10-15-2018, 11:35 PM
|
|
|
رسالة الإسلام إلى عالم الجان
لقد جعل الله هذا القرآن نذيراً للجان كما هو نذيرٌ لبنى الإنسان .
يقول عز وجل : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا }
الجان صعدوا إلى الفضاء ولمسوا السماء واتخذوا منها مقاعد للسمع ووجدوها ملئت حرساً شديداً وشهبا .
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً }
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً }
الجان خلقهم الله من مارج من نار لا يُرواْ بحاسة البصر ولايدركوا بحاسة اللمس .
( المؤمنون يؤمنون بالغيب وبما استأثره الله فى علمه .. أما غير المؤمنين فقد تجاوزوا قدر عقولهم وتعدّوا منتهى فهمهم
فهم لايؤمنون إلا بما يدركوه ويعلموه وما يصل إليه فكرهم ولايوقنون إلا بما يلمسوه أمامهم فتجاوزوا بذلك قدرهم وعبوديتهم لله ..
يقول جل ذكره : { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ }
الجن أو الجان هم أمة عاقلة موعودة ومتوعدة .. مخاطبون بما نحن به مخاطبون ومكلفون بما نحن به مكلفون .
التفوا حول نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم يستمعون إلى كتاب الله .
دهشهم نوره وبرهانه وتعجبوا من أدلته وآياته وبهرهم أوامره وفضائله ونواهيه وزواجره ..
{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً }
ماأن سمعوا هذا القرآن منصتين له خاشعين إلا وهرعوا إلى قومهم مبلغين وهبّوا إلى أقران جنسهم مبشرين به ومنذرين وقالوا لهم :
{ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ }
{ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }
ويقول عز وجل لنبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم :
{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا . فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ }
من الجان : من هداهم الله إلى الإيمان واتباع دين الإسلام .
ومنهم : من كانوا سفهاء كفروا بوحدانية الله وكذبوا داعِىَ الله ولم يؤمنوا بما أنزل الله .. وهؤلاء :
منهم من سلكوا سبيل الشرك والضلال وكفروا بيوم البعث واللقاء وزعموا أنْ لن يبعث الله أحدا ..
{ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً }
ومنهم قوم سفهاء قالوا على الله شططا وجاءوا بشىءٍ إدّا وادّعواْ لله ولدا مثلما قالت اليهود والنصارى ..
{ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً }
...
من لبوا النداء واستجابوا لرسالة رب الأرض والسماء :
سألوا الله أن يتولاهم بهدايته وأن يتوخاهم برحمته وكفايته وأن يحجب عنهم سطوته بمنّه وقدرته وجوده ورأفته ..
وقالوا : لقد سمعنا آيات الله فآمنا بها ومن يؤمن بما أنزله الله لا يخاف بخساً ولا رهقا ..
وقالوا : نحن من لمسنا السماء ونحن من كنا نتخذ منها مواضع ومقاعد أيقنا بأنّا لن نعجز الله فى أرضه ولا سماواته
ومامن أحد باستطاعته منازعة الله فى قدرته أو فى جبروته وعزته .
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً }
{ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }
...
ومن قاسطوا ولم يقسطوا : أعد الله لهم عذاباً صعَدا وسيكونون لجهنم حطبا ..
{ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ .. فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً }
تبرأ منهم أقرانهم .. تبرأوا من كفرهم وشركهم .. وتبرأوا مما يزعمون وما يصفون به الله تعالى من اتخاذ صاحبة وولدا وقالوا لهم :
{ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً } .. { تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً }
بل : وتعجبوا من كفر وشرك بنى الإنسان ومن كفر وشرك أقرانهم من الجان ممن
كذبوا رسول الله وممن لم يجب منهم داعِىَ الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وقالوا :
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً }
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|