تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾[1]. تأمل قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾، لتعلم أن قدرة الله تعالى لا منتهى لها، وأن حكمة الله تعالى لا تحيط بها عقول الخلق. ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾.. إنها عبارة تلخص لك هذا التنوع الكبير في المخلوقات التي تراها، منها الصغير الذي تناهى صغرهُ فلا يرى بالعين المجردة، ومنها الكبير الذي لا يحيط به بصرك، ويروعك كبره، وتهولك عظمته، ومنها ما لا نرى فيه إلا النفعَ، ومنها ما لا نرى فيه نفعًا، ومنها ما ينفع تارةً ويضر أخرى.. فإذا بحثت عن الحكمة في وجودِ كثيرِ منها أعياك الجوابُ، ورجعت إليك سوانحُ الفكرِ حسيرةً، وما ذلك إلا لضَعْفِ أفهَامِنَا، وتقاصرِ عقولِنَا، وقلة علومنا. ومن هذه المخلوقات ما يطير في الهواء؛ ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾[2]. وفيها من دلائل قدرةِ اللهِ ما يدهش الألباب، ويذهل العقول، ولكنها الغفلة التي تحول بيننا وبين التفكر في عظيم صنع الله تعالى؛ ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾[3]. ومنها ما يسبح في الماء، وما يخفى علينا من مخلوقات البحار أضعاف أضعاف ما نعلمه. ومنها ما يدبُّ على الأرض دبيبًا، وتحت كل جنسٍ أنواعٌ لا يحصيها إلا الذي خلقها، ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[4]. ومنها ما لا علم لأحدٍ من البشر به؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾[5]. ثم تأملْ حكمةَ الله تعالى في خلقه، فبعضهم مبتلى، فهذا أعمى، وهذا أبكم، وهذا أصم، وهذا ولد بداء عضال، وهذا ولد بعضو زائد، لو أنك رجعت إلى عقلك، وثاب إليك رشدك، لقلت من فورك: ﴿اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ﴾.. ولا يخلو شيء من خلق الله تعالى من حِكَمٍ تتقاصرُ عنها العقولُ، وتضلُّ في دروبها أفهامُ الفحول.. فكم من شاكرٍ لله على المعافاةِ، وكم من صابرٍ على البلاءِ، وكم من داعٍ لكشف الضُّرِّ ورفعِ البلاءِ، وكم من راجٍ لرحمةِ ربِ الأرضِ والسماءِ. [1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية 47. [2] سُورَةُ الْمُلْكِ: الآية 19. [3] سُورَةُ يُوسُفَ: الآية 105. [4] سُورَةُ النُّورِ: الآية 45. [5] سُورَةُ النَّحْلِ الآية 8. |
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة وأجـــــــــزل لك العطـــاء |
رد: تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
|
رد: تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
جزاك الله الجنه وجعله الله في موازين حسناتك
|
رد: تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا اعذب التحايا لك لكـ خالص احترامي |
رد: تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
سلم الله يمنااك
ع روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودامت لنا روعة مواضيعك كلنا شوق لجديدك القادم لروحك اكاليل الورد |
رد: تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
يسلمووو للمرور الكريم
ودي |
رد: تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
|
رد: تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
يسلمووو للمرور الكريم
ودى |
رد: تدبُّر: ﴿ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾
بارك الله في عمركِ حبيبتي
|
الساعة الآن » 09:41 PM.
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف