08-07-2017, 11:41 AM
|
|
|
شمس الكويتية في «شقيت ثوبي».. استفـزازٌ جديـد ورداءة مستمــرة
يستطيع الفنان أن يطور من مهارته وفكره معاً، وأن يرتقي مع كل خطوة يخطوها إلى الأعلى حيث النجاح، والشواهد على ذلك كثيرة، باستثناء الفنانة شمس الكويتية التي أثبتت عكس الفكرة تماماً ولم تكن في مثل هذه الحالة الفنية أبداً رغم محاولاتها العديدة، فقد ظهرت قبل أيام معلنة عن ألبوم جديد ستطرحه قريباً بعنوان "شقيت ثوبي" مستغلة ركود سوق الكاسيت عقب صدور ألبومات الفنانات الخليجيات كـأحلام ونوال الكويتية وبلقيس. وبدلاً من أن تقدم ما يوحي بأنها تطورت فعلاً وأن وعيها الذي كشفت عنه في لقاءاتها التلفزيونية نابع من أعماقها، قامت بطرح أغنية واحدة من الألبوم وأرفقت معها صوراً مستفزة لا تعبر إلاعلى إصرارها على أن تكون الفنانة المشاغبة التي لا تملك غير "استفزاز" الجمهور وسيلةً للاستمرار في الساحة الغنائية.الأغنية التي حملت نفس عنوان الألبوم "شقيت ثوبي" طرحت عبر الحساب الرسمية للفنانة شمس في موقع يوتيوب، وهي من كلمات نصار الظفيري وألحان محمد عبدالعظيم، ومع أنها شهدت تغيراً في الأسلوب وتحسناً نسبياً في الأداء ضمن ثيمة شعبية، إلا أن هذا المجهود أفسدته شمس بصور غريبة أرادت أن تروج بها لأغاني الألبوم، وأعطت بسببها دليلاً آخر على تمردها واستمرارها في افتعال الإثارة الرخيصة عبر صور تحمل إيحاءات غير مقبولة، لتعيد ذكرى أعمالها السابقة التي اعتبرت جناية في حق الأغنية الخليجية. بعض الفنانات لديهن "هوس" بالشهرة، ويعتقدن أن ظهورهن بقالب غريب ومستفز سيساعد في شهرتهن وسيجعلهن مادة تلوكها ألسن الناس، وبالطبع لا يهم ماذا يقول الناس عنهن ولا يكترثن للانتقادات فالمهم هو أنهن موجودات في الساحة حتى لو بشكل سلبي. حتى شمس وهي تقدم عملها الأخير من خلال هذه الصور إنما تؤكد على هذه الرؤية القاصرة التي تضع الشهرة أولاً وقبل كل شيء. إن من أهم واجبات الفنان أن يثقف الناس ويرتقي بهم وجدانياً وفكرياً، كما يفعل الكبير عبدالكريم عبدالقادر والفنانة نوال وغيرهما من سائر المحترمين في الوسط الفني. بينما شمس الكويتية حتى وإن اختارت أعمالها وتعلمت وغنت بشكل جيد وابتعدت عن مشاحنة زميلاتها من الفنانات، إلا أنها رغم كل ذلك، لم تستطع الخروج من صورتها النمطية القديمة، لا بل عززتها أكثر وأكثر، واستمرت في تكرار أخطائها وتسويق أعمالها بشكل رديء، اعتقاداً منها -ربما- أن هذه الطريقة الوحيدة لعودتها للساحة مثلما فعلت سابقاً مع أغنية "أشطح" وغيرها. توقعنا أن تبحث شمس عن أسلوب تسويقي أكثر رقياً، يوازي رُقي ظهورها الإعلامي بعد أن برزت في عدة لقاءات تلفزيونية أظهرت فيها عمقها الثقافي وسرعة بديهتها وجودة أفكارها، لكن كل ذلك ذهب مع الريح بسبب صور مستفزة تجعل المتابع لها يتساءل: لماذا تحاول الظهور دائماً بهذا الشكل؟ ولماذا تصر على تشويه ومصادمة ثقافة الخليج؟ والأهم لماذا لا تحترم المجتمع الذي تعيش فيه؟. إن ما قدمته في حملتها التسويقية سيساهم بكل تأكيد بالتشويش على فكرة ألبومها إن كان ثمة فكرة للألبوم. الرداءة الفنية التي تعانيها ساحة الأغنية العربية إنما هي تراكمات لسنوات من عبث الفنانات غير المسؤولات اللواتي وقعن أسيرات للشهرة وفعلن من أجلها كل شيء بما فيها الإيحاءات الفجة. العمل الفني ليس في حاجة لنشر صور تافهة لينتشر، فالجمهور الخليجي واع ولن يمنح تقديره ولا اهتمامه لأي فنانة لمجرد أنها قدمت له صوراً مستفزة. لقد كانت أغنية "شقيت ثوبي" فرصة لشمس أن تتميز وتحقق نجاحاً بعد تحسن أدائها الغنائي، لكنها عادت وشطحت من جديد وقدمت صورة إغراء غريبة لا تليق بمغنية ولا بالمجتمع الخليجي الذي غنت أغانيه.
|