منتديات سهام الروح - الاسم المعرف بإضافته إلى معرفة من المعارف الخمسة

الاسم المعرف بإضافته إلى معرفة من المعارف الخمسة

المعرَّف بالإضافة إلى واحدٍ من المعارف الخمسة السابقة هو النوع السادس والأخير من المعارف التي ذكَرَها ابن آجروم رحمه الله،

♦ ♦ ♦
عرَّف النحاة الاسم المعرَّف بالإضافة بأنه الاسم النكرة الذي يكتسب التعريفَ بإضافته إلى واحد من المعارف الخمسة السابقة:
1- الضمير؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾.

2- والعَلَم؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ﴾.

3-واسم الإشارة؛ نحو قول الله سبحانه: ﴿ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ ﴾.

4- والاسم الموصول؛ نحو قوله عز وجل: ﴿ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ﴾.

5- والمعرَّف بـ(أل)؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ).

بيان درجة الاسم المعرف بالإضافة بين المعارف الستة من حيث قوة التعريف:
ذكر النحاة أن الاسمَ النكرة المضاف إلى معرفة من المعارف الخمسة التي ذكرناها - يرقى في قوةِ التعريف إلى درجة هذه المعرفة، فالمضاف إلى العَلَم في رتبة العَلَم، والمضاف إلى اسم الإشارة في رتبة اسم الإشارة، وكذا باقي المعارف.

إلا إنه إذا كانت النكرة مضافةً إلى الضمير، فإنها وإن كانت تكتسب منه التعريف، لكنها ترقى في التعريف إلى درجة العَلَم، لا إلى درجة الضمير.

قال الشيخ خالد الأزهري رحمه الله في شرحه على الآجرومية صـ 82: "وما أضيف إلى واحد من هذه الأربعة، فهو في درجة ما أضيف إليه، إلا المضاف إلى المضمَر، فإنه في درجة العَلَم"؛

إعراب الاسم المعرف بالإضافة:
الاسم المُعرَّف بالإضافة كغيره مِن المعارف يُعرَب حسب موقعه في الجملة رفعًا ونصبًا وجرًّا:
فإنْ كان هناك عامل رَفْع يَقتضي رفعه، رُفع؛ كـ: (كتاب) في قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ﴾ [هود: 17].

وإن كان هناك عامل نصب يقتضي نصبه، نُصب؛ كـ: (أجور) في قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ﴾ [آل عمران: 57].

وإن كان هناك عامل جرٍّ يَقتضي جره، جُرَّ؛ كـ: (صحف) في قوله تعالى: ﴿ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾ [الأعلى: 19].

وهذا كله الذي ذكرناه هنا، إنما هو بالنسبة للاسم النكرة المضاف إلى المعرفة، أما الاسم المعرفة المضاف إليه هذا الاسم النكرة، فإنه يكون مجرورًا دائمًا على أنه مُضاف إليه.

♦ ♦ ♦
وبهذا بمنِّ الله وفضله ينتهي الحديث عن الاسم المعرَّف بالإضافة، ولم يبقَ علينا حتى ننتهي من الحديث عن المعارف الستة كلِّها إلا أمران:
الأمر الأول: ذكر جدول نلخِّص فيه إعراب المعارف الستة، في ضوء ما سبَق ذكرُه.
والأمر الثاني: ذكر أقسام هذه المعارف الستة بالنسبة لباب النعت.

أولًا: ذكر جدول نُلخِّص فيه إعراب المعارف الستة:
يُمكن أن نلخِّص ما سبق ذكرُه من الحديث عن إعراب المعارف الستة في أنها كلها تُعرب حسب موقعها في الجملة: رفعًا ونصبًا وجرًّا، وأن إعرابها قد يكون إعرابًا محليًّا، وذلك في المبنيِّ منها، وهو:
1-الضمائر.
2-الأسماء الموصولة، ما عدا المثنى منها.
3-أسماء الإشارة، ما عدا المثنى منها.
4-الأعلام المركَّبة تركيبًا مزجيًّا المختومة بـ(ويه).

وقد يكون إعرابًا لفظيًّا، أو تقديريًّا، وذلك في المعرَب منها، وهو:
1- الأعلام غير المختومة بـ(ويه)؛ نحو: محمد، وعيسى.
2-المثنى من أسماء الإشارة والأسماء الموصولة.
3-المعرف بـ(أل)؛ نحو: الفتى، المسجد.
4-المضاف إلى معرفة.

ثانيًا: ذكر أقسام هذه المعارف الستة بالنسبة لباب النعت:
سبق لنا أن ذكرنا في باب النعت أنَّ النعت يتبع المنعوت في التعريف والتنكير، ولما كانتْ هذه الأبواب الستة المذكورة كلُّها من المعارف - لم يصحَّ أن تُوصف إلا بمعرفة، ولا أن تقع صفةً إلا لمعرفة كذلك، فهي - أي: هذه المعارف الستة - إن كانتْ موصوفةً، كان لا بد أن تكون صفتُها معرفةً مثلَها، ومثال ذلك قول الله تعالى:﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾[المؤمنون: 1، 2]، ففي هذه الآية وقع الاسم المعرَّف بـ(أل) (المؤمنون) موصوفًا، وكانت صفته - وهي هنا الاسم الموصول (الذين) - معرفةً مثلَه.

وإن وقَع أحد هذه المعارف الستة صفةً، كان لا بد أن يكون الموصوفُ معرفةً أيضًا، ومثال ذلك قول الله تعالى: ﴿ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ﴾ [النساء: 23]، فقد وقع الاسم الموصول (اللاتي) صفةً، وكان موصوفُه - وهو الاسم المضاف إلى الضمير (نسائكم) - معرفةً مثلَه، وهذا فيما يتعلَّق بموافقة كلٍّ من نعتِ ومنعوت هذه المعارف الستة لها في التعريف.

أما ما يتعلَّق بأقسام هذه المعارف الستة من حيث جواز أن تقع صفةً، أو أن يُوصف بها، فهي على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما لا يُنعَت ولا يُنعَت به، وهو الضمير؛ وذلك لوضوحه وجموده.

والقسم الثاني: ما يُنعت، ولا يُنعت به، وهو العَلَم، وإنما جاز للعَلَم أن يكون موصوفًا؛ لأنه قد يقع فيه المشاركة اللفظية؛ فاحتاج للنعت، بينما لم يجُز للعلم أن يقع صفةً، وأن يُنعَت به؛ لأنه جامد.

والقسم الثالث: ما يُنعَت ويُنعَت به، وهو: اسم الإشارة، والاسم الموصول، والمعرَّف بـ(أل)، والمضاف إلى واحد من الجميع.

تقول على سبيل المثال في وصف الاسم الموصول، وجعله موصوفًا: جاء الذي فهم الدرسَ الفاضلُ، وتقول في جعل الاسم الموصول صفةً: جاء الفاضلُ الذي فهم الدرس.