منتديات سهام الروح

منتديات سهام الروح (https://www.sham-alro7.com/vb/index.php)
-   أرشيف الخيمه الرمضانيه (https://www.sham-alro7.com/vb/forumdisplay.php?f=146)
-   -   حدث في رمضان (https://www.sham-alro7.com/vb/showthread.php?t=8745)

فارس الشهباء 06-19-2014 10:16 AM

حدث في رمضان
 
حدث في رمضان ...
اليوم الأول

بعثة النبي صلي الله عليه وسلم

في شهر رمضان المبارك كان مبعث الرسول الأمين مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) وهو يتعبد في غار حراء، حيث جاءه جبريل، فقال له: (اقرأ)، قال: (لست بقارئ)، فَغَتَّهُ حتى بلغ منه الجهد، ثم أرسله فقال له : (اقرأ) قال: (لست بقارئ) ثلاثاً ثم قال: (اقرَأ بِاسمِ رَبّك الَّذِي خَلَق * خَلَقَ الإنسَان مِن عَلَق * أقرَأ وَرَبُّكَ الأكرَم * الَّذِي عَلَّمَ بَالقّلَم * صدق الله العظيم.
قال إبنُ إسحاق مستدلاً على ذلك بما قال الله تعالى ( شهرُ رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدًى للناس ) صدق الله العظيم.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) : {{ أُزلت صحفُ إبراهيم في أولِ ليلةٍ من رمضان. وأُنزلت التوراةُ لست مضين من رمضان. والإنجيل لثلاث عَشْرةَ ليلةٍ
.من رمضان. وأُنزلَ القرآنُ لأربع وعشرينَ خلت من رمضان }}.


نزول صحف ابراهيم عليه السلام

من أقدم الأخبار التي وصلتنا عن شهر رمضان أن الكتب السماوية المعروفة نزلت فيه.

روى الطبراني في الكبير عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوارة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان".

وصحف إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام أشير إليها صراحة في قوله تعالى: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى). وقوله تعالى: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىوَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى).

وقد جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم قال على سبيل التحدث بنعمة الله:

ـ "يا عمر أتدرى من أنا؟ أنا اسمي في التوراة أحيد، وفي الإنجيل البارقليط، وفي الزبور حمياطا، وفي صحف إبراهيم طاب طاب (أي طيب) ولا فخر".

وقيل: إن صحف إبراهيم كانت عشرون صحيفة، وقيل: إنها ثلاثون.

ونحن إذا كنا لا نستطيع الجزم بأول كتب الله نزولاً من السماء على الأنبياء، إلا أننا بحسب علمنا - والله أعلم - ننظر إلى صحف إبراهيم عليه السلام على أنها من أقدم النصوص السماوية المكتوبة بين يدي الإنسان في الأرض.


زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت خزيمة



فيها تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من بني هلال، التي يقال لها أم المساكين، ودخل بها حيث تزوجها في أول شهر رمضان، وكانت قبله تحت الطفيل بن الحارث فطلقها، فتزوجها عبيدة بن الحارث (الطبقات الكبرى 8/115) فقتل عنها يوم بدر شهيداً، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد جعلت أمرها إليه عندما خطبها، فتزوجها وأشهد وأمهرها اثنتي عشرة أوقية ونشّاً فمكثت عنده ثمانية أشهر، وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر، وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع، وكانت سنها يوم ماتت ثلاثين سنة.

صلاة الاستسقاء بالمسلمين



وقد بين الإمام أحمد في مسائله أن ذلك كان في السنة السادسة للهجرة


حريق مروع في المسجد النبوي

ومن حوادث اليوم الأول من رمضان حادث مأساوي مروع، وقع في بقعة من أشرف بقاع الأرض!



ولم يستطع الناس فعل شيء أمام ألسنة اللهب الحارقة حتى احتراق سقف الحجرة النبوية الشريفة التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ووقع بعضه في الحجرة...

ومن الطبيعي أن مثل هذا الحدث يدخل الروع والرعب في قلوب المسلمين لما نال هذا المسجد المقدس والمكان المطهر من البلية والمصيبة.



فارس الشهباء 06-19-2014 10:18 AM

رد: حدث في رمضان
 
الثاني من شهر رمضان المُبارك
0008
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للثالث والعشرين من شهر كانون الأول للعام 629 للميلاد، خرج رسول الله (صلى الله علية وسلّم) لفتح مكة هو وأصحابه الكرام. وكان يصادف يوم الأربعاء.
0050
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للثاني والعشرين من شعر أيلول للعام 670 للميلاد، شُرع في بناء مدينة القيروان، بإشراف فاتحها العظيم عقبةَ بن نافع {رضي الله عنه}.
والقيروان كلمةٌ معرّبةٌ عن ( كاراوان ) باللغة الفارسية ومعناها ( مَوْضِع النزول ).
تُشْتَهَر القيروان في التاريخ بعلْمها وفقهائها، في مقدمتهم الفقيه العظيم عبد الله بن أبي القَيْرَوَاني صاحب ( الرسالة الفقهية ). ومن أهم معالم القيروان:
 جامع عقبة بن نافع
 ضريح الصحابيّ أبي زمعة البلوي {رضي الله عنه}
 حَوْض الأغالبة.
وهي معالم لا تزال إلى اليوم.

0082
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للتاسع من شهر تشرين الأول للعام 701 للميلاد، فَتَح القائد الإسلامي حسّان بن النعمان {المغرب الأوسط}. وهو ما يُعرف اليوم بالجزائر، منتصراً بذلك على (الكاهنة) زعيمَة البربر في ذلك العصر.

0114
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك اشتعال معركة "بلاط الشهداء" بين المسلمين بقيادة "عبد الرحمن الغافقي" والفرنجة بقيادة "شارل مارتل"، وجرت أحداث هذه المعركة في فرنسا في المنطقة الواقعة بين مدينتي "تور" و"بواتييه"، وقد اشتعلت المعركة مدة عشرة أيام من أواخر شعبان حتى أوائل شهر رمضان، ولم تنته المعركة بانتصار أحد الفريقين، لكن المسلمين انسحبوا بالليل وتركوا ساحة القتال…

0398
في مثل هذا اليوم رحل الشاعر الببغاء، عبد الواحد إبن نصر المخزومي، أتصل بسيف الدولة في حلب. ولما توفي سيف الدولة غادر الببغاء حلب وتنقل في البلاد وقدم بغداد، لُقّب كذلك لحسن فصاحته وقيل للثغة في لسانه، وهو القائل : { وكأنما نقشت حوافر خيله للناظرين أهلتً في الجلمدِ وكأن طرف الشمس مطروفٌ وقد جعل الغبار له مكان الإثمدِ.

0350
في مثل هذا اليوم المصادف للخامس عشر من شهر تشرين الأول للعام الميلادي 961، توفي عبد الرحمان الناصر، ثامن الأمراء الأمويين في الأندلس. وهو أول من حمل لقب الخلافة. وعُرف بأمير المؤمنين، هو الحفيد السادس لعبد الرحمان الداخل، مؤسس الدولة الأموية في الأندلس. والذي كان يُبْعَت بصقر قريش.

0405
في مثل هذا اليوم أبو الجيش يستولي على جزر البليار. وأبو الجيش هو مجاهد العامري الصقلي أمير دانيه الأندلسية، هو من أصل سلافي، انصب اهتمامته على تقوية أسطوله وتشييد حصونه وقلاعه والتي ما زالت أثارها وأطلالها باقية حتى اليوم في مدينة دانيه الأسبانية، دانيه هذه محاطة بغابات كثيفة من أشجار الصنوبر الذي تصنع منه السفن، فكان هذا الخشب يقطّع ويلقى في مياه الأنهار المجاورة ويحمل إلى دانيه. والتي كانت تضم ترسانة ضخمة لصناعة السفن الكبيرة، من ميناء دانيه الإسبانية أنطلق أبو الجيش ليهاجم السواحل الإيطالية والفرنسية الجنوبية. واستطاع في رمضان في مثل هذا اليوم من الإستيلاء على جزر البليار الواقعة على البحر المتوسط وضمّها إلى إمارته، ومن جزر البليار استطاع أبو الجيش مجاهد السيطرة على الجزر الأخرى، وفرض الجزية على سكانها وحكامها. وأحتل بعد ذلك جزيرة سردينيا وأنشاء بها مدينة جديدة قبالة السواحل الإيطالية، ليهاجم انطلاقاً منها مدن إيطالية، بيد أن الحملات البحرية المتكررة التي قام بها أبو الجيش في البحر المتوسط قد أفزعت حكام أوروبا فتكتلوا جميعاً ضده، قرر أبو الجيش مجاهد التراجع إلى إمارته الأندلسية، فقامت الأساطيل الأوروبية بقطع الطريق عليه وحطمت أسطوله، لم يتبقى له سوى خمس سفن وأربعة قوارب، قتل من جنوده عدداً لا يحصى، أسروا عائلته، استطاع أبو الجيش بعد ذلك سريعاً فك أسر بناته، أما زوجته فماتت في الأسر وبقي أبنه علياً في الأسر مدة ثمانية عشرة عاماً، عاد إلى بلاده يتكلم الألمانية ويرتدي زي الألمان تأثراً بطول مدة أسره، لكنه استطاع التأقلم بعد ذلك في دانيه وتولى ولاية عهد أبيه.

0587
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثالث والعشرين من شهر أيلول للعام الميلادي 1191، غادر السلطان صلاح الدين الأيوبي مدينة عسقلان . وذلك بعد أن أخلى كل سكانها من العرب. وخربها وحطّم أسوارها. وذلك خشية أن يستولي عليها الصليبيون ويأسرون أهلها ويجعلونها وسيلة لأخذ بيت المقدس.
وقبل البدء في تخريب المدينة قال صلاح الدين الأيوبي قولته المشهورة : ( والله لموت جميع أولادي أهون عليّ من تخريب حجر واحد منها).

0702
في مثل هذا اليوم سجّل انتصار الناصر إبن قلاوون على المغول، خرج السلطان الناصر إبن قلاوون من حلب وكان عمره وقتها لا يتجاوز الثامنة عشرة للتصدي للمغول الذين يهددون حلب، انضم إليه فرساناً من مختلف بقاع الشام حتى وصل عدد جيش المماليك إلى مائتي ألف رجل، تقابلوا مع جيش المغول الذي يفوقهم عدداً، فاشتعلت معركة حامية الوطيس في مرج راهط، انتهت العركة بهزيمة المغول وأنتصار المماليك وتمّ أسر ثلث الجيش المغولي. وكان هذا للنصر رداً على هزيمة المماليك الذين أبلوا بلاء حسنا، ولما بلغت أنباء هذه الهزيمة "محمود غازان" سلطان المغول اغتم واشتد حزنه، ثم لم يلبث أن توفي كمدا.

0732
في مثل هذا اليوم الموافق للسابع والعشرين من شهر أيار للعام الميلادي 1332، أبصر النور العلامة الإمام عبد الرحمن إبن خلدون في تونس، في اسرة أندلسية نزحت من الأندلس إلى تونس في أواسط القرن السابع الهجري، نشأ إبن خلدون في بيت علم وكان أبوه معلمه الأول، قرأ إبن خلدون القرآن الكريم. وتفقه في القراءات السبع. ودرس شيئاً من التفسير والحديث والفقه على المذهب المالكي. وهو المذهب السائد في بلاد المغرب، درس النحو واللغة على أشهر أساتذة تونس، ثم المنطق والفلسفة والعلوم الطبيعية. وشارك في الحياة العامة في سنٍ مبكرة، فولّي كتابة العلامة عند صاحب تونس. وفي عام 753 للهجرة توجّه إلى فاس، ثم رحل إلى غرناطة، ثم عاد إى تونس فأقام بها إلى أن أستأذن في الحج، فركب البحر إلى المشرق في منتصف شعبان سنة 784. ووصل إلى مصر في ذي القعدة. وكان ذلك أيام السلطان برقوق، فأكرم وفادته، في أوائل العام 786 عيّنه السلطان في منصب تدريس الفقه المالكي بمدرسة القمحيّة. وفي جمادي الثانية من العام نفسه ولاّه وظيفة قاضي المالكيّة، قضى إبن خلدون بمصر ثلاثة وعشرين عاماً، إذ ولّي فيها القضاء ست مرات كانت شخصيته ظاهرة في تاريخ الدولة المغربية في ذلك العصر، أما تراثه فما يزال يحتفظ بقيمته وجدّته متبوئاً مقامه بين التراث العالمي، كان رحيله في الرابع والعشرين من شهر رمضان للعام الثامن بعد المائة الثامنة للهجرة الموافق للسادس عشر من شهر آذار للعام الميلادي 1604. ودُفن في مقبرة الصوفيّة.

0966
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الجيش البولوني المعزز بوحدات الصاعقة التركية يهزم الجيش الألماني في معركة كارفو، ويأسر الأرشيدق الألماني سيجموند. ويرجع سبب هذه المعركة إلى رغبة الألمان في السيطرة على العرش البولوني الذي كان تابعا للدولة العثمانية حتى عام 1592م.

1245
في مثل هذا اليوم ولأول مرة يصوم الجزائريون تحت الإحتلال الفرنسي، كانت الجزائر قبل عام 1830 للميلاد ولاية تابعة للدولة العثمانية يحكمها والي يُلقّب بالباي. وقد استغلت فرنسا وقوع إعتداء من حاكم الجزائر على القنصل الفرنسي للإستيلاء على البلاد، إذ أعتبرت ذلك تعدياً خطيراً يمّس هيبة الدولة، فأرسلت أسطولاً حربياً كبيراً خرج من ميناء طولون إلى البحر الأبيض المتوسط ليقصف المدن الجزائرية بالقنابل، أستسلم حاكم الجزائر لتدخل القوات الفرنسية البلاد. وبذا تصبح الجزائر أول دولة عربية أفريقية تخضع للإحتلال من دولة أوروبية منذ دخول الإسلام إليها وإلى شمال أفريقيا، وبذلك أيضاً صام الجزائريون المسلمون لأول مرة بدون حاكم مسلم مدة 133عاماً.

1264
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الجيش التركي يدخل رومانيا، وقد ردت روسيا على هذه الخطوة من تركيا باحتلال مولدافيا، وذلك في إطار التنافس بين الدولتين في منطقة البلقان في أوروبا.


من مدوناتي

-------------------------------
ريتشارد الثالث
في الثاني من شهر رمضان سنة 588 هجرية الموافق 1192 ميلادي عقد صلح الرملة بين السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، وريتشارد قلب الأسد ملك انكلترا بعد فشل حملة الملك ريتشارد في احتلال القدس.
في عقب انتصار صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين في يوليو1187م واستعادة المسلمين لبيت المقدس ثار الغرب الأوروبي، وبدأت ترتفع صيحات عاتية في أوربا تنادي باستعادة بيت المقدس، وأسفر هذا التحرك عن تجهيز حملة كبيرة تداعت لها أوروبا، واشترك في إعدادها ثلاثة من كبار ملوك أوروبا هم: فردريك بربروسا إمبراطور ألمانيا، وفيليب أوغسطس ملك فرنسا، وريتشارد قلب الأسد ملك إنكلترا، أبحر ريتشارد بأسطوله قاصدا عكا فوصلها في 8 من يونيو 1191م، وقوَّى من عزيمتهم وصول قوات فيليب أوغسطس، حيث جمع شمل الصليبيين تحت زعامته، وبدأ في مهاجمة عكا وأظهرت الحامية الإسلامية شجاعة في مقاومة الحصار ودفع هجمات الصليبيين من البر والبحر، ولكن ومع قسوة الحصار لم يعد هناك مفر من المفاوضات لتسليم المدينة، واتفق الطرفان على أن يسمح الصليبيون لحامية عكا بالخروج سالمين في مقابل فدية قدرها 200 ألف دينار، وأن يحرر المسلمون 2500 من الأسرى.
وبعد دخول الصليبيين عكا في يوليو 1191م تجاهل ريتشارد قلب الأسد بنود الاتفاق، ونقض ما اتفق عليه؛ فقبض على المسلمين بالمدينة وكانوا نحو 3 آلاف مسلم، وقام بقتلهم في وحشية وهمجية طعنًا وضربًا بالسيف، ولم يقابل صلاح الدين الأيوبي هذا الفعلة الشنعاء بمثلها، ورفض أن يقتل من كان في يده من أسرى الصليبيين.
الاستيلاء على مدن الساحل
بدأ ريتشارد بعد سقوط عكا يعد للاستيلاء على شاطئ فلسطين من عكا إلى عسقلان، فاستولى الصليبيون على حيفا التي أخلتها حاميتها الإسلامية، ثم على قيسارية التي خربها المسلمون حتى لا ينتفع بها الصليبيون، وفي أثناء ذلك فتح ريتشارد باب المفاوضات مع صلاح الدين، ولكنها فشلت بسبب تمسك ريتشارد بأن تعود مملكة بيت المقدس الصليبية إلى ما كانت عليه قبل حطين.
ثم نشبت بين الطرفين معركة أرسوف 7 من سبتمبر 1191م، وحقق نصرا كبيرا بعث الثقة في نفوس الصليبيين بعد سلسلة الهزائم المدوية التي لحقت بهم.
ريتشارد اتجه إلى بيت المقدس، وفي طريقه إليه استولى على عدد من المدن العربية، وأصبح على مقربة من بيت المقدس، وقضى ريتشارد قلب الأسد في حروبه ضد المسلمين 16 شهرًا،
ولكن محاولاته للاستيلاء على بيت المقدس باءت بالفشل أمام صلابة المسلمين في الدفاع عنها، وتقوية صلاح الدين الأيوبي لاستحكاماتها، ثم لم يلبث أن دب الخلاف واشتعل النزاع بين الصليبيين، وانتهى بهم الحال إلى طلب الصلح والمفاوضة، وساعد في المسارعة إلى ذلك ورود أنباء إلى ريتشارد باستيلاء أخيه يوحنا على الحكم؛ فعزم على إجراء الصلح قبل العودة إلى بلاده.
وبعد مفاوضات شاقة عقد الصلح بين ريتشارد وصلاح الدين.
وقد مثل صلاح الدين في المفاوضات لعقد الصلح ولداه: الملك الأفضل، والملك الظاهر، وأخوه الملك العادل، وناب عن ريتشارد في التوقيع هنري دي شامبانيا (الكند هنري) وباليان دي ايبلين (يبني) وادنفروا الرابع دي توردن. ونص الصلح على:
أن يسود السلام بين الفريقين ثلاث سنوات وثلاثة أشهر.
أن يكون للصليبيين المنطقة الساحلية من صور إلى يافا، بما فيها قيسارية وحيفا وارسوف، وتبقى صيدا وبيروت وجبيل للمسلمين.
تكون عسقلان مدينة غير مسلحة في أيدي المسلمين.
تكون اللد والرملة مناصفة بين المسلمين والصليبيين.
تبقى القدس في أيدي المسلمين على أن يكون للمسيحيين حرية الحج إلى بيت المقدس دون مطالبتهم بأية ضريبة.
وأعلن صلاح الدين أن الصلح قد انتظم، فمن شاء من بلادهم أن يدخل بلادنا فليفعل ومن شاء من بلادنا أن يدخل بلادهم فليفعل.
وقد فرض صلاح الدين الأيوبي احترامه على ريتشارد قلب الأسد ونمت بينهما علاقة احترام
بعد ارسال صلاح الدين لأطبائه لمعالجة الملك ريتشارد وللمعاملة الطيبة التي لقيها المسيحيون من صلاح الدين، فقد ارسل ريتشارد برسالة إلى صلاح الدين يطلب فيها إطلاق أسيرة صليبية هذا نصها:
رسالة ريتشارد إلى صلاح الدين
من ريكاردوس قلب الأسد ملك الإنكليز، إلى صلاح الدين الأيوبي ملك العرب،
أيها المولى: حامل خطابي هذا، بطل صنديد، لاقى أبطالكم في ميادين الوغى، وأبلى في القتال البلاء الحسن. وقد وقعت أخته أسيرة، فساقها رجالكم إلى قصركم وغيروا اسمها. فقد كان اسمها «ماري»، فأطلق عليها اسم «ثريا».
وإنّ لملك الإنكليز رجاء يتقدم به إلى ملك العرب، وهو إما أن تعيدوا إلى الأخ أخته، وإما أن تحتفظوا به أسيرا معها، لا تفرقوا بينهما، ولا تحكموا على عصفور أن يعيش بعيدا عن أليفه. وفيما أنا بانتظار قراركم بهذا الشأن، أذكركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب، وقد سمعته من صديقي الأمير حارث اللبناني وهو: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».
جواب السلطان الناصر صلاح الدين:
من سلطان المسلمين صلاح الدين إلى ريكاردوس ملك الإنكليز، أيها المولى: صافحت البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولا إليّ، فليحمل إليكم المصافحة ممن عرف قدركم في ميادين القتال. وإني لأحب أن تعلموا، بأنني لن أحتفظ بالأخ أسيرا مع أخته؛ لأننا لا نبقي في بيوتنا إلا أسلاب المعارك. لقد أعدنا للأخ أخته. وإذا عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب، فلكي يعمل ريكاردوس بقول عيسى: فرد أيها المولى الأرض التي اغتصبتها إلى أصحابها، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام.


فارس الشهباء 06-19-2014 10:20 AM

رد: حدث في رمضان
 
وادث اليوم الثالث من رمضان

الحدث الأول : وفاةُ فاطمةَ رضي الله عنها . حدث في مثل هذا اليوم ، في يوم الجمعة ، الثالث من رمضان , سنة ( 11 هـ ) ، الموافق : لليوم الـ ( 20 ) ، من شهر نوفمبر ، سنة : ( 632 م ) : توفيت فاطمةُ رضي الله عنها بنتُ النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمها خديجةُ بنتُ خويلدّ رضي الله عنها. وكان قد تزوجها أميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضيَ الله عنه ، وهي في الثامنةَ عشرةَ من عمرها ، وولدت له أربعةً من أولاده : الحسن ، والحسين ، وأم كلثوم ، وزينب . توفيت وعمرها ( 29 ) عاماً ، وعاشت بعد أبيها ستةَ أشهر . ولها في كتب الحديث ( 18 ) حديثاً .

الحدث الثاني : عزلُ الخليفةِ الرشيدِ لأخيه عن ولاية العهد . حدث في مثل هذا اليوم ، في اليوم الثالث من رمضان , سنة ( 178 هـ ) الموافق : لليوم الـ ( 2 ) ، من شهر ديسمبر ، سنة : ( 794 م ). عزل الخليفةُ الأمويُّ الرشيدُ أخاه عبيدَ الله عن ولاية مصر ، وولى عوضَه موسى بنَ عيسى العباسي الهاشمي. وهذه هي المرة الثالثة التي يوليه فيها الخليفة الرشيد على مصر.

الحدث الثالث : استشهادُ الأمير المسلمِ رابحِ بنِ الزبير . حدث في مثل هذا اليوم ، في اليوم الثالث من رمضان , سنة ( 1307 هـ ) ، الموافق : لليوم الـ ( 22 ) ، من شهر إبريل ) سنة : (1890م ) : استُشهد الأميرُ المسلمُ : رابحُ بنُ الزبير - رحمه الله تعالى - الذي أقام مملكةً إسلاميةً في منطقة تشاد ، وكانت عاصمتًها مدينة ((ديكوا)). وقد استُشـهد أثناءَ غزو الفرنسيين لمملكتـه ، ودخولهم إلى العاصمـة(( ديكوا )) .

الحدث الرابع : استسلامُ إيطاليا للحلفاء : حدث في مثل هذا اليوم ، في اليوم الثالث من رمضان , سنة ( 1362هـ) ، الموافق : لليوم الـ ( 3 ) ، من شهر سبتمبر ، سنة : ( 1943م) : استسلمت إيطاليا للحلفاء في الحرب العالمية الثانية . وكانت إيطاليا قد دخلت الحرب سنة : ( 1940 م ) ، بعد تحالفها مع ألمانيا النازية ، لكن بعد سلسلة من الهزائم اضطرت للتسليم للحلفاء ، ولا سيما بعد نزول القوات البريطانية والأمريكية في جنوب إيطاليا .

من مكتبي مذكراتي المخزنه بكمبيوتري

----------------------------------------------------------------
حدث في رمضان - اليوم الثالث
خروج النبي صلي الله عليه وسلم قاصداً بدر
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المقابل للثامن والعشرين من شهر شباط للعام الميلادي624، خرج رسول الله محمد (عليه الصلاة والسلام) من المدينة المنّورة قاصداً موقع بدر ، بدر هو موضع على طريق القوافل، يقع على مبعدة نحو 32 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من المدينة المنّورة، حيث دارت المعركة الكبرى التي أنتصر فيها جيش المسلمين بقيادة الرسول (عليه الصلاة والسلام) وصحبه على المشركين من قريش في السابع عشر من شهر رمضان المُبارك

حادثة التحكيم:
في الثالث من شهر رمضان عام 37هـ الموافق 11 فبراير 658م عُقِدَ التحكيم بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما والذي حدث بعد موقعة الجمل وبين جند علي من ناحية، وبين بني أمية وعائشة وطلحة والزبير من ناحية أخرى في شهر شعبان عام 36هـ، وبعد موقعة صفين في محرم عام 37هـ بين جند علي ومعاوية، وقد اقترن بالتحكيم ظهور الخوارج واستيلاء معاوية على مصر، رضي الله عن الصحابة أجمعين.


قتل مروان بن الحكم
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للثالث عشر من شهر نيسان للعام الميلادي 685، قٌتل مروان بن الحكم، كان قد حاصر مصر فخرج أهلها لقتاله، كانوا يتناوبون القتال ويستريحون. وسُمّي ذلك يوم التراويح. وإستمر القتال في خواص أهل البلد. وضرب مروان عنق ثمانين رجلاً تخلفوا عن مبايعته. وضرب عنق الأكيد بن حملة اللخمي، ثم إستولى مروان على مصر وأقام بها شهراً، ثم ولّى عليها ولده عبد العزيز. وترك عنده أخاه بشر بن مروان وموسى بن نصير وزيراُ له.
عاد إلى الشام وتزوج بأم خالد، إمرأة يزيد بن معاوية. وهي أم هاشم بن عتبة بن ربيعة. وإنما أراد مروان بتزويجه إياها ليصّغر إبنها خالداً في أعين الناس. وفي مثل هذا اليوم وعندما أخذه النوم عمدت زوجته إلى وسادة، فوضعتها على وجهه وتحاملت عليها هي وجواريها حتى مات خنقاً، كان له من العمر ثلاث وستون عاماً. وكانت إمارته تسعة أشهر فقط


الثالث من رمضان , سنة ( 350 هـ ) :ولي الخلافة في بلاد الأندلس رجل من الأمويين هو الحكم بن عبد الرحمن المستنصر بالله أبو العاص.

ولي الحكم بن المستنصر بالله الخلافة وهو ابن سبع وأربعين سنة. وبقي خليفة إلى توفي سنة 366هـ فكانت خلافته خمس عشر سنة وخمسة أشهر وثلاثة أيام.

استغرقت خلافة أبيه الطويلة ردحاً من عمره، حتى كان أبوه المستنصر يقول له فيما يحكى عنه:

ـ لقد طولنا عليك يا أبا العاصي.

كان الحكم بن المستنصر حسن السيرة فاضلاً عادلاً، شغوفاً بالعلوم حريصاً على اقتناء دواوينها، يبعث فيها إلى الأقطار والبلدان, ويبذل في أعلاقها ودفاترها أنفس الأثمان. ونفق ذلك لديه، فحملت إليه من كل جهة حتى غصت بها بيوته, وضاقت عنها خزائنه

قال ابن حيان عند ذكر الحكم في (الحلة السيراء للقناعي 1/200): كان من أهل الدين والعلم، باحثا عن الأنساب مستجلباً للعلماء ورواة الحديث من جميع الآفاق، يشاهد مجالس العلماء ويسمع منهم وروى عنهم، ولم يُسمع في الإسلام بخليفة بلغ مبلغ الحكم في اقتناء الكتب والدواوين وإيثارها


فارس الشهباء 06-19-2014 10:21 AM

رد: حدث في رمضان
 
الرابع من شهر رمضان المُبارك


0001

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للحادي عشر من شهر نيسان للعام الميلادي 623، وتحديداً بعد سبعة أشهر، عقد رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أوّلَ لواء لحمزة إبن عبد المطلب {سيَّدِ الشهداء} على رأس ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير قريس التي كانت بقيادة أبي جهل على رأس ثلاثمائة رجل، إلا أنه لم يقع بينهما قتال ولا مواجهة.

0262
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للرابع من شهر تموز للعام الميلادي 973. وبعد تحريض من الفقيه أبو بكر الحنفي وأبو الحسن علي بن عيسى الرمّاني. وإبن الدقاق الحنبلي، لعز الدولة بختيار بن بويه، لغزو بلاد الروم، فبعث جيشاً لقتالهم، بقيادة أخاه أبا القاسم هبة الله ناصر الدولة بن حمدان، فاقتتلوا مع الروم قتالاً شديداً، فعزمت الروم على الفرار، فلم يقدروا بسبب ضيق ساحة المعركة، التي تقع بين جيلين، فاستحر فيه القتال وأُخذ قائدهم الدمستق أسيراً، فأودع السجن، فلم يزل فيه حتى مات متأثراً بمرضه في السنة القابلة. وقد جمع أبو تغلب الأطباء لمعالجته فلم ينفعه شيء.

0414
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للثلاثين من شهر تشرين الأول للعام الميلادي 1023، إجتمع أهل قرطبة ليختاروا خليفة عليهم، بعد أن تخلصوا من حكم وتسلّط البربر وزعيمهم القاسم بن حمّود، بعد أن ظلّت قرطبة بدون حاكم لمدة ثلاثة أسابيع، وإختاروا عبد الرحمن بن هشام الأموي خليفة عليهم.

0666
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الظاهر بيبرس ينتصر على الفرنج في أنطاكية وتمكن من فرض سيطرته على الدولة المملوكية في مصر بعد مقتل قطز، ثم زحف بجيش كبير نحو أمارة أنطاكية الواقعة تحت سيطرة الصليبيين مدة خمسة وسبعين عاماً، ففرض عليها الحصار إلى أن أستسلم الصليبيين في داخلها في مثل هذا اليوم.

0694
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك قتل جلال الدين سلطان دلهي المسلمة في بلاد الهند، هو أول القلاجيين الأفغان الذين تولوا عرش دلهي، أو دهلي كما كانت تسمى قديماً، جلال الدين ينتمي إلى قليج خان أحد أصهار جنكيز خان، تولى عرش سلطانة دهلي عام 689 للهجرة، صدّ خطر المغول عندما هجموا على الهندستان وأسر منهم كثيراً وأسكنهم في ضواحي دلهي، قام السلطان جلال الدين بمهاجمة إمارة ديوكار الهندوسية وهزم أميريها رام شاندرا وشنكر ديوا. وعدّ بذلك أول سلطان مسلم يدخل إلى بلاد الديكن الهندوسية، قتل جلال الدين في مثل هذا اليوم غدراً على يد إبن أخيه علاء الدين وهو يهنئه بإنتصاره الكبير، بعدها أعلن علاء الدين نفسه سلطاناً بدلاً من عمه جلال الدين فيروز شاه.

1073
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الدولة العثمانية تعلن الحرب على ألمانيا بعد 56 عاما من معاهدة سيتفاتوروك التي أوقفت الحرب السابقة بين الجانبين، وكان سبب الحرب هذه المرة هو بناء الألمان قلعة حصينة على الحدود مع الدولة العثمانية.

1363
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثالث والاعشرين من شهر آب للعام الميلادي 1944 سجّل وفاة الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني آخر خلفاء الدولة العثمانية، في منفاه في باريس عن عمر يناهز 76 عاما، وقد قضى 20 عاما في منفاه بعد إلغاء الخلافة وطرده من تركيا في مارس 1923، ودفن في المدينة المنورة.



فارس الشهباء 06-19-2014 10:26 AM

رد: حدث في رمضان
 
الخامس من شهر رمضان المُبارك

0093

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك بعد انتصار طارق بن زياد في معركة وادي ليكا، التي اشتعلت في الثامن والعشرين من رمضان للعام 92 للهجرة وأنهزم فيها رديريكو قائد الأسبان، قام موسى إبن نصير، قائد الجيش العربي المسلم في شمال أفريقيا في مثل هذا اليوم بالعبور بجيش مكون من ثمانية عشرة ألف مقاتل إلى أسبانيا، محاولاً إتمام الفتح الإسلامي لأسبانيا، سار موسى إبن نصير في طريق غربي، غير الطريق الذي سلكه قائده طارق إبن زياد، فاستولى على مدن أخرى لم يستولي عليها طارق مثل : كرمونا وسيفيليا، أي أشبيلية وماريندا، ثم ألتقى بطارق وجيشه عند نهر تاخو بالقرب من العاصمة الأسبانية طليطله، تابع القائدان سيرهما في أقصى الشمال وأخذت المدن تتساقط بأيديهما تباعاً حتى بلغا حدود فرنسا الجنوبية، بعد ذلك جاءت أوامر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك برجوعهما إلى عاصمة الخلافة الأسبانية دمشق، فولى موسى إبن نصير على الأندلس إبنه عبد العزيز في أواخر عام 95 للهجرة وقام أبنه عبد العزيز بمتابعة فتح الأندلس.

من هو هذا البطل العظيم
هذا البطل العظيم ليس من أصل عربي ، ولكنه من أهالي البربر الذين يسكنون بلاد المغرب" العربي ، وكثير من هؤلاء البربر دخل في الإسلام ، منهم "عبد الله" جد "طارق بن زياد" ، وهو أول اسم عربي إسلامي في نسبه ، أما باقي أجداده فهم من البربر الذين يتميزون بالطول واللون الأشقر .. وقد نشأ "طارق بن زياد" مثلما ينشأ الأطفال المسلمون فتعلم القراءة والكتابة وحفظ سورًا من القرآن الكريم وبعضًا من أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم- ثم ساعده حبه للجندية في أن يلتحق بجيش "موسى بن نصير" أمير "المغرب" وأن يشترك معه في الفتوح الإسلامية وأظهر شجاعة فائقة في القتال ومهارة كبيرة في القيادة لفتت أنظار"موسى بن نصير" فأعجب بمهاراته وقدراته واختاره حاكمًا "طنجة" المغربية التي تطل على البحر المتوسط .. كانت بلاد "الأندلس" يحكمها ملك ظالم يدعى " لذريق" كرهه الناس وفكروا في خلعه من الحكم والثورة عليه بالاستعانة بالمسلمين الذي يحكمون الشمال الإفريقي بعد أن سمعوا كثيرًا عن عدلهم ، وتوسط لهم الكونت "يوليان" حاكم "سبتة" القريبة من "طنجة" في إقناع المسلمين بمساعدتهم ، واتصل بطارق بن زياد يعرض عليه مساعدته في التخلص من "لذريق" حاكم الأندلس ، وقد رحب "طارق" بهذا الطلب ، ووجد فيه فرصة طيبة لمواصلة الفتح والجهاد ، ونشر الإسلام وتعريف الشعوب بمبادئه السمحة ، فأرسل إلى "موسى بن نصير" أمير "المغرب" يستأذنه في فتح "الأندلس" ، فطلب منه الانتظار حتى يرسل إلى خليفة المسلمين "الوليد بن عبد الملك" بهذا العرض ، ويستأذنه في فتح "الأندلس" ويشرح له حقيقة الأوضاع هناك ، فأذن له الخليفة ، وطلب منه أن يسبق الفتح حملة استطلاعية يكشف بها أحوال "الأندلس" قبل أن يخوض أهوال البحر واستجابة لأمر الخليفة بدأ "طارق" يجهز حملة صغيرة لعبور البحر المتوسط إلى "الأندلس" بقيادة قائد من البربر يدعى "طريف بن مالك" ، وتضم خمسمائة من خير جنود المسلمين وذلك لاستكشاف الأمر ومعرفة أحوال "الأندلس" ، وتحركت هذه الحملة في شهر رمضان من سنة (91 ه = يوليو 710 م) فعبرت في أربع سفن قدمها لها الكونت "يوليان" ، ونزلت هناك على الضفة الأخرى في منطقة سميت بجزيرة "طريف" نسبة إلى قائد الحملة ، وقامت هذه الحملة الصغيرة بدراسة البلاد وتعرفوا جيدًا عليها ، ولم تلق هذه الحملة أية مقاومة وعادت بغنائم وفيرة .. وقد شجعت نتيجة هذا الحملة أن يقوم "طارق بن زياد" بالاستعداد لفتح بلاد "الأندلس" ، وبعد مرور أقل من عام من عودة حملة "طريف" خرج "طارق بن زياد" في سبعة آلاف جندي معظمهم من البربر المسلمين ، وعبر مضيق البحر المتوسط إلى " الأندلس" ، وتجمع المسلمون عند جبل صخري عرف فيما بعد باسم جبل "طارق" في (5 من شهر رجب 92 ه = 27 من إبريل 711 م) وأقام "طارق" بتلك المنطقة عدة أيام ، وبنى بها حصنًا لتكون قاعدة عسكرية بجوار الجبل ، وعهد بحمايتها إلى طائفة من جنده لحماية ظهره في حالة اضطراره إلى الانسحاب .


0113

مولد عبد الرحمن الداخل:
في 5 رمضان 113هـ الموافق 9 نوفمبر 731م وُلد


عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) في دمشق، وهو مؤسس الدولة الأموية في الأندلس.

0362

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للسادس من شهر تموز للعام الميلادي 938، كان دخول المعّز الفاطمي للديار المصريّة، حيث دخل مدينة الإسكندريّة، فنزل القصرين، اللذان بناهما قائده العسكري جوهر الصقلي، قيل: أنه أول ما دخل إلى محل ملكه خرّ ساجداً، شاكراً الله عزّ وجّل، ثم كان أول حكومة إنتهت إليه، أن إمرأة كافور الأخشيدي ذكرت أنها كانت أودعت رجلاً من اليهود الصواغ قباء ومن لؤلؤ منسوج بالذهب، وأنه حجدها ذلك اليهودي، فأستحضره المعّز وقرره فجحد ذلك وأنكره، فأمر أن تحفر داره. ويُستخرج منها ما فيها، فوجدوا القباء بعينه قد جعله في جرة ودفنه في بعض المواضع من داره فسلّمه المعّز إليها، فقدمته له فأبي أن يقبله منها، فاستحسن الناس منه ذلك. وقد ثبت في الصحيح أن الرسول (عليه الصلاة والسلام) قال: (إن لله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر).
كان المعز لدين الله هو رابع الخلفاء الفاطميين في المغرب وأول الخلفاء الفاطميين في مصر، وقد أرسل أكفأ قواده وهو جوهر الصقلي للإستيلاء على مصر من العباسيين فدخلها وأسس مدينة القاهرة. وحينما إنتهى جوهر الصقلي من ذلك أرسل في طلب المعز إلى القاهرة لإفتتاحها، وأسس له قصراً كبيراً عرف باسم القصر الشرقي. وكان المعز يتصف بالرزانة والحكمة وسداد الرأي. وحين دخل المعز لدين الله مصر تقدم له بالطاعة قائد الجيش ونزل المعز بالجيش في هذا الموضع الذي هو منطقة القاهرة داخل أسوار المدينة.

0534
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للرابع والعشرين من شهر نيسان للعام الميلادي 1140، سار المجاهد عماد الدين زنكي إلى حوران. وقد علم بتحركات الصليبيين إلى دمشق، عازماً على قتال الفرنج قبل أن يجتمعوا بالدمشقيين، فلما سمع الفرنج خبره لم يفارقوا بلادهم، لشدة خوفهم من المجاهد عماد الدين زنكي، في حين عاد إلى حصار دمشق من جديد. ولكنه رحل عنها عائداً إلى بلاده. وأجّل موضوع دمشق إلى وقت آخر، لإحساسه بضعف قواته أمام التحالف الصليبي.
حدث هذا في نفس الوقت الذي وصل فيه الصليبيين إلى دمشق وإجتمعوا مع أتباك دمشق، الذي أرسل معين الدين إلى بانياس في عسكر دمشق ليأخذها ويسلّمها للصليبيين، وكانت من بلاد عماد الدين، فنازلها معين الدين ومعه طائفة من الفرنج فأخذها وسلّمها للصليبيين. وهذا أسوأ ما يفعله ولّي أمر جماعة من المسلمين من أجل المحافظة على عرشه ومركز حكمه يضحّي بأرض الإسلام في سبيل إستمراه في الحكم. ولما سمع عماد الدين أخبار حصار الدماشقة والصليبيين لبانياس عاد إلى بعلبك ليدافع عن بانياس من يحاصرها. ولكن سقوط بانياس أغضب عماد الدين. وزاد من غضبه أن يتحالف حاكم مسلم مع الصليبيين ضد المسلمين، فسار بقواته فنزل دمشق ليلاً. ولا يعلم به أحد من أهلها فلما أصبح الناس وروا عسكره، خافوا وخرج أهل دمشق لقتاله، فلم يمّكن الأمير عماد الدين عسكره من الإقدام عليهم، لغيبة أكثر عسكره في الإغارة وتفرقهم. فقفل عماد الدين بقواته إلى بلاده.

0577
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك السلطان صلاح الدين الأيوبي يأمر بتعمير الأسطول البحري الإسلامي في الأسكندرية، كانت الأسكندرية محل اهتمام القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي لما كان يربط بأهلها روابط الإعتزاز منذ أن ساندوه وقت حصار الصليبيين قرب نهاية الدولة الفاطمية في مصر، كانت هذه هي الزيارة الثانية لمدينة الأسكندرية. وقد أحضر صلاح الدين معه ولديه الأفضل علي والعزيز عثمان. وكان في الزيارة الأولى قد أمر بتعزيز أسوار الأسكندرية وحصونها، أما في الزيارة الثانية فقد أمر بتعمير الأسطول البحري، فجمع له من الأخشاب والصنّاع أشياء كثيرة وجهزها بالآلات والسلاح، خرج صلاح الدين من مصر في صيف عام 578 للهجرة أذ أراد أن يقضي البقية الباقية من عمره في جهاد متواصل ضد الصليبيين في الشام. وقد حدث عندما أجتمع صلاح الدين بأمراء مصر وكبار قواده لوداعه قبل رحيله إلى الشام إذ أطل من بين الحضور معلمٌ لبعض أولاده فأنشد كأنه يودع السلطان قائلاً :

تمتع من شميم عرار نجد فما من بعد العشية من عرارِ

فتشائم السلطان صلاح الدين عندما سمع هذا البيت وأحسّ أن لن يعود ثانية إلى مصر. وقد صدق توقعه، إذ أنه لم يعد إلى مصر وتوفي في دمشق ودفن فيها.

0666
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك نجاح المسلمين بقيادة بيبرس في استرداد مدينة إنطاكية من يد الصليبيين بعد أن ظلت أسيرة في أيديهم 170 عامًا، وكان لوقوعها صدى كبير، فقد كانت ثاني إمارة بعد الرها يؤسسها الصليبيون في الشرق سنة 491هـ = 1097مرحل بيبرس من طرابلس في (24 من شعبان 666هـ = 9 من مايو 1268م) دون أن يطلع أحدًا من قادته على وجهته، واتجه إلى حمص، ومنها إلى حماة، وهناك قسّم جيشه ثلاثة أقسام، حتى لا يتمكن الصليبيون من معرفة اتجاهه وهدفه، فاتجهت إحدى الفرق الثلاث إلى ميناء السويدية لتقطع الصلة بين إنطاكية والبحر، وتوجهت الفرقة الثانية إلى الشمال لسد الممرات بين قلقلية والشام لمنع وصول إمدادات من أرمينية الصغرى.
أما القوة الرئيسية وكانت بقيادة بيبرس فاتجهت إلى إنطاكية مباشرة، وضرب حولها حصارًا محكمًا في (أول رمضان سنة 666هـ = 15 من مايو 1268م)، وحاول بيبرس أن يفتح المدينة سلمًا، لكن محاولاته تكسرت أمام رفض الصليبيين التسليم، فشن بيبرس هجومه الضاري على المدينة، وتمكن المسلمون من تسلق الأسوار في (الرابع من رمضان)، وتدفقت قوات بيبرس إلى المدينة دون مقاومة، وفرت حاميتها إلى القلعة، وطلبوا من السلطان الأمان، فأجابهم إلى ذلك، وتسلم المسلمون القلعة في (5 من رمضان 666هـ = 18 من مايو 1268م) وأسروا من فيها.وقد غنم المسلمون غنائم كثيرة، بلغ من كثرتها أن قسمت النقود بالطاسات، وبلغ من كثرة الأسرى "أنه لم يبق غلام إلا وله غلام، وبيع الصغير من الصليبيين باثني عشر درهمًا، والجارية بخمسة دراهم".

1366
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الجيش العثماني يحتل مدينة تبريز الإيرانية أثناء الحرب العالمية الأولى.

1367
مجزرة صهيونية في مدينة اللد:


في5 من رمضان 1367هـ الموافق 11 من يوليو 1948م: وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة "موشيه ديان" ترتكب مجزرة في مدينة اللد بفلسطين، حيث اقتحمت المدينة وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية، واحتمى المواطنون من الهجوم في مسجد دهمش، وقتل في الهجوم 426 فلسطينيًا، ولم يتم الاكتفاء بذلك بل بعد توقف عمليات القتل اقتيد المدنيون إلى ملعب المدينة حيث تم اعتقال الشباب، وأعطي الأهالي مهلة نصف ساعة فقط لمغادرة المدينة سيرًا على الأقدام دون ماء أو طعام؛ ما تسبب في وفاة الكثير من النساء والأطفال والشيوخ.






فارس الشهباء 06-19-2014 10:29 AM

رد: حدث في رمضان
 
السادس من شهر رمضان المُبارك


روي أنه في السادس من رمضان في مثل هذا اليوم أنزل الله عزّ وجّل التوراة على سيدنا رسول الله موسى إبن عمران {عليه السلام} مُبشراً بني آخر الزمان أخيه النبي محمد إبن عبد الله (عليه الصلاة والسلام).

0022


في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وكان يقابل الثامن والعشرين من شهر تموز للعام الميلادي 643، إنطلقت سرية من سرايا الإسلام صوب أهل أرض النوبة بعد دخول مصر في الإسلام، أرسلها عمرو بن العاص بقيادة عقبة بن نافع، أشتبكت مع القبائل في تلك المناطق إلى أن عقد عثمان بن عفّان {رضي الله عنه} صلحاً معها.


0063


فتح بلاد السند:



في 6 رمضان 63هـ الموافق 14 مايو 682م انتصر محمد بن القاسم على جيوش الهند عند نهر السند وتم فتح بلاد السند، وكان ذلك في آخر عهد الوليد بن عبد الملك.



الوليد بن عبد الملك (668-714): خليفة أموي، ولي بعد وفاة أبيه عبد الملك بن مروان عام 705. وجه جيوشه لمحاربة البيزنطيين، وبلغت القوقاز والمغرب و صقلية والأندلس. في أيامه فتحت بخارى وسمرقند (قتيبة بن مسلم) والهند (محمد بن قاسم) والأندلس (طارق بن زياد). بلغت الدولة الأموية في أيامه أوج مجدها. بنى الجامع الأقصى في القدس والجامع الأموي الكبير في دمشق وأعاد بناء جامع الرسول (ص) في المدينة المنورة. خلفه أخوه سليمان بعد وفاته.
0091
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، طريف إبن مالك يشّن غارة على الساحل الأسباني، عبر طريف إبن مالك المضيف الأسباني بمائة فارس وأربعمائة جندي ونزل في مكان يُسمى حتى الآن بأسمه وهو {تاريفا}. وآغاروا على المناطق التي تليها بالجزيرة الخضراء وعادوا سالمين، بعد ذلك تبيّن للقائد موسى إبن نصير ضعف القوات الأسبانية، فجهز جيشاً قوامه سبعة آلاف محارب بقيادة قائده ونائبه على طنجة طارق إبن زياد بعد سنة من هذا التاريخ، والغريب أن حملات فتح الأندلس قد حدثت في رمضان مدة ثلاث سنوات، في رمضان 91 للهجرة رمضان 92 للهجرة رمضان 93 للهجرة، الأولى كانت بقيادة طريف والثانية بقيادة طارق والثالثة موسى إبن نصير.

0201
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك بايع الناس الإمام الرضا، هو علي إبن موسى إبن جعفر إبن محمد إبن علي إبن الحسين إبن علي إبن أبي طالب {رضي الله عنهم وأرضاهم} وجّه الخليفة العباسي المأمون رجاء إبن أبي الضحاك للإمام علي إبن عبد الرضا دعوته للتوجه إلى مرو. وعندما وصل علي إبن موسى إلى مرو أستقبله المأمون إستقبالاً حاراً، ثم عرض عليه أن يتقلد الإمارة والخلافة، فأبى علي إبن أبي موسى،. ودارات في هذا مخاطبات كثيرة وبقوا في ذلك قرابة شهرين دون أن يقبل ما يعرض عليه، فقد أراد المأمون خلع نفسه عن الخلافة وتسليمها للرضا، فأنكرا الرضا هذا الأمر، لكنه رضي بولاية العهد، ولم يتولى علي إبن موسى الخلافة بعد ذلك إذ أنه توفي في خلافة المأمون ودفن في طوس، التي تُسمى حالياً مشهد شمال شرق إيران. وبذلك لم تخرج الخلافة من العباسيين إلى العلويين.

0223
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للأول من شهر آب للعام الميلادي 838، ضرب الخليفة العباسي المعتصم، الحصار حول مدينة عموريّة، أحد أزهى حواضر الدولة البيزنطية في آسيا الصغرى. وتمكّن المعتصم مندّك أسوارها ودخولها وأخرابها. وكان تيوفوليس إمبراطور بيزنطية قد إنتهز فرصة إنشغال المعتصم بالقضاء على بابك الخرمى، فخرج على رأس مائة ألف جندي أغار بهم على مدينة زبرطة وأحرقها وأسر من فيها من المسلمين، فلما علم المعتصم، سأل عن أعزّ مدن الروم، فقيل له عموريّة، فعزم على المسير إليها ودّكها في مثل هذا اليوم من شهر رمضان .

0395
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وكان يقابل الأول من شهر حزيران للعام الميلادي 1005، وصل إلى مصر العالم الكبير حسن إبن الهيثم، ملبياً دعوة خليفتها الحاكم بأمر الله الفاطمي، لإستشارته في أمر إستغلال مياه نهر النيل والتحكّم في فيضانه. وقد قام إبن الهيثم بزيارة إلى أسوان في الجنوب للتعرف على فيضان النيل. وأستخدم أدواته. ولعل ذلك كان نواة للتفكير في السد العالي الذي تمّ إنشاؤه في العصر الحديث.

0532
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للسابع عشر من شهر أياو للعام الميلادي 1138. وثب جماعة من الباطنية على الخليفة العباسي الراشد بالله أبو جعفر حين توجهه إلى همذان وقتلوه. ولقد بويع له بالخلافة بعد مقتل أبيه في شهر ذي القعدة عام تسعة وعشرين للهجرة. وكان الخليفة العباسي الراشد بالله هذا فصيحاًُ، أديباً، شاعراً، شجاعاً، سمحاً، جواداً، حسن السيرة يؤثر العدل ويكره الشر. ولما عاد السلطان مسعود إلى بغداد، خرج هو إلى الموصل، عندما أحضروا القضاة والأعيان والعلماء وكتبوا محضراً فيه شهادة طائفة بما جرى من الراشد من الظلم. وأخذ الأموال. وسفك الدماء. وإستفتوا الفقهاء في من فعل ذلك هل تصح إمامته. وهل إذا ثبت فسقه يجوز لسلطان الوقت أن يخلعه. ويُستبدل خيراً منه، فأفتوا بجواز خلعه. وحَكم بخلع {قاضي البلد} آنذاك أبو طاهر إبن الكرخي. وبايعوا عمّه محمد إبن المستظهر. ولُقّب {المكتفي بأمر الله} وذلك في السادس عشر من شهر ذي القعدة عام ثلاثين للهجرة النبوية الشريفة، وبلغ الراشد الخلع، فخرج من الموصل إلى بلاد أذربيجان وكان معه جماعة من الرجال، مضوا إلى همذان وأفسدوا بها وقتلوا جماعة وحلقوا لحى جماعة من العلماء، ثم مضوا إلى أصبهان، فحاصروها ونهبوا القرى.





فارس الشهباء 06-19-2014 10:32 AM

رد: حدث في رمضان
 

السابع من شهر رمضان المُبارك

0224
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك توفي إبراهيم إبن المهدي، هو عمّ الخليفة المأمون، بويع له بالخلافة في بغداد أيام الخليفة العباسي المأمون.

0253
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وبعد آذان صلاة الفجر رحل سري السقطي، أحد كبار مشايخ الصوفية، كان عابداً متنزهاً عن الدنيا، ومن أصحاب الكرامات، أنشد يوماً وهو على فراش المرض :

القلبُ محترقا ًوالدمعُ مستبقُ

والكربُ مجمتعٌ والصبرُ مفترقُ
كيف القرار على من لا قرار له
مما جناه الهوى والشوقُ والقلقُ
يا ربُ أن كان شيٌ لي به فرج
فأمتن عليّ به ما دام به رمقُ


0358

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للخامس والعشرين من شهر تموز للعام الميلادي 969، إنطلق صوت المؤذن من فوق مئذنة جامع الأزهر في مدينة القاهرة بمصر، ويُعتبر القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي العصر الذهبي للجامع الأزهر، إذ إحتّل هذا الجامع مكانة مرموقة بين مدارس القاهرة وجوامعها. وأصبح الجامعة الأم، أو الجامعة الإسلامية الكبرى. وأصبحت أمنية كل عالِم من علماء المسلمين أن يحاضر في الجامع الأزهر . ومن المعروف أن العلامة الكبير إبن خلدون قدم إلى مصر عام 784 للهجرة. ونال شرف التدريس فيه. وإتصل إبن خلدون بكثير من العلماء والمؤرخين في مصر . وأدّت إتصالاته بعلماء مصر ومؤرخيها إلى تكوين مدرسة كبيرة للدراسات التاريخية وغيرها.

0361
سُجل في مثل هذا اليوم قيام الدولة الفاطمية في مصر، ينتسب خلفاء الدولة الفاطمية إلى أبناء إسماعيل إبن جعفر الصادق إبن محمد الباقر إبن علي زين العابدين إبن الحسين إبن علي إبن أبي طالب {كرّم الله وجهه}. وسر تسميتهم بالفاطمية تبركاً بالزهراء إبنة الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام). وفي مثل هذا اليوم دخل المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة، بعد إن أنتهى من بنائها وبناء جامعها الأزهر جوهر الصقلي القائد العسكري الذي فتح مصر للفاطميين، حمل الخليفة المعز لدين الله معه إلى مصر ألفاً وخمسمائة جمل محملة بالذهب. وحمل معه رفات أهله وأجداده ليعاد دفنها في القاهرة. ومن ذلك الوقت أصبحت القاهرة حاضرة العالم المتلألئة بكل صنوف الازدهار العقلي والثقافي والحضاري على مدى ما يزيد على مائتي عام بعد أن كانت القاهرة ولاية تابعة للأمويين ومن بعدهم للعباسيين.

0596
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك علاء الدين محمد خوارزم شاه، يصبح سلطاناً على كل إيران، مستعينا بجماعات من المقاتلين الأتراك والإيرانيين والمغول، كان علاء الدين رجلاً نشيطاً سريع الحركة، طائشاً، قليل التدبير، ينتمي إلى أسرة تركية اتخذت لقب خوارزم شاه. ورغم شجاعته وإيمانه بالإسلام، فقد أنزل بالعالم الإسلامي كارثة كبرى عندما دخل في نزاع وحرب مع المغول، مما أدى إلى إجتياحهم لبلاد الإسلام بقيادة جنكيز خان.

0780
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للعشرين من شهر كانون الأول للعام الميلادي 1281، فُتحت المدرسة الجوهريّة بدمشق. وواقفها الشيخ نجم الدين محمد بن عبّاس بن أبي المكارم التميمي الجوهري. ودرّس بها قاضي الحنفيّة الشيخ حسام الدين الرازي.

0923
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثاني والعشرين من سهر أيلول عام 1517 للميلاد، أعدم السلطان العثماني سليم الأول وزيره الأكبر يونس باشا، الذي كان قد وجّه له اللوم على استيلائه على مصر لأن فتحها لم يعد عليه بشيء، إلا قتل نحو نصف الجيش، كما لامه على اختياره لخير الدين آغا الإنكشاري. وهو أحد أمراء المماليك الذين خانوا طومانباي سلطان مصر الذي أعدمه العثمانيون، حيث رأى الوزير يونس أنه خائن لا يؤمن ولاؤه للدولة، فغضب السلطان سليم الأول على وزيره وأمر بقتله في الحال.

0960
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للسابع عشر من شهر آب للعام الميلادي 1553،القائد البحري العثماني طرغد بك يستولي على جزيرة كوريكا ومدينة كاتانيا في صقلية، بعد إبادته لحاميتها، وتخليصه لسبعة آلاف أسير مسلم، ثم قام بتسليم كوريكا للفرنسيين الذين لم يستطيعوا الاحتفاظ بها طويلا أمام الأسبان الذين سيطروا عليها في نفس العام.

1918
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المسلمون في القدس يصمون رمضان تحت السيطرة البريطانية، لأول مرة بعد الحروب الصليبية، منذ الدولة الأيوبية ومدينة القدس في أيد المسلمين، تعاقبت الدول المملوكية والعثمانية إلى أن أخذت تنهار دولة بني عثمان التركية، قام الشريف حسين إبن عليّ، أمير مكة المكرمة، بالإتصال بهنري مكماهوم، المندوب السامي البريطاني في مصر. وطلب منه المساعدة لتخليص العالم العربي من الدولة العثمانية، فسار جيش بريطاني من مصر ودخل فلسطين، ثم التقى به جيش الشريف حسين، حيث دخل مدينة القدس عام 1917 للميلاد، بعد ذلك غدر البريطانيون بالشريف حسين. وكانوا قد وعدوه بمملكة عربية، تضم الحجاز والشام ومدينة أضنه في تركيا، فتركوه ينشئ دولته في الحجاز فقط، أما الأراضي العربية فقد قسمت بعد طرد الأتراك بين فرنسا وأنكلترا، حسب إتفاقية سايكس بيكو، وبعد شهر واحد صدر وعد بلفور القاضي بإنشاء وطن قومي في فلسطين لليهود المنتشرين في العالم، منذ ذلك التاريخ عام 1917 للميلادي، والمسلمون يصومون شهر رمضان تحت الإحتلال البريطاني في القدس حتى عام 1948 للميلادي، ثم عادت القدس إلى السيادة العربية، لكنها بعد تسعة عشر عاماً، سقطت بيد الإسرائيليين، في حرب عام 1967 . وإلى اليوم ما زالت مدينة القدس تحت الإحتلال الإسرائيلي.

فارس الشهباء 06-19-2014 10:33 AM

رد: حدث في رمضان
 
الثامن من شهر رمضان المُبارك

0008

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للتاسع والعشرين من شهر كانون الأول للعام الميلادي 629، أرسل رسول الله مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) أبا قتادا الأنصاري إلى بطن إضا، للتمويه على المشركين بخط سير المسلمين لفتح مكة. وكان أبو قتادا قد عاد لتوه من مهمة في غضفان بنجد التي آذى أهلها المسلمين.

0083
مولد الإمام "جعفر بن مُحَمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب"، المعروف بـ "جعفر الصادق"، من كبار التابعين، أحد الأئمة المجتهدين، اشتهر بالتبحر في الفقه مع معرفة واسعة بعلم الكيمياء… في المدينة المنورة كان مولد جعفر بن مُحَمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي في (8 من رمضان 83هـ= 5 من أكتوبر 702م)، وكانت المدينة موئل العترة من آل البيت، وفي وسط هذه الأجواء المعبقة بأريج النبوة نشأ جعفر الصادق نشأة كريمة في بيت علم ودين، وأخذ العلم عن أبيه مُحَمّد الباقر، وجده لأمه القاسم بن مُحَمّد بن أبي بكر الصديق، المتوفى سنة (108هـ= 725م) أحد فقهاء المدينة السبعة المشهود لهم بسعة العلم والفقه، كما اتصل بابن شهاب الزهري أحد فحول العلم وتتلمذ على يديه، ومن شيوخه في الحديث عبيد الله بن أبي رافع وعروة بن الزبير وعطاء بن أبي رباح ، ومُحَمّد بن المنكدر، كما رحل إلى العراق طلبا للعلم، وكانت له عناية بالفقه وشغف باختلاف الفقهاء، ومعرفة مناهجهم، وتطلب ذلك منه معرفة واسعة بعلوم القرآن والحديث، والناسخ والمنسوخ. ولجعفر الصادق حكم وأدعية أشبه بكلام النبوة، خرجت من نفس كريمة، وقلب مؤمن عظيم الإيمان، ورد كثير منها في كتب الشيعة، وروى بعضها الشهرستاني في الملل والنحل، والذهبي في سير أعلام النبلاء، من ذلك وصيته لابنه موسى، يقول فيها:
"يا بني، من قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرًا، ومن لم يرض بما قسم له اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه، ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر بئرا لأخيه أوقعه الله فيها.. يا بني، كن للقرآن تاليًا، وللسلام فاشيًا، وللمعروف آمرًا، وعن المنكر ناهيًا، ولمن قطعك واصلا، ولمن سكت عنك مبتدئًا...". ومن كلامه: "لا زاد أفضل من التقوى، ولا شيء أحسن من الصمت، ولا عدو أضر من الجهل، ولا داء أدوأ من الكذب".
كان الإمام جعفر من أعظم الشخصيات ذوي الأثر في عصره وبعد عصره، وجمع إلى سعة العلم صفات كريمة اشتهر بها الأئمة من أهل البيت، كالحلم والسماحة والجلد والصبر، فجمع إلى العلم العمل وإلى عراقة الأصل كريم السجايا، وظل مقيمًا في المدينة ملجأ للناس وملاذا للفتيا، ومرجعًا لطلاب العلم حتى توفِّي في شوال من سنة (148هـ= 765م)، ودفن في البقيع مع أبيه وجده.

0164
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للتاسع والعشرين من شهر نيسان للعام الميلادي 684، عاد جيش المسلمين إلى قرطبة ظافراً، بعد إنتصاره على جيش شارلمان، قاد جيش المسلمين صقر قريش عبد الرحمن الداخل الأمير الأموي الذي أقام دولة الأندلس الإسلامية. وكان قد نمى إلى علمه أن شارلمان يُعدّ رجاله للقتال، بنيّة القضاء على الخلافة الإسلامية، أستعد الفرنجة وعبر بهم شارلمان الجبال ليُباغت المسلمين، لكن وعورة الطريق وخطورة الجبال أوقعت المئات من رجاله. وعند منعطف ظاهر قرطبة إلتقى بجيش المسلمين الذين أجبروهم على الرجوع من حيث أتوا.

0273
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك دُفن الإمام الحافظ والمحدّث إبن ماجه، وقد توفي عن أربعة وستين عاماً. وإبن ماجه هو مصنف السنن والتاريخ والتفسير. وقد قال فيه الحافظ الذهبي في وصفه: كان إبن ماجه حافظاً ناقداً صادقاً وواسع العلم.

0431
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك السلطان السلجوقي طغرل بك ينتصر على جيش الدولة الغزنوية في معركة دندانكان، ويستولي على خراسان، ويجبر الغزنويين على الاعتراف بالدولة السلجوقية كأكبر وأقوى دولة في المنطقة.

0455
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للرابع من شهر أيلول للعام الميلادي 1063، رحل الملك أبو طالب، هو مُحَمّد بن ميكائيل بن سلجوق طغر لبك، كان أول مؤسس للدولة السلجوقية التي حكمت أيران والعراق وسوريا والأناضول، بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر الميلاديين. والقائد الذي مارس السلاجقة تحت حكمه زعامة العالم الإسلامي منذ دخوله بغداد ملبياً نداء الخليفة العبّاس، القائم بأمر الله، وقضائه على الدولة البويهية، التي كان الخليفة العبّاسي خاضعاً لسلطة ملوكها.
أبصر النور أبو طالب طغر بك مُحَمّد بنميكائيل بن سلجوق في حدود عام 990. وكان جده سلجوق رئيس عشائر الغز في منطقة جند وفي عام 1025 دخل مع أخيه جعفرى أو {جاقير} وعمهما أرسلان في خدمة أمير بخارى التركي، وفي العام نفسه إندحر طغر بك وأخوه أمام محمود الغزنوي، فلجأ الأخوان إل خوارزم وإستقر عمهما أرسلان في خرسان. وبعد أن أخرج محمود الغزنوي، عاد الأخوان فدخلا خرسان وأقاما علاقات وثيقة مع الجماعات الإسلامية في المدن الكبرى. وكان دخول طغر بك مدينة نيسابور وإعلاؤه العرش بوصفه أو سلطان سلجوقي، في العام 1037 كان بداية حكم السلاجقة، كدولة تحمل صفاتها الحقيقية، فقد أصبح لهم كيانهم السياسي ورقعة كبيرة من الأرض وحاكم يقّر له رعاياه بالزعامة. وكان خيَّراً مصلياً، محافظاً على الصلاة في وقتها، يديم صيام الإثنين والخميس، حليماً عمن أساء إليه، كتوماً للأسرار، ملك في أيام مسعود بن محمود عامة بلاد خرسان وإستناب أخاه داوود وأخاه لأمه إبراهيم بن نيال وأولاد أخوته على كثير من البلاد، توفي في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وله من العمر ثلاثة وسبعين سنة.

0665
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وكان يقابل الثالث من شهر حزيران للعام الميلادي 1267، بدأ حصار مدينة عكا، بقيادة الظاهر بيبرس. وكان قد بلغه وهو في دمشق أن جماعة من الفرنج تغير في الليل على المسلمين وتتوارى وهي تردي ثياب المسلمين، قاد السلطان بيبرس سرية خاصة إستطاعت إقتناصهم بعد أن كانوا ينطلقون من عكا، حاول الفرنج المقيمون في عكا ضرب المسلمين، فأمر بيبرس بالقضاء على حاميتها وهدم جدرانها إذا لم يمتثل أهلها بالولاء للنظام الإسلامي للدولة.

0737
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك توفي الصدر الأصيل الأديب البارع شهاب الدين أبو العباس أحمد إبن مُحَمّد بن سلمان بن حَمَائل بن علي المقدسي المعروف بإبن غانم. وصلي عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع المُظفَّري ودفن بتربة الشيخ عبد الله الأُرْمَوِي بسفح جبل قاسيون في سوريا.

0891
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك إنهزم العثمانيون أمام مماليك السلطان قايت باي، ففي مثل هذا اليوم دارت معركة برية بين المماليك والعثمانيين، هلك فيها الكثير من جنود الطرفين، وكانت النصرة فيها للمماليك، فقد أسروا أعداداً كبيرة من الجند الأتراك وغنموا مدافعهم وأسلحتهم، ثم زحف المماليك داخل تركيا وحاصروا مدينة أضنه، جنوب وسط تركيا وأحتلوها.

0907
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك ولأول مرة يتعذر على المسلمين البرتغال الصيام بسبب الاضطهاد الديني، فقد صدر أمر من الكنيسة الكاثوليكية بمطاردة كل مسلم وإجباره على الإرتداد عن الإسلام، فتشتتى المسلمون في البقاع والجبال هرباً بدينهم وأرواحهم، وهجر بعضهم سراً إلى شمال أفريقيا. وبالتالي دخل شهر رمضان المبارك من 1502 للميلاد ولم يستطع المسلمون بالهجر بصومهم، بعد أن سيطرة البرتغال على الإمارات الإسلامية الأندلسية.

1342
المسلمون يصومن شهر رمضان دون خليفة لأول مرة، فمنذ وفاة الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) والدولة الإسلامية يحكمها خليفة يرعى شؤونها الدينية والسياسية، بعد الخلافة الراشدة سادت الخلافة الأموية ثم الخلافة العباسية، وخلال الخلافة العباسية نشأة الكثير من الدويلات، لكنها كانت تدين بالولاء للخلافة العباسية، انتهت الخلافة العباسية على يد المغول وأحياها الظاهر بيبرس، السلطان المملوكي، الذي أحضر واحداً من ذرية بني العباس ليباع له في القاهرة بالخلافة، إلا أن إنتصار العثمانيين على المماليك في معركة مرج دابق ودخولهم القاهرة، حال دون ذلك، أحضر العثمانيون الخليفة العباسي إلى أسطمبول ليجبر على التنازل عن الخلافة لصالح العثمانيين رغم معارضة الكثيرين، إلا أن الخلافة الأسمية أستمرت في بني عثمان الأتراك مدة أربعمائة عام إلى أن قام مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء السلطنة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية. وتقلص نفوذ الخليفة للشؤون الدينية والروحية فقط، إلى أن تمّ إلغاء المنصب نهائياً إلى الأبد، وقد كان السلطان مُحَمّد رشاد آخر خلافاء بني عثمان. وقد حاول بعض الزعماء العرب المناداة بالخلافة بعد سقوط الخلافة العثمانية، إلا أن المسلمين لم يتفقوا في هذه المسألة ولم يجتمعوا على رجل واحد.





فارس الشهباء 06-19-2014 10:36 AM

رد: حدث في رمضان
 
التاسع من شهر رمضان المُبارك

0093

قيام موسى بن نصير باستكمال غزو الأندلس:

في التاسع من شهر رمضان عام 93هـ الموافق 18 يونيو 712م، قام القائد المسلم موسى بن نصير بحملة لاستكمال غزو الأندلس، وتم فتح إشبيلية وطليطلة.


0212

فتح صقلية:

في 9 رمضان 212هـ الموافق 1 ديسمبر 827م نزل المسلمون على شواطئ جزيرة صقلية واستولوا عليها لينشروا الإسلام في ربوعها، وتم فتح صقلية على يد زياد بن الأغلب.


0222
القضاء على حركة (بابك الخرمي) : في التاسع من شهر رمضان عام 222هـ الموافق 837م، تمكن القائد حيدر بن كاوس الأشروسني – المعروف باسم (الأفشين) والذي كلفه الخليفة العباسي المعتصم، من دخول مدينة (البذ) مقر بابك الخرمي، ففر بابك غير أن الأفشين ألقى القبض عليه وحمله إلى سامراء مع بعض أتباعه، فقتل ومن حمل معه من الأسرى، وبهذا انتهت حركة بابك الخرمي التي أقضت مضاجع المسلمين مدة تزيد على عشرين عامًا، وقد نشأت طائفة الخرمية البابكية في بلاد فارس.

0259
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للخامس عشر من شهر آب للعام الميلادي 837، تمكّن الأفشين، قائد جيش الخليفة العباسي المعتصم بن هارون الرشيد من دخول مدينة البذ مقّر بابك الخرمى وحصنه المنيع، بعد قتال متواصل إستمر سنتين كاملتين. وكان مبدأ ظهور بابك الخرمى عام 201 للهجرة النبوية الشريفة في عهد الخليفة العباسي المأمون. ومن مبادئه الأساسية هو وأنصاره تحويل المُلك من العرب المسلمين إلى الفرس والمجوس. ورفضوا جميع الفروض الدينية كالصوم والصلاة والحج والزكاة.

0297
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة الفقيه الظاهري مُحَمّد بن داود بن علي، أحد أئمة الفقه في القرن الثالث الهجري، خلف أباه في حلقته الفقهية، ونشر المذهب الظاهري الذي أسسه أبوه، واشتهر بكتابه "الزهرة"…
ولد داود بن علي سنة (200هـ = 816 م) وقيل سنة (202هـ = 818 م) بالكوفة، وتلقى تعليمه ببغداد التي كانت تموج حركة ونشاطًا بحلقات العلم، وتمتلئ مساجدها بدروس الفقهاء والمحدثين واللغويين، فتلقى الحديث على يد سليمان بن حرب، والقعنبي، وعمرو بن مرزوق، ومسدد بن مسرهد، ورحل إلى نيسابور وسمع من محدثيها الكبار وعلى رأسهم "إسحاق بن راهوية"، ودرس الفقه على أبي ثور الفقيه الشافعي المعروف وغيره من فقهاء الشافعية.
درس داود المذهب الشافعي، وتخرج على تلاميذه، وكان محبًا للشافعي مقدرا لعلمه وفقهه حتى إنه ليصنف كتابين في فضائله ومناقبه، ثم لم يلبث أن استقل بمذهب خاص به وآراء مستقلة.
شاء الله تعالى أن يكون للمذاهب الأربعة تلاميذ نابهون قاموا على فقه أئمتهم بالدرس والتأليف، فنشروا مذاهب شيوخهم حتى استقرت في أقطار العالم الإسلامي، وكان قد ظهر إلى جانب تلك المذاهب المعروفة مذاهب أخرى، لم يقدر لها الدوام ومواصلة الحياة، ولو قدر لبعضها من التلاميذ والأنصار لبقيت واستمرت، لكنها تعثرت في الطريق، ولم تجد المرشد والمعين؛ فتوقفت عن العطاء وخمدت تمامًا، ومن تلك المذاهب، مذهب الأوزاعي عبد الرحمن بن مُحَمّد المتوفى سنة (157هـ = 774م) وكان أهل الشام على مذهبه، ثم انتقل المذهب إلى الأندلس فانتشر هناك فترة، ثم ضعف أمره في الشام أمام مذهب الشافعي، وفي الأندلس أمام مذهب مالك الذي وجد أنصارًا وتلاميذ في الأندلس.
ومن تلك المذاهب: مذهب سفيان الثوري المتوفى سنة (161هـ = 478م) وهو من الأئمة المجتهدين، لكن مذهبه لم يجد أنصارًا فلفظ أنفاسه مبكرًا، ولم يستطع الصمود والاستمرار، وكذلك مذهب الليث بن سعد المتوفى سنة (175هـ = 791م) وكان فقيه عصره وإمامه البارز، لكنه لم يجد من يحمل مذهبه حتى يعم وينتشر، وقد أشار الإمام الشافعي إلى هذه الحقيقة بقوله: الليث بن سعد أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.
ومن أصحاب المذاهب في هذه الفترة أبو سليمان داود الظاهري المتوفى سنة (270هـ = 884م) وهو شيخ أهل الظاهر، وواضع أساس هذا المذهب الذي انتصر له من بعد وأعلى بنيانه ابن حزم الأندلسي المتوفى سنة (456هـ = 1064م).


0479

معركة الزلاقة: في 9 رمضان 479هـ، الموافق 17 ديسمبر 1086م انتصر يوسف بن تاشفين قائد جيوش المرابطين على الفرنجة بقيادة الفونس السادس في معركة الزلاقة، وقد نجا الفونس مع تسعة فقط من أفراد جيشه. وتشير بعض المصادر إلى أن معركة الزلاقة وقعت يوم الجمعة 12 رجب 479هـ الموافق 23/10/1086م.


0897
رمضان يهّل هلاله على مسلمي غرناطة آخر دولة عربية في الأندلس في ظل الاحتلال الأسباني لها، منذ ذلك التاريخ وأسبانيا تعتبر نفسها الدولة الأوروبية الوحيدة التي تمكنت من تحقيق ما لم تحققه سبع حملات صليبية على الشرق العربي من تحقيقه، فقد سقط الجزء الغربي من مملكة غرناطه، ثم تلاه الجزء الشرقي ضمن معارك ضارية، وأرسل ملك أسبانيا فرناندو رسوله إلى قادة غرناطه يطالبهم بتسليم المدينة، فرفضوا، وكان يتزعم المقاتلين العرب القائد العسكري موسى أبو الغسّان، نزلت جيوش الأسبان إلى مزارع وبساتين غرناطة وأخذت تخربها، حتى لا يجد المسلمون ما يأكلونه، ثم أرسلت ملكة أسبانيا إيزابيلا جيشاً آخر يقاتل المسلمين المتحصنين في القلاع، وبنوا أمام غرناطة مدينة أخرى أسموها سان تسي، أي الإيمان المقدّس، لتكون قاعدة للإنطلاق منها عسكرياًُ ضد غرناطة، هنا ظهرت آيات عظيمة من آيات البطولة والدفاع الإسلام والشرف والممتلكات، حتى لم يتبقى إلا الإستسلام، بعد الحصار أجتمع العلماء والفقهاء والقادة في قصر الحمراء، وأتفقوا على التسليم، وإنتهت بتوقيع معاهدةٍ من سبعة وستين بنداً وهي تعتبر بذلك أطول معاهدة بين المسلمين والأوروبيين، وكان من أهم بنودها، عدم المساس بمساجد المسلمين وأن يبقى المسلمون في أرضهم، خرج بعدها الملك أبو عبد الاله إبن أبو الحسن من قصر الحمراء الفاخر في غرناطة حاملاً مفاتيح مدينته، فسلمها إلى إيزابيلا وفرناندو، ملكي أسبانيا الموحدة من دولتي قشتالة وأراغون، سلّم مفاتيح المدينة وهو يبكي، فلما رأته أمه يبكي قالت له:

أبكي كمثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال

وكان عبد الاله آخر ملوك العرب في الأندلس، وقد تحالف مع الأسبان لقتال عمّه عبد الله الزغل، حتى يصير ملك غرناطة له، فقتل بسبب ذلك آلاف الرجال الذين كانوا قادرين على منع إندثار مُلك المسلمين بتلك البلاد، أما عبد الله الزغل، فقد سلّم الأجزاء الشرقية لغرناطة مقابل أموال، بعد أن تخلى قواده عنه، ورحل إلى المغرب، فقام سلطان المغرب مُحَمّد الشيخ بسجنه ومصادرة أمواله جزءاً لما فعل، منذ ذلك التاريخ لم يصّم المسلمون رمضان تحت حكم عربي، كما تعودا مدة تسعمائة سنة.

0920
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، أرخت هزيمة السلطان مُحَمّد البابر والشاه إسماعيل الصفوي، السلطان ظهير الدين مُحَمّد بابر ، سلطان دولة المغول، هو من أصل تركي وإبنٌ لحفيد تيمور الأعرج، تيمور لنك، أستطاع أن يقيم سلطنة قوية في الهند، وسّعها وسيطر على أفغانستان، في هذه الأثناء وسّع الشاه إسماعيل الصفوي حدود دولته ليستولي على خراسان، فتعاون الإثنان معاً للإستيلاء على ممالك وراء النهر، أي الجمهوريات الإسلامية الحالية، طاجكستان وأوزباكستان وكازخستان، ونجحوا في ذلك، إلا أن أصحاب الأرض عادوا وحرروا أراضيهم، فهزموا جيوش السلطان مُحَمّد البابر وجيوش إسماعيل الصفوي في مثل هذا اليوم.

0923
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، وصل السلطان العثماني سليم إلى غزة قادماً من مصر بعد أن قام بإحتلالها والقضاء على دولة المماليك في مصر، وعند وصوله إلى غزة، منح السلطان سليم السيد جان برده حكم ولايات صفد والقدس وغزة ونابلس.

1213
وصول مجاهدي الحجاز إلى مصر لمحاربة الحملة الفرنسية

في التاسع من شهر رمضان عام 1213هـ الموافق 18 فبراير 1899م وصلت إلى ميناء (القصير) في مصر فيالق المجاهدين الحجازيين للمشاركة في الجهاد إلى جانب إخوانهم المصريين ضد الحملة الصليبية الفرنسية.

1326
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك بلغاريا تعلن انفصالها عن الدولة العثمانية وتعلن قيام نظام الحكم الملكي فيها من جانب واحد، وقد وافقت الدولة العثمانية على هذا الاستقلال في إبريل 1909 مقابل حصولها على 5 ملايين ليرة ذهبية. كانت مساحة بلغاريا آنذاك أكثر من 96 ألف كم2، ويزيد عدد سكانها على 4 ملايين نسمة.





فارس الشهباء 06-19-2014 10:38 AM

رد: حدث في رمضان
 

العاشر من شهر رمضان المُبارك


في مثل هذا اليوم وقبل ثلاث سنوات من هجرة الرسول الكريم مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) إلى يثرب، المدينة المنّورة حالياً، رحلت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله (صلى عليه وسلّم)، دفنت بالحجون في مكة وحزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً.
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين. ولدت بمكة ونشأت في بيت مجد وشرف ورياسة فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة واتصفت بالحزم والعقل والعفة فكانت تدعى في الجاهلية الطاهرة.
تزوجت قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين باثنين من سادات العرب: عتيق بن عائذ المخزومي وأبي هالة هند بن زرارة التميمي.
كانت ذات مال وتجارة تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثها إلى الشام، وبلغها عن مُحَمّد بن عبد الله كرم أخلاقه وصدقه وأمانته فعرضت عليه الخروج في مالها إلى الشام مع غلامها ميسرة، فقبل وخرج في تجارتها وعاد بأرباح كبيرة، وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة فرغبت في الزواج منه وعرضت صديقتها نفيسة بنت منية عليه الزواج من خديجة فقبل وتزوجها، وكان عمره خمسة وعشرين عاماً وعمرها أربعين. ولم يتزوج عليها غيرها طيلة حياتها وولدت له: القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.
ولما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت خديجة أول من آمن به.
بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وقال عنها: خير نساء العالمين: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت مُحَمّد صلى الله عليه وسلم.


0008


بداية التحرك لفتح مكة:



في 10 من رمضان 8هـ الموافق 1 من يناير 630م: قام الرسول {صلى الله عليه وسلم} وأصحابه بالتحرك لفتح مكة في العام الثامن من الهجرة، الذي سُمي بعام الفتح، وكان هذا الفتح تتويجًا لجهود النبي {صلى الله عليه وسلم} في الدعوة، وإيذانًا بسيادة الإسلام في شبه الجزيرة العربية.


0132

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للثاني والعشرين من شهر نيسان للعام الميلادي 750، جاء عبد الله بن علي على دمشق ونزل بالباب الشرقي. ونزل صالح أخوه على باب الجابيّة. ونزل أبو عون على باب كيسان وحميد بن قحطبة على باب توما وبسّام على الباب الصغير وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعبّاس بن يزيد على باب الفراديس، محاصرين مدينة دمشق. وفتحوها في مثل هذا اليوم المصادف يوم الأربعاء .
فقتل من أهلها خلقاً كثيراً. وهدم سورها ويقال : {أن أهل دمشق لما حاصرهم عبد الله، اختلفوا فيما بينهم، ما بين عبّاسي وأمويّ، فاقتتلوا فيما بينهم. وقتلوا نائبها، ثم سلّموا البلد. وكان أول من صعد السور من ناحية الباب الشرقي رجل يقال له عبد الله الطائي، ثم أبيحت دمشق}.

0319
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك أبصر النور في المغرب العربي الملك معّد بن إسماعيل بن سعيد بن عبد الله أبو تميم الفاطمي، هو الذي بعث بجوهر الصقلي إلى مصر، فأخذها من كافور الأخشيدي بعد حرب ضروس.

0485
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة الوزير أبي علي الحسن علي بن إسحاق، المعروف بنظام الملك، أحد مشاهير الوزراء في التاريخ الإسلامي، وصاحب المدارس النظامية.

0624
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة تيموجين بن يسوكاي بهادر، المعروف بجنكيز خان، مؤسس إمبراطورية المغول، وواحد من أقسى الغزاة الذين نكب بهم تاريخ البشرية، وارتكب من المذابح ما تقشعر لهولها الأبدان…

0648
معركة المنصورة:
في 10 رمضان 648هـ الموافق 1250م انتصرت شجرة الدر ( زوجة الملك الصالح) في معركة المنصورة على لويس التاسع حيث أسر هو وقتل عدد كبير من جنوده.

0961
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك نشوب حرب بحرية طاحنة في مضيق هرمز بالخليج العربي بين الأسطولين العثماني والبرتغالي استمرت 18 ساعة بدون توقف، لم تؤد إلى نصر كامل لأحد الفريقين.

1389
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك توفي في دمشق العالَم الفقيه الشيخ عبد الوهاب الحافظ المٌلقب بـ {دبس وزيت}، ولد الشيخ عبد الوهاب في دمشق عام 1893 م في حي العقيبة. ونشأ في كنف والده الحافظ المتقن الشيخ عبد الرحيم الذي ينتهي نسبه إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني، أشتهرت أسرته بلقب {الحافظ}، لأن معظم أفرادها كانوا من حفظة القرآن الكريم، بدأ حياته بطلب العلم فقرأ القرآن الكريم، وإتصل بكبار العلماء في دمشق، فأخذ عنهم علومهم الشرعية واللغة والعلوم الآلية، بهمّة وذكاء وكانت صلته بمفتي الشام الشيح عطا الله الكسم متيّنة أثّرت أعمق الأثر في حياته، رفض الكثير من المناصب التي عرضت عليه، كأمانة الفتوى والفتوى العامة ، مرات عديدة وأكتفى بالتدريس وتعليم قرأة القرآن الكريم وتحفيظه في الجامع الأموي وجامع التوبة وغيرهما.

1393
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للسادس من شهر تشرين الأول/أكتوبر للعام الميلادي 1973، عبر الجيش المصري قناة السويس، مستعيناً بالله، حطّم خط بارليف وأستعاد سيناء من يد المحتل الإسرائيلي.
تلك المفاجأة التي حققتها القوات المسلحة المصرية والتي أدت إلى أن وصلت خسائرها في عملية اقتحام قناة السويس وتدميرها لتحصينات خط بارليف وصلت إلى 64 شهيدًا ، 420 جريحًا فقط، مع إصابة 17 دبابة وتعطيل 26 عربة مدرعة، وإصابة 11 طائرة قتال".
وعلى الجانب الآخر قدرت خسائر إسرائيل بنهاية العمليات بنحو "2838 قتيل" 2800 جريح، 508 أسير ومفقود، 840 دبابة، و400 عربة مدرعة، 109 طائرة قتال وهليوكوبتر وسفينة حربية واحدة".
مما أجمع معه قادة جيوش العالم بأن القوة المسلحة المصرية في حرب أكتوبر 1973م قد نجحت في "قهر المستحيل" بهزيمتها للجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر!!
قبل بداية العمليات بأيام قليلة كان يمكن مشاهدة القوات المصرية والتي لا يفصلها عن القوات الإسرائيلية سوى قناة السويس بعرض حتى 180 مترًا فقط. كان يمكن مشاهدة القوات المصرية وهي قائمة بإعداد زوارق العبور وتجهيز الفتاحات على الجسور وساحات العبور على امتداد قناة السويس. قوات مسلحة بكامل أسلحتها ومعداتها على الجبهة المصرية وقوات مسلحة بكامل أسلحتها ومعداتها على الجبهة السورية، تتخذ أوضاعها لاستكمال خطة الفتح الإستراتيجي لبدء الحرب إلى جانب مظاهر أخرى كثيرة ومتعددة.
إلا أن سلوك القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من الهجوم كان دليلاً عمليًّا على أنه أخذته المفاجأة التامة. وقد تضاربت أقوال العدو وأدلته وشهادات قادته بعد ذلك حول هذه النقطة تضاربًا شديدًا، ففي مرحلة ساد القول "بأنهم رأوا ولكنهم لم يفهموا"! وفي رأي آخر ساد القول "بأنهم رأوا وفهموا ولكنهم لم يصدقوا". وكأن ذلك يُصَدِّق قول الله تعالى:]وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُون[ صدق الله العظيم.
إن الحقيقية المؤكدة وراء ذلك التصور يرجع أيضًا إلى الدور المعنوي الذي تغلغل في عقول ووجدان ونفوس المقاتل الإسرائيلي سواء القادة أو الضباط وضباط الصف والجنود، وهو السبب الرئيسي وراء الهزيمة الساحقة في حرب أكتوبر 1973م رغم امتلاكهم كل عناصر التفوق في معادلة موازين القوى ليس فقط بينهم وبين القوة المسلحة لكل من مصر وسوريا، بل للقوات المسلحة العربية على إطلاقها.. ويمكن الحديث هنا عن عاملين رئيسين:
أولهما: الثقة الزائدة في النفس التي وصلت إلى حد الغرور:
فقد انتشرت وسادت وتأكدت مقولة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر"، حيث قال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في ديسمبر عام 1969م: "لن تنال عمليات العبور المصرية – إن حدثت - من قبضة إسرائيل المحكمة على خط بارليف؛ لأن الاستحكامات الإسرائيلية على الخط أشد منعة وأكثر تنظيمًا.. ويمكن القول بأنه خط منيع يستحيل اختراقه، وإننا الأقوياء إلى حد نستطيع معه الاحتفاظ به إلى الأبد".
وفي مناسبة أخرى قال: "إن خطوطنا المنيعة أصبحت الصخرة التي سوف تتحطم عليها عظام المصريين، وإذا حاولت مصر عبور القناة فسوف تتم إبادة ما بقي من قواتها".
وقال رئيس الأركان دافيد إليعازر: "إن خط بارليف سيكون مقبرة للجيش المصري". وفي 10 أغسطس 1973م تحدث ديّان في كلية الأركان وقال: "إن ميزان القوى في صفنا إلى حد كبير لدرجة أنه يقضي على تفكير العرب ودوافعهم لتجديد أعمال عدوانية فورية".
ثانيهما: عدم الثقة في قدرة المقاتل العربي على التخطيط وإدارة عمليات ناجحة:
ولعل أكثر ما يؤكد ذلك أنه في يومي 4،5 أكتوبر 1973م أي قبل بدء العمليات الهجومية بساعات محدودة عرف الإسرائيليون أن الأسر السوفييتية يتم ترحيلها جوًّا من القاهرة ودمشق إلى روسيا، ومنهم عدد من المستشارين المدنيين، إلا أنه بوصول تلك المعلومات إلى رئيس الأركان الإسرائيلي، طمأنه مدير المخابرات الإسرائيلية بأن ذلك لا يعني شيئًا غير عادي.
ومع تزايد حجم التحركات للقوات المصرية، انتهت القيادة العسكرية الإسرائيلية - بالتعاون مع جهاز المخابرات الأمريكي - إلى تحليل لتلك المعلومات أفاد "أن توزيع القوات المصرية في الضفة الغربية للقناة يدل على أن المصريين يُعِدُّون أنفسهم لمهام دفاعية فقط"! وحتى صباح السادس من أكتوبر كانت هيئة الأركان الإسرائيلية ترى "أن ذلك اليوم سيمر دون أن يحدث شيء"!!
الخلاصة:
لقد أكدت حرب أكتوبر 1973م دور الجانب المعنوي وأهميته المطلقة في تحقيق النصر في المعارك الحربية، وأن إرادة القتال المرتكزة على هذا العامل يمكن أن تواجه وتنتصر على قوات متفوقة كمًّا وكيفًا.. ولعل دروس التاريخ تؤكد تلك الحقيقية؛ فقد استطاع المقاتل في فيتنام هزيمة أقوى قوة عسكرية في العالم، واستطاع المقاتل في اليابان أن يفرض على الولايات المتحدة استخدام القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي؛ لتحسم الحرب لصالحها بعد أن كان النصر مؤكدًا لصالح اليابان.
ولعل ما تم في الجنوب اللبناني وما قامت به المقاومة اللبنانية مؤخرًا ما فرض الانسحاب الإسرائيلي المخزي من جنوب لبنان، كما أن دور المقاومة الفلسطينية وانتفاضتها كانت الدافع الرئيس لاعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية وسعيها لعقد اتفاق معها. وعلى ذكرى حرب أكتوبر 1973م فلنا أن نرصد عوامل القصور في استعداد القوات المسلحة الإسرائيلية بكل ما لديها من أسلحة تقليدية وفوق تقليدية ونووية والتي أدت إلى هزيمتها، إنما يرجع إلى العديد من العوامل لعل أهمها:
أولاً: عدم التقدير السليم بكفاءة المخطط الإستراتيجي المصري والسوري على استخدام قوات مسلحة تعاني كل ذلك القصور، سواء في التسليح أو الكفاءة الفنية (كفاءة السلاح)، خاصة بعد قطع مصر لعلاقاتها مع الاتحاد السوفييتي المورد الرئيسي للسلاح والذخائر لها.
ثانيًا: عدم الثقة في قدرة القوات المسلحة المصرية والسورية على تخطي المصاعب والعراقيل التي تعترض القوات المهاجمة من موانع طبيعية أو صناعية أو تحصينات ميدانية، أو وسائل إنذار وأجهزة نقل المعلومات سواء من عناصر إلكترونية أو أقمار صناعية.
ثالثًا: عدم تصور إمكان تنسيق بين دولتين عربيتين لاستخدام قواتهما المسلحة في تخطيط مشترك ناجح للهجوم على إسرائيل من جبهتين في وقت واحد.
رابعًا: عدم تصور إمكان تحقيق تضامن عربي فعَّال يمكن أن يحشد كل الطاقات العربية وراء القوات المسلحة المصرية والسورية سواء منها الاقتصادية والتي تمثلت في استخدام البترول كسلاح في المعركة، أو تقديم كل الدعم العسكري اللازم من معظم الدول العربية لصالح المعركة، وذلك باعتبار أن العقيدة الإسرائيلية كانت تراهن دائمًا على تفكيك وتجزئة الأمة العربية من ناحية، وعدم قدرة العرب على تجميع قدراتهم الحقيقية من ناحية أخرى.
تلك كانت أهم العوامل التي استغلتها القيادة السياسية والعسكرية ببراعة تامة من خلال إعداد معنوي مخطط ومتقن ومدروس مهد الطريق لنصر أكتوبر العظيم.

فارس الشهباء 06-19-2014 10:40 AM

رد: حدث في رمضان
 
حدث في الحادي عشر من رمضان

في الحادي عشر من رمضان سنة 381، بويع في بغداد بالخلافة لأمير المؤمنين القادر بالله أحمد بن إسحاق، وعمره 45 عاماً، وكان أبيض كث اللحية طويلها، يخضب شيبته، وكان من أهل الستر والصيانة وإدامة التهجد، وكثرة البر والصدقات، وكان حليماً، كريماً، خيّراً يحب الخير وأهله، ويأمر به، وينهى عن الشر ويبغض أهله.
وكان حسن الاعتقاد، تفقه على العلامة أبي بشر أحمد بن محمد الهروي الشافعي، وصنف فيه كتاباً في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أصحاب الحديث، وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز، وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن، وكان الكتاب يُقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهدي ويحضر الناس سماعه، وعدّه الشيخ تقي الدين ابن الصلاح من الفقهاء الشافعية، وأورده في طبقاتهم.
قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء: قرأت في مجموع لبعض أهل البصرة: أن القادر بالله طلب من أربعة من أئمة المسلمين في أيامه في المذاهب الأربعة، أن يصنف له كل واحد منهم مختصراً على مذهبه، فصنف له أقضى القضاة الماوردي الإقناع على مذهب الشافعي، وصنف له أبو الحسين القدوري مختصره المعروف على مذهب أبي حنيفة، وصنف له القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن نصر المالكي مختصراً آخر، ولا أدري من صنف له على مذهب أحمد، وعُرِضت عليه فخرج الخادم إلى أقضى القضاة الماوردي وقال له: يقول لك أمير المؤمنين: حفظ الله عليك دينك، كما حفظت علينا ديننا.
وبينما القادر يمشي ذات ليلة في أسواق بغداد إذ سمع شخصاً يقول لآخر: قد طالت دولة هذا المشؤوم، وليس لأحد عنده نصيب، فأمر خادماً كان معه بالتوكل عليه، وأن يحضره بين يديه، فما شك أنه يبطش به، فسأله عن صنعته فقال: إني كنت من السعاة - أي المخبرين - الذين يستعين بهم أرباب هذا الأمر على معرفة أحوال الناس، فمذ وَليَ أمير المؤمنين أقصانا، وأظهر الاستغناء عنا، فتعطلت معيشتنا وانكسر جاهنا، فقال له: أتعرف مَنْ في بغداد من السعاة مثلك؟ قال: نعم، فأحضر كاتباً، وكتب أسماءهم، وأمر بإحضارهم، ثم أجرى لكل واحد منهم معلوماً، ونفاهم إلى الثغور القاصية، ورتبهم هناك عيوناً على أعداء الدين، ثم التفت إلى من حوله وقال: اعلموا أن هؤلاء ركب الله فيهم شراً، وملأ صدورهم حقداً على العالم، ولا بد لهم من إفراغ ذلك الشر، فالأَوْلى أن يكون ذلك في أعداء الدين، ولا ننغص بهم المسلمين.
وكان يخرج من داره في زِيّ العامة، ويزور قبور الصالحين، كقبر معروف الكرخي وغيره، وإذا وصل إليه حالٌ أمر فيه بالحق.
قال القاضي الحسين بن هارون: كان بالكرخ مُلكٌ ليتيم، وكان له فيه قيمة جيدة، فأرسل إلي ابن حاجب النعمان، وهو حاجب القادر، يأمرني أن أفك عنه الحَجر ليشتريَّ بعضُ أصحابه ذلك المُلك، فلم أفعل، فأرسل يستدعيني، فقلت لغلامه: تقدمني حتى ألحقك، وخِفتُه، فقصدت قبر معروف الكرخي، فدعوت الله أن يكفيني شره، وهناك شيخٌ، فقال لي: على من تدعو؟ فذكرت له ذلك، ووصلت إلى ابن حاجب النعمان، فأغلظ لي في القول، ولم يقبل عذري، فأتاه خادم برقعة، ففتحها وقرأها وتغير لونه، ونزل من الشدة، فاعتذر إلي، ثم قال: كتبت إلى الخليفة قصة؟ فقلت: لا. وعلمتُ أن ذلك الشيخ كان الخليفة.
وبقي القادر بالله خليفة 41 سنة، وتوفي سنة 422 وعمره 87 عاماً، ولم يبلغ أحد من الخلفاء قبله هذا العمر، ولا أقام في الخلافة هذه المدة. ومن شعره:

ما الزهدُ أن تُمنعَ الدنيا فترفضَها ... ولا تزالَ أخا صومٍ حليف دُعا
وإنما الزهد أن تحوي البلادَ وأر ... قابَ العباد فتُلفى عادلاً ورعا

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك المصادف للحادي والعشرين من كانون الأول للعام الميلادي 630، قدم وفد من ثقيف على رسول الله مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) فأسلموا. وكان سيدهم عروة بن مسعود قد جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) مُنْصَرَفَهُ من حنين والطائف وقبل وصوله إلى المدينة أسلم وحسن إسلامه وأستأذن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) في الرجوع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام ، فأذن له وهو يخشى عليه، فلما رجع إليهم ودعاهم إلى الإسلام رموه بالنبل فقتلوه، ثم ندموا. ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب الرسول (عليه الصلاة والسلام)، فبعثوا وفدهم هذا اليوم معلنين إسلامهم، فقبل منهم الرسول ذلك وبعث معهم أبا سفيان صخر بن حرب والمغيرة إبن شعبة لتحطيم أصنامهم.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك أنتصر المسلمون في موقعة البويب في العراق
انتصار العثمانيين على الصفويين في معركة "شماهي":
في 11 من رمضان 986 هـ الموافق 11 من نوفمبر 1578م: انتصر العثمانيون على الصفويين في معركة "شماهي" في القفقاس، وقد خسر الصفويون في هذه المعركة 15 ألف قتيل، وجاءت هذه المعركة في إطار حروب طاحنة بين الجانبين للسيطرة على زعامة العالم الإسلامي.
ظهور دعوة بني العباس في خراسان:
في الحادي عشر من شهر رمضان عام 129هـ الموافق 25 مايو 477م ، ظهرت دعوة بني العباس في خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني.


فارس الشهباء 06-19-2014 10:41 AM

رد: حدث في رمضان
 
حدث في الثاني عشر من رمضان

دخول أحمد بن طولون مصر:
في الثاني عشر من شهر رمضان عام 254هـ الموافق 3 سبتمبر 867م دخل أحمد بن طولون مصر من قبل باكباك والي العراق
بناء جامع ابن طولون بالقاهرة:
في الثاني عشر من شهر رمضان عام 265هـ الموافق 7 مايو 879م ، بني جامع ابن طولون في القاهرة.


قيام الدولة العباسية الثانية:
في الثاني من شهر رمضان عام 331هـ الموافق 9 مايو 943م دخل توزون بغداد من قبل ناصر الدولة ابن حمدان وقيام الدولة العباسية الثانية.


وفاة الإمام ابن الجوزي:
في 12 من رمضان 597هـالموافق 16 من يونيو 1200م توفي الإمام "أبو الفرج بن الجوزي" شيخ العراق، وإمام الحديث والفقه واللغة والتفسير، وصاحب التصانيف الكثيرة التي بلغت نحو ثلاثمائة مصنف، ومن أبرزها: "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، و"صفو الصفوة" "و"أخبار الأذكياء" وغيرها.
فتح أنطاكية:
في الثاني عشر من رمضان عام 666هـ الموافق 25 مايو 1268م ، فتحت أنطاكية على يد الظاهر بيبرس ، وإنطاكية كما هو معروف مدينة عربية في جنوب تركيا


في ليلة الثالث عشر من رمضان سنة 886، نزلت صاعقة على هلال المئذنة في المسجد الشريف النبوي فأحرقته بأسره وما فيه من خزائن وكتب، ولم يبق سوى الجدران، واحترقت فيه جماعة من أهل الفضل والخير؛ وكان أمراً مهولاً. وفي ما يلي ما ذكره عن هذا الحريق أبو الحسن علي بن عبد الله السمهودي مؤرخ المدينة المنورة ومفتيها المتوفى سنة 911 عن 67 سنة، وذلك في كتابه خلاصة الوفا وهو مختصر كتابه الوفا بأخبار دار المصطفى:
قام رئيس المؤذنين شمس الدين بن الخطيب يهلل بالمنارة الشرقية اليمانية المعروفة بالرئيسية مع بقية المؤذنين، وقد تراكم الغيم وحصل رعدٌ قاصفٌ، فسقطت صاعقة أصاب بعضُها هلالَ المنارة الرئيسية، فسقط شرقيّ المسجد له لهب كالنار، وانشق رأس المنارة، وتوفى الرئيس لحينه صعقاً، وأصاب ما نزل من الصاعقة سقف المسجد الأعلى عند المنارة المذكورة، فعلقت النار فيه وفي السقف الأسفل، ففُتحت أبواب المسجد ونودي بأن الحريق في المسجد، فاجتمع أمير المدينة قسيطل بن زهير الجمازي وأهل المدينة بالمسجد كلهم، وصعد أهل النجدة بالمياه لطفئ النار وقد التهبت آخذة في الشمال والمغرب، فعجزوا عن طفئها، وكادت تدركهم فهربوا ونزلوا بما كان معهم من الحبال، لاستقاء الماء إلى شمالي المسجد، وسقط بعضهم فهلك، ولجأ بعضهم مع من حالت النار بينه وبين الأبواب إلى صحن المسجد.
ومات في هذا الحريق زيادة على عشرة أنفس، وعظمت النار جداً، واستولت على سائر سقف المسجد وما فيه من خزائن الكتب والربعات والمصاحف، غير ما بادروا بإخراجه، وصار المسجد كبحرٍ لُجيٍّ من نار ترمي بشرر كالقصر، ويسقط شررها على بيوت الجيران فلا يؤذيها، وهرب كثيرٌ من جيران الحرم لما رأوا تساقط الشرر، وخرج بعضهم من باب المدينة لعظم ما شاهدوه من الهول وظنوا أنهم أحيط بهم، ولم أشهد ذلك لأني سافرت إلى مكة للاعتمار مستهل رمضان المذكور، وتركت كتبي بخلوة كنت أقيم بها بمؤخر المسجد، فاحترقت وقد عوضها الله عز وجل مع ما منّ به من السلامة وبرد الرضا.
ثم لما أصبحوا بدءوا بطفء ما سقط على القبة اللطيفة التي جعلت بدلا عن سقف الحجرة الشريفة، وكان الذي سقط عليها حريقُ القبة الزرقاء الظاهرة بالسقف الأعلى ورصاصُها وسقفُ المسجد الأسفل الذي كان بين القبتين والشباكُ الذي بأعلى الحائز المتقدّم ذكره، ولم يصل إلى جوف الحجرة الشريفة شيءٌ من هَدْمِ هذا الحريق، نحمد الله تعالى لسلامة القبة السفلى المذكورة وعدم تأثير النار فيها مع ما سقط عليها مما هو كأمثال الجبال، مع إن بعضها من الحجر الأبيض الذي يسرع تأثره بالنار، وقد أثرت هذه النار في أحجار الأساطين، وهي من الأسود، حتى تهشم بعضها وتفتت، وعدّة ما سقط منها مائة وبضع وعشرون أسطوانة
ومنّ الله تعالى أيضا بسلامة الأساطين الملاصقة للحجرة الشريفة، واحترق المنبر وصندوق المصلى الشريف وما يعلوه من الأخشاب، والمقصورة التي كانت حول الحجرة الشريفة، وسقطت أكثر عقود المسجد التي تلي صحنه، وعلو المنارة الرئيسية.
ثم كتبوا لسلطان زماننا الأشرف قايتباي بذلك، ونظفوا مقدّم المسجد، ونقلوا هدمه إلى مؤخره، وعمل في ذلك أمير المدينة وقضاتها وعامة أهلها، حتى النساء والصبيان، تقرباً إلى الله تعالى، وفي ذلك كله عبرة تامة وموعظة عامة أبرزها الله تعالى للإنذار، فخص بها حضرة النذير صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت أن أعمال أمته تعرض عليه، فلما ساءت منا الأعمال المعروضة، ناسب ذلك الإنذار بإظهار عنوان النار المجاري بها في موضع عرضها وأنا في وَجلٍ مما يَعقِبُ ذلك حيث لم يحصل الاتعاظ والانزجار، قال تعالى (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا)، وقال تعالى (ذلك يخوّف الله به عباده يا عباد فاتقون)، ومن العجيب إنه لم يتأت إخراج ردم هذا الحريق من مؤخر المسجد حتى حضر الحجاج من سائر الآفاق فشاهدوا هذه العبرة العظيمة ورأوا ما أجتمع من آثارها كالآرام والتلول الجسيمة.
ولما اتصل علم حريق المسجد إلى مصر المحروسة وسلطانها الأشرف، عَظُم عليه ذلك، ورأى أن في تأهيل الله له لعمارته مزيد التشريف وكمال التعريف، فاستقبل أمر العمارة بهمة تعلو الهمم العلية، ورسم بتوجيه سنقر الجمالي صحبة الحاج الأوّل بزيادة على مائة من أرباب الصنائع، وكثير من الحمير والجمال، ومبلغ عشرين ألف دينار، وشرع السلطان في تجهيز الآلات والمؤن حتى كثرت في الطور وينبع والمدينة الشريفة، ثم جهز متولي العمارة السابقة الشمس بن الزمن أثناء ربيع الأوّل في ركب صحبته أكثر من مائتي جمل ومائة حمار، وأزيد من ثلاثمائة صانع، وصارت أحمال المؤن متواصلة قل أن تنقطع براً وبحراً، وقطعوا من أخشاب الدوم والشجر من جهات المدينة شيئاً كثيراً، واستقبلوا أمر العمارة بجدّ واجتهاد.
وشرع السلطان أيده الله وسدّده في تعويض ما فات من المصاحف والربعات والكتب وبعث بطائفة من ذلك على يدي، وكملت سُقُف المسجد كلها أواخر شهر رمضان عام 888، وتمت عمارته عقب ذلك.


توقف جريدة الإخوان المسلمين:
في 12 من رمضان 1357 هـ الموافق 4 نوفمبر 1938 م: توقفت جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية عن الصدور.


عدوان تايلاندي على المسلمين:
في 12 من رمضان 1425هـالموافق 26 من أكتوبر 2004م: مقتل 87 مسلما على يد قوات الأمن التايلاندية في مظاهرات قام بها آلاف المتظاهرين المسلمين في إقليم ناراثيوات الذي يقطنه غالبية مسلمة جنوب تايلاند للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين مسلمين.



فارس الشهباء 06-19-2014 10:43 AM

رد: حدث في رمضان
 
حدث في الثالث عشر من رمضان

نزول الإنجيل:
أنزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام لثلاث عشرة مضين من رمضان.

وصول عمر بن الخطاب إلى فلسطين وفتح بيت المقدس:
في 13 رمضان 15هـ الموافق 18أكتوبر 636م وصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلسطين بعد معارك ضارية لجنود الإسلام لفتح ديار الشام ، وتسلم مفاتيح مدينة القدس وكتب لأهلها يؤمن أرواحهم وأموالهم.

مبايعة عبد الرحمن بن هشام بالخلافة في قرطبة:
في الثالث عشر من شهر رمضان عام 414هـ الموافق 28 نوفمبر 1023م ، بويع عبد الرحمن بن هشام بالخلافة في قرطبة ، وهو أموي تلقب بالمستظهر بالله، وكانت خلافته لمدة شهر واحد وسبعة عشر يومًا.

في الثالث عشر من رمضان سنة 536 توفي، عن نيف وتسعين عاماً، قاضي بيهق أحمد بن علي، الخسروجردي الشافعي، وبيهق: ناحية من أعمال نيسابور، قصبتها خسروجرد.
سمع كتاب السنن والآثار من مؤلفه البيهقي، وسمع من أبي سعيد محمد بن علي الخشاب، وأبي القاسم القشيري، وأبي منصور محمد بن أحمد السوري، وأبي بكر أحمد بن منصور المغربي، ومحمد بن القاسم الصفار، وعدة. وحدث عنه: ابن عساكر، والسمعاني، وطائفة، وحج بعد العشرين وخمسمائة
قال عنه المؤرخ الرحالة المحدث عبد الكريم بن محمد ابن السمعاني المتوفى سنة 562: هو شيخ مُسِنٌّ، كثير السماع، حسن السيرة، مليح المجالسة، كَيّسٌ، ما رأيت أخف روحاً منه، مع السخاء والبذل، سمعت منه الكثير، وكتب لي أجزاء بخطه.
ومن العجب أنه قطعت أصابعه العشر بكرمان من علة لحقتها، فكان يأخذ القلم بكفيه، ويترك الورق تحت رجله، ويكتب خطاً مليحاً سريعاً، يكتب في اليوم خمس طاقات خطاً واسعاً مقروءاً
تفقه بمرو على جدي الإمام أبي المظفر، فلما خرجت نحو أصبهان، تركت القافلة، ومضيت إلى خسروجرد مع رفيق لي راجلين، فدخلنا داره، وسلمنا على أصحابه، فما التفتوا إلينا، ثم خرج الشيخ، فاستقبلناه، فأقبل علينا، وقال: لم جئتم؟ قلنا: لنقرأ عليك جزأين من معرفة الآثار للبيهقي.
فقال: لعلكم سمعتم الكتاب من الشيخ عبد الجبار، وفاتكم هذا القدر ؟ قلنا: بلى، وكان الجزءان فوتاً لعبد الجبار، فقال: تكونون عندي الليلة، فإن لي مهما، أريد أن أخرج إلى سابزوار، الواقعة شمال شرق إيران، فإن ابني كتب إلي أن ابن أستاذي خارج في هذه القافلة، فأريد أن أسلم عليه، وأسأله أن يقيم عندي أياماً، وسمّاني، فتبسمت، فقال لي: تعرفه؟ قلت: هو بين يديك، فقام ونزل وبكى، وكاد أن يقبل رجلي، ثم أخرج الكتب والأجزاء، ووهبني بعض أصوله، فمكثت عنده ثلاثة أيام.


- تعرض المسجد النبوي لصاعقة:
في الثالث عشر من شهر رمضان عام 886هـ الموافق 5 نوفمبر 1481م تعرض المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة لصاعقة أحرقت المبنى وسلمت القبة والقبر.



فارس الشهباء 06-19-2014 10:45 AM

رد: حدث في رمضان
 
حدث في الرابع عشر من رمضان

في الرابع عشر من رمضان سنة 630 توفي، عن 81 عاماً، السّلطان
الملك المعظّم مظفر الدين كوكبوري بن عليّ بن بكتكين التّركمانيّ.
ملك والده إربل وبلادا كثيرة في تلك النواحي، وفرقها قبل موته على
أولاد أتابك قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل، ولم يُبقِ له
سوى إربل، فوليها مظفّر الدين وهو ابن أربع عشرة سنة، وكان أتابكه
- الأتابك: مربي الأمراء - مجاهد الدّين قايماز، ثمّ تعصّب عليه
مجاهد الدّين وكتب محضراً أنّه لا يصلح واعتقله، وأقام موضعه أخاه
الأصغر زين الدّين يوسف بن عليّ، وطرد مظفّر الدّين عن البلاد فتوجّه
إلى بغداد، فلم يلتفتوا عليه، فقدم الموصل، وبها الملك سيف الدّين غازي
بن مودود، فأقطعه حرّان، فأقام بها مدّة، ثمّ اتّصل بخدمة السّلطان
صلاح الدّين، ونفق عليه، وتمكّن منه، وزاد في إقطاعه الرّها، وزوّجه
بأخته ربيعة خاتون.
شهد مظفّر الدّين مع السّلطان صلاح الدّين مواقف كثيرةً أبان فيها عن
نجدةٍ وقوة نفس وعزيمة، ولم ينقل أنّه انكسر في مصافّ، وثبت في
مواضع لم يثبت فيها غيره، ولو لم يكن له إلا وقعة حطين لكفته، فانه
وقف هو وتقي الدين صاحب حماة وانكسر العسكر بأسره، ثم لما سمعوا
بوقوفهما تراجعوا حتى كانت النصرة للمسلمين، وفتح الله سبحانه عليهم.
ثم لما كان السلطان صلاح الدين منازلاً عكا بعد استيلاء الفرنج عليها،
وردت عليه ملوك الشرق تنجده وتخدمه، وكان في جملتهم زين الدين
يوسف أخو مظفر الدين، وهو يومئذ صاحب إربل، فأقام قليلا ثم مرض،
فلما توفي التمس مظفر الدين من السلطان صلاح أن ينزل عن حران
والرها وسميساط، ويعوضه إربل، فأجابه إلى ذلك وضم إليه شهرزور،
فتوجه إليها ودخل إربل في ذي الحجة سنة 586.
وكان كريم الأخلاق، كثير التّواضع، مائلاً إلى أهل السّنّة والجماعة،
لا ينفق عنده سوى الفقهاء والمحدّثين، وكان قليل الإقبال على الشّعر
وأهله، ومدحه الشاعر الحيص بيص، فقال: ما أعرف ما تقول، ولكني
أدري أنك تريد شيئا! وأمر له بخلعة وفرس وخمس مئة دينار.
ولم يكن شيء أحبّ إليه من الصّدقة، وكان له كلّ يوم قناطير مقنطرة
من الخبز يفرّقها، ويكسو في السنة خلقاً ويعطيهم الدّينار والدّينارين.
وبنى أربع مساكن للزّمنى والعميان، وملأها بهم، وكان يأتيهم بنفسه
كلّ خميس واثنين، ويدخل إلى كلّ واحد في بيته، ويسأله عن حاله،
ويتفقّده بشيءٍ، وينتقل إلى الآخر حتّى يدور على جميعهم، وهو
يباسطهم يمزح معهم.
وبنى داراً للنّساء الأرامل، وداراً للضعفاء الأيتام، وداراً للملاقيط
رتّب بها جماعة من المراضع.
وكان يدخل البيمارستان. ويقف على كل مريض ويسأله عن حاله.
وكان له دارٌ مضيف يدخل إليها كلّ قادم من فقيرٍ أو فقيهٍ فيها الغداء
والعشاء، وإذا عزم على السفر، أعطوه ما يليق به.
وبنى مدرسة للشافعية والحنفية وكن يأتيها كلّ وقتٍ، ويعمل بها
سماطاً ثمّ يعمل سماعاً فإذا طاب، وخلع من ثيابه سيّر للجماعة
شيئاً من الأنعام، ولم تكن له لذّةٌ سوى السّماع، فإنّه كان
لا يتعاطى المنكر، ولا يمكن من إدخاله البلد.
وبنى مظفر الدين داراً للحديث بأربل وكتب إلى الخليفة الناصر
أبي العباس أحمد في إنفاذ حنبل بن عبد الله الرصافي وإنفاذ
عمر بن طبرزد إلى إربل ليسمع منهما، وسير لكل منهما نفقة،
فأنفذا إلى إربل، وحدث حنبل بإربل بمسند أحمد، وسمع بخبرهما
الملك المحسن أبو العباس أحمد بن صلاح الدين يوسف بن أيوب،
فكاتب صاحب إربل في طلبهما إليه إلى دمشق، فاستأذن الخليفة
في ذلك، وسير حنبل أولاً إلى دمشق، وسمع منه المسند مع
جماعة كثيرة بدمشق، واجتاز بحلب في طريقه فلم يقم بها إلا ليلة
واحدة، وظفر به بعض طلبة الحديث بحلب فسمعوا منه أربعين حديثاً.
وبنى مظفر الدين للصّوفية رباطين، فيهما خلقٌ كثير، ولهما أوقافٌ
كثيرة، وكان ينزل إليهم ويعمل عندهم السّماعات.
وكان يبعث أمناءه في العام مرتين بمبلغ يفتكّ به الأسرى، فإذا
وصلوا إليه أعطى كلّ واحد شيئاً.
ويقيم في كلّ سنة سبيلاً للحجّ، ويبعث في العام بخمسة آلاف دينارٍ
للمجاورين، وهو أول من أجرى الماء إلى عرفات، وعمل آباراً
بالحجاز، وبنى له هناك تربة.
وعندما شرع الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامه المقدسي
سنة 598 في بناء المسجد الجامع في دمشق بسفح قاسيون
المشهور بجامع الحنابلة، أنفق عليه رجل يقال له الشيخ أبو داود
علي الفامي حتى بلغ البناء مقدار قامة فنفد ما كان معه، فأرسل
الملك المظفر كوكبوري صاحب إربل مع حاجب من حجابه يسمى
شجاع الدين الإربلي ثلاث آلاف دينار لتتميمه فكمل، وأرسل
ألف دينار ليساق بها إليه الماء من قرية برزة، فلم يمكنه من ذلك
الملك المعظم صاحب دمشق واعتذر بأن هذا فرش قبور كثيرة
للمسلمين وصنع له بئر وبغل يدور ووقف عليه وقفاً لذلك.
وفي هذه المدرسة دفنت زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب عندما
توفيت في سنة 643 وقد جاوزت ثمانين سنة، وأدركت من
محارمها ‏من الملوك من إخوتها وأولادهم أكثر من خمسين
رجلا غير محارمها من غير الملوك، فإن إربل كانت لزوجها
المذكور، والموصل لأولاد بنتها، ‏وخلاط وتلك الناحية لابن أخيها
الملك الأوحد نجم الدين أيوب ابن الملك العادل، وبلاد ‏الجزيرة
الفراتية للأشرف ابن أخيها، وبلاد الشام لأولاد إخوتها، والديار
المصرية والحجازية ‏واليمن لإخوتها وأولادهم.‏
وكان مظفر الدين كوكبوري ينفق في كلّ سنة على الاحتفال
بالمولد النبوي ثلاثمائة ألف دينار، وعلى الخانقاه مائتي ألف،
وعلى دار المضيف مائة ألف، وعلى الأسارى
مائتي ألف دينار، وفي الحرمين والسبيل ثلاثين ألف دينار.
وهو أول من احتفل بالمولد النبوي، وقد جمع له
أبو الخطّاب ابن دحية أخبار المولد، فأعطاه ألف دينار.
قال ابن خلكان وقد كان والده في ديوانه: وأمّا احتفاله
بالمولد، فإنّ الوصف يقصر عن الإحاطة به، كان الناس
يقصدونه من الموصل، وبغداد، وسنجار، والجزيرة،
وغيرها خلائق من الفقهاء والصّوفية والوعّاظ
والشعراء، ولا يزالون يتواصلون من المحرّم إلى أوائل
ربيع الأوّل، ثمّ تنصب قباب خشب نحو العشرين، منها
واحدة له، والباقي لأعيان دولته، وكلّ قبة أربع خمس
طبقات ثمّ تزيّن في أوّل صفر، ويقعد فيها جوق المغاني
والملاهي وأرباب الخيال، ويبطل معاش الناس للفرجة.
وكان ينزل كلّ يومٍ العصر، ويقف على قبّة قبة، ويسمع
غناءهم، ويتفرّج على خيالاتهم، ويبيت في الخانقاه يعمل
السّماع، ويركب عقيب الصبّح يتصيّد، ثم يرجع إلى القلعة
قبل الظّهر، هكذا يفعل كل يوم إلى ليلة المولد، وكان يعمله
سنةً في ثامن الشهر وسنة في ثاني عشرة للاختلاف،
فيخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً زائداً عن الوصف
مزفوفة بالطّبول والمغاني إلى الميدان، ثمّ تنحر وتطبخ
الألوان المختلفة، ثمّ ينزل وبين يديه الشّموع الكبيرة
وفي جملتها شمعتان أو أربع من الشموع الموكبية التي
تحمل كلّ واحدةٍ على بغلٍ يسندها رجل، حتّى
إذا أتى الخانقاه نزل.
وإذا كان صبيحة يوم المولد أنزل الخلع من القلعة على
أيدي الصّوفية في البقج، فينزل شيءٌ كثير، ويجتمع
الرؤساء والأعيان وغيرهم، ويتكلّم الوعاظ، وقد نصب
له برج خشب له شبابيك إلى النّاس وإلى الميدان وهو
ميدان عظيم يعرض الجند فيه - يومئذٍ - ينظر إليهم تارةً
وإلى الوعّاظ تارةً، فإذا فرغ العرض، مدّ السّماط في
الميدان للصّعاليك وفيه من الطّعام شيء لا يحدٌ
ولا يوصف، ويمدّ سماطاً ثانياً في الخانقاه للناس
المجتمعين عند الكرسي، ولا يزالون في الأكل ولبس
الخلع وغير ذلك إلى العصر، ثمّ يبيت تلك الليلة هناك،
فيعمل السّماعات إلى بكرة.
لم يكن لمظفر الدين ولد، ولم يجد من أولاد الملك
العادل إعانةً على نوائبه كما كان هو لهم في حروبهم،
فوصى بأربل وبلادها للخليفة المستنصر، فأخذ مفاتيح
إربل وقلاعها وسار إلى بغداد وسلّم ذلك إلى المستنصر
بالله في أول سنة 628 فاحتفلوا له، وجلس له الخليفة،
ورفع له السّتر عن الشّبّاك فقبّل الكلّ الأرض ثمّ طلع
إلى كرسيّ نُصب له وسلّم وقرأ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}،
فردّ عليه المستنصر السلام، فقبّل الأرض مراراً. فقال
المستنصر: {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} ثمّ أسبلت السّتارة،
ثمّ خلعوا على مظفّر الدّين وقُلّد سيفين، ورفع وراءه
سنجقان مذهّبة، ثم اجتمع بالخليفة يوماً آخر، وخلع
أيضاً عليه، ثمّ أعطي راياتٍ وكوساتٍ - صنوجات من
نحاس شبه الترس الصغير - وستّين ألف دينار،
وخلعوا على خواصّه.
توفي بداره في البلد في إربل، ثم نقل إلى قلعتها ودفن
بها، ثم حمل بوصية منه إلى مكة، شرفها الله تعالى،
وكان قد أُعِدَ له بها قبة تحت الجبل في ذيله يدفن فيها،
فلما توجه الركب إلى الحجاز سنة 631، فاتفق أن
رجع الحاج تلك السنة من لينة، ولم يصلوا إلى مكة،
فردوه ودفنوه بالكوفة بالقرب من المشهد، رحمه الله تعالى.


فارس الشهباء 06-19-2014 10:47 AM

رد: حدث في رمضان
 
الخامس عشر من رمضــان

في اليوم الخامس عشر من رمضان 1224 هـ الموافق 24 من أكتوبر 1809م::
انتصرت الدولة العثمانية على روسيا في معركة "تاتاريجه"، ومقتل من الروس 10 آلاف جندي.

في اليوم الخامس عشر من رمضان عــــام 3هـ الموافق 1 مارس 625م:
وُلد الحسن بن علي بن أبي طالب

في اليوم الخامس عشر من رمضان 337هـ الموافق 23 فبراير 658م:
توفي عبيدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

في اليوم الخامس عشر من رمضان عام 138هـ الموافق 20 فبراير 756 م::
عبر عبد الرحمن الداخل المعروف بـ (صقر قريش) البحر إلى الأندلس ليؤسس دولة إسلامية قوية وهي الدولة الأموية في الأندلس.

في الخامس عشر من شهر رمضان عام 584هـ الموافق 6 نوفمبر 1188م::
سلمت قلعة صفد للقائد المسلم صلاح الدين الأيوبي


ـ ولادة الحسن بن علي رضي الله عنهما:

من حوادث اليوم الخامس عشر من شهر رمضان ولادة مولود من أحب الناس إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم

إنه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ابنة فاطمة، البتول الزهراء

قال الطبري (2/76) وفي هذه السنة أعني سنة ثلاث من الهجرة ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف من شهر رمضان.

وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (1/484) عن علي لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

ـ ( أروني ابني. ما سميتموه ؟

قلت: سميه حرباً

قال : بل هو حسن )

وعق عنه يوم سابعه بكبشين (الثقات 1/220) وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بوزن شعره فضة.

وقال عنه (الاستيعاب 1/484) : ( إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يبقيه حتى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ). زاد في رواية : ( وأنه ريحانتي من الدنيا)

وكثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعبه ، وربما مص لسانه واعتنقه وحمله على كتفه حتى وهو في الصلاة.

كان الحسن رضي الله عنه حليماً ورعاً فاضلاً. تولى الخلافة بعد مقتل أبيه علي رضي الله عنه ، فاجتمع حوله أهل العراق وساروا للقاء معاوية وأهل الشام، فلما تراءى الجمعان بموضع يقال له : مسكن من أرض السواد بناحية الأنبار صالح معاوية على أن لا يطلب أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء كان في أيام أبيه ، فأجابه معاوية وكاد يطير فرحاً ، وسمي هذا العام عام الجماعة لاجتماع كلمة المسلمين بصلح الحسن رضي الله عنه.

وعن علي رضي الله عنه كان الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه الناس بالنبي ما كان أسفل من ذلك.

رويت عن أخلاق الحسن وحكمته وفصاحته قصص كثير باهرة. رضي الله عنه وأرضاه.


ـ إسلام ثقيف بعد فتح مكة:

ومن حوادث اليوم الخامس عشر من شهر رمضان سنة تسع للهجرة:

أن ثقيفاً التي أبت الدخول في الإسلام وحاربت المسلمين بعد فتح مكة في معركة الطائف، ثم بلغ بها الكبرياء أن قامت بقتل عروة بن مسعود الثقفي لما علموا بإسلامه منفرداً عنهم.

قال ابن هشام (5/226) أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهراً ، ثم إنهم ائتمروا بينهم ورأوا أن لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب ، وقد بايعوا وأسلموا. وقال بعضهم لبعض:

ـ ألا ترون أنه لا يأمن لكم سرب، ولا يخرج منكم أحد إلا اقتطع .

فأجمعوا أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفداً مكوناً من ستة أشخاص ، فلما دنوا من المدينة ونزلوا (قناة) ألفوا بها المغيرة بن شعبة يرعى في نوبته ركائب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآهم وعلم خبرهم ضَبَر يشتد، ليبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره عن ركب ثقيف أن قد قدموا يريدون البيعة والإسلام بأن يشترط لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شروطاً، ويكتتبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً في قومهم وبلادهم وأموالهم.

ولما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم – وقد علمهم المغيرة تحية الإسلام – أبو إلا أن يحيوا بتحية قومهم.

وضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبة في ناحية المسجد فقد روى ابن خزيمة في صحيحه (2/285) (أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى اللهعليه وسلم فأنزلهم المسجد حتى يكون أرق لقلوبهم) ، وكان المكلف بمرافقتهم خالد بن سعيد بن العاص هو الذي يمشي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اكتتبوا كتابهم.

وكان خالد هو الذي كتب كتابهم بيده ، وكانوا لا يطعمون طعاماً يأتيهم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأكل منه خالد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهم كل ليلة بعد العشاء فيتحدث قائماً على رجليه، حتى يراوح بين رجليه، حتى أسلموا.

وقد كانوا فيما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع لهم الطاغية ، وهي (اللات) لا يهدمها ثلاث سنين، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عليهم، فما برحوا يسألونه سنة سنة ويأبى عليهم ، حتى سألوه شهراً واحداً بعد مقدمهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئاً مسمى ، وأمر أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة أن يهدماها

وسألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة ، وأن لا يكسروا أوثانهم!!. فقال عليه السلام :

ـ لا خير في دين لا صلاة فيه ، وأما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منها.

وأمّر عليهم عثمان بن العاص ، وذلك أنه كان أحرصهم على القرآن والفقه وأوصاه أن يتجاوز في صلاته ، وأن يقهر الناس بأضعفهم.

وأسلم وفد ثقيف في النصف من رمضان يوم الخامس عشر منه فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام ما استقبلوا ، وقد جاء أن بلالاً كان يأتيهم بفطورهم وسحورهم.

(وفي صحيح مسلم 4/1752) أنه (كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم أنا قد بايعتك فأرجع).


ـ الدعاء والقنوت في الصلاة:

ومن حوادث اليوم الخامس عشر لشهر رمضان أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ فيه قنوتاً امتد خمسة عشر يوماً يدعو ربه لنجاة ضعفاء المسلمين الذي حبستهم قريش عن الهجرة.

جاء في (الفائق في غريب الحديث 3/226) عنه صلى الله عليه وسلم أنه قنت صبيحة خمس عشرة من شهر رمضان في صلاة الصبح يقول:

ـ اللهم أنج الوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين فدعا كذلك حتى إذا كان صبيحة الفطر ترك الدعاء. فقال عمر بن الخطاب :

ـ يا رسول الله مالك لم تدع للنفر.

قال : أو ما علمت بأنهم قدموا.

قال فبينا هو يذكرهم ، نفجت بهم الطريق يسوق بهم الوليد بن الوليد وسار ثلاثاً على قدميه وقد نكب بالحرة. قال فنهج بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى من الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ـ هذا الشهيد وأنا عليه شهيد.


ـ مذبحة قام بها اليهود في الحرم الإبراهيمي:

ومن حوادث الخامس عشر من شهر رمضان المذبحة الكبرى التي قامت بها الصهيونية عام 1414هـ في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في فلسطين.

إذ بينما كان المسلمون يؤدون صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي من يوم الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان، دخل المسجد طبيب إسرائيلي يعمل ضابطاً في الجيش الإسرائيلي هو (باروخ جولد شتاين) أمريكي الأصل وفتح النار من سلاحه المرخص على جموع المصلين العزل ، فأردى تسعين منهم ذهبوا شهداء غدره وهم يصلون ، بينما أصيب ثلاثة أضعاف هذا العدد بجراح مختلفة . . . وقد تمت هذه الحادثة على مرأى ومسمع من إسرائيل وجيشها ، وقد سارعت إسرائيل إلى وصف هذا المجرم الإرهابي بالمختل عقلياً - كعادتها في المذابح الأخرى.

و(باروخ جولد شتاين) يهودي أمريكي الأصل – كما يقول الأستاذ مجاهد ميجي) هاجر إلى إسرائيل قبل تاريخ مجزرته بـ 11 عاماً واستقر في مدينة الخليل ، وكان من أتباع الحاخام اليهودي الإرهابي الكبير (كاهانا) المعروفين بتشددهم وكراهتهم للمسلمين ومطالبتهم بترحيلهم من فلسطين.


ـ انطلاقة دعوة الموحدين.

ومن حوادث اليوم الخامس عشر من رمضان انطلاقة محمد بن تومرت مؤسس دولة الموحدين في المغرب

جاء في كتاب (الاستقصاء بالأخبار دول المغرب الأقصى 1/92) أن محمد بن تومرت مكث مدة في الخفاء يجمع من حوله الأتباع ، ويؤلب الناس على أمراء عصره، حتى إذا كاد أمره أن ينكشف لجأ إلى (تيمنلل) في صحراء المغرب ، فأقام بها إلى أن لحق به أصحابه والمصدقون بإمامته.

وفي (تيمنلل) عظم صيته وكثر أتباعه ، فأظهر دعوته الناس إلى بيعته، فبايعه أصحابه الخاصون وكانوا عشرة عقب صلاة الجمعة خامس عشر رمضان سنة (515هـ) ولما كان من الغد - وهو يوم السبت - خرج في أصحابه العشرة متقلدين السيوف، وتقدم إلى الجامع، فصعد المنبر وخطب الناس، وأعلمهم أنه المهدي المنتظر ودعاهم إلى بيعته، فبايعوه البيعة العامة ، ثم بث دعاته في بلاد المصامدة يدعون الناس إلى بيعته، ويزرعون محبته في قلوبهم بالثناء عليه، ووصفه بالزهد وتحري الحق ، فانهال الناس عليه من كل جانب ، وسمى نفسه المهدي ، وسمى أتباعه الموحدين ، ولقنهم عقائد التوحيد باللسان البربري ، وجعل لهم فيه الأعشار والأحزاب والسور ، وقال:

ـ من لم يحفظ هذا التوحيد فليس بموحد ولا تؤكل ذبيحته . . .

ومنذ تلك اللحظة بدأت دولة الموحدين بالتوسع والانتشار حتى عمت أرجاء المغرب العرب لفترة من الزمن قبل أن يقضي عليها المرابطون.

ـ وفاة القائد بيبرس المنصور:

ومن حوادث اليوم الخامس عشر من رمضان وفاة أحد قواد المماليك وهو الأمير ركن الدين بيبرس المنصور

توفي ليلة خامس عشر من رمضان، وهو أحد ممالك المنصور قلاوون، استنابه بالكرك وعزله الملك الأشرف خليل بالأمير جمال الدين آقوش، ثم صار دوادار السلطان وناظر الأحباس (الأوقاف) التي كانت أعظم الموارد المالية ، وولى نيابة على السلطنة بديار مصر.

وكان عاقلاً كثير البر، إليه تنسب المدرسة الدوادارية بخط سويقة العزي خارج القاهرة ، وله تاريخ سماه (زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة) يدخل في أحد عشر سفراً ، أعانه على تأليف كاتبه ابن كبر النصراني وكان يجلس رأس الميسرة (أي على رأس القواد العسكريين الذين يجلسون عادة على يسار السلطان في مجلسه) فأخذ إقطاعه الأمير مغلطاي الجمال وأخرج منه طبخانة لبلبان السناني ، وصار الأمير عز الدين أيدمر الحظيري بعده يجلس في رأس الميسرة.

ـ ابن الكتاني فقيه الأصولي

ومن الأعلام الذين توفوا في الخامس عشر من رمضان ابن الكتاني الفقيه الشافعي الأصولي البارع.

قال ابن رافع السلامي في الوفيات (1/219) وفي يوم الثلاثاء النصف من شهر رمضان عام 738هـ توفي العلامة زين الدين أبو حفص عمر بن أبي الحرم بن عبد الرحمن بن يونس الدمشقي الشافعي، المعروف بابن الكتاني بظاهر القاهرة، وصلى عليه من الغد ودفن بالقرافة.

كان إماماً في أصول الفقه وعارفاً بمذهب الشافعي، ودرّس وأفتى، واشتهر صيته في الدنيا، وله حواشي على الروضة (للنووي) ودرس في آخر عمره في الحديث في قبة المنصورية ، ووصفه ابن العماد في شذرات الذهب (3/117) بقوله:

ـ كان مقيماً وحده لم يتزوج ولم يتسر ، ولم يقن رقيقاً ولا مركوباً ولا داراً ولا غلاماً ، وكان حسن المحاضرة كثير الحكايات والأشعار، كريماً، توفي بمسكنه على شاطئ النيل بجوار الخانقاه التي تولى مشيختها وهي خانقاه الطيبرسية. رحمه الله.



فارس الشهباء 06-19-2014 10:49 AM

رد: حدث في رمضان
 
اليوم السادس عشر من رمضان المبارك

ـ مقتل الخليفة الراشد بالله:

من حوادث اليوم السادس عشر لشهر رمضان قتل خليفة عباسي في ظروف اضطراب الخلافة العباسية وتسلط الخارجين والقواد وأصحاب النفوذ عليها.

قال ابن العماد في (شذرات الذهب 2/101) وفي عام 632 هـ قتل الخليفة الراشد بالله أبو جعفر منصور بن المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله الهاشمي العباسي.

خطب له بولاية العهد أيام والده المسترشد ، وبويع بالخلافة بعده ، وكان شاباً أبيض مليح الوجه تام الشكل شديد البطش شجاع النفس حسن السيرة جواداً كريما شاعراً فصيحاً لم تطل دولته.

خرج من بغداد إلى الجزيرة وأذربيجان ، فخلعوه لذنوب ملفقة ، فدخل مراغة وعسكر بها، وسار إلى أصحابها ومعه السلطان داود بن محمود فحاصرها، وتمرض هناك ، فوثبت عليه جماعة من الباطنية فتقلوه صائما يوم سادس عشر رمضان وله ثلاثون سنة.

ـ استئصال شأفة كبير اللصوص البرجمي :

ومن حوادث اليوم السادس عشر من رمضان سنة 425هـ انطفاء تمرد واسع قام به اللصوص في عاصمة الخلافة بغداد أيام الخليفة المرتضى ، وذلك بإغراق رئيسهم الذي يقال له البرجمي في نهر دجلة من قبل معتمد الدولة.

قال ابن الجوزي في (المنتظم 8/79) وانتشر العيارون وقتلوا، وترددوا في الكرخ حاملين السلاح، ومضت الأيام على كبس المنازل ( مداهمتها )ليلاً والاستقفاء نهاراً (أي قتل الناس غيلة من أقفيتهم) فعظمت المحنة، وتعدوا إلى الجانب الشرقي من بغداد ففسد ، حتى قال:

ـ وكبس (البرجمي) داراً في ظهر دار الخليفة المرتضى ، وأخذ منها شيئاً كثيراً وصاح أهل الدار والجيران ، فلم يجدوا مغيثاً ، فلما كان يوم الجمعة ثار العوام في جامع الرصافة ، ومنعوا من الخطبة ، ورجموا القاضي أبا الحسين بن العريف الخطيب وقالوا :

ـ إن خطبت للبرجمي (دعوت له) وإلا فلا تخطب لخليفة ولا لملك.

واتفق أن بعض القواد أخذ أربعة من أصحاب البرجمي فاعتقلهم ، فأخذ البرجمي ـ رداً عليه ـ أربعة من أصحاب ذلك القائد ، وجاء إلى دار القائد فطرق عليه الباب ، فخرج فوقف خلف الباب ، فقال له:

ـ قد أخذت أربعة من أصحابك عوضاً عمن أخذته من أصحابي ، فإما أن تطلق من عندك لأطلق من عندي، وإما أن أضرب، رقابهم وأحرق دارك وأنصرف وشأنك ومن عندك!!

ووصل الأمر بالبرجمي كبير اللصوص أن يفاوض على مسروقاته جملة بأموال يدفعها لمسئولي الأمن فلا يعترضونه.

ومازال أمر (البرجمي) في ارتفاع إلى أن كانت ليلة سادس عشر من شهر رمضان حيث أخذه معتمد الدولة البويهي وهو الحاكم القوي بقوة قاهرة ، فبذل (البرجمي) له مالاً كثيراً على أن يترك فلم يقبل منه ، بل عمد معتمد الدولة إلى فم الدجيل على نهر دجلة فغرقه فيه علانية أمام الناس حتى مات.

وقد رد أخو البرجمي عليه بأن دخل بغداد فأخذ أختاً له من سوق يحيى ، وخرج فتبع وقتل .

وتحرك الخليفة بكل قوته فأرسل إلى العيارين ـ وأحضرهم إلى داره قائلاً:

ـ من أراد منكم التوبة قبلت توبته وأقر في معيشته, ومن أراد خدمة السلطان استخدم مع صاحب البلد ، ومن أراد الانصراف عن البلد كان آمناً على نفسه ثلاث أيام. فقالوا:

ـ نخرج .... فخرجوا.

السلطان المظفر بيبرس يعزل نفسه:

ومن حوادث اليوم السادس عشر من شهر رمضان ما أورده ابن تغري في (النجوم الزاهرة) عن الصراع بين المماليك الذي تنازعوا السلطة حتى تسلمها الملك المظفر بيبرس

إلا أن الأمور سارت عكس هواه, وقوي تيار المعارضة له ، وهدده أمراء خصومه، إلى أن كان يوم الثلاثاء سادس عشر رمضان استدعى الملك المظفر الأمراء كلهم ، واستشارهم فيما يفعل، فأشار كبارهم عليه بالنزول عن الملك والإشهاد على ذلك ، والكتابة إلى السلطان السابق الملك الناصر محمد بذلك مع استعطافه ، فكتب إليه ، وكان مما قال له:

ـ فإن حبستني عددت ذلك خلوة, وإن نفيتني عددت ذلك سياحة ، وإن قتلتني كان ذلك لي شهادة.

وكتب إليه يسأله أن يسمح له بالرحيل إما إلى الكرك وأعمالها، أو حماه وبلادها، أو صهيون (فلسطين) ومضافاتها.

وكان خروج الملك المظفر بعد هذا التنازل من القاهرة مذلاً.

قال ابن تغري: وعندما نزل من باب الإسطبل صاح به العوام وتبعوه ، فكأنما نودي في الناس بأنه خرج هاربا ، وزادوا في الصياح حتى خرجوا عن الحد ، ورماه بعضهم بالحجارة ، فشق ذلك على مماليكه ، وهموا بالرجوع إليهم ووضع السيف فيهم ، فمنعهم الملك المظفر، وأمر بنثر المال عليهم ليلهيهم..

وهكذا عادت الخطبة في مساجد القاهرة بعد ذلك إلى الملك الناصر، وأسقط اسم الملك المظفر بيبرس وزال ملكه.

ـ قتل مرتد مارق ابن دبادب:

ويورد ابن كثير في (البداية والنهاية) صورة من صور إقامة حد الردة على بعض المارقين فيقول (14/273) :

ـ وفي يوم الجمعة السادس عشر من رمضان قتل عثمان بن محمد المعروف بابن دبادب الدقاق بالحديد على ما شهد عليه جماعة - لا يمكن تواطؤهم على الكذب - أنه كان يكثر من شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فرفع إلى الحاكم المالكي وأدعي عليه، فأظهر التجابن (الجبن) ثم استقر أمره (أي بعد التحقيق والإشهاد عليه بما ثبت عنه) على أن قتل قبحه الله وأبعده ولا رحمه...

وهذه الحادثة تبعتها أخرى مشابهة بعد عشرة أيام سنوردها إن شاء الله في حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان.

ـ القبض علي رجل غريب التصرف:

وفي القاهرة في سنة 742 هـ جرت حادثة غريبة ذكرت في كتاب (النجوم الزاهرة 10/72) وهي أن رجلاً بوارديا يقال له محمد بن خلف يقيم بخط السيوفيين من القاهرة، قبض عليه في يوم السبت سادس عشر رمضان ، وأحضر إلى محتسب القاهرة، فوجد بمخزنه من فراخ الحمام والزرازير المملوحة عدة أربعة وثلاثين ألفاً ومائة وستة وتسعين. من ذلك أفراخ حمام: مائة ألف ومائة وستة وتسعون فرخاً. وزرازير عدة ثلاثة وثلاثين ألف زرزور. وجميعها قد نتنت وتغيرت أحوالها. ولعل رائحتها المنتشرة التي زكمت الأنوف دلت عليها ، فأدب وشهر.

ولم يذكر ابن تغري شيئاً عن سبب جمع هذا الرجل لهذا العدد من الطيور المملوحة المنتنة.

ـ انتقال عادة التدخين إلى المغرب:

ويؤرخ الإمام شهاب الدين احمد بن خالد الناصري في كتابه (الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 2/126) لظاهرة انتشار التدخين في المغرب ومن أين جاءت، فيقول :

ـ وفي سنة إحدى وألف (1001هـ) أتي بالفيلة من بلاد السودان إلى المنصور، وكان يوم دخولها لمراكش يوماً مشهوداً برز لرؤيتها من بالمدينة ، ثم حملت إلى فاس سنة سبع وألف.

قال في نشر المثاني, كان دخول الفيل إلى فاس يوم الاثنين سادس عشر رمضان، وبعث المنصور إلى ولده المأمون بهدية سنية فيها تحف وأموال... وقال بعضهم : وبسبب دخول هذه الفيلة إلى المغرب ظهرت هذه العشبة الخبيثة المسماة بتابغ ، لأن أهل السودان الذين قدموا بالفيلة يسوسونها قدموا بها معهم، يشربونها ويزعمون أن فيها منافع. فشاعت منهم في بلاد درعة ومراكش وغيرها من بقاع المغرب...

ثم ينتقل الناصري إلى بيان رأيه في حكمها فيقول:

ـ من تأمل أدنى تأمل في قواعد الشريعة وآدابها علم يقيناً أن تناول هذه العشبة حرام، لأنها من الخبائث التي حرمها الله تعالى على هذه الأمة المطهرة. وأنت لا تجد أنتن من أفواه شَرَبة الدخان، ولا أعفن من نكهات المستفين لغبار تابغ ، وأقول: لو كانت نتنها يتعلق بعضو من الأعضاء غير الوجه لكان هينا ، لكنه يعلق بالفم والأنف اللذين وضعهما الحكيم العليم في وسط الوجه، الذي هو أشرف الأعضاء. فأي مضمضة وأي استنشاق وأي سواك يزيل ذلك النتن، الذي يرسخ في أنفاس أهلها وخياشيمهم رسوخاً لا يماثله شيء. هذا إلى ما يتبع ذلك من المفاسد المتعددة من تغيير عقل متعاطيها حتى إذا انقطعت عنه صار كالمجنون، ومن دخول الشك في صيامه، لأن بقايا ذلك الدخان يمكث في حلقه إلى طلوع الفجر وما بعده، لأن جلهم إذا قرب الفجر والوا استعماله، حتى يكون هو خاتمة سحورهم ، وبالجملة فلا يستعمل ذلك إلا من لا خلاق له ولا يكترث بمروءة ولا دين.

ـ وفاة فاطمة بنت نصر بن العطار:

ومن المفيد أن نشير إلى أن ابن الجوزي في (المنتظم 10/279) أورد سيرة امرأة طاهرة صالحة هي فاطمة بنت نصر بن العطار قال:

ـ توفيت يوم الأربعاء السادس عشر رمضان سنة 573هـ وأخرجت جنازتها بكرة الخميس إلى جامع القصر ، ونحي سباط المقصورة لأجلها ، وحضر جميع أرباب الدولة سوى الوزير (وكان آنذاك يطلق على كبير موظفي الخلافة) وصلى عليها أخوها ، وامتلأت الأسواق والشوارع بالناس أكثر من يوم العيد ، وتبعها إلى مقبرة أحمد بن حنبل ببغداد خلق كثير من الأكابر ، ودفنت عند أبيها، وشاع عنها الذكر الجميل والزهد في الدنيا.

يقول ابن الجوزي : وحدثني أخوها صاحب المخزن أنها كانت كثيرة التعبد شديدة الخوف من الله ، ما خرجت في عمرها من بيتها إلا ثلاث مرات لضرورة. وما كانت تلتفت إلى زينة الدنيا ، رحمها الله.


ـ الإمام ابن الزملكاني فقيه الشافعي كبير:

ومن حوادث اليوم السادس عشر سنة 727هـ وفاة عالم كبير وإمام جليل هو محمد بن علي بن عبد الواحد الأنصاري الدمشقي ابن الزملكاني أبو المعالي ،

ترجم له عامة المؤرخين. قال عنه ابن حجر (في الدر الكامنة 5/330) :

ـ أطلق عليه الذهبي: عالم العصر وأمير الشافعية ، كان بصيراً بالمذهب وأصوله ، قوي العربية ذكياً فطناً فقيه النفس ، أفتى وله نيف وعشرون سنة، وتخرج عليه غالب علماء عصره ، ولم يُرَ مثل كرم نفسه وعلو همته وتجمله في مأكله وملبسه.

ولي نظر المرستان ، ودرس بالشامية والظاهرية والرواحية ، وولي نظر ديوان الأفرم ، ونظر وكالة بيت المال ونظر الخزانة . قال ابن كثير:

ـ لم أسمع أحداً يدرس أحسن منه!!

ولي قضاء حلب وطلبه الملك الناصر ليوليه قضاء دمشق فتوجه إليه وهو في مصر ، فلما كان في بلبيس توفي سادس عشر شهر رمضان 727 ، وحمل إلى القرافة فدفن بالقرب من الإمام الشافعي رحمه الله.

ـ المحتسب الفلكي أحمد بن علي البعلي ابن المقريزي :

ومن الذين توفوا يوم السادس عشر من رمضان الإمام العالم المؤرخ أحمد بن علي بن عبد القادر أبو العباس الحسيني البعلي الأصل (من بعلبك) القاهرة مولدا، يعرف بابن المقريزي، وهي نسبة لحارة في بعلبك تعرف بحارة المقارزة.

ولي الحسبة بالقاهرة (البدر الطالع 1/81) غير مرة ، والخطابة بجامع عمرو والإمامة بجامع الحاكم وقراءة الحديث بالمؤيدة وحمدت سيرته. عرض عليه الملك الناصر ابن برقوق قضاء دمشق أكثر من مرة فأبى.

ترك التدريس وعكف على التاريخ حتى اشتهر به، وصارت له فيه عدة مؤلفات ، منها الخطط والآثار للقاهرة, وإمتاع الأسماع بما للرسول ( ص )من الأبناء والحفدة والمتاع.

كان حسن الخبرة بالزايرجه والاسطرلاب والرمل والميقات، حسن الصحبة حلو المحاضرة شاعراً ، من شعره:

سقى عهد دمياطٍ وحيّاه من عهدِ

فقد زادني ذكراه وجداً على وجدي

ولازالت الأنواء يُسِقي سحابُها

دياراً حكت من حسنها جنة الخلد

توفي عصر يوم الخميس سادس عشر من رمضان سنة 845هـ.


ـ الفقيه الحجازي محمد بن ظهيرة شيخ ابن حجر:

ومن الذين توفوا في هذا اليوم السادس عشر الإمام محمد بن عبد الله بن ظهيرة.

ولد بمكة ليلة عيد الفطر سنة 751 ، ودرس فيها على علمائها ، ثم ارتحل في طلب العلم إلى مصر والشام وأخذ عن علمائها. لقب بعالم الحجاز وانتهت إليه رياسة الشافعية ، قصد بالفتاوى من بلاد بعيدة ، واستمر ناشراً للعلم نحو أربعين سنة. وازدحم عليه الطلبة الذين كان منهم الإمام الفذ ابن حجر. قال في (البدر الطالع 2/196)

ـ مات في ليلة الجمعة سادس عشر رمضان سنة 817هـ. رحمه الله.

-------------------

من سنة 1308 هـ: توفّي العالم الجليل السيد عباس ابن السيد حسين الطالقاني حضر عند علماء النجف حتى شهد المولى علي الخليلي باجتهاده .
من سنة 1277: توفي العالم الجليل الشيخ عبد الرحيم البروجردي وكان من مشاهير علماء طهران ورجال العلم .
من سنة 1061 هـ = 3 من سبتمبر 1651م: مقتل السلطانة "كوسم مهبيكر" أشهر النساء في التاريخ العثماني عن عمر يناهز 62 عاما ودفنت بجوار قبر زوجها السلطان أحمد، تولى ابناها مراد الرابع، وإبراهيم السلطنة، وكذلك حفيدها محمد الرابع، وكانت نائبة السلطنة عن حفيدها الذي لم يبلغ السابعة من عمره، لم تتردد في عزل ابنها إبراهيم عن السلطنة والتآمر لقتله، لعشقها للحياة السياسية والسلطنة.
من سنة 1061 هـ = 3 سبتمبر 1651 م: خديجة تارخان تتولى نيابة السلطنة في الدولة العثمانية، نيابة عن ابنها الصغير محمد الرابع، وهي من أصل أوكراني، وكان عمرها آنذاك 24 عاما، واستمرت نيابتها حتى سبتمبر 1656م، عندما صعد كوبرولو محمد باشا إلى الصدارة العظمى (رئاسة الوزارة). وقد توفيت خديجة عن عمر يناهز الـ 56 عاما سنة 1683م.
من سنة 1307 هـ = 6 مايو 1890م: مولد العالم الكبير حسنين محمود حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية…
من سنة 1325هـ = 22 أكتوبر 1907م: الإعلان عن تأسيس الحزب الوطني المصري بزعامة "مصطفى كامل"، وقد نشأ الحزب الوطني قبل ذلك التاريخ بسنوات كجمعية وطنية مرتبطة بالخديوي "عباس حلمي الثاني"، ومرت العلاقة بين عباس الثاني وقيادات الحزب الوطني بزعامة مصطفى كامل ومحمد فريد بمراحل مختلفة…
من سنة 1380 هـ = 3 مارس 1961 م: الحسن الثاني يتولى الحكم في المغرب بعد وفاة والده الملك محمد الخامس، ويشكل وزارة يتولى رئاستها.


فارس الشهباء 06-19-2014 10:51 AM

رد: حدث في رمضان
 


الســــــــــابع عشر من رمضــان


في اليوم السابع عشر من رمضان عام 2هـ الموافق 13 من مارس 623م:

غزوة بدر الكبرى، و(بدر) عين ماء لرجل يدعى بدراً.

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه المهاجرون وبعض الأنصار لطلب عير قريش، واستخلف على المدينة عمرو بن أم مكتوم، وقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم عينين له إلى المشركين: بسبس بن عمرو وعدي بين أبي وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة.

ولما علم بفوات العير وخروج قريش بكامل عتادها وعدتها جمع أصحابه وشاورهم، فأشاروا عليه بلقاء قريش على الرغم من قلة عددهم وعدتهم.

كان عدد المسلمين لا يزيد على ثلاثمائة وأربعة عشر نفراً، معهم سبعون بعيراً وفرسان، بينما بلغ عدد قريش ما بين التسعمائة والألف.

وقد سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً إلى منقطة بدر، فحدد بنفسه مكانه ومكان عدوه فكان هذا من عين الحكمة وبداية التوفيق الإلهي له وجاءت قريش فأظهرت من الخيلاء والغرور والاستخفاف بالمسلمين الشيء الكثير.

ثم جرت المعركة، وكانت ظهر يوم الجمعة سابع عشر من رمضان في السنة الثانية بعد الهجرة، وثبت فيها المسلمون، فقتلوا أولاً مبارزيهم من أبطال قريش، ثم شدوا على المشركين فكشفوهم خلال سويعات عن أرض المعركة، بعد أن قتلوا منهم سبعين رجلاً، وأسروا سبعين آخرين. بينما استشهد من المسلمين أربعة عشر شهيداً: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار. وكان النصر المبين، فاطمأنت نفوس المسلمين، وزعزعت نفوس الكافرين، وانكسرت شوكتهم.

وبدر أول معركة حقيقية طاحنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش. وظهر فيها نصر الله واضحاً جلياً لرسوله. (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ) صدق الله العظيم. وقد كانت غزوة بدر صدمة كبرى لقريش لم تكن تتوقعها وهي في الحقيقة بداية لانهيار الشرك في جزيرة العرب.

في اليوم السابع عشر من رمضان عام 40هـ الموافق 24 من يناير 660م:استشهاد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة البتول وابن عمه وخليفته على أمته... على يد الشقي الخارجي دعي الإسلام عبد الرحمن بن ملجم، صباح يوم الجمعة في الكوفة غدراً، مع ما انضم إلى تلك الجريمة النكراء من محاولة لاغتيال أمراء المسلمين الآخرين في نفس الوقت.

نقل الطبري (3/156) أن ثلاثة من الخوارج اجتمعوا، وهم عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر التميمي، وتآمروا على ولاة المسلمين بعد أن عابوهم جميعاً، وتواعدوا أن يقتلوهم ليريحوا منهم الناس - كما زعموا - ويأخذوا بثأر إخوانهم المقتولين في معركة النهروان.

فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم علي بن أبي طالب ، وكان في الكوفة.

وقال البرك بن عبد الله: أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان، وكان في الشام.

وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص, وكان في مصر.

فأخذوا أسيافهم وسموها، واتعدوا لسبع عشرة تخلو من رمضان أن يثبت كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه يقتله أو يموت دونه

فأما ابن ملجم المرادي ـ وقد شد أزره بعض أصحابه ـ فإنه كمن لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ساعة خروجه للفجر، فلما خرج في غبشة الفجر ضربه في قرنه (جانب رأسه) بالسيف فصاح علي رضي الله عنه، فشد الناس على ابن ملجم فأخذوه، إلا أن رجلاً من همدان ضرب رجله بالسيف فأدماه.

وحمل علي كرم الله وجه مصاباً، وأمر جعدة بن هبيرة بن أبي وهب فصلى بالناس الفجر.

ونقل الطبري عن محمد بن علي رضي الله عنه الملقب بابن الحنفية قال: كنت والله لأصلي تلك الليلة التي ضرب فيها علي (والده) في المسجد الأعظم في رجال كثير من أهل المصر، يصلون قريباً من السدة، ما هم إلا قيام وركوع وسجود، إذ خرج علي لصلاة الغداة فجعل ينادي:

ـ أيها الناس الصلاة الصلاة!..

فما أدري أخرج من السدة فتكلم بهذه الكلمات أم لا، فنظرت إلى بريق وسمعت: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك. فرأيت سيفاً ثم رأيت ثانياً، ثم سمعت عليا يقول:

ـ لا يفوتنكم الرجل.

وأما صاحبا ابن ملجم لعنهم الله جميعاً:

فإن البرك بن عبد الله قعد لمعاوية في مسجده بالشام، فلما خرج ليصلي الغداة شد عليه بسيفه، فوقع السيف في أليته فأخذ.

وأما عمرو بن بكر فجلس لعمرو بن العاص في مسجده بمصر، فلم يخرج للصلاة لعلة وقعت به، وأمر خارجة بن حذافة ـ وكان صاحب شرطته ـ فخرج ليصلي بالناس فشد عليه عمرو بن بكر فضربه فقتله، فأخذه الناس.

وهذه الجريمة النكراء التي روعت العالم الإسلامي بأسره تمثلت زروة فاجعتها في قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ذي الفضائل الجمة والمواقف المشرفة والخصال الفريدة، التي لم تجتمع لغيره في عصره.. إنها بداية حقيقية لباب الشر الذي لم يغلق بعدها. كانت في السابع عشر من رمضان سنة (40) للهجرة.

ويقال إن علياً رضي الله عنه بقي ليلتين قبل أن يقبض فغسله ابناه الحسن والحسين وابن عمهما عبد الله بن جعفر، وكفناه في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وصلى عليه الحسن.

وقد قتل عبد الرحمن بن محجم كما قتل صاحباه بعد أخذهما. لا رحمهم الله.

وهناك من المؤرخين من يقول إن مقتل علي رضي الله عنه كان يوم العشرين من رمضان.



في ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان عام 85هـ الموافق 12 يوليو 678م: توفيت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب أزواجه إليه. أبوها أبو بكر رضي الله عنه، وأمها أم رومان بنت عامر الكنانية. تكنى عائشة بأم عبد الله، يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناها بذلك باسم ولد أختها. ولم ينزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم في لحاف امرأة غيرها.

تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين، وكان عمرها إذ ذاك ست سنين ، ثم دخل بها وهي بنت تسع سنين بعد بدر أول شوال سنة ثنتين من الهجرة.

وقد أجمع العلماء على تكفير من قذف الصديقة عائشة بالزنا بعد ثبوت براءتها بنص كتاب الله.

وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها ويومها، وهو مستند إليها رأسه ما بين سحرها ونحرها.

كانت عائشة أعلم نساء النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق ، قال عطاء بن أبي رباح.

ـ كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة

وقال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً.

كانت لعائشة تلميذات من كبريات النساء يأخذن عنها، ولم يكن أعلم من تلميذاتها، منهن عمرة بنت عبد الرحمن وحفصة بنت سيرين وعائشة بنت طلحة.

وتفردت عائشة بمسائل عن الصحابة لم توجد إلا عندها.

وعند وفاتها أوصت أن تدفن بالبقيع ليلاً ، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها خمسة وهم: عبد الله وعروة ابنا الزبير من اختها أسماء بنت أبي بكر، والقاسم وعبد الله ابن أخيها محمد، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذ سبعاً وستين سنة.



في اليوم السابع عشر من رمضان عام 223هـ الموافق 12 من أغسطس 838م: تحقق للمسلمين النصر على الدولة البيزنطية في معركة عمورية بقيادة الخليفة المعتصم العباسي، الذي هبّ لنجدة إخوانه المسلمين حين استغاثوا به، فحرك جيشًا كبيرًا لتأديب الدولة البيزنطية



في اليوم السابع عشر من رمضان عام 95هـ الموافق يونيو 714م: توفي الحجاج بن يوسف الثقفي، قبل انتهاء مدة خلافة الوليد بن عبد الملك بأقل من سنة، وكانت وفاته بالعراق، وله من العمر 54 سنة. وفي رواية أخرى أنه توفي في الحادي والعشرون من رمضان .



في اليوم السابع عشر من رمضان عام عام 709هـ الموافق 17 فبراير 1310م،: تنازل السلطان بيبرس عن عرش مصر، بعد مرور عام ونصف على حكمه.


فارس الشهباء 06-19-2014 10:54 AM

رد: حدث في رمضان
 
حدث في 18 رمضان

في هذا الشهر العظيم وبالتحديد في مثل هذا اليوم 18 رمضان سنه 21 للهجرة رحل بمدينة حمص التي تطهرت بجثمانه الطاهرة أعظم قائد في تاريخ البشر قاطبة عن عمر ناهز السابعة والخمسين بعد حياة مليئة بالمعارك الطاحنة التي لم يشهد مثلها أي قائد بالتاريخ اطلاقا ، فهذا القائد هو خالد ابن الوليد ابن المغيرة المخزومي القرشي يلتقي مع الرسول (ص) في الجد السابع في " مرة بن كعب بن لؤي " وكانت أسرة "خالد" ذات منزلة متميزة في بني مخزوم؛ فعمه "أبو أمية بن المغيرة" كان معروفًا بالحكمة والفضل، وكان مشهورًا بالجود والكرم، وهو الذي أشار على قبائل قريش بتحكيم أول من يدخل عليهم حينما اختلفوا على وضع الحجر الأسود وكادوا يقتتلون، وقد مات قبل الإسلام.
وعمه "هشام بن المغيرة" كان من سادات قريش وأشرافها، وهو الذي قاد قريش في "حرب الفجار". وعمه الفاكة ابن المغيرة وسمي بهذا الإسم لشراسته فكان يفك القبائل عندما يأتيها الضيم من قبائل أخرى وقد مات قبل الإسلام .
وكان لخالد إخوة كثيرون بلغ عددهم ستة من الذكور هم: "العاص" و"أبو قيس" و"عبد شمس" و"عمارة" و"هشام" و"الوليد"، اثنتين من الإناث هما: "فاطمة" و"فاضنة".
أما أبوه فهو "عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي"، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في "قريش"، وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام "قريش" في الجاهلية، وكان ثَريًّا صاحب ضياع وبساتين لا ينقطع ثمرها طوال العام
و رغم أنه لم يسلم ألا أنه امتدح القرآن بمدح لم يمدحه أحدا مثله عندما سألته قريش عن الآيات التي سمعها من الرسول ( ص ) حيث قال في وصف القرآن قال : ان أعلاه لمثمر وأن أسفله لمغدق وأن عليه لحلاوة وأنه يعلى ولا يعلى عليه .

وهذه هي مقتطفات من سيرتة المباركة التي تحتاج لمجلدات كبيرة .
ولد خالد ابن الوليد بمكة وكان ابوه الوليد ابن المغيرة هو السيد الفعلي بمكة وإذا أوقد نارا لا يوقد أحدا ناره بمكة احتراما له وهو الذي حرم الخمر في الجاهلية حتى أن خالد ما شرب الخمر في حياته كلها بسبب تأثره بشخصية والده ولقد كان الوليد ابن المغيرة ثري جدا فكان يمتلك نصف المال بمكة كلها ونصفه الآخر موزع على قريش وأهل مكة الآخرين ، وأم خالد هي لبابة بنت الحارث لكنها اشتهرت بكنيتها العصماء بنت الحارث ولمكانتها وهيبتها عند العرب سموها بالعصماء ، وهي أخت ميمونة أم المؤمنين زوج رسول الله (ص) ، وكان ابوه الوليد يهتم به كثيرا منذ صغره رغم أن خالد لم يكن أكبر اخوته لكنه كان يقول : إني أرى فيك يا خالد ما لا أراه بإخوتك كلهم . فعلى الرغم من شراسة وقوة أخوه هشام ابن الوليد لكن عظمة خالد غطت على عظمة أخوه هشام بكثير فكاد هشام لا يذكر بالتاريخ بسبب سيرة خالد لأنها كانت الأعظم . فعندما بلغ الخامسة عشر كان خالد أشهر من يروض الخيول عند العرب ولما بلغ السادسة عشر كان هو الوحيد في الجزيرة العربية الذي يستطيع أن يرمي الرمح والفرس تسير بأقصى سرعتها ولا يخطي الهدف ! و لما كبر خالد كان في أحيان عده يرتدي عمامة حمراء تسمى عمامة الموت فإذا وضعها على رأسه يبتعد عنه الناس خشية الإحتكاك معه وكان ضخم وطويل جدا حتى إذا ركب الفرس تكاد أقدامه تلامس الأرض لطوله وضخامته ولا يوجد من يشابه جسمه إلا عمر ابن الخطاب . وعندما حضرت أبوه المنية استدعى جميع أبناءه ومسك يد خالد وقال : انك أكثرهم قوة وأعنفهم سيفا ولا أظن أن هناك من بالعرب من يستطيع مجابهتك ، فعليك أن تحمي آل الوليد فأنت وريث أهلك من بعدي ، وإني اوصيك أن تثأر لأبيك من خزاعة و ترد مالي الذي أخذته دين إحدى قبائل الطائف كي لا يستهين بكم القوم من بعدي . مات الوليد فقام خالد بغارة عنيفة على خزاعة وقتل منهم الكثير ثم ذهب و رد مال أبيه بالقوة فقالت قريش حينها : لا يقوى على هذا الفعل إلا خالد .

(أحداث لم تكن إلا مع خالد )

* كعادة العرب تصارع عمرابن الخطاب وخالد ابن الوليد قبل الإسلام كي يظهر كل منهما قوته فعلى الرغم من قوة عمر الا أن خالد تغلب عليه وكسر ساقه وهذا ما يؤكد عنف شخصية خالد .

* صلى الرسول(ص) صلاة الخوف هو ومن كان معه من الصحابة عندما شاهد خالد ابن الوليد قبل دخول مكة أثناء الصلح !!!.

* لم يهزم المسلمون بأي معركة الا أمام خالد ابن الوليد في أحد .

* في معركة الخندق هو الوحيد الذي استطاع أن يجتاز الخندق ويقتل من المسلمين ثم يعود .

* كان الرسول (ص) يرجو من الله تعالى أن يسلم خالد لمكانتة الكبيرة ، حيث قال (ص) ( ان خالد لصاحب عقل ورجوت أن لا يسلمه عقله إلا إلى الخير )

* قال الرسول( ص) ( لو أسلم خالد لقدمناه على غيره ) أي على الذين سبقوه بالإسلام وذلك لمكانة خالد الفريدة .

* احاديث للرسول (ص) في خالد قبل إسلامه وهذا الأمر لم يكن لأحد قبل إسلامه غير خالد ، لأنه لم يعرف عن الرسول (ص) أنه قال في أحدا قبل إسلامه أكثر من حديث !

* كيف أسلم ؟ ركب فرسه وذهب إلى قريش عند الكعبة وجرد سيفه وقال : أسلمت ثم ضرب صنم قريش بالسيف وقال من يرد علي لقد ضربت إلهكم فلم يرد أحد ، فقال خالد إني ذاهب لمحمد (ص) فعندما ركب خالد فرسه قال أحد شباب قريش وهل ندعه يذهب فقال أحد كبار قريش يا سفيه انه خالد ومن يرد خالد عن أمر كان في نفسه !. فخالد هو الوحيد الذي أسلم بهذه الطريقة ولو كان غيره لقتلته قريش لأنه ضرب ربهم أمامهم !.

* بعد إسلامه في معركة مؤتة استطاع أن يسحب الجيش دون أن يقتل أي فرد منه وهذا هو الإنسحاب الوحيد في التاريخ حتى الآن الذي استطاع فيه قائد الجيش أن يعطي ظهره لعدوه ببراعة دون أن يقوى العدو على النيل منه ! ولقد انكسر في يد خالد في احد أيام هذه المعركة تسعة سيوف ولا ينكسر أي سيف إلا بعد قتل العشرات فيه فكم قتل يا ترى في هذه المعركة ؟! .

*وقف خالد أمام القبائل التي اجتمعت في معركة حنين وكان عددها 15 ألف ونادى انا خالد ابن الوليد من ينازل فلم يخرج له احد حتى قال سيدهم عبدياليل حينها قال : اما وأنت خالد ابن الوليد فنحن أعلم الناس بك فوالله لو بقيت حولا تنادي للقتال فلن يأتيك احدا من قومنا فمن يذهب برجله إلى الموت !

* قال الرسول (ص) ( إن في سيف خالد رهقا ) وهذا الحديث يؤكد قسوة وغلظة شخصية خالد ابن الوليد .

*ارتدت كل الجزيرة عقب وفاة الرسول(ص) ما عدا المدينة واستطاع خالد بقوة السيف أن يعيد 80% إلى الإسلام حتى قيل لولا رجلين لضاع الإسلام بعد رسول الله (ص) هما ابوبكر وخالد ابن الوليد .

* بعث ابوبكر شرحبيل ابن حسنه إلى مسيلمة الكذاب وهزم شرحبيل ثم بعث عكرمة وهزم عكرمه لأن قوات الكذاب وصل عددها إلى 80 ألف مقاتل ثم قال ابوبكر فليأتي خالد فوالله ليس لهذه المعركة إلا خالد فجاء خالد وخاض أعنف المعارك ويسمى إلى الآن الوادي الذي دارت فيه رحى المعركة بوادي الموت لكثره الدماء التي سالت بالوادي حينها فدحر خالد جيش مسيلمه بأكمله .

* أشار عمر ابن الخطاب على أبوبكر بعزل خالد عن قيادة الجيش فقال ابوبكر : كف عن خالد يا عمر والله لن أغمد سيفا سله الله في الإسلام ومن يجزي عني جزاء خالد ؟

* بعد تطهير الجزيرة من المرتدين ذهب سيف الله لفتح العراق وكان الفرس يسيطرون عليه وامبرطوريتهم تمتد من اليونان غربا إلى الهند شرقا منذ 1400 سنة وهي تحكم كل هذه الأراضي بقوة الحديد ، قاتلهم سيف الله في أكثر من 18 معركة طاحنة وأقل جيش قابله كان 50 ألف وجيش خالد كله 18 ألف حتى طردهم من العراق كله واسقط عاصمتهم وكان ينازل قبل كل معركة قائد الجيش ويقتله ولقد قتل أعظم ثمانية قواد جيش في امبراطورية فارس وجميعهم لم يهزموا في حياتهم إلا أمام سيف الله خالد ابن الوليد ، فقال ابوبكر قولته المشهورة : لقد وثب أسدكم يا قريش على الأسد وأكل لحمه وعجزت النساء أن ينجبن مثل خالد ابن الوليد !! .

*قال أحد أشراف الفرس حينها والذي أوجدني لسوف تبلغ العرب مجدا ما بلغته أمة قبلهم ما دام هذا القائد فيهم ، يقصد خالد ابن الوليد .

* قال الأكيدر ملك دومة الجندل قال : أنا أعلم الناس بخالد لا يرى وجه خالد قوم أبدا قلوا أو كثروا إلا انهزموا منه .

*توجه لفتح الشام واستطاع أن يعبر مع طريق لا يمكن أن يعبر معه جيش لصعوبتة العظيمة فالطريق يسمى طريق الموت لأنه عبارة عن صحراء شاسعة ليس فيها حياة على الاطلاق وتصبح هذه الصحراء في الصيف كجهنم لشدة حرارتها ، فلم يستطع أي جيش بالتاريخ كله أن يعبر هذا الطريق الا جيش خالد ابن الوليد إلى يومنا هذا ! فلقد عبره أثناء فصل الصيف عندما كانت الأرض كأنها لهب من نار ، واعتبر هذا العبور أعظم مهمة قام بها جيش في التاريخ البشري ! فلما وصل حدود الشام كانت الإمبرطورية الرومانية مسيطرة عليه وكانت عاصمتها دمشق فخاض معهم خالد معارك لا حصر لها حتى فتح الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان .

* بعد وفاة خليفة رسول الله ابا بكر جاء كتاب من عمر ابن الخطاب يأمر بعزل خالد ابن الوليد عن الجيش ولم يصدق خالد الخبر حينها الا بعد أن تأكد بنفسه ، فرضي بالعزل ولم يعارض اطلاقا ، فهذه التضحية لم تكن لقائد بالتاريخ إلا لخالد لأن خالد كان بإمكانه أن يرفض ، وكما قالوا الخبراء كان خالد قادر على تحقيق أحد الخيارين بسهولة أولا : أن خالد كان بإمكانة أن يلتف على الخلافة ويأخذها بالقوة فكل الجيش بيده وكان بكامل مجده وقوته ولا يوجد من هو أعلم منه بالقتال .
ثانيا : كان بإمكانه على الأقل أن يرفض ويكون دول إسلامية أخرى في البلدان التي فتحها بالعراق والشام . لكن هذا كله لم يحدث فخالد كان يعلم جيدا ماذا سيحدث بالأمة لو رفض ! فسوف تكون هناك فتنة تمزق صف المسلمين إلى يومنا هذا ، فالجهاد في تلك الظروف كان فريضة والفريضة لا يقدر أن يمنعها أي إنسان عن الآخر حتى لو كان الرسول (ص) لأنها لله تعالى ربنا ورب نبينا ، فخالد لم يرفض أمر ابعاده عن الجهاد بالرغم من أنه لا يحق لأي إنسان كان أن يمنع أي إنسان آخر عن الجهاد ! واعتزل خالدا الناس بعد ذلك ولم يؤلب أحدا على عمر بل كان يقول : إياكم أن تخالفوا رأي الخليفة فتذهب ريحكم ، أيها المسلمون إياكم والفرقة إياكم والفرقة .
فصدق رسول الله (ص) عندما قال ( ان خالد ابن الوليد لذو عقل ) ! .

* عندما عزل خالد عن الجيش اصبحت الفتوحات الإسلامية تسير كالسلحفاة خلاف ما كانت عليه أثناء قيادته وهذا ما يؤكد الخطأ الفادح في عزله وما يعزز هذا الرأي قول الرسول في الصحيح بما معناه ( أتركوا خالدا فإنه يأتي يوم يظلم فيه خالد وهو حامل سلاحه في سبيل الله ) .

* في آخر سنة لسيف الله قال : أن أحمل سيفي في ليلة شاتية شديدة البرودة لا أنام فيها حتى يطلع الفجر ثم أغير على عدوي أحب إلي والله من أن تزف لي أجمل نساء الكون .

* توفي خالد ابن الوليد رضي الله عنه بحمص في 18 رمضان لعام 21 للهجرة الموافق 20 آب لعام 642 للميلاد وعندما حضرت وفاة سيف الله قال : لقد قاتلت في أكثر من مئة معركة ولا أعرف عدد المعارك التي خضتها لكثرتها فوالله ما في جسدي موضع شبر إلا وبه ضربة سيف أو رمية سهم أو طعنة رمح فلا نامت أعين الجبناء . فمات ودفن رضي الله عنه بمدينة حمص بعد أن داس بقدمه على أعظم الدول وقادتها في عصره .

* عندما رحل سيف الله أخذت فرسة تصهل صهيل فيه حزن وحنين ودموعها تنهمر ولم يستطع احد الإقتراب منها وأخذت تدور حول داره طوال الليل حتى سقطت وماتت ، فلله درك أيتها الفرس .

* بعد رحيل خالد ندم عمربن الخطاب على عزله لخالد عن قيادة الجيش فأجهش عمر بالبكاء ثم قال : رحم الله أبا بكر قد كان أعلم مني بالرجال ورحم الله خالد قد كان أهلا للقيادة فوالله لقد ظننت فيه أمورا لم تكن فيه وعلى خالد فلتبكي البواكي ، فعمر لم يسمح بالبكاء على الموتى إلا في موت خالد .

* رغم أن خالد كان من أشد الناس عداوة للمسلمين ألا أن الرسول (ص) لم يسب خالد قط بل على العكس كان يمتدحه دائما حتى قبل إسلامه .

* نزلت الآية ( واطيعو الله والرسول وولي الأمر منكم ) تأييدا لرأي خالد بن الوليد في قصة شهيرة حدثت .

* لم يهزم خالد في أي مبارزة فردية طيلة حياته رغم أنه نازل أعظم القادة في عصره ، ولم يهزم أي جيش كان خالد فردا فيه ، ولم يهزم أي جيش كان خالد يقود فيه الفرسان ، ولم يهزم أي جيش قادة خالد !!!!!! أيضا لم يقابل أي جيش ويكون جيشه أكثر عددا من جيش عدوه بل على العكس في كل المعارك كان عدوه يمتلك من العتاد والعدة والأفراد أضعاف أضعاف جيش خالد ! فهل حدث مثل هذا مع أي قائد في التاريخ ؟! .

* لقد حقق خالد ابن الوليد لأمته مجدا لم يحقق مثله أي قائد بتاريخها كله حتى اليوم .

* قال رجل يا عمرو بن العاص لقد شهدت الجاهلية والإسلام فمن هو أشرس رجل رأيته في حياتك وكان عمرو حينها طاعن في السن فقال : والله انه لسيد المعركة وصديق الموت ! وما رأيت مثله لا في جاهلية ولا في إسلام وصبره في القتال ما رأيت مثله قط ، وما خفت من احدا عندما أسلمت كما خفت منه ، انه ابو سليمان خالد ابن الوليد لا يكل ولا يمل من القتال ولا ينام ولا يترك احدا أن ينام .

* الجنرال الألماني فون غولتز في كتابه يقول : انا أستاذي في القتال ذلك الداهية خالد ابن الوليد .

* مؤلف كتاب انحطاط الدولة الرومانية وهو من إحدى الدول الأوربية يقول في كتابه : ان خالد ابن الوليد أشرس وأعنف قائد عرفته البشرية .

* رومل ( ثعلب الصحراء ) الذي كان أفضل قائد ميداني بالعالم في عهد هتلر ، يقول في مذكراته : إن كتاب سيرة خالد ابن الوليد لم يفارقني إلا عندما أدخل دورة المياة . وهذا يؤكد أنه كان يعتمد اعتماد كلي في كل المعارك على أسلوب خالد في القتال ، وهذا سر نجاحه في المعارك التي خاضها في الحرب العالمية الثانية .

* خرجت أمه العصماء بنت الحارث بالمدينة وهي تبكيه بكاء شديد بعد أن وصل خبر وفاته بحمص وكانت حينها قد بلغت من العمر ما بلغت فقالت :
أنت خير من ألف ألف من القوم .. إذا ما كبت وجوه الرجال .
أشجاع فأنت أشجع من ليث .. غضنفر يذود عن أشبال .
فسمعها عمربن الخطاب فقال : والله انه يا خالة كان أعظم من ما قلتي .

* لقد ذكر خالد ابن الوليد في التوراة القديمة بحسب رواية حاخام يهودي قديم .

* عندما حضرت وفاة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان خالد ابن الوليد رضي الله عنه قد فارق الحياة منذ زمن فقال عمرابن الخطاب حين وفاته قال : والله لو كان خالد ابن الوليد فيكم لوضعته من بعدي خليفة عليكم حتى إذا لقيت ربي وسألني جل جلاله عن حال أمتي أقول : لقد وضعت عليهم سيفا من سيوف الله .

* موقف عظيم لخالد ابن الوليد رضي الله عنه قبل إسلامه أثناء معركة الأحزاب حيث ناداه أبوسفيان وقال : له أبشر يا خالد إن اليهود نقضوا العهد مع محمد وسنتحالف معهم عليه ، فقال خالد بغضب ورب الكعبة لن أكون مع اليهود ضد ابن عمي محمد ولن تقول العرب فعلها خالد ما حييت وأكمل يقول : ومتى كان لليهود عهدا يا أبا سفيان ! فغضب أبوسفيان حينها من موقف خالد .

* لقد انهارت الأمبرطورية الفارسية والرومانية وكانتا أعظم أمبرطوريتين بالعالم في تلك الحقبة على يد خالد ابن الوليد وهذا لم يحدث مع أي قائد في التاريخ البشري إلى اليوم !

* المضيق الذي يقع في أسفل الخليج العربي يسمى إلى الآن مضيق هرمز وهذه تسمية فارسية لأن الفرس يعتبرون هرمز قائد تاريخي له مكانة كبيرة في الأمة الفارسية ، وهرمز نفسه هو الذي تحداه خالد ابن الوليد رضي الله عنه في معركة ذات السلاسل ، فعلى الرغم من عظمة هذا القائد ألا أن سيف الله كان أعظم منه بكثير ! فخالد بن الوليد تصارع معه بدون سلاح واستطاع أن يرفع هرمز بيديه كما يرفع الدرع رغم ضخامته ثم بطحه أرضا وداس بقدمه على بطنه ثم قتله ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال
( إن في سيف خالد رهقآ ) وهذا يدلل على شراسة وصلابة خالد بن الوليد . فمن الذي له الحق أن يسمى المضيق بإسمه بعد أن حدث ما حدث ؟ وهل يعقل أن نحفظ في المدارس اسم المهزوم المجوسي ونسمي المضيق بإسمه وننسى المنتصر الذي هزمه وكان أعظم منه بألف مره !
بل ليس هذا فقط فخالد بن الوليد أعتبر أعظم قائد أنجبته البشرية على مدار تاريخها حتى الآن !!!! يجب على من بقلبه ذرة إيمان أن يفيق ومن الآن لا يطلق على هذا المضيق إلا مضيق خالد بن الوليد سيف رب العالمين !!!
ملاحضة هامة : هل هناك أي قائد في التاريخ كان في تلك الصفات التي ذكرت غير خالد ابن الوليد ...؟
المصادر : ابن كثير ، الواقدي

يتبع

فارس الشهباء 06-19-2014 10:57 AM

رد: حدث في رمضان
 
تابع لما قبله


حدث في مثل هذا اليوم في رمضان **

1 رمضان

114 هـ معركة بلاط الشهداء

2 رمضان

824 هـ فتح المغرب الاوسط

3 رمضان

وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم

4 رمضان

1 هـ اول لواء عقده رسول الله لحمزة بن عبد المطلب

5 رمضان

زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من زينب بنت خزيمة

6 رمضان

223هـ فتح عمورية

7 رمضان

89 هـ قتل داهر ملك السند

8 رمضان

2 هـ خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة لملاقاة قريش

9 رمضان

559 هـ نور الدين زنكي ينتصر على الصليبيين ويستعيد مدينة حارم

10 رمضان

485هـ وفاة نظام الملك

11 رمضان

14 هـ وقعة البويب في العراق

12 رمضان

32 هـ وفاة العباس بن عبد المطلب

13 رمضان

9 هـ قدوم رسل ملوك حمير

14 رمضان

666 هـ فتح انطاكية على يد الظاهر بيبرس

15 رمضان

3 هـ ميلاد الحسن بن علي رضي الله عنهما

16 رمضان

58 هـ وفاة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها

17 رمضان

2 هـ معركة بدر الكبرى

18 رمضان

181 هـ وفاة عبد الله بن مبارك

19 رمضان 665

هـ وفاة ابي شامة

20 رمضان

8 هـ فتح مكة

21 رمضان

726 هـ اورخان العثماني يصبح سلطانا

22 رمضان

6 هـ سرية زيد بن حارثة الى ام قرفة

23 رمضان

362 هـ انتصار الحمدانيين على البيزنطيين

24 رمضان

658 هـ معركة عين جالوت

26 رمضان

927 هـ فتح مدينة بلغراد

27 رمضان

13 هـ قبل الهجرة ... نزول القرآن الكريم

28 رمضان

92 هـ فتح الاندلس

29 رمضان

2 هـ رسول الله يأمر باخراج زكاة الفطر




فارس الشهباء 06-19-2014 11:01 AM

رد: حدث في رمضان
 

وحدث في رمضان - اليوم التاسع عشر
تأسيس جامعة الزيتونة


* فى 19 رمضان سنة 223 هـ استجابة المعتصم لنداء المسلمة التى استصرخته فانتصر لها فى عمورية

* قتلُ ملك مصر العادل العبيدي .


* من سنة 648 للهجرة: ولد العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر صاحب المصنفات المرموقة والمشهورة في شتى صنوف العلم والمعرفة.


* في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : ( 556 هـ ) ، الموافق لليوم الـ (28) ، من شهر إبريل ، سنة : (1161م ) : قُتل الملك العبيدي العادل .

* ومن مساوئه أنه ولى شاور بن مجير الملقب بأمير الجيوش الصعيدَ الأعلـى مـن مصر ، فمكن هذا المنصب شاور من الاستيلاء على القاهرة في محرم من سنـة ( 558 هـ) = ( 1162م ) ، فهرب العادل وأهله من القـاهرة ونزل عند صاحب له بالطفيح . وحمل معه مـن الذخـائر مـا لا يحصى ، فندب شاور جماعـةً ومضـوا للعادل وأخذوه أسيراً ثم تم حبسه وقام شاور بشنق صاحب العادل الذي أخبـر شاور عنـه . وبقي العادل مدة في الحبس واغتيل فيـه وحمل رأسـه لأمراء الدولـة .


* ولد العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر


* 665 هـ وفاة المحدث والفقيه والمؤرخ ابو شامة صاحب تاريخ دمشق

* توفي العلامة المجتهد شهاب الدين أبو القسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي والمعروف بأبي شامة ، كان مجيدا لعلم القراءات ، عالما بالنحو ، مؤرخا مشهورا ، وله تصانيف عديدة ومختصرات مفيدة .

* تولي السلطان برقوق بن آنص الحكم في مصر


* من سنة 784هـ = 26 من نوفمبر 1382م: تولي السلطان برقوق بن آنص الحكم في مصر بعد فترة قلاقل واضطرابات، وهو يعد مؤسس دولة المماليك الثانية التي تُذكر في كتب التاريخ بدولة المماليك البرجية الجراكسة.


* حكم الإعدام حرقا في المناضلة الفرنسية "جان دارك"

* من سنة 834 هـ = 30 مايو 1431م: تنفيذ حكم الإعدام حرقا في المناضلة الفرنسية "جان دارك" وكانت في التاسعة عشرة من عمرها، ولدت عام 412م، وقاومت الاحتلال البريطاني لبلادها وهي في الثالثة عشرة، وعرفت بـ "عذراء أوليانز" مدينتها التي احتلها الإنجليز.


* الصفويون ينتصرون على العثمانيين في معركة "بول شكسته"

* من سنة 1027 هـ = 10 من سبتمبر 1681م: الصفويون ينتصرون على العثمانيين في معركة "بول شكسته"، وخسر العثمانيون في هذه المعركة 15 ألف قتيل.


* القائد القرمي مراد كبراي ارتكب أكبر خيانة في التاريخ التركي،

* من سنة 1094 هـ = 11 من سبتمبر 1683م: القائد القرمي مراد كبراي المشارك مع الجيش العثماني في حصار "فيينا" ارتكب أكبر خيانة في التاريخ التركي، بتركه الجيش البولوني والنمساوي يعبر نهر الدونة لفك الحصار العثماني عن فيينا.
استسلام قلعة "أويفار"

* من سنة 1096 هـ = 19 من أغطس 1685م: استسلام قلعة "أويفار" التي كانت خاضعة للدولة العثمانية منذ 21 عاما. وكان الاستيلاء على هذه القلعة سببا في إقامة الأفراح في العالم المسيحي.


* معركة بحرية بين العمانيين والبرتغاليين

* في 19 رمضان 1121هـ الموافق 30 نوفمبر 1806م جرت معركة بحرية بين أسطول العرب العمانيين والأسطول البرتغالي، تراجع فيها الأسطول العربي إلى رأس الخيمة.

* الزعيم المصري "سعد زغلول" يسافر إلى لندن


* من سنة 1338هـ=5 يونيو 1920م: الزعيم المصري "سعد زغلول" يسافر إلى لندن لمواصلة المفاوضات مع وزير المستعمرات البريطاني اللورد "ملنر"، لتحديد طبيعة العلاقة بين مصر وبريطانيا، و"ملنر" هو صاحب اللجنة الشهيرة التي قدمت إلى مصر للتحقيق في أسباب ثورة 1919 والتي قاطعها الشعب المصري.


* في 19 من رمضان 1375 هـ الموافق 30 إبريل 1956م: أصدرت الحكومة التونسية قرارًا بأن يكون جامع الزيتونة جامعة مختصة بالعلم وأن تسمى الجامعة الزيتونية وأصبحت بها 5 كليات.

* وفاة الشيخ حسنين مخلوف

في 19 من رمضان 1410هـ الموافق 15 من أبريل 1990م: توفي العالم الكبير حسنين محمد حسنين مخلوف، مفتي الديار المصرية، أحد أعلام الفقه في العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الهجري، عُرف الشيخ بمواقفه الجريئة وجهره بكلمة الحق.

فارس الشهباء 06-19-2014 11:06 AM

رد: حدث في رمضان
 
اليوم العشرون من رمضان


بناء مسجد القيروان:

في العشرين من شهر رمضان 51هـ الموافق 29 من سبتمبر 671م بني مسجد القيروان على يد عقبة بن نافع رضي الله عنه.

* رحيل الآلاف من قرطبة:
في 20 من رمضان 202 هـ الموافق 30 من مارس 818م: رحل آلاف الأندلسيين من قرطبة بعد فشل ثورتهم ضد حكم الأمير "الحكم بن هشام" الذي بطش بالثوار بطشًا شديدًا، وهدم منازلهم وشرَّدهم في الأندلس، فاتجهت جماعة منهم تبلغ زهاء 15 ألف إلى مصر، ثم ما لبثوا أن غادروها إلى جزيرة أقريطش كريت سنة 212هـ، وأسسوا بها دولة صغيرة استمرت زهاء قرن وثلث..
----------------------------------------------

ـ فتح مكة المكرمة:

من حوادث اليوم العشرين من رمضان فتح مكة المكرمة سنة ثمان للهجرة على يد النبي صلى الله عليه وسلم

وذلك أن قريشاً نقضت العهد الذي بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعانت بكراً على خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، على خلاف ما اتفقت عليه وتعهدت به، فلما بلغ الخبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالتجهز، وكتم أمره عن قريش حتى يفاجئها فلا تقاوم، رغبة منه صلى الله عليه وسلم بتجنب سفك الدماء في الحرم.

واستنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع من أسلم من القبائل فجمع بذلك جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل توجه به إلى مكة وقد كان خروجه من المدينة لعشر من رمضان سنة (8).

ولكنها لم تتوقع أن يهاجم مكة ويقصدها، لذلك بقيت بلا استعداد حقيقي مناسب، حتى حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وأمر أصحابه في الليل أن يوقد كل امريء منهم ناراً.

وكانت قريش تنتظر رداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم على غدرها ليدخل الرعب في قلوب المشركين ، وفعلاً فقد ارتاعت قريش وأسقط في يدها، فعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاصر مكة فلم تستطع حراكا.

وقبيل دخول جيش المسلمين مكة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي:

ـ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل الحرم فهو آمن ومن أغلق بابه دونه فهو آمن.

ثم تحرك جيش المسلمين نحو مكة، فدخلها من طرفيها، ولم يلق مقاومة تذكر

والتقى طرفا الجيش الإسلامي في صحن الطواف في المسجد الحرام حول الكعبة، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت، ودخل الكعبة فصلى فيها، ثم خرج فوقف على باب الكعبة وقريش تنظر إليه بم يأمر فيها فقال:

ـ يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟؟

قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم!!

قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء.!!

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تزال الأصنام من الحرم ، وأن يصعد بلال فوق الكعبة ويؤذن وقال:

ـ لا هجرة بعد الفتح.

وبفتح مكة سقطت دولة الشرك في جزيرة العرب واستعاد المسجد الحرام مكانته، وتبوأ الإسلام سدة الحكم.

وقد ذكر بعضهم أن فتح مكة كان قبل العشرين من رمضان، لكن الأشهر ما ذكرناه.

ـ الحجاج يطارد فلول الخوارج الأزارقة:

ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان معركة جرت بين أهل الكوفة والخوارج الأزارقة، الذين طارد فلولهم الحجاج بن يوسف الثقفي عام 75هـ.

قال الطبري (3/552) وأما أهل الكوفة فإنه ذكروا أن كتاب الحجاج بن يوسف أتي المهلب وعبد الرحمن بن مخنف أن ناهضا الخوارج حين يأتيكما كتابي هذا قال: فناهضاهم يوم الأربعاء لعشر بقين من رمضان سنة خمس وسبعين، واقتتلوا قتالاً شديداً لم يكن بينهم فيما مضى من قتال أشد منه. وذلك بعد الظهر ثم مالت الخوارج بحدها على المهلب بن أبي صفرة فاضطروه إلى معسكره، وأخذ عبد الرحمن بن مخنف يمده بالخيل بعد الخيل والرجال بعد الرجال، فعززوا موقفه، فلما كان بعد العصر مالت الخوارج على عبد الرحمن بن مخنف فثبت لهم وقاتلهم حتى قتل مع جماعة في الليل، فلما أصبحوا جاء المهلب حتى أتاه فدفنه وصلى عليه ، وكتب بمصابه إلى الحجاج فكتب بذلك الحجاج إلى عبد الملك بن مروان فنعى عبد الرحمن بمنى وذم أهل الكوفة.

ـ إظهار العباسيين دعوتهم علنا:

ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان في سنة 129هـ. إعلان دعوة العباسيين.

ففي ذلك اليوم ظهر أبو مسلم الخراساني واسمه عبد الرحمن بن مسلم أحد بني جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناف بخراسان، وذلك يوم الخميس لعشر بقين من رمضان سنة تسع وعشرون ومائة، فأظهر أبو مسلم الدعوة للرضا من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل مرو ، وفض الجموع التي كانت بها مع نصر بن سيار، وهرب نصر بن سيار من أبي مسلم يريد العراق فمات بسماوة.

وخرج أبو مسلم من مرو إلى نيسابور، ثم قصد الري، ثم خرج منها إلى الكوفة فدخلها.

ـ حدود الفتوحات العثمانية أمام أسوار فيينا:

ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان سنة 1904هـ الهزيمة التي لحقت بجيش الدولة العثمانية امام أسوار فيينا، لتضع حداً للفتوحات العثمانية الإسلامية في أوروبا.

ـ نجدة ابن رائق للخليفة المقتني:

وفي العشرين من رمضان سنة 330 تحرك أبو بكر محمد بن رائق صاحب الشام وواليها أيام الخليفة المقتفي لتلبية طلب الخليفة نجدته وتخليصه من الديلم ومن البريدي.

وكان الديلم إذ ذاك أكبر عناصر الجيش في الخلافة، وكان البريدي قائدهم قد تعاظم أمره حتى حدثته نفسه بالاستيلاء على بغداد، وقد سعى المقتفي بكل وسيلة لمنعه فأنفق أموالاً جزيلة في الجند ليتألفهم، وحاول بنفسه أن يمنع دخول البريدي إلى العاصمة فلم يفلح ، بل إن البريدي تطاول على الخليفة، وألزمه أن يبعث إليه خمسمائة ألف دينار قهرا.

وفي هذه الأثناء - قبل وصول ابن رائق من الشام لنجدة الخليفة - قام قائد للديلم يقال له (كورتكين) فنازع (البريدي) وهزمه، ولكن الخليفة الضعيف لم يرق له ذلك، بل ما كاد ابن رانق يصل بغداد نجدة له حتى التقى جيشه وجيش كورتكين داخل بغداد

يقول ابن كثير (11/199) وساعدت العامة ابن رائق على كورتكين، فانهزم الديلم وقتل منهم كثير، وهرب كورتكين فاختفى، واستقر أمر ابن رائق وخلع عليه الخليفة، وركب هو واياه في دجلة.

ـ وفاة ياقوت الحموي:

ومن حوادث يوم العشرين من رمضان وفاة ياقوت الحموي صاحب كتاب معجم البلدان سنة 626. قال عنه الذهبي (سير اعلام النبلاء 22/313) الأديب الأوحد شهاب الدين الرومي مولى عسكر الحموي السفّار النحوي الأخباري المؤرخ.

قال ابن العماد (شذرات الذهب 3/122) أخذ من بلاد الروم صغيراً، وابتاعه ببغداد رجل تاجر معروف بعسكر الحموي، وجعله في الكتاب لينتفع به في ضبط تجارته وكان مولاه عسكر لا يحسن الخط، وشغله مولاه بعد ذلك بالأسفار في متاجره.

ثم جفاه فأعتقه وأبعده عنه فاشتغل بالنسخ بالأجرة وحصلت له بالمطالعة فوائد.

ثم عاد مولاه فتبناه وزوجه واعطاه مالاً للتجارة فجعل تجارته كتبا، وتوجه إلى دمشق وبرز نجمه فيها، وتعرض لمعارضة غيره.

ثم خرج من دمشق إلى حلب فالموصل فإربل فخراسان وصولاً إلى خوارزم، فصادف وصول التتار كالأعصار المدمر، فعاد أدراجه هاربا إلى الموصل فسنجار فحلب وأقام بظاهرها في الخان إلى أن مات...

صنف كتباً قيمة رائعة مثل: إرشاد الألباء إلى معرفة الأدباء، ومعجم الشعراء، والمقتضب في النسب، وأخبار المتنبي.

كانت وفاة ياقوت الحموي في ظاهر مدينة حلب يوم الأحد العشرين من رمضان، وقد أوقف كتبه على مسجد الزيدي بدرب دينار ببغداد، وسلمها إلى الشيخ عزالدين بن الأثير صاحب التاريخ الكبير.

ـ استيلاء الفرنجة على شاطبة.

ومن حوادث يوم العشرين من رمضان استيلاء الفرنجة في الأندلس على بلدة (شاطبة).

وشاطبة مدينة كبيرة خرج منها جماعة من العلماء، استولى عليها الأفرنج يوم العشرين من رمضان سنة 645.

ومن العلماء المنسوبين إليها إمام في القراءات شهير هو: الإمام الشاطبي صاحب قصيدة (حرز الأماني ووجه التهاني) في القراءات، وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا، أبدع فيها أكمل الإبداع وهي عمدة القراء، قلّ من يشتغل بالقراءات إلا ويقدم حفظها ومعرفتها لاشتمالها على رموز عجيبة وإشارات خفية لطيفة. واسمه الشاطبي قاسم بن ميرّة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير المقرئ يكنى أبا محمد.

كان عالماً بكتاب الله تعالى قراءة وتفسيراً وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوحد زمانه في النحو واللغة، عارفاً بعلم الرؤيا، قرأ القرآن العظيم بالروايات على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي المقرئ وأبي الحسن علي بن هذيل الأندلسي.

وكان الشاطبي يجتنب فضول الكلام لا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه الضرورة ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع.

كان يقول عن قصيدته في القراءات (الشاطبية) لا يقرأ قصيدتي هذه أحد إلا وينفعه الله عز وجل، لأني نظمتها لله عز وجل مخلصاً في ذلك.

توفي يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة 590 ودفن بالقرافة الصغري في تربة القاضي الفاضل.

ـ نفقة بعض المدارس الشرعية.

وجاء في كتاب (الدارس في أخبار المدارس ) وصف لما كانت عليه بعض المدارس الدينية قديماً من كفاية ونفقة وما تخرجه من أرزاق في أيام معلومة وأحوال مخصوصة منها مثلاً ما يوزع فيها يوم العشرين من رمضان.

ومن تلك المدارس (الدارس 2/78) المدرسة العمرية الشيخية بدمشق، وقفها لا يمكن حصره من جملته العشر في البقاع والمرتب على داريا من القمح ستون غرارة ومن الدراهم خمسة آلاف للغنم في شهر رمضان.

يقول صاحب كتاب الدارس: ومما رأيناه وسمعناه من مصالحها الخبز لكل واحد من المنزلين فيها رغيفان، وللشيخ الذي يقري أو يدرس ثلاثة وهو مستمر طوال السنة والقمصان في كل سنة لكل منزل فيها قميص، والسراويل لكل واحد سروال. وطعام شهر رمضان بلحم. وكان الشيخ عبد الرحمن ينوع لهم ذلك ويوم الجمعة العدس، وزبيب وقضامة ليلة الجمعة يفرق عليهم بعد قراءة ما تيسر، ووقفه دكاكين تحت القلعة. وكل سنة مرة زبيب وفِرا وبشوت وحلاوة دهنية وصابون وختان من لم يكن مختوناً من الفقراء والأيتام النازلين فيها، وسخانة يسخن فيها الماء في الشتاء لغسل من احتلم، وكعك ومشبك بعسل في ليلة العشرين من رمضان، وكنافة ليلة العشر الأول من رمضان، وقنديل يشعل طول الليل في المقصورة... وغير ذلك كثير.. فليرجع إليه.

ـ القاضي أبي يعلى الفراء شيخ الحنابلة في الفروع:

وممن توفي في العشرين من رمضان (البداية 12/95) القاضي أبو يعلى بن الفرا الحنبلي محمد بن الحسن بن محمد بن خلف، شيخ الحنابلة وممهد مذهبهم في الفروع.

كان من سادات العلماء، إماماً في الفقه، له التصانيف الحسان الكثيرة في مذهب الإمام أحمد وانتهت إليه رياسة المذهب.

درّس وأفتى سنين، وجمع بين الإمامة والفقه والصدق وحسن الخلق والتعبد والتقشف والخشوع وحسن السمت والصمت عما لا يعني

توفي في العشرين من رمضان سنة 459هـ عن ثمان وسبعين سنة واجتمع في جنازته القضاة والأعيان، وكان يوم وفاته يوماً حارا فأفطر بعض من اتبع جنازته بعد أن غلبه الزحام وخشي على نفسه. رحمه الله.



فارس الشهباء 06-19-2014 11:09 AM

رد: حدث في رمضان
 
اليوم الحادي والعشرون من رمضان المبارك

فتح مكة المكرمة:

في 21 رمضان 8 هـ الموافق 11 يناير 630م تم فتح مكة المكرمة، وسمي هذا العام عام الفتح.

ويسمى هذا الفتح (فتح الفتوح) حيث دخل الناس على إثره أفواجًا في دين الله. وكان فيه إسلام أبي سفيان.

في 21 من رمضان 95هـ الموافق 9 من يونيو 714م: توفي الحجاج بن يوسف الثقفي، أحد رجالات الدولة الأموية، وواحد من مشاهير التاريخ الإسلامي، اشتهر بالقوة والعنف في معاملة الخصوم وأعداء الدولة، وفي الوقت نفسه أسدى للدولة خدمات جليلة، يأتي في مقدمتها: استتاب الأمن، واستئناف الفتوحات الإسلامية، وإنشاء مدينة واسط، ونقط المصحف الشريف.


ـ وقعة تل حارم وهزيمة منكرة للصليبيين:

من حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان وقعة تل حارم ودخول السلطان نور الدين إليها سنة 559 هـ

قال أبو شامة في الروضتين: (1/417) نقلاً عن ابن الأثير:

ـ في سنة 551 حاصر نور الدين قلعه حارم - وهو حصن غربي حلب بالقرب من أنطاكية - وضيق على أهلها، وهي من أمنع الحصون وأحصنها في نحور المسلمين، فاجتمعت الفرنج من قَرُب منها ومن بَعُد وساروا نحوه لمنعه

وكان بالحصن شيطان من شياطين الفرنج أشار عليهم بعدم منازله نور الدين بل بمماطلته ومفاوضته، وقال لهم:

ـ إن لقيتموه هزمكم وأخذ حارم وغيرها.

ففعلوا وراسلوا نور الدين في الصلح على أن يعطوه حصة من أعمال حارم فأبى أن يجيبهم إلا على مناصفة الولاية، فأجابوه إلى ذلك، فصالحهم وعاد. لكنه كانت عيناه لا تفارق حصن حارم.

لذلك فإنه وهو يصارع الصليبيين، عاد في سنة 559 وجمع العساكر، وسار نحو حارم فنزل عليها وحصرها، وحشد الإفرنج وجاءوا، وتقدم الإفرنج البرنس بيمند صاحب أنطاكية، والقمص صاحب طرابلس وأعمالها، وابن جوسلين وهو من مشاهير الفرنج وأبطالها، والدوك معهم وهو رئيس الروم، وجمعوا من الجند ما لا يقع عليه الإحصاء !! فحرض نور الدين أصحابه وفرق نفائس الأموال على شجعان الرجال ، فلما قاربه جيشهم فك الحصار عن حارم مؤقتاً، وانسحب انسحاباً تكتيكياً حتى دخلتها قوات الفرنجة.

ثم التقى بهم وتقارب الجيشان، واصطف الجند للقتال، وبدأ الفرنجة بالحملة على ميمنة المسلمين وبها عسكر حلب، فتظاهروا بالهزيمة وتفرقوا أمامهم، وكانت تلك خطة نور الدين ليفصل فرسان الفرنج عن راجلهم، فيميل عليهم من بقي من المسلمين ويضعوا فيهم السيف.

وهكذا كان، فإن زين الدين في عسكر الموصل عطف على مشاة الفرنجة فأفناهم قتلاً وأسراً، وعادت خيالتهم التي هاجمت عسكر حلب، فوجدت نفسها محاصرة من عسكر الموصل من جهة ومن عسكر حلب الذين عادوا أدراجهم من جهة أخرى، فحينئذ حمي الوطيس، وكانت وقعة شديدة الوطأة على الفرنجة، فانقضت العساكر الإسلامية عليهم انقضاض الصقور على بغاث الطير، فمزقوهم بددا وجعلوهم قددا، وأكثر فيهم المسلمون القتل، حتى زادت قتلاهم على العشرة آلاف. وكان الأسرى ثلاثين ألفا.

وسار نور الدين بعد الكسرة إلى حارم فملكها في الحادي والعشرين من رمضان سنة 559هـ.

يقول ابن شامة: بلغني أن نور الدين رحمه الله لما التقى الجمعان انفرد تحت تل حارم، وسجد لربه عز وجل ومرّغ وجهه وتضرع، وقال :

- يا رب هؤلاء عبيدك وهم أولياؤك، وهؤلاء عبيدك وهم أعداؤك، فانصر أولياءك على أعدائك: إيش فضول محمود - يعني نفسه، أي ما قيمة محمود - إن كان غير مستحق للنصر.

وبلغني أنه قال: اللهم انصر دينك ولا تنصر محموداً. من هو محمود الكلب حتى يُنْصر.

وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي:


ولاية السلطان أورخان الأول:

في 21 من رمضان 726هـ الموافق 21 من أغسطس 1325م : تولى السلطان أورخان الأول عرش الدولة العثمانية، وهو الثاني في سلسلة سلاطينها، قام بتدعيم أركان الدول، وتوسيع رقعتها، وإنشاء فرقة الإنكشارية المعروفة.


- نهاية نكبة الفقيه أحمد بابا السوداني وآل آقيت :

ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان 1001هـ نهاية نكبة الفقيه أبي العباس أحمد بابا السوداني وعشيرته آل آقيت والإفراج عنهم. (الاستقصا في أخبار دول المغرب الأقصى 2/130)

قال أبو العباس أحمد بن خالد الناصري: كان آل آقيت ممن لهم الوجاهة الكبيرة والرياسة الشهيرة ببلاد السودان ديناً ودنيا، بحيث تعددت فيهم العلماء والأئمة والقضاة، وتوارثوا رياسة العلم مدة طويلة تقرب من مئتي سنة، وكانوا من أهل اليسار والسؤدد، لا يبالون بالسلطان فمن دونه. ولما فتح جيش المنصور ( يقصد به السلطان أبا العباس أحمد بن عبد الله الشيخ تولى عام 986هـ.) بلاد السودان عام 990هـ تركوا على ما هم عليه، إلى أن كانت سنة ألف واثنتين عندما أظهروا التململ وسئموا ملك المغاربة لهم، وكانت آذانهم صاغية لآل آقيت فتخوف المنصور منهم، وربما وشي إليه بهم، فكتب إلى عامله محمود بالقبض عليهم وتغريبهم إلى مراكش، فقبض على جماعة كبيرة منهم, كان فيها الفقيه العلامة أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد (ثلاثة أحامد) بن عمر آقيت المدعو بابا.

يقول: كنت أنا أقل عشيرتي كتباً، وقد نهب لي ست عشرة مائة مجلد أي ألف وستمائة كتاب.

وحمل آل آقيت مصفدين في الحديد إلى مراكش ومعهم حريمهم، وانتهبت ذخائرهم وأمتعتهم، ووصلوا إلى مراكش واستقروا مع عيالهم في حكم المعتقلين، إلى أن انصرم أمد المحنة فسرحوا يوم الأحد الحادي والعشرين من رمضان سنة أربع وألف (بعد سنتين من تشريدهم).

ولما دخل الفقيه أبو العباس بابا على المنصور بعد تسريحه من السجن وجده يكلم الناس من وراء حجاب, وبينه وبينهم كلةٌ مسدولة على طريقة خلفاء بني العباس ومن يتشبه بهم، فقال له الشيخ:

- إن الله تعالى يقول (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) وأنت تشبهت برب الأرباب فإن كانت لك حاجة في الكلام إلينا فانزل إلينا وأرفع عنا الحجاب.!!

فنزل المنصور ورفعت الأستار، فقال الشيخ:

ـ أي حاجة لك في نهب متاعي وتضييع كتبي وتصفيدي من تنبكتو إلى هنا حتى سقطت عن ظهر الجمل واندقت ساقي. فقال له المنصور:

ـ أردنا أن تجتمع الكلمة وأنتم في بلادكم من أعيانها، فإن أذعنتم أذعن غيركم...

ولما سرح الشيخ أبو العباس تصدر لنشر العلم، وهرع الناس إليه للأخذ عنه، ولم يزل بمراكش حيث اشترط المنصور عليهم السكن بمراكش.


- نقل جثمان الملك الكامل إلى تربته :

ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 675 نقل جثمان الملك الكامل محمد بن العادل من ملوك الأيوبيين في مصر من قبره بالقلعة في القاهرة إلى تربته التي بالحائط الشمالي من الجامع ذات الشباك الذي هناك قريبا من مقصورة ابن سنان وهي الكندية، نقل إلى هذه التربة ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رمضان بعد أن دفن مؤقتا في القلعة

قال ابن كثير (البداية 13/268) كان جيد الفهم يحب العلماء ذكياً مهيباً عادلاً منصفاً له حرمة وافرة وسطوة قوية، ملك مصر ثلاثين سنة، وكانت الطرقات في زمانه آمنة والرعايا متناصفة لا يتجاسر أحد أن يظلم أحداً، وكانت له اليد البيضاء في رد ثغر دمياط إلى المسلمين بعد أن استحوذ عليه الفرنج لعنهم الله، فرابطهم أربع سنين حتى استنفذه منهم وكان يوم استرجاعه له يوماً مشهوداً.

توفي الملك الكامل ليلة الخميس الثاني والعشرين من رجب سنة 675هـ ودفن بالقلعة حتى كملت تربته التي نقل إليها يوم الحادي والعشرين من رمضان من نفس العام.


- ولي عهد المأمون الرضا ابن موسى الكاظم :

ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 203 وفاة الإمام السيد علي الرضى بن الإمام السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي بن السيد الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعلي الرضى هاشمي علوي مدني كان من العلم والسؤدد بمكان (سير أعلام النبلاء 9/393) استدعاه المأمون إليه إلى خراسان وبالغ في إعظامه وصيره ولي عهده، لأنه نظر في بني العباس وبني علي رضي الله عنهما فلم يجد أحداً أفضل ولا أورع ولا أعلم منه

قال الذهبي: قيل إن أخاه زيداً خرج بالبصرة على المأمون وفتك وعسف، فنفذ إليه المأمون علي بن موسى ليرده فسار إليه وقال له:

ويلك يا زيد فعلت بالمسلمين ما فعلت وتزعم أنك ابن فاطمة؟ والله لأشد الناس عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينبغي لمن أخذ برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطي به.

فبلغ ذلك المأمون فبكى وقال: هكذا ينبغي أن يكون أهل بيت النبوة.

قيل إن علي بن موسى الرضى مات مسموماً !!

قال أبو عبد الله الحاكم: استشهد علي بن موسى بسنداباد من طوس لتسع بقين من رمضان (أي يوم الحادي والعشرين من رمضان) سنة ثلاث ومائتين وهو ابن تسع وأربعين سنة رحمه الله.


-الفقيه المالكي عبد الله ابن عبد الحكم تلميذ مالك:

ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 214هـ وفاة الإمام عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن الليث يكنى أبا محمد (الديباج المذهب 1/134)

وابن عبد الحكم من خيرة تلاميذ الإمام مالك، كان رجلاً صالحاً ثقة متحققاً بمذهب مالك، فقيهاً صدوقاً عاقلاً حليماً. إليه أفضت رياسة المالكية بمصر بعد أشهب، وبلغ بنوه من الجاه ما لم يبلغه أحد.

وكان ابن عبد الحكم صديقاً للشافعي رحمه الله ينزل عنده ويكرمه، ويبلغ الغاية في بره، وروى عن الشافعي وكتب كتبه لنفسه وابنه. وضم ابنه محمداً إليه...

من تأليف عبد الله بن عبد الحكم: المختصر الكبير والمختصر الأوسط والمختصر الصغير، فالصغير قصره على علم الموطأ، والأوسط فيه زيادة الآثار، والكبير اختصر به كتب أشهب. وذكر أن مسائل المختصر الكبير ثمان عشرة ألف مسألة، وفي الأوسط أربعة آلاف، وفي الصغير ألف ومئتا مسألة. ومن كتبه كذلك: فضائل عمر بن عبد العزيز، وكتاب المناسك.

توفي عبد الله بن عبد الحكم لأحدٍ وعشرين ليلة خلت من رمضان سنة أربع عشرة ومائتين وهو ابن ستين سنة.


- العالم الفاضل سبط ابن الجوزي:

ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 742هـ وفاة الشيخ الإمام نجم الدين ابي حفص عمر بن بلبان بن عبد الله عتيق سبط ابن الجوزي الدمشقي الحنفي.

قال ابو العباس حمد بن حسن بن علي بن الخطيب (الوفيات 1/409) توفي سبط ابن الجوزي بالشرف الأعلى بظاهر دمشق، وصلي عليه من الغد بعد الصلاة بالجامع المظفري، ودفن بمقبرتهم. طلب الحديث بنفسه وكتب الطباق والخط المنسوب إليه، وكان يعرف طرفاً من اللغة وتولي مشيخة العزية للمحدثين.

توفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 742هـ.


- الفقيه الحنفي علاء الدين بن مصلح الرومي:

ومن العلماء الأفاضل الذين توفوا يوم الحادي والعشرين من رمضان علاء الدين أبو الحسن علي بن مصلح الدين موسى بن إبراهيم الرومي الحنفي الشيخ الإمام (شذرات الذهب 4/241)

كان فقيهاً بارعاً مفنناً في علوم شتى، تخرج بالشريف بالجرجاني والسعد التفتازاني، وحضر أبحاثها بحضرة تيمور وغيره، فكان يحفظ تلك الأسئلة والأجوبة المفحمة ويتقنها.

وقدم مصر مرات، ونالته الحرمة الوافرة من الملك الأشرف برسباي، وولاه مشيخة مدرسته التي انشأها وتدريسها، فباشرها مدة ثم تركها. وكان دأبه الانتقال من بلد إلى بلد، وكان عارفاً بالجدل، ولما قدم مصر آخراً انضم إليه طلبتها إلا أن مدته لم تطل.

وتوفي يوم الأحد العشرين من رمضان سنة 841هـ.


- الشيخ الملقن عز الدين الحنبلي:

ويورد ابن كثير رحمه الله في البداية (14/224) سيرة رجل من الصالحين توفي يوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 648 هـ فيقول:

- وفي يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من رمضان توفي الشيخ عز الدين محمد الحنبلي بالصالحية وهو خطيب الجامع المظفري، وكان من الصالحين المشهورين رحمه الله، وكان كثيراً ما يلقن الأموات بعد دفنهم، فلقنه الله حجته وثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة. اهـ.

الروس يخسرون 20 ألف قتيل:
في 21 من رمضان 1271 هـ الموافق 7 من يونيو 1855م خسر الروس 20 ألف قتيل في هجوم جيش الاتفاق الفرنسي الإنجليزي العثماني على قلعة "سيفاستوبول" الواقعة حاليًا في أوكرانيا أثناء "حرب القرم" بين الدولة العثمانية وروسيا.


بدء أعمال الحفر في قناة السويس:
في 21 من رمضان 1275 هـ الموافق 24 من إبريل 1859م: بدأت أعمال الحفر في قناة السويس التي تربط بين البحرين الأبيض والأحمر، واستمر الحفر 10 سنوات ونصف شارك فيه 60 ألف فلاح مصري، وبلغ طولها آنذاك 162.5 كم، وافتتحت للملاحة في 19 نوفمبر 1869م.


وفاة الداعية الكبير الشيخ إبراهيم عزت:

في 21 من رمضان 1403 هـ الموافق 2 يوليو 1983م: توفي الداعية الكبير الشيخ إبراهيم عزت، واحد من أبرز الدعاة الذين ظهروا في مصر في الربع الأخير من القرن العشرين.



فارس الشهباء 06-19-2014 11:12 AM

رد: حدث في رمضان
 
اليوم الثاني والعشرون من رمضان

- نجاة عيسى عليه السلام من مكر اليهود:

من أقدم ما نقله المؤرخون - والله أعلم - من حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان أن عيسى ابن مريم عليه السلام نجاه الله من اليهود ورفعه إليه في اليوم الثاني والعشرين من رمضان.

وأورد ابن كثير في (البداية والنهاية) روايات عديدة (2/95) ترسم الصورة لما قبل رفع عيسى عليه السلام. منها عن وهب بن منبه قال:

ـ أتى عيسى ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت. فأحاطوا بهم، فلما دخلوا عليهم صوّرهم الله كلَّهم على صورة عيسى.

فقالوا لهم : سحرتمونا لتبرزن إلينا عيسى أو لنقتلنكم جميعا

فقال عيسى لأصحابه: من يشتري منكم نفسه اليوم بالجنة ؟

فقال رجل: أنا. فخرج إليهم فقال: أنا عيسى - وقد صوره الله على صورة عيسى - فأخذوه وصلبوه، فمن ثم شبّه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى، فظنت النصارى مثل ذلك أنه عيسى.

ورفع الله عيسى من يومه ذلك.

وقال الحسن البصري: كان عمر عيسى عليه السلام يوم رفع أربعا وثلاثين سنة، وقيل ثلاثاً وثلاثين.

ويضيف ابن كثير فيقول: وبلغني أن مريم بقيت بعد عيسى خمس سنين، وماتت ولها ثلاث وخمسون سنة رضي الله عنها وأرضاها.

ويروى عن أمير المؤمنين علي أن عيسى عليه السلام رفع ليلة الثاني والعشرين من رمضان.

- قيام الحسن بن علي رضي الله عنهما بالخلافة:

ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 49 هـ قيام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بالخلافة ومبايعته، وذلك يوم الاثنين (البحر الزخار 1/52) لثمان بقين من رمضان عقيب دفن أبيه الذي اغتيل يوم السابع عشر من رمضان، وعاش علي رضي الله عنه إلى يوم الثاني والعشرين منه.

واستمر الحسن في الخلافة خمسة أشهر وأياماً، وقيل سنة وأياماً ثم تنازل عنها إلى معاوية بن أبي سفيان سعياً منه نحو جمع شمل الأمة ونبذ الفرقة وحقناً للدماء.

كان الحسن رضي الله عنه كريم السجايا رفيع الخصال، سيداً من سادات المسلمين في الدنيا والآخرة ، ويكفيه أنه ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن أباه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وأن أمه البتول الطاهرة فاطمة بنت رسول الله.

- قدوم القائد العسكري إبراهيم الكتامي إلى دمشق:

ومن حوادث يوم الثاني والعشرين من رمضان قدوم قائد عسكري إلى دمشق من مصر، إنه إبراهيم بن جعفر أبو محمود الكتامي المغربي.

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/376) : قدم إبراهيم بن جعفر أبو محمود الكتامي دمشق يوم الثلاثاء لاثنتين وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة أميراً على جيوش المصريين، فرحّل ظالماً العقيلي عن دمشق، وولاها ابن أخته جيش بن الصمصامة ثم عزله، وولى بدراً الشمولي، ثم عزله وولى أبا الثريا الكردي، ثم عزله وولى جيشاً ابن أخته ثانية

وقد كان جيش بن الصمصامة ضعيف العقل سيء التدبير بقي في دمشق إلى أن توفي فيها سنة سبعين وثلاثمائة، وقد اشتكى أهل دمشق كثيرا من ابن أخته جيش الذي ولاه دمشق بعد أن حضر دمشق معه يوم الثاني والعشرين من رمضان، فقد كان جيش بن الصمصامة سفاكاً للدماء شديد التعدي، والظلم عم الناس في ولايته من القتل وأخذ المال، حتى لم يبق بيت بدمشق ولا بظاهرها إلا امتلأ من جوره

يقول ابن عساكر: وكثر الدعاء عليه والابتهال إلى الله في إهلاكه، حتى أراح الله تعالى منه بعد أن رأى بنفسه من الجذام العبر.

- ابن ماجه محدث كبير بارع:

ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 273هـ وفاة الإمام المحدث ابن ماجة صاحب السنن.

قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 13/279) ابن ماجه محمد بن يزيد الحافظ الكبير الحجة المفسر أبو عبد الله ابن ماجة القزويني، مصنف السنة والتاريخ والتفسير، وحافظ قزوين في عصره

قال القاضي أبو يعلى الخليلي: كان أبوه يزيد يعرف بماجة وولاؤه لربيعة.

وهو - أي ابن ماجه - ثقة كبير متفق عليه محتج به، له معرفة بالحديث وحفظ. ارتحل إلى العراق ومكة والشام ومصر والري لكتب الحديث.

ولكتابه سنن ابن ماجة منزله عظيمة بين كتب الحديث. فعن ابن ماجة قال: عرضت هذه السنن على أبي زرعة الرازي فنظر فيه، ثم قال:

أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها.

مات أبو عبد الله ابن ماجه يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان سنة 273هـ، وصلى عليه أخوه أبو بكر وأبو عبد الله وابنه عبد الله .

- مقتل الشاعر المشهور المتنبي:

ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 354هـ مقتل الشاعر الأديب المعروف أبي الطبيب المتنبي

اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن الكوفي، انقطع فترة من الزمن لمديح سيف الدولة الحمداني، ثم تركه ورحل من دمشق إلى مصر 346هـ، فالتحق بديوان الأستاذ كافور الأخشيدي وامتدحه، وكان يطمع أن يوليه بعض الولايات فلم يظفر منه بطائل، مع ما كان عليه المتنبي من عزة نفس وفخر بالذات، فغافله ورحل عن مصر سنة 350هـ بعد أن أذاع قصيدته التي يهجو بها كافوراً الأخشيدي، فوجه كافور خلفه رواحل إلى جهات شتى فلم يلحق ونجا منه التنبي.

ووصل المتنبي إلى عضد الدولة البويهي في شيراز (بقية الطلب في أخبار حلب 2/680) ثم خرج من شيراز لثمان خلون من شعبان قاصداً إلى بغداد، ثم إلى الكوفة حتى إذا بلغ دير العاقول وخرج منه قدر ميلين خرج عليه فرسان ورجال من بني أسد وشيبان - يقال إنه كان قد هجا أمهم - فقاتلهم مع غلامين من غلمانه فقتلوه وقتل معه أحد الغلامين وهرب الآخر، وأخذوا جميع ما كان معه، وتبعهم ابنه طلباً لكتب أبيه فقتلوه أيضا.

حدث ذلك يوم الاثنين لثمان بقين من رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

وجاء في بعض الروايات: أن المتنبي لما مضي إلى الكوفة وصل إلى النعمانية بإزاء قرية تقرب منها يقال لها (بنورا) فوجد أثر خيل هناك فتنسم خبرها فإذا خيل قد كمنت له فصادفته لأنه قصدها، فطعن طعنة نكس عن فرسه، فلما سقط إلى الأرض نزلوا فقتلوه وأخذوا ما كان معه من المال وغيره.

ويقول الفرغاني في تاريخه : لما نزل المنزل الذي رحل منه فقتل جاءه قوم خفراء، فطلبوا منه خمسين درهماً ليسيروا معه فمنعه الشح والكبر، فأنذروا به ـ أي أخبروا عنه ـ فكان من أمره ما كان.

وكان الذي قتله فاتك بن ابي جهل.

ويقال: إن المتنبي لما رأى الغلبة فر، فقال له الغلام:

ـ لا يتحدث عنك بفرار وأنت القائل:

الخيل والليل والبيداء تعرفني والطعن والضرب والقرطاس والقلم

فكّر راجعاً فقتل.


ـ ولادة الخليفة العباسي المقتدر بالله:

ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 282هـ ولادة المقتدر بالله (المنتظم 6/67)

اسمه جعفر بن المعتضد بالله، ويكنى أبا الفضل وأمه أم ولد يقال لها (شغب) أدركت خلافته وسميت (السيدة) كان المقتدر بالله ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير جميل الوجه أبيض مشرباً حمرة حسن الخلق حسن العينين جعد الشعر كثير الشيب في رأسه. بويع بالخلافة بعد وفاة المكتفي، وكان عمره ثلاث عشرة سنة ولم يل الخلافة قبله أصغر منه.

رد المقتدر رسوم الخلافة إلى ما كانت عليه من التوسع في الطعام والوظائف، وفرق في بني هاشم خمسة آلاف دينار وتصدق في سائر الناس بمثلها، وأطلق أهل الحبوس الذين يجوز إطلاقهم.

وكانت قد بنيت أبنية في الرحبة دخلها في كل شهر ألف دينار فأمر بنقضها ليوسع على المسلمين.

خلع من الخلافة مرتين وأعيد بعد المرتين ولكنه قتل أخيراً.


ـ قدوم الحرة زوجة السلطان أبي الحسن المريني مصر:

ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 738هـ ما نقله المقرّي في نفح الطيب (4/402) عن مؤرخ مصر المقريزي في كتاب السلوك ما نصه

ـ وفي ثاني عشرين من رمضان قدمت الحرة واسمها مريم (وهي أم أخت السلطان أبي الحسن علي بن عثمان بن يعقوب المريني أي زوجة أبيه) من عند السلطان المذكور صاحب فاس تريد الحج، ومعها هدية جليلة إلى سلطان مصر (الملك الناصر بن قلاوون) نزل لحملها من الإسطبل السلطاني ثلاثون قطاراً من بغال النقل سوى الجمال.

كان من جملة تلك الهدية أربعمائة فرس: منها مائة حجرة ومائة فحل ومائتا بغل وجميعها بسروج ولُجُمٍ مسقّطة بالذهب والفضة، وبعضها سَرْجها وركبها كلها ذهب وكذلك لُجُمها. وعدتها اثنان وأربعون رأسا منها سرجان من ذهب مرصع بجوهر. وفي الهدية اثنان وثلاثون بازا، وفيها سيف قرابه ذهب مرصع وحياصته ذهب مرصع. وفيها مائة كساء وغير ذلك من القماش العالي.

قال المقريزي: وكان قد خرج المهمندار (مندوب التشريفات) إلى لقائهم، وأنزلهم بالقرافة قريب مسجد الفتح، وهم جمع كبير جداً.

وكان يوم طلوع الهدية من الأيام المذكورة. ففرق السلطان الهدية على الأمراء بأسرهم على قدر مراتبهم حتى نفدت كلها، سوى الجواهر واللؤلؤ فإنه اختص به. فقدّرت قيمة هذه الهدية بما يزيد على مائة ألف دينار.

ثم نقلت الحرة (الضيفة) إلى الميدان بمن معها، ورتب لها من الغنم والدجاج والسكر والحلوى والفاكهة في كل يوم بكرة وعشية ما عمهم وفضل عنهم، فكان مرتبهم كل يوم عدة ثلاثين رأساً من الغنم ونصف أردب، وقنطار حب رمان، وربع قنطار سكر، وثماني فانوسيات شمع، وتوابل الطعام. وحمل إليها برسم النفقة مبلغ خمسة وسبعين ألف درهم. وأجرة حمل أثقالهم مبلغ ستين ألف درهم.

ثم خلع على جميع من قدم مع الحرة، فكانت عدة الخلع مائتين وعشرين خلعة على قدر طبقاتهم، حتى خلع على الرجال الذين قادوا الخيول...

وقيل لها: أن تملي ما تحتاج إليه فأجابت: لا يعوزها شيء وإنما تريد عناية السلطان بإكرامها وإكرام من معها حيث كانوا، فتقدم السلطان إلى القواد الذين دونه بتجهيزها باللائق بها فقاموا بذلك... وهيئوا كل ما تحتاج إليه في سفرها، وطلب الحمالة لحمل جهازها وأزودتها، وندب السلطان للسفر معها جمال الدين متولي الجيزة، وأمره أن يرحل بها في مركب بمفردها، ويمتثل كل ما تأمر به، وكتب لأميري مكة والمدينة بخدمتها أتم خدمة.


ـ الشيخ المربي ابن رسلان المقدسي:

ومن حوادث اليوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 844هـ وفاة الشيخ الإمام العالم الصالح القدوة شهاب الدين أحمد بن حسين بن أرسلان المقدسي الشافعي، المكنى بأبي طاهر وأبي المواهب.

قال ابن العماد: (شذرات الذهب 4/250) لزم الإفتاء والتدريس مدة ثم ترك ذلك وسلك طريق القوم القويم، وجد واجتهد حتى صار مناراً يهتدي به السالكون، وشعاراً يقتدي به الناسكون.

من تصانيفه النافعة: شرح سنن أبي داود، وشرح البخاري، وعلق على الشفا للقاضي عياض، وشرح مختصر ابن الحاجب، وجمع الجوامع، ومنهاج البيضاوي، والمنهاج للنووي، وأدب القاضي للغزي، والأذكار، وحياة الحيوان، ونظم في علم القراءات، وأعرب الألفية، وشرح الملحة، وعمل طبقات الشافعية.

وله أرجوزة معروفة في الفقه الشافعي هي متن الزبد.

قال المناوي في (طبقات الأولياء): وله كرامات لا تكاد تحصى، منها: أنه لما تم كتاب (الزبد) أتى به البحر وثقله بحجر وألقاه في مقره وقال:

ـ اللهم إن كان خالصاً لك فأظهره، وإلا فأذهبه: فصعد من قعر البحر حتى صار على وجه الماء ولم يذهب منه حرف، وكان صائماً قائماً قلما يضطجع بالليل. ابن رسلان توفي بالقدس يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة 844عن إحدى وسبعين سنة. رحمه الله.


من سنة 1312 هـ: ولد العالم الفقيه الجليل الشيخ ميرزا باقر الزنجاني ، درس في النجف وصار من مدرسي الفقه والأصول .
من سنة 273هـ= 20 من فبراير 886م: وفاة الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، صاحب سنن ابن ماجه، أحد كتب الصحاح الستة، التي تشمل صحيح البخاري ومسلم، وسنن النسائي والترمذي، وأبي داود وابن ماجه…
من سنة 277هـ= 7 من يناير 891م: مولد عبد الرحمن الناصر ثامن أمراء الأندلس من بني أمية، وأول من تسمّى بها بأمير المؤمنين، وتلقب بألقاب الخلافة، ويعد عصره الذي امتد خمسين عامًا، من أزهى فترات الأندلس قوة حضارة…
من سنة 1182 هـ = 31 من يناير 1769م: خان القرم التابع للدولة العثمانية يقوم بهجوم شتوي مفاجئ على أوكرانيا، ويأسر الآلاف، أثناء الحرب الروسية - العثمانية.
من سنة 1375 هـ = 2 مايو 1956 م: المملكة الليبية تطبق قانون مقاطعة إسرائيل بعد ضغوط شعبية كبيرة، وتنشئ مكتب للمقاطعة في طرابلس.
من سنة 1384 هـ = 24 من يناير 1965م: وفاة ونستون تشرشل أشهر وزراء بريطانيا عن عمر يناهز التسعين عاما، وتشرشل قاد بريطانيا إلى الانتصار في الحرب العالمية الثانية، ورأس الحكومة


فارس الشهباء 06-19-2014 11:14 AM

رد: حدث في رمضان
 
23 رمضان

في ليلته اُنزل القرآن دفعة واحدة إلى سماء الدنيا وهي أعظم ليلة من ليالي القدر .


من سنة 220هـ = 20 من سبتمبر 835م: مولد "أحمد بن طولون" مؤسس الدولة الطولونية، ولد ببغداد، وتلقى تعليمه العسكري والديني بها، وبعدما شبّ لفت الأنظار إليه بعلمه وشجاعته، ثم ولي مصر سنة 254هـ = 868م، ونجح في أن يقيم دولة قوية شملت مصر والشام والحجاز، ولا يزال مسجده الكبير في القاهرة شاهدًا على ما بلغته دولته من رقي وتقدم…


من سنة 584هـ = 15 من نوفمبر 1188م: وفاة الشاعر الناثر والأمير الفارس "أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ"، المعروف بأسامة بن منقذ، أحد أبطال المسلمين في الحروب الصليبية، له ديوان شعر مطبوع، ومذكرات بعنوان "الاعتبار" وكتب في الأدب.


من سنة 1298 هـ = 18 اغطس 1881 م: قبائل الغرب والجنوب الغربي التونسي تعلن الجهاد ضد الفرنسيين المحتلين.


من سنة 1329هـ = 21 سبتمبر 1911م: وفاة الزعيم أحمد عرابي قائد الثورة العرابية ومفجرها ضد الخديوي توفيق. وقد فشلت الثورة نتيجة للخيانة وتدخل القوات البريطانية لحماية الخديوي، وترتب على فشلها وقوع مصر تحت الاحتلال البريطاني الذي دام نحو سبعين عاما.


من سنة 1371هـ=15 يونيو 1952م: صدور العدد الأول من جريدة "الأخبار" التي أسسها الأخوان علي ومصطفى أمين، وتعرضت هذه الجريدة للتأميم بعد قيام ثورة يوليو، وما زالت تصدر حتى الآن عن دار "أخبار اليوم".


من سنة 1374 هـ = 14 مايو 1955م: توقيع معاهدة إنشاء "حلف وارسو" الذي ضم الكتلة الشرقية تحت قيادة الاتحاد السوفيتي، وجاء إنشاء هذا الحلف بعد إنشاء الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين حلف شمال الأطلنطي وضمهم ألمانيا الغربية إليه عام 1955م، وهو ما اعتبره السوفيت تهديدا مباشرا لها. واستمر حلف وارسو حتى تم إلغاؤه في معاهدة براغ في يوليو 1991م.


فارس الشهباء 06-19-2014 11:16 AM

رد: حدث في رمضان
 
حدث في رمضان - اليوم الرابع والعشرين

في الرابع والعشرين من شهر رمضان عام 20هـ الموافق 5 سبتمبر 641م تمَّ بناء مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه بالفسطاط
0264
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، رحل المُزنيّ أبو إبراهيم إسماعيل بن يحي بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق، الإمام الجليل، ناصر المذهب، قال فيه الإمام الشافعي: {لو ناظر الشيطانَ لغلَبه}. وكتن إماماً ورعاً زاهداً مجاب الدّعوة، متقلّلاً من الدنيا، قال الرافعيّ: {المُزنيّ صحابُ مذهب مستقلّ}. وقال الإسنويّ: {صنّف كتباً، منها المبسوط، المختصر، المنثور، المسائل المعتبرة، الترغيب في العلم، وكتاب الوثائق والعقارب سُمِّي بذلك لصعوبته، وصنّف كتاباً مفرداً على مذهبه لا على المذهب الشافعي}. وذكره البندنيجيّ في تعليقه، وكان إذا فاتته صلاة في الجماعة صلاّها خمساً وعشرين مرة، ويغسِّل الموتي تعبُّداً وإحتساباً، ويقول المُزنيّ: {{أفعله ليرقّ قلبي}}. وكان جَبَل علم، مناظراً محجاجاً، ولد سنة خمس وسبعين ومائة للهجرة النبويّة الشريفة، وتُوفي في مثل هذا اليوم ودُفن قريباً من قبر الإمام الشافعي.

التاريخ: 24 رمضان

0354
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك قُتل الشاعر الكبير أبو طيب المتنبي، ولد المتنبي في الكوفة، هو أبو الطيب المتنبي الشاعر الأشهر. اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي، وإنما سمي المتنبي لأنه على ما قيل ادعى النبوة في بادية السماوة وتبعه خلق كثير من بني كلب وغيرهم. فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الإخشيدية فأسره وتفرق أصحابه وحبسه طويلا ثم استتابه وأطلقه وكان قد قرأ على البوادي كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه، ومن ذلك: والنجم السيار، والفلك الدوار، والليل والنهار، أن الكافر لفي أخطار، امض على سنتك، واقف أثر من كان قبلك من المرسلين، فإن اللّه قامع بك زيغ من ألحد في الدين وضل عن السبيل. ويقال إنه قال شيئا في عضد الدولة فدس عليه من قتله لأنه لما وفد عليه وصله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أفراس مسرجة محلاة وثياب فاخرة. ثم دس عليه من سأله أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة؟ فقال هذا أجزل إلا أنه عطاء متكلف، وسيف الدولة كان يعطي طبعا. غضب عليه عضد الدولة فأرسل إليه فاتك بن أبي جهل الأسدي مع جماعته وهو في طريقة للكوفة كان مع المتنبي جماعته أيضا، فتقاتل الفريقان فلما رأى أبو الطيب الدائرة عليه هم بالفرار، ويقال أن غلامه قال له : يا أبا الطيب أما أنت القائل الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم، فقال له المتنبي قتلتني قتلك اللَّه، فرجع وقاتل حتى قُتل هو وإبنه مُحسَد وغُلامه مُفلح، دارت هذه المعركة التي قُتل فيها المتنبي بالنعمانية ، وكان عند مقتله في الحادية والخمسين من عمره.

من سنة 684هـ = 23 من نوفمبر 1285م: وفاة الشاعر والناقد أبي الحسن حازم بن محمد بن حسن، المعروف بحازم القرطاجني، واحد من النقاد الكبار في الأدب العربي، اشتهر بكتابه "منهاج البلغاء وسراج الأدباء"، وله قصيدة طويلة عُرفت بالمقصورة في أكثر من ألف بيت.

0718
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الذي كان يقابل للتاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني للعام الميلادي 1317، رحل الفقيه الإمام العالِم المناظر، شرف الدين أبو عبد الله الحسين ، الدمشقي، الشافعي، درّس بالمدرسة الجاروخيّة والعذراوية، أفتى بدار العدل، كان واسع الصدر كثير الهمّة كريم النفس مشكوراً في فهمه وحفظه وفصاحته ومناظرته.

0808
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للسادس عشر من شهر آذار للعام الميلادي 1406، رحل العلاّمة الكبير إبن خلدون هو عبد الرحمن مُحَمّد بن خلدون. ولد ونشأ في تونس، ودرس الأدب على أبيه ثم لم يلبث أن التحق صغيرا ككاتب للعالمة، بأمير تونس أبي إسحق الحفصي ( كانت وظيفة تقوم بكتابة الشارة السلطانية بين البسملة والنص ). لم ترضه وظيفته هذه فقصد مراكش واتصل بسلطانها أبي عنان المريني فأصبح أمينا لسره سنة 1356، ولكنه خانه بمراسلته أبي عبد الله الحفصي أمي بجاية القديم المسجون في فاس وقد كشفت المؤامرة فطرح مترجمنا في السجن.أطلق سراحه الوزير حسن بن عمر، بيد أن إبن خلدون انضم إلى أعدائه وحاربه تحت راية المنصور بن سليمان، ثم ما لبث أن خان المنصور وألّب عليه القبائل لمصلحة خصمه أبي سالم، الذي انتصر فأولى إبن خلدون أمانة سر الدولة. وتغير عليه السلطان فسعى إبن خلدون مع أحد الوزراء السابقين وقلبه، ولكن الوزير استأثر بالوزارة فغضب إبن خلدون وسافر إلى غرناطة حيث عاش مدة في بلاط ملكها إبن الأحمر ووزيره لسان الدين بن الخطيب. ترك غرناطة ليعود عام 1365 إلى بجاية وقد تملكها صديقه القديم فولي رئاسة الوزارة. وحين قتل الأمير في حربه ضد إبن عمه فاوض إبن خلدون الغازي لتسليمه المدينة لقاء احتفاظه بالوزارة فكان له ذلك، ثم لم يلبث أن تغير عليه الأمير فاضطر أن يهرب. ظل مدة يتنقل بين قبائل بني رياح يستميلها تارة إلى السلطان أبي حمو وأخرى يكلف باستمالتها إلى عبد العزيز المريني.. ولكن تقلباته الدائمة أحنقت الجميع عليه فسافر إلى الأندلس ولم يلق عند بني الأحمر ما كان ينتظره لأنهم علموا بمشايعته لوزيرهم السابق المغضوب عليه لسان الدين الخطيب. عاد إلى إفريقيا فوجد نفسه بقبضة السلطان أبي حمو الذي كان إبن خلدون قد خانه سابقا باستمالته قبائل بني رياح، فكلفه السلطان بإعادة الكرة لاستمالتها مجددا ولكنه اعتذر وانصرف إلى التأليف مدة أربع سنوات فوضع في قلعة إبن سلامة مقدمة تاريخه وشرع بكتابة التاريخ. ثم تغير عليه صديقه مفتي تونس فأوغر صدر السلطان عليه واضطر إبن خلدون أن يسافر قصد الحج إلى مكة 1382. وصل إلى القاهرة وكانت شهرته قد سبقته فشرع يدرس في الأزهر ثم عين أستاذا للفقه المالكي ثم قاضيا للمذهب ولكن تشدده أثار الناس عليه فعزل. وفي هذه الأثناء وافاه نعي عائلته التي غرقت في طريقها إلى مصر. حج الأماكن المقدسة ثم عاد إلى تولي القضاء ولكنه عزل وفي عام 1400 رافق الحملة المصرية لمحاربة تيمورلنك في الشام، واتصل بالغازي الذي أعجب بعلمه ودهائه في مفاوضته بشأن الصلح. وبعد أن أقام ضيفا عليه 35 يوما عاد إلى مصر وتولى القضاء المالكي عام 1401، ولكنه رأى في منافسة البساطي خصما قويا فكان كل منها يتولى المنصب بضعة أشهر حتى مات إبن خلدون عام 1406 وهو في منصبه للمرة السادسة. لم يعرف التاريخ السياسي العربي رجلا ملئت حياته بالحوادث مثل إبن خلدون حتى ليمكننا القول أن أبرز صفاته هي: التقلب، الدهاء وحب الظهور، الثقة بالنفس، الذكاء، حب العمل والمغامرات السياسية.
أما آثاره: فقد ذكر له لسان الدين بن الخطيب عددا من الكتب ولكن لم يصل إلينا سوى تاريخه الكبير وكتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ويقع هذا الكتاب في سبعة مجلدات مرتبة حسب تعبير إبن خلدون نفسه، على مقدمة وثلاثة كتب، تتضمن الموضوعات التالية:
1- المقدمة: في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه والالماع بمغالط المؤرخين.
2- الكتاب الأول: في العمران وذكر ما يعرض فيه من العوارض الذاتية من الملك والسلطان والكسب والمعاش والصنائع والعلوم وما لذلك من العلل والأسباب.
3- الكتاب الثاني: في أخبار العرب وأجيالهم ودولهم، منذ بدء الخليقة إلى هذا العهد. ومن عاصرهم من مشاهير الأمم ودولهم مثل النبط والسريان والفرس وبني إسرائيل واليونان والروم والقبط والترك والفرنجة.
4- الكتاب الثالث: في أخبار البربر ومن إليهم من زناته، وذكر أوليتهم وأجيالهم وما كان لهم بديار المغرب خاصة من الملك والدول.

من سنة 1087هـ = 30 من أكتوبر 1676م: وفاة الصدر الأعظم أحمد باشا كوبريللي، أحد رجالات الدولة العثمانية العظام في القرن الحادي عشر الهجري، وأصغر من تولى الصدارة العظمى في تاريخ الدولة، حيث لم يتجاوز عمره السادسة والعشرين، ودام في منصبه خمسة عشر عامًا نجح في أثنائها في إعادة المجد التالد للدولة العثمانية.

1284
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك أبصر النور بمدينة اللاذقية على الساحل السوري الإمام عبد القادر المغربي، كان أبوه قد سكَنَهَا ليتولّى القضاء فيها.

من سنة 1364 هـ =2 من سبتمبر 1945م: تقديم وزير خارجية اليابان وثيقة استسلام بلاده في الحرب العالمية الثانية إلى الجنرال ماك آرثر وذلك على ظهر البارجة الأمريكية العملاقة "ميسوري"، وكانت اليابان قد اضطرت للاستسلام بعد ضرب هيروشيما وناجازاكي بقنبلتين ذريتين أحدثا دمارا هائلا وشاملا.

1389
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وكان يوم الأربعاء، رحل العلامة الإمام مفتي الديار السعودية فضيلة الشيخ مُحَمّد إبن إبراهيم آل الشيخ في مدينة الرياض، عن ثمانية وسبعين عاماً.

من سنة 1393 هـ = 21 من أكتوبر 1973م: قيام كل من الكويت وقطر والبحرين ودبي بوقف تصدير بترولهم نهائيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا، وذلك تضامنا مع مصر وسوريا في معركتهما المظفرة ضد إسرائيل والتي حققا فيها النصر لأول مرة في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر.

من سنة 1420هـ = 1 من يناير 2000م: استعادة جمهورية بنما سيادتها على قناتها المعروفة باسم قناة بنما بعد إدارة أمريكية استمرت 85 عاما، والمعروف أن هذه القناة أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية 1904-1914م لتصل المحيط الأطلنطي بالمحيط الهادي.

من سنة 1422 هـ = 9 ديسمبر 2001 م: وفاة صائد الدبابات الشهير في حرب أكتوبر 1973 "محمد عبد العاطي".. عُرف بصائد الدبابات، وسجلوا اسمه في الموسوعات الحربية كأشهر صائد دبابات في العالم.

- سلاح النفط في حرب العاشر من رمضان:
في 24 من رمضان 1393هـ الموافق 21 من أكتوبر 1973م: قامت كل من الكويت وقطر والبحرين ودبي بوقف تصدير بترولهم نهائيًّا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا، وذلك تضامنًا مع مصر وسوريا في معركتهما المظفرة ضد اليهود المحتلين والتي حققا فيها النصر لأول مرةٍ في حربِ العاشر من رمضان السادس من أكتوبر.

وفاة صائد الدبابات:
في 24 من رمضان 1422هـ الموافق 9 ديسمبر 2001م: تُوفي صائد الدبابات الشهير في حرب أكتوبر 1973م "محمد عبد العاطي".. عُرف بصائد الدبابات، وسجلوا اسمه في الموسوعات الحربية كأشهر صائد دبابات في العالم.



فارس الشهباء 06-19-2014 11:19 AM

رد: حدث في رمضان
 

الأحداث التالية حصلت في 25 رمضان


*************

عصماء بنت مروان شاعرة مؤذية:

من حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان في السنة الثانية للهجرة قتل عصماء بنت مروان وهي من بني أمية بن زيد.
قال ابن حجر في الإصابة (4/271) عمير بن عدي بن عامر بن خطمة أنصاري ضرير، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوره في بني واقف، ولم يشهد بدراً لضرارته، وهو أول من أسلم من بني خطمه.

و عمير بن عدي هو الذي قتل عصماء بنت مروان التي كانت تعيب الإسلام وأهله، وكانت تحرض على المسلمين وتؤذيهم، وتقول الشعر في ذلك (الثقات 1/218) فجعل عمير بن عدي عليه نذراً لئن رد الله رسوله سالماً من بدر ليقتلنها، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعد فراغه من بدر عدا عمير بن عدي على عصماء، فدخل عليها في جوف الليل لخمس ليال بقين من رمضان فقتلها، ثم لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، فصف مع الناس وصلى معه الصبح.

وكان صلى الله عليه وسلم يتصفحهم إذا قام يريد الدخول إلى منزله، فقال لعمير بن عدي:

ـ أقتلت عصماء؟؟

قال: نعم يا رسول الله هل علي في قتلها شيء.؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينتطح فيها عنزان.

فكان أول من قالها، فسار بها المثل.


ـ هدم صنم العزى المشهور:

ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان هدم صنم العزى سنة 8 للهجرة عام الفتح (البداية 4/306) قال ابن إسحاق: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى، وكانت بيتاً بنخلة تعظمه قريش وكنانه ومضر، وكان سدنتها من بني شيبان من بني سُليم حلفاء بني هاشم، فلما سمع حاجبها السلمي بمسير خالد بن الوليد إليها علق سيفه عليها ثم اشتد في الجبل الذي هو فيه وهو يقول: أيا عز شدي شدة لا شوى لها على خالدٍ ألقي القناع وشمري.

أيا عز إن لم تقتلي المرء خالداً فبويء بإثم عاجل أو تنصري.

قال: فلما انتهى إليها خالد هدمها، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره.

فقال: ما رأيت؟ قال: لم أر شيئاً.

فأمره بالرجوع، فلما رجع خرجت إليه من ذلك البيت امرأة سوداء ناشرة تولول، فعلاها بالسيف وجعل يقول:

ـ يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك !!

ثم ضرب ذلك البيت الذي كانت فيه، وأخذ ما كان فيه من أموال، ثم رجع فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

ـ تلك العزى، ولا تعبد أبدا.

وكان هدمها لخمس بقين من رمضان عام الفتح.


ـ عقد العباسيين لواءهم الأول

ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 128هـ انتشار دعوة بني العباس علانية في خراسان على يد أبي مسلم الخراساني.

قال ابن الأثير (الكامل 5/28) في شعبان نزل أبو مسلم قرية من قرى مرو يقال لها (فنين) ووجه منها أبا داود النقيب ومعه عمرو بن أيمن إلى طخارستان فما دون بلخ، وأمرهما باظهار الدعوة في شهر رمضان، ووجه نصر بن صبيح التميمي وشريك بن غضي التميمي على مرو الروز بإظهار الدعوة في رمضان، ووجه أبا عاصم عبد الرحمن بن سليم إلى الطالقان، ووجه الجهم بن عطية إلى العلاء بن حريث بخوارزم بإظهار الدعوة في رمضان كلهم لخمس بقين منه

ثم تحول أبو مسلم إلى قرية سفيندنج، فبث دعاته إلى الناس وأظهر أمره، فأتاه في ليلة واحدة أهل ستين قرية.

فلما كان ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان سنة (128هـ) عقد اللواء الذي بعث به الإمام الذي يدعى الظل على رمح طوله أربعة عشر ذراعاً، وعقد الراية التي بعث بها إليه وهي التي تدعى (السحاب) على رمح طوله ثلاث عشرة ذراعاً وهو يتلو: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) ولبسوا السواد هو ومن معه ومواليه. وتأول الظل والسحاب (وهما اسمي رايتيهما) أن السحاب يطبق الأرض، وأن الأرض كما لا تخلو من ظل كذلك لا تخلو من خليفة عباسي إلى آخر الدهر.

ـ الإفراج عن الإمام أحمد بن حنبل:

ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 221 رفع العذاب، بل وأفرج عن الإمام أحمد بن حنبل من سجنه.

وقد أورد ابن كثير في البداية والنهاية (10/334) صورة عن تعذيب الإمام أحمد على يد الخليفة العباسي المعتصم. ونقلاً عن الإمام أحمد نفسه يقول:

ـ قال المعتصم: خذوه واخلعوه واسحبوه ، فأُخذت وخلعت، وجيء بالقعابين والسياط (والعقابان أشبه ما يكونان بخشبتين يشبح عليها المضروب ويشد إليهما). فجردوني وصرت بين العقابين.

فقلت : يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

ـ "لا يحل دم أمرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث.." وتلوت الحديث، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم فبم تستحل دمي ولم آت شيئاً من هذا ؟! يا أمير المؤمنين أذكر وقوفك بين يدي الله كوقوفي بين يديك!!

فكأنه أمسك، ثم لم يزالوا يقولون له : يا أمير المؤمنين إنه ضال مضل كافر، فأمر بي فقمت بين العقابين، وجيء بكرسي فأقمت عليه، وجيء بالضرّابين ومعهم السياط، فجعل أحدهم يضربني سوطين ويقول له المعتصم:

ـ شد قطع الله يديك!

ويجيء الآخر فيضربني، ثم الآخر، فضربني أسواطاً فأغمي عليّ مراراً، حتى أرعبه أمري وأمر بي فأطلقت ولم أشعر إلا وأنا في حجرة من بيت وقد أطلقت الأقياد من رجلي!!..

وكان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من رمضان . ثم أمر الخليفة بإطلاقه إلى أهله.

وكان عدد السياط التي ضرب بها نيفا وثلاثون سوطا، لكن ضربه كان ضرباً مبرحاً شديداً جداً.

ويروى أنه لما أقيم ليضرب انقطعت تكة سرواله، فخشي أن يسقط سراويله فتكشف عورته فحرك شفتيه فدعا الله بقوله:

ـ يا غياث المستغيثين يا اله العالمين إن كنت تعلم أني قائم لك بحق فلا تهتك لي عورة. فعادت سراويله كما كانت.

ولما حمل من دار الخليفة إلى دار إسحاق بن إبراهيم وهو صائم، أتوه بسويق ليفطر من الضعف، فامتنع وأتم صومه.


في الخامس والعشرين من شهر رمضان عام 463هـ الموافق 1070م ، حقق المجاهد (ألب آرسلان) قائد جيوش المسلمين ، وسلطان الدولة السلجوقية ، انتصاراً عسكرياً فريداً في التاريخ الإسلامي ، على الدولة البيزنطية ، وحلفائها الصليبيين ، ووقع إمبراطور الدولة البيزنطية (رومانوس الرابع) أسيراً في هذه الموقعة الحربية (ملاز كرد) أو (ملاز جرد) ، والتي تقع بالقرب من (أخلاط) غربي آسيا الصغرى.

ـ الأفضل بن بدر الجمالي يدخل القدس:

ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 491هـ أن الأفضل بن بدر الجمالي قاد جيشاً إلى مدينة القدس، فحاصروها ونصب عليها المنجنيق (معجم البلدان 5/171) مما دفع بها إلى الإستسلام له بالأمان، وخرج منها أميراها المكسورين: سكمان بن أرتق وأخوه إيلغازي التركمانيين نحو العراق.

قال ابن خلكان (وفيات الأعيان 2/451) إن الأفضل تسلم القدس في يوم الجمعة لخمس بقين من رمضان، وولى فيه مِنْ قِبله مَنْ لم يكن له طاقة بالفرنج الصليبيين الذي جاءوا طامعين بالقدس فأخذوا منه القدس، في شعبان بعد سنة. ولو ترك القدس في يد الارتقية (ابني أرتق سكمان وإيلغازي) لكان أصلح للمسلمين فندم الأفضل ـ عندما ذهبت القدس ـ حيث لم ينفعه الندم.

ـ أبو الفضل الميداني صاحب كتاب الأمثال:

وممن توفي في الخامس والعشرين من رمضان أبو الفضل أحمد بن محمد بن احمد الميداني النيسابوري الأديب سنة 518هـ (وفيات الأعيان 1/148)

كان فاضلاً عارفاً باللغة، أتقن منها خاصة أمثال العرب له كتاب: الأمثال مشهور معروف. سمع الحديث ورواه.

توفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين من رمضان.


ـ مقتل الخليفة العباسي الراشد بالله.

ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 532هـ قتل الخليفة العباسي الراشد بالله.

قال ابن العماد في شذرات الذهب (2/94) : حصل خُلْفٌ بين السلطان مسعود والخليفة الراشد بالله، فخرج الخليفة إلى الموصل فخالفه السلطان مسعود ودخل بغداد، واحتوى على دار الخلافة، واستدعى الفقهاء، وأخرج لهم خط والد الخليفة المسترشد الذي كتبه له بنفسه: أنه من خرج من بغداد لقتال السلطان فقد خلع نفسه من الخلافة، فأفتى من أفتى من الفقهاء بخلعه بحكم الحاكم وفتيا الفقهاء.

واستدعى بعمه المقتفي ابن المستظهر بالله فبويع بالخلافة.

أما الراشد المخلوع فقد هرب بعد هزيمته العسكرية أمام جيش السلطان مسعود في (مراغة) فدخل أصبهان، فلما كان الخامس والعشرون من رمضان (الكامل 9/305) وثب عليه نفر من الخراسانية (فرقة من جنوده) الذين كانوا في خدمته، فقتلوه وهو يريد القيلولة.

وكان الراشد بالله أبيض أشقر حسن اللون مليح الصورة مهيباً، شديد القوة والبطش.

قال أبو بكر الصولي: الناس يقولون إن كل سادسٍ يقوم بأمر الناس من أول الإسلام لا بد من أن يخلع، وربما قتل.

فتأملت ذلك فرأيته كما قيل!! فإن أول من قام بأمر هذه الأمة محمد رسول الله ثم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي والحسن رضي الله عنهم فخلع وهو سادسهم، ثم معاوية ويزيد ابنه ومعاوية ابن يزيد ومروان وعبد الملك ابنه وعبد الله بن الزبير (سادس) فخلع، ثم عبد الله وأخوه سليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام ابنا عبد الملك والوليد بن يزيد فخلع وقتل، ثم لم ينتظم أمر بني أمية، ثم ولي السفاح والمنصور والمهدي والهادي والرشيد والأمين (السادس) فخلع وقتل. والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين (السادس) فخلع وقتل، والمعتز والمهتدي والمعتمد والمعتضد والمكتفي والمقتدر (السادس) فخلع ثم رد ثم قتل، ثم القاهر والراضي والمتقي والمستكفي والمطيع والطائع (السادس) فخلع، ثم القادر والقائم والمقتدي والمستظهر والمسترشد والراشد (السادس) فخلع وقتل.


ـ الفقيه المفسر فخر الدين الرازي عالم كبير:

وممن ولد في الخامس والعشرين من رمضان سنة 544هـ الإمام الفقيه المفسر فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين التميمي البكري الطبرستاني الأصل الرازي المولد.

فاق فخر الدين الرازي أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل

له التصانيف المفيدة في فنون عديدة، منها: تفسير القرآن الكريم. جمع فيه كل غريب وغريبة، وله كتب أخرى في الفقه والعقائد والطب واللغة.

كان له في الوعظ اليد البيضاء (وفيات الأعيان 4/252) وكان يلحقه الوجد حال الوعظ ويكثر البكاء، ورجع بسببه كثير من الطائفة الكرامية وغيرهم إلى مذهب أهل السنة. لقب بشيخ الإسلام. من شعره:

نهاية إقدام العقول عقال

وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا

وحاصل دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا

سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

وكم قد رأينا من رجال ودولة

فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا.

حضر درسه ذات يوم شرف الدين بن عنين في مدرسته بخوارزم، وكان اليوم شاتياً والثلج كثير، فسقطت بالقرب منه حمامة وقد طردها بعض الجوارح، ولم تقدر على الطيران من خوفها وشدة البرد، فلما قام الإمام فخر الدين الرازي رق لها وأخذها بيده، فأنشد ابن عنين في الحال:

يا ابن الكرام المطعمين إذا شتوا

في كل مسبغة وثلج خاشفِ

العاصمين إذا النفوس تطايرت

بين الصوارم والوشيج الراعفِ

من نبّأ الورقاء أن محلكم حرم

وأنك ملـــجأُ للخائــفِ

وفدت عليك وقد تدانى حتفها

فحبوتها ببقائها المستأنفِ

ولو أنها تحبى بمال لانثنت

من راحتيك بنائل متضاعف



ـ وقعة عين جالوت بين التتار والمماليك:

ـ ابن الجزري مقرئ ذو جاه رحالة:

ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين ولادة المقرئ الشافعي محمد بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي المعروف بابن الجزري نسبة إلى جزيرة ابن عمر قرب الموصل (البدر الطالع 2/257).

كان والد ابن الجزري تاجراً لا يولد له، فشرب من ماء زمزم بنية أن يرزقه الله ولداً عالماً، فولد له محمد هذا في ليلة السبت الخامس والعشرين من رمضان سنة 751هـ.

تلقى ابن الجزري العلوم الشرعية كلها، واشتد شغفه بالقراءات حتى جمع العشر ثم الثلاث عشرة، ودخل بلاد الروم واتصل بالسلطان بايزيد، وانتقل في البلدان كثيراً من سمرقند إلى خراسان إلى أصبهان فشيراز فالبصرة، وجاور بمكة والمدينة، ثم رحل إلى دمشق فالقاهرة فاليمن، وأخيراً شيراز.

له تصانيف كثيرة مهمة منها: النشر في القراءات العشر، وإتحاف المهرة في تتمة العشرة، ونظم طيبة النشر في القراءات العشر في الف بيت. وغير ذلك كثير.


ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ وقعة شهيرة ذات أثر كبير في تاريخ المسلمين. إنها وقعة عين جالوت التي اوقفت زحف التتار على بلاد المسلمين.

وعين جالوت اسم لعين ماء شهيرة في فلسطين التقى في مرجها جيش المسلمين أيام السلطان الظاهر بيبرس الجاشنكيري وقائده الملك المظفر قطز بجيش التتار بقيادة كتبغانوين.

قال ابن كثير (البداية 13/221) وكان اجتماعهم على عين جالوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان، فاقتتلوا قتالاً عظيماً، وحمل كتيفانوين على ميسرة المسلمين فكسرها، ثم أيد الله المسلمين وثبتهم في المعركة، فحملوا حملةصادقة على التتار فهزموهم هزيمة لا تجبر أبدا، وقتل أمير التتار كتبغانوين في المعركة، وأسر ابنه فأحضر بين يدي المظفر قطز فقال له:

ـ أهرب أبوك

قال : إنه لا يهرب

فطلبوه فوجدوه بين القتلى. فلما رآه ابنه صرخ وبكى.

فلما تحققه المظفر قطز سجد لله تعالى ثم قال:

ـ أنام طيبا.. كان هذا سعادة التتار وبقتله ذهب سعدهم.!

وكان قتله يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان

وكان الذي قتله الأمير آقوش الشمس رحمه الله.

وكان كتبغانوين هذا هو الذي قاد جيوش التتار لهولاكو، فاحتل ودمر ودوخ البلاد، من أقصى بلاد العجم إلى بلاد الشام حتى قتل في عين جالوت لا رحمه الله.

25 من رمضان 658هـ الموافق 3 من سبتمبر 1260م نشوب معركة عين جالوت في المنطقة التي تقع بين بيسان ونابلس بفلسطين بقيادة المظفر "سيف الدين قطز" والمغول بقيادة "كيتوبوقا"، وقد كتب الله النصر للمسلمين فحققوا فوزًا هائلا، أوقف زحف المغول الهمج، وأنقذ الحضارة الإسلامية من الدمار.
1066 - هارولد الثاني ملك إنكلترا يهزم أخاه توستيغ وهارولد هاردرادا ملك النرويج في موقعة جسر ستامفورد.
في 25 من رمضان 1284 هـ الموافق 20 يناير 1868 م : ولد الزعيم المصري محمد فريد، أحد زعماء الحركة الوطنية بمصر، تسلم زعامة الحزب الوطني بعد وفاة الزعيم مصطفى كامل، بذل ماله وجهده في خدمة القضية المصرية والمطالبة بالاستقلال والتنديد بالاحتلال. توفي غريبا عن وطنه في ألمانيا. ترك مؤلفات تاريخية هامة من أشهرها تاريخ الدولة العليا العثمانية.

الأحداث في 25 سبتمبر..

1394 – الجيش العثماني بقيادة السلطان بايزيد الأول يصطدم بجيش صليبي مكون من مقاتلين و فرسان من عدة بلدان أوروبية بقيادة سيجيسموند ملك المجر عند مدينة نيقوبوليس (ببلغاريا حالياً) و انتهت المعركة بانتصار للمسلمين.
1799 - انتصر الفرنسيون على الروس في زيوريخ بسويسرا.
1807 - جلاء حملة فريزر الإنجليزية عن الأراضي المصرية نهائياً
1847 - تم لفرنسا احتلال الجزائر من أقصاها لأقصاها، بعدما تم القبض على المناضل عبد القادر الجزائري
1920 - الفرنسيون بقيادة الجنرال غورو يهزمون قوات الأمير فيصل ويدخلون دمشق.
1926 - عقد اتفاقية جنيف لتحرير الرق.
1955 - تم تمديد أول "كيبل" هاتفي تحت مياه المحيط الأطلسي.
1959 - اغتيال رئيس وزراء سيلان سلومون باندرانيكا.
1962 - إعلان قيام الجمهورية الجزائرية.
1973 - بدأت الجولة الثانية من المباحثات الأمريكية السوفيتية حول الحد من إنتاج الأسلحة النووية
1973 - عودة مركبة الفضاء الأمريكية سكاي لاب بروادها الثلاثة بعد دورانها حول الأرض 59 يوماً.
1979 - إسرائيل تعيد إلى مصر 7600 كيلو متر مربع من سيناء وذلك كجزء من اتفاقية السلام
1980 - أول انتخابات لمجلس الشورى في مصر
1984 - عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والأردن
1984 - بدء انسحاب القوات الليبية والفرنسية من تشاد وفق اتفاقية وقعت بين البلدين.
1985 - مقتل ثلاثة من عملاء الموساد في هجوم مسلح على زورق إسرائيلي في ميناء لارنكا القبرصي.
1987 - قائد قوات الجيش في فيجي العقيد ستيفيني رابوكا يقود انقلاباً عسكرياً ويستولي على السلطة.
1997 - خالد مشعل القيادي في حماس يتعرض لمحاولة اغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمّان.
1998 - الطيار البريطاني أندي جرين يسجل في صحراء نيفادا بالولايات المتحدة الأمريكية رقماً قياسياً في قيادة السيارة: 1142 كم/ساعة.

مواليد

1807 - الأمير عبد القادر الجزائري، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
1897 - وليم فولكنر، أديب وروائي أمريكي.
1913 - شارل حلو، رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق.
1945 - فرانس يانسينس، لاعب كرة قدم بلجيكي.
1950 - سبستياو لازاروني، مدرب كرة قدم برازيلي.


وفيات

2003 - فرانكو موديلياني، اقتصادي إيطالي

فارس الشهباء 06-19-2014 11:21 AM

رد: حدث في رمضان
 
الأحداث التالية حصلت في 26 رمضان

من سنة 9 هـ = 5 يناير631 م: عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، التي تخلف عنن حضورها بعض الصحابة، وحينما عاد النبي دخل المسجد فصلى واعتذر من اعتذر ، وكانت حادثة مقاطعة كعب بن مالك وصاحبيه .

في 26 رمضان 255هـ الموافق 869م بدأت ثورة الزنج ، وهو القبائل الزنجية التي تقطن ساحل أفريقيا الشرقي ، وقد أطلق مؤرخو العرب هذا الاسم على العبيد المنتفضين الذين أثاروا الرعب في القسم الأسفل من العراق 15 عاماً حتى عام 884م ، وكانت فتنة الزنج على جانب كبير من الأهمية ، ونشبت بزعامة علي بن محمد بن عيسى المعروف بـ (البرقعي) وبمعاونة القرامطة.

26 من رمضان 9 هـ الموافق 5 يناير631 م عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، التي تخلف عن حضورها بعض الصحابة، وحينما عاد النبي دخل المسجد فصلى واعتذر من اعتذر ، وكانت حادثة مقاطعة كعب بن مالك وصاحبيه .

ثورة الزنج‏

في مثل هذا اليوم من رمضان 255هـ المصادف عام 865 م بدأت ثورة الزنج التي قامت بها القبائل الزنجية في الساحل الشرقي لإفريقيا بزعامة علي بن محمد بن عيسى المعروف بالبرقعي وساند القرامطة القبائل الزنجية في ثورتهم.‏

ولد ابن خلدون في تونس في أول رمضان عام 732هـ ونشأ في بيت علم ومجد عريق, فحفظ القرآن الكريم ودرس على مشاهير عصره في الأندلس.‏

انتقل في شبابه إلى غرناطة ولقي فيها حفاوة كبيرة, ثم انتقل إلى مصر فلاقى حفاوة مماثلة.‏

ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع واشتهرت له مقدمته الشهيرة المعروفة بمقدمة ابن خلدون كما اشتغل بالتاريخ والتراجم الذاتية وكان شاعراً مبدعاً وعمل في القضاء.‏

استشهاد النفس الزكية‏

في مثل هذا اليوم من رمضان الموافق للسابع عشر من كانون الأول 762م استشهد محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم, والملقب بالنفس الزكية وكان قد استقر في المدينة المنورة حين أرسل أبو جعفر المنصور جيشاً لمحاربته.‏

من سنة 762هـ=30 من يوليو 1361م: مولد أبي الثناء محمود بن أحمد بن موسى، المعروف ببدر الدين العيني، أحد أئمة الفقه والحديث والتاريخ في القرنين الثامن والتاسع الهجريين، وصاحب العديد من المؤلفات الشهيرة، مثل: "عقد الجمان"، و"عمدة القاري في شرح صحيح البخاري".

26 من رمضان 808هـ الموافق 16 من مارس 1401م وفاة العالم الموسوعي ورائد علم الاجتماع "عبد الرحمن بن خلدون" الذي تعد بحوثه ودراساته سبقًا في كثير من العلوم والفنون كالتاريخ والسيرة الذاتية والدراسات التربوية وغيرها.

استسلام بلغراد‏

في مثل هذا اليوم من رمضان الموافق للثامن والعشرين من آب 1521م استسلمت مدينة بلغراد بعد حصار الجيش العثماني لها بقيادة الوزير محمد باشا وأقيمت أول صلاة جمعة فيها.‏

من سنة 1021 هـ = 20 من نوفمبر 1612م: الدولة العثمانية توقع معاهدة إستانبول مع إيران، لإنهاء الحرب التي استمرت بينهما 9 سنوات، وعينت هذه المعاهدة الحدود بين الجانبين ، لكن هذا الصلح لم يستمر إلا سنتين فقط حيث تجدد القتال بين الجانبين.

التاريخ: 26 رمضان
من سنة 1125 هـ وقيل 1121 للهجرة: توفي العالم الفقيه جمال الدين الخوانساري محمد بن الحسين ، ويعرف بجمال المحققين ، صاحب كتاب شرح اللمعة .

من سنة 1271 هـ= 12 يوليو 1855 م: مولد المؤرخ والأديب الرحالة التونسي محمد بن عثمان الحشائشي صاحب كتاب "تاريخ جامع الزيتونة".

من سنة 1364 هـ = 3 من سبتمبر 1945م: انتهاء الحرب الصينية – اليابانية، بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية بيومين، وانسحاب القوات اليابانية من الصين، بعد فترة من الحرب استمرت من 1937 حتى 1945م، وتؤكد الصين أنها تضررت من الاستعمار الياباني، وأن خسائرها بلغت 35 مليون قتيل خلال 8 سنوات من الاستعمار.

من سنة 1365 هـ = 3 أغسطس 1946 م: اعتقال أكثر من 50 وطنيا تونسيا أثناء عقد مؤتمر الاستقلال في العاصمة تونس برئاسة العروسي الحداد حيث طالب هذا المؤتمر بالاستقلال التام عن فرنسا.

السادس والعشرون من رمضان

من سنة 1377 هـ = 15 إبريل 1958 م: حزب الاستقلال أكبر الأحزاب المغربية يرفع رسالة إلى الملك الحسن الثاني يطالبه فيها بتأليف وزارة منسجمة يكون جميع أعضاؤها من حزب واحد أو مجموعة سياسية منسجمة.


فارس الشهباء 06-19-2014 11:24 AM

رد: حدث في رمضان
 
الأحداث التالية حصلت في 27 رمضان


*************
ـ ليلة القدر خير من ألف شهر:

أعظم ليلة في شهر رمضان بل وأعظم ليلة في العام كله علي رأي جماهير العلماء – هي ليلة القدر.

ومعني القدر أي: المنزلة العظيمة وهي الليلة التي أشير إليها في قوله تعالي (إنا أنزلناه في ليلة القدر, وما أدراك ما ليلة القدر, ليلة القدر خير من ألف شهر, تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر, سلام هي حتى مطلع الفجر).

وأكثر العلماء على أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان وقال بعضهم غير ذلك. ولكن الأكثرية من هؤلاء علي أنها منحصرة في العشر الأخير من رمضان في أيامه الوترية (21- 23- 25- 27- 29)

وتعتبر ليلة القدر من خصائص الأمة المحمدية

وقد أخفي أمرها عن الناس لينشطوا إلي العمل في سائر الأوقات وكونها في ليلة السابع والعشرين أمر غالب.

يجب في ليلة القدر الانصراف التام للصلاة والدعاء والعمل الصالح

ـ عادات رمضانية طيبة في مكة المكرمة:

ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان ما أشار إليه الرحالة المؤرخ ابن بطوطة في رحلته (1/185) فقد أشار إلى بعض ما تعوده أهل مكة حرسها الله من عادات رمضانية طيبة في ليالي الشهر المبارك، تبلغ ذروتها في ليلة السابع والعشرين من رمضان. قال ابن بطوطة:

ـ (وأعظم تلك الليالي عند أهل مكة ليلة سبع وعشرين، واحتفالهم لها أعظم من احتفالهم لسائر الليالي, ويختم بها القرآن العظيم خلف المقام الكريم، وتقام إزاء حطيم الشافعية (وهو محراب كان يصلي فيه إمام الشافعية) خشب عظيم وتعرض بينها ألواح طوال ويجعل ثلاث طبقات (مدرّج) وعليها الشمع وقنديل الزجاج، فيكاد يغشي الأبصار شعاع الأنوار, ويتقدم الإمام فيصلي فريضة العشاء الأخرة ثم يبتدئ قراءة سورة القدر ـ وإليها يكون انتهاء قراءة الأئمة في الليلة التي قبلها، وفي تلك الساعة يمسك جميع الأئمة في مكة عن التراويح، تعظيماً لختمة المقام ويحضرونها متبركين ـ فيختم الإمام في تسليمتين، ثم يقوم خطيبا مستقبل المقام، فإذا فرغ من ذلك عاد الأئمة إلى صلاتهم، وانفض الجمع ثم يكون الختم ليلة تسع وعشرين في المقام المالكي، في منظر مختصر وعن المباهاة منزه موقر.

ـ كسوة الكعبة أيام المأمون العباسي:
ويذكر صاحب (السيرة الحلبية 1/281) في باب كسوة الكعبة أن المأمون العباسي كان يكسو الكعبة الديباح الأحمر والديباج الأبيض والقباطي. فكانت تكسى الأحمر يوم التروية، والقباطي يوم هلال رجب، والديباج الأبيض يوم سبع وعشرين من رمضان.

قال بعضهم: وهكذا كانت تكسى في زمن المتوكل العباسي، ثم في زمن الناصر العباسي كسيت السواد من الحرير، واستمر ذلك زمناً طويلاً.

وكسوة الكعبة كانت من غلة قريتين يقال لهما: بيسوس وسندبيس من قرى القاهرة، وفقهما الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون في سنة نيف وخمسين وسبعمائة. قال: والآن زادت القرى على هاتين القريتين.

ـ الحجاج بن يوسف الثقفي يلقي حتفه:

من حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 95 هـ وفاة القائد الأموي الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي الطائفي توفي ليلة سبع وعشرين من رمضان .

قال ابن كثير (البداية 9/138): أراح الله العباد والبلاد بموت الحجاج في ليلة مباركة على الأمة. كان شجاعاً مقداماً مهيباً متفوهاً فصيحاً سفاكاً.

ولي الحجاز ثم العراق وخراسان عشرين سنة، وأقره الوليد بن عبد الملك على عمله بعد أبيه عبد الملك بن مروان.

قاتل ابن الزبير وقتله، ثم صلبه. كان لا يصبر عن سفك الدماء، وله مقحمات عظائم وأخبار مهولة، وكان مبدأ أمره أن ولي شرطة أبان بن مروان.

أصيب قبل وفاته بالأكلة فسوغه الطبيب لحماً في خيط فخرج مملوءاً دوداً، وسلط الله عليه البرد، فكان يوقد النار تحته وتؤجج حتى تحرق ثيابه وهو لا يحس بها، فشكا إلى الحسن البصري فقال:

ـ ألم أكن نهيتك أن تتعرض للصالحين!! فلما مات سجد الحسن شكراً لله وقال:

في السابع والعشرين من شهر رمضان عام 392هـ الموافق 1002م ، مات المنصور رابع الخلفاء الأمويين في الأندلس وهو في سن الخامسة والستين ، واسمه كاملاً هو : الحاجب المنصور محمد بن عبد الله بن أبي عامر المعافري ، وامتدت فترة حكمه خمسة وعشرين عاماً (367 – 392هـ).

ـ وقعة افراغه وهزيمة للفرنجة في الأندلس:

ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان انتصار المسلمين في الأندلس في وقعة مدينة (إفراغة) التي كان فيه الزاهد المجاهد أبو عبد الله مردنيش الجذامي المغربي.

قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 20/234) كان معه عدة رجال أبطال يغير بهم يمنه ويسرة، وكانوا يحرصون على خيلهم كما يحرص أهل الثغر، وكان أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين يمدهم بالمال والآلات ويَبّرهم.

ولمردنيش مغازي ومواقف مشهودة وفضائل، ففي سنة 557هـ سار ابن رذمير (من الفرنجة) فنازل مدينة إفراغة وبها ابن مردنيش، وطال الحصار، فكتبوا إلى أمير المسلمين علي بن تاشفين ليغيثهم، فكتب إلى ابنه تاشفين وإلى الأمير يحيى بن غانيه بإغاثتهم وإدخال الميرة إليهم، فتهيأ لنجدتهم أربعة آلاف فما وصلوا إلى (إفراغة) إلا وقد فني ما بها، ولم يبق لابن مردنيش سوى حصان، فذبحه لهم فحصل لكل واحد أوقية أوقية

ولما وصل يحيى بن غانيه مغيثاً لهم، اتفق رأي ابن مردنيش معه على أن يوقعوا العدو بين فكي كماشة، بعد أن يستدرجوه بواسطة قافلة الأقوات والطبول والرايات التي تتقدم أمامه قال: فإذا أبصر الأفرنجي اللعين الرايات والطبول والزمر حمل عليه، فَنِكّر عليه من الجهتين.

قال : فصلينا الصبح في ليلة سبع وعشرين من رمضان سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وأبصر اللعين الجيش، وقد استراح من جراحاته، وكان عسكره إذ ذاك أربعة وعشرون ألف فارس سوى أتباعهم، فقصدوا الطبول فانكسروا وتفرقوا ـ يعني المسلمين ـ الذين فيها، فتبعهم الإفرنج ليأخذوهم، فأتينا الروم عن أيمانهم وشمائلهم ونزل النصر، وعمل السيف في الروم حتى بقي ابن رذمير في نحو أربعمائة فارس، فلجؤوا إلى حصن لهم، وبات المسلمون محاصرين له، ثم هلك ابن رذمير بعد خمسة عشر يوماً من هزيمته غماً ومرضاً.

ـ الفقيه الشافعي ابن كجّ إمام مقصود من كل ناحية:

وممن توفي في السابع والعشرين من رمضان سنة (405هـ) القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كجّ الدينوري شيخ الشافعية (طبقات الفقهاء 1/223).

وكج اسم للجص الذي يبيض به الحيطان نسبة إلى جده.

كان يضرب بابن كج المثل في حفظ المذهب، وله فيه وجه، وله تصانيف كثيرة وأموال وحشمة.

ارتحل إليه الناس من الآفاق رغبة في علمه وجوده، جمع بين رياسة الدين والدنيا

وكان بعضهم يقدمه على الشيخ أبي حامد قال له تلميذ:

ـ يا أستاذ الاسم لأبي حامد والعلم لك !! فأجاب ابن كجّ: هو ذاك رفعته بغداد، وحطت مني نيسابور (سير أعلام النبلاء 17/184).

من تصانيفه (التجريد في المهمات) وهو مطول.

وكانت وفاته حزينة مؤسفة فقد تعرض له العيارون والحرامية بدينور، وقتلوه ليلة السابع عشر والعشرين من رمضان سنة 405 هـ رحمه الله.

- القاضي ابن جملة يتعدى في استخدام صلاحياته:

ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 734هـ قضية القاضي ابن جملة.
قال ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية 14/166) إن الشيخ ظهير شيخ ملك الأمراء كان هو الوسيط الذي سعى في تولية ابن جملة القضاء، ولكن بعد مدة وقع بينهما منافسة ومحاققة، فما كان من القاضي ابن جملة إلا أن استدعاه إلى مجلسه وعزره فيه، ثم سلمه إلى أعوانه فطافوا به البلد على حمار يوم الأربعاء سابع عشرين من رمضان، وضربوه ضرباً عنيفاً، ونادوا عليه وأهانوه.

فتألم الناس لكونه في الصيام وفي العشر الأخير من رمضان ويوم سبع وعشرين وهو شيخ كبير صائم، فما أمس حتى استفتي على القاضي المذكور، ودار الناس على المشايخ.

فلما كان يوم تاسع عشرين عقد نائب السلطة بين يديه بدار السعادة مجلساً حافلاً بالقضاة وأعيان المفتين، وأحضر ابن جملة والمجلس قد احتف بأهله، فحضر ولم يأذنوا له بالجلوس بل بقي قائماً، ثم أذنوا له بالجلوس بجانب خصمه الذي جيء به في محفّة (نقالة).

وادعى على ابن جملة في المجلس الشيخ ظهيرا أنه حكم فيه لنفسه واعتدى عليه في العقوبة، وأفاض الحاضرون في ذلك وانتشر الكلام، فما انفصل المجلس حتى حكم القاضي شرف الدين المالكي بفسق ابن جملة وعزله وسجنه، فانفض المجلس على ذلك.

وُرسمَ ( حكم ) على ابن جملة بالسجن بالعذاروية، ثم نقل إلى القلعة جزاء وفاقاً.

27 من رمضان 1093 هـ الموافق 29 من سبتمبر 1682م القائد العثماني "أوزون إبراهيم باشا" يستولي على قلعة فولك الحصينة في سلوفاكيا إضافة على 28 قلعة أخرى بالمنطقة، وقد استطاع هذا القائد تحقيق السيطرة الكاملة على سلوفاكيا.

27 من رمضان 1107 هـ الموافق 20 من أبريل 1696م السلطان العثماني يقوم بحملته السلطانية الثانية على أوروبا، والتي أسفرت عن حرب شرسة مع الجيش الألماني، أسفرت عن انتصار العثمانيين. واستمرت هذه الحملة 6 أشهر حتى 25-10-1696م.

قال في (عجائب الآثار 1/653 ) طوّف أبو الفضل البخاري كثيراً وانتقل بين البلدان، وأفاد واستفاد، دخل اليمن ثم زبيد ثم حج، ثم رحل إلى ينبع وورد مصر سنة 1182هـ، ثم انتقل إلى الصعيد ثم رجع إلى مصر فبيت المقدس، ثم عاد إلى مصر أكثر من مرة.
و كان أبو الفضل البخاري حيثما حل يجتمع مع الأكابر ويقرأ العلوم ويجيز ويستجيز، واجتمع بالسيد الزبيدي صاحب (تاج العروس) فعرف له الزبيدي قدره ونوه به، فأكرمه الناس وهادوه.
ثم سافر أبو الفضل البخاري إلى دمشق، وأخذ عنه علماؤها واحترموه واعترفوا بفضله، وكان إنساناً رأساً في فن الحديث، يعرف فيه معرفة جيدة لا يدانيه فيها أحد, ثم سافر إلى نابلس واستقر أخيراً بها.

له مؤلفات في علم الحديث.

توفي أبو الفضل البخاري بنابلس سحر ليلة الأحد سابع عشرين رمضان ودفن بالزاركية قرب الشيخ السفاريني. رحمه الله.

ـ أبو الفضل البخاري يحدث رحاله:

ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 1200 هـ وفاة المحدث الفقيه البارع محمد بن أحمد بن محمد صفي الدين أبي الفضل الحسيني - الشهير بالبخاري – طبعاً هو غير الإمام المحدث محمد بن اسماعيل البخاري صاحب الصحيح.

ـ مطر وبَرَد عجيبان في القاهرة:

وجاء في (عجائب الآثار 3/243) في حوادث سنة 1222هـ قال:

ـ ومن الحوادث السماوية أنه في سابع عشرين من رمضان في هذه السنة غيمت السماء بناحية الغربية والمحلة الكبرى، وذلك من أطراف القاهرة، وأمطرت برداً في مقدار بيض الدجاج وأكبر وأصغر، فهدمت دوراً وأصابت أنعاماً، وتسببت في خسائر واسعة غير أنها
قتلت الدودة من الزرع البدري، فالحمد لله على كل حال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


ـ فتنة في دار الخلافة العثمانية استنابول

ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان سنة 1223هـ الفتنة العظيمة التي وقعت في استانبول دار الخلافة العثمانية في أواخر أيامها

جاء في عجائب الآثار (3/245) أن مصطفى باشا البيرقدار تحكّم في الدولة بالقوة فقتل السلطان سليم وولي السلطان محمود وفرق وشتت فرقة الينكجرية وقتلهم (فرقة الإنكشارية الخاصة بحماية السلطة)

فلما فعل ذلك تجمعت فلول الينكجرية العسكرية، ثم تحزبوا وحضروا إلى سرايته على حين غفلة بعد السحور ليلة السابع والشرين من رمضان، وجماعة مصطفى باشا وطائفته متفرقون في أماكنهم غافلون عما دبر لهم، فخرق المهاجمون باب السراية وكبسوا عليه، فقتل من قتل من أتباعه من قتل وهرب، من هرب واختفى مصطفى باشا في سرداب فلم يجدوه وأوقعوا بالسراية الحرق والهدم والنهب.

وخاف السلطان محمود لأن سراية الوزير بجانب السراية السلطانية، فأرسل يستنجد بقاضي باشا وقبطان باشا ـ وهما من القواد العسكريين ـ فحضروا واشتد القتال بين الفريقين، وأكثر الينكجرية المهاجمون من الحريق في البلدة، حتى أحرقوا منها جانباً كبيراً

فلما عاين السلطان ذلك هاله، وخاف من عموم حريق البلدة فلم يسعه إلا تلافي الأمر فراسل كبار الينكجرية وصالحهم، فأوقفوا الحريق وهرب قاضي باشا وكذلك قبطان باشا.

ثم إن الينكجرية أخرجوا مصطفى باشا من المكان الذي اختفى فيه ميتاً تحت الردم، وسحبوه من رجليه إلى خارج، وعلقوه في شجرة ومثّلوا به . . . كل ذلك ليلة ويوم السابع والعشرين من رمضان.

فارس الشهباء 06-19-2014 11:26 AM

رد: حدث في رمضان
 
الأحداث التالية حصلت في 28 رمضان

*************
ماذا حدث اليوم في الثامن والعشرين من رمضان.........؟؟

- فرض زكاة الفطر على المسلمين:

ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة (2) للهجرة أن زكاة الفطر ـ التي هي من شعائر رمضان ـ فرضت فيه.

قال في (السيرة الحلبية 2/364) وكان فرض زكاة الفطر قبل العيد بيومين، وكان صلى الله عليه وسلم يخطب قبل العيد بيومين يعلم الناس زكاة الفطر فيأمر بإخراج تلك الزكاة قبل الخروج إلى صلاة العيد.

وكان فرض زكاة الفطر قبل فرض زكاة الأموال.

و"أمر صلى الله عليه وسلم أن تخرج زكاة الفطر عن الصغير والكبير والحر والعبد والذكر والأنثى: صاعٌ من تمر أو صاع من شعير أو صاع من زبيب أو صاع من بر" و"كان صلى الله عليه وسلم إذا رجع من صلاة عيد الفطر يقسم زكاة الفطر بين المساكين".

قال علي بن برهان الدين الحلبي (السيرة الحلية) في شرحه : أي الزكاة المتعلقة به هو (ص) ، لأنه تقدم أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بإخراجها قبل الصلاة ، إلا أن يقال: المراد بإخراجها جمعها له صلى الله عليه وسلم ليفرقها.

::..::..زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت خزيمة ..::..::.

في الثامن و العشرين من شهر رمضان وقيل في 5 رمضان من 4 هـ الموافق 626 م
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بـ زينب بنت خزيمة بن الحارث التي لقبت بــ( أم المساكين )) .

في الثامن والعشرين من شهر رمضان 9هـ الموافق 1 يناير 631م جاء وفد ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلنوا دخولهم في الإسلام.

وادي برباط مفتاح الأندلس:

من حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة 92هـ المعركة الحاسمة التي دخل المسلمون على إثرها بلاد الأندلس وافتتحوها، وهي المسماة بمعركة(وادي برباط) وقد سبقتها مناوشات.

روى ابن خلدون في تاريخه ( العبر ) أن طارق بن زياد أجاز البحر سنة 92هـ بإذن أميره موسى بن نصير في نحو ثلاثمائة من العرب ، واحتشد معهم عشرة آلاف فصيرهم عسكرين:

أحدهما: عليه هو نفسه، ونزل به جبل الفتح فسمي جبل طارق به.

والآخر: عليه طريف بن مالك النخعي، ونزل بمكان مدينة طريف فسمي به.

ويذكر صاحب تحفة الأنفس علي بن عبد الرحمن الهذلي ( ) أن قتلاً جرى عند أو قرب جبل طارق قبل معركة البرباط الرئيسية. فاقتتلوا ثلاثة أيام.

وكان على الروم (تدمير) استخلفه ( لذريق ) ملك الأندلس وكان (تدمير) قد كتب إلى (لذريق) يعلمه بأن قوما لا يدرى أمن أهل الأرض أم من أهل السماء؟ قد وطئوا إلى بلادنا، وقد لقيتهم فلتنتهض إلي بنفسك. وجمع (لذريق) ما أمكن من الجيش وكان متأكداً من انتصاره على المسلمين، لدرجة أنهم أعدوا ما يحملون عليه أسرى المسلمين.

وكانت الملاقاة الفاصلة كما يذكر المقري في (نفح الطيب 1/259) يوم الأحد لليلتين بقيتا من شهر رمضان، فاتصلت الحرب بينهم إلى يوم الأحد لخمس خلون من شوال، بعد تتمة ثمانية أيام، ثم هزم الله المشركين.

وجاء في (البيان المغرب) لابن عذاري ( ) كانت المعركة تزداد عنفاً في المجالدة ، وقدم المسلمين كثرة من الشهداء ، وكانت قلة منهم يركبون الخيل فاقتتلوا قتالا شديداً حتى ظنوا أنه الفناء ، ثم انهزم أهل الأندلس هزم الله لذريق ومن معه ، وغرق لذريق في النهر.

خطبة طارق بن زياد‏

في مثل هذا اليوم من رمضان الموافق للتاسع عشر من تموز عام 117م, وقف القائد العربي طارق بن زياد, يحث المسلمين على الصمود في الميدان.‏

ثم خطب فيهم خطبته البليغة المشهورة التي بدأها بقوله:‏

(أيها الناس... أين المفر... البحر من ورائكم, والعدو من أمامكم. وليس لكم والله إلا الصدق والصبر.‏

واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام, وقد استقبلكم عدوكم بجيوشه وأسلحته وأقوات, وهي موفورة, وأنتم لا حول إلا سيوفكم, ولا أقوات لكم إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم.‏

وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم, ولم تنجزوا لكم أمراً, ذهبت ريحكم وتقوضت القلوب من رعبها, فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم, ما فعلت من شيء فافعلوا مثله.‏

إن حملت فاحملوا, وإن وقفت فقفوا, ثم كونوا كهيئة رجل واحد في القتال...)‏

ـ الشعراني يفرغ من كتابه: العهود المحمدية :


ـ الإمام محمد بن خير اللمتوني مقرئ محدث فاضل:

ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة 502هـ ولادة الإمام المقرئ المجود محمد بن خير بن عمر اللمتوني من أهل إشبيلية.

جاء في كتاب (التكملة لكتاب الصلة 2/50) أَخَذَ القراءات عن أبي الحسن شريح بن محمد ولازمه حتى توفي.

لقي كثيراً وسمع كثيراً، وعدد من سمع منه أو كتب إليه نيف ومائة رجل، قد احتوى على أسمائهم برنامج له ضخم في غاية الاحتفال والإفادة. لا يعلم لأحد من طبقته مثله. كان مقرئاً مجوداً ضابطاً محدثاً جليلاً متقناً أديباً نحوياً لغوياً واسع المعرفة رضى مأموناً كريم العشرة خيراً فاضلاً, ما صحب أحداً ولا صحبه أحد إلا أثنى عليه.

وكانت كتبه في غاية الاتقان لكثرة ما عاناها وعالج تصحيحها بحسن خطه وجودة تقييده وضبطه.. وأدى ذلك إلى المغالاة فيها بعد وفاته حتى بلغت أثمانها الغاية.

ولي الصلاة بجامع قرطبة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وبقي حتى توفي عام 575هـ، وكانت جنازته مشهودة حضرها الوالي ولم يتخلف عنها أحد كبير. واتبع ثناء جميلاً.

كان مولده فيما نقل عن خطه ليلة الأحد لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة 502 هـ.

ـ زين الدين يوسف صاحب أربل من أمراء الأيوبيين :

ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان وفاة صاحب أربل، وهو أحد الملوك الأيوبيين.

قال ابن خلكان ( وفيات الأعيان 4/115 ) : ثم لما كان السلطان صلاح الدين منازلاً عكا بعد استيلاء الفرنج عليها، وردت عليه ملوك الشرق تنجده وتخدمه، وكان في جملتهم زين الدين يوسف أخو مظفر الدين - وهو يومئذ صاحب أربل - فأقام قليلاً ثم مرض وتوفي سنة 586.

قال ابن كثير (البداية 12/338) : وفي الثامن والعشرين من رمضان توفي الملك زين الدين صاحب أربل في حصار عكا مع السلطان، فتأسف الناس عليه لشبابه وغربته وجودته، وعزى أخاه مظفر الدين فيه.

وقام مظفر الدين بالملك من بعده، وسأل صلاح الدين أن يضيف إليه شهرزور وحران والرها وسميساط وغيرها، وتحمل مع ذلك خمسين ألف دينار نقداً، فأجيب إلى ذلك وكتب له تقليداً، وعقد له لواء.

الشاعر البغدادي ابن القطان ودعاباته

ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان وفاة الشاعر المشهور ابن القطان البغدادي أبو القاسم هبة الله بن الفضل.

قال ابن خلكان (وفيات الأعيان 6/60) كان غاية في الخلاعة والمجون، كثير المزاح والمداعبات، مغرى بالولوع بالمتعجرفين والهجاء لهم.

وله في ذلك نوادر ووقائع وحكايات ظريفة وله ديوان شعر.

قال أبو سعد السمعاني في كتاب الذيل عن ابن القطان: شاعر مجود مليح الشعر رقيق الطبع، إلا أن الغالب عليه الهجاء، وهو ممن يتقى لسانه، وفي ديوانه عبث بجماعة من الأعيان وثلبهم، ولم يسلم منه أحد لا الخليفة ولا غيره.

وله مع (حيص بيص) الشاعر ما جريات وقصص منها:

أن الشاعر ابن القطان هذا دخل يوماً على الوزير الزينبي وعنده الحيص فقال:

ـ قد عملت بيتين ولا يمكن أن يعمل لهما ثالث، لأنني قد استوفيت المعنى فيهما.

فقال له الوزير: هاتهما فأنشده:

زار الخيالُ نحيلاً مثل مرسله

فما شفاني منه الضم والقبل

ما زارني قط إلا كي يوافقني

على الرقاد فينفيه ويرتحل

فالتفت الوزير إلى الحيص فقال له:

ـ ما تقول في دعواه؟ فقال:

ـ إن أعادهما سمع الوزير لهما ثالثاً . فقال له الوزير:

ـ أعدهما..

فأعادهما فوقف الحيص بيص لحظة ثم أنشد:

وما درى أن نومي حيلة نصبت

لطيفه حين أعيا اليقظة الحيلُ

فاستحسن الوزير ذلك منه.

ولما هجا ابن القطان قاضي القضاة الزينبي بالقصيدة المسماة بالكافية سير إليه أحد الغلمان فأحضره ومنعه وحبسه ، فلما طال حبسه كتب إلى مجد الدين ابن الصاحب أستاذ دار الخليفة كتاباً يشكو فيه:

إليك أظل مجد الدين أشكو

بلاء حل لست له مطيقاً

وقوماً بلغوا عني محالا

إلى قاضي قضاة الندب سيقا

فأحضرني بباب الحكم خصمٌ

عنيد جرني كُمّاً وزيقا

وأخفق نعله بالصفق رأسي

إلى أن أوجس القلب الخفوقا

فيا مولاي هب ذا الإفك حقاً

أيحبس بعدما استوفى الحقوقا!!

ودخل يوما على الوزير ابن هييرة وعنده نقيب الأشراف ـ وكان ينسب إلى البخل ـ وكان في شهر رمضان والحر شديد، فقال له الوزير:

ـ أين كنت ؟ فقال:

ـ في مطبخ سيدي النقيب. فقال له :

ـ ويحك أيش عملت في شهر رمضان في المطبخ ؟ فقال:

ـ وحياة مولانا كسرت الحر

فتبسم الوزير وضحك الحاضرون وخجل النقيب.

وقصد دار بعض الأكابر في بعض الأيام فلم يؤذن له في الدخول، فعز عليه. فأخرجوا من الدار طعاماً وأطعموه كلاب الصيد وهو يبصره فقال:

ـ مولانا يعمل بقول الناس: لعن الله شجرة لا تظل أهلها...

توفي ابن القطان يوم السبت الثامن والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.


ـ ابن الحنبلي زاهد أصولي:

ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين سنة (611هـ) وفاة أبي بكر بن الحلاوي البغدادي المأموني المقري الفقيه الجنبلي.

قال ابن العماد (شذرات الذهب 3/49) برع في المذهب الحنبلي حتى قال عنه الذهبي:

ـ هو شيخ الحنابلة في زمنه ببغداد . وقال ابن القادسي :

ـ كانت له اليد الباسطة في المذهب والفتيا

كان ابن الحلاوي ملازماً لزاويته في المسجد، قليل المخالطة إلا لمن عساه يكون من أهل الدين, ما ألمّ بباب أحد من أرباب الدنيا، وما قبل من أحد هدية، وكان أحد الأبدال الذين يحفظ الله بهم الأرض ومن عليها.

وقال الناصح بن الحنبلي عنه: كان زاهداً عالماً فاضلاً مشتغلاً بالكسب من الخياطة، ومشتغلاً بالعلم يقري القرآن احتساباً له تصانيف عدة منها المنبر في الأصول.

توفي ابن الحلاوي رحمه الله ليلة الجمعة ثامن عشرين رمضان. ودفن بباب حرب.


ـ تمرد في غرناطة ضد ابن الأحمر:

ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة 755هـ حدوث تمرد على السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة

قال ابن المقري في (نفح الطيب 5/96) خرج السلطان أبو الحسن ابن الأحمر إلى بعض متنزهاته برياضه، فانتهز الفرصة بعض الموالين لأخ السلطان الذي حجبت عنه السلطنة التي عهدها إليه أبوه لصغر سنه واسمه إسماعيل, فصعد معارضو أبي الحسن سور قصر الحمراء في أوشاب جمعهم لثورته. وعمد إلى دار الحاجب رضوان فاقتحم عليه الدار وقتله بين حرمه وبناته، وقربوا إلى إسماعيل قائد التمرد فرسه وركب، فأدخلوه القصر وأعلنوا بيعته، وقرعوا طبولهم بسور الحمراء. واعتقلوا الوزير الكاتب ابن الخطيب.

وفر السلطان أبو الحسن من مكانه بمتنزهه فلحق بوادي آش، فلما بلغ ذلك الخبر إلى سلطان أبي سالم في المغرب أزعجه مقتل الحاجب وخلع السلطان.

وأرسل السلطان المغرب أبو سالم أحد رجاله ( أبا القاسم الشريف ) لاستقدام السلطان أبي الحسن المخلوع وإطلاق الوزير الكاتب ابن الخطيب، فكلم أبو القاسم السلطان الجديد إسماعيل ومن معه في السماح للسلطان أبي الحسن للعبور إلى المغرب وإطلاق ابن الخطيب فوافقوا.

ووصل أبو الحسن إلى سلطان المغرب في فاس أبي سالم، فأجلَّ قدومه وركب للقائه ودخل به مجلس ملكه.

ووقف الوزير الكاتب ابن الخطيب، فأنشد السلطان أبا سالم قصيدته الرائية الرائعة، يستصرخه لسلطانه ويستظهره لمناصرته، واستعطف واسترحم بما أبكى الناس شفقة له ورحمة.

ثم انفض المجلس وانصرف ابن الأحمر المخلوع إلى نزله، وقد فرشت له القصور وقربت له الجياد بالمراكب الذهبية، وبعث إليه بالكساء الفاخرة، ورتبت له الجرايات ولمواليه وبطانته، وحفظ عليه رسم سلطانه في الراكب والراجل.

واستقر في ذلك إلى أن كان لحاقه بالأندلس وارتجع ملكه سنة 763هـ - أي بعد ثمان سنين من خلعه - وكانت الثورة عليه ليلة ثمان وعشرين من رمضان.

ومطلع رائية ابن الخطيب المذكورة :

سلا هل لديها من مخبَّره ذكر

وهل أعشب الوادي ونمّ به الزهر


ومن حوادث اليوم الثامن والعشرين من رمضان سنة 958هـ ما أورده حاجي خليفة عن الفراغ من كتاب نفيس جليل.

قال في (كشف الظنون 2/1687) : كتاب (مشارق الأنوار القدسية في بيان العهود المحمودية) للشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني.

أوله الحمد لله رب العالمين..الخ. ضمّن فيه جميع العهود التي بلغت إليه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل المأمورات وترك المنهيات، ثم ذكر أنه أخذ علينا عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا وكذا، ورتبه على ترتيب أبواب العبادات.

وفرغ الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني من كتابه المذكور في ثمان وعشرين من رمضان سنة 958هـ، وقسمه على قسمين: الأول: فيما أخل به الناس من اجتناب المنهيات ، والثاني: فيما أخل به الناس في إتيان المأمورات.

في 28 من رمضان 1369 هـ = 15 أغسطس 1947 م : تولي محمد علي جناح الحكم في باكستان، بعد انفصالها عن الهند

فارس الشهباء 06-19-2014 11:28 AM

رد: حدث في رمضان
 
الأحداث التالية حصلت في 29 رمضان

*************

في التاسع والعشرين من رمضان 2هـ الموافق 24 مارس 624م فرضت زكاة الفطر ، وفرضت الزكاة ذات الأنصبة وشرعت صلاة العيد ، وفي نفس الشهر كان الأمر بالجهاد.

0013
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للسادس والعشرين من شهر تشرين الثاني للعام الميلادي 634، في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطّاب {رضي الله عنه} انتصرت جيوش المسلمين بقيادة المُثنى بن حارثة {رضي الله عنه} على الفرس في معركة البويب بأرض العراق، التي ردت الاعتبار للمسلمين بعد هزيمتهم في معركة الجسر أمام الفرس.

في 29 رمضان 48هـ الموافق 9 نوفمبر 668م أمر عقبة بن نافع ببناء مدينة القيروان لتكون حصناً منيعاً للمسلمين ضد اعتداءات الروم والصليبيين.

0092
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك نشوب معركة شذونة أو وادي لكة بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد والقوط بقيادة لذريق، وكان النصر فيها حليف المسلمين، وقد هيأ هذا النصر أن يدخل الإسلام إلى إسبانيا، وأن تظل دولة مسلمة ثمانية قرون.

0256
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، رحل في مدينة بخاري بأوزبكستان الإمام العلاّمة البخاري، هو أبو عبد الله مُحَمّد بن إٍسماعيل البخاري، في مدينة بخاري وُلد "مُحَمّد بن إسماعيل البخاري" بعد صلاة الجمعة في (13 من شوال 194هـ = 4 من أغسطس 810م)، وكانت بخاري آنذاك مركزًا من مراكز العلم تمتلئ بحلقات المحدِّثين والفقهاء، واستقبل حياته في وسط أسرة كريمة ذات دين ومال؛ فكان أبوه عالمًا محدِّثًا، عُرِف بين الناس بحسن الخلق وسعة العلم، وكانت أمه امرأة صالحة، لا تقل ورعًا وصلاحًا عن أبيه.والبخاري ليس من أرومة عربية، بل كان فارسيَّ الأصل، وأول من أسلم من أجداده هو "المغيرة بن برد زبة"، وكان إسلامه على يد "اليمان الجعفي" والي بخارى؛ فنُسب إلى قبيلته، وانتمى إليها بالولاء، وأصبح "الجعفي" نسبًا له ولأسرته من بعده.نشأ البخاري يتيمًا؛ فقد تُوفِّيَ أبوه مبكرًا، فلم يهنأ بمولوده الصغير، لكن زوجته تعهدت وليدها بالرعاية والتعليم، تدفعه إلى العلم وتحببه فيه، وتزين له الطاعات؛ فشب مستقيم النفس، عفَّ اللسان، كريم الخلق، مقبلا على الطاعة، وما كاد يتم حفظ القرآن حتى بدأ يتردد على حلقات المحدثين.وفي هذه السنِّ المبكرة مالت نفسه إلى الحديث، ووجد حلاوته في قلبه؛ فأقبل عليه محبًا، حتى إنه ليقول عن هذه الفترة: "ألهمت حفظ الحديث وأنا في المكتب (الكُتّاب)، ولي عشر سنوات أو أقل". كانت حافظته قوية، وذاكرته لاقطة لا تُضيّع شيئًا مما يُسمع أو يُقرأ، وما كاد يبلغ السادسة عشرة من عمره حتى حفظ كتب ابن المبارك، وغيرها من كتب الأئمة المحدثين.
الرحلة في طلب الحديث
ثم بدأت مرحلة جديدة في حياة البخاري؛ فشدَّ الرحال إلى طلب العلم، وخرج إلى الحج وفي صحبته أمه وأخوه حتى إذا أدوا جميعًا مناسك الحج؛ تخلف البخاري لطلب الحديث والأخذ عن الشيوخ، ورجعت أمه وأخوه إلى بخارى، وكان البخاري آنذاك شابًّا صغيرًا في السادسة عشرة من عمره. وآثر البخاري أن يجعل من الحرمين الشريفين طليعة لرحلاته، فظل بهما ستة أعوام ينهل من شيوخهما، ثم انطلق بعدها ينتقل بين حواضر العالم الإسلامي؛ يجالس العلماء ويحاور المحدِّثين، ويجمع الحديث، ويعقد مجالس للتحديث، ويتكبد مشاق السفر والانتقال، ولم يترك حاضرة من حواضر العلم إلا نزل بها وروى عن شيوخها، وربما حل بها مرات عديدة، يغادرها ثم يعود إليها مرة أخرى؛ فنزل في مكة والمدينة وبغداد وواسط والبصرة والكوفة، ودمشق وقيسارية وعسقلان، وخراسان ونيسابور ومرو، وهراة ومصر وغيرها… ويقول البخاري عن ترحاله: "دخلت إلى الشام ومصر والجزيرة مرتين، وإلى البصرة أربع مرات، وأقمت بالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم دخلت إلى الكوفة وبغداد".

شيوخه
ولذلك لم يكن غريبًا أن يزيد عدد شيوخه عن ألف شيخ من الثقات الأعلام، ويعبر البخاري عن ذلك بقوله: "كتبت عن ألف ثقة من العلماء وزيادة، وليس عندي حديث لا أذكر إسناده". ويحدد عدد شيوخه فيقول: "كتبت عن ألف وثمانين نفسًا ليس فيهم إلا صاحب حديث". ولم يكن البخاري يروي كل ما يأخذه أو يسمعه من الشيوخ، بل كان يتحرى ويدقق فيما يأخذ، ومن شيوخه المعروفين الذين روى عنهم: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو حاتم الرازي.
العودة إلى الوطن
وبعد رحلة طويلة شاقة لقي فيها الشيوخ ووضع مؤلفاته العظيمة، رجع إلى نيسابور للإقامة بها، لكن غِيْرَة بعض العلماء ضاقت بأن يكون البخاري محل تقدير وإجلال من الناس؛ فسعوا به إلى والي المدينة، ولصقوا به تهمًا مختلفة؛ فاضطر البخاري إلى أن يغادر نيسابور إلى مسقط رأسه في بخارى، وهناك استقبله أهلها استقبال الفاتحين؛ فنُصبت له القباب على مشارف المدينة، ونُثرت عليه الدراهم والدنانير.ولم يكد يستقر ببخارى حتى طلب منه أميرها "خالد بن أحمد الدهلي" أن يأتي إليه ليُسمعه الحديث؛ فقال البخاري لرسول الأمير: "قل له إنني لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب السلاطين، فإن كانت له حاجة إلى شيء فليحضرني في مسجدي أو في داري، فإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان، فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة أني لا أكتم العلم".لكن الحاكم المغرور لم يعجبه رد البخاري، وحملته عزته الآثمة على التحريض على الإمام الجليل، وأغرى به بعض السفهاء ليتكلموا في حقه، ويثيروا عليه الناس، ثم أمر بنفيه من المدينة؛ فخرج من بخارى إلى "خرتنك"، وهي من قرى سمرقند، وظل بها حتى تُوفِّيَ فيها، وهي الآن قرية تعرف بقرية "خواجة صاحب".
مؤلفاته
تهيأت أسباب كثيرة لأن يكثر البخاري من التأليف؛ فقد منحه الله ذكاءً حادًّا، وذاكرة قوية، وصبرًا على العلم ومثابرة في تحصيله، ومعرفة واسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من عدل وتجريح، وخبرة تامة بالأسانيد؛ صحيحها وفاسدها. أضف إلى ذلك أنه بدأ التأليف مبكرًا؛ فيذكر البخاري أنه بدأ التأليف وهو لا يزال يافع السن في الثامنة عشرة من عمره، وقد صنَّف البخاري ما يزيد عن عشرين مصنفًا، منها:
 الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسننه وأيامه، المعروف بـ الجامع الصحيح.
 الأدب المفرد: وطُبع في الهند والأستانة والقاهرة طبعات متعددة.
 التاريخ الكبير: وهو كتاب كبير في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم، وقد طبع في الهند سنة (1362هـ = 1943م).
 التاريخ الصغير: وهو تاريخ مختصر للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ومن جاء بعدهم من الرواة إلى سنة (256هـ = 870م)، وطبع الكتاب لأول مرة بالهند سنة (1325هـ = 1907م).
 خلق أفعال العباد: وطبع بالهند سنة (1306هـ = 1888م).
 رفع اليدين في الصلاة: وطبع في الهند لأول مرة سنة (1256هـ = 1840م) مع ترجمة له بالأوردية.
 الكُنى: وطبع بالهند سنة (1360هـ = 1941م).
 وله كتب مخطوطة لم تُطبع بعد، مثل: التاريخ الأوسط، والتفسير الكبير.
 صحيح البخاري
هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي قاطبة. بذل فيه صاحبه جهدًا خارقًا، وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عامًا، هي مدة رحلته الشاقة في طلب الحديث. ويذكر البخاري السبب الذي جعله ينهض إلى هذا العمل، فيقول: كنت عند إسحاق ابن راهويه، فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع "الجامع الصحيح". وعدد أحاديث الكتاب 7275 حديثًا، اختارها من بين ستمائة ألف حديث كانت تحت يديه؛ لأنه كان مدقِّقًا في قبول الرواية، واشترط شروطًا خاصة في رواية راوي الحديث، وهي أن يكون معاصرًا لمن يروي عنه، وأن يسمع الحديث منه، أي أنه اشترط الرؤية والسماع معًا، هذا إلى جانب الثقة والعدالة والضبط والإتقان والعلم والورع. وكان البخاري لا يضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين، وابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن. وقد استحسن شيوخ البخاري وأقرانه من المحدِّثين كتابه، بعد أن عرضه عليهم، وكان منهم جهابذة الحديث، مثل: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين؛ فشهدوا له بصحة ما فيه من الحديث، ثم تلقته الأمة بعدهم بالقبول باعتباره أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى. وقد أقبل العلماء على كتاب الجامع الصحيح بالشرح والتعليق والدراسة، بل امتدت العناية به إلى العلماء من غير المسلمين؛ حيث دُرس وتُرجم، وكُتبت حوله عشرات الكتب.
ومن أشهر شروح صحيح البخاري:
 "أعلام السنن" للإمام أبي سليمان الخطابي، المُتوفَّى سنة (388هـ)، ولعله أول شروح البخاري.
 "الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري" لشمس الدين الكرماني، المتوفَّى سنة (786هـ = 1348م).
 "فتح الباري في شرح صحيح البخاري" للحافظ ابن حجر، المتوفَّى سنة (852هـ = 1448م).
 "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" لبدر الدين العيني سنة (855هـ = 1451م).
 "إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري" للقسطلاني، المتوفَّى (923هـ= 1517م).
وفاة البخاري
شهد العلماء والمعاصرون للبخاري بالسبق في الحديث، ولقّبوه بأمير المؤمنين في الحديث، وهي أعظم درجة ينالها عالم في الحديث النبوي، وأثنوا عليه ثناءً عاطرًا..فيقول عنه ابن خزيمة: "ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من مُحَمّد بن إسماعيل البخاري".وقال قتيبة بن سعيد: "جالست الفقهاء والعباد والزهاد؛ فما رأيت -منذ عقلت- مثل مُحَمّد بن إسماعيل، وهو في زمانه كعمر في الصحابة".وقبَّله تلميذه النجيب مسلم بن الحجاج -صاحب صحيح مسلم- بين عينيه، وقال له: "دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذِين، وسيد المحدِّثين، وطبيب الحديث في علله". وعلى الرغم من مكانة البخاري وعِظَم قدره في الحديث فإن ذلك لم يشفع له عند والي بخارى؛ فأساء إليه، ونفاه إلى "خرتنك"؛ فظل بها صابرًا على البلاء، بعيدًا عن وطنه، حتى لقي الله في (30 رمضان 256هـ = 31 أغسطس 869م)، ليلة عيد الفطر المبارك.

0384
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك قوات دولة الأندلس الأموية تشّن هجوماً على طنجة شمال المغرب، حاول الخليفة الأموي الحكم المستنصر أن يسير على سياسة والده عبد الرحمن الناصر في الإحتفاظ بالقواعد المغربية المطلّة على المضيق، مثل سبته وطنجة، وذلك لإبعاد خطر الفاطميين عن دولة الأندلس الأموية، غير أن هذه السياسة لم تلبث أن أصطدمت بمصالح الأمراء الأدارسه الأشراف الذين يطمعون بإستعادة ملكهم على هذه النواحي الشمالية للمغرب، فقاموا بثورة عامة عام 361 للهجرة بقيادة كبيرهم الشريف الحسن إبن جنّون، وإحتلوا طنجة وططوان وأصيلة وسائر المنطقة الجبلية، غير أن الجيوش الأندلسية الأموية حاصرت طنجة فأستلمت وقبلوا طاعة الحكم المستنصر، الخليفة الأموي في الأندلس، لكن الحسن إبن جنّون، لم يستسلم، وحّد صفوفهم من جديد وهاجم الجيش الأندلسي الأموي في مهران من ضواحي طنجة وقتل قائد الجيش الأندلسي محمد إبن القاسم إبن الطوملوس، ثارت ثائرة الخليفة الأموي في الأندلس وصمّم على إسترداد كرامته ونفوذه في المنطقة، فأستدعى قائده الأعلى غالب إبن عبد الرحمن، المتواجد في مدينة سالم في الأندلس، فأنطلق غالب من الجزيرة الخضراء، جنوبي الأندلس، ليعبر البحر المتوسط إلى مدينة طنجة المغربية، وذلك في مثل هذا اليوم، ولم يقتل الأدارسه إلا في شوّال، وأضطر إبن جنّون إلى الإستسلام وطلب الأمان.

0386
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك تولّى الخلافة الفاطميّة أبو علي منصور، المُلقّب بالحاكم بأمر الله، هو أول خليفة فاطمي يولد في القاهرة، إذ ولد عام 375 للهجرة، ولصغر سنه تولى وصيّه على العرش برجوان تسيير أمور الدولة، وعندما دخل الحاكم بأمر الله سن الشباب والرجولة، أمسك بالأمور كلها في يده، وأصدر بعض القرارات الغريبة العجيبة، فمنع الناس من الخروج ليلاً، ومن تناول بعض الأطعمة، ومن زراعة العنب وصيد بعض الأسماك، فعاش المصريون في عهده تحت حصار الطغيان والخوف.

0699
موقعه الخازندار (مرج الصفر): في التاسع والعشرين من شهر رمضان عام 699هـ الموافق 17 يونيو 1300م، حدثت موقعة الخازندار والتي تُسمَّى (مرج الصفر) جنوب شرق دمشق، والتي استطاع فيها القائد أحمد الناصر بن قلاوون أن يهزم التتار.

0716
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وفاة السلطان المغولي مُحَمّد أولجايتو، من مشاهير سلاطين الدولة الإيلخانية، تولى الحكم بعد أخيه السلطان محمود غازان، وشهد عهده إقبال المغول على الدخول في الإسلام، ويعد عصره من أزهى عصور الإيلخانيين في العراق وإيران، ومن أعظم إنجازاته إنشاء مدينة "سلطانية" .

1051
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك مولد السلطان مُحَمّد الرابع بن إبراهيم الأول، السلطان التاسع عشر في سلسلة سلاطين الدولة العثمانية. حكم فترة طويلة بلغت نحو أربعين عامًا، شهدت فيها الدولة فترات من الازدهار والهبوط، وفي عهده تم حصار فيينا الثاني لكنها لم تسقط، وبرزت أسرة آل كوبريللي المشهورة في التاريخ العثماني…

1240
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للسابع عشر من شهر أيار للعام الميلادي 1825، إقتحم إبراهيم باشا، قائد الجيوش المصرية، ولذي أرسله مُحَمّد علي باشا، والي مصر، لنجدة الجيوش العثمانية في اليونان، التي إشتعلت بالثورة ضد العثمانيين، في مدينة نواترين بعد حصار شديد.

1350
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك رحل القاضي أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل النبهاني، أصله من عرب البادية بفلسطين، ولد ونشأ بها ثم سافر إلى مصر وتعلّم بالأزهر الشريف من العام 1283 إلى العام 1289 للهجرة، ثم ذهب إلى الآستانة وتوظّف بها، ثم رجع إلى بلاد الشام عام 1296 هجري، فتنقل في أعمال القضاء، إلى أن كان رئيساً لمحكمة الحقوق في بيروت عام 1305 للهجرة، له كتب ودواوين شعرية كثيرة، منها: {جامع كرامات الأولياء} {تهذيب النفوس} {المجموعة النبهانيّة} وغيرها

في 29 من رمضان 1405هـ الموافق17 يونيو 1985م : قام الأمير "سلطان بن سلمان" برحلة إلى الفضاء على متن المكوك الأمريكي "ديسكفري"، واستمرت الرحلة أسبوعا، وسلطان من مواليد 1375هـالموافق1956م بالسعودية، وعمل بالقوات الجوية، حتى تقاعده 1996م، واتجاهه إلى الأنشطة الخيرية والاجتماعية.


فارس الشهباء 06-19-2014 11:32 AM

رد: حدث في رمضان
 


في مثل هذا اليوم
التاريخ: 30 رمضان

حدث في الثلاثون من رمضان
وفاة عمرو بن العاص
في 30 رمضان 43هـ الموافق 664 تُوفي عمرو بن العاص رضي الله عنه وعمره 100 عام.

من سنة 384هـ = 7 من نوفمبر 994م: مولد الإمام الكبير "محمد بن علي بن أحمد بن سعيد"، المعروف بابن حزم، أحد أعلام المسلمين في القرن الخامس الهجري، وصاحب المؤلفات المعروفة في الفقه والتاريخ ومقارنة الأديان، من أشهرها: "المحلى"، "الفصل في الملل والأهواء والنحل".

من سنة 716 للهجرة: توفي السلطان الصفوي محمد خدابنده بن طهماسب وكان صلب التشيع ،التقى في أيام حكومته بالعلامة الحلّي وانتشر مذهب التشيع آنذاك على أثر اللقاء .

من سنة 256هـ = 31 من أغسطس 869م: وفاة الإمام "محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة"، المعروف بالإمام البخاري، أمير المؤمنين في الحديث، وصاحب "صحيح البخاري"، أصح كتاب بعد كتاب الله، و"التاريخ الكبير"، و"الأدب المفرد".

0256
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وفاة الإمام "مُحَمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة"، المعروف بالإمام البخاري، أمير المؤمنين في الحديث، وصاحب "صحيح البخاري"، أصح كتاب بعد كتاب الله، و"التاريخ الكبير"، و"الأدب المفرد".
سنة 384هـ = 7 من نوفمبر 994م: مولد الإمام الكبير "محمد بن علي بن أحمد بن سعيد"، المعروف بابن حزم، أحد أعلام المسلمين في القرن الخامس الهجري، وصاحب المؤلفات المعروفة في الفقه والتاريخ ومقارنة الأديان، من أشهرها: "المحلى"، "الفصل في الملل والأهواء والنحل".

0489
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للتاسع عشر من شهر أيلول للعام الميلادي 1096، على عهد الخليفة المكتفي لأمر الله أبي عبد الله، رُقب الهلال فلم يُرى، فأصبح أهل بغداد صائمين لتمام العدة، فلما أمسوا رقبوا الهلال، فما رأوه أيضاً، كانت السماء جليّة، صاحية، قال الحافظ السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء: ومثل هذا لم يُسمع بمثله في التاريخ.

0578
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للسابع والعشرين من شهر كانون الثاني للعام الميلادي 1183، رحل العلامة قطب الدين أبو المعالي، هو مسعود بن مُحَمّد بن مسعود النيسابوري، تفقه على مُحَمّد بن يحيى صاحب الغزالي، قدم دمشق، ودرّس بالغزاليّة والمجاهديّة، وبحلب بمدرسة نور الدين وأسد الدين، ثم بهمدان، ثم رجع إلى دمشق ودرّس بالغزاليّة، وانتهت إليه رئاسة المذهب، توفي اليوم وعنه أخذ الفخر إبن عساكر وغيره.

0622
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف للخامس من شهر تشرين الأول للعام الميلادي 1225، كان وفاة الخليفة الناصر لدين الله أبو العبّاس أحمد بن المستضيء بأمر الله، ولد في بغداد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة للهجرة النبوية الشريفة، بُويع بالخلافة بعد موت أبيه، وتُوفي في هذه السنة وله من العمر تسع وستون عاماً، وكانت مدة خلافته سبعاً وأربعين سنة إلا شهراً، ولم يقم أحد من الخلفاء العباسيّين قبله في الخلافة هذه المدة الطويلة، أقام بمصر حاكماً ستين عاماً، وقد أنتظم في نسبة أربعة عشر خليفة.

0625
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك توفي تيموجين، المُسمي بجنكيز خان، من هو جنكيز خان، ليس هناك شك في أن جنكيز خان واحد من أقسى الغزاة الذين ابتليت بهم البشرية، وأكثرهم سفكًا للدماء، وأجرؤهم على انتهاك الحرمات وقتل الأبرياء، وحرق المدن والبلاد، وإقامة المذابح لآلاف من النساء والولدان والشيوخ، لكن هذه الصورة السوداء تخفي جانبًا آخر من الصورة، حيث التمتع بصواب الرأي وقوة العزيمة، ونفاذ البصيرة. فكان يجلّ العلماء ويحترمهم ويلحقهم بحاشيته، وكان له مستشارون من الأمم التي اجتاحها من ذوي الخبرة، وكان لهؤلاء أثر لا يُنكَر في تنظيم الدولة والنهوض بها والارتقاء بنواحيها الإدارية والحضارية.
المولد والنشأة
شهدت منغوليا مولد "تيموجين بن يسوكاي بهادر" في سنة (549هـ = 1155م)، وكان أبوه رئيسًا لقبيلة مغولية تُدعى "قيات"، وعُرف بالشدة والبأس؛ فكانت تخشاه القبائل الأخرى، وقد سمّى ابنه "تيموجين" بهذا الاسم تيمنًا بمولده في يوم انتصاره على إحدى القبائل التي كان يتنازع معها، وتمكنه من القضاء على زعيمهم الذي كان يحمل هذا الاسم. ولم تطُل الحياة بأبيه؛ فقد توفِّي في سنة (561 هـ= 1167م)، تاركًا حملا ثقيلا ومسئولية جسيمة لـ"تيموجين" الابن الأكبر الذي كان غض الإهاب لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، وما كان ليقوى على حمل تبعات قبيلة كبيرة مثل "قيات"، فانفض عنه حلفاء أبيه، وانصرف عنه الأنصار والأتباع، واستغلت قبيلته صغر سنه فرفضت الدخول في طاعته، على الرغم من كونه الوريث الشرعي لرئاسة قبيلته، والتفَّت حول زعيم آخر، وفقدت أسرته الجاه والسلطان، وهامت في الأرض تعيش حياة قاسية، وتذوق مرارة الجوع والفقر والحرمان.
تأسيس الدولة
نجحت أم تيموجين في أن تجمع الأسرة المستضعفة وتلم شعثها، وتحث أبناءها الأربعة على الصبر والكفاح، وتفتح لهم باب الأمل، وتبث فيهم العزم والإصرار، حتى صاروا شبابًا أقوياء، وبخاصة تيموجين الذي ظهرت عليه إمارات القيادة، والنزوع إلى الرئاسة، مع التمتع ببنيان قوي جعله المصارع الأول بين أقرانه. تمكن تيموجين بشجاعته من المحافظة على مراعي أسرته؛ فتحسنت أحوالها، وبدأ يتوافد عليه بعض القبائل التي توسمت فيه القيادة والزعامة، كما تمكن هو من إجبار المنشقين من الأتباع والأقارب على العودة إلى قبيلتهم، ودخل في صراع مع الرافضين للانضواء تحت قيادته، حسمه لصالحه في آخر الأمر، حتى نجح في أن تدين قبيلته "قيات" كلها بالولاء له، وهو دون العشرين من عمره. وواصل تيموجين خطته في التوسع على حساب جيرانه، فبسط سيطرته على منطقة شاسعة من إقليم منغوليا، تمتد حتى صحراء جوبي، حيث مضارب عدد كبير من قبائل التتار، ثم دخل في صراع مع حليفه رئيس قبيلة الكراييت، وكانت العلاقات قد ساءت بينهما بسبب الدسائس والوشايات، وتوجس "أونك خان" زعيم الكراييت من تنامي قوة تيموجين وازدياد نفوذه؛ فانقلب حلفاء الأمس إلى أعداء وخصوم، واحتكما إلى السيف، وكان الظفر في صالح تيموجين سنة (600هـ= 1203م)، فاستولى على عاصمته "قره قورم" وجعلها قاعدة لملكه، وأصبح تيموجين بعد انتصاره أقوى شخصية مغولية، فنودي به خاقانا، وعُرف باسم "جنكيز خان"؛ أي إمبراطور العالم. وبعد ذلك قضى ثلاث سنوات عُني فيها بتوطيد سلطانه، والسيطرة على المناطق التي يسكنها المغول، حتى تمكن من توحيد منغوليا بأكملها تحت سلطانه، ودخل في طاعته الأويغوريون.


الياسا الجنكيزية
بعد أن استتب له الأمر اتجه إلى إصلاح الشئون الداخلية، فأنشأ مجلسًا للحكم يسمّى "قوريلتاي" سنة (603هـ=1206م) ودعاه للاجتماع، وفيه تحددت لأول مرة شارات ملكه، ونظم إمبراطوريته، ووضع لشعبه دستورًا محكمًا يسمى "قانون الياسا" لتنظيم الحياة، بعد أن رأى أن الآداب والأعراف والتقاليد المغولية لا تفي بمتطلبات الدولة الجديدة، ولم تكن مدونة، فأعاد النظر في بعضها، وقبل بعضها الآخر، ورد ما رآه غير ملائم، وتناول الدستور أمورًا متعددة لتنظيم الحياة بالدولة الناشئة، وألزم أجهزة الدولة بتطبيق بنودها والعمل بموجبها، وشدد على معاقبة المخطئين.
إخضاع الصين
اصطدم جنكيز خان بإمبراطورية الصين التي كانت تحكمها أسرة "سونج"، وكانت لا تكف عن تحريض القبائل التركية والمغولية ضد بعضها؛ كي ينشغلوا بأنفسهم وتأمن هي شرهم، فأراد جنكيز خان أن يضع حدًا لتدخل الصينيين في شئون القبائل المغولية، وفي الوقت نفسه تطلع إلى ثروة الصين وكنوزها، فاشتبك معها لأول مرة في سنة (608هـ= 1211م)، واستطاع أن يحرز عددًا من الانتصارات على القوات الصينية، ويُخضع البلاد الواقعة في داخل سور الصين العظيم، ويعين عليها حكامًا من قِبله. ثم كرر غزو الصين مرة ثانية بعد أن حشد لذلك جموعًا هائلة سنة (610هـ = 1213م)، لكنه لم يحرز نصرًا حاسمًا، ثم جرت محاولة للصلح بين الطرفين، لكنها لم تفلح، فعاود جنكيز خان القتال، واستدار بجيشه الذي كان عائدًا إلى بلاده، واشتبك مع جحافل الصين التي لم تكن قد استعدت للقتال، وانتصر عليها في معركة فاصلة، سقطت على إثرها العاصمة بكين في سنة (612هـ= 1215م) وكان لسقوطها دوي هائل، ونذير للممالك الإسلامية التي آوت الفارين من أعدائه، وأظهرت ما كان يتمتع به الرجل من مواهب عسكرية في ميادين الحرب والقتال.
تعقب أعدائه
بعد أن فرغ جنكيز خان من حربه مع الصين اتجه ببصره إلى الغرب، وعزم على القضاء على أعدائه من قبائل النايمان والماركييت، وكان كوجلك خان بن تايانك زعيم النايمان قد تمكن بالتعاون مع السلطان مُحَمّد خوارزم شاه سلطان الدولة الخوارزمية من اقتسام الدولة القراخطائية سنة (607هـ= 1210م)، وأقام دولة امتدت من بلاد التبت حتى حدود الدولة الخوارزمية، لكنه لم ينعم كثيرًا بما أقام وأنشأ، فقد أرسل إليه جنكيز خان جيشًا كبيرًا، يقوده أحد رجاله الأكفاء، تمكن من القضاء على كوجلك وجيشه في سنة (615هـ= 1218م)، كما أرسل ابنه جوجي لتعقب زعيم قبيلة المركيت، فتمكن من القضاء عليه وعلى أتباعه.
مقدمات الصدام مع الدولة الخوارزمية
لم يكن جنكيز خان بعد أن اتسع سلطانه، وامتد نفوذه يسعى للصدام مع السلطان مُحَمّد بن خوارزم شاه بل كان يرغب في إقامة علاقة طيبة، وإبرام معاهدات تجارية معه، فأرسل إليه ثلاثة من التجار المسلمين لهذا الغرض، فوافق السلطان مُحَمّد على ذلك، وتوجه عقب ذلك وفد تجاري كبير من المغول يبلغ نحو 450 تاجرًا، كانوا كلهم من المسلمين، يحملون أصنافًا مختلفة من البضائع، واتجهوا إلى مدينة "أترار"، وبدلا من أن يمارسوا عملهم في البيع والشراء، اتهمهم حاكم المدينة "ينال خان" بأنهم جواسيس يرتدون زيَّ التجار، وبعث إلى السلطان يخبره بذلك، فصدقه وطلب منه مراقبتهم حتى يرى رأيه في شأنهم، لكن "ينال خان" قتلهم، وصادر تجارتهم، واستولى على ما معهم، ويذكر بعض المؤرخين أن السلطان مُحَمّد هو الذي أمر بهذا، وأن واليه لم يقدم على هذا التصرف الأحمق من تلقاء نفسه. غضب جنكيز خان، واحتج على هذا العمل الطائش، وأرسل إلى السلطان مُحَمّد يطلب منه تسليم "ينال خان" ليعاقبه على جريمته، لكن السلطان رفض الطلب، ولم يكتفِ بذلك بل قتل الوفد الذي حمل الرسالة، قاطعًا كل أمل في التفاهم مع المغول، وكان ذلك في سنة (615 هـ= 1218م).
الإعصار الهائج
استعد جنكيز خان لحملة كبيرة على الدولة الخوارزمية، وتحرك بجيوشه الجرَّارة إلى بلاد ما وراء النهر، فلما بلغها قسَم جيوشه عليها، وتمكن بسهولة من السيطرة على المدن الكبرى مثل "أترار" وبخارى، وسمرقند، ولم يجد ما كان ينتظره من مقاومة ودفاع، وأقدم على ارتكاب ما تقشعر لهوله الأبدان من القتل والحرق والتدمير، قتلت جيوشه سكان مدينة أترار عن بكرة أبيهم، وأحرق جنكيز خان بخارى عن آخرها، واستباحوا حرمة مسجدها الجامع الكبير، وقتلوا الآلاف من سكانها الأبرياء، وواصل الزحف بجيوشه متعقبًا السلطان مُحَمّد الذي زلزل الخوف قلبه، وفقد القدرة على المقاومة والصمود، فظل ينتقل من بلد إلى آخر، حتى لجأ إلى إحدى الجزر الصغيرة، في بحر قزوين، حيث اشتد به المرض، وتوفي سنة (617هـ = 1220م).
جنكيز خان وجلال الدين بن خوارزم شاه
تحمل جلال الدين منكبرتي لواء المقاومة بعد أبيه، وكان أثبت جنانًا، وأقوى قلبًا، فنجح في المقاومة، وجمع الأتباع، وحشد الأنصار، وألحق الهزيمة بالمغول في معركة "براون" سنة ( 618هـ= 1221م)، فلما سمع الناس بهذا النصر فرحوا فرحًا شديدًا بعد أن استبد بهم اليأس، وثارت بعض المدن على حاميتها من المغول، وكان يمكن لهذا النصر أن تتلوه انتصارات أخرى لو خلصت النية وصدقت العزيمة، لكن سرعان ما نشب خلاف بين قادة جيوش جلال الدين، وانسحب أحدهم بمن معه غير مدرك عظم المسئولية، فانهار حلم الدفاع، وتهاوى جلال الدين أمام جحافل المغول، وتوالت الهزائم بعدما خارت العزائم، واضطر جلال الدين إلى الانسحاب والفرار إلى الهند. وعندما اطمأن جنكيز خان إلى ما حقق عاد إلى منغوليا لإخماد ثورة قامت ضده هناك، وتمكن من إخمادها.
وفاته
وبعد أن قام جنكيز خان دولة مترامية الأطراف مرهوبة الجانب، توفي بالقرب من مدينة "تس جو" في مثل هذه اليوم ودُفن في منغوليا، وخلفه على الإمبراطورية ابنه "أوكتاي".

0636
الزعيم العربي الأندلس مُحَمّد إبن يوسف يجمع في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك بقايا مسلمي الأندلس لقتال الأسبان، وليقيم لنفسه دولة، لكنه قتل، فقام بعده رجل يحمل أسمه وأسم أبيه ويُدعى مُحَمّد إبن يوسف إبن أحمد إبن نصر، فقام بهذه المهمة، إذ جمع بقايا مقاتلي المسلمين حوله في الطرف الغربي من بلاد الثلج بأسبانيا، فتحصن هناك إلى آخر شهر رمضان، وبعدها أنتقل إلى غر ناطة وتجمع حوله من أستطاع الهرب من شمال ووسط أسبانيا، ليجتمع المسلمون في غرناطة، مؤسسين دولة بني الأحمر، آخر دولة إسلامية عربية في الأندلس والتي صمدت أكثر من مئتي عام أمام الجيوش الإسبانية، ثم زالت في القرن الخامس عشر.


0664
في 30 رمضان 43هـ الموافق 664 تُوفي عمرو بن العاص رضي الله عنه وعمره 100 عاماً.


0737
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك تٌوفي المُسند الأصيل أسد الدين عبد القادر إبن المغيث عبد العزيز إبن الملك المعظّم عيسى إبن الملك العادل أبي بكر مُحَمّد بن أيوب بقبة الجاموس بمدينة الرملة بفلسطين، صُلي عليه عقيب صلاة الجمعة وحُمل إلى بيت المقدس الشريف، فدُفن بمدرسة جَدَّه الملك المُعظّم.



http://www.alzhr.com/vb/mwaextraedit4/frames/tr2.gif

الزين كله 06-20-2014 11:55 AM

رد: حدث في رمضان
 
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيمه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن ...

فارس الشهباء 06-20-2014 04:42 PM

رد: حدث في رمضان
 









http://www.lakii.com/vb/smile/22_204.gif
http://img101.imageshack.us/img101/8063/60ly3.gif

http://www.hdrmut.net/vb/imgcache/2/75553alsh3er.jpg


((((سحابة شووق ))))

سلمت الأنامل الذهبية

على المرور والدعاء

والإطراءجزاكم الله خيراً

ونورتم متصفحي بحروفكم

الرائعة كروعة تواجدكم

باقات وردي لكم

ولروحك الجنة

وجزاكم الله الفردوس

في أمان الله
http://up.3dlat.com/uploads/13612226337.gif

http://www.lakii.com/vb/smile/22_204.gif
http://im39.gulfup.com/UUkxY.gifhttp://im39.gulfup.com/2RqG8.gifhttp://im39.gulfup.com/2RqG8.gifhttp://im39.gulfup.com/2RqG8.gifhttp://im39.gulfup.com/UUkxY.gif
http://img3.dreamies.de/img/957/b/gq1jyehmgs3.gif



سهام الروح 06-24-2014 09:19 PM

رد: حدث في رمضان
 
طرح في غاية الروووعه اخوي
جزاك الله خير
ميزان حسناتك ان شاء الله

فارس الشهباء 06-25-2014 06:05 AM

رد: حدث في رمضان
 









http://www.lakii.com/vb/smile/22_204.gif
http://img101.imageshack.us/img101/8063/60ly3.gif

http://www.hdrmut.net/vb/imgcache/2/75553alsh3er.jpg


((((سهام الروح ))))

سلمت الأنامل الذهبية

على المرور والدعاء

والإطراءجزاكم الله خيراً

ونورتم متصفحي بحروفكم

الرائعة كروعة تواجدكم

باقات وردي لكم

ولروحك الجنة

وجزاكم الله الفردوس

في أمان الله
http://up.3dlat.com/uploads/13612226337.gif

http://www.lakii.com/vb/smile/22_204.gif
http://im39.gulfup.com/UUkxY.gifhttp://im39.gulfup.com/2RqG8.gifhttp://im39.gulfup.com/2RqG8.gifhttp://im39.gulfup.com/2RqG8.gifhttp://im39.gulfup.com/UUkxY.gif
http://img3.dreamies.de/img/957/b/gq1jyehmgs3.gif



بنوته كيوت 06-26-2014 08:56 PM

رد: حدث في رمضان
 
طرح حلووووووو جداا اخوي
جزاك الله خير

فارس الشهباء 06-27-2014 08:05 AM

رد: حدث في رمضان
 
بنوته كيوت

شكرا لمرورك على موضوعي

وهذا شرف لي ووسام على صدري

ونورتم متصفحي

وجزاكم الله خيرا

ولروحكم الجنة ونعيمها

مجروح الخاطر 07-22-2014 11:45 PM

رد: حدث في رمضان
 
جزاك الله خير
وجعلها الله في ميزان حسناتك
يعطيك العافيه

فارس الشهباء 07-23-2014 06:50 PM

رد: حدث في رمضان
 
((( مجروح الخاطر )))

شكرا لمروركم على موضوعي

وهذا شرف لي ووسام على صدري

ونورتم متصفحي

وتقبل الله طاعتكم

وكل عام وانتم من الله أقرب وعلى طاعته اسبق

ولروحكم الجنة


الساعة الآن » 07:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009