجبره ينحني وهو ضد الإنحناء ،كانت هزيمة إنحناءة الوحيّدة أمامها
وحتى الندُوب اللي تخفي داخلها قوتها ، لكفوف يدينها المتخبيّة بين ذراعها ، سرق من النسّمات تنهيدة عليّلة وهو يحاول يفهمها لوهلة من الزمن ولكنه عااجز ، وقف بعد دقايّق طويلة وهو يلمح ملامحها تميل للإنزعاج بسبب خصل شعرها الي تمردت وغزت على تفاصيل وجهها لذلك إقترب وهو يمرر كفوف يده على تفاصيل وجهها وهو يحرره من تمرد هالخُصلات ، ولكن ماحرره من فزتها ونظراتها الحادّة الي كانت نتيجة خوفها ، رجع خطوة لورى بعدما إشتدت عقدة حاجبه بسبب ردة فعلها الغريّبة ، وهي من لمحته عدلت جلستها وهي تترك الراديُو بجنبها بلا مبالاة وترتب خُصلات شعرها بتشتت ومازالت نظراتها حادّة وملامح وجهها مُنزعجة بشكل كارثِي وواضح ، عجزت تكبح ضيقها والي بكل مرة كانت تنجح بإخفاءها خلف برودها وهدوءها ولكنه كان واضح هالمرة ؛ واضح بشكل خاِنق ومُخيف
أجبر بُرهان يبّقى ثابت بمكانه ، يتأملها بصمت وبرغبة مُلحة بمعرفة سبب هالضيّق العنيف اللي دمّر تفاصيل وجهها !
تنحنح وهو يثبت يدينه بجيب بنطلونه وأخذ يشتت نظراته للمكان وهو يحاول يحرر تساؤلاته ولكنه عاجز ، قدام هيّبة ضيقها عاجز !
بعد لحظات طويّلة ألتفت على نبّرة صوتها الساخرة والمُضطربة تحمل كم هائل من الإنزعاج والتهكُم : كنت أظنك ناوي تقطعني وحوّلت نيتك لأفعال بسبب غيّابك عني ليلتين



أقترب الخطوة الي تراجعها قبّل لحظات وحرر يدينه من طرف جيبه بإستنكار وعدم فهم : ماهو بحكيّ يا بريق ، أنا وياك دروبنا ما بتنقطع ولو حدتنا الظُرو...
قاطعته بضحكة إستهزاء وهي توقف وتقول بإضطراب : ليلة البارحة تحكِي عن قطعك للشيء الي يوجعك وحتى لو كنت تحبه ، ليلة البارحة تنصح مستمعينك يفارقون أحبابهم ومع الأيام بيتعودون على البُعد ، ليلة البارحة تقول بتفارق وغبّت عُقبها وكأنك تعطيني إشارة ، كأنك تقول روحي بدربك بدون ما ينهز لجسدك كرامة وبدون ما تجرحين كبريائك
إمتلأت تفاصيل وجهه بدهشة مُخيفة ، وبُث بقلبه شعور مُريب وبشّع بشكل كبير ، يكره إنه ينفهم بشكل خطأ ، يكره تتفسر أفعاله بشكل مُناقض ومُنافي لنيته ، فكيف لو كان هالفِعل من أحبّ لشخص لقلبه ؟ فكيّف لو كان هالفعل من بريييق !
إقترب وعُقدة حاجبه تنشد بشكل لا إرادي ونبّضات قلبه تخترق صدره من رعشتها وأخذ يقول بصوت مستنكر وذابّل من الدهشة : هذا الحكي كبير بحقي يا بريّق ، ماهو بأنا اللي أصد وألتفت عنك أنتي بالذات ،ولك كل العلم عن مقصدي..
قاطعته لحظة اللي إستشعرت حرارة الدمع تحيط بمحجر عيونها وأخذت تقول بقهر : لا ماهو بكبيّر وكلنا ندري إن هالبرنامج حلقة وصل بيني وبينك ، بالوقت الي تعجز تكلمني تواصلني عن طريقه ، كلنا ندري إن كل الرسايّل المتخبية بين السطور رسايّل لي أنا ، توجهها لي بخفية لأنك عاجز تبوح بها بالعلن ، ولكن هالشيء كبير بالحيل يا بُرهان ، لو كنت عايَف وقلبك صاد وإنهد حيّلك من القُرب الموجع كان المفروض أكون الشخص الوحيّد الي يعرف عن شعورك ، كان المفروض يكون الموضوع محصور بيني وبيّنك ؛ مادام لك النيّة تقطع الشيء الي يوجعك لييه للحين هنا ؟ ليه واقف قبالي؟ ليه ما تركتني أحس على نفسي باقي هالليلة وأتلاشى من حياتك مثل ما تتلاشى الشمس بلحظة غرُوب !
أقترب أكثر وهو يحتضن كتوفها بكفوفه ويضغط عليها بخفة وهو مذهول من طريقة تفكيرها ولوين وصل الموضوع بعقلها وقال بضيّق : متى بتستوعبين إنك من صرتي حولي ماعاد للإذاعة درب الوصل بيننا ، متى بتدرين إن الحكي لاكان يوجع فماهو لك ولا يمس دروبك بأي خطوة
ليه تحكرين تفكيرك بالطريقة ذي ، ليه تحبيّن توجعين نفسك ؟ ليه تظنيني ما أبيك وأنا أتلهف على خطوة منك ؟
دفعته عنها بقهر وهي تستشعر دموعها تخترق خلايا وجهها وتحرقها من شدة ضيّقها : لا تكذب علي ، لا تكبّر ظنوني فيك وأنت خيّبة مثل غيرك
أنا بالنسبة لك هامش وشيء من صار بين يدينك أهملته ، أنا صرت مثل شمعة ؛ أذوب قدام عينك وأنت تتجاهل النظر لي ، فهمني كيف بنبقى كذا ؟ تظن الحب لوحده بيترك العلاقة تبّقى مستمرة؟ هذا وإن بـقى بقلبك حـ...



سحبت يدينه من على فمها اللي تغرقت بدموعها وهي تقول بتعب ونبرتها مازالت حادة : طيب إسأل ، قل ليييه أنهيتي من التعب ، مرت شهور طوييللة وأنت بعييد حيل بععيد يا بُرهان
أخذ نفس بصعوبة وتصدد عنها لللحظات وهو يمسح وجهه بربَكة ، ورجع يلتفت لها وهو يقترب أكثر ويرفع وجهها وهو يمسح دموعها بكفوفه ويقول بإنهاك وهو مُتعب من الوقوف ووده يستريح بين كفوفها ولكنها عاجزة تفهمه "كانت تعرفه دائماً قوي بأس وكان يعرف دائماً إنه تهد بأسه" : سألتك وكثرت تساؤلاتي بس ما أنتبهتي ، سألتك باللحظة اللي طلبتي مع قهوتك سُكر وأنتي تشربينها مُرة ، لحظة اللي شربتي عصيّر البرتقال برغم إنك تكرهينه وحتى ما تحبيّن تشمينه ، لحظة اللي نمتي عُقب صلاة الفجر وأنتي الي تعودتي على الإنتظار لأجل تراقبين شرُوق الشمس ، لحظة اللي بديتي تلبّسين اللون الأخضر برغم إنك ما تحبيّنه سألتك وكثير ولكنك صادّة بقلبك عني لدرجة عجزتي تشوفيّن تخبطاتي لأجلك
عضت على شفايفها بقهر وهي تناظره بضيّق : أنا شخص أكره التلميحات وأنت تعرف إني من مُحبين الوضوح ، كنت كل ليلة أتلاشى قدامك وأنت تسألني عن سبب تغيييّري لتسريحة شعري أو للون مفرش الغرفة أو حتى لقهوتي المُرة، أنا شخص تعبت من هالغموض تعبّت من المعاناة يا بُرهان ، تعبت أمثل إني بخير وأنا أحس إني فقدت الحيّاة ، ماعادلي قدرة للعطاء ، ماعاد أقدر أعطيك شيء
بلع ريقه بصعوبة من كلامها ، وهو يراقب ملامح وجهها الي تعتصر من الوجع ولكنها تقاوُم بس لأجل تعلن فوزها بحرب الكبّرياء هذا ،كان يستشعر نبرات التعب تخترق كل صوتها وترُدداته ، يلوم نفسه هاللحظة إنه غض الطرف عن الوضوح ، إنه بكل مرة كان يسألها من بين السطور وما كتب لها جملةواضحة فوق السطر !
كان دائماً يلاحظ خمولها وتلاشيّها ولكن ماكان عنده القدرة على السؤال ، ماكان طبعه الوضوح
كان دائماً غامض وكل إختصاصه التفاصيّل ،كان يراقب تفاصيلها بشكل أتعبه
خصُوصاً تفاصيَل يدها اللي إحتضنت كفه اللي محتجز وجهها وأخذت تسحبه عنها وهي تتنهد بتعب ، تعب غمَرها وأهلكها ، فُقدانها للثقة بأقرب ناسها كلفها طعم الحياة الحُلوة بنظرها
كلفها ثقتها بالناس كلها ؛ حتى ببُرهان!
كانت خايفة من الكل ، خايفة منه يخيّب ظنها مثل ماخيبوه كل الي حولها ، خايّفة تشرب من نفس كوب الوجع من جديد ! لأجل كذا كانت تتحاشاه ، تصد عنه وتلتفت مُجبرة
لأجل ما تعيش هالوجع من جديد لأجل ما تنهلك من خيبتين مُرة؛ ولكنها تحس بلوعة الخيّبة هذي من اللحظة الي إستمعت لعنوان برنامجه


لطالما كان هالبرنامج حلقة وصل بينهم، وحتى لو نفى وبرر إنها غير مقصودة ما رح تقصد دروب التصديّق أبببداً ! هي موقنة إنه دروبهم أنتهت لذلك قالت بتعب : يكفي لهنا ، كثرة المحاولات تهلك يا بُرهان،مادامنا على بساط الأمان وبأول الطريّق وما تعمقنا خلنا نحفظ ما بقى من ود ونفترق
كانت تقول هالكلام وهي عاجزة عن تصديقه" أي أول طريق ؟ ووين بساط الأمان الي تقصدينه ؟ مو أنتي عشتي معه بقلبّك سنين وشهور، وغرقتي لحتى وصلتي لقاع العُمق الي مالك خروج منه؟"
كانت عاجزة عن فهم مطالب قلبها ،ولكن الشيء الوحيَد الي هي فاهمته إن ودها"ترتاح" وبس !
سحبّ كفه من كفوفها وهو يتنحنح وبُث الرعب بداخل جوفه بُمجرد ماقالت هالحكي ، كان يدري إنها تحت تأثير تجاهله وصده عنها ، لذلك مستحيل يأخذ بكلامها هاللحظة ، مستحيل يغامر ويقطع الود اللي تشّفق على وصله شهور طويلة ، رجع خطوة لورى وهو يناظرها بهُدوء ويقول : ماهو بحكي ينحكي تالي الليل ، بكرة الصبح بنعيد هالكلام ونفهم هالمشاعر بالشكل الصحيح ، وإن كأنك مُصرة على موقفك فما بنبّقى واقفين على عتبة الباب ننتظرك طوال العمر ، وإن كان تغير لك رأي أنا مستعد أهمل جرحـي إللـي ينزف و أداوي خدوشِك ."
ضحكت بقهر لإنه يظن معاناتها الصعبة والمُرة " خدُوش " بينما بقاءه بعيد ينتظرها تطيّب بنفسها " جرُوح تنزف " تضاعف القهر بقلبها فتلاشت إبتسامتها وهي ترمي عليه الراديُو بسبب كلامه ، ولو إنها طلبّت القطاعة ولكنها تنتظر منه الوصل ، تنتظره يفهمها
تنتظره بعد كل هالتعب والضيق يسأل ، يقول " لييييه تعبتي ؟ من سرق النور من وجهك ؟ ليه صديتي عني ؟ وش موجعك؟"
تنتظر تلاقيي هالشيء منه ولكن كل هالإنتظار بدون جدوى ؛ لإن ماكانت هالتصرفات بشخصية بُرهان أببداً ، كان دائماً بين السطور وخلف الكواليسّ

رجع خطوة لورى بصدمة وهو يناظر للراديو الي تفتت أجزاءه وإنكسرت بشكل هائل وإنتشرت بكل مكان وسط ذهوله وغضبه الي كتمه بصعوبة ، واللي بسبب قهره وضيقه رفع رأسه وصد بنظره وهو يحجز كفوف يدينه بين أطراف جيوبه ويسارع بخطواته لأبعد نقطة عنها ؛ خاف إنه يكسر لها قلب بهالغضب الي تراكم بصدره
خاف يوجعها بنظراته الحارِقة ، خاف يزيّدضيقها ضيق ؛ لذلك تركها بنفس مكانها لحظة اللي جلست عل المُرجيحة وهي تغطي وجهها وتحرر شهقاتها المكتومة ، تحاول تفرغ مشاعر الخوف وعدم الثقة اللي لبّست قلبها ولكنها عاجزة ، عاجزة من لحظة اللي سمعت عن سبايّب وجعها ، عاجزة وحييل
-
-


وبمنتصف الليّل ؛ بغرفة غيَهب الليل
كانت مستندة بخدها على طرف كفوفها ، تسترق النظرات للحظات طويلة لوهّاج اللي كان يظنها نايّمة من تعبها ، رفض رفّضُ كلي يتركها لوحدها وهذا هو متوسط الكرسي الأبيض ، ناكِس رأسه للأسفل وضايع بدوامةالتفكير ، تايّه بدروب عدم الإدراك
يلوح صدى تناهيّده بكل دقيقة ويوصل لمسامعها اللي بكل مرة يمر هالصدى لقلبها تشد بكل قوة على طرف اللَحاف !
تراكم الخوف وأفرز جسدها هرمون الأدرينالين نتيجة رعبها من أفكارها ؛ معدل ضربات قلبها السريّعة ، سرعة جريان دمها بشراييّنها وعلى غير عادة؛ دموعها اللي تسللت خلسَة بمحاجرها
كانت خايفة يكون فعلاً عاجز عن الشعور بإحساس الأبوه ، كانت تتذكر كل مواقفه وخطواته خلال هاليوم ، تتذكر إنه ماساوره الفضول لأجل يتقدم وتحضن نظراته جسد فهد ، كانت تتذكر إنه ما أقترب ولمس جلده أو حضنه أو إنبسطت ضلوع وجهه له ، كان جامد وثابّت واللامبالاة تعتري تفاصيّل وجهه
وهذا كان مصدر الرعب بالنسبّة لها !
تشعب الخوف وتشبث بأوردة قلبها وهي تتذكر طريقة طرحه لمعاناته قبل شهور طويلة ، أوراق الليمُون وريّحة الفُل كانت تشهد على خوفه من هالخطوة ، نسايّم الهواء كان يتواجد بين ذراتها صدى ترديده لكلمات خوفه ؛ سكن الرعب جوفها لما خطر ببالها إنه ما تعدى عتبّة الخوف ، وإنه باقي بنص النقطة من شهور طويلة!
بلعت ريقها بصعوبة وهي تكتم شهقتها بكل قوة وغمضت عيونها خوفاً من إنه ينتبه لها ، ولكن بعد لحظات بسّيطة فتحتها بإستنكار بسبب صوت فتح باب الغرفة ، ناظرت للمكان الي خلى من طيفه وعقدت حواجبها بإستنكار بقت دقايق تترقب رجوعه وتناظر للباب وهي متغطية باللحاف ؛ ولكنها تغطت لحظةاللي عقدت حواجبها بعدم إدراك وهي تسمع صوت الممرضة وصدى عجلات صغيرة وهمَهمات غير مفهومة ، ملأ جوفها الفضول وحاولت تسترق النظر ولكنها عجزت بقت ساكنة بمكانها وهي تحاول ترتب ضربات قلبّها المختلطة بالقلق ، ولكن لحظة الي تسلل لمسامعها صوت العذبّ واللي أمتزج بتناهيّده وبسماته إستشعرت إن الكون كله توسّع وزادت رحابته ، ولكن بلحظة ضاق وكإنها تتنفس من خُرم إبرة ؛ من تغيرت نبرته من تناهيّد البسمة لتناهيّد التعب حتى ظنت إن قلبها يضيَق بشكل عنيف ومخيف ، تظن إنه أشتد من ضيقه لدرجة ألتفت لجهتهم وهي تسحب طرف اللحاف وتناظره ؛ ومن لمحت وضيعتهم غرقت وسادتها بدمع الندم
؛ الندم اللي بسببه ظنت إن شخص مثل وهّاج الي مايعجز عن شيء ؛ بيعجز يكون أب
رفعت كفوفها وهي تغطي أطراف ثغرها خوفاً من إنها تتسرب شهقاتها لسمعه ، وينتبّه إنها إسترقت السمع على حواره مع فهد ولده
-



أما من حدود صدر الشمالي ، اللي كانت ليلته غريبة ، ومشاعره تنفلت من قلبه بدون إذنه ، بعدما غرق لقاع العمق بسبب أفكاره رفع رأسه وهو يجذب شعر رأسه الأسود للخلف ويضغط عليه بكل قوة وهو يناظر لشماغه المرمي بإهمال على طرف الكرسي
وقف بعدها وهو يسترق النظر لدُجى ومن لمح سكُونها خرج من الغرفة وهو يجُر خطاه بإتجاه الغرفة اللي إعتادت على هالخطوات بسبب كثرتها خلال ساعات بسيّطة ، ينقل نظراته المتفحصة للمكان يحاول يلاقي شخص ممكن يفيّده ويقدر يكسب فيه أجر ويداري قلبه !
ومن لمح الممرض المناوب أشر له بكفوف يده وهو بدوره إتجه له : تفضل؟
أشر على حضانة الأطفال وهو يضغط على رقبته بيده الثانية وهو يقول : أقدر أخذه ؟
ناظره بإستغراب وهو يرفع الأوراق الي بيده ويقول : مايصير تأخذ الطفل لإن وقت..
رفع رأسه وهو يناظر قهره وضيّقه وبعده هز رأسه وهو يقول : تفضل أخوي ، مادام إني مناوب براقب حالته ولكن بسمح لك بس بساعتين
هز رأسه وهّاج بعجل ، والممرض فتح باب الحضانة وهو يقول : وش إسمه؟
فرك يدينه ببعض وهو يشتت أنظاره على الأطفال ويناظرهم من على عتبة الباب وهو يقول بصعوبة : فهد
إستنكر ردة فعله المُمرض فقال بتشديد : فهد ولد من ؟ وش إسمك أنت؟
تنهد وهّاج وهو يناظر بإضطراب بسبب دقات قلبه الهائل لحظة الي لاح لصدره هالإسم ؛ ماعاد فعلاً من الماضي ، صار حاضر وواقع
وله من صُلبه ولد ، أبتسم على حيّن غفلة من مواجعه وقال بهدوء : فهد بن وهّاج
وقفت الممرضة بعدما أشر لها تجيّبه ، وأخذت تسأل عن إسم الأم ومن لقت فهد سحبت السرير ومشت وهي تتجه للغرفة ووهّاج يمشي بمحاذاة السرير وهو يحرص على عيونه ما تسترق النظر على فهد ، وصلت للغرفة وأعطته التعليّمات اللازمة ومن قفلت الباب وخرجت
سحب السرير المتحرك وهو يثبته بجنب الكُرسي الي كان جالس عليه ، فضحته لهفته وصوت أنفاسه المُضطربة ، رجفة قلبه ورعشة كفوفه ، تمرد عيونه على أفكاره وإحتضانها لكل جزء بجسده الصغير ، وصوت تناهيّده الحارِقة تخترق مسامعه
أخذ يقرب كفوفه من وجهه وهو يمررها على تفاصيله الصغيرة برقة وخفة ، ويتخذ منحنى التمرير على باقي تفاصيله ومن مررها على أصابعه الضئيلة ، ذابت مخاوفه بوسط كفوف فهد الهشّة اللي تكورت على إصبع وهَاج ، توهّج جوفه ملأ السكون روحه بعد حرب طاحنة من الخوف والرعب ، هُدمت
مدائن الخوف وتلاشت آثارها وبُني بمكانها مدائن السّلام ، الطمأنينة ، الأمان
إنمحى أثر عبُوس الخوف والقلق وأرتسمت على إثره بسمات الود واللُطف
ذابت الدموع بمحاجر عيونه وهو يستشعر بحريّق هائل بسبب كتمه لهالدمع بصعوبة ؛ شعور غريّب


شعور يحمل كم هائل من اللامنطقية ، شعور يجبّره يضحك ويوزع البسمّات ، ويهل الدمع بنفس اللحظة
أخذ نفس بصعوبة وهو عاجز عن صد النظر عنه ، وعاجز عن التردد أو نزع إصبعه من كفوف ولده ، جميع الترددات ومقاومة النظر اللي أستهلكها طوال اليوم إنتهت وأعلنت إنهزامها قدام رغبته الكبيرة هاللحظة
ضحك بتنهيَدة وهو يغمر كفوفه خلف ظهره الصغير ويحتويه بكل حنيّة وهو يحتضنه لصدره ويجلس على الكرسي ونظراته عجز تصد للحظة وحدة ، عجزت ما تتأمله حد الشبّع !
تنهد التنهيّدة الي عجز يحصيَها ولكنها تنهيّدة مُحببة ، أبتسم من جديد وهو يمرر كفوفه على خدوده الناعمة ويقول بثغر مليء بالبّهجة: فهد بن وهّاج ؛ توهّج الكون بحضورك
كانت كلماته محاولات لرد العتب عن قلبه بعدما تجاهله طوال هالساعات ، وماتجاهله بود ولكنه شعور كان رغم عنه ، سكت للحظات وأنفاسه المُضطربة كانت الوحيدة اللي تترجم شعوره هاللحظة ، أخذ يقول بصوت ذابّل : تعرف يا فهد ؟ لحظة اللي لمحتك قبّل ساعات وش الشعور اللي ملأ جوفي ؟ شعور الي ودي أحضنك وأركض أبشر أبوي فيّك ، شعور الـ"يُبة تراني صرت أب لفهد ، لأحلى ولد بهالكون ، يُبة صار لي من صُلبي ولد ومابكون مثلك يُبة ، بكون له الشخص الي بيستند عليه والي إن طاح بيلقى ظهري يشيله قبل طيحته ، يُبة أنا مانيّب خايف بعد هاللحظة ، ماعاد للظلام بجوفي مكان ، أنا صرت منبّع للنور والضّياء ، آخر ذرات الظلم برُوحي تلاشت بحضور ولدي ، بحضور الي ما بيذوق مني ما ذقته منك " من لمحتك يا فهد وأنا ودي أقول " أبشر بفهد يُبة ، أبشر بولد وهّاج "
ولكني عجزت ، مالي خطُوات تِتجه لأبوي يا ولدي ؛ وأنا خوفي يدور الزمن وتنقطع خطاوييك عني
صديّت عنك بسبب خوفي من لهفتي الكبيرة واللي لمحتك بأول ساعاتك ماوقفت خطواتي إلا بجنب سلطان
تنهد بخفوت وهو يبلع ريقه بتأني ويثبّت فهد على صدره وهو يتأمله لدقايّق ، وإستمرت الدقايق لساعات
ما غفت له عيّن ، ماتعب له ضلع ، ما تلاشت له بسمة ، ما إستقر العبُوس بقلبه ؛ كان صدره الي كان أضيّق من خُرم إبرة" وسييييييّع"
عاجز عن كبّح حُبه وحنيته اللي دمرت موازين صدره ، وماكان يدري من وين مصدرها ، كيف جاءته بهالكثرة ؟ كيف القلب الي خايف قبل ساعات هاللحظة بالذات مستعد يوقف بصف كل هالدنيا بس لأجل ما ينخدش لولده طرف
من هالموقف بالذات ؛ أيقن إنه ما يشاببّه سُلطان ولا بيكون بيوم من الأيام خليفته بالأرض ، لإنه موقن لو كان بقلب سُلطان الشعور الي بقلبه هاللحظة ، ما تجرأ وكسّر لوهاج قلب ، ما وزع الجرح على روحه مثل ما يوزعون الحلاوى على الأطفال بصبح عيد


أيقن إنه بيكون " وهّاج لولده " أيقن إنه يستاهل يخُوض هالدروب بدون ما يملأ صدره خوف بإنه بيعيّش ولده الحياة الي عاشها
لذلك كان مستغرق بالنظر والتأمل ، يوزع البسمات على أجزاء ولده بدون ضجر ، بدون ملل ، بدون ما يرف له جفن : يالله يا فهد ، لو كنت أدري إن نظرة لوجهك بتحمي كل هالخوف ما ترددت للحظة ، ما لديّت عن وجهك يا "ولد وهّاج"
أبتسم للإسم وتنهد وهو يمسح على رأسه برقة وهو يستشعر إن حنيته طغت لدرجة فاضت من بين فراغات أصابعه !

وهالموقف كله كان تحَت أنظار دُجى ، قرة القلب ، غيّهب الليل ، أم فهد ، حنيّينة القلب
اللي تدمرت ملامحها من شدة مرور الدمّع عليها ، كانت عاجزة ع مداراة قلبها عن هالرجل ، عاجزة عن معرفة كميَة الحنية اللي ممكن تكون بقلبه اللي أيقنت لو توزعت على أراضي العالميّن كلها ما بيكون للوجع محل أو مستقر !





إستمر يدور بالشوارع المُحيطة ببيته لساعات طويلة ، عجز يحصي دقايّقها من شدة تشتته ولخبطة أفكاره وصخب وفوضاء مشاعره الي ماهي قادرة تِتزن أو تنحط على رفُوف الترتيب !
عاجز عن تصديق الموقف الي عاشه مع محبُوبته قبل ساعات ، عاجز يستوعب الطُرق المظلمة اللي إتجهت لها علاقتهم بسبب "الصمت والتجاهل" عجز يحدد المُتسبب منهم ، وماكان عنده طاقة لأجل يرمي سهام الُلوم عليها أو حتى عليه
كان منهد حيله بسبّب دموعها اللي إستمرت بالنزول حتى بعدما برر لها ، كان يلمح نظرات الشك والخيّبة بعيونها وهذا بحد ذاته كسّر ظهر .. متى وصلو للنقطة السوداوية هذي ؟
متى تحولت علاقتهم من حُب بريء ورسايّل على أطراف المناديل ونبرة صوت متلهفة ، لعلاقة باهتة وذابلة ؟ لعلاقة طرف منها يطلب العتق والتحرُر من عبودية الضيّق فيها؟
إستوقف سيارته أمام بيته من جديد ، واللي كان مُقابل تماماً لبيت أبوه لولا إن الفاصل كان حديقته الخاصة ، نزل بخطوات مُتعثرة وهو يتأمل أطرافه السُفلية الي عجزت تلبي مطالب قلبه وتسارع خطواتها لأجل تلتقي ببريّق من جديد ، كان عقله خايّف ولأول مرة يخاف !
خايف تكون على نفس موقفها ، خايف فعلاً يتقفل الباب ومايبقى على العتبة ينتظرها ، خايف يكون بعد كل هالحب "موادع"
ولكن برغم كل هالخوف الي يحيط بقلبه ، شعور البّقاء عند هالنقطة مُر وحيل لذلك جر خطواته المُثقلة بصعوبة وهو يتجه ناحية غرفتهم ، بقى واقف بجانب الباب دقايق طويلة ما حسبّ ثوانيها بسبب المعارك اللي تحدث بقلبه ، أخذ نفس بصعوبة وهو يهيأ نفسه للعبور من على جمّر حكيها من جديد ولخوض معركة هالمشاعر بدون ما يمّل أو يتعب ؛ المهم ما يخليها لوحدها بباقي هالليلة!
بمجرد دخوله للغرفة حتى بدأ يلقي نظراته الخاطفة للمكان ، يبحث عنها
ومن لمح جسدها يطفو على سطح السرير حتى أقترب منها وبكل خطوة تنهيّدة حتى إستقر بالقُرب منها وهو يمسح على وجهه اللي تدمر نتيجة التعب والتفكير والسهر ليومين بإنهاك ، تذكر الذبُول اللي صاحبّ وجهها قبل لحظات ، تذكر الخفُوت اللي إنتشر عُقب الضياء والبريق اللي كان يحيط بتفاصيلها ، تذكر وتنهد من وسط جوفه بتعب : ‏" كان الظلام والله كثير ..ومدري وش اللي وهقه‏ واختار خدك في الأخير "
بعد لحظات بسيّطة عقد حواجبه بإستنكار ، وتراكم الخوف بقلبه بشكل هائل ومخيف وهو يسمع أنيّنها ويراقب تحركاتها على السرير بتوتر ، سحب اللحاف بقوة من عليها ومن لمحها متكورة على نفسها وتئن بتعب وصوت شهقاتها ذاببّ بوسط أنينها ، توجع جوفه بكل ما فيه بعدم فهم وهو يقرب بخوف ويثبت يدينه على وجهها وهو يقول بذهول : وش فيك؟ ليه تبكين؟ وش يوجعك علميني؟


دفعت يده عن وجهها وهي تناظره بتعب وسحبت اللحاف من جديد وهي تتغطى فيه ، وتشد على بطنها بكل قوة وهي تستشعر إن جوفها يتقطع من الوجع ، وكإن وخزات سكين تخترق جوفها ، وكإن أحد يقطعها بلا رحمة ، دموعها نشفت على سطح خدها من شدة ذرفها لها خلال الساعات الي مضت ؛ تظن إنه بيخف لو بقت ساكتة ولكن الوجع كان عكس ظنونها ، كان يشتد بكل دقيقة تبقى مكانها
ضغطت على بطنها أكثر وهي تبكي بتعب وصوت شهقاتها الواضحة دمرت موازيّن بُرهان اللي لعب الخوف بقلبه وعجز يستوعب الموقف ، وقف وهو يناظر ليده الي ترتجف للحظات بسيطة ورجع وهو يسحب اللحاف من جديد ويجلس بجنبها وصوته المرتجف يهتز بشكل هائل ، وملامح وجهه تلونت بالخوف والفجعة عليها : علميني تكفين وش فيك؟ ليه تبّكين؟ وين الوجع يابريق ؟
ماوصله رد منها وهي مستمرة بالبّكاء ، بينما هو رفع رأسها بين كفوفه وهو يقول : بطنك؟ علميني هي ...
أرخت رأسها بتعب على كفه وهنا سكن الرعب بداخله وأهتزت جميع أركانه ، عجزت حتى أقدامه تشيله وعجز قلبه يتحمل هالكم الهائل من الرعب والرهبّة ، وقف وهو يحتضنها بكل قوة لحضنه بينما هي ذابت بين ذراعينه من شدة التعب ؛ كانت تحاول ترفض وتقاوم ولكن الوجع فتّك بكل أجزاءها لدرجة عجزت تحكي أو تنطق بحرف واحد
ماكان قادر يسيطر على الرُعب الي بداخله ولولا إن عبايتها كانت مرمية بإهمال على الكنب الي بجنب الباب ماكان تذكرها أبداً ، أنحنى وهو يسحبها بيده ورمّاها بعشوائية على جسدها وهو يسارع خطواته برجفة لخارج البيت ، وهو مستشعر يدينها اللي تضغط بكل قوة على عُنقه وصوت شهقاتها المكتومة تنخر عظام قلبه كان يتمتم من بيّن خوفه بجُمل علّه يظن إنها بتبث الراحة بقلبها "لا تخافي ماعليك" " لا تبّكين سهالات بيخف الوجع " ماعليك بيهون"

ماكان يدري هو فعلاً بيهون ؟ ولكن الخوف تركه يهلوس بكلمات مايدري كيف رتب حروفها أصلاً !
بعد دقايّق بسّيطة وصل للمستشفى ، وأستنفر كل طاقم الطوارىء وهو يهز المكان بسبب خوفه الي عجز يسيطر عليه ، وكإن الكُون كله يطوى من بين خطواته ، وكإنه قاعد يستهلك آخر ذرات الأكُسجين بحياته ويقاوم ويحارب لأجل يتنفس ويبّقى على قيد الحياة !
بمُجرد رؤيتها بهالشكل الموجع ، وكونها بقت منهارة لوحدها ساعات طويلة وهو بعيد عنها
ترك مدائن الخوف تشرع بيبانها بصدره !
يناظر للممرضة اللي تساعدها على الخروج من السيارة ولكنها عاجزة ، ماتقدر تفرد جسدها من شدة الوجع
أنحنى وهو يأخذها بين ذراعه من جديد ، وثبّتها على طرف الكُرسي وهو يناظرها ترخي رأسها على عليه ، وهنا إنهد حيله من جديد " ذبّلت من الوجع لدرجة إنها عاجزة عن رفع رأسها !"


كانت بكل مرة تتوجع أو يمسّها ضر ولو كانت بأقصى مرحله تتشبث بيدينه وتتمسك فيها بكل طاقتها ، ولكنها هالمرة كانت ذابلة ومُتعبة لدرجة إن يدينها تترنح بعشوائية على الكُرسي ، كانت ذايّبة من التعب وهو بمُجرد مراقبتها تغلفت كل خلاياه بالوجع والرُعب والخوف ؛ الخوف اللي يتركه عاجز حتى عن إسترداد نفسه !
-
-




رد مع اقتباس
قديم 03-06-2024, 10:22 PM   #126


الصورة الرمزية الغلا

 عضويتي » 365
 جيت فيذا » Nov 2013
 آخر حضور » 05-31-2024 (12:27 AM)
آبدآعاتي » 133,626
الاعجابات المتلقاة » 402
الاعجابات المُرسلة » 1259
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » الغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond reputeالغلا has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك nicklodeon
اشجع ithad
مَزآجِي  »  4

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~


مشاهدة أوسمتي

الغلا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لابد ياسود الليالي يضحك حجاجك للكاتبةفاطمة صالح



شُكراً لقلمك المُميز وإختيارك الرائِع
عبق الجوري لِـ روحك


 توقيع : الغلا



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن » 01:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009