منتديات سهام الروح

منتديات سهام الروح (https://www.sham-alro7.com/vb/index.php)
-   ›روايات طويلة (https://www.sham-alro7.com/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   غربة الأيام للكاتبة : ظنون (https://www.sham-alro7.com/vb/showthread.php?t=30881)

محروم 09-14-2016 06:44 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
يتبع


عقب ما تغدوا ولموا اغراضهمم كلها .. روحوا عيال المرحوم أحمد بن خليفة وعمهم عبدالله ويدوتهم وبشاكيرهم العين.. هالمرة كانت ليلى وسارة وأمل في سيارة عبدالله ويا تاميني.. وأم أحمد ومايد ومحمد ويا الدريول ونجمة في السيارة الثانية.. وأول ما وصلوا العين طلعت ليلى السوق ويا عمها ويدوتها واشترت لهم اللي ناقصنهم من أغراض المدرسة و عقب ما وداها عبدالله السوق روح بيته وياها وويا أم أحمد عشان أم أحمد كانت بتييب باجي اغراضها اللي خلتها هناك.. ومحمد راح صوب مغافة عشان يشوف وفاء وهالمرة راح لها بروحه من دون الدريول.. وما تم في البيت الا مايد وخالد وسارة وأمل والبشاكير..
وعقب ما ردوا من برى.. خذ لهم عبدالله عشا وسار المقهى يشوف سهيل اللي كان يترياه عشان يرمسه في موضوع الدمج..
أول ما دش عبدالله المقهى فتش بعيونه على مبارك بس ما لقاه .. لا هو ولا ربعه اللي دوم يقعدون وياه.. بس شاف سهيل يالس على طاولتهم المعتادة وراح له وسلم عليه ويلس وياه..
عبدالله: ما وصلتك أي اخبار يديده..؟
سهيل: لا والله ما عرفت شي.. حتى مبارك ما شفته هني ويوم دقيت على موبايله ما رد عليه..
عبدالله: تتوقع يأثر عليه هالموضوع؟؟
سهيل: مبارك غلط يوم وافق انه يستلم بس 20 % من مبلغ المشروع في بدايته.. المفروض كان يستلم نص البيزات قبل لا يبدون في البناء والنص الثاني يوم يخلصون..
عبدالله انصدم يوم درى انه مبارك تنازل لعبدالكريم وخذ منه بس 20% .. معقولة مبارك يكون ساذج لهالدرجة؟؟
سهيل: تدري يا عبدالله؟ مبارك سوى هالشي عشان لا يخسر عبدالكريم كزبون.. كان يبا يكسبه وكان خايف انه عبدالكريم بحكم انه ربيعك يتعامل وياك انته.. عشان جذي رضى ب20% بس كبداية..
عبدالله: يحليله.. والله اني افكر فيه من الصبح .. ابا اساعده بس اعرف مبارك ما بيرضى..
سهيل تشجع يوم سمع رمسة عبدالله وقال بدون تردد: عبدالله انته بالنسبة لي أخ عزيز.. وانا برمسك بكل صراحة..
عبدالله: تكلم يا سهيل..
سهيل: ليش ما تمدج شركتك ويا شركة مبارك؟؟
عبدالله: شو؟؟؟ انته يا سهيل اللي تقول هالرمسة؟؟ تبا توهقني ويا مبارك؟؟
سهيل: وليش تتوهق وياه؟؟ مبارك ريال ما عليه كلام ..
عبدالله: ما قلنا شي بس بعد مبارك الحين مديون .. وديونه يمكن توصل للملايين.. اذا دمجنا الشركتين بضطر اني انا اسدد عنه مبالغ كبيرة بحكم شراكتنا..
سهيل: وعندك شك في انه مبارك بيرد لك هالمبالغ؟؟
عبدالله: ما عندي شك بس صعبة وايد يا سهيل.. ما اقدر اوافق على هالشي .. اسمح لي..
سهيل: اوقف ويا مبارك في محنته هاذي يا عبدالله وصدقني ما راح تندم..
عبدالله: اتمنى اساعده بس ما بإيدي شي..
سهيل: انته بإيدك كل الحلول.. أول شي عبدالكريم بيحصلونه أكيد لأنه وبكل بساطة غبي .. ما يعرف يتصرف وما بيعرف يتم متخفي على طول.. وحتى لو ما حصلوه بيبيعون بيته وكل اللي عنده هني وبيسددون بالبيزات ديونه.. يعني مبارك بيسترد حقه أكيد.. بس انته لازم تستغل فرصة ضعفه الحين واهتزاز ثقته بنفسه وتعرض عليه الدمج..
عبدالله عيبته الفكرة بس في باله تكونت فكرة ثانية عيبته أكثر: وليش ما اشتري عنه الشركة كلها؟؟
سهيل: وتدمر مستقبله؟؟ ما اعتقد تقدر تسوي هالشي.. مبارك بيفيدك.. صح انه متهور ومندفع وما عنده خبرة بس ما تقدر تنكر انه شاطر ويجذب العملا بسرعة.. مبارك يقدر يدير عنك انت الشركة وعقب كم سنة بتحتاج لشخص يعلم عيال اخوك كيف يديرون ممتلكاتك ومنو احسن من مبارك عشان يسوي هالشي؟؟
سكت عبدالله وتم يطالع عيون سهيل بتركيز.. وسأله بعد تفكير: ليش مبارك؟
سهيل: شو؟
عبدالله: ليش مبارك بالذات هو اللي تهتم له هالكثر؟
ابتسم سهيل: ظروفكم متشابهة.. محد بيفهمك مثل مبارك ومحد بيفهمه هو غيرك انته..
عبدالله: خلني أفكر.. أنا مبدئيا موافق.. هذا اذا وافق مبارك على اقتراحك..
اتسعت ابتسامة سهيل .. كان مستانس انه قدر يقنع عبدالله وقال له بفرح كان واضح في صوته: انا بقنع مبارك.. وان شالله اقدر اخليه يوافق..
مبارك كان يالس في المكتب ويا أخوه العود ظاعن.. ومطلعين كل الفواتير وأوراق الحسابات ومبطلين اللاب توب وللحين طلعت ديون مبارك فوق ال 7 ملايين درهم..
تأفف مبارك وحط إيده على ويهه بتعب..
مبارك: والحين؟؟؟ شو بسوي؟؟
ظاعن: بيع بناياتك اللي في بوظبي..
مبارك: بنايتين كل وحدة أجدم عن الثانية.. من سنتين أقول بسوي فيهن صيانة وأنسى.. اذا بعتهن ما بييبن لي أكثر عن مليون وخمسمية ألف..
ظاعن: والبنك ما بيرضى يسلفك فوق الخمسمية ألف ..
مبارك: ما عندي الا اني استعيل منصور بن فاهم وأخليه يدفع لي بيزات قاعة الافراح اللي سلمناه اياها الشهر اللي طاف..
ظاعن: كم باجي عليه..ما دفعه؟
مبارك: مب وايد .. 200 ألف بس..
ظاعن: انته كيف جي محافظ على أعصابك ابا اعرف.؟؟
ابتسم مبارك بحزن وحط إيده على جتف أخوه.. وقال: تعودت وانا اخوك.. انا خسرت اللي اهم من هذا كله.. خسرت نجلا وخسرت عيالي.. تباني اتحسر على بيزات؟؟ أنا بس مابا حد يرمس ويقول اني غلطت.. هذا كل اللي احاتيه.. مابا حد يشمت فيه..
ابتسم ظاعن لأخوه وحسده على قوته.. لو كان مكانه اكيد بينهار .. وما بيعرف يفكر بأي شي: محد يروم يشمت فيك.. كلهم يدرون انك مب مقصر في شغلك..
مبارك: لا يا ظاعن.. منو قال لك انه محد بيشمت؟؟ وايدين اللي يتصيدون هالفرصة عشان يشترون الشركة مني.. ووايدين اللي يتريوني اتعثر واطيح عشان يرفسوني بريولهم..
ظاعن: ووايدين بعد اللي ودهم يتلقفونك ويتمون وياك عشان توقف على ريولك مرة ثانية..
مبارك: قصدك عبدالله؟
ظاعن: هى..
تنهد مبارك وقال وهو يفكر بعبدالله: الله يستر منه هو بالذات..
الساعة 10 فليل مر عبدالله بيت أخوه المرحوم قبل لا يرد بيته عشان يرقد .. وما لقى حد قاعد الا ليلى اللي كانت في الصالة تطالع التلفزيون وخالد في حظنها.. وقع ديسولف وياها شوي..
ليلى استغلت الفرصة عشان تكلمه في موضوع ياسمين.. كانت تفكر بهالموضوع طول اليوم.. واذا كانت ياسمين مناسبة لعمها ولا لاء.. وعقب تفكير قررت انه هالشي مب هي اللي تقرره.. عمها بس اللي يقدر يقرره.. وعقب ما شل عبدالله خالد عنها ويلس يلاعبه وحست ليلى انه مزاجه حلو..
ليلى: عمي..؟
عبدالله: ها غناتي..
ليلى: عمي أبا أرمسك في موضوع بس ما أباك تنفعل ولا اباك ترد عليه من دون تفكير.. كل اللي اطلبه منك انك تسمعني للأخير..
ابتسم لها عبدالله : ارمسي يا ليلى وانا ما راح اقاطعج..
ليلى: عمي انته في عيوني أنا اعظم ريال في هالدنيا كلها.. من أيام ما كان أبويه المرحوم عايش وانا دوم أقول له محد ينافسك في قلبي إلا عمي عبدالله ..
ابتسم عبدالله بسعادة.. كان يعرف مكانته في قلب ليلى وتمنى يعرف شو اللي تبا توصل له ..
ليلى: أبويه كان دوم يقول لنا عبدالله بيعرس.. أصبروا عليه وبتشوفون..
تغيرت ملامح عبدالله وكان بيبطل حلجه بس تذكر انه ليلى كلبت منه يسمعها للأخير وسكت..
ليلى (بحزن): حتى في آخر يوم في حياته.......... كان واثق انك ما بتخيب ظنه.. كان واثق انك بتعرس..
عبدالله: ليلى..
ليلى: عمي خلني اكمل كلامي.. عمي نحن محتاجينك.. يمكن نكون أنانيين في هالشي بس انا واخواني نعتبرك ابونا ..ونعرف انك تعتبرنا عيالك.. صح عمي؟؟
عبدالله: أكيد غناتي..
ليلى (والدموع تتيمع في عيونها): عمي لا تحرمنا من حقنا في انا نفرح.. حياتنا صارت كلها حزن في حزن.. انا ما عندي شي أعيش له الا اخواني .. حياتي تحددت ملامحها خلاص.. بتم طول عمري عايشة على ذكرى حميد.. بتم طول عمري خطيبته وبس.. هذا حقه علي..
عبدالله (بعصبية): ليش هالتفكير؟ منو اللي دخل هالافكار في راسج؟؟
ليلى (بحزم): انته.. هاذي أفكارك.. انا بكون شراتك عمي.. بكبر بروحي.. بكابر احساسي بالوحدة والغربة وانا اشوف غيري يبني مستقبله ويربي عياله.. بدفن مشاعر الغيرة اللي فيني مثل ما انته دفنتها .. بعتبر اخواني عيالي مثل ما انته تعتبر عيال اخوك عيالك.. ليش اكون مختلفة عنك..
ما يدري عبدالله ليش جرحه كلامها.. بس حس بجرح فظيع في داخله .. وحس بحزن كبير .. وهو يتخيل المستقبل المظلم اللي رمسته ليلى لنفسها... وابتسم بسخرية وهو يتذكر انه الصورة اللي رسمتها ليلى هي صورة عن حياته هو ..
اقتربت ليلى منه ويلست تحت جدامه وهي تترجاه بعيونها: عمي .. انا واخواني ويدوتي .. كلنا نترجاك.. تخلص من عنادك شوي.. ووافق انا نروح نخطب لك ياسمين..
حس عبدالله كأن حد صفعه على ويهه.. : ليش ياسمين بالذات؟؟
ليلى: ما بتلاقي أحسن عنها عمي.. ياسمين شاريتك.. عمي أرجوك..
حس عبدالله بظيج كبير وعطاها خالد ووقف.. ما كان يعرف كيف يرد عليها وطلع من عندها من دون ما يرد عليها .. أما ليلى فتمت واقفة في مكانها تطالع الباب اللي تسكر وراه.. تتمنى انها ما تكون جرحته.. تتمنى تكون أقنعته.. على الاقل بفكرة الزواج..
* * *
صباح يوم السبت كان غير بالنسةب لسارة.. غير عن أي صباح مر عليها.. اليوم أول يوم لها في الروضة.. أول يوم تلبس فيه اللبس الازرق الحلو.. أول يوم تحط فيه الشرايط البيضة في شعرها.. اليوم بتدش مجتمع غريب تماما عليها .. مجتمع مب متعودة عليه.. ومن الساعة 6 كانت سارة ناشة ويالسة في الصالة تحت تتريا اختها ليلى تنزل من فوق.. بس يدوتها طلعت قبل ليلى وضحكت يوم شافت سارة يالسة تتريى بترقب ..
أم أحمد: سارونا؟
التفتت سارة عليها وهي تبتسم : ها
أم أحمد: شو ميلسنج هني بروحج.. تعالي بنسير المطبخ نسوي الريوق..
قامت سارة وسارت ويا يدوتها صوب المطبخ .. لأنه أم أحمد تعودت خلاص تسوي الريوق بروحها وما تعتمد ع البشاكير.. ووقفت تسوي الجاهي والسندويتشات وهي لابسة دلاغ صوف في ريولها عشان أرضية المطبخ الباردة.. وسارة يالسة على الكاونتر تطالعها.. وعقب دقايق يتهم ليلى وسلمت على يدوتها وشلت سارة عشان تلبسها وكانت أمل متعلقة في جلابية ليلى عشان تتأكد انها بتسير وياهم الروضة..
لبست ليلى سارونا لبس الروضة ورفعت لها شعرها كله فوق وحطت لها ربطة شعر كلها ورود بيض لأنها ما تروم تشد شعرها بسبب الجرح اللي في راسها.. كانت سارونا حلوة وايد باللبس وعندها شنطة صغيرة حق الاكل لونها ازرق فاتح نفس لون لبس الروضة..
أمل طلعت حق عمرها شورت جينزل وبودي وردي.. بس يوم يت بتلبس الجينز ما رضى السحاب يوصل لفوق لأنه وزنها زاد شوي.. وحاولت ليلى وياه بس ما شي فايده ..
ليلى: طلعي لج لبس ثاني..
أمل (وفي عيونها نظرة رعب): أنا ابا هذا..
ليلى: ما ايوز عليج .. مب منج من هالبيبسي اللي تغرينه كل يوم..
أمل: ما يخصني أنا أبا هذا!!!
ويلست أمل ترافس وما رضت تغير ثيابها لين هددتها ليلى انها اذا ما غيرت ثيابها ما بتسير وياهم الروضة واضطرت في النهاية انها تلبس بنطلون ثاني بس ما رضت تغير البودي..
وعقب ما تأكدت ليلى انهن لبسن ودتهن تحت وراحت للمصيبة العودة مايد وهي تقول في خاطرها: الله يكون في عوني.. الحين هذا شو بيقعده من الرقاد؟
بس تفاجأت يوم دشت غرفته وشافته متلبس وواقف جدام المنظرة يتسفر..
ليلى: الله الله..!! شو هالكشخة.. ؟
مايد (وهو يبتسم): بس أول يوم والا عقب ما بتفيج..
ليلى: انزين تعال تحت تريق .. انا بظهر وياكم اليوم عشان اوصل سارة الروضة..
مايد: أوكى.. دقايق وبنزل..
في هالوقت كانت صالحة يالسة في الصالة تسحي شعر مزنة بنت بنتها فواغي.. فواغي ريلها مسافر يدرس في الخارج وهي يالسة عند امها في فترة غيابه.. ومع انه اليوم اول يوم دوام لبنتها في الروضة ، بس فضلت انها تكمل رقادها وتخلي مهمة تجهيز البنية ولبسها على امها .. اللي كانت منقهرة من حركات مزنة وعنادها..
حاولت صالحة تربط شعر مزنة بالشباصة بس مزنة كانت متمللة ومالت بجسمها على جدام وهي تتأفف .. فضربتها صالحة بالمشط بقوة على راسها
صالحة: وقفي اقول لج.. خليني اخلص..
مزنة: آآآآآآآي... يدوه !!!!
صالحة: دواج..
مزنة: انزين لا ترصين الشباصة على شعري والله يعورني ..
صالحة: احسن جذه عيل تبينه يتبطل وتردين لي البيت مبهدلة...؟؟؟
وشدته بقوة وثبتته حقها بالشباصة وبدت تعقصه..
مزنة: أي أي.. ما اروم اصكر عيوني يدوه وايد شديتيه!!!
صالحة: تراج وايد تهذربين حسبي الله عليج من بنية كلتي فوادي..
مزنة: لا تعقصينه اباه مبطل.. أفففففف... سيري ماباج انتي تسوين لي شي..
صالحة: والله لو تموتين ما اخليه مبطل..
مزنة: امااااااااااايه ... امايه تعالي!!
صالحة: أمج منخمدة انا اللي بوديج الروضة.. امج هالبطرانة ما سجلتج في الروضة الجريبة من بيتنا.. بتركضني اخر الدنيا .. مالت عليكن ما خذت منكن إلا التعب وعوار الراس..
سكتت مزنة واستسلمت ليدوتها اللي لبستها واجبرتها تتريق وودتها الروضة بسرعة عشان تلحق ترد وتروح العزبة..
* * *
مايد اللي كان بيبدا دراسته في الصف السادس الابتدائي اليوم كان خايف انه الاولاد يردون يرمسونه في سالفة موت امه وابوه.. خايف من نظراتهم ومن رمستهم.. ما يبا حد يرد يضغط ع الجرح اللي في قلبه.. وأول ما بطل باب الصف بطله وهو متوتر.. بس من شافوه ربعه ضحكوا بصوت عالي وسووا له حشرة.. وابتسم مايد وهو يحس براحة شوي وراح ويلس حذال مترف أعز ربعه .. وكل واحد يخبرهم شو سوى في الاجازة ويخرط عليهم شوي واللي يقول انه سار المكان الفلاني وسافر وهو طول الاجازة يحاوط في الحارة ..
مترف: بس ميود انته الصراحة من عقب الضرابة اللي استوت هذاك اليوم غطيت ومحد قام يشوفك..
هزاع: لا يكون محمد حبسك في البيت..
مايد: يخسي الا هو.. بس انا انشغلت ..
مترف: اسمع!!.. بشو انشغلت. .؟
مايد: رحت ليوا..
مترف: طول الاجازة في ليوا..
مايد (بدون تفكير): هى.. طول الاجازة في ليوا..
مترف: يحيك والله انا طول الاجازة مجابل التلفزيون..
مايد: قوموا قوموا نطلع.. بنشوف ربعنا في الصفوف الثانية..
طلع مايد ويا مترف وهزاع وساروا يسلمون على ربعهم سالم وأحمد في الصف اللي حذالهم .. هم الخمسة كانوا أشهر شلة في المدرسة.. واللي دوم يبدون بالمشاكل ويختارونهم حق المسابقات على مستوى المنطقة لأنهم رغم مشاغباتهم عليهم مخ وشطار.. وعقب ما سلموا على بعض وتواعدوا يشردون من الحصة الثانية ويقعدون في الملعب يسولفون رد كل واحد صفه عشان يشوفون منو اللي بيدرسهم هالسنة..

نهاية الجزء الثامن

محروم 09-14-2016 06:45 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
الجزء التاسع

الساعة ثمان الصبح كانت ليلى واقفة في ساحة الروضة ويا خواتها أمل وسارة اللي كانن هاديات على غير العادة.. كل شي بالنسبة لهن كان مبهر ويديد.. حشرة اليهال.. الديكورات والألوان المشرقة.. الأبلات اللي كانن يتمشن بين اليهال.. أمل كانت منبهرة وسارة بتموت من الخوف.. وليلى تتلفت حواليها وتفتش بعيونها على أي أبلة عشان تسألها عن الصف اللي سجلوا فيه سارة اختها..
بس بدل لا تشوف الأبلة جدامها، شهقت ليلى من الصدمة وهي تشوف خالوتها صالحة تتمشى وتسحب وراها مزنة ..
استغربت ليلى من وجود خالوتها هني.. شو اللي يايبنها من زاخر لهالروضة بالذات؟ شو هالنحاسة؟؟
سارة اللي كانت لاصقة في ليلى من الخوف حست بشوية راحة وهي تلمح خالوتها ويا مزنة وابتسمت لأختها العودة وهي تقول: ليلى.. شوفي.. خالوه هناك..
ليلى: هى حبيبتي شفتها.. تعالوا بنسير الصوب الثاني..
أمل: مزون بعد وياها..
ليلى: هى بعدين بترمسنها .. ياللا تحركن الحين..
بس للأسف قبل لا تتحرك ليلى شافتها صالحة ونادتها من بعيد.. وتأففت ليلى وهي تلتفت لها وترسم على ويهها ابتسامة مصطنعة.. وغصبن عنها راحت لها وسلمت عليها ويا أمل وسارة اللي وقفن ويا مزنة يسولفن وياها..
صالحة: ماشالله سارونا مسجلينها في هالروضة؟
ليلى: هى.. تدرين هالروضة جريبة من بيتنا.. بس مزنة ليش مسجلينها هني؟
صالحة: هاذي فواغي ما تسمع الرمسة.. أونه هالروضة أجرب لبيتها.. مب جنها يالسة وياية في زاخر..
ليلى: هى.. بس زين سارة حصلت لها مزنة ترابعها..
صالحة: وزين يوم اني انا حصلتج .. ما اعرف وين اضرب براسي من الصبح وانا احوط بين اليهال ما اعرف وين اروح..
ليلى: تعالي بنسير صوب الادارة وبنشوف وين مسجلينهم..
صالحة: ياللا انتي تجدمي وانا وراج..
راحت ليلى هي وخالوتها صوب الادارة وعقب مفاوضات طويلة قدروا يحطون مزنة وسارة في نفس الصف.. وصالحة يوم اطمنت على مزنة وانها بتكون ويا ليلى ارتاحت وقالت: عيل انا بخليهم عندج .. بسير العزبة اشوف حلالي..
ليلى: خالوه اصبري لين نوديهم الصف.. وبنشوف متى بيظهرونهم من الروضة عشان تمرين تاخذين مزنة..
صالحة: الدريول بياخذها الساعة 12..
ليلى: بس يمكن يطلعونهم من وقت اليوم أول يوم..
صالحة: برايها ما بيضرها تتريا الدريول شوي..
ما عرفت ليلى شو ترد عليها وقالت في خاطرها أمري لله .. وسارت الصف ووراها مزنة وسارة وأمل..
* * *
في هالوقت كان محمد يالس في مكتبه في الفرع الرئيسي لمجموعة محلات المجوهرات .. وبما انه ما عنده شغل اليوم كان يفكر يرد البيت يتريق ويا يدوته واخته ليلى.. وابتسم وهو يتذكر خواته اللي كانن متلبسات اليوم الصبح وبيسيرن الروضة .. وتوله فجأة على البيت بس أول ما قام عشان يطلع دش عمه عبدالله المكتب على غير عادته وتفاجئ محمد يوم شافه.. لأنه من شهر تقريبا ما يا المحل..
عبدالله (وهو يبتسم لولد اخوه): صباح الخير..
محمد: صباح النور .. يا هلا والله .. نور المحل..
عبدالله: منور باصحابه ..
اقترب محمد من عمه وحبه على خشمه وراسه وطلع وطلب من واحد من الموظفين اييب لهم قهوة .. ورد المكتب وقعد مجابل عمه ..
عبدالله: اسمح لي يا محمد ابتعدت وايد عن المحل والمطاعم في هالفترة اللي طافت.. اكيد الشغل كان كله فوق راسك بس ان شالله بحاول اعوض عن تقصيري في الفترة الياية..
محمد: افا عليك يا عمي .. اصلا الشغل خفيف والموظفين ما يقصرون .. الحمدلله ما شي مشاكل..
عبدالله: عاد انا قلت بمر اليوم اراجع عنك الفواتير والحسابات ..
محمد: ما تقصر يا عمي.. تباني اساعدك؟
عبدالله: لا لا .. ما يحتاي .. انته جان عندك شغل تبا تخلصه ولا عندك مشوار سير ولا تحاتي .. انا بيلس هني للظهر..
محمد: ما عندي شغل بس قلت برد البيت اتريق..
عبدالله: خلاص .. وسلم على يدوتك واختك..
محمد: ان شالله يبلغ..
وقف محمد وسلم على عمه وطلع وهو يحس براحه انه عمه بيفكه من الشغل اليوم ويلس عبدالله على المكتب وطلع ملف الفواتير وملف الحسابات مال الشهر اللي طاف ويلس يراجعهن ورقة ورقة..
* * *
في الروضة، دشت سارة الصف بتردد وعيونها تتنقل في المكان بخوف.. كانت غرفة الصف صغيرة والجدران كلها رسومات واشكال حلوة.. بس اللي خوف سارة انه اليهال اللي في الصف كانوا وايد حشرة وغير هذا ما كانت تعرف أي حد فيهم .. الا مزنة واختها أمل.. ويت عينها في عيون الابلة (أبلة خولة) اللي كانت كل شوي تروح لحد من اليهال عشان تتعرف عليه.. واستقبلتها أبلة خولة بابتسامة حنونة..
أبلة خولة أول ما شافت سارة انبهرت بجمالها.. جمال يمكن يكون كبير وايد على طفلة بعمر سارة.. عيونها العسلية الواسعة ورموشها الكثيفة وبشرتها البيضة.. ونظرتها الهادية .. كل هالملامح خلت أبلة خولة تنجذب لهالطفلة اللي دشت الصف من ثواني بس وقالت في خاطرها.. : "ماشالله عليها.. الله يحفظها من كل عين.."
ليلى يوم شافت الابلة ابتسمت لها وسلمت عليها
أبلة خولة: بنتج شو اسمها؟
ارتبكت ليلى يوم تحرتها الابلة ام سارة وقالت: هاذي اختي .. اسمها سارة..
أبلة خولة: ماشالله عليها .. والثانية؟
ليلى: بنت خالوتي بعد مسجلة في هالصف ..
اطالعت أبلة خوله مزنة وهي تبتسم وسألتها: شحالج حبيبتي؟
مزنة: أنا اسمي مزنة..
أبلة خولة: ههه هلا والله بمزنة.. أنا أبلة خولة..
ضحكت مزنة ولحقت أمل اللي كانت واقفة صوب الرسومات وتمت سارة واقفة حذا ليلى..
اطالعت أبلة خولة سارة وسألتها : ليش زعلانة يا سارة؟
ما ردت عليها سارة ولصقت أكثر في اختها ليلى اللي قالت: سارة مب متعودة تطلع برى البيت ولا متعودة ترمس أي حد غريب.. ممكن اختها الصغيرة أمل اتم وياها؟
أبلة خولة: هو عادي هالشي.. بس أنا ما انصحج تعودينها .. من الأفضل تخلينها تتأقلم على باجي اليهال..
ليلى: بس اليوم.. لأني وعدتها انه أمل بتم وياها..
أبلة خولة: خلاص اليوم عادي اتم وياها أمل.. بس وينها؟؟
أمل كانت في هاللحظة في آخر زاوية في الصف تطالع الرسومات اللي على اليدار ومزنة لقت لها شلة يهال وتمت تركض وياهم على شكل دائرة في الصف .. وشكلها اندمجت وياهم .. واستووا ربع..
ابتسمت ليلى وقالت في خاطرها " الله يعينج يا أبلة خولة على مزنة وأمل "
وعقب ما وافقت أبلة خولة انه أمل اتم وياهم في الروضة اليوم.. روحت عنهم ليلى وهي مطمنة .. وقررت ترد البيت تخلص أشغالها وترد تاخذهم من الروضة الساعة 11 ونص..
----
في المدرسة كان مترف يالس ويا مايد يتريون الحصة الأولى تخلص عشان يروحون موعدهم ويا ربعهم في الملعب.. وكل شوي يطالعون الساعة والأستاذ رغم انه ما عنده شي يدرسهم اياه في أول يوم دوام بس كان يالس يكتب شي ومهددنهم انه اذا سمع أي نفس بيطرشهم عند المدير..
مايد: والله مليت .. متى بتخلص هالحصة..؟
مترف: اصبر باجي خمس دقايق..
مايد: استاذ العربي هذا مصخها.. شو يكتب من أول يوم؟؟
مترف: ما ادري به مالت عليه..
ما كمل مترف جملته إلا ورن الجرس وأول ما خلصت الحصة الأولى ركض هو ومايد وهزاع صوب الملعب قبل لا يشوفهم الاستاذ ووصلوا هناك وهم يلهثون من التعب ويضحكون على عمارهم..
مايد : والله اذا زخنا المشرف بقول له انك انته غصبتني اشرد..
مترف: والله يا النذل؟؟
مايد: هى ما فيه ع المشاكل من بداية السنة..
هزاع: شوفوا شوفوا منو ويانا في الملعب..
التفت مايد ومترف وشافوا مانع وشلته يالسين بعيد في الطرف الثاني من الملعب ... مانع هو نفسه الولد اللي تظارب وياه مايد في الاجازة.. وعلى الرغم من انه مترف وهزاع تموا يطالعونهم باحتقار ويسبونهم واحد واحد ويحشون فيهم.. بس مايد ما اهتم لوجوده وياهم في الملعب ولا فكر يسير يسلم عليه لأنهم متعودين على العداوة اللي بين شلتهم وشلة مانع.. ومب شي يديد انهم يتظاربون ومايد متوقع انهم يردون يتظاربون هالسنة بعد..
بس مانع يوم شافهم حس بقلبه يحترق والتفت لربيعه ناصر وسأله: هاذا مايد ووياه هزاع ومترف صح؟
ناصر: هى هم هاذيلا .. الظاهر شاردين من الحصة الثانية.. نسير نخبر عليهم؟؟
مانع: عشان يزخوننا قبلهم!! انته تخبلت... ؟؟
مروان: شو تبون بهم .. خلوهم..
عبدالرحمن: وليش نخليهم؟؟ نسيت اللي استوى في الاجازة؟؟
نزل مانع راسه وهو يتذكر تفاصيل الظرابة اللي استوت في الاجازة وكيف ظربه مايد جدام الاولاد كلهم ومحد من ربعه تحرك عشان يساعده.. ورغم انه السالفة وصلت للشرطة ومايد انظرب جدامهم بس بعده يحس بفواده يغلي كل ما شاف مايد جدامه..
ناصر (وهو يطالع مانع): ما بترد لهم الحركة ؟؟
مانع (وهو مركز نظراته على مايد اللي كان يضحك بصوت عالي ويا ربعه):اكيد بردها وجريب ان شالله انته اصبر علي اشوي..
_____
الساعة تسع ونص وصلت ليلى البيت عقب ما مرت على كارفور عشان تييب شوية شغلات للبيت وأول ما نزلها الدريول في الحوي شافت من بعيد خالد واقف بروحه في الحديقة وابتسمت وهي تقترب منه.. خالد كان حافي ولابس بيجامة زرقة مخططه بوردي وويالس على ركبه وجدامه قطوة برتقالية ليلى أول مرة تشوفها في البيت..
ضحكت ليلى وهي تشوف القطوة تنخش بين الاشجار بخوف وخالد يتجدم لها ويمد ايده حقها .. وكان شال في ايده ورق قاصنه من الشجرة اللي حذاله ويطالع القطوة وهو معصب لأنها مب راضية تاكل ورق الشير..
تفاجئ خالد يوم حس انه حد شله من ورا وحظنته ليلى وهي تبوسه وتتفداه..
ليلى: شو تسوي بروحك برى وين يدوه ؟؟
اطالع خالد القطوة بحزن وقال: امباع؟؟
ليلى: هههههه هاذي قطوة ... مب بقرة.. فديت روحك من وين يايب هالذكاء الخارق..؟؟
خالد اللي ما فهم ولا كلمة رد يطالع القطوة وهو يبتعد عنها لأنه ليلى دخلته في الصالة وصكت الباب عدل عشان لا يرد يطلع برى مرة ثانية .. ونزلته ع الارض وسارت تشوف وين يدوتها..
ليلى (بصوت عالي): يدووووووه... يدووووه؟؟؟
سمعت ليلى صوت يدوتها من غرفتها : ليلى انا هني تعالي..
شلت ليلى خالد ودشت على يدوتها الغرفة وشافتها يالسة على السيادة وشكلها توها مخلصة صلاة..
ليلى (وهي تبتسم وتحب يدوتها على راسها): دعيتي لي؟؟
أم أحمد: دعيت لكم كلكم من أكبركم لأصغركم..
ابتسمت لها ليلى بحب وقررت ما تخبرها انه خالد كان واقف برى بروحه وانه المفروض يكون عندها هني في الغرفة.. يدوتها حرمة عودة وطبيعي تسهى عن خالد..
ليلى: فديت روحج والله.. تريقتي؟؟
أم أحمد: لا .. كنت اترياج تردين.. ومحمد اتصل وقال بيرد يتريق ويانا..
ليلى: زين عيل انا بسير احط الريوق ..
أم أحمد: هاتي خالد انا بيوده عنج..
عطتها ليلى خالد وسارت المطبخ تحط الريوق ويوم ردت شافت يدوتها يالسة ع الارض وخالد حذالها ونزلت صينية الريوق وصبت لهم جاهي ..
ليلى: يدوه تعرفين منو شفت في الروضة؟
أم أحمد: منو؟
ليلى: خالوه صالحة..كانت يايبة مزنة مسجلتنها في نفس صف سارونا..
أم أحمد (بدون اهتمام): زين
ليلى (وهي مستغربة): شو بلاج يدوه؟؟
أم أحمد: متظايجة من عبدالله.. من أمس وانا افكر فيه..
ليلى: ليش؟؟ شو بلاه عمي؟؟
أم أحمد (وهي تشوف محمد اللي توه دش الصالة ): ماشي ماشي.. بعدين برمسج..
دش محمد وسلم عليهم ويلس يتريق وياهم .. وتمت ليلى تطالع يدوتها بفضول تبا تعرف شو السالفة وليش يدوتها متظايجة من عبدالله..
* * *
في الروضة كانت أبلة خولة ميلستنهم كلهم على شكل دائرة وتسأل كل واحد ووحدة فيهم أسئلة عن نفسهم عشان تتعرف عليهم..وكل اليهال يلسوا والتزموا وكانت وايد مستانسة عليهم .. بس فرحتها ما اكتملت لأنه أمل نشت ويلست في نص الدائرة وضحكوا اليهال وقام ولد مشاغب من الصبح وهو مأذي أبلة خولة اسمه حمدان ويلس حذال أمل وتموا يضحكون واليهال يضحكون وياهم..
أبلة خولة: أمل .. حمدان.. ردوا ايلسوا مكانكم..
أمل: انتي ايلسي مكانج..
أبلة خولة (بعصبية): أمل.. عيب..
حمدان: احنا بنيلس هنا وانتوا ايلسوا هناك.. (وأشر على ربيعه وهو يقول) عبود تعال ايلس ويانا..
أمل: ساروه تعالي انتي ومزنة..
قام عبيد ويلس حذالهم ونشت مزنة وسحبت ربيعتها وياها وسارة تمت يالسة في مكانها وهي مستحية وارتبشوا كلهم وابلة خولة يحليلها تحاول تردهم اماكنهم ..
نشت سارة ويلست بعيد ع الكرسي.. كانت مستحية منهم كلهم وخايفة في نفس الوقت.. تحس انهم كلهم يعرفون بعض الا هي ما تعرف حد منهم مولية.. كلهم يلعبون ويا بعض .. حتى امل اندمجت وياهم.. وابلة خولة تخوف وتزاعج على اليهال.. مع انها ما زاعجت على سارة بس بعد كانت مخوفتنها وايد.. كانت تحس انها بروحها وان بيتهم بعيييييييد وليلى ويدوتها تفصل بينها وبينهم مسافات كبيرة وطويلة.. متى بترد البيت؟؟
قطع على سارة افكارها احساسها بألم فظيع على ظهرها وشهقت وهي تتلفت وراها عشان تشوف منو اللي ظربها..
كان حمدان واقف وراها ويطالعها بتحدي.. ومكور ايده جنه ناوي يعطيها بوكس ثاني .. وقبل لا تبطل سارة حلجها لكمها حمدان بقوة على جتفها وطاحت سارة عن الكرسي وهي تتنفس بصعوبة..
ابلة خولة شافت حمدان وهو يضرب سارة ويت صوبه بسرعة بس حمدان ضحك وانخش بين ربعه .. واقتربت ابلة خولة من سارة وهي تطالعها بحنان.. كانت تتوقع تشوفها تصيح بس سارة كانت تطالع الارض اللي تحتها بحزن وهي ساكتة..
أبلة خولة: سارة؟ حبيبتي قومي تعالي ايلسي حذالي..
تمت سارة تطالع تحت وما ردت على الابلة .. ويلست ابلة خولة حذالها خمس دقايق بس بعد ما ردت عليها.. فخلتها بروحها وسارة اول ما راحت أبلة خولة عنها تنفست لأنها كانت كاتمة انفاسها من الخوف ونزلت دموعها بحرارة وتمت تدور أمل بعيونها وشافتها واقفة ويا حمدان ومزنة وعبيد .. ومع انها كانت تبا تروح لها بس خافت.. وتمت يالسة مكانها لين رتبتهم الأبلة كلهم مرة ثانية في الدائرة وسارت سارة بهدوء ويلست حذال أمل ..
* * *
في المدرسة وبالتحديد في صف مانع.. كان مانع يالس يخطط ويا ربيعه ناصر .. كيف بينتقمون من مايد باجر .. ورغم اعمارهم الصغيرة اللي ما تتجاوز ال 12 سنة.. بس أفكارهم كانت كبيرة وايد ومانع بالذات .. كان فيه خبث فظيع وشكله ناوي يطلع إبداعه وخبثه كله في مايد .. ويرد له الصاع صاعين ..
* * *
في المحل كان عبدالله مندمج في مراجعة الاوراق والفواتير اللي جدامه .. كان في شي غريب في الفواتير ورغم انه راجعهن مرتين بس للحين وهو محصل عجز بقيمة 50 ألف درهم في الميزانية.. وعقب ما راجع الفواتير كلهن للمرة الثالثة ورد راجع الحسابات .. شاف انه المفروض المحل يدخل عليهم هالشهر فوق ال 120 ألف .. بس مجموع الدخل كان تقريبا 75 ألف بس... وين راحن ال 50 ألف؟؟
نش عبدالله من مكانه وهو معصب وطلع المحل وشاف كم حرمة واقفات على صوب يتشرن وأشر على ديليب بإيده ورد يدش المكتب.. ودش ديليب وراه على طول..
عبدالله: ديليب تعال ايلس..
ديليب: yes sir
يلس ديليب وشرح له عبدالله كل اللي كان مستغرب منه وقال له انه في عجز بقيمة 50 ألف مب مذكورة في الفواتير..
ديليب أول ما خبره عبدالله بالموضوع هز راسه وتغيرت ملامحه وقال: listen Mr. Abdulla ,, I was worried about telling you of what was happening here in the shop in the last month.. but you made it easier for me when you started the topic yourself
(اسمعني استاذ عبدالله انا كنت ابا افتح وياك هالموضوع من زمان وكنت ابا اخبرك باللي يستوي في المحل بس انته الحين ريحتني يوم فتحته ويايه.. )
عبدالله استغرب وقال وهو عاقد حياته: تكلم ديليب شو اللي صاير في المحل؟؟
ديليب: there is this woman .. I think she is Mr. Mohammad's friend.. she comes here every two days ( الموضوع يتعلق بوحدة اعتقد انها ربيعة الاستاذ محمد .. هالحرمة تمر على المحل كل يومين تقريبا)
عبدالله حس انه في شي جايد يالس يستوي من وراه بس ما حب يقاطع ديليب ..
ديليب: at first she ordered a necklace worth 30 000 Dirhams and she paid only DHS 5000 .. the rest Mr. Mohammad had said not to ask for it.. then two weeks later Mr. Mohammad himself took another necklace and a ring with him and when I asked him about them he said that it was none of my business , but I think that he gave it to that woman
) في البداية هالحرمة طلبت من المحل عقد بجيمة 30000 درهم وما دفعت منهن الا 5000 بس.. والاستاذ محمد قال لنا ما نطالبها بالمبلغ .. وعقب اسبوعين رد استاذ محمد وخذ عقد ثاني وخاتم ويوم سألته وين ماخذنهن قال لي مب شغلك.. )
عبدالله حس بالدم يفور في عروقه وما قدر يتحمل يتم ساكت: منو هالحرمة؟؟؟؟ ومن وين عرفها؟؟؟
ديليب: ( from the shop.. she was a customer) من المحل .. كانت زبونة عندنا..
عبدالله: انزين كمل في شي ثاني بعد؟؟؟
ديليب: yes.. two days ago he took a watch worth 15000 dirhams
)هى من يومين خذ لها ساعة بجيمة 15000 درهم )
نزل عبدالله الملف من ايده على الطاولة بكل قوته ولا اهتم بالمكتب وانه تم مبطل وديليب داخل وطلع بسرعة وكان بيسير بيت المرحوم أخوه بس تذكر انه الوقت الحين وقت غدا واليهال اول يوم لهم رادين من المدرسة وما بغى يخرب على ليلى وامه غداهم.. ورغم انه كان يغلي في داخله بس قرر يصبر للمسا ويسير لهم عقب عشان يتفاهم ويا محمد..
الساعة 11 ونص سارت ليلى تييب اليهال من الروضة ويوم ركبوا السيارة كانت أمل بتطير من الوناسة وسارة كانت كالعادة هادية..
ليلى (وهي تبتسم بسعادة): ها شو سويتوا في الروضة؟؟
أمل (وهي تطالع ليلى بدلع): الابلة لاعبتنا وقالت ييبوا فرشاة ومعجون باجر..
ليلى: عاد اللي بيخليج تسيرين الروضة باجر..
ما فهمت أمل على ليلى وضحكت بهبل وسارة تمت تطالع من الدريشة وهي مب منتبهة عليهم.. كانت متظايجة وايد ويومها الاول في الروضة من أسوأ ما يكون.. مع انها كانت وايد متحمسة انها تروح الروضة الصبح بس اللي شافته خيب آمالها الكبيرة ودمر فرحتها..
ليلى: وانتي سارونا؟؟ شو سويتي؟؟ شو كلتوا في الفسحة..
تمت سارة تطالع من الدريشة وما التفتت حتى لأختها.. وابتسمت ليلى بهدوء وما اهتمت لأنها متعودة على سارة ومتعودة انها ما تكلمها او ما ترد عليها.. وردت ترمس أمل اللي كانت محملة بالأخبار والسوالف..
ليلى: يعني انتي ناوية تسيرين باجر؟؟
أمل: ممممممم.. ما بسير الروضة خلاص..
ليلى: هههههه ليش؟؟
أمل : بس .. ما بسير..
ليلى: الحمدلله يوم انها يت منج .. ما فيه ع الحشرة باجر الصبح..
أمل (تقول للدريول): يوعانة .. يوعانة بسرعة سوق بسرعة ..
ليلى: اخ عليج .. لولة!!! عيب!!
أمل: يوعانة
ليلى: انزين عن اللقافة الحين بنرد البيت شوفي سارونا كيف شطورة ويالسة هادية.؟؟
أمل: ما بشوفها..
ليلى: ليش؟؟
أمل: هي ما تلعب وياي ..
ليلى: سارونا ليش ما لعبتي ويا اختج؟؟
سارة كانت بعدها تطالع من الدريشة ولا كانه الرمسة اللي تنقال تعنيها بشي.. وأول ما وصلوا البيت نزلت بهدوء من السيارة وطنشت يدوتها اللي كانت يالسة في الصالة تترياها بشوق عشان تعرف شو سوت في الروضة وراحت فوق عنهم... ويوم دشت ليلى الصالة عقبها ويا أمل استغربت يوم شافتها وامل ركضت وعقت عمرها في حظن يدوتها وتمت تدلع عليها..
* * *
في مكتب مبارك، كانت مي يالسة ع الارض وفي إيدها أوراق مبارك ما يباهن وقلم رصاص ويالسة تشخبط وتكتب.. ومبارك يالس على مكتبه سرحان ويفكر كيف يطلع من الورطة اللي هو فيها.. اليوم الصبح راح للعمال اللي يشتغلون في المركز التجاري ووقف الشغل وعطاهم اجازة.. وراح المحكمة يشوف شو استوى على سالفة عبدالكريم وشاف كم واحد يعرفه هناك وكلهم قالوا له انه عبدالكريم للحين ماله أثر.. تنهد مبارك ويلس يطالع مي وهي مندمجة في لعبها وشخابيطها.. وابتسم بحزن.. ما يعرف كيف بيطلع من هالورطة .. مبارك مستحيل يتسلف بيزات من أي حد .. حتى لو كان هالشخص أقرب الناس له وهو ابوه.. ما يحب يحرج أي حد او يبين لأي شخص انه محتاج له.. بس هالكارثة اللي حلت عليه كيف بيتخلص منها؟؟ شو الحل؟؟
وفي نص أفكاره وهمومه رن تيلفونه وكان سهيل المتصل.. تم مبارك يطالع شاشة الموبايل ثواني ورد عليه عقب تفكير..
مبارك: ألو؟
سهيل: السلام عليكم ورحمة الله..
مبارك: وعليكم السلام والرحمه .. هلا سهيل.. شحالك؟
سهيل: بخير وسهالة.. شحالك انته؟
مبارك (وهو يبتسم بسخرية): الحمدلله على كل حال..
سهيل: مبارك... انا اعرف انك تمر بظروف وايد صعبة..
مبارك: مابا ارمس في هالموضوع..
سهيل: بس هذا هو الموضوع اللي انا متصل عشان ارمسك فيه..
مبارك: أنا مابا بيزات عبدالله ... سهيل ارجوك هالموضوع انتهينا منه..
سهيل: مبارك... عبدالله هو اللي محتاجنك ..
مبارك: هههههههه .. نعم؟؟ عبدالله محتاجني انا؟؟
سهيل: هى.. لا تغتر بالمظاهر يا مبارك.. عبدالله ريال كبير وانا قلت لك انه عنده ايتام يرعاهم.. وتقريبا كلهم يهال.. من بيمسك حلالهم اذا لا سمح الله استوى به شي؟؟
مبارك: ما اعرف وهالشي ما يخصني.. انا تكفيني مسئولياتي .. اسير اتحمل مسئوليات غيري بعد؟؟
سهيل: انا كلمت عبدالله.. وهو يرحب بالفكرة.. وكان متاكد انك انته اللي ما راح توافق..
مبارك: متأكد؟؟ وشو اللي خلاه يتأكد من هالشي..
سهيل: عبدالله يعرفك زين ويعرف انك عنيد..
مبارك: الحين يوم اني افكر بمصلحتي استويت عنيد؟
سهيل: ومصلحتك في انك ترفض الفرصة اللي ممكن تخليك تطلع من هالازمة كلها؟؟
تنهد مبارك .. كيف بيفهمه انه اذا دمج شركته ويا شركة عبدالله بيتم طول عمره خاضع له؟؟
مبارك: انته مب فاهم..
سهيل: أنا فاهمنك زين يا مبارك.. يعني بذمتك ما تعرف عبدالله؟؟ ما تعرف انه مستحيل يذلك في يوم؟؟ ومستحيل يعايرك باللي يالس تمر به الحين..
مبارك: انا ما قلت انه راح يسوي هالشي..
سهيل: لا تنكر انه هذا هو اللي مخوفنك..
مبارك : .......... صح.. هذا هو اللي مخوفني... يا سهيل انا ما تعودت يكون لي رئيس في شغلي يأمرني واطيعه... أنا طول عمري اشتغل بروحي واتخذ قراراتي بروحي..
سهيل: ومنو قال انه هالشي راح يتغير..؟؟ مبارك انته بتدخل ويا عبدالله شريك.. مب موظف..!!
مبارك: بس بعد بتكون له سلطة عليه..
سهيل: عبدالله كل فلس بيدفع لك اياه بيرد وبياخذه من هالناحية لا تحاتي.. مثل مانته رجل أعمال عبدالله بعد رجل أعمال..
سكت مبارك.. يحس انه مضغوط وايد.. ويحس انه كل شي ضده.. بس في وسط مشاكله ومتاعبه سهيل وعبدالله مصرين يوقفون وياه.. الضغط النفسي اللي عايشنه وحالته المادية ترغمه يسوي شي هو مول مب مقتنع به..
مبارك (بارتباك): سهيل؟ خلاص انا موافق.. متى بنرمس عبدالله؟
سهيل تم ساكت من فرحته مب عارف شو يقول.. مب مصدق انه مبارك وافق.. وعقب ما تأكد انه فعلا سمع هالجملة منه قال: باجر الصبح نسير له المكتب.. أنا متأكد انه عبدالله بيستانس وايد..
--------------
في هالوقت كان محمد يالس ويا وفاء في واحد من المطاعم الراقية في العين.. اليوم العصر دقت له وقالت له انه خاطرها تتعشى وياه.. ومحمد بروحه كان مزاجه حلو ومن فترة ما شاف وفاء..
ويوم شافها اليوم حس بظيج ما يعرف له سبب.. مع انها اليوم وايد كانت محلوة ولابسة عنابي وهاللون محمد يتخبل عليه.. بس بعد كان حاس بظيج..
وفاء: شو فيك؟ سرحان في شو؟
محمد (وهو يبتسم): انا مب سرحان..
وفاء: لا والله؟؟ عيل قولي انا عن شو كنت ارمس توني؟؟
محمد: مممممم ... هههههه ما اعرف..
وفاء: شفت انك مب ويايه.. حياتي انته وايد متغير.. مب محمد اللي كنت اعرفه..
محمد: انا متظايج.. ما اعرف شو فيني جي بروحي متظايج ومن دون سبب بعد..
وفاء (وهي تعفس ويهها): أخاف تكون متظايج مني..
محمد: لا والله مب منج انتي.. بالعكس استانست يوم شفتج..
وفاء: محمد... ابا اسألك ..
محمد: شو؟؟
وفاء: محمد انته تحبني؟؟
ارتبك محمد : ليش هالسؤال؟؟
وفاء: لأنك وايد متغير احس اني فارضة عمري عليك.. جنك ترمسني غصبن عنك..
محمد: والله يا وفاء انتي اللي مول ما تتفيجين لي وكل ما ادق لج قلتي لي مشغولة.. أنا اللي حاس اني راز بويهي..
وفاء (وهي تشهق): انا ما اتفيج لك؟؟ وطلعتي وياك الحين شو تسميها؟؟ مودرة اهليه ومضحية بسمعتي وطالعة وياك وتقول اني مب متفيجة لك؟؟
نزلت وفاء عيونها وسوت عمرها زعلانة ومحمد يقول في خاطره " يا ربيييه.. زعلت !! والله مالي نفس اراضي حد.."
محمد: وفاء انا اسف.. خلاص عاد لا تزعلين..
وفاء: تذكر اول ما تعرفت عليه؟؟ كنت وايد تدلعني .. والحين حتى كلمة حلوة ما تسمعني..
محمد: خلاص بسمعج رمسة حلوة ولا تزعلين..
ابتسمت وفاء وقالت بدلع: حبيبي.. تعرف انه عيد ميلادي عقب اسبوعين..؟
محمد: والله؟؟
وفاء: هى.. وبنحتفل به ويا بعض..
ابتسم محمد ببرود: ان شالله..
وفاء: انزين ما فكرت شو بتييب لي هدية؟؟
انصدم محمد من قوة ويهها.. وقال: هدية؟؟؟ يصير خير ان شالله..
وفاء: انزين انا في شي خاطري فيه من زمااااااان..
محمد: شو هالشي؟؟
وفاء: شفت خاتم عندك في المحل..
قاطعها محمد قبل لا تكمل وقال: لا يا وفاء.. اختاري أي شي من برى المحل وبييب لج اياه بس من المحل اسمحيلي.. انا ما صار لي شهر من يبت لج الساعة..
اطالعته وفاء باحتقار وقالت: يعني مستكثرنها عليه؟؟؟ محمد شو ياك؟...
محمد: انا مب مستكثر عليج أي شي بس ..
وقفت وفاء بعصبية وقالت: على العموم انا رايحة الحين.. .
محمد: وين رايحة؟
وفاء: مب مهم... باي..
طلعت وفاء من المطعم وهي مقهورة ويلس محمد يفكر بينه وبين نفسه شو اللي وهقه ويا وحدة مثلها.. في البداية كانت علاقته بها حلوة وكان دوم يسلوف لها وهي تنسيه همومه ومشاكله.. بس الحين صارت وايد تحن عليه وتطلب منه شغلات ما يقدر يوفر لها اياها.. وفوق هذا كله بعد ما تفضى له ولا تسوي له سالفة الا يوم تكون محتاجته بشغلة..
قام محمد من مكانه وهو يتنهد بظيج ودفع الحساب ورد البيت .. كان متظايج من نفسه.. للحين ما حدد شو اللي يبا يسويه بالنسبة لمستقبله.. وحتى لو كان يبا يرد يقدم في الكلية ما يقدر.. اخوانه محتاجينه.. يحس انه حياته خلاص مب ملكه.. مثل ما تخلت ليلى عن حياته هو بعد مضطر يتخلى عنها عشان خاطر اخوانه ..
وهالاسابيع اللي عرف فيهم وفاء.. كانت بالنسبة له ملجأ لهمومه.. وتاليتها هي بعد انجلبت ضده..
أول ما وصل محمد البيت.. شاف سيارة عمه عبدالله موقفة عند الباب.. ودش الصالة وهو حاس بتعب.. ويوم شاف عمه يالس ويا ليلى ويدوته ابتسم لهم بتعب.. بس يوم راح بيحب عمه على راسه.. ابتعد عمه بعصبيه ووقف عشان يجابله..
محمد انصدم من اسلوب عمه وياه واطالع ليلى بارتباك.. بس ليلى عيونها كانن حمر وأول ما يت عينها في عينه نزلت عيونها وصد تصوب يدوتها اللي كانت بعد منزلة عيونها..
عبدالله (وهو يطالع محمد بنظرة حادة): محمد... قبل لا تسلم عليه اباك تخبرني شو هالمصخرة اللي مسونها في المحل...
محمد (وهو يرمش بعيونه بارتباك): مصخرة؟؟؟ عمي شو مستوي؟؟
عبدالله: خمسين ألف ربية عجز في ميزانية المحل.... هالخمسين الف وين راحن؟؟
احمر ويه محمد ونزل عيونه ... حس انه قلبه يدق بعنف ولا إراديا حط ايده على صدره وقال: خمسين ألف؟؟
عبدالله: هى.. خمسين الف.. تراك يوم تشل الشي من المحل عشان توصله لوحدة بنت شوارع ما تحس بجيمته...!!!
رفع محمد عيونه وواجه عمه.. بس الغضب اللي في عيون عبدالله خلاه غصبن عنه يرد ينزل عيونه ويسكت..
عبدالله (وهو يزاعج): ليش ساكت...؟؟؟ وين وديت البيزات؟؟؟
محمد: انته تعرف...
عبدالله: انا ما اعرف شي خبرني منو هاذي اللي صرفت عليها خمسين ألف في شهر واحد...؟؟ شو مسوية لك عشان تصرف عليها هذا كله؟؟؟؟ لا يكون ماخذنها بالسر من ورانا.؟؟
محمد: عمي ماله داعي هالاسلوب.. وبيزاتكم جان تبيونها
عبدالله (يقاطعه): جب ولا كلمة.. والله ان قلت كلمة ثانية لأسطرك بكف... مسود الويه ... بعد لك عين تتكلم؟؟
حس محمد بغصة وانه اذا قال كلمة ثانية بيصيح... فسكت وتم واقف ومنزل راسه.. وعمه طلع من البيت وصك باب الصالة وراه بكل قوته.. وأول ما طلع التفت محمد على ليلى وهو متردد وشافها تطالعه بنظرة يديده عليه... كانت عيونها حمر وملامحها صج معصبة
وقفت ليلى واقتربت منه ببطئ وهي تتنافض بكبرها وقالت له بقهر: الله يسامحك على اللي سويته يا محمد... بس انا عمري ما راح اسامحك..
محمد: ليلى...
ليلى (ودموعها تنزل من عيونها): أموال اليتامى هاذي كانت أمانه في رقبتك .. وانته خنت الامانة.. لا تتوقع مني ارد اوثق فيك بيوم..
قالت ليلى كلمتها هاذي وسارت عنه فوق.. ويوم التفت محمد ليدوته كانت دموعه تحرق عيونه وأم أحمد ما هان عليها محمد يوم اقترب منها وحط راسه على ريولها... وتمت تهوس على جتفه وتقول وسط دموعها: الله يعينك يا ولدي.. الله يعينك ويصلح حالك..




يتبع

محروم 09-14-2016 06:46 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
يتبع


يوم الاحد .. ورغم اللي صار أمس.. ما حاولت ليلى تبين لأخوانها انها متظايجة وحتى محمد نزل عادي وتريق وياهم بس كان ساكت ومول ما حط عينه في عين ليلى .. كان حاس انه غبي وايد.. وانه حقير.. وماله ويه يجابل حد من اخوانه.. وفي نفس الوقت كان خايف يروح المحل.. يخاف يروح هناك ويشوف عمه عبدالله.. كان خايف ومنحرج منه وايد.. أول مرة يشوفه معصب جذي.. وعلى منو؟ عليه هو اللي المفروض يكون ريال البيت.. ويكون قد المسئولية.. بس ما يدري ليش رغم انه يعرف انه غلطان بس بعده حاس انه يحقد على عمه .. يحقد عليه عشانه بين للكل انه محمد غلط.. يحقد عليه لأنه هو من بين كل الناس جرحه بكلامه.. ويحقد عليه لأنه شافه في موقف ضعف.. وكان قاسي جدا وياه..
عقب هالافكار اللي غزت تفكيره ما عرف محمد ياكل وطلع من البيت وراح يتمشى شوي قبل لا يمر على المحل..
مايد يوم شاف محمد طلع من البيت من دون ما ياكل ضحك وقال لليلى: حمادة مسوي ريجيم؟؟
ليلى (وهي تسوي عمرها مب مهتمة): ليش يعني؟
مايد: ما مس الاكل.. بالعادة يخم الصينية وما يخلي لنا شي..
ليلى: على هواه..
أم أحمد (اللي حاولت تغطي على اللي صار أمس): محمد عنده شغل يحاتيه .. بيتريق هناك في المحل..
مايد: وين أمولة؟؟ شمعنى هي راقدة ونحن ناشين من الفير..
أم أحمد: والله البنية ما وراها دوام.. خلها ترقد..
مايد: ما يخصني بسير اقعدها.. اشمعنى انا اسير المدرسة واتعب وهي اتم راقدة للساعة عشر..
ليلى: ميود عن الحركات .. ما فيه على صدعة لولة من الصبح..
بس مايد ما اهتم لها وسار فوق وما رد لهم الا وأمل وياه.. كانت أمل صج مسطلة وتمشي وهي تتمايل ومايد بيموت من الضحك عليها..
مايد: والله شوفوها كيف تمشي.. ههههههههه .. جنها بطة..
ليلى: الله يغربل ابليسك يا مايد.. حرام عليك شو تبا فيها مقعدنها..
اطالعتها أمل بصعوبة وقالت : بسير الروضة.. طلعو لي ثياب..
ليلى: شوف؟؟ الحين توهقت وياها..
مايد: والله هاذي مشكلتج انتي حليها
ليلى (وهي تبتسم): والله انك نذل..
شل مايد كتبه وسلم عليهم وطلع عشان يمر على ربيعه مترف وياخذه وياه المدرسة.. وأمل حطت راسها على ريول يدوتها ورقدت على طول .. واستغلت ليلى الفرصة وراحت تييب عباتها وودت اختها سارة الروضة قبل لا تنتبه أمل..

محمد قبل لا يسير الدوام راح اتصالات وقطع الرقم اللي يستخدمه وطلع له رقم يديد.. خلاص كره وفاء عقب اللي صار وما يباها تدق له أبد.. ومثل ما توقع .. أول ما راح المكتب شاف عمه عبدالله يالس هناك بروحه لأنه دوام الموظفين يبدا الساعة 9 ونص.. ومحد كان موجود هناك الا هو..
محمد يوم شاف عمه داخل لف عشان يروح بس عمه نادى عليه..
عبدالله: تعال يا محمد.. ايلس برمسك..
تم محمد واقف عند الباب وما رضى يدش المكتب وتنهد عبدالله وقرر يرمسه حتى لو كان برى المكتب..
عبدالله: اسمعني يا محمد.. أول شي انا ادري اني جسيت عليك امس .. بس اللي سويته مب شويه.. وانا اباك تعرف انك غلطت..
محمد: ..................
عبدالله: أنا عرفت منو هالحرمة أمس طول الليل وانا ادور في الفواتير وشفت فاتورة العقد وعرفتها.. اسمعني يا محمد انته بعدك صغير وما تعرف كل شي يستوي في البلاد.. وانا هالحرمة سمعت عنها شغلات وايدة وما ادري كيف قصت عليك... انته تعرف انها معرسة؟؟
انصدم محمد وغصبن عنه اطالع عمه بدهشة.. وتعاطف عبدالله وياه وايد.. رغم انه عمره تقريبا 18 سنه بس بعده ساذج وما يعرف شي عن الدنيا اللي حواليه..
عبدالله: انته مب أول واحد تلعب عليك هاذي تعرف وايدين وللأسف ريلها يشتغل في بوظبي وما يعرف عن سوالفها البطالية.. وأنا اقدر اشتكي عليها بس ما اريد افضحك..
دش محمد المكتب بخطوات بطيئة ووقف جدام مكتب عمه وقال بصوته اللي كان يرتجف: عمي... انا اسف.. سامحني..
عبدالله: لا يا محمد.. لا تعتذر لي انا.. المفروض تستسمح من ليلى.. هى اللي غلطت عليها .. وع العموم في شغلات وايدة بغيرها هني.. عشان اطمن..
محمد: اللي تشوفه عمي..
وقف عبدالله وقال : انا بروح الشركة الحين.. وانته شوف شغلك..
محمد: ان شالله..
روح عبدالله وتم محمد يالس مكانه وهو يفكر بكل اللي استوى له.. ويتساءل اذا ممكن ليلى تسامحه في يوم من الايام او تنسى الغلطة الكبيرة اللي ارتكبها في حقهم كلهم..

في الروضة.. أول ما روحت ليلى تم قلب سارة يدق بقوة.. ورغم انها ما صاحت بس كانت وايد خايفة من إنها اتم بروحها في الصف.. ويوم شافت مزنة ياية من برى راحت لها ويلست حذالها ..
مزنة ابتسمت لها وحطت على الطاولة شنطة صغيرة..
سارة: شو في الشنطة؟؟
مزنة: كاكاو وجبس وماي .. عندي وايد .. يوم تبين خذي لج..
سارة: مابا..
مزنة: انتي تمي يالسة حذاية اليوم ... حتى يوم بنيلس دائرة لا تروحين بعيد
سارة استانست وايد وقالت: زين..
بس أول ما وصلت شما ويا حمدان وعبيد.. نست مزنة رمستها وراحت تلعب وياهم وتمت سارة يالسة بروحها.. لين يت أبلة خولة ويلستهم أماكنهم.. ووقفت في نص الصف وقالت: اليوم كلنا بنلون وبنرسم لوحة كبيييييرة وحلوة..
حمدان: انا ما برسم..
اطالعته ابلة خولة وهي تبتسم: ليش يا حمدان؟؟
حمدان: بس مابا.. البنات بس هم اللي يرسمون..
مزنة: انا برسم ابلة خولة.. أنا برسم شجرة عوووووووودة..
أبلة خولة: كلنا بنرسم.. حتى انا برسم وياكم..
راحت أبلة خولة وطلعت من الدرج أوراق ووزعتها عليهم وطلعت لهم ألوان ويلسوا كلهم يرسمون
شما: أبلة خولة شو نرسم؟؟
أبلة خولة (وهي توزع الألوان) : أي شي.. ارسموا شجرة.. أو بنت.. او كرة.. أي شي.. اللي تحبونه..
يوم وصلت أبلة خولة عند سارة ابتسمت لها وقالت: شو بترسمين حبيبتي؟
اطالعتها سارة بخجل وابتسمت وباستها أبلة خوله على خدها وعطتها الألوان وراحت عنها.. ويلسوا كلهم يرسمون وأبلة خولة تمر عليهم واحد واحد تشوفهم شو سووا.. وسارة ابتدت ترسم وردة كبيرة بالقلم الاخضر.. بس قبل لا تخلص ياها حمدان وشل عنها كل الألوان...
سارة (بخوف): رد الألوان... أبا أرسم..
حمدان: هاذي ألواااااااني ..
سارة: مابا.. ردهم الحين...!!
فر حمدان الالوان كلها تحت وخذ اللون الاخضر عن سارة وشخبط على خدها وهي تزاعج..
أبلة خولة انتبهت له وركضت له بسرعة .. وشلت القلم من إيده..
أبلة خولة: حمدان!!!!! ما يخصك بسارة..
ضحك حمدان وسار مكانه يكمل لوحته وتمت سارة تطالعه بقهر وردت تلون وهي مقهورة من دون ما تكلم أبلة خولة اللي كانت مستغربة منها .. لو وحدة غيرها بتم تزاعج وتصيح ويمكن تضرب حمدان.. بس سارة كانت وايد تطنش.. أول مرة تشوف ياهل شراتها..
الساعة عشر الصبح كانت ليلى يالسة تطالع التلفزيون في الصالة وأمل وخالد كانوا برى في الحديقة يلعبون بدراجاتهم .. ويدوتها راحت تصلي الضحى.. ليلى كانت تطالع التلفزيون بس افكارها ويا اخوها محمد اللي مول ما توقعت منه الحركة اللي سواها.. يعني اخر واحد توقعت انه يخونهم هو محمد.. لأنها صج كانت تعتمد عليه وتوثق فيه.. ورغم انه كسر خاطرها وايد بس بعد الجرح اللي في قلبها واللي سبب لها اياه محمد تحس به كبير وصعب يبرى..
عمها عبدالله بعد غمظها.. كان وايد محرج وليلى كانت خايفة عليه.. يحليله رد بيته امس والله يعلم رقد ولا لاء.. ما عنده حد يشكي له همومه ولا حد يخفف عنه .. يرد البيت يجابل اليدران والغرف الفاضية اللي هناك..
أفكارها هاذي يابت ياسمين على بالها وقررت تتصل بها على موبايلها وتكلمها .. يمكن تقدر ياسمين تونسها شوي.. ويوم اتصلت رن التيلفون فترة طويلة وقبل لا تبند ليلى بثواني ردت عليها ياسمين ..
ليلى (وهي تبتسم) : صباح الخير..
ياسمين (اللي كان قلبها يدق بقوة ): صباح الورد والياسمين هلا والله..
ياسمين كانت هاليومين اللي طافوا تحاول قد ما تقدر انها تتجاهل مشاعرها وما تفكر بعبدالله ونهلة كانت واقفة لها على راسها كل ما شافتها اكتئبت ودتها السوق او يت عندها البيت.. ويوم دقت لها ليلى توها خافت وترددت قبل لا ترد عليها.. كانت خايفة تكون ليلى يايبة لها الخبر اللي ممكن يقطع كل احلامها وامالها بخصوص عبدالله.. وفي نفس الوقت كانت تبا تطمن.. يمكن تكون الاخبار اللي عندها حلوة؟؟
ليلى: شحالج غناتي؟؟
ياسمين: الحمدلله على كل حال .. انتي شحالج؟؟ وشحال خوانج ويدوتج؟؟
ليلى: الحمدلله كلهم بخير ويسلمون عليج..
ياسمين: الله يسلمهم.. انتي بعد سلمي عليهم..
ليلى: يبلغ ان شالله..
ياسمين (وهي تحاول تلطف الاجواء): عاد انتي اليوم حظج حلو .. انا عادة انش الساعة وحدة الظهر بس اليوم ما ادري ليش حسيت بنشاط ونشيت الساعة ثمان..
ليلى: ههههه يمكن حسيتي اني بدق لج هالحزة,, انا عاد كل يوم انش الساعة ست ..
ياسمين: هى عشانج اخوانج..
ليلى: هى..
ياسمين: ميودي اشحاله؟؟
ليلى: الحمدلله بخير .. راح المدرسة..
ياسمين:في أي صف هو الحين..؟
ليلى: سادس ابتدائي..
ياسمين: الله يوفجه ان شالله..
ليلى: ان شالله..
ياسمين (بارتباك): وشو اخبارج بعد؟؟
ليلى استغربت وكانت تتريى انه ياسمين ترمسها عن عمها عبدالله بس الظاهر انها مب ناوية لأنها كانت ترمسها في أي شي وكل شي الا عبدالله وياسمين بعد كانت تتريا بفارغ الصبر انه ليلى تنطق بإسمه بس للأسف ما استوى هالشي..
ليلى: مممممم خلاص عيل ..كنت بس ابا اطمن عليج..
ياسمين (اللي حست بخيبة أمل كبيرة): فيج الخير والله ما تقصرين..
ليلى: ياللا غناتي تامريني بحاية؟؟
ياسمين: تسلمين..
ليلى: مع السلامة..
ياسمين: ف امان الله..
بندت ياسمين وتمت تطالع شاشة موبايلها فترة طويلة وهي تحس انه الدموع تتيمع في عيونها من القهر.. ليش دقت لها اذا كانت مب ناوية ترمسها عن عبدالله؟؟ يعني بس تبا تقهرها وتحرق لها قلبها؟؟ ومن قهرها فرت التيلفون على شبريتها ونزلت الصالة تطالع التلفزيون يمكن تقدر تخفف من الالم اللي تحس به في صدرها..
في الروضة كانوا اليهال كلهم طالعين في الفسحة وسارة تبعت اليهال صوب المقصف عشان تشتري لها شي لأنها كانت بتموت من اليوع.. مزة اللي قالت لها بتعطيها من الكاكاو والجبس تراجعت عن رمستها ووزعت كل اللي في الشنطة على ربعها اليدد حمدان وعبيد وشما.. وحتى يوم كان حمدان يتحرش بسارة في الصف كانت مزنة واقفة وياه وقالت لسارة انها ما ترمسها..
وصلت سارة للمقصف ووقفت في الطابور اللي كان تحت اشراف المدرسات .. ولسوء حظها انه حمدان يا ووقف وراها.. وأول ما حست سارة انه واقف وراها تمت ترتجف من الخوف ... خصوصا انه حمدان كان يحاول يبطل ايدها عشان ياخذ بيزاتها..
حمدان: بطلي ايدج..
رصت سارة على ايدها وهالمرة انترست عيونها بالدموع ... بس رغم انها رصت على ايدها بكل قوتها ما قدرت توقف جدام حمدان وفي النهاية قدر يبطل ايدها وخذ البيزات عنها.. وركض..
وقفت سارة تطالعه وعقب شوي طلعت من الطابور وسارت تيلس على الكراسي بروحها ... وإحساسها بالوحدة رد لها مرة ثانية.. ولأول مرة من أسابيع ردت تفكر بأمها.. تسترجع كل ملامحها وتحاول تسترجع صوتها في مخيلتها.. ونزلت دموعها بحرارة ومر حذالها ياهل ويوم شافها تصيح قال لربعه: تعالوا شوفوها تصيح .. babyyy .. تصيييح
نشت سارة من مكانها وراحت الصف ويلست في الزاوية وحظنت ركبها بإيدها وتمت تصيح من خاطرها.. كانت تحس انها بروحها وكلهم يبون يظربونها ويتحرشون فيها.. وقررت يوم بترد امها ويا ابوها تخبرهم على حمدان وتقول لهم انا تكره الروضة وما تبا ترد هني مرة ثانية...
يوم حست سارة انه اليهال ابتدوا يردون الصف لفت ويهها صوب اليدار وحاولت تركز فيه يمكن اذا تمت هادية وما تحركت تقدر تغافل حمدان وما يشوفها ولا يأذيها.. ورغم حشرة اليهال كانت سارة في عالمها الخاص .. ترسم على اليدار ألف صورة وصورة لأمها .. وهالشي خلاها تحس براحة كبيرة..
أبلة خولة يوم شافت سارة يالسة بروحها غمظتها وايد وسارت ويلست جدامها وحاولت تلف بويهها صوبها بس ما قدرت.. وابتسمت لها وهي تقول: سارة؟؟
بس سارة ما ردت عليها ونادتها ابلة خولة اكثر عن مرة من دون فايدة.. وفي النهاية تنهدت بيأس وقامت عنها عشان تجابل باجي اليهال..
* * *
ردت سارة البيت الساعة 12 الظهر وهي تعبانة ويلست في الصالة بلبس الروضة ويت أمل وحاولت تكلمها وليلى ويدوتها بس من دون أي فايدة.. وفي النهاية قامت عنهم بدون سابق انذار وراحت فوق.. ويابت دانة من تحت شبريتها وطلعت من الغرفة ووقفت في الصالة مترددة قبل لا تدش الممر وتبطل باب غرفة أمها..
من يوم شلت صالحة الأغراض من الغرفة وسارة مبتعدة عنها نهائيا.. بس اليوم حست بشي يدفعها انها تدش هالغرفة.. ويوم دشتها حست براحه كبيرة رغم انه ما فيها شي غير الاثاث .. ويلست عند شبرية أمها وابوها ويلست دانة جدامها وبطلت شعرها ويلست تلعب فيه بروحها..
وعقب دقايق تبطل باب الغرفة ودش مايد اللي ما كان يبا حد يشوفه وهو يدش هني.. مايد ما انتبه لسارونا .. كان متعود دوم يدش غرفة امه وابوه ويقعد فيها شوي.. يحس بروحه تتجدد وقلبه يصير اصفى عن الثلج بمجرد ما يدش ويتذكر امه وابوه.. للحين صورة ابوه تحت مخدته.. للحين يفتقد حنانه وللحين ينش من رقاده الصبح ودموعه ع المخدة ويعرف انه كان يحلم به .. مشى مايد للمكان اللي صدق يحبه.. المكان اللي تعود ابوه يصلي فيه قيام الليل.. اكثر من مرة كان مايد يدش الغرفة فليل عشان يبين لأبوه انه بعده مب راقد ويشوفه يصلي في هالبقعة.. يلس مايد ع الارض وقال بصوت مسموع.. " والله ولهت عليك.. "
وعقب ما يلس شوي وتم يفكر .. طلع من الغرفة وهو مب حاس أبدا بسارة اللي كانت مغطتنها الشبرية ويالسة تلعب ويا دانة وهي بعد ما حست به..
* * *
في الصالة تحت كانت أمل تتجلب وهي تضحك على سوالف يدوتها اللي كانت تخبرهم شو كانت تسوي وهي صغيرة..
أم أحمد (وهي تضحك): لولة بس مب زين تضحكين جي ..
ليلى: يدوه انتي اللي تضحكينها
مايد: بعد خبرينا شو كنتي تسوين ويا اختج ؟؟ والله انكم سوالف..
أم أحمد: شو اخبركم والله ناسية..
مايد: خبرينا عن المدرسة..
أم أحمد: أي مدرسة ما كان عندنا مدارس قبل..
مايد: عيل توج تقولين انه يدي كان يعرف يقرا..
أم أحمد: هى الاولاد كانوا يسيرون عند المطوع يعلمهم يقرون بس نحن البنات انتم في البيت..
اطالع مايد أمل وقال لها: تسمعين؟؟ ماشي مدرسه حقج انتي بتمين في البيت.. البنات مكانهن البيت..
اطالعته أمل باحتقار وقالت: انا ما بسير المدرسة اصلا.. بسير الروضة..
أم احمد: ليلى ما رحتي تشوفين سارونا؟؟
ليلى: بعدها فوق مب راضية تنزل ولا راضية حتى ترد عليه والله تعبت منها يدوه..
أم أحمد: انزين قومي رقدي اخوانج الساعة استوت تسع ونص ..
مايد: انا مابا حد يرقدني اعرف ارقد بروحي..
ليلى: ودك انته ايلس اسولف لك عشان ترقد.. بس ده بعدك..
مايد: والله لو اطلب منج تسولفين لي ما بتقولين لاء..
ابتسمت ليلى وشلت اخوانها وساروا كلهم فوق .. وقامت أم أحمد تمشي على الرخام البارد.. خطواتها ثجيلة ومع كل خطوة تحس انه ركبتها تتكسر.. بس سارة كانت غامظتنها ومن الظهر وهي تحاتيها.. وركبت على الدري بصعوبة وهي ترص على اسنانها ويوم وصلت فوق كانت تتنفس بصعوبة من المجهود اللي بذلته ووقفت عند الدري فوق شوي عشان ترتاح.. وعقب دشت الممر وسارت صوب غرفة ولدها المرحوم أحمد..
فتحت أم أحمد الباب لجروحها وآلامها.. ولذكريات تحرق جفونها كل ليله وهي تحاول تتناسى الألم اللي خلفوه حبايبها برحيلهم عنها.. ولدها أحمد كان نظر عينها وذكراه ما غابت عن بالها ولا ثانية وحدة.. كل شي يذكرها فيه.. ضحكة أمل وحزن سارة.. شطانة مايد اللي كان يحبها وهدوء ليلى.. خجل محمد وعناد عبدالله يوم انه مب راضي يعرس.. كل شي .. بدون تحديد .. بس هالغرفة تمت المكان الوحيد اللي خافت أم أحمد تدشه وما دشتها الا يوم اغمى على ليلى هني..
مشت أم أحمد بكل صعوبة وهي مب حاسة بالآلام اللي تخترق روحها مع كل خطوتها.. وشافت سارة متكورة في طرف الغرفة ودانة جدامها تمسح على شعرها بكل هدوء واستغربت كيف انه طفلة مثلها ما تخاف اتم بروحها في هالوقت المتأخر.. سارة معروف عنها انها تخاف.. من وين لها هالشجاعة؟؟
أم أحمد: سارة؟؟
ما ردت سارة ولا حتى تحركت من مكانها او التفتت لها مع انه عيونها كانت مبطلة.. وتذكرت أم أحمد انها ما كلت أي شي طول اليوم.. وسارت لها وحاولت تحركها ما رامت..
أم أحمد: قومي حبيبتي لا تعذبين ما اروم اوخي وايد.. مدي لي ايدج..
لو رمست أم أحمد الكبت كان ممكن انه يرد عليها.. بس سارة كانت متجمدة في مكانها وما يتحرك فيها شي الا ايدها الللي كانت تمسح على شعر دانة.. وعقب ما يأست أم أحمد منها راحت صوب الباب عشان تطلع وفي هاللحظة دشت ليلى عشان تشوفهم وقالت لها يدوتها: سيري هاتي لنا الفراش هني ..
ليلى (وهي متفاجئة): بترقدون هني؟؟؟
أم أحمد: امري لله شو اسوي باختج..
طلعت ليلى وراحت تييب الفراش ليدوتها اللي حطت المخدة تحت راس سارة ولحفتها وحطت مخدتها حذالها ورقدت.. وطلعت عنهم ليلى وهي تفكر بسارة اللي مب راضية تودر عنادها... كل هذا دلع..؟؟
أم أحمد اطمنت يوم شافت سارة مغمظة عيونها وراقدة.. وغمظت هي بعد عيونها يمكن تقدر ترقد..
دومها تعاني بصمت.. محد يدري عن النار اللي تكوي قلبها .. ولا حد في الدنيا يقدر يتحمل اللوعة اللي في داخلها عشان تقدر تشكي له وتبوح له بمعاناتها... منو في هالدنيا يقدر يخفف عنها هموم أكبر واثقل من جبال الدنيا.. ؟؟ منو يقدر يرد لها ظناها او يقص عليها على الاقل ويجاملها ويرد يسمعها ضحكته ولو ثواني...؟؟ منو يقدر يرد لليتامى كرامتهم وعزة نفسهم.. يرد لهم ابوهم ؟؟ منو يقدر يمسح دمعة سارة ويطمن أمل انه امها بترد.. ؟؟ ومنو يقدر يرد لليلى فرحة عمرها اللي انسرقت منها في ثواني... منو يقدر يرد لأم أحمد راحة البال..؟؟ محد.. حتى في الاحلام مب قادرة تشوفهم.. لهالدرجة كانت محرومة منهم..
وبصمت نزلت دموعها ومسحتهن أم أحمد بشيلتها واستغفرت ربها وحاولت بكل طاقتها انها ترقد..
--------


يتبع

محروم 09-14-2016 06:47 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
يتبع


يوم الاثنين ابتدى مثل اللي قبله .. واللي محير ام أحمد انه سارة نشت الصبح وسارت بروحها حق ليلى عشان تلبس ثيابها ونزلت وكلت شوي وراحت الروضة بدون ما تقول ولا كلمة.. ومايد بعد كان هادي على غير عادته ومحمد ما تريق وراح المكتب ومر في الصالة ولا حتى سلم عليهم ..
مر الصباح كئيب وممل للكل.. وخصوصا لمايد اللي مول ما كان له نفس يسوي شي .. وأول ما رن جرس الفسحة قال له مترف: اسمع ميود... انته حالك مب عايبني بالمرة اليوم.. !!
مايد: والله ملان .. وفيه رقاد امس مول ما رقدت..
مترف: انزين قوم بنسير عند قوم سلوم بنطفر بهم..
مايد: بعدين بنسير عند الوكيل يبانا نعلق له لوحة..
مترف: خلاص اوكى .. ياللا ..
طلع مايد ويا مترف بكل براءة وهو ما يدري باللي يخططون له من وراه وأول ما طلع دش ناصر ربيع مانع الصف واستغل انه الكل كان طالع من الصف وكان شال في ايده شي ملفوف في كيس بلاستيك وخشه في درج مايد.. وطلع بسرعة من الصف قبل لا حد يشوفه..
وعقب ثلث ساعة يوم ردوا كلهم الصف عشان يدشون للحصة الرابعة.. تفاجئوا بالاخصائي الاجتماعي يفتش في الطاولات والادراج..
مترف: شو السالفة؟؟
مايد: ما ادري.. ليش مسوين تفتيش؟؟
يوم وصل الاخصائي عند طاولة مايد ودخل ايده في الدرج وشاف الشريط.. اطالع الأولاد بنظرة حادة وقال: درج منو هذا؟؟
مايد (بخوف): درجي..
الاخصائي: تعال وياي المكتب..
مايد: ليش؟؟
الاخصائي: مابا اسمع ولا كلمة ياللا جدامي اشوف..
اطالع مايد مترف بخوف ويره الاخصائي من ايده ووداه وياه المكتب وتموا الاولاد كلهم يرمسون واللي يسأل شو السالفة واللي يخمن من عنده ومترف واقف عند الباب مصدوم من اللي صار ..
* * *
الساعة 11 كان عبدالله واقف عند مكتب سكرتيرته يخبرها شو يباها تسوي بالملفات الجديمة اللي عنده .. وتفاجئوا اثنيناتهم بسهيل ومبارك يدشون عليهم .. السكرتيرة من الصدمة ما خوزت عينها عن مبارك لدرجة انه مبارك استحى ونزل عيونه وعبدالله يوم استوعب انهم فعلا في مكتبه ابتسم لهم وسلم على مبارك ودخلهم المكتب ..
كانت مفاجأة حلوة بالنسبة لعبدالله اللي ما توقع ابدا انه مبارك يدش مكتبه في يوم من الايام.. ومبارك كان مرتبك وايد وسهيل شوي وبيطير من الوناسة..
عبدالله (وهو يطالع مبارك): شو هالمفاجأة الحلوة؟؟
سهيل: مبارك وافق على فكرة الدمج ونحن يايين هني عشان نتناقش وياك ونخلص كل شي..
استانس عبدالله من خاطره وقال لمبارك: كنت واثق من عقلك وحكمتك يا مبارك وان شالله يرد علينا هالقرار بالمنفعة والفايدة..
مبارك: ان شالله.. يكون فاتحة خير علينا بس اهم شي نخلي كل اللي فات ورانا..
عبدالله: أنا عن نفسي نسيت كل شي..
مبارك: تسلم يا عبدالله .. وما تقصر..
سهيل: أول شي لازم نروح المحكمة والبلدية عشان نسجل الشراكة اليديدة..
عبدالله: ان شالله باجر الصبح بنسير..
مبارك: وأهم شي نتفق على اسلوب الادارة اليديد..
عبدالله (وهو يبتسم): تطمن ما شي راح يختلف.. كل واحد فينا راح يكون له مشروع خاص فيه يديره على كيفه والربح بس هو اللي يتوزع من بيننا..
ابتسم له مبارك وحس براحة.. عبدالله سهل جدا انه الواحد يتفاهم وياه وفوق هذا كله يحس انه فيه هدوء فظيع ممكن يفيده وايد خصوصا في المواقف الحرجة.. واللي مول ما يعرف مبارك يتصرف فيها.. واللي فعلا ريح مبارك انه عبدالله مول مب حاقد عليه عشان الحادث اللي توفى فيه اخوه ورغم انه مبارك من يوم الحادث وهو يتريى عبدالله ينفجر في ويهه في أي لحظة ويتهمه بأنه هو اللي جتل اخوه بس هالشي ما استوى ولا عمره بيستوي..
في إدراة المدرسة كان مايد مصدوم من اللي يسمعه.. الاخصائي الاجتماعي حط الشريط في الفيديو وكان يحتوي على فلم خليع.. والشريط كان طبعا في درج مايد .. واصابع الاتهام كلها كانت موجهة له.. وهو اللي عمره ما حاول يقترب من هالشغلات ولا همته أصلا..
مايد (وهو يزاعج): والله العظيم اني اول مرة اشوف هالشريط.. انته ليش مب راضي تصدقني!!!
الاخصائي: جب ياللا .. يعني الشريط بيمشي بروحه وبيدش درجك.. والله انك ما تستحي .. تجذب في ويهي بعد؟؟
مايد: انا مب جذاب... اقول لك هذا مب شريطي..
الاخصائي: يعني شو بتسوي غير انك تنكر؟؟ مالقيت غير المدرسة تييب لها وصاختك هاذي؟؟
مايد (وهو خلاص حاس بيأس): أستاذ والله والله اني ما اقص عليك... اسأل ربعي كلهم .. أنا مستحيل أسويها..
اطالعه الاخصائي باحتقار واتصل البيت ومايد جدامه يرتجف من القهر وده يفره بأي شي جدامه..
ردت ليلى على التيلفون واستغربت يوم سمعت صوت ريال غريب
ليلى: الو
الاخصائي: السلام عليكم اختي..
ليلى: وعليكم السلام والرحمة..
الاخصائي: اختي وياج الاخصائي الاجتماعي في مدرسة مايد..
ليلى (وهي مستغربة): هلا اخويه .. خير ان شالله ؟؟
الاخصائي: اختي مايد ولدج؟؟
ليلى(بخوف): لا .. اخويه الصغير.. بس انا المسئولة عنه.. شو مستوي؟؟؟
الاخصائي: احنا لقينا فلم خليع في درج اخوج مايد.. وبغينا ولي امره يتفضل عندنا المدرسة..
انصدمت ليلى وتمت مبطلة حلجها.. مب مصدقة اللي تسمعه وردت تسأل الاخصائي بهبل: شو؟؟ ما فهمت .. كيف يعني فلم خليع؟؟
الاخصائي: اختي كان في درجه فلم فيديو .. محتواه خليع..
ليلى: مستحيل.. أخويه مايد ما يعرف لهالشغلات انته شو اللي يالس تقوله؟؟
الاخصائي: الفلم كان في درجه .. ع العموم اتمنى تخبرين ولي امره لأني ما بخليه يرد الصف الا اذا رمست ولي امره..
ليلى (وهي مقهورة منه): ان شالله ..
بندت ليلى وترددت وايد قبل لا تتصل بعمها عبدالله.. كانت خايفة من ردة فعله خصوصا انه كان امس محرج على محمد.. شو بتكون ردة فعله الحين لو خبرته عن مايد؟؟ وغصبن عنها دقت الارقام واتصلت بعبدالله اللي كان بعده يالس ويا مبارك وسهيل..
عبدالله يوم شاف رقم بيت أخوه استأذن منهم وطلع برى عند السكرتيرة يرمس..
عبدالله: ألو؟
ليلى: السلام عليك عمي..
عبدالله: وعليج السلام هلا ليلى.. خير؟؟
ليلى: عمي...
عبدالله: ارمسي ليلى بلاج؟؟
ليلى: عمي طالبينك في مدرسة مايد..
عبدالله: طالبيني انا؟؟ ليش شو صاير؟؟؟
ليلى اضطرت تكذب لأنها كانت وايد منحرجة من عمها وقالت: ما أدري ما قالو لي بس قالوا انه ضروري الحين اييهم ولي امره..
عبدالله: بس انا الحين في وسط اجتماع..
ليلى: عمي ظروري قالوا ما بيخلونه يرد الصف الا اذا رحت له..
عبدالله: ليش شو مسوي مايد..
ليلى: ما ادري..
عبدالله: خلاص لا تحاتين .. الحين بسير اشوفه..
ليلى: طمني اول ما تعرف السالفة عمي لا تنسى..
عبدالله: ان شالله..
بند عبدالله عن ليلى ودش يستأذن من مبارك وسهيل وراح المدرسة بسرعه.. ويوم دش شاف مايد يالس على صوب وشكله معصب والاخصائي سلم عليه..
الاخصائي: تفضل اخوي..
عبدالله: خير ياخوي.. شو مسوي مايد؟؟
الاخصائي: انته ابوه؟
عبدالله: ابوه متوفي انا عمه.. وولي امره
الاخصائي: ياخوي ولدكم شفنا هالشريط في درجه.. (وعطاه الشريط) .. وعقب ما شفنا محتواه تبين انه فلم خليع..
فر عبدالله الشريط من إيده بأرف وقال: شو؟؟؟
مايد اللي كان ساكت طول هالفترة وقف في هاللحظة وقال: عمي لا تصدقه..والله انه مب شريطي .. والله
عبدالله (بنبرة حادة): اسكت يا مايد خلني افهم شو السالفة
الاخصائي: هاذي هي كل السالفة .. اول شي ممنوع انه يدش المدرسة ومعاه افلام من الاساس.. بس انه يدخل وياه فلم اباحي.. هاذي فيها فصل ونحن مضطرين نعاقبه.. وانا للحين ما وصلت السالفة للمدير..
عبدالله (وهو يتنهد بقهر): خلاص ماله داعي توصل السالفة للمدير ونضيع على مايد دروسه.. أنا بتصرف وياه بمعرفتي وان شالله ما بيعيدها..
الاخصائي: خلاص انا بحاول اخبي اللي صار عن المدير عشانك بس يا اخ عبدالله .. بس مايد بيكون تحت المراقبة واذا صدر منه أي شي مخالف انا ما يخصني فيه..
عبدالله: مشكور اخويه .. انا بوديه البيت الحين..
الاخصائي: الله وياك اخويه..
التفت عبدالله لمايد وكانت نظرته باردة مثل الثلج ولأول مرة يخاف مايد من عمه عبدالله اللي يوده من ايده بقوة ويره برى المكتب من دون ما يرمسه حتى..
مايد: عمي اصبر بروح اييب كتبي..
بس عبدالله ما رد عليه ومشى وياه للسيارة وبطل الباب ودزه داخل بقوة.. وقال: جب ولا كلمة ما ابا اسمع حسك ..
مايد: عمي لا تصدقه والله انه مب شريطي..
عبدالله: قلت لك ما ابا اسمع حسك انته ما تفهم؟؟؟
سكت مايد وتم يالس في الكرسي اللي ورا يطالع عمه اللي كان ويهه احمر من كثر ما هو مقهور.. كيف بيشرح له انه ما سوى شي وانه مظلوم.. وهو مب راضي يسمعه من الاساس؟؟ منو بياخذ له حقه وهم كلهم مب مصدقينه؟؟ وفجأة ادرك مايد انه يتيم.. أبوه لو كان موجود مستحيل يرضى انه هالرمسة تنقال عن مايد.. بس عمه مهما كان طيب وياهم للحين مب واثق فيهم وما يحبهم لدرجة انه يدافع عنهم جدام خلق الله ويرد عنهم كلام الناس..
مايد اللي الضحكة ما تفارق ويهه ما لقى غير الدموع تواسيه وهو يتذكر ابوه.. ويتمنى لو كان وياه في هاللحظة بالذات.. ورد يطالع عمه وتم يطالعه بحقد لين وصلوا البيت ثنيناتهم ونزل مايد وهو خايف من اللي بييه في البيت بسبة شي ما له خص فيه..
* * *
محمد في هالوقت كان في جبل حفيت .. الصدمة اللي انصدمها اليوم الصبح هزت كيانه كله وجرحت له مشاعره بشكل ما يقدر يوصفه.. أول ما راح المحل الصبح تفاجئ انه عمه عين المدير اللبناني عشان يكون مسئول عن الحسابات والفواتير وكل شي.. ويوم دش محمد وتفاجئ به داخل المكتب حس بعمره غبي وايد.. وحس في عيون المدير نظرة شماتة واشفاق..
خلاص محمد يحس انه ما منه فايده وماله داعي يتم وياهم في البيت.. من البداية ما كان قادر يفرض احترامه عليهم والحين صار حاله حال خالد قي البيت .. ما منه فايدة ابد.. كل شي كان ضده.. كلهم وقفوا ضده.. صح انه يستاهل .. بس بعد حاس بوحدة فظيعة.. وانهم المفروض ما يتخلون عنه في وقت حاجته لهم..
تنهد محمد ونزل من سيارته ويلس يتمشى .. الجو كان روعة ورغم انه الوقت كان بعده مبكر بس المكان كان زحمة.. وهو يتمشى استغرب يوم شاف موتر يوفق حذاله ويوم نزل الجامة كان ربيعه منصور اللي درس وياه في الثانوية.. علاقتهم ما كانت قوية في ايام الدراسة واستغرب محمد يوم انه منصور نزل من موتره عشان يسلم عليه..
منصور: هلا والله .. شحالك محمد؟؟
محمد (وهو يسلم عليه): الحمدلله بخير ربي يعافيك.. انته شحالك؟
منصور : الحمدلله. .وينك يا ريال.. مول ما تنشاف..
محمد: والله مشغول..
منصور: ها وين تدرس الحين؟؟
محمد: ما ادرس والله .. ماسك شغل ابويه الله يرحمه.. ما عندي وقت للدراسة..
منصور: الله يعطيك العافية ياخوي..
محمد: وانته؟ وين تدرس؟؟
منصور: هني في جامعة الامارات..
محمد: أها .. ومنو وياك..
منصور (يتنهد): والله محد من الربع ويايه.. كلهم اللي راح المشروع واللي سجل في الكلية.. تعرفت على شوية شباب في الجامعة بس والله الشباب اللي كانوا ويايه في الثانوية محد يسواهم..
محمد: صدقت والله ..
وقف محمد يسولف ويا منصور شوي وخذوا ارقام بعض عشان يكونون على اتصال..
* * *
في هالوقت كانت سارة في الصف منطوية على نفسها بشكل فظيع لدرجة انها ما شاركت وياهم في لعبهم ولا تجاوبت ويا الأبلة مولية.. وحتى يوم كان حمدان يأذيها او يضربها ما كنت تلتفت له بالمرة.. كل اللي سوته من يوم يت الصبح انها مسكت ورقة بيضة وتمت ترسم فيها خطوط ودوائر مالها معنى..
أقتربت أبلة خولة من سارة .. كانت هالمرة صج خايفة عليها لأنه حمدان فرها بقلم وياها على راسها بس مووول ما تحركت ولا حتى بينت انها تألمت..
ابلة خولة: سارة حبيبتي.. شو فيج؟؟ منو مزعلنج؟؟ (ويوم ما ردت عليها سارة).. سارة شو بلاج والله خوفتيني .. ارمسي!!! شو هالدلع؟؟؟
ويوم ما طاعت سارة ترمس قررت أبلة خولة تروح وتتصل بليلى عشان تسألها شو سالفة اختها..
دش عبدالله البيت ويا مايد مثل الاعصار.. أعصابه خلاص تعبت ما قدر يتحمل اللي يسوونه عيال اخوه فيه.. وطلع حرته كلها في ليلى وامه اللي كانن يالسات في الصالة ويا أمل وخالد..
عبدالله (من دون ما يسلم.. ير مايد من ايده وفره على اخته العودة ): يودوا ولدكم ولا تخلونه يطلع الا يوم بتعرفون تربونه عدل..
أم أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم.. شو مستوي؟؟؟ طيحت لي قلبي!!!
عبدالله (وهو يطالع مايد بقهر): أنا ريال معروف والكل يحترمني.. تسير وتنزل راسي جدام واحد ما يسوى وتخليه يعلمني كيف اربي عيال اخوي؟؟؟؟
أم أحمد(وهي تزاعج بقهر): أنا ارمسك عبدالله رد عليه شو مستوي؟؟
مايد كان يصيح من خاطره جدامهم ووقف لعمه وقال له بنبرة حادة: انا مب جذاب ومتربي عدل... واذا ما تبا تصدقني انا ما يهمني... برايك..
ليلى: مايد عيب عليك !!!
مايد: انا ما سويت شي غلط ليش مب راضين تصدقون؟؟؟
عبدالله فر الشريط اللي في ايده تحت وقال لليلى وأمه: الادارة لقوا فلم خليع في درج مايد.. فشلتوني كل يوم طالعين لي بمصيبة...!!!
مايد: حد حاط لي اياه هاذا مب شريطي!!!!
ليلى ما شلت عيونها عن عمها لحظة... من يوم قال انهم فشلوه وهي مب مصدقة انه هالكلمة طلعت من شفاته.. لهالدرجة ليلى واخوانها مشكلين حمل ثقيل على عمها عبدالله؟؟؟ لهالدرجة غاثينه ؟؟ وقفت ليلى من دون ما تتكلم ويرت أخوها مايد بقوة وركبت وياه فوق وهو يحاول يهد ايده من ايدها بس مب قادر .. وأمل وخالد من البداية يوم سمعوا عمهم محتشر ركضوا ينخشون في الممر..
يوم ركبت ليلى فوق وقفت أم أحمد وقالت: ليش تظلمه يحليله يمكن مب شريطه..
عبدالله (بتعب): لين متى بنتم نتستر على عيالنا وما نصدق فيهم شي؟؟؟ ونغض الطرف عن سوالفهم ونقول عيالنا مستحيل يختربون أو ينحرفون؟؟؟ شو تبين اكثر من هذا دليل؟؟؟ لقوه في درجه .. وطبيعي مايد بينكر..
أم أحمد: الله يستر علينا وعلى عيالنا..
عبدالله: أنا برد الشركة عندي شغل .. ومايد ومحمد بشوف شغلي وياهم عقب..
أم أحمد: بسهم يا عبدالله اللي ياهم مب شوية..
عبدالله: دواهم ويستاهلون اكثر بعد..
طلع عبدالله من البيت وهو محرج ووقفت أم أحمد تطالعه بحزن وتتريا ليلى ترد تنزل من فوق عشان تطمنها على مايد..

نهاية الجزء التاسع

محروم 09-14-2016 06:48 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
الجزء العاشر

وقفت ليلى جدام المنظرة تمشط شعرها وتبتسم لانعكاسها في المنظرة وهي تشوف شعرها ينساب بكل نعومة على ويهها.. تسريحتها اليديدة كانت وايد عايبتنها.. وما ندمت أبدا انها قصت شعرها كاريه .. رغم اعتراض يدوتها بس في نظرها هالتسريحة وايد تناسبها.. خصوصا عقب ما نزل وزنها وايد في الفترة الأخيرة وويهها صار شاحب شوي..
وعقب ما تجحلت لبست شيلتها وشلت الديجيتال كاميرا وقررت تطلع مثل كل يوم تتمشى في ال " بيازا دي فارنيز" وتصور الشغلات اللي تجذب انتباهها..
بس قبل لا تطلع اتصلت في يدوتها عشان اطمنها عليهم.. وابتسمت وهي تسمع صوتها الحنون يوصل لها عبر أسلاك التيلفون..
ليلى: السلام عليكم..
أم أحمد (بلهفة وبصوت عالي): وعليكم السلام والرحمة هلا والله بغناتي.. شحالج حبيبتي؟؟
ليلى(وهي تبتسم): الحمدلله بخير والله تولهنا عليكم مووووت..
أم أحمد: حتى انا والله وايد متولهة عليكم.. رحتوا وخليتوني بروحي هني..
ليلى: ما عليه يدوه .. شهر وبنرد البلاد.. صدقيني بيمر بسرعة.. وبعدين خالد عندج.. لا يكون بس مأذنج..؟؟
أم أحمد: لا وين مأذني فديته لا يهش ولا ينش.. كله قابض هالاوراق والالوان ويشخبط بروحه..
ليلى (وهي تغمض عيونها): فدييييت روحه يا ربيييه والله متولهة عليه.. وينه هو حذالج يدوه؟؟
أم احمد: صبري بزقره.. (وسمعتها ليلى تنادي عليه وعقب لحظات وصلها صوته ودمعت عيونها وهي تحط ايدها على قلبها.. كان صوته كالعادة يخترق كل الحواجز ويوصل رأسا لأعماق قلبها.. )
خالد (بصوت ناعم): ماماه وينج؟؟ متى بتردين؟؟
ليلى (بصوت مخنوق): حبيبي!!! شحالك؟؟ ليش ما تتصل بماماه؟؟
خالد: يدوه ما تعرف تتصل..
ليلى: هههه.. ما عليه انا كل يوم بتصل..
خالد: تعالي بسرعة ماماه انا محد عندي هني..
ليلى: ويدوه؟؟؟ منو بيتم عندها.؟؟
خالد: انتي ردي وكلنا بنتم عندها..
ليلى: ما عليه حبيبي انا ما بتأخر.. برد بسرعة..
خالد: لا تنسين تييبين لي هدية..
ليلى: ما بنسى حبيبي.. بييب لك هدايا وااااايد..
في هاللحظة خذت أم احمد السماعة عنه وقالت: ليلى؟
ليلى: هلا يدوه..
أم احمد: عبدالله رد لكم ولا بعده في هاذيج البلاد؟؟
ليلى (وهي تبتسم): لا بعده ما رد.. خليه يستانس مب كافي انا غاثينه ومخربين عليه شهر العسل؟؟
أم أحمد: بس ما يستوي يخليكم بروحكم انتوا يهال ما تعرفون تتصرفون؟؟
ليلى: وين يهال ما شالله محمد ومايد رياييل.. ونحن ساكنين في احسن بقعة هني في روما .. يعني لا تحاتين.. يوم بيشبع عمي من فينيسيا بيرد لنا ..
أم أحمد: لا لا .. انا يوم بيدق لي بهزبه.. والله اني حتى الرقاد ما رمت ارقد يوم خبرتيني انه سار عنكم..
ليلى: يدوه البطاقة خلصت بيبند التيلفون..
أم أحمد: انزين تحملي على عمرج وعلى اخوانج.. لا تطلعون من الشقة..
ليلى: ههههههه.. ان شالله يدوه.. بس نحن مب يايين هني عشان ننحبس في الشقة..
وقبل لا تقول أي كلمة ثانية انقطع الخط ونزلت ليلى السماعة وهي تبتسم..
......
اشيا وايدة استوت لهم في الثلاث سنوات اللي طافن.. اشيا غيرتهم .. خلتهم أقوى.. وخلت علاقتهم ويا بعض تقوى وايد.. ثلاث سنوات ونص مرت على الحادث المشئوم اللي يتم ليلى واخوانها.. ثلاث سنوات ونص قدروا ينجون فيها من شغلات وايدة واجهتهم.. وقدروا يستمرون بروحهم ومن دون مساعدة أي حد..
ليلى اللي كملت من شهرين 23 سنة، تعودت انها تكون لاخوانها الام والاخت والصديقة.. تعودت انه سارة وخالد وأمل ينادونها ماما.. وتعودت انهم يلجأون لها في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم.. ورغم انه الكابوس انتهى تقريبا وحياتهم ردت طبيعية .. ورغم انه ليلى صارت تهتم بنفسها أكثر وصار عندها وقت تمارس هوايتها في التصوير وعشقها اليديد واللي هو الweb designing بس للحين مصرة انها ما تعرس ورفضت خلال هالسنوات أكثر من اربع اشخاص تقدموا لها وكلهم امل انها توافق.. بس ليلى حددت مصيرها وأعلنته للعالم كله.. اخوانها بس هم مستقبلها..
طلعت ليلى من غرفتها ومشت بسرعة للصالة عشان تخبر اخوانها انها بتطلع.. بس ما لقت حد هناك.. الشقة اللي اشتراها لهم عمها عبدالله في روما كانت كبيرة وفخمة.. اشتراها هدية لهم.. محاولة منه انه يرد يكسب رضاهم عقب فترة جفا دامت بينه وبينهم وتعدت السنتين.. في البداية عيال اخوه ما تقبلوا هالهدية بس أول ما سافروا وابتدوا يرتبشون في الطيارة .. نسوا كل شي وردوا سمن على عسل..
وقفت ليلى جدام المنظرة اللي في الصالة وتحجبت عدل .. ونادت بصوت عالي: سارة؟؟!! سارة!!!
وعلى طول طلعت لها سارة من البلكونة وهي بعدها بالبيجامة.. واطالعتها باستغراب وشعرها الكستنائي الطويل يتمايل وراها ..
التفتت لها ليلى وهي تبتسم وسالتها: سارة انا بظهر .. وين اخوانج؟؟
سارة (بهدوء): مايد ومحمد طلعوا.. ولولة تطالع التلفزيون في الغرفة..
ليلى: عيل تلبسي حبيبتي واطلعي ويايه انتي وأمل.. بنسير صوب النافورة..
سارة: مابطلع الحين.. بعدين بطلع ويا ميودي..
ليلى: على راحتج حبيبتي بس لا تبطلون الباب لأي حد.. اوكى؟؟
سارة: ما بنبطله..
اقتربت منها ليلى وباستها على خدها.. وابتسمت سارة ابتسامة خفيفة قبل لا ترد تقعد في البلكونة وتكمل مراقبتها للشارع اللي تحت شقتهم.. وقفت ليلى تطالعها شوي قبل لا تروح تشوف أمل.. سارة اللي صار عمرها هالسنة 7 سنوات طلعت من سنتين من تجربة مريرة ويا الاطباء النفسيين وليلى للحين مب مصدقة انها بعدها بعقلها.. عرضتها ليلى على أكثر من 3 دكاترة نفسيين وكلهم قالوا لها انه اللي تعاني منه سارة اكتئاب حاد وانها كانت معرضة لمرض التوحد.. واستمرت ليلى وياها على العلاج فترة طويلة وايد قبل لا ترد لهم سارة الأولية اللي كلهم يعرفونها..
دشت ليلى غرفة سارة وأمل وشافت أمل محطية جدامها البرنجلز وأنواع الكاكاو ويالسة تطالع رسوم ايطالي ومركزة في الشاشة جنها تفهم على كل كلمة يقولونها..
ليلى: أمولة.. الحين هذا ريوقج؟؟
اطالعتها أمل وهي تبتسم: انا تريقت..
ليلى: مب زين والله وزنج وايد زايد من هالخرابيط اللي تاكلينهن.. تبين تستوين دبدوبة؟؟
أمل: انتي وين بتسيرين؟؟
ليلى: بطلع اتمشى..
أمل: احنا بنطلع العصر ويا ميودي..
ليلى: خبرتني سارة.. وين بتسيرون؟؟
أمل (وهي تطالع ليلى بطرف عينها): ميودي قال لي ما اخبر حد..
ليلى: ههههههه يا ويلي على الاسرار .. انزين برايكم.. تبين شي من برى؟؟
أمل : لا ما نبا..
ليلى: ياللا عيل باي..
أمل: ماماه؟؟
التفتت لها ليلى: ها؟؟
أمل: لا تقفلين علينا الباب..
ليلى: لازم اقفله.. انتوا إذا احتجتوا تطلعون بتحصلون المفتاح في غرفتي فوق الكمودينو.. اوكى؟؟
أمل (وهي ترد تطالع التلفزيون): أوكى..
طلعت ليلى من عمارتهم وابتسمت وهي تحس بانتعاش فظيع.. كل شي حواليها يجبرها انها تستانس وتفرح.. الشوارع اللي من الساعة 11 الصبح وهي مزدحمة ع الاخر.. نادرا ما تشوف سيارة هني.. الكل يتمشى والكل يضحك ويسولف باللغة الايطالية اللي رغم انه ليلى ما تفهمها بس وايد حبتها.. كانت تحب تطلع كل يوم وتتشرى بنفسها الخضروات من السوق اللي تحت عمارتهم .. ورغم انه البياعين ما يفهمون انجليزي وهي ما تعرف تتفاهم وياهم الا بالحركات .. ورغم انهم هني من اسبوع بس.. بس كل حد تعود عليها ويوم يشوفونها يسلمون عليها وليلى تستانس وعشان جذي قررت يتمون شهر هني..
مشت ليلى وهي تبتسم.. وكل ما شافت شي لفت انتباهها كانت تصوره.. حلمها كان انها تعرض اجمل صورها في معرض.. وعشان جذي كانت ما تطلع أبدا من دون كاميرتها عشان لا يفوتها أي مشهد حلو.. ووقفت فترة عند واحد من المقاهي تصور ياهل ياكل ايس كريم .. كانت مستانسة.. من زمان ما حست بهالوناسة.. من زمان ما حست انها حرة.. من مسئولياتها وروتين حياتها.. روما كانت بالنسبة لها مدينة الاحلام.. تتمنى من صغرها تزورها.. والحين يوم زارتها ما ندمت أبدا.. وما ندمت انها قبلت الشقة هدية عمها لأنها متأكدة انها بترد هني أكثر من مرة..
وبينما ليلى مشغولة بالتصوير وعدستها تتجول من مكان لآخر.. شافت مايد واقف يبيع ويا واحد من بياعين الفواكه وضحكت من خاطرها.. من أول يوم وصلوا فيه ايطاليا ومايد مندمج ويا الكل وصار عنده ربع وايدين .. حتى البياعين ما سلموا منه.. نادت عليه ليلى وابتسم لها وهو يلوح بإيده وردت هي تصور المناظر اللي حواليها..
وفجأة .. ومن بين الزحام .. يت عيونها في عيونه.. عيون ما تقدر ليلى توصفهن الا بأنهن أقرب للخيال من الحقيقة.. نظرة حادة وفي نفس الوقت فارغة.. نظرة فيها كل التناقضات اللي ممكن تنوجد في الدنيا.. بعدت ليلى عدسة الكاميرا عن عيونها وحاولت تحول نظرتها عن الريال اللي يفصل بينها وبينه شارع.. بس ما قدرت..
كان يالس في المقهى مجابلنها.. عيونه في عيونها .. وفي نفس الوقت ما كان مهتم لها ابدا.. لا ابتسم ولا بين لها انه منتبه لها.. يمكن سرحان؟؟ سرحان في منو؟؟ يتريى حد؟ ولا بروحه يالس هني؟؟
تفاجأت ليلى من نفسها وصحت من خيالاتها على صوت بياع الجرايد اللي وقف يرمسها ويحاول يقنعها تشتري منه.. بس ليلى ابتسمت وهزت راسها له ومشت بعيده عنه.. وصورة الغريب اللي سحرتها عيونه ما فارقت خيالها ولو للحظة..
اللي جذب ليلى فيه انه كان ملتحي ومعظم اللي شافتهم هني للحين مب جذي.. كانت ملامحه شرقية مع انه مستحيل يكون هالشي صحيح.. اللي تعرفه ليلى انهم العرب الوحيدين هني.. عمها أكد لها هالشي.. يا ترى من يكون؟؟
.....
في بلكونتها كانت سارة يالسة مثل عادتها من اسبوع.. تراقب كل شي حواليها بصمت.. من الساعة خمس ونص الفجر وهي يالسة هني.. نشت وشلت دانة ويلست تراقب الراهبات اللي طلعن من الدير ومشن لآخر البيازا صوب الكنيسة.. كان شكلهن وايد حلو وسارة استغربت منهن ليش طالعات الفجر ووين سايرات؟؟ عقلها الصغير ما بين لها انهن راهبات ولازم يحضرن للقداس قبل لا تطلع الشمس.. ما كانت اصلا تعرف انهن راهبات بس حبتهن لأنهن كانن متحجبات ولابسات نفس بعض..
وعقب ما اختفن عن انظارها تجولت بعيونها في المكان وشافت بياع الحليب اللي كان يمر بسيارته على العمارات وينزل الحليب ويروح.. كان منظر مريح بالنسبة لها وكملت مراقبتها للساعة 11 يوم دش مايد من برى وسار لها البلكونة على طول..
مايد اللي صار عمره 15 سنة من 4 أشهر.. كان مثل عادته شيطان ويمكن اكثر عن قبل بعد.. طويل وعريض واللي يشوفه يتحرى عمره فوق ال 17 سنة.. بس رغم هذا ملامحه الطفولية بعدها موجودة وابتسامته الحلوة ابد ما تفارق ويهه..
دش مايد البلكونة وشاف سارة يالسة على ثلاث مخدات وحاطة دانة على مخدة بروحها .. وابتسم لها بحنان.. سارة كانت اقرب وحدة لقلبه.. سارة اخته الهادية الحساسة.. اللي مستعد يذبح أي حد يفكر يأذيها..
يوم حست سارة انه في حد موجود عندها في البلكونة التفتت له بكل هدوء وابتسمت ابتسامة عريضة يوم شافت مايد واقف يطالعها..
سارة: ميودي ييت؟؟
مايد (وهو يعطيها دانة ويقعد على المخدة): هى توني داش البيت..
سارة: وين سرت؟؟
مايد: سرت استكشف المكان.. لقيت محطة قطار جريبة من هني.. انا وانتي وأمولة بنركبه العصر بس اياني واياج تخبرين ليلى ومحمد..
سارة: ما بخبر حد..
مايد: وعد؟؟
سارة: وعد..
في هاللحظة يتهم أمل ودشت شوي شوي وحطت ايدها على عيون مايد اللي سوى عمره يستهبل واونه ما يعرفها..
مايد: أويه!!! منو؟؟؟
أمل: ما بخبرك..
مايد: يالغبية عرفتج من صوتج..
ويرها مايد من ايدها ويلسها جدامه وهي تضحك..
أمل: ياللا نطلع مليت.. نسير الملاهي..
مايد: أي ملاهي انتي الثانية؟؟ الملاهي وايد بعيدة ..
أمل: انزين خبر ماما ليلى تودينا..
مايد: بشوف.. محمد وينه؟؟
سارة: بعده ما رد من برى..
مايد: أنا بسير اتسبح وبزقر ليلى من تحت عشان نتغدى .. ياللا قومن غيرن هالبيجامات.. عفنتن فيهن..
قام مايد وقامت سارة وامل وراه وكل واحد فيهم راح غرفته..
..
مايد أول ما دش الغرفة شاف صورة ابوه اللي حاطنها على الكمودينو حذال شبريته وابتسم.. عقب ثلاث سنوات ونص خف احساسه بالالم والوحدة.. وتحولت صورة ابوه لشي يبعث في نفسه الراحة والهدوء .. في البداية استغرب كيف انه الالم يبرد والحزن ينطفي.. وكيف مرت عليه اسابيع وشهور من دون ما تنزل من عيونه دمعة على ابوه وامه.. فعلا الحياة تستمر والانسان ينشغل باشيا وايدة تنسيه همومه واحبابه.. بس رغم هذا للحين وجود امه وابوه في حياتهم كبير ومستحيل يختفي .. الشي الوحيد اللي يتحسر عليه مايد هو انه خالد وأمل ما عرفوهم.. ما عرفوا امهم وابوهم .. بيكبرون وبيتم الاب والام بالنسبة لهم مجرد صورة يشوفونها ويحاولون يتذكرون فيها ملامح ناس كانوا في يوم جزء من حياتهم..
مايد تعود يخفي مشاعره ويخلي الفرح قناع يخفي فيه الامه.. تعود انه خلاص ما يشكي لأي حد ولا يفكر في يوم انه في واحد في هالدنيا يصلح يحل محل ابوه.. علاقته ويا عمه عبدالله عمرها ما تصلحت.. حتى عقب ما وافق انه يسافر ويا خواته ايطاليا.. سوى هالشي لأنه يبا يسافر مب عشان خاطر عمه..
ابتسم مايد وهو يتذكر اليوم اللي صج كره فيه عمه عبدالله.. احساسه ما تغير.. من ثلاث سنين وهو شايل عليه .. هذاك اليوم .. ابتعد مايد تماما عن عمه .. بس في نفس الوقت اقترب من محمد بشكل كبير.. وصاروا دوم يتفاهمون ويسولفون .. وللحين يتذكر كلمته يوم قال له" انت واثق من نفسك وتعرف انك ما غلطت.. خلاص.. ما عليك من أي حد ثاني ولا تهتم الا بأقرب الناس لك.. اخوانك ويدوتك وبس"..
يلس مايد على الشبرية وابتسم وهو يتذكر هذاك اليوم .. يوم الكل وقف وياه .. الا عمه.. ما عاد يهمه هالشي.. اللي يهمه انه عرف من يومها انه ماله الا اخوانه وبس..
..
....
..
في مكان بعيد عن روما.. وفي مدينة الرومانسية والحب.. وبالتحديد في فينيسيا .. كان عبدالله يتغدى ويا مرته ياسمين في فندق الريتز اللي ساكنين فيه..
ياسمين كانت وايد محلوة .. وسعادتها بحياتها اليديدة وبعبدالله مبينة على كل جزء من ملامحها.. كل شي بالنسبة لها كان مثير .. صار لها شهرين وهي متزوجة عبدالله ومول ما ردوا البلاد.. لفوا على أوروبا كلها من لندن لألمانيا وفي النهاية استقروا في إيطاليا.. كل شي كان بالنسبة لها مثل الحلم وعبدالله وايد مدلعنها.. وما ابتعد عنها ولا لحظة .. وكل يوم تتفدى عمرها لأنها اختارت الريال الصح.. كانت ياسمين مستانسة وايد لأنها قدرت تملكه.. قدرت تخليه يفكر فيها هي وبس.. خلاص عبدالله فعلا صار لها هي وبس.. لدرجة يودر اشغاله كلها في البلاد ويقعد وياها هني شهرين ..
عبدالله اللي كان يالس وياها كان باله مشغول بالشركة اللي من شهرين وهو مبتعد عنها .. السنوات الثلاث اللي مرت كانت ناجحة جدا بالنسبة لعبدالله ومبارك اللي حققت شراكتهم أرباح خيالية وقدر مبارك في خلال 9 أشهر انه يعوض عن الخسارة الفادحة اللي خلفها هروب عبدالكريم من البلاد.. وفي نهاية السنة وتحديدا في شهر 12 تم العثور على عبدالكريم في البرتغال واسترد معظم الدائنين ومنهم مبارك حقوقهم.. وبالرغم من هذا استمر مبارك في شراكته ويا عبدالله حسب اتفاقهم..
بس كل واحد فيهم كان يدير شركته الخاصة واللي يتجاسمون فيه هو الارباح وبس.. يعني علاقة عبدالله ومبارك للحين رسمية بشكل فظيع.. ورغم هذا عبدالله مطمن انه مبارك بيدير باله على الشركة وسهيل بعد.. بس بعد توله على الشغل وخاطره يرد البلاد..
تذكر عبدالله أول أيام خطوبته ويا ياسمين.. كانت فترة صعبة بالنسبة له حس فيها بوحدة فظيعة خلته يفكر جديا بالزواج.. عبدالله كان تفكيره كله عند عيال أخوه اللي صاروا يبتعدون عنه يوم بعد يوم لدرجة انه ما صار يشوفهم الا كل يوم جمعة بس .. مايد ما يرضى يكلمه وليلى ترمسه برسمية ومحمد التهى بشغله في اتصالات وسارة كالعادة ساكتة وأمه الوحيدة اللي استمرت طبيعية وياه.. وهي الوحيدة اللي كانت تشوف في عيونه ألم محد يروم يوصل له بسبب العلاقة اللي اختربت بينه وبين عيال أخوه.. كانت أمه تشوفه وهو يتنقل بين العين ودبي وتحس بمعاناته كل ما يا يزورهم ومحد يقعد وياه إلا خالد وأمل .. بس بعد لاحظت انه ملامحه ترتاح كل ما رمس عن ياسمين وحمدت ربها انه هالطفلة قدرت ترد لولدها بعض السعادة اللي كان محروم منها..
فيلا ياسمين في جميرا كانت تقريبا مخلصة وعبدالله كان يشرف عليها بنفسه ويروح دبي اسبوعيا عشان يشوف خطيبته اللي تعلق بها بشكل كبير.. كانت محلوة بشكل فظيع وكل ما ايي عبدالله يزورهم كانت تكشخ له وتلبس أحلى جلابياتها.. وكان عبدالله يحس انه قلبه يخفق لها هي بس في كل مرة يشوفها فيها.. كانت تخطف أنفاسه بشكل عمره ما حسه لشخص ثاني في حياته..
والحين وهي يالسة جدامه .. مرته وحبيبته.. غصبن عنه نسى عبدالله همومه وما انتبه الا لها هي وبس.. وهي بعد ابتسمت له بخجل ونزلت الشوكة من ايدها ..
ياسمين: عبدالله؟؟
عبدالله (وهو يبتسم): عيون عبدالله وقلبه وروحه..
ياسمين (وهي تحس انه خدودها محترقة): عبدالله ما بنرد روما؟؟
عبدالله: ليش حبيبتي مب عايبنج المكان هني ؟؟
ياسمين: لا بس خاطري ايلس في شقتنا هناك..
عبدالله: ان شالله بنسير عقب باجر بس خلي عيال اخويه يستقرون هناك وعقب بنلحقهم..
ياسمين: اها.. عيال اخوك..
عبدالله: ياسمين؟؟
ياسمين: همم؟؟
عبدالله: قولي الصراحة .. انتي متظايجة لأني عزمتهم ايون ويانا صح؟؟
ياسمين: عبدالله لا تفهمني غلط بس هذا المفروض يكون شهر العسل يعني حقي انا وانته وبس.. اعتبرني انانيه بس انا مابا حد يشاركني فيك خصوصا انك بتنشغل عني يوم بنرد البلاد..
عبدالله: يا غناتي يا ياسمين.. كبري عقلج شوي.. هاذيلا عيال اخويه يعني لازم اجابلهم بعد..
ياسمين: وليش ما تجابلهم في البلاد يعني لازم ايون لين هني؟؟
عبدالله: انتي نسيتي انهم ما ظهروا من العين من 3 سنين؟؟ ويحليلهم مول ما شتكوا مع انهم متعودين على السفر في كل اجازة..
نزلت ياسمين عيونها وهي معصبة.. لين متى بيتمون هاذيلا يوقفون في دربها هي وعبدالله؟؟ مب ناقص الا اييبهم ويسكنهم وياها في نفس البيت.. ارتجفت ياسمين من هالفكرة وتنفست بصعوبة..
عبدالله (اللي حس بظيجها): ياسمين؟؟
ياسمين (وهي تتنهد): ياللا نطلع مالي نفس اتغدى..
عبدالله: اللي يريحج وين تبين تسيرين؟؟
ياسمين: نتمشى برى..
عبدالله: انزين ممكن سؤال؟؟
ياسمين: شو؟
عبدالله: زعلانة؟؟
ياسمين (وهي تبتسم): انا اقدر ازعل عليك؟؟
ابتسم عبدالله وعقب ما دفع الحساب طلع يتمشى وياها برى .. يدري انها دلوعة ولازم يتحملها .. بس في نفس الوقت يعرف بعد انها تحبه وتدور رضاه..
..
الساعة أربع العصر كانت ليلى في الصالة يالسة تسوي لاخوانها سندويتشات لأنهم ما تغدوا اليوم.. ودش محمد اللي كان توه ياي من برى .. اطالعته ليلى وابتسمت وهي تسأله: وينك انته من الصبح طالع..؟؟
محمد: سرت اشوف منصور.. وصل اليوم الصبح هو واهله وفاجأني.. وطلعت له بسرعة.. سوري ما خبرتج..
ليلى: عادي حبيبي.. بس كنت احاتيك..
ردت ليلى تحط المرتديلا في الصمون ومحمد يلس يساعدها .. علاقته ويا ليلى مستوية وايد اقوى عن قبل.. وليلى من شهر وهي كل ما تطالعه تحس بفخر كبير.. فخر أكبر من فخر الام بولدها.. محمد من ثلاث سنوات وهو يشتغل في اتصالات وودر المحلات وحلال ابوه كله حق عمه عشان يديره.. وقبل شهر راح لعمه وعطاه شيك بقيمة خمسين ألف درهم.. وطلب منه يحطه في حساب محل المجوهرات.. الكل انصدم وخصوصا عمه اللي ما كان متوقع منه هالشي.. محمد رد كل اللي خذاه واستقال من شغله في اتصالات وطلب من عمه يلغي الوكالة اللي بإسمه وقال له بصريح العبارة انه هو اللي يبا يدير حلال ابوه..
ابتسم محمد وهو يتذكر علامات الصدمة على ويه عمه يوم سأله: بس يا محمد انت متأكد انك تقدر تجابل الحلال بروحك؟؟
محمد: أنا خلال هالسنة خذت دورات ادارة اعمال في جامعة عجمان وعندي شهادة.. واعتقد اني مب بحاجة للمدراء اللي انته حاطنهم...
عبدالله: والله كبرت في عيني يا محمد.. وريحتني وايد.. أنا كنت شايل هم كل هالمحلات ..
محمد: يعني انته مب متظايج مني؟
عبدالله: وليش اتظايج؟؟ بالعكس يا محمد انا فخور بك .. وكنت اتمنى من زمان انك تعتمد على نفسك..
محمد: محمد الاولاني تغير يا عمي.. وان شالله راح اكون قد المسئولية..
عبدالله: ان شالله..
ابتسم محمد .. هذا كله بتشجيع من منصور اللي مول ما قصر وياه وما ندم محمد لحظة على انه صار ربيعه..
ليلى كانت تحاول تركز على اللي في ايدها بس تفكيرها كان مشغول وصورة هالغريب ما غابت لحظة عن خيالها.. ليش هالكثر مسيطر على تفكيرها؟؟ وليش من مجرد جزء من ثانية التقت فيها عيونه بعيونها حست انها انجلبت فوق تحت وانها ندمانة لأنها ما يت هالمكان امس واللي قبله وقبله عشان تشوفه..؟؟ ليش انهارت جبال الثلوج اللي في داخلها ؟؟ وبأي حق انهارت؟؟ وليش تتمنى تنزل الحين للمقهى وتيلس هناك وتتريا يمر جدامها بس عشان ترد تعيش هاللحظة؟؟ ليلى عمرها ما فكرت بهالتفكير وعمر افكارها ما كانت بهالجرأة.. شو اللي تغير الحين؟؟
محمد: ليلى؟؟؟ ليلى!!!!
ليلى : ها؟؟
محمد: بسم الله شو فيج ؟؟ وين سرحتي؟؟
ليلى (وخدودها تحمر من المستحى): كنت افكر بخالد ويدوه.. وايد تولهت عليهم..
محمد: شو رايج نييبهم هني؟؟
ليلى: لا والله؟؟ نسيت انه يدوه ما تروم تسافر؟؟
محمد: همممممم.. لو يبتي خالد وياج..
ليلى: يدوه ما طاعت..
محمد: انزين بتطلعون انتوا العصر؟؟ تبوني اوديكم مكان؟؟
ليلى: لا حبيبي .. مايد بيطلع ويا امل وسارة وانا بتم هني في الشقة بسوي لكم العشا.. انته اذا تبا تطلع برايك..
محمد: منصور يباني ايلس وياه في المقهى العصر بس عقب المغرب غصبن عنج بتين ويايه السينما..
ليلى: هههههههه ان شالله بسير وياك.. لا تاكلني..
محمد: وين ميود؟
ليلى: يالس يطفر بخواته داخل..
محمد: بسير اشوفهم
ليلى: شغل لي التلفزيون..
محمد: اوكى..
قام محمد وشغل لها التلفزيون ويلست ليلى تسوي لهم العشا وهي تسمع الاخبار على قناة Cnn .. أما محمد فدش غرفة مايد وشافه يالس ع الارض وخواته حذاله وكلهم مركزين على شي بين يدين مايد.. اقترب منهم محمد وهو يسألهم: شو عندكم؟؟
مايد: تعال حمادة..
محمد: حمادة في عينك.. شو شايفني ياهل جدامك؟؟
أمل (وهي تطالعه وعيونها مبطلة ع الاخر): حمادة شوف.. فار!!!!
مايد: ألف مرة قلت لج اسمه سنجاب.. انتي ما تفهمين؟؟
وقف مايد وكان في ايده سنجاب صغير شكله وايد قبيح ووصخ من الخاطر.. وكان هو وخواته حاطينه في قدر ويسبحونه..
محمد : أرف يأرفكم..!! من وين يايبينه هذا؟؟
مايد: انا يبته الصبح .. لا تخبر ليلى.. بنسير عقب شوي نرده بيته..
محمد: وليش يبته يوم انك تبا ترده؟؟
مايد (وهو يطالع سارة ويبتسم): كنت ابا سارة تشوفه..
ابتسمت سارة بخجل وعظت على شفايفها .. واطالعته أمل بعصبية وقالت : حتى انا شفته مب بس ساروه..!!
مايد: يا ربييييي يهالبنية.. انتي ايه .. مب زين جي تغارين من اختج..
أمل: وما بسير وياكم!!!!!
وطلعت من الغرفة وهي معصبة ووقف محمد ومايد يطالعونها باستغراب.. وعقب شوي قامت سارة بهدوء وطلعت وراها .. وشافتها يالسة في الصالة حذال ليلى وساكتة.. ويلست سارة حذالها.. وهمست لها في اذنها..
سارة: لولة تعالي بعطيج شي حلو..
أمل (بدلع): مابا
سارة: والله شي حلو..
أمل: شو هو؟؟
سارة: تعالي داخل بتشوفينه..
ليلى: شو عندكن؟؟
سارة: ماشي ماماه..
قامت أمل وقامت وراها سارة ودشن غرفتهن.. كانن متلبسات وجاهزات عشان يطلعن ويا مايد عقب شوي.. وكالعادة كانن مطقمات في لبسهن لأنه أمل على الرغم من انها اصغر من سارة بسنة بس كانت نفس طولها ..
يلست سارة تحت وطلعت شنطة ثيابها من تحت الشبرية وأمل منسدحة على الشبرية ومنزلة راسها عشان تشوف شو بتطلع اختها من الشنطة..
سارة طلعت شنطة صغيرة وردية كان داخلها ثياب دانة ومشطها واكسسواراتها.. ووياهن شي سارة تحبه وايد ورغم كل شي تمت محتفظه فيه.. شي كانت دوم تحطه في ايدها وترص عليه وهي راقدة.. ابتسمت سارة وحطت هالشي في ايد أمل اللي شهقت يوم شافته وبطلت عيونها ع الاخر..
أمل: الذهب!!!!!!!!!!!!
سارة: هذا مب ذهب يالغبية.. ميود كان يقص علينا..
أمل: من وين يبتيه؟؟
سارة: انتي عطيتيني اياه..
أمل: متى؟؟
سارة: يوم فلعتيني بالحصاة..
اطالعتها امل باستغراب وسألتها: انا فريتج بحصاه؟؟ متى...؟؟ ليش تكذبين؟؟
سارة: والله العظيم.. حتى اسألي ماماه..
أمل: والله ما ظربتج..!!!
هزت سارة كتفها بعدم اهتمام وقالت: عادي لا تصدقين..
أمل: انزين عورج يوم ظربتج؟؟
سارة: هى وطلع دم بعد..
أمل: وين؟؟
سارة (وهي تحط ايدها على راسها): هني
ابتسمت أمل : الحين هالذهب حقي.؟؟
سارة: هى.. انتي زعلانة..؟؟
في هاللحظة دش مايد وقال: ايه ياللا طلعن بنسير .. القطار يتحرك عقب نص ساعة..
شهقت أمل ونطت على الشبرية: الله بنسير رحلة!!!! بنسير رحلة!!!
مايد: عن الحشرة ياللا طلعن بناكل وبنظهر..
طلع مايد وقالت سارة لأمل..: تعالي بنشل ويانا شنطة.. بنحط فيها دانة وشيبس وكاكاو وعصير..
أمل: حطي فيها الذهب بعد..
سارة: اوكى
حطوا اغراضهم في شنطة صغيرة وطلعوا برى يشوفون مايد اللي عقب ما كلوا واداهم محطة القطار الجريبة من البيازا..
..
طلعت أمل وسارة ويا مايد من الشقة عقب ما يلست ليلى ساعة توصيهم على عمارهم وتوصي مايد عليهم..
ليلى: مايد .. دير بالك عليهن.. اياني واياك تغفل عينك عنهن..
مايد: أووووهوو.. الحين كم مرة قلتي هالجملة.. سبع مرات!! ليلى والله ما باكلهن ولا ببيعهن.. بردهن ويايه البيت عقب المغرب..
ليلى: هههه.. انزين شو رايكم اسير وياكم؟؟
مايد وسارة وأمل في نفس الوقت: لا لا لا لا ..
مايد: والله والله ما ببتعد عنهن.. بتم وياهن طول الوقت ليش اتين ويانا؟؟
ليلى (في عيونها نظرة شك): انتوا متأكدين انكم بتسيرون الملاهي اللي حذال البيازا؟؟
أمل: هى والله العظيم ما بنسير في القطار..
شهق مايد وبطل عيونه من الصدمة وسارة ضحكت وهي تطالع ملامح ويه أمل البريئة.. وملامح ليلى اللي كات تطالع مايد بعصبية..
ليلى: أي قطار هذا؟؟
مايد (وهو يقرص أمل ): القطار اللي في الملاهي..
أمل: آااااااااي.. شيل ايدك..
ليلى: ماشي طلعة تموا في الشقة.. تعرف تجذب بعد استاذ مايد..
مايد: ليلوه حراااااااااااااااااام.. والله حرام انا شاري التذاكر..
ليلى (وهي تلف بويهها الصوب الثاني): محد قال لك تتصرف من دون ما تشاورني..
سارة: ماماه الله يخليج.. ابا اركب في القطار..
ابتسمت ليلى وتمت تطالع سارة.. كانت مستانسة وايد.. وهالشي نادرا ما يستوي .. وعشان جذي قالت: خلاص.. عشان خاطر سارونا بس بخليكم تسيرون..
مايد: فديت سارونا يا ربي.. ساروه حبيبتي يوم بسير الديسكو بعد باخذج عشان تتوسطين لي..
ليلى : ميود!!!!
مايد: أسولف بلاج؟؟
وعقب ما طلعوا من الشقة ونزلوا تحت في البيازا.. وقفت ليلى تراقبهم من البلكونة وهي تبتسم.. لين غابوا عن عيونها.. أحلى شي في اخوانها انهم وايد ويا بعض .. ومحد فيهم شال في قلبه على اخوه.. وتمنت ليلى من كل قلبها انه هالشي ما يتغير أبد..
مايد كان وايد مستانس لأنه المكان اللي راح له بالقطار الصبح كان وايد حلو وكان خاطره خواته يشوفنه.. واستانس يوم وافقت ليلى انه ياخذهن.. وهن بعد كانن وايد مستانسات ..
أمل: وين القطار؟؟
مايد: صبري انتي ما فيج صبر..؟؟ الحين بنوصل..
وعقب ما مشوا لمدة دقيقتين.. ردت أمل تسأله: وين القطار؟؟
مايد : أفففف.. قلت لج اصبري..
أمل: انته تقص علينا..
مايد: لولة عيييييب.. عيب..
أمل: انا ما اشوف قطار وريولي تعورني..
مايد: والله انج أذية.. شوفي اختج مول ما تنطقت من طلعنا من البيت.. ليش ما تستوين شراتها..
أمل: انزين وين السنجاب..؟؟
شهق مايد وهو يتذكر السنجاب اللي كان خاشنه في شنطة سارة وخذ عنها الشنطة وابتسم يوم شافه بعده حي .. وتم ميودنه في ايده.. ويوم وصلوا القطار تمت أمل مبطلة عيونها ع الاخر وهي مب مصدقة انها اخيرا بتركب قطار نفس الرسوم المتحركة.. وسارة كانت منبهرة باللي حواليها وتطالع كل شي وكل حد يمر من جدامها.. ومن بين اللي مروا ريال وقف فترة يطالعها وتم واقف وسارة مب منتبهة له.. بس مايد انتبه وعلى طول ير سارة من ايدها وقربها له .. وتم يطالع الريال بنطرة حادة لين ابتعد عنهم.. مايد كان يعرف انه اخته جميلة والكل ينبهر يوم يشوفها.. بس هذا ما يعطيهم الحق انهم يوقفون يتأملونها..
ليلى أول ما نزلوا اخوانها دشت غرفة محمد بس ما لقته، وراحت تطالع التلفزيون بس ملت لأنه القناة الانجليزية الوحيدة اللي عندهم في الشقة هي CNN والباجي ايطالي وما تفهم عليه.. وقفت في البلكونة وهي تفكر شو تسوي لهم ع العشا.. وسرحت وهي تطالع الشارع اللي تحت.. أفكارها غصبن عنها ردت تاخذها للغريب اللي شافته في المقهى .. وترددت قبل لا تلبس وتنزل البيازا.. يمكن تشوفه.. وإذا شافته؟؟ شو بتسوي؟؟ وليش وايد هامنها هالشي؟؟ تبخرت أفكار ليلى وهي تنزل الشارع وتمشي صوب المقهى.. بس رغم انها لفت البيازا مرتين ما شافته.. وحست بإحباط كبير وهي رادة الشقة.. وشافت من بعيد اخوها محمد يالس اكيد ويا ربيعه منصور في المقهى.. واستأذن محمد من منصور يوم شافها وسار لها..
محمد: شو بلاج ليلى .. شِكلج متظايجة وايد..
ليلى: لا بس مليت وانا بروحي في الشقة ونزلت اتمشى.. بس حتى البيازا ملل..
محمد: انزين تريي دقايق برمس منصور وبيي اتمشى وياج.. بنسير المول اللي في البيازا الثانية.. شو رايج؟
ابتسمت ليلى من دون نفس وقالت: خلاص بترياك..
ووقفت تطالع اخوها وهو يرمس ربيعه.. كانت حاسة بإحباط كبير .. ليش ما شافته؟؟ وين راح؟؟ الصبح كان يالس في هالبقعة.. وين اختفى؟؟ ويا ترى بتشوفه مرة ثانية ولا لاء؟؟
اقترب منها محمد وهي سرحانة ومشت وياه وهي عقلها مب عندها.. كانت تتظاهر انها تسمع رمسته وتبتسم وتهز راسها بس هي كانت ما تسمع ولا حرف من اللي يقوله.. كانت تحاول تفسر مشاعرها وتتغلب عليهن.. بس لأول مرة في حياتها تحس بقلبها عنيد لهالدرجة..
محمد: أووهووو..!!!
ليلى: ها؟؟
محمد: الحين صار لي ساعة أسألج وين بالضبط تبين تروحين.. ليلى شو بلاج متأكدة انه ما في شي مظايجنج؟؟
ليلى: ما فيه شي.. تعال نسير السينما..
محمد: ياللا..
وداها محمد السينما ولفترة بسيطة من الوقت قدرت ليلى تنسى طيف الانسان اللي ملا عليها قلبها وحياتها وروحها..
***


يتبع

محروم 09-14-2016 06:49 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
يتبع


في القطار كان مايد يالس ويا أمل وسارة على كرسي واحد.. وجدامهم بنتين انجليزيات يايات ايطاليا سياحة.. رحلتهم كانت مدتها نص ساعة لين يوصلون جنوا.. وأمل وسارة كانن يطالعن الانجليزيات باستغراب وهن يطالعن مايد ويتغامزن ويضحكن ومايد يطالعهن ويبتسم وفي النهاية يوم شاف مايد انه ما منهن سالفة ومب ناويات يرمسن.. ابتدى هو وسولف وياهن.. وعرف انه وحدة فيهن اسمها كلير والثانية جنيفر..
مايد: you're going to Genoa too? (بتسيرون جنوا؟؟)
كلير: No.. we're heading to Napoli.. But.. if you want us to come with you?? (لا .. نحن سايرات نابولي.. بس.. إذا تبانا نسير وياكم عادي..)
مايد (وهو يضحك): I wish.. but am babysitting my two little sisters (والله اتمنى هالشي بس انا مب فاضي اليوم.. ويايه خواتي الصغار)
جنيفر: That's a lovely thing to do.. you're a really nice person ( بصراحة شي حلو انك تهتم بخواتك.. الظاهر انك انسان حنون)
مايد: yeah.. I think so.. e7m.. (هيه.. يمكن.. إحم)
كلير: it's ok.. we'll come with you and help you take care of them (انزين نحن بني وياك وبنساعدك.. وبنيلس ويا خواتك)
مايد (وهو مستانس من الخاطر): Great.. !! (الله!! وناسة)
أمل: ميودي شو يقولن..؟؟
مايد: وانتي شلج ؟؟
أمل: شو يقولن.. خبرني..
مايد: يبن يسيرن ويانا..
سارة: لا.. ما نباهن..
مايد: حبيبي عادي ما بيسون شي والله فنانات..
سارة (وهي مبوزة): مابا.. أبا أرد البيت..
مايد: ياللا عاد سارونا.. لا تزعلين بخليهن يمشن بعيد عنج..
سكتت سارونا وتمت أمل تطالع البنتين بفضول.. كيف جي لابسات قصير؟؟ وليش ليلى ما تخليها تلبس مثلهن؟؟ هن أكبر عنها ولابسات .. اشمعنى هي لاء؟؟
مايد: خيبة خيبة خيبة..!! كلتيهن بعيونج لولة .. عيب..
أمل (وهي تهمس له): شو اسمائهن؟؟
مايد: كلير وجنيفر..
أمل: هيه تذكرت..
ضحك مايد عليها وتم يسولف ويا كلير وجنيفر لين وصل قطارهم جنوا ونزلوا هم الخمسة ويا بعض..
-------- الإمارات ---------
أم أحمد اللي من اسبوع ما طلعت من البيت ، خذت وياها خالد اليوم وراحت تزور صالحة اللي كانت طايحة في الفراش من يومين ومريضة.. وخالد كان مستانس انه بيطلع من البيت وما يهمه وين يروح.. المهم يطلع..
أول ما وصلت أم أحمد بيت صالحة دشت الصالة ونادت عليهم بس محد رد.. مع انها يوم اتصلت فواغي اللي ردت عليها.. وعقب ما يلست في الصالة.. طلعت لها مزنة من الممر وسلمت عليها..
أم أحمد: حيا الله مزنة شحالج..؟؟
مزنة : انا بخير.. تبين امي؟؟
ام احمد: هى وينها امج؟؟
مزنة: داخل عند يدوه صبري بزقرها..
دشت مزنة غرفة يدوتها اللي كانت تكح من خاطرها وفواغي يالسة وياها مصخنة لها ماي وحاطة فيه فيكس عشان تستنشقه.. بس صالحة كانت مصرة انه هالطريقة ما بتنفعها..
صالحة (بصوت مبحوح): عطيني قوطي الفكس..
فواغي: ما بعطيج ادريبج تبين تاكلينه..
صالحة: أقول لج عطيني اياه.. انتي تبين تذبحيني تمنعين عني الدوا؟؟؟
فواغي: امايه مب زين تاكلينه هذا كله كيماويات.. مصارينج بيتقطعن..
صالحة: ما بيخوز هالكحة الا الفكس.. عطيني اياه حسبي الله عليج من بنية..
في هاللحظة دشت مزنة.. وقالت: امايه .. حرمة تباج في الصالة..
فواغي: هاذي اكيد ام احمد..
صالحة (وهي تكح): هاذي شو يايبنها بعد.. ؟؟
فواغي: أمايه !!!!.. الحرمة ياية تزورج فيها الخير مسكينة..
صالحة: ماباها تزورني ولا يكون تدخلينها عندي هني..
تنهدت فواغي وقامت وهي تستغفر ربها وطلعت برى في الصالة عند أم أحمد.. اللي كانت يالسة وخالد يالس في حظنها.. وسلمت عليها ويلست وياها..
فواغي: شحالكم وشو اخبار ليلى واليهال؟؟
أم أحمد: الحمدلله بخير ... اليوم الصبح متصلين فيه..
فواغي: متى بيردون بالسلامة؟؟
أم أحمد: بعدهم مطولين شوي..
فواغي: والمعاريس شحالهم؟؟
أم أحمد: والله من يومين ما رمستهم..
فواغي: يحليلهم..
أم أحمد: طمنيني على امج.. اهون اليوم؟؟
فواغي: الحمدلله بس الله يهديها ما تسمع الرمسة طلعت لي قرون..
أم أحمد: هاذي صالحة. .راسها يابس استحميلها فديتج ..
فواغي: والله اني احاتيها .. خواتي مول ما يزورنها وهاذي النسرة مرت فهد مب جنها وياها في نفس البيت.. كله يالسة في جناحها فوق وما تنزل حتى تطمن عليها..
أم أحمد: بذمتج؟؟
فواغي: هى والله.. انا صار لي 3 ساعات هني ما شفتها نزلت ويوم دشيت على امايه كانت هلكانة يحليلها تبا حد يقربها الما وما عندها حد ..
أم أحمد: انزين ايلسي عندها انتي ليش تودرينها؟؟
فواغي: بتصل لريلي وبخبره اني ببات هني الليلة.. انا كنت مطمنة انه عندها شيخة هني.. بس الظاهر هاذي ما يهمها غير عمرها..
أم أحمد: هاذي ياهل شدراها .. قومي بندش عند امج..
فواغي: ياللا..
دشت أم أحمد وفواغي على صالحة اللي كانت تظارب مزنة تبا تاخذ عنها قوطي الفكس ومزنة مب راضية تعطيها.. ويوم دشوا عليها يلست مكانها وعدلت شيلتها وسلمت عليها أم أحمد ويلست تتخبرها عن صحتها.. ومزنة سارت صوب خالد وخذته وياها برى عشان يلعبون بروحهم..
صالحة كانت تطالع فواغي بحقد وفواغي تطالع أم أحمد اللي حست انه صالحة ما كانت تباها تدش عليها..
أم أحمد: فواغي ما بتزقرين شيخة؟؟ ما شفتها من يوم العرس..
فواغي: بسير ازقرها..
أم أحمد: الله يعطيج العافية يا بنيتي..
وعقب ما طلعت فواغي.. التفتت أم احمد على صالحة وقالت لها: ما تشوفين شر يام فهد..
صالحة (من دون نفس): الشر ما اييج...
أم أحمد: وليش جي تقولينها بنفس خايسة؟؟
صالحة: جبدي لايعة من المرض..
أم أحمد: هيه.. زين..
صالحة (اللي مول ما تستغنى عن فضولها): عبدالله ما اتصل من يوم سافر؟؟
أم أحمد: امبلى اتصل.. لازم بيتصل وبيطمني..
صالحة: وشو مسوي هو ومرته هاذيج.. نسيت اسمها..
أم أحمد: اسمها ياسمينا..
صالحة: بذمتج هذا اسم؟؟
ام احمد: بلاه اسمها حلو ما فيه شي..
صالحة: ما قلنا شي.. انزين متى بيردون؟
أم احمد: جريب ان شالله..
صالحة: وانتي ليش ما سافرتي وياهم؟؟ ما بغوا ياخذونج؟؟
أم أحمد: الله يهديج يا صالحة.. وين اروم اسافر انا وهالروماتيزم والضغط مأذني..؟؟ الا ما خبرتيني.. شو مسوية ويا مرت ولدج فهد..
صالحة: الله لا يبارك فيها ولا في الساعة اللي خذها فهود..
أم أحمد (مصدومة من لهجتها): استغفر الله العظيم.. جى عاده؟؟
صالحة كانت متعودة تستر على بيتها ومهما سووا عيالها لازم بتدافع عنهم جدام الناس.. واستغربت أم احمد انها كانت ترمس بهالجرأة جدامها.. يمكن من تأثير المرض؟
صالحة: فهود طول الاسبوع في دبي وهي فوق في غرفتها ما تنزل ولا اشوفها مول.. وحتى العشا والغدا مخبرة الخدامة تطلعه لها فوق.. مب جنه وياها حرمة في البيت.. شو من مذهب عندها هاذي؟؟
أم أحمد: يمكن تستحي منج..
صالحة: هاذي تستحي؟؟ هاذي لو تستحي ما بتسير المستشفى اروحها.. جان ع الاقل خبرتني ولا خبرت امها تسير وياها.. مب من بعده بيتهم.. حتى السوق تظهر بروحها..
أم أحمد: انزين جان خبرتي ريلها.. هو بيعرف يأدبها..
صالحة: يوم اخبره تيلس تصيح وهو مول ما يصدق فيها شي.. أنا يجذبني ويصدقها هي.. تقولين مسوية له عمل..
أم أحمد: الله يهديهم ان شالله..
صالحة: انا ما بسكت عنها لين اشوفه مطلقنها..
ام احمد: استغفري ربج يا صالحة مب زين اللي تسوينه في عمرج.. خليها تولي عنج.. ليش ترفعين ضغطج عسبة وحدة ما ترزى..
تنهدت صالحة وردت تكح بصوت عالي.. ولأول مرة حست أم أحمد بالشفقة عليها.. صالحة كبرت وايد ومحد عندها من عيالها الا هالرحومة فواغي.. حتى فهد اللي ساكن وياها في نفس البيت ما يسأل عنها. . وبناتها الباجيات مول ما يزورنها الا في الاعياد.. ولا يوم يبن منها بيزات..
فوق .. في جناح شيخة وفهد.. كانت شيخة مثل عادتها يالسة ع النت وتسولف في المسنجر ..
راعي الx5 : شواخي والله بموت ابا اشوفج.. هاذي مب حالة من شهر مب شايفنج..
ريانة العــــود: وتتحرى هالشي بإيدي.. أنا اتمنى اشوفك بعد .. متولهة عليك من خاطريه.. بس هالعيوز المعفنة ترقد في الصالة... جنه ما عندها غرفة.. ما اروم اظهر..
راعي ال X5 : ما يخصني .. أبا اشوفج الليلة وبييج وبتم واقف عند بابكم لين باجر ..
ريانة العــــود: انته تخبلت؟؟؟ ريلي باجر الصبح بيرد من دبي.. والله بيذبحني انا وياك..
راعي ال X5 : مالت عليه.. هذا بعد تسمينه ريال..؟؟
ريانة العــــود: مروان بس عاد.. بحاول الليلة اظهر..
راعي ال X5 : فديت روحج والله انج عسل.. متى بالضبط بشوفج؟؟
ريانة العـــــود: عقب الساعة 12 ..
راعي ال X 5 : يا ويل حالي والله ما فيه صبر.. بدق لج عقب..
ريانة العـــود: أترياك..
راعي ال X5: احبج
ريانة العــــود: أموت فيك انا..
طلع ربيعها من المسنجر ويلست شيخة تشوف ايميلاتها والمواضيع اللي مشتركة فيها في المنتدى.. هاذي شغلتها من يوم عرست وركب لها فهد النت عشان لا تحس بملل.. ما خلت منتدى ما اشتركت فيه.. وكل شي من مشاركاتها للصورة الرمزية اللي حاطتنها شجعت وايد من الشباب انهم يتعرفون عليها.. واغترت وايد بعمرها وهي تتحرى انها ملكت العالم بسبب لعبها وخرابيطها.. عندها اكثر من ثلاثة يحبونها.. أو بالاحرى يلعبون عليها وهي تتحرى عمرها مسيطرة ع الوضع وانها بجمالها هي اللي يالسة تخدعهم.. وفهد مثل الكل مخدوع فيها ومستحيل يصدق فيها أي شي..
سمعت شيخة حد يدق على باب غرفتها وكانت تعرف انه فواغي هني.. وتأففت وهي تبند الكمبيوتر وقامت تبطل لها الباب..
فواغي أول ما شافتها نزلت عيونها وقالت باحتقار: ما تعرفين تسترين عمرج قبل لا تبطلين الباب؟؟
شيخة ( وإيدها على خصرها وعلى ويهها نظرة تحدي): والله ما احيد انه شي رياييل في البيت..
فواغي (وهي لافة بويهها الصوب الثاني): انزين انزلي عموتي ام احمد هني وتبا تسلم عليج..
شيخة: اووهوو.. قولي لها اني راقدة..
فواغي: شو بتقول عنج اذا خبرتها انج راقدة لهالحزة.. ؟؟
شيخة: تقول اللي تقوله انا مب متفيجة لخرابيطكم..
قالت جملتها هاذي وصكت الباب بقوة في ويه فواغي اللي وقفت برى وهي تتنافض من القهر وقالت لها بصوت عالي من ورا الباب: والله انج قليلة ادب... مني انا اللي متعنية ويايتنج لين فوق..
بس شيخة ما همها وردت للكمبيوتر وهي تدعي على فواغي اللي خلتها تبنده وقطعت عليها شغلها..
------------ إيطاليا -----------
أول ما نزلوا مايد وأمل وسارة من القطار ويا جنيفر وكلير.. راحوا للمنتزه اللي كان رايح له ميود الصبح.. وردوا السنجاب مكانه وكانت أمل هي اللي ردته ودخلته بإيدها داخل بيته في الشجرة.. وعقب ما خلصوا راحوا الملاهي ويا بعض وكان مايد وايد مستانس ويا كلير وجنيفر.. مب عشانهن حلوات .. بس مجرد وجود حد بنفس عمره وياه خلاه يرتبش.. وكلير وجنيفر بعد كانن مستانسات ويوم وصلن الملاهي .. قالت كلير لمايد: let's go and play that game ( تعال نلعب هاللعبة)
اطالع مايد المكان اللي تأشر عليه.. كانت اللعبة قطار الموت.. وأمل وسارة أكيد ما يرومن يتحملنها.. عشان جي قال لها: no I can't .. my sisters can't play this game ( ما اقدر.. خواتي ما يرومن يركبن هاللعبة)
جنيفر: so they don't have to.. I'll stay with them and you go and have fun ( مب لازم يلعبن انا بيلس وياهن وانتوا روحوا واستانسوا)
ارتبك مايد وخذ خواته على صوب وقال لسارة: حبيبي انا بسير العب في هاذيج اللعبة العودة ويا كلير.. انتي تمي هني انتي وامل وجنيفر .. دقايق وبرد لكم..
أمل: ونحن متى بنلعب؟؟؟
مايد: بتلعبين والله .. بس اصبري شوي..يوم بخلص هاللعبة بوديج وين ما تبين
سارة: لا تخلينا هني بروحنا.. خذنا وياك..
مايد: حبيبي هاللعبة وايد تخوف .. عادي تصيحين..
سارة: مابا اتم هني بروحي..
مايد: جنيفر بتم وياكن..
أمل (بأرف): ريحتها خايسة.. هاذي ما تتسبح؟؟
مايد (وهو يضحك من خاطره): الله يغربل ابليسج.. هاذيلا جي ريحتهم .. استحمليها لا تقتربين منها وايد.. اوكى؟؟
أمل: انزين
سارة: خلاص ميودي سير العب بس لا تتأخر..
مايد: فديتكن والله باخذ لكن ايس كريم يوم برد.. ما بتأخر
سار عنهن مايد ويا كلير ووقفت جنيفر وياهن وسارة وأمل واقفات بروحهن على صوب بعيد عنها.. وشكلهن صج منأرفات منها ومتروعات.. ومايد كان كل شوي يتلفت وراه ويشوفهن.. بس يوم ابتعد وراح صوب اللعبة اقتربت منهن جنيفر وهي تبتسم وقالت: come on honey.. give me you bag ياللا حبيبتي عطيني شنطتج)
سارة اطالعتها بخوف وهي مب فاهمة اللي تقوله ولصقت في أمل اللي كانت تطالع جنيفر بعصبية..
مدت جنيفر ايدها وحاولت تاخذ الشنطة من ايد سارة بس أمل تمت تزاعج وتقول لها هدي الشنطة .. وسارة واقفة مب راضية تتحرك وراصة ايدها على الشنطة بقوة..
بس جنيفر كانت اقوى منهن ودزت أمل بقوة وسحبت الشنطة من ايدها وراحت عنهن تمشي بشكل طبيعي ولا كأنها سرقت الشنطة عنهن.. وأمل من خوفها ما تحركت بس سارة كانت تزاعج وتقول لها: ردي الشنطة!!!! حرامية... رديها!!!!
بس للأسف محد كان يفهم عليها وتمت تطالعها بقهر والدموع ترست عيونها .. دانة كانت في الشنطة.. دانة!!!.. وهي واقفة في مكانها مب قادرة حتى تتحرك من الخوف.. ومحد يقدر يرد لها اياها..
عقب 10 دقايق نزل مايد من اللعبة وهو يضحك وقالت له كلير انها بتسير تعدل شعرها وبترد.. وهو سار صوب خواته ويوم شافهن واقفات بروحهن زاغ وركض لهن بسرعة..
مايد: وين جنيفر...؟؟؟ سارونا شو فيج تصيحين؟؟
أمل (وهي تصيح): هاذي حرامية خذت شنطة سارونا...
مايد: شو؟؟؟ منو؟؟؟ وين جنيفر...؟؟
سارة: جنيفر سرقت شنطتي.. دانة داخلها..!!!!
مايد: شو؟؟؟؟؟؟؟ كيف خليتوها تسرقها؟؟؟ ما فيكم حلج تزاعجون؟؟
أمل: والله زاعجنا محد سمعنا..
ويلست أمل ع الارض تصيح وهو يتلفت حواليه وعرف انه كلير مستحيل ترد لهم وتم يدعي على عمره اكثر من مرة لأنه خلى وحدة مثل هاذي تخدعه هي وربيعتها.. شو يبون بشنطة الياهل؟؟؟ ما فيها شي غير العاب وخرابيط؟؟ لهالدرجة يسرقون أي شي وكل شي؟؟
سارة: ميودي ابا دانة!!!!
مايد: انزين تعالوا بندورها..
أمل: انا ما اروم امشي..
مايد: ياللا عاد لولة والله مب متفيج لج بروحي متظايج...!!! تحركي
لف مايد وخواته الملاهي كلها وما حصلوا جنيفر ولا كلير.. وفي النهاية ردوا البيت عقب المغرب وهم متظايجين ولا واحد فيهم رمس الثاني .. ومايد كان حاس بالذنب .. وقرر يروح باجر من الصبح ويدور لها لعبة ثانية تشبه دانة.. بس ان شالله ترضى فيها سارونا..
***
في جناح شهر العسل بفندق الريتز، كانت ياسمين يالسة تمشط شعرها جدام المنظرة وعلى ويهها ابتسامة رضا.. عبدالله اشترى لها عقد رائع اليوم وما بخل عليها بأي شي طلبته.. وكان قلبها يدق بعنف وهي تتخيل نفسها لابستنه في المناسبات..
عبدالله كان في الصالة يطالع الاخبار وياسمين عقب ما خلصت وخلت شعرها مبطل.. راحت له الصالة وقفت جدامه وهو أول ما شافها ابتسم لها ويرها من إيدها عشان تيلس حذاله..
ياسمين (وهي تبتسم بدلع): عبدالله؟؟
عبدالله (اللي كانت عيونه على التلفزيون): ها غناتي؟
ياسمين: متى بتخلص فلتي اللي قي جميرا؟؟
عبدالله: الفيلا مخلصة.. بس اتريا نرد عشان تختارين لها الاثاث..
ياسمين: وليش ما ناخذ الاثاث من هني؟؟
عبدالله: خلاص ما في أي اشكال.. يوم بنرد روما بناخذه..
ياسمين (وهي تبتسم): أوكى..
سكتت ياسمين فترة وحاولت تركز على الاخبار .. بس طبعا تمللت لأنه هالسوالف ما تعيبها وردت تدلع على عبدالله..
ياسمين: عبدالله؟؟
عبدالله (وهو يضحك): ما بتخليني اطالع الاخبار؟؟
ياسمين: لا .. بند التلفزيون..
عبدالله: خلاص بندته.. ها حبيبتي .. آمري..
ياسمين: ماشي بس أباك تجابلني..
عبدالله: ان شالله.. ما طلبتي..
ياسمين: عبدالله كيف شكلها الفيلا؟؟
عبدالله: همممممم.. وايد شاغلة تفكيرج..
ياسمين: لازم.. تراها المكان اللي بسكن فيه طول عمري..
عبدالله: بس نحن بنسكن في العين وفيلا جميرا بتكون حق الاجازات وقعدات دبي بس..
شهقت ياسمين وبطلت عيونها ع الاخر: شو؟؟؟ لا لا لا .. أنا ما بطلع من دبي..
عبدالله: ههههه حبيبتي انا شغلي كله في العين .. تبيني اودره واقعد في دبي..؟؟
ياسمين: تصرف.. عين مدير.. انته صاحب الشركة مب لازم تسير الشغل..
عبدالله: عندنا فيلا شكبرها في العين.. والله بتحبينها .. وايد حلوة..
ياسمين: ما يخصني انا ما بطلع من دبي.. انته تم في العين وانا بتم في دبي..
عبدالله: هههههههه... يصير خير خلنا نرد البلاد وبنتفاهم..
ياسمين (بحزم): لا... عبدالله خلنا نتفاهم من الحين..
عبدالله (اللي كان يبتسم وكأنه يرمس ياهل صغيرة): انزين .. نتفاهم.. ليش لاء؟
ياسمين: أول شي ابا اسكن في جميرا.. وثاني شي.. مممم... عبدالله... انا... انته طبعا تبا عيال..
رفع عبدالله حواجبه وهو منصدم منها.. جملتها الاخيرة احرجته وايد.. ما توقع انها تكون بهالجرأة خصوصا انهم توهم معاريس يدد.. وذكر عمره انها بعدها صغيرة وما تفتهم لهالشغلات..
عبدالله: أكيد.. واحد ولا اثنين.. ليش انتي ما تبين؟؟
حس عبدالله انه يشفق عليها .. ياسمين بروحها ياهل .. والخوف كان مبين بوضوح في عيونها وهي ترمسه.. بس عبدالله كان خاطره باليهال .. والسبب الأول اللي خلاه يتزوج هو انه لازم يكون له وريث.. بس ياسمين كانت متظايجة من هالشي والدموع تيمعت في عيونها على طول..
ياسمين (وهي منزلة عيونها): ربيعة ماماه ماتت وهي تربي..
عبدالله (اللي كان متوتر وما يعرف بشو يرد عليها): هاذي ارادة رب العالمين ومب كل حرمة تموت وهي تربي.. ياسمين شو صار عليج؟؟ المفروض ما تحاتين هالشي..
ياسمين: مب بس هالشي اللي مخوفني .. أنا مابا يهال.. انا بعدني صغيرة..
عبدالله (بنبرة حادة): ياسمين!!!!
كان مقهور من رمستها وقام ودش الغرفة وقامت ياسمين بسرعة ولحقته.. وحاولت تكلمه بس عبدالله تلحف ورقد وهو صاد الصوب الثاني.. وحاولت ياسمين ترقد بس ما قدرت ونشت ويلست في البلكونة.. تفكر بالحوار اللي دار بينها وبين ريلها .. وتحاول تتوصل لطريقة تقنعه فيها عشان يغير رايه ويتخلى عن فكرة اليهال.. وفكرة انه يسكن في العين..
* * *
* * *
في بيت صالحة.. كانت شيخة متلبسة وكاشخة ع الاخر الساعة 11 ونص.. توها كانت نازلة الصالة وما شافت حد.. فواغي راقدة وصالحة اليوم راقدة في غرفتها.. محد كان في الصالة وهاذي كانت فرصتها انها تطلع .. دقت لمروان وتواعدت وياه اييها في الفريج بس بعيد شوي عن باب بيتهم.. ونزلت شوي شوي للصالة..
في نفس الوقت كانت مزنة نازلة من غرفتها بكل هدوء.. الحين يحطون اعادة عالباب يا شباب في ال LBC وهي خاطرها تشوفه.. كانت تمشي وتطالع وراها خايفة من انه امها تنش وتشوفها.. وفجأة وهي تمشي في الظلام دعمت في شي وسمعت صرخة خفيفة.. وشهقت مزنة بقوة وهي تبطل عيونها عدل عشان تشوف.. ويوم اتضحت لها الصورة ردت تشهق..
مزنة: شيخوه؟؟؟؟
شيخة (اللي كانت ميتة من الخوف): الله ياخذج .. انتي شو مقعدنج الحين؟؟
مزنة: انتي وين رايحة؟؟؟
شيخة: وانتي شلج؟؟
مزنة: والله بخبر.. صبري..
يرتها شيخة من ايدها وقالت: وين تخبرين وتخبرين على شو؟؟
مزنة: وين رايحة؟؟
شيخة: بلتعن ايلس في الحديقة .. ملانة...
مزنة: وليش لابسة عباتج؟؟
شيخة: واذا طلع لي حرامي؟؟؟ تبينه يشوفني من دون عباة؟؟
مزنة (وهي تبتسم بقناعة): أهاااااااا.. صح..
شيخة: انتي شو مقعدنج الحين..
مزنة: انا بشوف التلفزيون.. بس امي ما تخليني..
طلعت شيخة مفتاح من شنطتها وعطته لمزنة وهي تقول: سيري غرفتي شوفي محد بيسمعج..
مزنة: والله؟
شيخة: هى.. انا ما بخبر اذا انتي ما قلتي شي..
مزنة: انا ما بقول شي..
شيخة: شطورة .. ياللا سيري..
ضحكت مزنة وركضت صوب غرفة شيخة اللي خذت نفس عميق ونزلت الصالة وطلعت من البيت من دون ما حد يشوفها..
***
اليوم اللي عقبه.. الساعة 11 الصبح ، وعقب ما سوت ليلى الريوق لاخوانها وحطت لهم اياه على طاولة الصالة.. نزلت تحت تتمشى لنهم كلهم كانوا رقود..
كانت ليلى تتلفت حواليها بلهفة.. تتمنى فعلا انه آمالها ما تخيب هالمرة وتشوفه.. هالشخص صار بالنسبة لها هاجس.. كل ما ترمش بعيونها يتخيل لها إنها بتشوفه.. من دونه، صارت البيازا خالية .. ما فيها أي شي يستحق إنها تكتشفه أو تشوفه.. فقدت كل الإثارة يوم اختفى هالغريب فجأة من حياتها مثل ما دخلها فجأة وبدون أي مقدمات.. استمرت ليلى تمشي حتى وصلت للمقهى وهي تتمنى من كل قلبها تشوفه..
ومثل الطيف.. تحققت امنيتها.. ووقفت مبهتة وهي تطالع المقهى.. في نفس المكان وفي نفس الوقت اللي شافته فيه أمس كان موجود.. يالس على نفس الطاولة وفي عيونه نفس النظرة الحالمة اللي شافتها أمس.. شو سر هالعيون؟ وشو اللي يخليها تغرق في بحرها بهالطريقة؟؟ وبدون أي تحفظات؟
تنهدت ليلى وقررت تستجمع كل شجاعتها وجرأتها وتقترب منه.. ما تبا شي الا انها تحس بقربه.. وفي نفس الوقت يمكن تسمع صوته.. ضحكت ليلى وهي تقترب من طاولات المقهى اللي كانت مصففة برى في الشارع كالعادة في كل المقاهي الايطالية.. حست بعمرها مراهقة وما همها.. جرأتها ولهفتها كانت يديده عليها .. ما جربتها من قبل وما كانت متوقعة انها بتجربها في يوم.. اليوم الصبح كانت تلوم نفسها وهي تغسل ويهها في الحمام .. كانت تحاول تقنع نفسها انه اعجابها بشخص غريب حركة مب حلوة خصوصا انها مسئولة عن يهال والمفروض تكون قدوة لهم.. بس في نفس الوقت كانت تحس بداخلها بانفعال غريب.. وانتعاش واحساس وايد حلو.. وما هان عليها ابدا تفقده.. عشان جذه يلست في الطاولة اللي ورا طاولته وعيونها كانت عليه.. ما انتبه لها ابدا.. ولا حتى اطالعها او التفت لها.. وهالشي استانست عليه ليلى.. يعيبها الريال الثجيل العاقل.. ومن أول ما شافت هالانسان وهي تعرف انه مب شرات غيره.. شي في نظرة عيونه كان يبين لها انه غير.. انسان متميز ومتفرد.. ومستحيل يكون شرات غيره.. مستحيل.. !!
اطالعته ليلى عدل ودققت في ملامحه وهو يطالع الشارع مب منتبه لها.. خشمه كان طويل وعيونه وساع .. عيونه لونهن رمادي غريب.. ويوم تطالعهن تحس انه ينظر في فراغ.. نظرة حالمة في عيونه كانت تميزه عن كل اللي حواليه.. وملامحه كانت عربية .. يا ترى من يكون؟؟
في هاللحظة اقترب منها صاحب المقهى وهو يبتسم ابتسامة عريضة ومال بجسمه العريض على الطاولة ورمسها بلهجة انجليزية مكسرة..
صاحب المقهى: Good morning Seniorita,
ليلى (اللي استانست انها اخيرا لقت حد يرمس انجليزي): Good morning
صاحب المقهى: would you like something to drink?
ليلى (وهي تبتسم): what do you have??
صاحب المقهى: I suggest you try our avocado juice.. it's delicious
ليلى: sure.. why not?
صاحب المقهى: Sei Arabian??
ليلى: yes
صاحب المقهى (وهو يغمز لها): By the way, my name is Tony
حاولت ليلى تخبى ضحكتها بصعوبة وهي تقول: Hi Tony.. am Laila
طوني: Bella Seniorita.. just two minutes and the best juice in Rome will be at your lovely hands
ضحكت ليلى من خاطرها وهي تشوف طوني يغني ويتمايل في مشيته وهو رايح يحضر لها العصير بنفسه.. وردت تطالع الشخص اللي سلب لها عقلها وشافته بعده يالس على نفس حالته.. وطلعت ليلى كاميرتها من الشنطة ويلست تغير العدسات وتغير الديسك اللي فيها.. ويوم ردت تطالعه كان واحد من اليهال اللي يلعبون في الشارع مقترب منه ويالس يلعب جدامه بالضبط.. بس الريال ما كان منتبه له.. كل اللي سواه انه رمش بعيونه وغمضهن فترة ورد يبطلهن.. الولد الصغير كان في ايده عصا ومسونها نفس السيف ويتظارب هو وولد ثاني من نفس عمره.. ابتسمت ليلى وهي تطالعهم كان شكلهم وايد cute وهم يتحرون عمارهم فرسان والعصا سيف.. وتمنت لو انها تقدر تصورهم بس وجود الريال الغريب حذالهم منعها من هالشي.. ما فيها بعد يتحرى انها تبا تصوره هو..
وفجأة والولدين يتظاربون بالعصا رد الولد بعصاه على ورا واقتربت من ويه الريال الغريب بشكل فظيع.. شقهت ليلى ووقفت في مكانها وهي متأكدة انه العصا ظربته في ويهه.. كانت قريبة من ويهه بشكل كبير .. بس صدمتها كانت أكبر هي والولد يوم اطالعوا الريال وشافوه ما تحرك مول من مكانه.. ولا سوى أي حركه تبين انه انصدم او حتى تظايج من الحركة.. كانت ملامحه عادية وكأنه ما انتبه للي صار.. كأنه كان في عالم ثاني.,.
الولد هو وربيعه قالوا شي بصوت عالي وركضوا وهم يضحكون ويطالعون الريال .. وليلى تمت واقفة تطالعه بصدمة.. معقولة؟؟
في هاللحظة يت بنية جميلة لابسة شيلة لونها بني فاتح وتنورة وقميص لونهم بيج .. واقتربت منه بسرعة وحطت ايدها جتفه وهي تيلس جدامه وسألته والخوف واضح على ملامح ويهها: أحمد تعورت؟؟ العصا كانت وايد جريبة من ويهك!!
ابتسم أحمد : أي عصا؟؟
البنية: كانوا جدامك اثنين يهال يلعبون بعصا وواحد منهم فلتت من ايده ويت صوبك.. والله زغت وانا اشوفك من بعيد .. كنت اتحراك تعورت..
أحمد: لا غناتي.. لا تحاتين ما ياني شي.. حتى ما حسيت بهم..
البنية: أحمد.. دير بالك على عمرك .. انا مالي غيرك..
تنهد أحمد بحرقة وما قال شي.. وابتسمت البنية وهي تحط ايدها على ويهه وقالت له: شو اللي خلاك تتظايج الحين؟؟
أحمد: نوال انا تعبت من هالوضع.. متى بسوي العملية وبفتك؟؟
نوال: خل ايمانك بالله قوي.. وهذا اختبار من رب العالمين .. عقب اسبوعين بنرد المانيا وبتسوي العملية.. وان شالله بترد شرات قبل واحسن..
أحمد: ان شالله..
نوال: ياللا انا بروح اكمل المشتريات من السوق وبرد لك عشان نرد الفندق.. خلاص؟؟
أحمد: ههههههه كيف بتخلصين وانتي كل شوي رادة هني عشان تشيكين عليه..
نوال: كيفي .. أخويه الوحيد وما اروم على بعدك.. عندك مانع؟؟
أحمد: ياللا خلصي بسرعة مليت من اليلسة هني بروحي..
نوال: مليت؟؟ يبالي اخبر طوني ..
أحمد: لا دخيلج ما فيه على حشرته هالخبل..
نوال: هههه.. ياللا دقايق وبرد لك..
راحت عنه نوال وردت النظرة الحالمة على ويه احمد .. وليلى يالسة وراه ودموعها تنزل من عيونها بشكل لا إرادي.. ووقفت بتعب واقتربت منه من دون ما تحس.. ما كان يهمها انه بيحس بها ولا لاء.. ولا همها انه الكل في المقهى ممكن يشوفها.. اقتربت منه.. كانت تبا تتأكد.. وكأن كل اللي شافته وسمعته مب كافي..
وقفت جدامه وحركت اصابعها جدام عيونه ببطئ ويوم ما رمش بعيونه ولا تحرك اتأكدت ليلى وطلع منها صوت يشبه الانين من كثر ما كانت مقهورة وحزينة ومصدومة.. احمد انتبه انه حد واقف جدامه وسألها: نوال؟؟
ابتسمت ليلى بحزن وقالت: لا.. أنا مب نوال..
تغيرت ملامح احمد واحمر ويهه.. وسألها بارتباك..: منو انتي؟؟
ليلى: مب مهم.. مب مهم..
سألها احمد سؤال ما سمعته ليلى لأنها شلت كاميرتها وطلعت من المقهى وطوني ينادي عليها " Seniorita your juice!! "
مشت ليلى في الشارع اللي يوصل لشقتهم وهي ما تشوف أي شي من الدموع اللي في عيونها.. أعمى.. طلع أعمى.. ليش؟؟ ليش الانسان الوحيد اللي خفق له قلبها .. الانسان الوحيد اللي حست به غير عن الكل .. يطلع معاق.. !! وليش نظرتها له تغيرت أول ما تاكدت انه معاق.. ليش راحت اللهفة وراح الانبهار..؟؟
كرهت ليلى عمرها ويلست على طرف النافورة وهي تحاول تجمع افكارها.. وشافت نوال من بعيد شالة في ايدها كيسين كبار.. وعلى ويهها ابتسامة حلوة.. وحست بألم كبير في قلبها .. اسمه أحمد.. أحمد اسم ابوها الله يرحمه.. تنهدت ليلى ومسحت دموعها.. وحطت كاميرتها في الشنطة وردت الشقة وهي تحاول للمرة الثانية تشيله من أفكارها.. بس هالمرة كان قلبها محمل بالهموم.. ليش حتى لحظات السعادة البسيطة ما تقدر تعيشها؟؟ وليش كل شي وكل حد تحبه تفقده؟؟ هل بيستمر هالشي ؟؟ ولا بيي اليوم اللي تلاقي فيه الانسان اللي تحبه؟؟ وأحمد... معقولة بتقدر تشيله من بالها؟؟ معقولة؟؟
***
ملاحظة: البيازا piazza هي ساحة دائرية كبيرة جدا.. بنيت على اطرافها بيوت ومقاهي ومطاعم وفي نهايتها كنيسة ومباني حكومية.. يعني مثل القرية الصغيرة.. وهي شي معروف في روما .. يعني في اكثر من بيازا موجودة هناك..

نهاية الجزء العاشر

محروم 09-14-2016 06:50 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
الجزء الحادي عشر

كان مبارك يحاول يشغل موترة وأكثر من مرة يدخل السويتش ويحركه بس الموتر مب راضي يشتغل.. تنهد بخوف وهو يطالع الطريج المهجور اللي واقف فيه والظلام والصمت المخيف برى السيارة.. كان لازم ينزل عشان يشوف شو السالفة وحس بخوف وهو يبطل الباب.. بس أول ما وقف برى وحط ريوله ع الارض اطمن شوي وبطل بونيت السيارة عشان يجيك ع الماي والبطارية.. واستغرب وايد يوم شاف انه الوضع طبيعي ..
بس في اللحظة اللي نزل فيها البونيت شهق مبارك من خاطره وتم قلبه يدق بعنف.. أبواب السيارة كانت مسكرة والجامات تصب دم.. وفي ايد صغيرة تحاول تمسح الدم اللي على الجامة اللي جدام.. حط مبارك ايده على قلبه وهو حركات الايد البطيئة.. كان خايف من اللي بيشوفه بس في نفس الوقت مب قادر يشيل عيونه عن المشهد اللي جدامه.. وما يدري شو اللي خلاه يتجدم.. رغم الدموع اللي حرقت عيونه وقلبه اللي كان يدق بعنف من الخوف.. تجدم من السيارة .. وفي كل خطوة كانت الايد تمسح مساحة اكبر من الدم المتميع ع الجامة.. ويوم اقترب مبارك من الموتر.. وضحت الصورة جدامه .. وطل عليه ويه ولده الصغير ناصر ودموعه تنزل بصمت وعيونه تطالع أبوه باستعطاف..
انفجرت دموع مبارك من عيونه ولصق خده على الجامه وهو مب مصدق انه ولده داخل السيارة .. ناصر حبيبه جدامه.. كان ويهه شاحب.. حزين..وشفايفه تتحرك كأنه يرمس من دون صوت.. وحاول مبارك يفهم اللي يبا يقوله بس ما كان في مجال انه يسمعه.. وتحرك بسرعة لباب السيارة يحاول يبطله من دون فايدة.. كأنه شي عالق فيه ويمنعه من انه يتبطل..
وفي النهاية ويوم استمر مبارك يشد فيه.. تبطل بقوة وتناثر الدم اللي كان تارس السيارة على ويه مبارك اللي صرخ بقوة ورد على ورى.. وتم يمسح الدم عن ويه بظهر ايده.. ويوم رد يبطل عيونه كانت مها منسدحة على السيت اللي جدام وتطالعه وتبتسم ببراءة.. لابسة بيجامتها الوردية اللي كان يتخبل يوم يشوفها بها..
تم مبارك واقف مبهت وهو يطالعها.. وهي استندت على ايدها واشرت له يقترب منها ويوم تم واقف مكانه عفست ويهها وجنها زعلانة وقالت: باباه تعال عاااااااد..!!!
تنفس مبارك بصعوبة وهو يقترب منها وهي كل ما اقترب تبتسم اكثر وفي النهاية مدت له ايدها وركض مبارك عشان يشلها في حظنه بس قبل لا يوصل لها بثانية اصطدم بشي وتعثر وطاح بقوة ع الارض.. وحس بشي يسحبه من ريوله ويوم التفتت كانت حرمة ملتفة بعباتها وايدها راصة على ريوله بقوة.. مبارك تروع منها وتم يدز ايدها بريوله الثانية بس الحرمة كانت قوية وتمت ترص على ريوله اكثر .. فيلس في مكانه ونزلت دموعه وهو يحاول يبطل ايدها عن ريوله وتخيست ايده دم.. وفجأة رفعت الحرمة راسها ويوم شافها مبارك صرخ بأعلى صوته..ولف بويهه الصوب الثاني.. نجلا.. نجلا جدامه ومب قادر يطالع في ويهها اللي كان متشوه وكله دم.. وسمعها تناديه: مبارك .. مبارك..
ورد عليها بعصبية : شتبين فيني ..؟؟ لين متى بتمين تلاحقيني؟؟ خليني في حالي !!!! حرام عليج... خليني في حالي..!!!
وقام من مكانه يحاول يركض بعيد عنها بس ايدها كانت راصة على ريوله ويوم شدها بقوة تبطلت ايدها عنه واصطدم بالسيارة بقوة .. وتنفس بصعوبة وهو يبطل عيونه ويتعوذ من ابليس.. ويطالع حواليه في الغرفة.. السيارة اختفت وعياله ونجلا محد.. غطى مبارك ويهه بإيده وحاول يخفف من الرجفة اللي يحس بها.. من يوم قررت امه تخطب له ميثة بنت عموته وهالكوابيس تزوره في منامه يوميا.. صار يكره النوم ويكره الساعة اللي يحط فيها راسه ع المخدة.. لهالدرجة احساسه بالذنب يلاحقه حتى بعد هالسنين؟؟؟
نش مبارك وهو متظايج ودش الحمام يغسل ويهه ولاحظ انه عيونه حمر.. وملامحه صج مرهقة.. وعقب ما خلص ولبس بيجامته طلع يقعد في الصالة ويا امه وابوه واخوه ومرته وعيالهم.. الساعة كانت سبع ونص الصبح والعيال رقود .. محد كان موجود الا امه وابوه وظاعن.. واستغرب الكل انه مبارك مب متلبس عشان يروح الدوام..
ام ظاعن (وهي حاطة ايدها على قلبها): شو بلاك حبيبي؟؟ لا يكون مزجم ؟؟
مبارك: لا امي ما فيه شي..
بوظاعن: ما بتسير الشركة؟؟
مبارك (وهي يحب امه على راسها): يمكن عقب .. مالي نفس ..
ظاعن: خلاص مب لازم تروح.. انته وايد اتعب عمرك .. ارتاح اليوم..
مبارك: ظاعن انته مشغول اليوم؟؟
ظاعن: عادي حتى لو مشغول بفضي عمري عشانك..
مبارك: تسلم ياخوي.. شو رايك نسير دبي ؟؟
ظاعن (وهو يبتسم): اكيد موافق.. متى تبانا نظهر؟؟
مبارك: عقب المغرب..
ظاعن: خلاص.. صار.. عقب المغرب بنظهر.. الحين اسمحولي تأخرت ع الدوام..
بوظاعن + ام ظاعن+ مبارك: في امان الله..
يوم سار ظاعن يلس بوظاعن يسولف ويا مرته شوي ومبارك يقرا الجريدة وعقبها راح العزبة ويا الدريول.. ويلست أم ظاعن بروحها ويا مبارك اللي استغل الفرصة عشان يرد عليها بخصوص سالفة خطوبته..
مبارك: امايه بخصوص ميثة..
ام ظاعن (وهي تبتسم): بلاها ميثة؟
مبارك: ما اريدها لا تخطبولي اياها..
اعتفس ويه ام ظاعن .. كانت متوقعة انه يوافق ومتأكدة انه بيرمسها وبيقول لها اخطبولي اياها في اقرب فرصة.. وقالت له بظيج: ليش يا مبارك؟؟ امس كنت موافق .. شو اللي تغير اليوم؟؟
مبارك: بس ما اريدها.. ميثة وايد صغيرة .. توها داشة ثالث ثانوي.. اذا بعرس باخذ لي حرمة مب ياهل اربيها..
ام ظاعن (اللي ارتاحت انه للحين ما شال فكرة الزواج من باله): وانت في حد في بالك؟؟
ضحك مبارك بمرارة: حد في بالي؟؟ منو يعني بيكون في بالي.. لا والله امايه المغازل ودرته من...... (كان بيقول من يوم خطبت نجلا بس سكت وقال) من ايام الثانوية..
ام ظاعن: محشوم يا ولدي انا قصدي يمكن سمعت عن وحدة من الاهل وتباها..
مبارك: امايه يوم بتدش وحدة خاطريه ما بتريا.. على طول بخبرج..
ام ظاعن: هى جي اباك فديتك.. لا تحط شي في خاطرك مولية.. حتى لو تبا اربع بخطب لك اياهن..
مبارك: لا لا لا. .وحدة تسد.. ما فيه على عوار الراس..
ابتسمت ام ظاعن وتمت سرحانة في ملامح مبارك اللي رد يقرا الجريدة .. ويلست تستعيد صور بنات العايلة كلهن في مخيلتها وتشوف منو منهن اللي تناسب مبارك.. ومنو اللي ممكن تطلعه من دوامة الهم اللي عايش فيها.. ؟؟
في هاللحظة التفت مبارك عشان يرمس امه ويوم شافها سرحانة فيه عرف اللي في بالها وضحك وهو حاس بإحراج كبير..
ام ظاعن: يعل هالظحكة ما تفارق محياك.. قول امين..
مبارك: آمين يا رب.. الا امايه بتخبرج ليش تطالعيني جي؟؟
ام ظاعن: أنا؟
مبارك: هى.. جني عانس وانتي متحسرة عليه وتجلبين في هالمخ الحلو تدورين لي على عروس..
ام ظاعن: هههههههه مب هين ثرك ..
مبارك: امي واعرفج زين.. لين ما تيوزيني ما بترتاحين..
رن تيلفون مبارك وقطع عليه سوالفه ويا امه وكان سهيل هو المتصل.. مبارك وايد استانس يوم شاف رقمه.. هو وسهيل استووا ربع من يوم اندماج الشركتين ودوم يتلاقون في المقهى.. رد مبارك على التيلفون وهو يبتسم ونشت أم ظاعن تشوف شغلها في البيت..
سهيل: السلام عليكم والرحمة
مبارك: وعليكم السلام والرحمة .. هلا والله.. عاش من سمع صوتك..
سهيل: هههههه ادري اني مقصر عن النغزات.. بس عبدالله كان موصني اسوي كم شغلة وما ارتحت الا يوم خلصتهن..
مبارك: افا عليك يا سهيل.. والله انيه عاذرنك واعرف انك مشغول ما له داعي تتعذر مني..
سهيل: انزين انا ياينك الشركة الحين..
مبارك: مر عليه في البيت انا ما داومت اليوم..
سهيل: ليش ؟؟ عسى ما شر؟؟
مبارك: متظيج شوي ومالي نفس اسير الشركة..
سهيل: خلاص اتلبس وانا بمر عليك بنسير نشوف شو سووا بفيلا عبدالله ..
مبارك: همممم.. خلاص.. تم..
سهيل: نص ساعة وبكون عندك..
مبارك: أترياك..
سهيل: مع السلامة
مبارك: في امان الله..
ابتسم مبارك وهو يبند التيلفون عن سهيل.. ابتسامته كان فيها نوع من المرارة.. عبدالله كان دوم يتصل بمبارك عشان يعرف اذا المفاجأة اللي كان محظرنها لياسمين خلصت ولا لاء.. من ستة اشهر وهو يحضر لها هالمفاجأة.. تم شهر كامل يدور أرض مناسبة وفي النهاية حصل لها مساحة كبيرة في العين واشترى الارض بسعر خيالي .. وتعاقد مع ثلاثة مهندسين عشان يرسمون له الخرايط والتصاميم.. كان يبا يبني لها فيلا فخمة في العين.. كهدية زواج.. وناوي يقدم لها الهدية اول ما يردون من شهر العسل.. في البداية المهندس قال له مستحيل الفيلا تخلص خلال ستة اشهر.. بس يوم كلم عبدالله مبارك.. أكد له انه اذا عمالهم اشتغلو فيها ويا بعض بيخلصونها بسرعة... مبارك كان دوم يسير ويجيك ع الفيلا بنفسه أيام سفر عبدالله.. وكل ما شاف التطورات اللي استوت فيها يبتسم ويتمنى لو كان عبدالله موجود عشان يشوف بعينه شكثر صارت الفيلا فخمة .. أكيد بيستانس وحياتهم هني بتكون حلوة هو ومرته وعياله.. يحليله عبدالله.. يستاهل كل خير..
عبدالله كان مقرر يخلي الغرفة اللي حذال غرفتهم حق البيبي اللي يتمنى يوصل بسرعة.. ووصى سهيل يروح بنفسه ويختار له الاثاث.. وصمم البيت على انه تكون فيه 6 غرف نوم اضافية.. الله يعلم يمكن ياسمين تييب له اكثر من خمس يهال؟؟؟..
وفي نفس الوقت رد وأثث بيته الجديم .. ما يدري ليش .. بس جي اثثه يمكن يحتاجه في يوم.. أو بيعطيه لواحد من عيال اخوه لأنه من أرقى البيوت في المنطقة كلها..
مبارك كان مستانس عشان عبدالله اللي قدر حتى في فترة متأخرة من حياته انه يستقر ويبني اسرة.. وتسائل في داخله اذا هالشي ممكن يتحقق له في يوم..
***
في الفندق كان عبدالله رايح يحجز لهم عشان يردون روما.. وياسمين داخل ترتب شنطتها.. اليوم بيردون روما عند ليلى واخوانها. . وهالشي مظايجنها.. ما تبا حد يشاركها شهر عسلها ورحلتها لايطاليا.. اف منه عبدالله يعني كان لازم يعزمهم؟؟؟
بس في نفس الوقت كانت مستانسة لأنه عبدالله نسى الحوار اللي دار بينهم امس أو تناساه لأنه يوم نش اليوم الصبح كان طبيعي وياها وما ذكرها باللي قالته أمس وياسمين تعتبر هالشي انتصار بالنسبة لها.. وعقب تفكير يودت التيلفون واتصلت بربيعتها نهلة.. كان لازم تلاقي حد وتشاركه فرحتها..
نهلة أول ما شافت في موبايلها مكالمة دولية ضحكت من خاطرها وقالت: فديتها يا ربي اللي توها تذكرتني..
بس يوم ردت على التيلفون سوت عمرها زعلانة: ألو؟.؟ منو؟؟
ياسمين: ههههههههه ونج زعلانة؟؟؟
نهلة: يحق لي ازعل..
ياسمين: لا ما يحق لج..
نهلة: مالت.. من يوم عرستي خلاص صرتي ما تفكرين بحد الا ريلج..
ياسمين: فديت روحه والله مول مب مقصر عليه في شي.. ليش ما افكر فيه؟؟ الا بخليه يشغل كل تفكيري بعد..
نهلة: شعليج تلاقينه مسونج اميرة..ومدلعنج ع الاخر..
ياسمين: طبعا.. اصلا انا مستواي أكبر عن جذي بس عبدالله يحاول وانا اقدر له هالشي..
نهلة: ههههه .. شو هالغرور..؟؟
ياسمين: وتدرين شو بعد؟؟ عبدالله بيسكن في فيلتي في جميرا.. وبيودر بيته اللي في العين..
نهلة: مستحيل..
ياسمين: امبلى والله.. وبناخذ الاثاث مني..
نهلة: تستاهلين يالغالية.. تستاهلين اكثر بعد..
ياسمين: بس...
نهلة: شو؟؟
ياسمين: عبدالله يبا يهال.. وانا ماباااااااا..
نهلة: وليش ما تبين؟؟ عيل ليش معرسة عشان تسافرين وتكشخين وتأثثين بيتج وبس؟؟ لازم تكونين لج اسرة وتيبين عيال..
ياسمين: عموما انا قررت.. حاليا مابا عيال.. عقب خمس سنوات ممكن..
نهلة: بس ريلج ريال عود.. حرام عليج ياسمينوه..
ياسمين: اف لا.. بس بلا أرف.. ما فيه على لوعة اليهال.. بروحي ما اطيقهم..
نهلة: أي أرف انتي ما تعرفين النعمة اللي انتي فيها.. والله غيرج ينذلون ذل عند رياييلهم وعبدالله يحليله مب مقصر وياج كافي انه هاد شغله ويالس وياج من شهرين الحين في ايطاليا..
ياسمين: نهلوووووه.. قولي ما شالله ما فيه تحسديني..
نهلة: ههههههه ... ماشالله ماشالله ..
ياسمين: أقول ببند عنج الحين شكله عبدالله رد..
نهلة: متى بتردين البلاد؟؟
ياسمين: ما ادري يمكن عقب اسبوع.. أو اثنينه.. بشوف عبدالله
نهلة: دقي لي اول ما توصلين..
ياسمين: اكيد حبيبتي .. ياللا عاد فارجي..
نهلة: باي
بندت ياسمين التيلفون ودش عبدالله الغرفة في نفس اللحظة وابتسم يوم شافها تطالعه بترقب عشان تعرف اذا بعده زعلان ولا لاء..
ياسمين: حجزت لنا؟؟
عبدالله: هى بنظهر عقب الغدا..
ياسمين: وحجزت لنا بفندق هناك؟؟
عبدالله: ليش فندق بعد؟؟ عندنا الشقة..
ياسمين: عبدالله!!!!! ما اريد ايلس في الشقة.. بنتم في فندق..
عبدالله (بحزم): هالموضوع ما فيه نقاش . بنيلس في الشقة عند العيال.. ابا اعوضهم عن يلستهم بروحهم..
اطالعته ياسمين بحقد وتمت مبوزة وحاطة ايدها على خصرها بس عبدالله ما سوالها سالفة وراح يتصل بعيال اخوه في روما عشان يخبرهم انه بيسير لهم اليوم..
في هالوقت كانت ليلى منسدحة في الصالة و مالها بارض ترمس حد.. مايد وسارة طلعوا من الصبح وأمل كانت منسدحة حذال ليلى لأنها تعبانة ومن يوم نشت من نص ساعة وهي تصيح من بطنها.. ومحمد طالع اييب لهم غدا..
كانت تفكر بحظها.. بحميد .. بأمها وابوها.. واخيرا بأحمد.. شو اللي رماه في دربها؟؟ وليش انجذبت له بهالطريقة؟؟ والأهم من هذا.. ليش ابتعدت عنه وخافت يوم درت انه اعمى..؟؟ من متى ليلى تفكر بهالاسلوب؟؟
رن التيلفون وتنهدت ليلى وهي تمد ايدها عشان تشل السماعة.. كانت متأكدة انه عمها لأنه محد يعرف الرقم غيره.. وردت وهي متوترة كعادتها يوم ترمس عمها هاليومين..
ليلى: ألو؟
عبدالله: السلام عليكم..
ليلى: وعليكم السلام هلا عمي..
عبدالله (اللي كان صج مستانس لأنه سمع صوتها): شحالج يا ليلى ؟ وشحال اخوانج؟
ليلى: الحمدلله كلنا بخير ونعمة.. انتوا شحالكم؟؟ ومتى بتونا؟؟
عبدالله: اليوم ان شالله.. بنتغدى وبنظهر.. يعني بنكون عندكم ع شالساعة اربع العصر..
ليلى: تمام برتب لكم الغرفة..
عبدالله: لا اتعبين عمرج حبيبتي..
ليلى: لا تعب ولا شي يا عمي.. سلم على ياسمين..
عبدالله: ان شالله يبلغ وانتي سلمي على اخوانج..
ليلى: ان شالله..
بندت ليلى وردت تنسدح حذال لولة اللي ردت ترقد من التعب.. وعقب فترة نشت وسارت توقف في البلكونة.. وغصبن عنها كانت عيونها العسلية تفتش الشارع .. وافكارها تاخذها وتوديها وهي تجول بنظراتها بين المباني .. يمكن الاعاقة اللي فيه مؤقتة.. يمكن ياي هني يتعالج اخته كانت ترمس عن موعد العملية.. انزين وهي ليش هامنها هالشي؟؟ هي اصلا ما تعرف عنه أي شي.. ولا حتى تعرف وين ساكنين؟؟ مع انها متأكدة انه في وحدة من هالعمارات.. معقولة يكون في نفس عمارتهم؟؟ وايد تستوي في القصص والافلام.. ابتسمت ليلى على سخافتها.. وراحت حق لولة وقعدتها..
ليلى (وهي تهزها): لولة.. .لولة..؟؟
لولة (وهي مغمضة عيونها): هااااااااا..
ليلى: قومي نطبخ.. بنسوي كيكة كاكاو..
لولة من سمعت كلمة كيكة بطلت عيونها ووقفت بتعب.. وقالت وهي حاطة ايدها على بطنها: بتخليني اكل الكريما..؟؟
ليلى: هى بخليج..
لولة (وهي تضحك بخبث): بناكلها قبل لا يردون سارونا وميودي من برى..
ليلى: هههههههه والله انج زطية.. ياللا تعالي المطبخ..
سارت ليلى ويا أمل المطبخ وابتدوا يسوون الكيكة في نفس الوقت اللي كانت سارة ويا مايد في السوق يلفون من محل لمحل.. يدورون بديل لدانة.. بس سارة كانت محبطة وتعرف في داخلها انها ما بتحصل أي عروسة تشبهها.. ومايد كان مقهور وايد من عمره لأنه كان غبي لهالدرجة.. ومقهور لأنه للحين مب قادر يقنع سارة تشتري وحدة ثانية.. والساعة 12 كانوا اثنيناتهم تعبانين.. ويالسين على الكرسي في المول يتريون محمد
يطلع من المطعم ويا السندويتشات عشان يروحون البيت..
مايد (وهو يطالع سارة بطرف عينه): سارونا تحيدين هاذيج الباربي اللي شفناها تونا؟؟ اللي شعرها احمر؟؟
تنهدت سارة اللي كانت منزلة عيونها وتطالع جوتيها وقالت: مب حلوة..
مايد: والله انها احلى عن دانة..
سارة: دانة مغززة وخدودها حمر..
مايد: انزين تونا شايفين وحدة خدودها حمر ودبدوبة وحلوة ليش ما خذتيها..؟؟
سارة (وهي تطالعه بنظرة جنه ما يفتهم): عيونها زرق.. ودانة عيونها خظر..
مايد (بقهر): يا ربييييييييييه.. تعرفين انج ترفعين الظغط؟؟
ردت سارة تطالع تحت وقالت بصوت واطي اقرب للهمس: انا ابا دانة... ماشي مثلها هني..
سكت مايد وتم يطالع محمد اللي اقترب منهم وقال: ياللا نروح الشقة..
مايد (وهو يوقف): ياللا..
مشى محمد ومشى وراه مايد وسارة اللي كانت تسحب ريولها ع الارض ما تبا تروح من دون ما تاخذ وياها بديل لدانة.. كانت تتلفت حواليها ومايد نفس الشي وقبل لا يظهرون من البوابة.. شهقت سارة ويرت مايد من ايده وهي تقول: عروسة حلوة هناااااااااااك.. تعالوا تعالوا.. !!!
مايد تنهد بارتياح ومحمد ابتسم وتبعوها اثنيناتهم للمحل اللي كان صغير وايد ..
محمد كان مفتشل من ريحة السندويتشات اللي انتشرت في المحل ووقف عند الباب وهو يطالع سارة اللي شلت العروسة وحظنتها على طول .. عقب ما دفع عنها مايد.. ويوم يت بتظهر شافت وحدة واقفة عند الكورنر صوب البطاقات واقفة وتطالعها.. كانت متحجبة .. ولبسها وايد محتشم.. وفي ويهها نور رائع.. ملامحها قريبة وايد من ملامح سارة.. الشبه بينهم كان كبير.. وعشان جذي كانت هالبنية واقفة تطالع سارة بدهشة.. وسارة أول ما شافتها تطالعها ردت لها النظرة رغم خجلها المعتاد.. والادهى من هذا انها ابتسمت لها.. وهذا اللي خلى محمد ينصدم ويتبع نظراتها لين استقرت عيونه على الملاك اللي جدامه.. وحس فجأة انه راسه ثجييل.. وعيونه بتغمض.. وخدوده يحترقن ليش ما يدري.. هي ما كانت جميلة.. بس آية من الجمال.. ويوم يت عينه في عينها نزلتها بسرعة ولفت الصوب الثاني وقلبها يدق بقوة..
محمد تم مبهت يطالعها ومايد واقف يطالعهم اثنيناتهم ويبتسم ويوم انتبه محمد وشافها لفت بويهها الصوب الثاني كره عمره لأنه سبب لها الاحراج.. وطلع من المحل ووراه اخوانه الصغار..
مايد كان يبتسم ويصفر بلحن اغنية.. ويوم شاف محمد ما عبره رفع صوته وهو يغني : يا سلام يا سلام .. أد ايه حلو الغرام.. يا سلام يا سلام .. أد إيه حلو الغرام..
اطالعه محمد باحتقار وسأله: شقصدك يعني؟؟
مايد (وهو يضحك بخبث): ماشي.. أغني.. حرام؟؟
محمد: لا مب حرام.. بس دور لك اغنية غير هاذي .. عن هالحركات اللي مالها معنى..
مايد: ان شالله.. بندور اغنية ثانية.. ممممممم... مممممممممم ..
محمد كان مخبي ابتسامته .. مايد خبيث وذكي.. وعلى طول لقطها وهي طايرة.. وعرف انه انبهر بهالبنية اللي شافها جدامه..
مايد اللي حس انه محمد رد يسرح قرر يلعوزه مرة ثانية وقال له: حمادة؟؟ حمادة.؟؟
محمد: حمادة في عينك..
مايد: شفت البنية اللي كانت في المحل.؟؟ كانت تطالعك.. انته تعرفها...؟؟
محمد: أي بنية؟؟ ما انتبهت لها..
مايد: والله؟؟ اهاااا... عيل يمكن كنت تطالع اليدار اللي وراها.. ؟؟
محمد(وهو يبتسم): هى كنت اطالع اليدار.. لونه وايد حلو..
مايد: اسميييييه يدار عجيب.. والله لو تلف الدنيا كلها ما تحصل يدار بحلاته..
محمد: عجيب وبس؟؟ انا ما اظن برضى بيدار غيره عقب اليوم..
سارة (اللي كانت تطالعهم وهي محتارة): ابا اشوفه ردوني المحل..
مايد: ههههههههههه.. باجر بوديج تشوفينه.. (وهو يكلم محمد) انزين حماااااادة..
محمد: ميود عاد احترمني اسمي محمد..!!!
مايد: محمد.. انا اعرف هالبنية..
محمد: هههه .. هيه صح..
مايد: والله اني اعرفها.. والله العظيم.. وغلاة ليلى اني اعرفها..
محمد (وهو يطالعه بنظرة شك): من وين تعرفها؟؟
مايد: ما يخصك.. المهم انها ساكنة في العمارة اللي مجابلتنا..
محمد (بلهفة): أي عمارة.. انزين .. من متى هي هني؟؟
مايد: لا يا حبيبي.. ما شي ببلاش..
محمد: كم تبا؟؟
مايد: يوم بقرر اخبرك.. بحدد لك المبلغ..
محمد: لين هذاك الوقت بروحي بعرف..
مايد (وهو يبتسم بثقة): بنشوف..
محمد (بقهر): بنشوف..
وكملوا دربهم لين وصلوا الشقة وكانت ليلى ولولة مخلصين الكيكة ويلسوا كلهم يتغدون ويتريون العصر لأنه عمهم عبدالله وياسمين اخيرا بيقعدون عندهم..
***
في هالوقت كانت مريم بعدها واقفة في محل البطاقات تتريا اخوها منصور يطلع من عند الحلاق.. عندهم شي مهم وايد لازم يسوونه ومريم متظايجة بسبة هالشي.. كانت واقفة هني تتسلى لأنها تحب الدباديب والبطاقات وهالسوالف.. ويوم شافت محمد ويا اخوانه داشين المحل انخشت ورا اكبر بطاقة في المحل لأنها تعرف انه ربيع اخوها منصور.. شايفتنه اكثر من مرة من دريشة غرفتها يوم كان ايي يتغدى عندهم في البيت.. واستحت وايد يوم شافته هني.. طبعا ما كانت متوقعة انه يعرفها.. بس مجرد كونه ربيع اخوها خلاها تستحي منه..
بس يوم شافت سارة انصدمت.. الشبه اللي كان بينهم كبير وايد.. يوم شافتها مريم حست انها ردت لأيام طفولتها وكانها واقفة جدام نسخة من نفسها يوم كانت طفلة.. .. وايد عيبتها هالطفلة وتمنت لو تروح وتكلمها .. بس محمد واخوه الثاني خربوا عليها..
في هاللحظة شافت اخوها طالع من الحلاق ومشت صوبه وهي تبتسم.. وهو اول ما شافها ابتسم بحزن وحس بقلبه بيتقطع.. بس ما بين لها ولو انه هالشي مرسوم على ويهه.. وقال لها : تبين شي من هني ولا نروح؟؟
مريم (بصوتها الناعم الموسيقي): لا.. نروح.. مابا أتأخر.. امايه بتحاتيني..
هز منصور راسه وم***ا من ايدها وطلع هو وياها من المول.. رغم سحر هالمدينة وجمالها وروعتها بس اللي يابهم هني خلا كل لحظة يستمتعون فيها يتبعها على طول لحظات من الالم والخوف..
***
وصل عبدالله هو ومرته ياسمين روما العصر ونزلت ياسمين من القطار وهي حاسة عمرها بتطير من الفرحة.. عيونها كانت تلمع من الوناسة وويهها يشع ببريق غريب .. إحساسها كان مزيج من الإثارة والسعادة.. طول الوقت في القطار وهي تحاول تقنع عبدالله يسكن في دبي وفي الأخير وافق.. كانت مستانسة انها قدرت تفرض رايها وما تدري انه عبدالله يسايرها ويترياها تشوف الفيلا اليديدة على أمل إنها تغير رايها وترضى تسكن في العين.. قبل العرس كانت مقتنعة انها اتم في العين.. شو ياها الحين انجلبت مرة وحدة..؟؟ كان يعرف انها ما بتسكت عنه وبتأذيه عشان جي سايرها يبا يرتاح من حنتها..
أما ياسمين فكانت تفكر بالشقة اللي أكيد بيعطيها اياها عبدالله أول ما تطلبها منه.. كانت تحب تتدلع عليه وعبدالله يعرف كيف يدلعها ويغمرها بالهدايا ويلبي لها كل طلباتها حتى قبل لا تطلبها.. وهالشي يخليها دوم ترد تفكر انها محظوظة يوم انه تزوجها.. كانت تحس بعمرها أميرة وتتريى اللحظة اللي ترد فيها لقصرها اليديد في جميرا..
وأول ما ركبوا التاكسي وخبر عبدالله الدريول بالانجليزي يوديهم البيازا.. التفتت له ياسمين بدلع ..
ياسمين: حبيبي؟؟
عبدالله : همم؟؟
ياسمين: بنسير الشقة على طول؟؟
عبدالله: هى عشان الشنط والأغراض..
ياسمين: بس انا ما لي نفس ارد الشقة.. أبا أتمشى في روما..
عبدالله: ان شالله خلينا نوصل ونسلم ع العيال ونرتاح شوي وعقب بنطلع نتمشى..
ياسمين: انته روح فوق ود الشنط وسلم عليهم وانا بتم تحت اترياك..
عبدالله: وليش اتمين تحت؟؟ طلعي ويايه فوق سلمي عليهم.. ليلى يحليلها وايد تسأل عنج
ياسمين (وهي تتنهد بظيج): بسلم عليهم فليل..
عبدالله: حبيبتي أنا متوله على عيال أخويه وابا ايلس وياهم واخذ علومهم.. وعقب ان شالله بنظهر..
ياسمين: أووهووووووو..
عبدالله (وهو يضحك): ياللا عاد ودري عنج الدلع.. لاحقين ع الطلعة..
ياسمين: ادري انك بتنشغل وياهم وبتنساني..
عبدالله: ههههه.. صدقيني انتي اللي بتنشغلين وياهم وبتنسيني.. وبتشوفين..
سكتت ياسمين وهي حاسة بظيج.. ويوم وصلوا الشقة كانت واصلة حدها ومقهورة من الخاطر..
حاسة انه ليلى واخوانها خربوا عليها شهر عسلها.. وتدخلوا في حياتها اليديدة ويا عبدالله.. وتمت تتساءل في داخلها شو اللي يبون يوصلون له بالضبط؟؟
أول ما دشوا الشقة.. وأول ما شافت ليلى عمها عبدالله استانست من خاطرها.. ورغم الجفوة اللي كانت بينهم من قبل، حست انها صج متولهة عليه .. متولهة على عمها اللي كان أغلى انسان على قلبها من عقب ابوها الله يرحمه.. وراحت له ولوت عليه بقوة.. وعبدالله اللي انصدم من تصرفها كانت سعادته اكبر وهو يضحك ويسلم عليها..
ليلى: عمي!!!!!! .. ما توقعت توصلون بهالسرعة..
عبدالله (وهو يبتسم لها ويمسح على شعرها): طلعنا عقب الغدا على طول عشان جي وصلنا بسرعة..
ليلى: عمي صج تولهنا عليك..
عبدالله: تولهت عليج العافية غناتي.. اشحالج وشحال اخوانج؟؟
ليلى: الحمدلله كلنا بخير ونعمة.. (وفجأة شهقت وهي تشوف ياسمين تدش من باب الشقة..).. ياسمين!!! حبيبتي !!!
راحت ليلى تسلم عليها وابتسمت لها ياسمين ابتسامة باردة وسلمت عليها بدون نفس.. واطالعت عبدالله وهي تقول: أنا تعبانة ودايخة من اليلسة في القطار.. وين غرفتي؟؟
ليلى استغربت من اسلوبها وعبدالله فقط ويهه.. معقولة تتصرف ويا ليلى جي؟؟ دلتها ليلى على غرفتها ويت بتروح عنها بس ياسمين زقرتها..
ياسمين: ليلى؟؟
ليلى: ها حبيبتي؟؟
ياسمين: ليلى انا صج تعبانة .. شو رايج تساعديني .. وتطلعين الاغراض وياية من الشنط؟؟
ليلى: ان شالله..
ياسمين (وهي تنسدح على الشبرية): حطي الاغراض اللي في هالشنطة هني.. واللي في هالشنطة علقيهم هني في هالكبت.. والاغراض اللي في الاجياس حطيهم على صوب .. اوكى؟
رفعت ليلى حاجبها اليمين وهي مصدومة من ياسمين..قالت لها بتساعدها بس ما قالت انها بتسوي عنها شغلها.. شو تتحراها خدامتها؟؟ اطالعتها ليلى وهي تبتسم بقهر ..
ليلى: أوكى يصير خير ان شالله.. انتي الحين شكلج تعبانة وبترقدين.. يوم بتنشين ازقريني وبنرتب الاغراض ويا بعض.. أوكى حبيبتي؟؟
ياسمين (اللي انحرجت وانصدمت في نفس الوقت): أوكى..
طلعت ليلى وهي تبتسم لنفسها .. وتقول في خاطرها " مب انتي اللي تستغلين طيبتي يا ياسمين"
وتمت ياسمين منسدحة على الشبرية والشرر يتطاير من عيونها العسلية .. كيف تجرأت وعاملتها بهالاسلوب.. هذا وهي مرت عمها ما احترمتها.. ما عليه.. بترد لها الحركة بإذن الله.. اذا مب اليوم باجر.. واذا مب باجر اللي عقبه.. وين بتروح منها يعني؟؟
***


يتبع

محروم 09-14-2016 06:51 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
يتبع


ليلى طلعت الصالة وشافت عمها يالس ولولة يالسة في حظنه تتشكى من بطنها وسارة لاصقة فيه تراويه عروستها اليديدة اللي سمتها ماروكو.. واثنيناتهن حكن له اللي صار وياهن في الملاهي وكل شي سووه من يوم وصلوا روما..
عبدالله يوم شاف ليلى ياية قال لها وملامح القلق مبينة على ويهه: ليلى.. كيف تخلين اليهال يطلعون بروحهم؟؟
ليلى: والله يا عمي حاولت وياهم.. حتى لو قلت لهم لا تظهرون .. من أدش المطبخ بيتسحبون وبيظهرون وانا مب حاسة.. شياطين ما اروم لهم..
عبدالله: خلاص عقب اليوم البنات ما بيطلعن الا ويايه..
لولة (وهي تمسح على لحيته): وين بنروح؟؟
عبدالله (وهو يبتسم لها بحنان): وين تبين تروحين؟؟
لولة (وقلبها يدق بسرعة من الوناسة): بروح المر... المر... مممم.. سارونا شو اسمه هذاك المكان؟؟
سارونا: اللي ميودي خبرنا عنه؟؟
لولة: هى اللي فيه مهرج..
سارونا: اسمه مرهاجاان..
عبدالله (وهو يضحك): شو؟؟ والله ما فهمت عليكن..
ليلى: هههه.. عمي باجر العصر بيبدا المهرجان هني في البيازا.. اليوم الصبح يابولنا الاعلان .. بيسوون مسابقات واحتفالات ورقص والعاب ومن هالسوالف..
لولة: ومهرج..
ليلى: هى مهرج بعد..
عبدالله: وتبون تروحون باجر؟؟
لولة + سارونا: هى نبا نسير..
عبدالله: خلاص باجر انا بوديكم كل مكان تبون تسيرون له..
لولة: وبتاخذ لي عروسة احلى من عروسة ساروه؟؟
سارونا (وهي تبطل عيونها ع الاخر): هاذي احلى وحدة في السوق كله..
عبدالله: ههههههه.. أكيد شي وحدة احلى عنها..بوديج السوق باجر وخذي لج وحدة..
لولة: وشو بسميها؟؟
عبدالله: لازم تسمينها؟؟
لولة: هى لازم عيل شو بزقرها؟؟
ليلى: سميها لولو.. عشان انتي تكونين لولة وعروستج لولو..
شهقت لولة يوم سمعت اقتراح ليلى واحتشرت عليهم تبا تنزل الحين تشتري لولو .. وتبا تشتري لها بيت وثياب وعروسة ثانية تسويها خدامة حقها..
عبدالله: ههههه ليلى الحين شو بيسكتها لولة؟؟
ليلى (وهي تبتسم بسعادة): لولة اسكتي عن عمي تراه ما بيوديج باجر السوق..
لولة (وهي ترص على رقبته بقوة اونها لاويه عليه): عمي الله يخليك الحين بنسير..
عبدالله: انزين ذبحتيني خلاص.. روحي بدلي ثيابج والحين بنروح ناخذ لج لولو..
ليلى: لا يا عمي انته توك واصل وتعبان.. لولة عن الدلع والطفاسة.. باجر بتروحين .. اليوم ما شي طلعة..
نزلت لولة ايدها عن رقبة عمها وتنهدت بعمق .. وقالت وهي تطالع ليلى بطرف عينها: اففففف
ليلى (اللي حاولت تسوي عمرها محرجة): وتتأففين بعد.؟؟
عبدالله: حرام عليج تكسرين بخاطرها..السوق جريب ما بيستوي شي لو وديتها..
ياسمين: وانا؟؟؟؟ !!!! عبدالله انته وعدتني تعشيني برى!!!
انصدموا كلهم يوم سمعوا صوت ياسمين واطالعوها فترة جنهم مب مستوعبين انها موجودة وياهم.. عبدالله كان وايد مستانس وفرحته بعيال اخوه نسته ياسمين تماما.. وأمل وسارة أول ما شافوا ياسمين سكتوا لأنهم مب متعودين عليها.. تمت ياسمين واقفة وعيونها في عيون عبدالله اللي ابتسم لها وقال: شو رايج ناخذ العيال ويانا؟؟
ياسمين (بظيج): بس انا..
قاطعتها ليلى وقالت: لا عمي نحن أصلا متفقين اليوم نسوي عشا في البيت ويايبين المقادير من السوق.. اطلع انته وياسمين واستانسوا ونحن بنترياكم وبنسهر رباعة..
عبدالله حس انه ليلى تبا تغطي على تصرف ياسمين الوقح وابتسم لها وهي عرفت مغزى ابتسامته وعقب ما يلس يسولف وياهم شوي اضطر يدش الغرفة ويا ياسمين ويبدل ثيابه عشان يطلع يتعشى وياها.. وأول ما دش الغرفة تم ساكت وهو مغيض على ياسمين..
ياسمين اللي حست انه معصب ما اهتمت ولبست ويوم خلصت قالت له: ياللا؟؟
اطالعها عبدالله بنظرة حادة وقال: قبل لا نظهر... ايلسي أبا ارمسج..
يلست ياسمين وتمت تطالعه ببراءة تعرف انه هالنظرة تحنن قلبه عليها .. بس عبدالله كان صج معصب وما اهتم لنظرتها وقال وهو يقعد على طرف الشبرية: أنا قلت لج من البداية وارد اقول لج مرة ثانية.. عيال اخويه اهم شي في حياتي.. واهم حتى من روحي.. ياسمين انتي غالية ومكانتج في قلبي كل يوم تزيد عن اللي قبله.. بس بعد ما يرضيني تتصرفين وياهم بهالطريقة..
شهقت ياسمين بحدة وقالت وهي مبطلة عيونها ع الاخر: ليش انا شو سويت؟؟؟ عبدالله ليش ترمسني جي؟؟ مب كافي انهم مشاركيني في شهر العسل اللي المفروض اتهنى فيه بروحي؟؟ متى اشتكيت انا او بينت لهم اني مب متحملتنهم؟؟
عبدالله: واللي سويتيه توج شو تسمينه؟؟
ياسمين: شو سويت أنا؟؟؟ ما سويت شي.!!
عبدالله: يوم يت ليلى تسلم عليج رديتي عليها ببرود.. ويوم قلت لج بناخذ اليهال ويانا ما طعتي.. على الاقل جامليهم ووافقي جدامهم..
ياسمين (وهي تلف بويهها الصوب الثاني): والله انا ما احب حد يحطني في هالمواقف البايخة..
عبدالله: أي مواقف بايخة..؟؟ ياسمين ارمسي عدل!!!
ياسمين: يعني انا وانته مقررين نتعشى بروحنا.. المفروض قبل لا تغير رايك وتعزم اهلك كلهم ايون ويانا.. تخبرني.. صح والا لاء؟؟
عبدالله: وطي صوتج.. ماله داعي تسمعين اللي في الشقة كلهم رمستج..
اطالعته ياسمين بتحدي وعلت صوتها اكثر وهي تقول: ما بوطي صوتي.. وخلهم يسمعون.. ما يهمني!!
تم عبدالله يطالعها وهي ترد له نظرته بكل تحدي وفي الاخير بدت خدودها تحمر ودمعت عيونها ويلست على الكرسي تصيح وهي مغطية ويهها بإيدها.. كانت تصيح من خاطرها وبصوت عالي وعبدالله غصبن عنه تعاطف وياها واقترب منها ويلس جدامها ورفع ايدها عن ويهها .. بس ياسمين لفت بويهها الصوب الثاني وكملت صياحها..
عبدالله: ممكن اعرف ليش تصيحين؟؟
ياسمين: ........
عبدالله: ياسمين؟؟ ارمسج انا..
اطالعته ياسمين وويهها كان احمر وعيونها حمر ومنفخة من الصياح وقالت له من بين دموعها: هاذي أول مرة ترمسني فيها بهالاسلوب وما تباني اصيح؟؟
عبدالله كان مصر انه ما يخضع لها مهما حاولت وقال لها وهو يجبرها تطالعه: انتي اللي يبتي الرمسة لعمرج.. المفروض تكونين اكبر من هالحركات..
ياسمين: يعني انا ياهل؟؟
عبدالله: اذا استمريتي تتصرفين بأسلوب اليهال هذا شو تبيني اسميج؟؟
مسحت ياسمين دموعها بظهر ايدها يوم حست انه عبدالله ما بيسايرها مثل كل مرة وقالت وهي منزلة عيونها: حبيبي لا تزعل مني.. انا كنت محرجة ويوم احرج ما اعرف شو اقول..
عبدالله: انا مب زعلان عليج غناتي .. (وابتسم وهو يمد لها ايده) تعالي..
عطته ياسمين ايدها ويلست جدامه ع الارض وهي تبتسم بخجل.. ومسح عبدالله دموعها اللي كانت للحين تنزل من عيونها وقال لها: ياسمين ادري الكمال لله سبحانه بس انا اباج تكونين كاملة في كل شي.. ما اريد حد يرمس ويقول عنج ما تعرفين تتعاملين ويا الناس.. ولا اريد اعطي لأي حد المجال انه ينتقدج في يوم.. انتي مرتي وانا مستحيل اشوفج تغلطين وما اوجهج.. صح..؟؟
ابتسمت ياسمين وهزت راسها.. بس ما قالت شي.. كانت مستانسة .. رغم كل اللي استوى من قبل نص ساعة بس ياسمين كانت مستانسة.. هذا هو اللي حبته في عبدالله .. دومه يقابل طيشها وتهورها بعقله وحكمته.. ويوم قال لها تقوم تغسل ويهها عشان يطلعون.. فاجئته بردها وقالت: لا خلاص بنتعشى هني في البيت ويا عيال اخوك..
عبدالله(وهو يبتسم): لا ...انا ابا اتعشى برى..
ياسمين: صج؟
عبدالله: هى.. بنتعشى بروحنا.. وباجر بنطلع ويا اليهال..
ياسمين: اللي يريحك حبيبي..
وعقب ما تجهزت ياسمين.. طلعوا اثنيناتهم وراحوا يتعشون في واحد من مطاعم البيازا ..
***
في هالوقت كان مايد ومحمد واقفين ع الجسر اللي يفصل بين الجزء الشرقي والجزء الغربي من المدينة.. ويسولفون وهم يطالعون السفن اللي تمر من تحت الجسر والناس اللي يمرون حذالهم .. الجسر في هالوقت كان مزدحم بس هادي.. الكلام كان كله همس وحتى الضحكات هادية ومخنوقة.. كأن المكان يفرض على الكل احترام الصمت اللي فيه.. حتى مايد ومحمد وين ما يروحون يرتبشون كانوا هاديين وكل واحد يرمس وعلى ويهه ابتسامة حلوة..
مايد: أخييييه.. باجي شهر وبرد المدرسة.. حمادة توسط لي عند ليلى عشان ما اكمل دراسة..
محمد: وليش ما تكمل؟؟ وين بتروح؟؟
مايد: الجيش..
محمد: حلو.. تبا تدش الجيش دش .. بس عقب ما تخلص ثانوية.. ما فينا عقب يوم تكبر تلومنا وتقول انا دمرنا مستقبلك وما نصحناك..
مايد: يا ربيييه.. بدينا في التفلسف..
محمد: وانته ليش كاره المدرسة هالكثر..؟؟ أنا احيدها حلوة والله كانت احلى الايام ايام الثانوية..
مايد: انته ربعك كانوا وياك.. اكيد ايامكم بتكون حلوة..
سكت محمد وابتسم وهو يحس بالتعاطف ويا اخوه.. مترف انتقل ويا اهله دبي في بداية الصيف واكيد مايد مستصعب سالفة انه يتم في المدرسة من دونه.. رغم انه مترف وعده اييه العين في كل ويك اند ومايد اكيد بيسير له دبي.. بس في داخله.. كان مايد متأكد انه المسافة بتباعد من بينهم وفي النهاية كل واحد بينشغل بحياته وربعه..
مايد (وهو يبتسم بحزن): تذكر يا محمد يوم سالفة الشريط؟؟
ابتسم محمد وهو يطالع اخوه: مترف ظرب مانع في ثاني يوم صارت فيه هالسالفة .. ما اتحمل يشوفك مظلوم ويسكت..
مايد: ظربه في الساحة وجدام الكل.. ومانع حتى ما راح يشتكي.. يدري بعمره غلطان..
تنهد مايد وسكت محمد ما يدري شو يقول او كيف يخفف عنه..
مايد: بتوله عليه وايد..
محمد: بوديك دبي كل ويك اند .. وما بتلحق تتوله عليه..
ابتسم مايد وقال له: وعد؟؟
محمد: وعد..
مايد: غريبة ما احيدك طيب.. شو استوى عليك؟؟
محمد: من يومي طيب.. وينقص عليه بسرعة بعد..
مايد: هههه.. هيه صح.. احم..
محمد: جب انزين ادري شو اللي تلمح له.. الله ياخذها ان شالله ..
مايد: ما شفتها من هذاك اليوم..؟
محمد: لا ما شفتها..
مايد: انا بس ابا اعرف شو اللي حبيته فيها؟؟
محمد: ومنو قال لك اني حبيتها؟؟
مايد: علينا؟؟
محمد: ميود!!!..
مايد: انزين انزين.. خلها تولي هاذي.. نرد لمحور حديثنا..
محمد : اللي هو؟؟
مايد: مريم..
محمد: مريم؟؟ مريم منو؟؟
ابتسم مايد ابتسامة خبيثة وراح صوب بياع الايسكريم وخذ له ايس كريم هو ومحمد.. ومحمد واقف يطالعه يدري به يبا يحرق اعصابه .. ويوم رد ميود وعطاه الايس كريم سأله محمد مرة ثانية: منو مريم؟؟
مايد: مريم؟؟؟ منو مريم؟؟
محمد: مايد تراك وايد مصختها... خبرني عاد..
كان مايد يطالعه ببراءة: انته خبرني منو مريم لأني انا ما اعرفها..
محمد: ادري انك ترمس عن البنية اللي شفناها اليوم وادري انه اسمها مب مريم.. وانك مألفنه بس تبا تحرق اعصابي..
مايد: يمكن.. ليش لاء..
محمد: وعلى كل حال انا نسيتها.. ما فيه اتوهق ويا أي بنية.. البنات ما وراهن الا ويع القلب والراس..
مايد: حرام عليك .. هاذي غير عن كل البنات..
محمد: والله يا استاذ مايد.. ؟؟ اشوف قمنا نقول اشعار.. لا يكون عايبتنك؟؟
مايد: للأسف وايد عودة عليه .. وانا بعدني صغير ع الحب..
محمد: ههههههههه.. انته؟؟؟ اه منك انته والله انك تخوف..!!
مايد: مب انا اللي اخوف.. أنا اللي في قلبي ع لساني .. انتوا اللي ينخاف منكم.. طول الوقت ساكتين والله وحده يعلم شو اللي تخططون في هالعقول..
اطالع محمد ساعته وقال: اقول.. خلنا نرد الشقة .. الساعة ثمان وليلى اكيد خلصت العشا..
مايد: بنظهر عقب العشا؟؟
محمد: انا مواعد منصور.. بظهر وياه..
مايد: متى؟
محمد: الساعة 11
مايد: اهاااا.. منصور والساعة 11.. حلو..
محمد: عن الافكار الوصخة .. ما بنسير بارات .. عندنا مشوار..
مايد (وهو يبتسم): معروفة مشاوير الساعة 11 وفوق..
محمد: ميود!!!!
مايد: بليز لا تحاول تدافع عن نفسك..
محمد: والله فكر على كيفك.. ليش ادافع عن نفسي جدام واحد مراهق..
مايد: تدري؟؟ صح اني مراهق.. بس عقلي اكبر عن عقلك..
محمد (باحتقار): هه
مايد: وأنا الوحيد اللي اقدر اوصلك لمريم.. وبييك يوم وبتترجاني يا حمادة.. وساعتها بذكرك اني مراهق وعقلي صغير..
محمد: بنشوف..
مايد (وهو يضحك): بتشوف..
***
في العمارة المجابلة لعمارة قوم ليلى.. كانت مريم يالسة في البلكونة ودلة الجاهي حذالها.. واخوانها التوأم الصغار سالم وسعيد (9 سنين) يالسين وياها وكلهم ميودين في ايدهم اقلام ليزر ومنخشين ورا الحدايد مالت البلكونة ويأذون خلق الله .. كل ما يشوفون حد طالع في البلكونة او يطل من الدريشة يصوبون الليزر عليه.. ويضحكون وهم يشوفونهم مستغربين ويدورون مصدر الضوء اللي عليهم..
سعيد: مريامي شوفي هاذيج الدريشة.. صوبي ع القطوة اللي راقدة على طرفها..
شهقت مريم: لا لا لا.. الا القطاو.. خلوهن على صوب..
سالم: حرام بشوفها وهي تنقز من مكانها..
مريم: اصلا ما بتحس لأنها راقدة.. وبعدين اخافها تطيح من فوق ويستوي بها شي..
سعيد: انزين تشوفين الريال اللي يمشي تحت في الشارع؟؟
مريم (وهي توايج تحت): هذاك الاصلع؟؟
سالم: هى.. وجهي الليزر على صلعته..
ضحكت مريم ووجهت القلم على صلعته وبعدين نزلته على ايده.. وانتبه الريال وانتفض من الخوف وتم يطالع حواليه يبا يعرف مصدر الضوء.. ومريم واخوانها يضحكون من الخاطر..
سعيد: هههه شوفوا كيف يربع والله انه تروع..
مريم: حرام بيدعي علينا..
سالم: عادي كافر الله ما يستجيب دعائه..
مريم: إيه.. مب على كيفك تقرر اذا الله بيستجيب لدعائه ولا لاء.. استغفر ربك..
في هاللحظة بطل منصور باب البلكونة وخشت مريم القلم تحت ريولها بسرعة قبل لا يشوفه منصور ويسوي لهم سالفة..
منصور ابتسم لهم وقال: ما شالله انتوا هني تسولفون وامايه وابويه يحليلهم بروحهم يالسين داخل..
مريم: تونا كنا وياهم من ربع ساعة بس دشينا البلكونة..
منصور: انزين مريوم مرة ثانية يوم بتيلسين في البلكونة حطي شي على راسج.. ترا العمارة اللي مجابلتنا يشوفون..
استحت مريم وقالت وهي منزلة عيونها: ان شالله.. والله ما انتبهت..
منصور: خلاص تراني نبهتج الحين.. انا بظهر.. سيروا ايلسوا داخل..
قامت مريم ويا سعيد وسالم وطلعوا من البلكونة.. منصور طلع عشان يتلاقى ويا محمد وسعيد وسالم راحوا صوب التلفزيون ومريم راحت على طول صوب امها وابوها ولصقت في ابوها اللي حبها على يبهتها وحط راسها على جتفه.. مريم كانت غير عن الكل ومعزتها في قلوبهم كلهم تختلف عن معزة أي شخص ثاني من عايلتهم.. وأبوها بالذات كان يحبها بشكل جنوني.. خصوصا في الفترة الاخيرة..
بومنصور: ها يا مريم.. بعدج ظايجة ومتمللة..؟
مريم (وهي تبتسم له): لا ابويه.. منصور ما قصر ويايه .. وداني المول وعشاني على حسابه..
ام منصور: منصور حليله ما يقصر.. بس انتي بعد لا تظيجين بعمرج و متى ما تبين تظهرين بنظهرج..
مريم: أمايه انا شفت عرب في العمارة اللي مجابلتنا.. تعرفونهم؟؟
ام منصور: مدري والله حبيبتي ما شفتهم.. يمكن نعرفهم.. بس ما احيد حد من معارفنا ياي هالبلاد..
بو منصور: وين شفتيهم؟؟
مريم: دوم اشوفهم من البلكونة واليوم شفت عيالهم في المول.. أمايه اذا شفت بنتهم العودة مرة ثانية بسير اسلم عليها..
ام منصور: هى واعزميها هي وامها بيونسني .. تراني الا يالسة اروحي هني..
بومنصور: أفا يا ام منصور.. وانا ما اسدج؟؟
ام منصور: هههههه انته الله يهديك الصبح راقد والعصر راقد وفليل من تستوي الساعة تسع رقدت.. وانا اتم مجابلة هالتلفزيون مب فاهمة منه شي..
مريم: هههههه.. ولا يهمج امايه .. أنا باجر بظهرج.. بوديج مكان حلو..
بومنصور: وين بتودينها..
غمزت مريم لأمها وقالت وهي تبتسم: سر..
بومنصور: وانا؟
مريم: ما بناخذك ويانا.. بس انا وامايه بنسير..
ام منصور: لا لا .. انا ما اظهر الا وبو منصور ويايه..
مريم: هههههه يا عيني ع الحب..
ام منصور (تسوي روحها معصبة): عيب عليج .. شو هالمنكر بعد؟؟
ضحكت مريم وابوها على ام منصور ويلسوا يطفرون بها شوي.. وعقب ساعة تقريبا قاموا الشواب يرقدون ونشت مريم تشوف اخوانها التوأم وشافتهم مندمجين يطالعون فلم في التلفزيون.. وتمت تمشي بين الصالة والممرات من دون هدف.. في عيونها نظرة خضوع.. وعلى شفايفها ابتسامة مالها معنى.. رغم كل الهموم اللي في قلبها تعودت تختفي ورى هالابتسامة.. تخبي احباطها.. تعاستها واحساسها بالظلم والقهر..
وين ضحكتها ووين ساعات فرحها؟؟ وين مريم الأولية اللي الكل وده يعرفها والكل يتمنى نظرة منها.. صارت تخاف حتى من مجرد النظر في عيون أي شخص يمر جدامها.. تخاف تحلم.. تخاف تفرح.. وتخاف من اللي ياي.. يوم يكون المستقبل مجهول.. والشي الوحيد اللي تعرفه عنه هو انه يمضي بك للأسوأ .. وانه مستحيل الأمور تتصلح.. ومستحيل في يوم ترد تبتسم من قلبك.. فجأة تفقد الحياة طعمها.. وكل شي يكون من دون معنى.. وهاذي حياة مريم.. تخلت عن كل شي كان يونسها.. عن دراستها .. وعن ربعها.. حتى الكتابة اللي كانت تريحها وتدفن فيها همومها.. تخلت عنها.. تحس انها انخذلت وانظلمت.. وانها مهما حاولت محد بيتقبلها.. وشو اللي يجبر أي حد يحب وحدة مثلها.. أو حتى يتمنى يقعد وياها؟؟
تنهدت مريم بصوت عالي واختفت الابتسامة عن ويهها.. وحست بدمعة تحرق عيونها وتقاوم بشدة انها تنزل لخدها.. ردت بها ذاكرتها لليوم العصر في المول .. مريم فهمت نظرة محمد وكانت تعرف انه منبهر بجمالها.. بس تعرف بعد انه مستحيل يتقبلها اذا عرفها عدل.. مثل الكل بيبتعد.. فليش تبني قصور في السحاب؟؟ وليش تفكر مجرد التفكير فيه؟؟
مشت مريم لغرفتها.. وغصب عنها ردت تلجأ لدفترها.. انسدحت على بطنها فوق الشبرية وبطلت صفحة عشوائية من دفترها وتمت تطالع السطور الوردية الباهتة وهي تسمع صوت ضحكة من البلكونة في الشقة اللي حذالهم.. وكتبت..
" تشوف هناك؟؟
ورى بسمة على شفاتي؟؟
تشوف هناك؟؟
كيف أخفي ملفاتي؟؟
هناك..البسمة تخفي حزن..
تخفي حـــزن..وتخفي حزن..
تعال وناظر الدمعه..اذا سالت..
وأنا أضحك.. وهي سالت..
تجر دموع همّالة...وأنا بحالة..
ولكن مادروا بالجرح..
يظنوها دموع الفرْح..
آآآآآآآآآآه وما خفى أعظم..
ألا ياصاح دنيانا قليل الخير فيها!!
أنا اذكر..كنت أحاكيها..
بليلة ظلمة نتسامر..
نتحاسب على مامر..
يا دنيتي..أبسألج..
أنتي تحبي لي المرار..؟؟
ولاّ أنا حظي معاج..ماذوق طعم الانتصار؟؟
ولاّهو طيب قلبي..جرني للانحدار؟؟
حني علي يادنيتي.. واعطيني لو منج خذيت..
ماأكسر الخاطر وانا..دمعي سكيب وأرتجيج؟؟
ودي الفرح يادنيتي..يرويني بليلة ظمى..
ودي قبل لا دمعتي تسقي عيوني بالعمى..
أفرح...ولو مرة..ومن فرحتي اطير..
واصرخ من الفرحة..صرخة أبكم.. نطق بحروف وتعابير..
يادنيتي...ماهوكثير....
وربي ما أطلب كثير....
وكانت حروفي الأخيرة..
بتشبث بخيط الأمل..
وبنتظر يومج تجيني...وتاخذيني..
وتأكديلي يا دنيتي..إنج مازال فيج الخير.." *
انجلبت مريم على ظهرها وتمت تطالع سقف الغرفة فترة.. تبا تفرح ولو لمرة وحدة.. تبا تحس انه لوجودها معنى ولحياتها هدف.. تبا ترد لأيام أول.. لبطولات الجمباز وأيام الثانوية.. حتى الثانوية العامة انحرمت منها.. ليش؟؟ ليش هي من بين الكل؟؟ ليش؟؟ بس كل ما تعمقت في هالفكرة اكثر كل ما حست بعبرتها تخنقها وتجبرها توقف حتى مجرد التفكير في الموضوع..
***
***
في الطرف الثاني من البيازا.. وبالتحديد في العمارة اللي تطل على الكاتدرائية .. كانت نوال وأحمد وخالوتهم فاطمة يالسين يقنعون في أحمد انه يأجل العملية ويروح ألمانيا عشان يستشير دكتور ثاني..
فاطمة اللي كانت تكمل دراسات عليا في بلجيكا أول ما عرفت انه عيال اختها وصلوا ايطاليا عشان عملية أحمد لحقتهم على طول .. ما كانت تعرف اللي استوى في أحمد ولا توقعت في يوم انه مرض السكري ممكن يسبب له العمى.. واللي زاد ظيجها انه نوال اخته مالها غيره .. وطول الدرب من بلجيكا لإيطاليا وهي تجهز في بالها محاظرة طويلة عريضة عن الاهتمام بصحته وانه مسئول عن اخته وكانت تبا تقول له اياها أول ما تشوفه.. بس يوم شافته ما قدرت تتحمل وعلى طول نست كل شي..
والحين عقب ما يلست تسولف وياهم ساعتين .. خبروها انه موعد العملية باجر.. وكانت يالسة تحاول بكل طاقتها انها تثني أحمد عن قراره هذا.. وأحمد مستغرب منها..
أحمد: خلوني اسوي العملية وافتك.. ليش أءجلها..؟؟
فاطمة: أحمد حبيبي انا مب مقتنعة باللي قاله هالطبيب.. ليش من الاساس يسوي لك عملية في الشبكية؟؟ انته مشكلتك أساسها السكري.. وعلاجها لازم يكون مبني على هالشي..
نوال: خلنا نروح ألمانيا مثل ما قالت خالوه.. يمكن هناك اخصائيين يعرفون أكثر من اللي هني..
أحمد (وهو متنرفز من الخاطر): أنا مليت.. تعرفون شو يعني مليت؟؟؟ 3 اشهر وانا على هالحالة.. وقفت أشغالي وحياتي .. وأجلت عرسي بسبة هالمصيبة اللي حلت عليه... خلوني أسوي هالعملية .. ابا اعرف شي أمل في علاجي ولا لاء.. اذا ماشي امل ليش اعيش ف وهم؟؟؟
اقتربت فاطمة منه وحطت ايدها على جتفه وقالت له بهدوء: أحمد.. انا ادري انك عنيد ومستحيل تسوي الا اللي في راسك.. بس فكر قبل كل شي بنوال.. وبلميا اللي تنتظرك في الدوحة.. ترضى تخرب على عمرك الفرصة الأخيرة لشفائك.. وتخرب عيونك بهالعملية؟؟
أحمد: وانتي ليش متأكدة انه هالعملية بتخرب لي عيوني..؟؟
فاطمة: لأنه مشكلتك أساسها السكري.. .كم مرة بعيد عليك هالجملة؟؟
نوال: أحمد ارجوك ...
أحمد: تدرين خالوه؟؟ اليوم الصبح أول ما نشيت من الرقاد حسيت بالنور اللي في الغرفة.. بس مول ما كنت اميز الاشكال اللي اشوفها..
فاطمة: عشان تصدق يوم اقول لك انك مب محتاج للعملية هاذي..
أحمد: ما ادري..
نوال: شو بعد ما تدري.. ياللا اشوف وافق انا نسير المانيا.. !!
تنهد أحمد بظيج: خلاص.. بنروح ألمانيا...
شهقت نوال من الوناسة وحظنته فاطمة بقوة.. وابتسم أحمد غصبن عنه وسألهن: متى تبون تروحون؟؟
فاطمة: أنا الحين بحجز لنا أون لاين.. خلنا نطلع باجر ليش نأجل الموضوع..؟؟
نوال: والحجز ف المستشفى؟؟
فاطمة: جراح العيون اللي هناك صديقي وما بيطالبني بموعد..
نوال: خلاص عيل .. باجر عقب المغرب نروح..
***


يتبع

محروم 09-14-2016 06:52 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
في الإمارات.. وبالتحديد في مدينة العين .. كان الوقت العصر.. وسهيل ومبارك يتفقدون آخر التشطيبات في فيلا عبدالله اليديده.. وعقب ما جيكوا على كل شي في الفيلا من داخل.. انتقلوا للحديقة برى.. والعمال كانوا في كل مكان ينظفون الحديقة ويشلون بقايا الخشب والاسمنت من المكان.. خلاص الفيلا خلصت وحتى الأثاث وصل أمس.. ما بجى الا الحديقة وان شالله بيخلصونها قبل لا يرد عبدالله..
مبارك كان وايد مستانس على الفيلا خصوصا انه هو اللي اشرف على كل شي فيها.. وكان واثق انها بتعيب عبدالله ومرته وبتبهر كل حد يشوفها.. بس في نفس الوقت وهو يتجول في الحديقة كان حاس انه في شي ناقص.. والتفت على سهيل وسأله: احنا شو كنا مقررين انحط هالصوب؟؟
اطالع سهيل المكان اللي يأشر عليه مبارك .. كانت بقعة فاظية ما فيها شي.. وسهيل كان يفكر اييب الزراع اللي عنده في البيت ويخليه يترسها ورد..
سهيل: ماشي.. ما قررنا نحط فيها شي. .أنا قلت بزرع فيها ورد..
مبارك: همممم.. انزين شو رايك.. نحط نافورة هني.؟؟
سهيل : والله فكرة حلوة .. أنا عندي نافورة في البيت وشكلها وايد حلو..
مبارك: وين مسونها؟؟
سهيل: تعاقدت ويا شركة عشان يعدلون لي في الحديقة.. وتفاجأت يوم شفتهم مسوين النافورة..
مبارك: وعيبك شغلهم؟؟
سهيل: تعال ويايه جان تبا تشوف شغلهم بس الصراحة ما عليه كلام..
مبارك: خلاص عيل بسير وياك وإذا عيبني شغلهم بتعاقد وياهم عشان يعدلون حديقة هالفيلا..
سهيل: ياللا تعال بنسير في موتريه..
طلعوا اثنيناتهم ويا بعض وراحوا بيت سهيل عشان يشوفون تصميم الحديقة..
في هالوقت وفي بيت سهيل.. وبالتحديد في الحديقة .. كانت موزة.. بنت سهيل العودة اللي استوى لها شهرين وهي متخرجة من التقنية..طالعة من الصالة ورايحة صوب الأستوديو اللي أبوها مسوي لها اياه في نص الحديقة.. خلال السنوات الثلاث اللي مرن.. تغيرت موزة بشكل كبير.. والمراهقة اللي كانت توها بتخلص ثانوية عامة اختفت ويت في مكانها انسانة ناضجة في شكلها وتفكيرها.. تخرجت من التقنية بامتياز ولوحاتها الفنية انعرضت في أكثر من معرض دولي.. سهيل كان فخور ببنته وأي شي تباه يوفر لها اياه على طول.. بس موزة بطبعها ما كانت طماعة وتكتفي باللي موجود عندها.. ويوم أصر أبوها انه يسوي لها أستوديو في البيت.. اقترحت عليه تستخدم البيت الزجاجي اللي في الحديقة لأنه محد يستخدمه.. ووافق سهيل وجهز لها اياها ومن يومها وهي طول النهار هناك.. ترسم وتشخبط على كيف كيفها..
مشت موزة صوب الأستوديو وهي لابسة أجدم جينز في الكبت وقميص أبيض طويل وواسع .. وفي ايدها شنطة الألوان والفرش.. كل تفكيرها كان في اللوحة اللي ناوية ترسمها.. هاذي لازم تكون لوحة خاصة لأنه أعز ربيعاتها طلبت منها ترسمها عشان تعلقها في مكتبها في الدوام..
وهي تمشي.. سمعت أصوات من بعيد .. ووقفت وهي تتلفت حواليها.. ويوم تأكدت انه صوت أبوها وريال غريب شهقت بقوة وما عرفت وين تنخش.. أبوها أمس هازبنها لأنه شافها في الحديقة بدون شيلة.. ومنبه عليها اكثر من مرة تتغطى يوم تظهر للأستوديو عشان لا تتفاجئ بالزراع أو الدريول في ويهها.. شو بتسوي الحين ووين بتنخش؟؟ وبسرعة ركضت موزة صوب اليدار وانخشت ورا أكياس السماد اللي كان الزراع مكدسنهن فوق بعض.. انخشت وراهن بدون ما تحس وتخيست ثيابها وريولها بالرمل اللي تحتها وما انتبهت للريحة إلا يوم وصل أبوها للبقعة اللي هي يالسة فيها..
مبارك وسهيل يوم وصلوا للنافورة تموا واقفين حذالها ومبارك يتأملها ومستانس وايد من شغلهم المرتب.. وأكياس السماد كانت شوي بعيد عنهم بس مجابل النافورة بالضبط..
مبارك: يا سلالالالام.. لا ..بصراحة شغل مرتب.. !! حتى الزخارف اللي داخل روعة.. والفتحات اللي يظهر منها الماي أول مرة اشوف مثلهن..
سهيل: ها شو رايك؟؟ نتعاقد وياهم؟؟
مبارك: هيه ليش لاء؟؟ وهم بعد اللي مسوين لكم هالبيت الزجاج؟؟
سهيل: هيه.. تعال تيا تشوفه من داخل؟؟
مبارك: لا.. ما يحتاي.. انا بخبرهم يسوون اللي يبونه في الحديقة ..أهم شي إني أبا نافورة نفس هاذي بالضبط..
سهيل (وهو يبتسم): ياللا عقبال ما تعدل بيتك وحديقتك ..
مبارك: ان شالله..
سهيل: وبيتك الجديم ما تفكر تعدل فيه؟؟
مبارك كان متظايج من هالسالفة بس ما حب يبين لسهيل: بيتي مب جديم .. وما يحتاي لأي تعديلات..
سهيل: عيل ليش طلعت منه؟؟
مبارك: هذا سؤال يا سهيل؟؟
سهيل (وهو يأشر على كراسي الحديقة اللي كانت مجابلة للنافورة): ايلس يا مبارك.. خلني اعرف شو سالفتك..
يلس مبارك وهو يبتسم وموزة كانت بتموت من الأرف وهي ورا أكياس السماد وحاطة ايدها على خشمها مب قادرة تتنفس وتحس انه الريحة دشت في حلجها .. وفوق هذا كله أبوها الله يهديه يلس ويا ربيعه هذا.. وشكلهم مطولين..
سهيل (عقب ما يلس ويا مبارك على الكرسي): اسمعني يا ولدي يا مبارك.. أنا كنت ناوي ارمسك في هالموضوع من زمان... بس كنت خايف ما تفهمني..
مبارك: أي موضوع؟؟
سهيل: انته المفروض ترد بيتك .. مب عشان تسكن فيه.. بس ع الاقل تمر عليه من فترة لفترة..
مبارك (وهو يتنهد): أمر على منو هناك..؟؟ اذا كنت ناسي بذكرك انه البيت مهجور..
سهيل: أدري انا ما قلت شي.. بس يا مبارك.. اللي ما يقدر يواجه ماضيه.. مستحيل يستمر في حياته.. ويقدر يتكيف مع مستقبله..
سكت مبارك فترة طويلة.. وسهيل ما استعيله وتم ساكت يترياه يرمس. وفي النهاية طلع موبايله من مخباه وقال وهو يبتسم لسهيل بمرارة..: يود موبايلي وجيك على الاسامي اللي فيه.. للحين رقم مرتي مخزن عندي.. وللحين اغلط واتصل على رقمها بدون احساس.. قبل لا أواجه ماضيه خلني اتعود على فكرة انهم راحوا .. وخلني اجهز نفسي عشان اواجه كل ذكرياتي وياهم..
سهيل: وبتم جي على طول؟؟
مبارك: الكل يطمني ويقول انه الألم عقب فترة يخف والشوق يبرد.. واني في النهاية بنسى..
سهيل: وانت شو رايك.؟
مبارك في خاطره " كيف انسى وانا قلبي لليوم يحترق من شوقي لهم وعيوني ظميانة حتى في الاحلام ما ترتوي بشوفتهم؟؟" (لسهيل): مع مرور الوقت.. بتعود.. ويمكن انسى..
سهيل: أكيد بتنسى..
مبارك: ان شالله.. على فكرة.. حديقتكم وايد حلوة.. ذكرتني بأيام أول يوم كنت طول يوم الجمعة ايلس اعابل في الزراعة في بيتنا..
ابتسم سهيل لمبارك واحترم رغبته في تغيير الموضوع وقال: أنا مول ما اتفيج لها .. لولا البنات والزراع ولا هالزراعة كلها من زمان منتهية..
مبارك: ياللا قوم بنرد المكتب .. أبا اتصل بهالشركة بتعاقد وياهم..
سهيل: الحين؟؟
مبارك: هيه ليش نأجل لباجر.. خلنا نرمسهم من الحين..
سهيل: على هواك.. ياللا ..
قاموا اثنيناتهم وتجدم سهيل مبارك عشان يتأكد انه محد من أهله برى .. مبارك تم واقف يتلفت حواليه ويدقق في التصاميم الحلوة اللي صوب الزرع.. ويوم يت عينه على اجياس السماد.. عقد حياته وهو يركز على اللي يشوفه.. كان متأكد انه في حد منخش ورا الاجياس .. ويوم شاف موزة توايج عليه.. لف بويهه الصوب الثاني بسرعة وحاول يخبي الابتسامة اللي ارتسمت على شفايفه.. معقولة طول هالفترة وهي منخشة ورا الاجياس ومتحملة الريحة؟؟ وتتحرى انه محد بيشوفها..؟؟؟
عطاها مبارك ظهره .. صج غمظته من الخاطر .. خصوصا انه هو وسهيل يلسوا يسولفون وايد .. أكيد كرهته..
في هاللحظة يا سهيل وطلعوا من البيت وهم يسولفون ومبارك كل ما يتذكر اللي شافه يضحك غصبن عنه .. وموزة يوم تأكدت انهم طلعوا من البيت نشت من مكانها وتمت تطالع ثيابها بأرف.. ألوانها والفرش تخيسوا رمل.. بس كان هالشي عادي عندها.. ولأول مرة ما اهتمت.. كل اللي كانت تفكر فيه هو الرمسة اللي سمعتها ... ومبارك.. هاذي مب أول مرة تشوفه ومب أول مرة تسمع ابوها يرمس عنه ويا أمها.. بس هالمرة .. شافته بنظرة ثانية وحست انها تعمقت في دنياه.. كل هالحزن والضعف معقولة يجتمع في شخص انسان بهالقوة والجبروت.؟؟ شي غريب..!!
مسحت موزة ايدها على الجينز اللي صار كله رمل وركضت عشان تخبر اختها لطيفة عن اللي سمعته.. واللي استوى لها قبل شوي.. غرفة لطيفة في الطابق الثاني وشي دري من رخام في الحديقة يوصل على طول لبلكونة غرفتها.. ركبت موزة على الدري بسرعة ووقفت في البلكونة تدق على الباب الزجاجي بقوة وتتريا لطيفة تبطل لها..
لطيفة اللي هالسنة بتدش مرحلة الثانوية كانت يالسة على شبريتها تقرا رواية من روايات عبير وأول ما سمعت حد يدق على باب البلكونة بقوة زاغت وخشت الرواية تحت المخدة .. ونشت تبطل الباب .. بس يوم بطلت الستارة وشافت موزة واقفة برى عصبت وقالت لها من ورى الباب: لازم تكسرين الباب؟؟ ما تعرفين ادقين شرات باجي خلق الله؟؟
موزة: بطلي بسرعة بخبرج شو استوى...
لطيفة (وهي تطالع اختها من فوق لتحت): لا وحافية بعد..!!! مستحيل ادشين غرفتي وانتي جي.. شو متسبحة بالرمل؟؟
موزة: أووهووو.. لطووف بطلي الباب ترى والله ما اخبرج.. !!!
لطيفة: لحظة..
راحت لطيفة صوب شبريتها ويابت نعالها الوردي اللي تلبسه في الغرفه وحطته جدام موزة.. وقالت لها: البسي النعال.. وسيري الحمام اغسلي ريولج قبل لا تخبريني بسوالفج..
دشت موزة وغسلت ريولها وهي مقهورة من لطيفة وتتحرطم عليها ..
لطيفة: ها .. خبريني شو استوى..؟؟
ابتسمت موزة وخبرتها بكل اللي استوى واللي سمعته.. ولطيفة تخبلت وقالت لها ردي عيدي لي السالفة مرة ثانية..
موزة: لطوف والله هالانسان كتلة من الاحساس والمشاعر الراقية..
لطيفة (وهي تبتسم بخبث): أهاااا..
موزة : ما شفتيه وهو يرمس .. لا ولاّ حسه.. يخبل والله!!.. اسلوبه .. كلامه..
لطيفة: ابتسامته..
موزة: للأسف ما شفته وهو يبتسم.. أنا يا دوب لمحت ويهه..
لطيفة: اقول انسة موزة ما تحسين انج زودتيها شوي..؟؟ اللي اعرفه اني انا المراهقة مب انتي..؟؟
اطالعتها موزة باستغراب : شو قصدج يعني؟؟
لطيفة(وهي تضحك): يعني احس انج كبرتي على سوالف الاعجاب..
موزة: هه؟؟ اعجاب؟؟ تدرين؟؟ مب منج.. مني انا اللي ياية اخبرج باللي استوى لي..
لطيفة: موزوه لا تزعلين بس والله ابا اكون صريحة وياج.. يعني هذا ربيع ابويه عود .. ومتعقد.. اهله كلهم متوفين في حادث..
موزة: انزين وشو يخصه هذا في موضوعنا؟؟
لطيفة: يعني اذا حبيتيه بيع1بج وبيطلع عقده كلها فيج..
موزة: لطوف انتي تخبلتي؟؟ انا قلت لج الحين اني حبيته ولا يبت طاري الحب أو الاعجاب على لساني؟؟ كل اللي سويته اني حكيت لج موقف صار ويايه وقلت لج رايي بهالانسان..
لطيفة: بس من رمستج لمحت شوية اعجاب وحبيت انقذج قبل لا تتوهقين..
موزة(بقهر): ارتاحي غناتي .. أنا مب ناوية لا احب ولا اتوهق.. يعني ما بتضطرين تنقذيني من أي شي..
لطيفة: الحب ما بيستأذنج يوم بيي يا ذكية
وقفت موزة واطالعت لطيفة بتكبر وقالت: أقول لج شي لطوف..؟؟ تمي ويا رواياتج وخرابيطج .. وانا اسمحيلي بعيش في الواقع..
لطيفة : هههه.. اللي يريحج..
طلعت موزة عن لطيفة وهي مقهورة منها .. وندمت انها خبرتها.. وراحت تبدل ثيابها عشان تروح الاستوديو.. خلاص غيرت رايها وما بترسم اللوحة اللي كانت تبا ترسمها قبل.. بتغيرها وبترسم شي ثاني.. شي بدا يشد انتباهها .. ومشاعر حلوة بدت تتكون في داخلها .. وبتترجمها كلها في هاللوحة اليديدة اللي بترسمها الحين..
***
اليوم هو يوم المهرجان .. وشوارع روما من الصبح متزينة بأحلى الشرايط واللوحات.. التماثيل كانت تارسة الساحات وخلق الله من الساعة تسع الصبح متيمعين في كل صوب عشان يشوفون العروض والفعاليات.. كان مهرجان كبير وبيستمر لمدة أسبوع.. وفوائده بتعود في الأخير للبلدية عشان يسوون صيانة وإصلاحات في المدينة.. مايد كان ناش من الصبح وواقف ويا واحد من البياعين في سوق الخضرة.. ما يبا أي شي يفوته ويبا أول ما يبدا المهرجان يكون موجود.. ومع انه محمد وعده ينش وياه الصبح ويتم وياه للعصر بس ما قدر مايد يقعده من الرقاد لأنه كان سهران أمس ويا ربيعه منصور لويه الفير..
مايد كان كاشخ من الخاطر اليوم.. لابس شورت تحت الركبة لونه كحلي وقميص أبيض واسع شوي وكت.. يدري انه هذا آخر يوم له في ايطاليا ويبا يستانس من الخاطر.. وعشان جذي ما كان يبا يظيع أي لحظة في الرقاد.. وسار بسرعة صوب المقهى اللي تحت عمارتهم أول ما شاف طوني ياي يبطل الباب.. ووقف حذاله يخورط عليه بالانجليزي ..
طوني (اللي كان يستانس على مايد): Oh, Mayed.. Good morning
مايد: Good morning?? What did I teach you?? Didn't you learn it in Arabic?? (شو ها؟؟ أنا مب معلمنك تقول صباح الخير بالعربي؟؟)
طوني: hahahaha.. okay okay.. Sabaah Al kair (هههه .. أوكى أوكى .. صباح الخير)
مايد (وهو يضحك من الخاطر): صباح النور والسرور.. يا ويلي عليك..
طوني: This is your last day here right? (هذا آخر يوم لك هني صح؟)
مايد: yeah.. we're leaving tomorrow (هى.. باجر بنرد البلاد..)
طوني: come inside.. I'll get you hot chocolate .. it's on me.. (تعال داخل.. بسويلك hot chocolate .. على حسابي)
مايد: Great..
دخل مايد ويا طوني في المقهى وعقب ما سووا لهم hot chocolate يلسوا ع الكراسي اللي برى واللي كان لونهن أخضر نفس لون الزرع اللي مزروع عند باب المقهى.. ويلسوا يطالعون الناس والزحمة وطوني كل ما تمر وحدة من جدامه يتغزل فيها بالايطالي ومايد يضحك عليه.. وطافت وحدة حلوة ويوم شافت مايد ما شلت عيونها عنه ومايد تم يطالعها بنفس نظرتها وطوني مستانس عليه ويقول له: Go after her ( الحقها)
مايد (وهو يبتسم له): no.. I learnt my lesson.. no foreign girls for me ( لا خلاص أنا تبت.. ما يخصني بالاجنبيات)
وفجأة اتسعت ابتسامة مايد وهو يشوف مريم تمشي من بعيد سايرة صوب محل الورد.. كانت لابسة تنورة بيج وقميص بني غامج وشكلها وايد مرتب وحذالها اخوانها التوأم سالم وسعيد.. مايد من أسبوع وهو يراقبها ويوم عرف انها اخت منصور تعلق فيها وايد.. دوم يتخيلها في بيتهم وانها مرت محمد.. من اول ما شافها وهو حاس انها شي خاص فيهم .. وما يبا يفرط بها.. بس محمد الغبي مول ما يتحرك.. لازم مايد يسوي له شغل وياها..
مايد أول ما شافها قال لطوني: I have something to do.. bye.. see you later (عندي شغل.. باي.. بشوفك عقب)
طوني (وهو يضحك): She's much older than you (هاذي وايد عودة عليك)
مايد( وهو يغمز له): She's not destined for me.. but I'll try my best (ومنو قال لك انها حقي؟؟ )
ركض مايد بسرعة من جدام عمارتهم عشان يلحق على مريم واخوانها وأول ما اقترب منهم خفف من سرعته ومشى حذال سعيد وسالم اللي اطالعوه باستغراب..
مريم يوم انتبهت له اطالعته وهي مستغربة منه.. وهو ابتسم لها ابتسامة حلوة وغمز لها وهو يقول: صباح الورد..
ابتسمت مريم واطالعت سعيد وسالم وقالت له: صباح النور..
سعيد (اللي اونه عصب): إيه انته... شو تبا؟؟
سالم: ياللا ياللا مناك.. مالت..
مايد : بلاكم؟؟ هاذي يزاتي يوم اني ياي اخبركم عن السباق؟؟
سعيد (اللي كان يطالعه بنظرات شك): أي سباق؟؟
مايد: بيسوون سباق في نص البيازا الساعة 12 الظهر.. واللي يبا يشارك يروح يكتب اسمه عند طوني في المقهى..
سالم: انزين ويوم انك ياي تخبرنا ليش تسلم على اختي؟؟
مريم كانت تطالعهم وهي تبتسم ..so cute!! .. يعيبها يوم اخوانها يحرجون عشانها.. وهالصبي وايد شيطان.. ويعرف يتصرف ويخلص عمره من المشاكل.. مريم دوم تشوف مايد يتحوط في البيازا .. ما شالله عليه مول ما يقر في مكان واحد.. وهالشي كان يعيبها فيه.. تعرف انه اخو محمد بس ما تعرف شو اسمه.. ولاحظت انه كل ما يشوفها يبتسم ولازم يسوي لها حركة عشان يلفت انتباهها.. معقولة يكون معجب بها؟؟
مايد: لأنها العودة.. عيب ما اسلم عليها..
سالم: ونحن مب تارسين عينك؟؟
مايد: لو مب تارسين عيني جان ما ييت اخبركم..
سعيد: انزين خلاص مشكور ..
مايد (وهو يطالع مريم ويبتسم ): ها ما خبرتوني.. بتشتركون؟؟
سعيد: اقول اطالعني أنا يوم بترمس اوكى؟؟
سالم: ما اعرف اذا بغينا نشترك بنسير نكتب اسمائنا.. ياللا فارج..
مايد: مب على كيفك انا بوقف في المكان اللي يعيبني..
مريم : خلاص سعيد .. سالم.. خلوه يوقف هني لين ما يشبع.. تعالوا بنسير نحن ورانا مشاوير..
راحت مريم عنه هي واخوانها وتم مايد واقف يطالعهم ويبتسم.. والله انها عجيبة هالبنية.. وتناسب محمد.. شكلها شيطانة وبتعلمه يرتبش شوي بدل البرود اللي فيه..
ويوم شافهم داخلين محل الورد ابتسم ودخل وياهم.. مب عشان شي.. بس كان يبا يلعوز سالم وسعيد..
***
في الشقة كانت ليلى يالسة تلبس خواتها الصغار .. سارة كانت لابسة ومخلصة ويالسة على الشبرية تطالع أمل اللي كانت مول مب محصلة شي على قياسها..
ليلى : قلت لج خفي من الاكل.. ماشي بنطلون على قياسج يالدبة..
أمل: وأنا شو تبيني اسوي يوم انج ما اشتريتي لي ثياب على قياسي؟؟
ليلى: من اليوم ورايح ما شي لا كاكاو ولا بيبسي.. تفهمين؟؟
تأففت أمل ويلست تنبش في ثيابها لين حصلت لها شي تروم تلبسه وسارت صوب الكواية اونها بتكويه بروحها..
ليلى: هى بعد هذا اللي قاصر.. انتي الحين وين تعرفين تكوين؟؟
أمل (بعصبية): أعرف..
ليلى: هاتي الثياب انا بكويهن.. ولا تسوين عمرج زعلانة مب لايق عليج..
بس أمل كانت صج معصبة .. كله يقولون عنها دبة ويهزبونها.. وسارة محد يهزبها ولا احد ايي صوبها.. طلعت من الغرفة يوم خذت ليلى عنها ثيابها ويلست في الصالة بروحها تلعب بشعرها.. وعقب شوي طلع عمها عبدالله من غرفته ويوم شافها بروحها يالسة ابتسم وسار يبوسها على خدها .. وهي يوم شافته تذكرت العروسة اللي وعدها يشتري لها اياها ونست على طول انها محرجة..
أمل: عميييييه.. لا تنسى..
عبدالله: ههههه.. مستحيل أنسى.. من أمس وانتي تحنين عليه تبينها..
أمل: متى بنسير نشتريها؟؟
عبدالله: الحين بس خلي خواتج وعموتج يظهرن من داخل .. وانتي نشي تلبسي..
أمل: زين..
ركضت أمل داخل وتلبست بسرعة وطلعت ويا خواتها في الصالة وسلمن على عمهن ويلسن يسولفن وياه وهن يترين ياسمين تطلع من غرفتها..
عبدالله (وهو يطالع كاميرا ليلى): أشوف كاميرتج..؟
عطته ليلى الكاميرا وراحت تيلس حذاله وهي مبتسمة .. وسألها عبدالله عقب ما يلس يتفحصها: هاذي سوني صح؟
ليلى: هى .. محمد ياب لي اياها من بوظبي..
عبدالله: غاوية والله.. شو تسوين في الصور؟؟
ليلى: ماشي .. ايلس اتعبث بهن في الكمبيوتر .. أسوي شعارات وشغلات ..
عبدالله: حلو والله.. شو رايج تسوين شعار لشركتنا عشان نحطه ويا الاعلانات في الجريدة؟؟
ليلى استانست من الخاطر وسألته: صج عمي؟؟ تباني اسوي لكم شعار؟؟
عبدالله: هى.. يوم انه عندج خبرة خليني استغلج شوي..
ليلى: من عيوني والله ..
عبدالله: تسلم لي عيونج.. وطبعا اذا عيبني الشعار بدفع لج المبلغ اللي تبينه... بس عاد لا تكسرين ظهري..
ليلى: هههههه.. فديت روحك عمي مابا عليك شي.. هالشعار بيكون هدية مني لك..
في هاللحظة طلعت ياسمين من الغرفة وكانت وايد محلوة ولابسة شيلة وردية على لون ثيابها ومظهرة شعرها شوي من جدام وهاذي أول مرة تسويها من يوم خذها عبدالله.. وكانت حاطة ميك اب وردي خفيف زايدنها حلاة.. ومول ما كان مبين عليها أي ارتباك وهي تحط عيونها بعيون عبدالله.. وهالشي خلى ليلى تستغرب.. معقولة هالشي عادي عند عمها ؟؟
ابتسمت ياسمين يوم شافتهم وليلى اطالعت عمها تبا تشوف ردة فعله وشافته يرمس أمل وسارة.. كان محرج من الخاطر بس ما حب ايبين هالشي جدام البنات.. عشان لا يحرج ياسمين ولا يزيغ أمل وسارة اللي مالهم ذنب.. بس ياسمين تتعمد تحرجه وما يعرف شو سبب حركاتها هاذي..
ووقف وهو يقول لهم: ياللا نظهر عشان لا نتأخر .. لولة تبا تشوف المهرج..
ليلى (اللي حست بالتوتر ): عمي نحن بنسبقكم تحت يمكن نشوف مايد..
عبدالله: خلاص نحن بنلحقكم عقب شوي..
أول ما طلعوا قوم ليلى من الشقة التفت عبدالله على ياسمين وقال لها: انتي ناوية تطلعين جي؟؟
اطالعته ياسمين ببراءة: كيف يعني جي؟؟
عبدالله: ليش مظهرة شعرج؟؟
ياسمين: انزين ما فيها شي.. انته بروحك قايل لي انه ماشي عرب وايد هني..
اطالعها عبدالله بنظرة حادة وما رد عليها وتأففت ياسمين وهي تتحجب ..
عبدالله: وليش تتأففين؟؟
ياسمين (بنبرة حادة): لأنك أخس عن امايه..
عبدالله: ياسمين هذا آخر يوم لنا هني .. تعوذي من ابليس وخلينا نستانس..
ياسمين: يا سلام .. وألحين أنا اللي بخرب وناستك؟؟؟
عبدالله: يا غناتي انا ما قلت جي.. بس هالحركة اللي سويتيها مالها معنى.. انتي تعرفين اني مستحيل اخليج تظهرين جي من الشقة.. ممكن أعرف ليش تعنيتي وحطيتي هذا كله على ويهج؟؟
ياسمين: عشانك انته..
عبدالله (وهو يبتسم ويحاول يكون هادي وياها): حبيبتي .. مب لازم اتعبين عمرج .. انتي عايبتني جي.. من دون أي شي..
ياسمين (وهي تبتسم وتطالعه بدلع): ممكن .. لو سمحت يعني.. تفضى لي شوي اليوم عشان نيلس بروحنا..؟؟ هذا آخر يوم لنا هني.. أبا أتم أتذكره على طول..
عبدالله: ان شالله.. عقب المغرب بنظهر اروحنا... نشي بننزل لهم الحين وايد تأخرنا عليهم..
ياسمين: أشيل المكياج؟؟
عبدالله: لا برايه خليه..
ابتسمت ياسمين بسعادة وطلعت وياه من الشقة وشافوا ليلى وأمل وسارة يتريونهم تحت عند باب العمارة .. ومشوا كلهم للمكان اللي كانوا حاطين فيه الألعاب.. عبدالله شل البنات ووداهن يلعبن وليلى كانت مستانسة وهي تصورهم .. حاسة بجو عائلي افتقدته من زمان.. وغصبن عنها ردت بها ذكرياتها لآخر سفرة سافرتها ويا أمها وأبوها.. ذكريات لندن يوم أبوها كان يشل أمولة على جتفه وسارة بإيده اليمين ويوديهن يلاعبهن في الحديقة.. تذكرت أمها وندمت انها ما يابت خالد وياهم.. كانت متولهة عليه موت.. مب متعودة ترقد وهو مب حذالها وحست بألم في قلبها وهي تفكر فيه.. كيف ودرته في البلاد ويت عنه..؟؟ بس باجر ان شالله بترد له وبترد لبيتهم ويدوتها.. توها بس تحس بحجم شوقها لهم..
حست ليلى بإيد على جتفها ويوم التفتت شافت ياسمين واقفة تبتسم لها ..
ياسمين (بدلع) : ليلى صوريني..
ليلى (وهي مب مستوعبة): تبيني اصورج؟؟
ياسمين: هى صوريني..
ليلى: ياللا سيري العبي وياهم وبصورج..
ياسمين: لا لا .. صوريني وانا واقفة هني عند النافورة..
ليلى: انزين ايلسي على طرف النافورة واطالعي الصوب الثاني.. وانا بصور ويهج على صوب.. بتطلع الصورة احلى..
ياسمين: أوكى..
راحت ياسمين ويلست مثل ما قالت لها ليلى وتمت ليلى تصورها.. ويوم شافت ياسمين صورها في شاشة الكاميرا استانست وايد.. وتمت مأذية ليلى.. كل ما بغت ليلى تصور مكان من الاماكن.. تطلع لها ياسمين في ويهها وهي تبتسم.. وفي النهاية عشان تتخلص منها.. راحت ليلى صوب خواتها وعمها وقالت لهم انها تبا تلعب وياهم ..
***
في هالوقت كانت فاطمة بعدها راقدة يوم رن موبايلها وتم يهتز بقوة على الكمودينو.. وبطلت عيونها بصعوبة وردت عليه من دون ما تشوف الرقم..
فاطمة (بكسل): ألووو..
نوال: صباح الخيييييير..
ابتسمت فاطمة : صباح النور.. ليش دقيتي على موبايلي ..؟؟ جان دشيتي الغرفة..
نوال: والله يا خالتي العزيزة انتي قافلة الباب.. وصار لي ساعة ادق عليج وما بطلتي.. شو تبيني اسوي يعني؟؟
فاطمة: اسمحيلي حبيبتي الظاهر اني كنت وايد تعبانة..
نوال: ياللا انا جهزت الريوق.. ولا تقولين ما تبين.. وما لج نفس.. لأنه الريوق اجباري..
فاطمة: هههه.. ان شالله دقايق بس بغسل ويهي وبلبس وبظهر لكم..
نوال: نترياج..
بندت فاطمة عن نوال ويلست تتمدد على الشبرية بكسل.. كانت فعلا تعبانة من رحلة أمس وفوق هذا كله تمت تشتغل على اللاب توب وتراجع بحثها للساعة 3 فليل.. عقب شهرين موعد تقديم بحثها جدام الهيئة اللي بتقيمها وفاطمة كانت متوترة وايد .. والدكتور اللي يشرف على بحثها كان وايد محرج لأنها سافرت وما خبرته.. بس يوم يتعلق الأمر ببنتها أو بعيال اختها.. فاطمة مستحيل تبدي أي شي عليهم..
عقب ما لبست فاطمة بيجامتها ولفت شعرها بمشبك.. طلعت الصالة وابتسمت وهي تشوف نوال يالسة تقرا الجريدة لأحمد اللي كان منسدح على القنفة وحاط كمادات باردة على عيونه ..
فاطمة: صباح الخير..
أحمد + نوال: صباح النور.. هلا والله..
فاطمة: كيف أصبحتوا؟
أحمد: الحمدلله بخير وعافية.. وانتي خالوه.. شحالج؟
فاطمة: الحمدلله.. مع اني مصدعة شوي..
نوال: سويت لج filter coffee
فاطمة: يزاج الله ألف خير حبيبتي..
عطتها نوال القهوة ويلست تسوي سندويتشات حقهم كلهم..
فاطمة: ها .. شو خططكم اليوم؟؟
أحمد: مب اليوم السفر؟؟
فاطمة: هى بس الرحلة الساعة 6 ونص المغرب.. شو ناوين اتمون في الشقة لموعد الطيارة؟؟
نوال: أكيد لاء.. أنا بصراحة شفت كم شغلة في السوق وخاطري امر واخذهم اليوم..
أحمد: لازم؟؟ انا مالي نفس اطلع..!!!
فاطمة: بتطلع غصبن عنك مب بكيفك أصلا..
أحمد: خالوه والله ما احب اطلع.. أمشي بصعوبة ونوال لازم اتم ويايه.. ما احب أعبل على حد..
نوال (اللي انجرحت من كلامه): أفا يا أحمد.. تتوقع انك ممكن في يوم تثقل عليه؟؟
أحمد: مب جذي.. بس.. أحس الكل يطالع..
فاطمة: خلهم يطالعون.. وانته شعليك؟؟
أحمد: ما احب حد يشفق عليه..
فاطمة: محد بيشفق عليك.. انته يا أحمد ما فيك شي.. هاذي مرحلة انتقالية وان شالله بتخف جريب.. ياللا عاد عن الدلع..
نوال: خلاص خالوه اذا احمد ما يبا يظهر أنا بعد ما بظهر..
فاطمة: يا سلام؟؟ وانا ياية هني عشان اطلع بروحي؟؟
أحمد: لا يا نوال اظهري وياها..
نوال: أنا مستحيل اظهر من دونك..
ابتسم أحمد.. نوال عنيدة ومستحيل يقدر يأثر عليها.. : خلاص آنسة نوال.. بظهر وياكم استانستي؟؟
نوال: حبيبي والله.. ادري ما اهون عليك اتم قاعدة في الشقة..
فاطمة: ياللا عيل خلصوا بسرعة .. سمعت انه اليوم عندهم مهرجان ومابي أي شي يفوتني..
تريقوا بسرعة ونشت فاطمة تتلبس وعقب ساعة الا ربع ظهروا هم الثلاثة يتمشون ويتشرون قبل لا يروحون ألمانيا اليوم المغرب..
وفي نفس الوقت.. كانت ياسمين وايد متمللة .. وتحس انه الوقت يمر ببطئ شديد.. خصوصا انه عبدالله كان واقف بعيد عنها.. منشغل تماما ويا هالوغدة لولة.. اللي كانت تلعب ويا اليهال وعبدالله واقف جريب منها ويشجعها وكل شوي كانت أمل تطالعه وتضحك.. ياسمين كانت تعرف ومتأكدة امية بالمية انه بينشغل عنها.. وهاذي ليلى بعد استغلت الفرصة ولصقت في عمها هي وسارة.. تأففت ياسمين.. شو ذنبها اذا هي ما تحب سوالف اليهال وألعابهم؟؟ ليش يجبرونها توقف هني وتتحمل هذا كله.. ؟؟
في هاللحظة التفت لها عبدالله وهو يضحك على هبل أمل اللي سارت بتشل وحدة من الكرات الصغيرة وتعثرت وطاحت على واحد من اليهال.. وفوق هذا سبته..
بس يوم التفت على ياسمين وشافها متظايجة راح لها وسألها: شو بلاج غناتي؟؟
ياسمين: عبدالله انا متمللة.. متى بيخلصون لعب؟؟
عبدالله: بعدهم شوي .. وسارة للحين ما لعبت..
ياسمين: بس انا ابا اسير اتشرى..
عبدالله: حبيبتي عقب المغرب يوم بنظهر بروحنا بوديج السوق واشتري اللي تبينه..
ياسمين: لا والله؟ انته تعرف انه اسواقهم تبند بسرعة.. يعني ما بلحق اشتري شي عقب المغرب..
ليلى (اللي سمعتهم وما هانوا عليها خواتها الصغار ينحرمون من عمهم): ياسمين انا بعد ما اشتريت لي شي.. شو رايج اسير وياج الحين ونتشرى؟؟
ياسمين: ممممم... عبدالله عادي؟؟
عبدالله: أكيد عادي.. عندكم بيزات..
ليلى: هى انا عندي..
ياسمين: وانا عندي بطاقتك..
عبدالله: خلاص عيل روحوا وانا بتم هني عند البنات .. واذا احتجتوا أي شي دقوا لي..
ليلى: ان شالله عمي..
ياسمين: ياللا حبيبي مع السلامة..
عبدالله (اللي قفط ويهه): الله وياكم..
***


يتبع

محروم 09-14-2016 06:53 PM

رد: غربة الأيام للكاتبة : ظنون
 
يتبع


الساعة عشر ونص الصبح قعد محمد من الرقاد ونش بسرعة لأنه تذكر انه مواعد ميود تحت في البيازا.. ويوم يود موبايله شاف 4 missed calls منه وتلبس بسرعة ونزل له ما فيه على حشرته.. يبا يتخلص منه بسرعة عشان يقعد شوي ويا منصور..
ويوم نزل محمد وطلع من بوابة العمارة.. كان أول شخص يت عيونه عليه مريم اللي كانت واقفة تطالع اخوانها وهم يلعبون بالسيارات الكهربائية في الشارع الثاني.. ابتسم محمد ولبس نظارته وتردد قبل لا يقرر انه يقترب منها شوي.. ما كان مقرر يرمسها بس يبا يطالعها .. كانت وايد عايبتنه وأمس كان خاطره يرد يشوفها مرة ثانية بس هالانسانة مثل ما طلعت له فجأة ردت واختفت فجأة وما شافها الا الحين وما كان يبا يظيع على عمره الفرصة في آخر يوم له في ايطاليا..
يوم اقترب محمد من المكان اللي فيه مريم شافها تبتسم.. وابتسامتها كانت روعة.. وتم محمد مبهت وهو يطالعها ويطالع مايد اللي كان واقف وراها بالضبط..
انصدم محمد اللي توه استوعب انه اللي كان واقف ورى مريم هو مايد اخوه.. هذا شو يسوي هني؟؟ وطلع موبايله بسرعة ودق له لأنه كان يستحي يروح له ومريم هناك..
مريم يوم سمعت صوت الموبايل التفتت وراها خصوصا انه النغمة كانت نغمة غرشوب وأكيد اللي حاطنها واحد عربي.. ويوم شافت انه اللي وراها هو مايد رفعت واحد من حواجبها واطالعته باستغراب وهي مبتسمة.. هذا ليش لاحقنها لين هني؟؟ ما يخاف من منصور؟؟
مايد ابتسم لها واطالع موبايله ويوم شاف رقم محمد رد عليه..
مايد: صح النوم...!!
محمد: انته ما تستحي؟؟
مايد: انته وين؟؟
محمد: هني مجابلنك..
التفت مايد حواليه وشاف محمد واقف جريب منهم وبند التيلفون في ويهه وراح له.. وأول ما وصل له زخه محمد من إذنه بقوة..
مايد: أي أي أي..
محمد (بصوت واطي): انته ما تستحي ؟؟؟ شله لاصق في البنية؟؟؟ متى بتودر عنك هالحركات؟؟
مريم كانت تطالعهم واستانست وايد يوم شافت محمد وما رامت تخوز عيونها عنه.. ويوم شافته يهزب مايد ضحكت من خاطرها.. وهو يوم انتبه لها استحى وهد اخوه..
مايد: هذا وانا يحليلي يالس اسوي لك شغل وياها واحاول اتقرب منها عشان اعرفك عليها..
محمد: ما أباك تساعدني.. ولا اباك تعرفني عليها.. شو تتحراني ما اعرف اتصرف بروحي؟؟
مايد: لو تعرف تصرف جان ما خليتها تروح من ايدك.. يا حلو .. باجر انته بترد البلاد . . ويمكن هاذي اخر مرة تشوفها فيها.. ما اشوفك تحركت وسويت شي..
محمد: مابا... مابا اتعرف عليها ..
مايد: والله انك بتموت بس عشان تحصل نظرة منها..
اطالعه محمد باحتقار وقال: وشو رايك انها الحين صار لها ربع ساعة وهي تطالعني؟
التفت مايد وراه ويوم شافته مريم يطالعها قفطت وردت تطالع اخوانها.. كان قلبها يدق بقوة وخايفة منصور يكون هني مع انها متأكدة انه بعده راقد.. وليش اصلا تطالع محمد وتشجعه بنظراتها؟؟ مع انها ما تقصد هالشي بس محمد وايد cute وتصرفاته وايد بريئة.. يوم كانت تشوفه ويا اخوها قبل كانت تتوقع انه واحد لعين ومغازلجي.. بس في المرتين اللي شافته فيهم حست بإحساس كبير بالراحة.. احساس نساها .. ولو للحظة.. همومها ومصيرها المحتوم.. ابتسمت مريم لسعيد وسالم اللي خلصوا لعب في هاللحظة ويوا صوبها عشان ياخذون عنها coins لأنهم يبون يلعبون مرة ثانية..
مايد ابتسم بفرح يوم شاف مريم تطالع اخوه.. يعني في أمل.. بس حب يغلس على محمد وقال: ومنو قال لك انها تطالعك انته؟؟ ليش ما تكون تطالعني انا؟؟
محمد: شو تبا في واحد اصغر عنها؟؟
مايد: هي بعد صغيرة..
محمد: كم عمرها؟؟
مايد: ما بخبرك..
محمد: عادي..
ابتسم مايد وتم يطالع محمد اللي رد يسرح في مريم.. مايد خلاص قرر ما يخبر محمد انه مريم اخت منصور.. لأنه يدري به لو عرف انها اخته مستحيل يفكر فيها.. ومايد مصر ما يرد البلاد الا وهالاثنين متفاهمين ويا بعض .. كيف .؟؟ بعده ما يعرف بس يتمنى الحظ يحالفه اليوم ويسوي اللي في باله..
عقب ربع ساعة خلصوا اخوان مريم من اللعب وراحت هي وياهم صوب الايس كريم.. ومايد شرد عن محمد عشان يتبعهم.. بس في نص الدرب شاف عمه عبدالله ويا أمل وسارة ووقف شوي يسولف وياهم..
محمد فجأة لقى عمره بروحه وكان رايح صوب المقهى يوم شاف منصور نازل من عمارتهم وأمه وأبوه وياه.. وطبعا راح يسلم عليهم.. لأنه يعرفهم عدل ووايد يعز أبو منصور..
أبو منصور: منصور ما خبرتنا انه محمد هني..
منصور: امبلى ابويه خبرتك بس انته الظاهر نسيت..
بو منصور: ما احيدك خبرتني..
أم منصور: ووين اهلك؟؟
محمد: هناك صوب الالعاب.. عمي عبدالله هني بعد..
بومنصور: عيل نحن بنسير نسلم عليه .. وخلاف بنسير صوب المستشفى..
منصور: ما تبوني اوصلكم ابويه؟؟
بومنصور: لا ابويه انته تم هني ويا اخوانك .. ونحن بنسير بروحنا..
منصور: الله يحفظكم..
عقب ما ساروا اهل منصور صوب عبدالله .. يلس محمد ويا منصور في المقهى ..
محمد: منصور؟ ليش ابوك يبا يسير المستشفى.. خير ان شالله؟
منصور: عنده موعد عشان كليته..
محمد: يحليله.. عشان جي انتوا يايين ايطاليا؟؟
منصور: لا لا .. مب هذا هو السبب..
سكت محمد شوي يتريى منصور يخبره بالسبب الثاني بس يوم ما خبره ما حب يضغط عليه وغير الموضوع
محمد: ولين متى بتمون هني؟
منصور: بعدنا بنتم شهر هني..
محمد: ول!!! شهر.. ؟؟
منصور: هى .. يحيك انته بترد البلاد باجر..
محمد: هييييه.. ما كنت اعرف اني بتوله ع البلاد هالكثر...
منصور (وهو يأشر بإيده ): هذا ميود اللي ياي صوبنا؟؟
محمد: هى هو .. الله يستر ..
دش مايد المقهى ويلس وياهم عقب ما سلم على منصور
مايد: ابا حد يشترك ويايه في السباق..
محمد: والله انك متفيج..
منصور: أي سباق..؟؟
مايد: بيسوون سباق عقب ساعة هني في الساحة وجوائزهم غاوية.. والله ابا اشترك.. بس مابا اشترك بروحي..
منصور: أنا بشترك وياك..
مايد: والله؟
محمد: خلاص عيل انا بعد بشترك..
مايد: لا لا .. انته لاء..
محمد: شو على كيفك هو؟؟
اطالعه مايد بنظرة لها مغزى وقال له: ماله داعي تشترك.. !!
استغرب محمد.. شو عنده هذا؟؟ وحس انه الموضوع يتعلق بمريم وعشان جي سكت وقام مايد ويا منصور عشان يكتبون اسماءهم عند طوني ..
***
في مدينة العين وبالتحديد في بيت صالحة.. كانت شيخة يالسة تتريا ريلها فهد يرد من برى .. وكانت كالعادة يالسة في جناحهم في الطابق الأول.. وصالحة يالسة تحت بروحها تطالع التلفزيون.. عقب ما تحسنت صحتها وخف المرض عنها .. ردت صالحة ترقد في الصالة.. بس رغم هذا ورغم انها حاولت تشغل عمرها بالتلفزيون كانت حاسة بالوحدة.. ولدها فهد من يوم رد من دبي وهو فوق ويا مرته ما نزل يقعد وياها.. حتى قبل شوي كان طالع وسلم عليها ع السريع وما كلف نفسه يقعد وياها..
وفواغي ومزنة روحوا بيتهم أمس .. والبشاكير يرقدن من وقت.. من بيجابلها ؟؟ ما لها الا التلفزيون والتلفزيون ما فيه شي غير هالاغاني..
حطت صالحة قناة ميلودي ويلست تطالع.. وعقب دقيقة كتمت الصوت وتمت تطالع الصور اللي تتحرك على الشاشة.. كانوا حاطين اغنية يوري مرقدي برسم البيع وصالحة مستغربه منه ومن شعره وحركاته.. وفي هاللحظة دش فهد ويوم شاف امه تطالع الفيديو كليب انفجر من الضحك واقترب منها وهو يسألها: أمايه انتي شو حاطه؟؟
صالحة (اللي استانست في داخلها انه فهد رمسها): تعال شوف هالمنكر .. والله ما ينعرف هذا ريال ولا حرمة..
فهد: امايه هذا ريال ما تشوفين لحيته..؟؟
صالحة: ليش هو ينشاف منه شي؟؟ اخ عليه..
فهد: ههههه.. انتي ليش رافعة ضغطج وحاطة هالقناة.. ؟؟
صالحة: شو أسوي تراني الا يالسة اروحي.. ما لي غير هالتلفزيون..
فهد: ولا يهمج امايه .. بسير ازقر شواخي وبني نسولف وياج..
صالحة: الا يوم هالوغدة ماباها تسولف لي.. تم وياها فوق..
فهد: أفااا.. ليش عاد؟؟
صالحة: مرتك هاذي ما تدانيني..
فهد: ليش تظلمينها؟؟؟ هي قالت لج انها ما تدانيج؟؟
صالحة: ما قالت بس يبين عليها..
فهد: شيخة تحبج وايد وانا الحين بسير لها وبخليها تنزل تسولف وياج.. مشكلتكن انكن اثنيناتكن دلوعات.. ما اعرف ارضي منو ..
راح فهد فوق عشان يخبر شيخة تنزل وياه تحت وأول ما بطل باب الغرفة بندت شيخة التيلفون وابتسمت له بارتباك: هلا حبيبي.. متى ييت ما انتبهت عليك وانته تدش..
فهد: انتي منو ترمسين هالحزة؟؟
شيخة: هاذي اختي .. متظاربة ويا ريلها ويالسة تشكي لي..
فهد: أهاا.. انزين حبيبتي تعالي بنيلس تحت عند امايه..
شيخة: ها؟؟؟ لازم؟؟
فهد: يحليلها زعلانة.. تتحراج ما تدانينها .. تقول كله يالسة فوق وما تسوين لها سالفة..
شيخة: يا سلام.. ماصدقت تشوفك عشان تتشكى لك..
فهد: انزين ياللا قومي بنيلس عندها يحليلها هالاسبوع بتم بروحها..
شيخة: بروحها؟؟ ليش وانا وين رحت؟؟
فهد (وهو يبتسم لها بحنان): انتي باخذج ويايه دبي لين اخلص هالدورة وافتك..
شيخة انصدمت من قراره وقالت بعصبية: وانته متى قررت تاخذني وياك؟؟ وليش ما خبرتني؟؟
فهد: وليش اخبرج.. شواخي ما احيدج تشتغلين او عندج التزامات عشان اخبرج..
شيخة: لا بس المفروض تخبرني .. أنا ما ابا اسير دبي..!! وخصوصا هالاسبوع..!!
فهد: وليش ما تبين تسيرين؟؟ شيخة أنا توقعت تستانسين يوم اخبرج..
شيخة: حبيبي.. والله اني مستانسة واللي مظايجني اني فعلا ما اروم اسير هالاسبوع.. مرت عبدالله بترد من السفر باجر هي وعيال خالوتك.. ويوم الثلاثا لازم اسير اسلم عليهم..
فهد: يعني ما ترومين تأجلين هالزيارات؟؟
شيخة: لا حبيبي ما اروم.. أنا اول ما رديت من شهر العسل كلهم يوا يشوفوني.. شو تباهم يقولون عني ؟؟ ما اريد اقصر وياهم..
تنهد فهد بتعب وقال: خلاص امري لله.. بيي يوم الثلاثا وباخذج خلاص؟؟
ابتسمت شيخة : خلاص.. بس عاد لا تبوّز..
فهد: مب مبوز.. قومي بنيلس عند امي تحت..
شيخة: حبيبي انزل انته ايلس وياها .. أنا هلكانة ما فيه على لسانها..
حاول فهد وياها وفي النهاية تعب ونزل بروحه يقعد ويا امه .. بس يوم نزل شافها متلحفة وراقدة وغصبن عنه حس انه يشفق عليها وانه وايد مقصر وياها.. ورد فوق عند مرته وهو حاس بظيج فظيج..
****
في بيت سهيل المحامي.. كانت موزة يالسة تحفظ الجزء اللي محددين لها اياه من سورة البقرة لأنه باجر عندها تسميع.. ودشت عليها أمها سلامة وابتسمت يوم شافت المصحف في إيدها .. وتمت واقفة فترة عند الباب تطالعها بحنان لين ما انتبهت لها موزة ووقفت عشان تحبها على راسها..
موزة: امايه جى ما تدشين؟؟ من متى انتي واقفة هني؟؟
سلامة: توني داشة الغرفة.. حفظتي الجزء كله؟؟
موزة: لا.. باجي لي صفحتين..
سلامة: الله يرضى عليج ويوفقج ان شالله.. ويهدي لطوف هاذي اللي مطلعة لي قرون..
موزة : هههههه ان شالله يا رب.. يحليلها لطوف..
سلامة: انا بخليج تكملين حفظ بس بغيت أخبرج اننا يوم الثلاثا بنسير بيت عبدالله بن خليفة ربيع ابوج.. الظاهر انهم مسوين عزيمة..
موزة: هممم.. سمعت ابويه يرمس عنهم بس ما اعرفهم..
سلامة: بنتهم ليلى اكبر عنج بسنتين او ثلاث.. يعني بتستانسين وياها..
موزة: ان شالله امايه.. بس ذكريني يوم الاثنين..
سلامة: خلاص فديتج.. تصبحين على خير..
موزة: وانتي من اهله حبيبتي..
طلعت سلامة وردت موزة تكمل حفظ الصفحتين اللي كانوا باجين لها.. ويوم خلصتهن حطت المصحف حذالها وتلحفت عشان ترقد.. وأول ما غمضت عيونها يت صورة مبارك في خيالها وابتسمت وهي تتذكر الموقف اللي صار لها أمس ..
***
***
راحت ياسمين ويا ليلى يتمشون صوب البوتيكات ومحلات الهدايا والخياييط اللي تارسة البيازا.. الأرض تحت ريولهم كانت مرصوفة وحلوة والأجواء كلها مبهجة.. وحتى ليلى استانست ويا ياسمين واكتشفوا اثنيناتهم انهم مهووسات ثياب وتشرن شغلات واايدة وأصحاب المحلات وعدوهم يطرشون لهم أغراضهم للشقة قبل الساعة 7 فليل.. ويوم يت الساعة 12 الظهر كانت ياسمين بتموت من اليوع..
ياسمين (وإيدها على بطنها): ليلى بمووووت من اليوع بسرعة بسرعة نسير ناكل في أي مكان... !!!
ليلى: لا ما بتغدى عن اخواني.. بنتغدى كلنا ويا بعض..
ياسمين: وان شالله تبين تردين صوب اخوانج وعمج؟؟
ليلى: هى اكيد.. يحليلهم يتريوننا وتبينا نتغدى عنهم..
ياسمين: اووه.. تلقينهم الحين متغدين وشبعانين.. أقول لج خل نتغدى بروحنا احلى..
ليلى: مابا.. ياسمين خل نرد لهم..
ياسمين (بقهر): إنتي!!!.. أف منج...!!!
ضحكت ليلى واستانست انها قهرت ياسمين بس عقب ما مشوا شوي حست ليلى بعطش فظيع وقالت لياسمين: انا عطشانة.. خل نيلس في هالكوفي شوب نشرب لنا شي..
ياسمين (وهي تبتسم ابتسامة عريضة): وبناكل كيك..
ليلى: زين ياللا.. والله انج ياهل
راحت ياسمين ويا ليلى ويلسوا في المقهى يشربون عصير برتقال ويطالعون الناس في الشارع.. وكان من بين اللي مروا فاطمة ونوال وأحمد.. ليلى في البداية ما انتبهت عليهم.. بس يوم شهقت ياسمين وقالت: " شوفي شوفي.. " التفتت ليلى بسرعة وعلقت عيونها في أحمد واخته نوال.. صار لها فترة مب جايفتنهم وكانت تتحرى انهم خلاص روحوا البلاد.. وتفاجأت الحين وهي تشوفهم يمشون جدامها ووياهم حرمة عودة بس وايد أنيقة وحلوة..
ياسمين: شكلهم خليجيين.. بس هاذي العيوز اللي وياهم مب متحجبة..
ليلى: ما ادري..
ياسمين: هذا شكله أعمى.. شوفي العصا اللي في إيده وشوفي كيف هالحرمة اللي وياه ميودتنه..
ليلى (وهي سرحانة): هى.. أعمى..
ياسمين (تبتسم): بس غاوي..
ما انتبهت ليلى لرمستها لأنها يودت الكاميرا وخبت ويهها ورى العدسة.. تحججت انها تبا تصور المكان اللي هم واقفين فيه.. وتعمدت تطلع أحمد على طرف الصورة.. تدري انه أحمد طيف عابر في حياتها.. مجرد وجه انعجبت فيه ومعاناة انسانية حست بها وعايشتها ولو لثواني معدودة.. بس بعد تبا تحتفظ بهالذكرى.. وتحتفظ بالمشاعر الحلوة اللي صاحبتها.. تبا تتذكر للأبد اليوم اللي نست فيه مآسيها وخفق قلبها لإنسان ثاني غير حميد..
ياسمين (اللي كانت طول الوقت تراقبها): ليش صورتيهم؟؟
ليلى (بارتباك): ما صورتهم..
ياسمين: أشوف الصورة..
ليلى: شو مب مصدقتني؟؟
ياسمين: أصلا عيب تصورينهم..
ليلى: قلت لج ما صورتهم.. انتي ما تفهمين؟؟
ياسمين: كيفج.. بس انا متأكدة انج صورتيهم..
ليلى: ما يهمني..
ابتعدوا فاطمة وعيال اخوها عن المكان اللي كانت ليلى يالسة فيه وتمت ياسمين يالسة فترة طويلة وهي تاكل على اقل من مهلها لأنها تعرف انه ليلى متحرقصة وتبا ترد عند اخوانها.. وفي النهاية نشن اثنيناتهن وروحن صوب شقتهن..
***
أهل منصور يوم شافوا عبدالله سلموا عليه ووقفوا يسولفون وياه شوي وعقب راحوا عنه عشان يلحقون على موعد أم منصور في المستشفى.. وفي هاللحظة يت أمل حق عبدالله ويرته من إيده..
أمل: تعال عمي .. تعال بنسير عند المهرج..
عبدالله: تونا يايين من عنده شو تبين تسيرين له مرة ثانية..؟
أمل: البالونة اللي عطاني اياها طارت.. أبا غيرها..
سارة: هي طيرتها.. وتقول انها مب حلوة وتبا غيرها..
أمل: والله العظيم قسما بالله انها طارت بروحها..
عبدالله: انزين انزين بس مب لازم تحلفين.. تعالي بسير اخذ لج وحدة ثانية..
أمل (وهي تطالع سارة بقهر): يالفتانة..!!
سارة: أحسن منج يالكذابة..
عبدالله: هههه .. بس بابا .. بس .. عيب!!
اطالعت أمل سارة باحتقار ومشن اثنيناتهن ويا عمهن صوب المهرج في اللحظة اللي وصلت فيها فاطمة وعيال اختها صوب الالعاب.. وأول ما اقتربت فاطمة من الالعاب حست انها تعرف هالريال اللي واقف ويا اليهال عند المهرجين.. عقدت حياتها وتمت تطالعه باستغراب.. متأكدة انها تعرف هالطول وهالابتسامة.. وهالعيون الحنونة.. ردت بها ذكرياتها ثلاث سنين ورا.. يوم كانت رايحة دبي.. وشافته في الفندق ويلست تسولف له وفتحت له قلبها .. تذكرت عرضه عليها بالزواج واللحظة المجنونة اللي كانت بتوافق عليه فيها.. يا ترى تزوج ولا بعده حاس بالوحدة؟؟ .. وهاليهال اللي وياه منو؟؟ تذكر انه خبرها عن حادث.. وعن عيال اخوه اللي صار مسؤول عنهم.. أكيد هاذيلا هم.. مع انها كانت تتمنى تشوف عياله اللي وياه مب عيال اخوه..
نوال: خالتي شو فيج؟ منو هاذيلا اللي صار لج ساعة تطالعينهم وتبتسمين..
فاطمة: هذا صديق كنت اعرفه من زمان.. واللي وياه بنات اخوه..
أحمد: دارس وياج؟؟
ابتسمت فاطمة: تقدر تقول جذي..
نوال: بتروحين تسلمين عليه؟؟
فاطمة: أكيد.. ما بتون وياي؟؟
أحمد: لا خالتي روحي بروحج.. أنا تعبان ابا اقعد شوي ..
نوال: تعال حبيبي بنقعد في هالمقهى لين ما ترد خالتي..
فاطمة: خلاص عيل انا بسلم عليه وبرجع لكم..
نوال (وهي تبتسم لها): نترياج خالتي.. خذي راحتج..
كانت فاطمة تمشي وهي تبتسم.. قلبها يدق بقوة وهي للحين مب مصدقة انه اللي جدامها عبدالله.. عبدالله اللي كان دوم ايي على بالها ويروح.. اللي كانت تتفاجئ احيانا وهي في نص شغلها ودراستها تسمع صوت ضحكته أو تتذكر ابتسامته وجملته وهو يقول لها: فاطمة.. تتزوجيني؟؟
عبدالله اللي اضطرت تشرد وترد الكويت من دون ما تخبره بس عشان لا توافق في لحظة طيش على عرضه المجنون.. بس لو وافقت.. هل كانت بتندم؟؟
التفت عبدالله وراه وهو يضحك ويوم شافها اختفت ضحكته وحلت مكانها نظرة صدمة كبيرة.. وتغيرت ملامحه من المفاجأة للاستيعاب وابتسم ابتسامه من خاطره وهو يمد لها ايده ..
عبدالله: فاطمة؟؟؟ معقولة؟؟
حست فاطمة بعمرها مراهقة وسعادتها كانت كبيرة وهي تسلم عليه وتقول: إي فاطمة.. عبدالله انا مب مصدقة اني مرة ثانية جمعتني الصدفة وياك..
تم عبدالله يطالعها فترة وهو مبتسم وهي نفس الشي .. فرحتها كانت اكبر من انها تتكلم.. ما تدري ليش القدر جمعها وياه مرة ثانية.. بس تعرف انه عبدالله انسان مميز ورائع وانها مستحيل تخسره مرة ثانية.. ع الاقل كصديق..
عبدالله: ما تغيرتي أبدا يا فاطمة..
ابتسمت فاطمة: بس انته تغيرت..
عبدالله: هههههه .. أكيد بتغير.. أنا مب صغير
فاطمة: وايد صغرت.. رديت شباب يا عبدالله والظاهر انك عرست.. صح ولا انا غلطانة؟؟
عبدالله: لا مب غلطانة يا فاطمة.. أنا فعلا تزوجت ومرتي كانت توها هني.. بس راحت تاخذ لها شغلات من السوق ..
فاطمة غصبن عنها حست بنغزة في قلبها.. يوم قالت له انه رد شباب كانت تبا تيريره في الرمسة عشان يخبرها اذا كان معرس ولا لاء.. وما توقعت ابدا انها توقعاتها تطلع صح.. ورغم انها كانت تتمنى انه يكون عرس وتوفق في حياته. .بس بعد حست بإحباط أول ما اكد لها شكوكها..
فاطمة: الله يهنيك ويوفقك في حياتك يا عبدالله.. ومنو هالأمورة اللي وياك؟؟
سارة كانت واقفة حذال عبدالله وتطالع فاطمة بفضول كبير..
عبدالله: هاذي بنت اخويه المرحوم.. اسمها سارة.. واللي مخبلة بالمهرج هناك اختها الصغيرة أمل..
________________________________________
فاطمة: الله يحفظهم يا رب..
عبدالله: ما خبرتيني يا فاطمة.. شو تسوين هني؟؟
فاطمة: هاذي سالفة طويلة ويبالها قعدة.. بسولف لك عنها بعدين ان شالله.. بس للأسف انا بسافر ألمانيا اليوم المغرب..
عبدالله: وانا بعد برد البلاد باجر..
فاطمة: للأسف ما شفتك الا في اخر يوم لي هني..
عبدالله: ما بتين دبي؟
فاطمة: حاليا ما اعتقد لأني أكمل دراستي هني.. تقدر تقول عقب 3 أشهر جي ممكن أيي..
تردد عبدالله قبل لا يقول: اتصلي بي يوم بتكونين في دبي..
فاطمة: أكيد يا عبدالله هاذي ما يبالها كلام.. ممكن تعطيني رقم تيلفونك؟؟
عطاها عبدالله رقمه وخزنته فاطمة في موبايلها في نفس اللحظة اللي وصلت فيها ياسمين وليلى لمكان الألعاب..
ياسمين أول ما شافت فاطمة.. شافتها وهي تخزن شي في موبايلها وعبدالله كان يالس يبتسم لها.. ما تدري شو استوى لها في هاللحظة.. حست بقهر الدنيا كله يتيمع في قلبها.. منو هاذي..؟؟ هي نفسها اللي شافتها قبل شوي تتمشى في البيازا.. كيف عرفها عبدالله وشو تسوي واقفة وياه؟؟
ليلى بعد ما توقعت تشوف هالحرمة واقفة ويا عمها بس قالت في خاطرها أكيد في سبب منطقي للي قاعد يصير.. وما يا على بالها أبدا ردة فعل ياسمين اللي كانت واقفة تغلي حذالها الا يوم قالت ياسمين بقهر: منو هالوقحة؟؟؟
ليلى: ياسمين هدي اعصابج أكيد في تفسير ...
اطالعتها ياسمين بكره وقالت: أي تفسير..؟؟ لا تيلسين تتفلسفين لي وما يخصج باللي يالس يستوي أوكى؟؟
ليلى: ياسمين..
ياسمين: أصلا انا كنت شاكة.. ومتأكدة انه يغازل من ورايه..
ليلى: ياسمين احترمي نفسج.. انتي ترمسين عن عمي..
بس ياسمين لبستها وانطلقت بسرعة للمكان اللي كان واقف فيه عبدالله ويا فاطمة وعبدالله أول ما شافها ياية والشرار يطاير من عيونها ما يعرف ليش ارتبك.. مع انه كان متحمس ويبا فاطمة تشوفها..
وفاطمة يوم شافتها ابتسمت لها وسألت عبدالله: هاذي بنت اخوك العودة؟؟
عبدالله (بارتباك): لا.. هاذي مرتي..
انصدمت فاطمة وتمت تطالع ياسمين وهي مب مصدقة.. شكلها وايد صغيرة.. مستحيل يكون عمرها فوق ال17 سنة.. معقولة عبدالله يتزوج وحدة صغيرة هالكثر؟؟ بس ما حبت تبين الصدمة عليها عشان خاطر عبدالله ما كانت تبا تجرحه وقابلت ياسمين بابتسامة حلوة وردت عليها ياسمين بنظرة احتقار..
عبدالله: ياسمين هاذي..
قاطعته ياسمين وقالت بنبرة حادة: ما يهمني... ممكن أعرف شو تسوين هني؟؟؟
فاطمة بطلت عيونها ع الاخر واطالعت عبدالله اللي صج عصب وقال لياسمين: مالها داعي هالنبرة اللي ترمسين فيها .. فاطمة ما غلطت عليج..
ياسمين: ما غلطت؟؟؟ وهاللي خزنته في تيلفونها شو يكون؟؟ مب رقمك؟؟ تنكر انه رقمك؟؟؟
فاطمة (وهي تبتسم بطولة بال): لا ما بينكر هالشي.. عبدالله مجرد صديق يعني لا تخافين من هالناحية عزيزتي .. من حقج تشكين وتغارين بس غيرتج مالها داعي..
ياسمين: أشوفج واقفة ويا ريلي وما تبيني انفعل؟؟
عبدالله كان وايد محرج وفي نفس الوقت منحرج وايد من فاطمة.. ياسمين يالسة تتصرف شرات اليهال وهو اللي هو ريلها مب قادر يتحكم بها.. بس فاطمة ما راحت ابتسامتها عن ويهها ولو لثانية.. سبق وانها ربت يهال ومراهقين وتعرف حركاتهم وانفعالاتهم.. وتعرف انه افضل طريقة تتعامل فيها وياهم هي انها تطول بالها.. وياسمين شكلها وايد دلوعة وعصبية..
عبدالله (بصوت واطي): ياسمين بنتفاهم عقب..
ياسمين: ما بتفاهم وياك انته.. خلني اتفاهم ويا الانسة اللي هني..
في هاللحظة يت ليلى من صوب الالعاب ووياها أمل وسارة ووقفت وياهم وسلمت على فاطمة وهي تبتسم.. بس سارة يوم سمعتهم محتشرين خافت.. وخصوصا انه ياسمين اللي كانت محتشرة وهي تتروع منها ..
فاطمة (لياسمين): حبيبتي انا ما عندي شي اتفاهم وياج عليه.. كل اللي عندي قلته واتمنى ما تفهمين الموضوع غلط.. عبدالله انا استأذن الحين..
عبدالله: اسمحيلي يا فاطمة..
فاطمة: ما يحت...
ياسمين: وليش تستسمح منها؟؟ وانتي.. اذا تبين تروحين امسحي رقم ريلي من موبايلج الحين!!!
عبدالله (وهو يشدها من ايدها بقوة): ياسمين بس!!!
سارة يوم شافت عمها محرج تظايجت وايد ومن دون محد يحس فيها ابتعدت عنهم وراحت صوب المهرجين.. وحطت في بالها انها بتم هناك لين ما يهدون ويسكتون وعقب بترد لهم.. وسمعت ياسمين تقول لعمها: عبدالله هدني مب كافي اللي شفته؟؟
تنهدت فاطمة بظيج وقالت لعبدالله وليلى: مع السلامة..
ياسمين (بعناد): قلت لج امسحيه ..
ما ردت عليها فاطمة وراحت صوب عيال اختها وهي صج منزعجة من اللي استوى.. معقولة عبدالله ينزل مستواه لهالاشكال وياخذ وحدة ما عندها احترام ولا أي تقدير للي أكبر منها؟؟؟ معقولة ياخذ وحدة وعشان شو؟؟ عشان شكلها؟؟ كانت في داخلها تتحرى عبدالله أكبر من جذي.. تتحرى انه مستحيل ينجذب ورا المظهر وانه يدور ع الجوهر. بس الظاهر انه مثله مثل غيره من الرياييل.. همه الوحيد الجمال وبس..
بس عبدالله كان بروحه مصدوم من ياسمين وقال لها وهو ميود عمره بالقوة عشان لا يصفعها: شو هالوقاحة اللي تعاملتي فيها ويا الحرمة؟؟ انتي ما تستحين؟؟
اطالعته ياسمين بنظرة حادة وكان ويهها أحمر من كثر ما هي معصبة وقالت له: أنا ما بتفاهم وياك الحين.. حسابي معاك بعدين..
عبدالله: أي تفاهم وأي حساب..؟؟ انتي تردين الشقة الحين وماشي طلعة تفهمين؟؟؟
ياسمين: واله شرات ما انته واقف هني وتسولف ويا الحريم على كيف كيفك.. أنا بعد بتمشى وبطلع على كيف كيفي..
عبدالله حس بعمره بينفجر وقال لليلى: شوفي البنات غناتي ..
ليلى : ان شالله عمي..
وير ياسمين من ايدها وهي تحاول تسحب ايدها بس مب قادرة ووداها الشقة غصبن عنها.. مب كافي انها فشلته جدام فاطمة.. بعد تطول لسانها عليه وجدام عيال أخوه..
ياسمين: عبدالله هدني.. قلت لك مابا اروح الشقة..
عبدالله (بصوت عالي): جب!! .. مب انتي اللي تقررين هالشي .. تفهمين؟؟
سكتت ياسمين عشان لا يصفعها.. وراحت وياه الشقة وهي مصرة اتم على موقفها وما تعتذر منه..
***


يتبع


الساعة الآن » 09:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009