وقال رحمه الله شاكيا حاله إلى صديقه أحمد بن عيسى المهندي وأسماها ( كأس الهوى )
هيه يا غادي على شبه الظليم
مقتفيه الليل حاديه الظلام
زاد روعه يوم جا وقت العتيم
واستذار ونار في عدوه وهام
استخف وخف خفاق هميم
يوم حال الليل من دون النعام
ارهقه برق ورعاد وديم
لين ما بين الثرى والجو حام
يا ولد عيسى عنيتك يا مشيم
وانتقيتك للعزاوي والشهام
يوم شفت امن العنا نقض البريم
والصبر ما ريت عندي له لحام
بشتكي لك وانت باللي بي عليم
ما خفاك دموم حالي والهيام
انتحالي وانتحابي كالفطيم
لي تجلود واجتلد عقب الفطام
ما تشابه ونتي ونة يتيم
لا ولا ونة على داره دهام
كلما هبت من القبله نسيم
في ضميري هب لاهوب الغرام
وان نشا في قربهم بالغرب غيم
رقرقت عيني وهلت بانسجام
شارب كاس الهوى رايت ختيم
دايخ في حبهم ميت حرام
فصلوا لي بالسقم ثوب سقيم
من على راسي تحدر للابهام
واحرقوا يا بوسعد قلب هشيم
واصرموا عرقه من الجوشن صرام
ما يداوي علتي بدواه ديم
لو يداويها قدر ستين عام
وان نشدني قلت طبي يا حكيم
بين بيض كالبرد تحت اللثام
يا عذولي لا تلمني يا غشيم
عن محمد كف عذلك والملام
ما سمع سالم وي لا طاوع سليم
الهوى والحب يرجمهم رجام
والهوى قبلي تلف عبدالرحيم
واستجار من الهوى عبدالسلام
واستغاث من الهوى راعي القصيم
وابتلى الناعي على ديم الخزام