منتديات سهام الروح

منتديات سهام الروح (https://www.sham-alro7.com/vb/index.php)
-   › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• (https://www.sham-alro7.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   أسباب الفلاح وعوامل النجاح (https://www.sham-alro7.com/vb/showthread.php?t=32163)

محروم 10-10-2016 09:15 PM

أسباب الفلاح وعوامل النجاح
 
لكلِّ فلاحٍ أبواب، ولكل صلاح أرباب، ولكلِّ نَجاح أسباب، آية عظيمة،
تحدِّثنا عن أربعة أسباب أساسية للنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة:
الركوع، والسجود، وعبادة الله، ثم فِعل الخيرات؛
قال تعالى في سورة الحج -:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[الحج: 77].

إنه الخير المطلَق، والجهاد المتواصِل، والرباط المستمرُّ، ليبقى الإنسان
في حفظ خالقه، وتوفيق رازقه، وعناية واجده وسيده، يهديه ويُرشده،
يُعينه ويُسدِّده، لا تضْييق ولا خناق، لا محاربة ولا مجاذبة، المهم أن تفعل
الخيرَ مِن أي أبوابه شئتَ، كيف؟

((من أنفَق زوجين من شيءٍ من الأشياء في سبيلِ الله، دُعِي من أبواب
الجنة: يا عبدَ الله، هذا خيرٌ، فمن كان من أهلِ الصلاة دُعِي من باب
الصلاة، ومن كان من أهلِ الجهاد دُعِي من بابِ الجِهاد، ومَن كَان
من أهل الصدَقة دُعي من بابِ الصدقةِ، ومَن كان مِن أهل الصيام دُعِي
من باب الصيام وباب الريان))، فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يُدعَى من
تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يُدعَى منها كلِّها أحدٌ يا رسول الله؟
قال:

( نعم، وأرجو أن تكونَ منهم يا أبا بكر )

، وفي رواية ابن حبان:

( وأنت هو يا أبا بكر )
؛ صحيح.

طرق الخير كثيرة، وسبل البر وفيرة، وأبواب العملِ الصالح مشرَعَة،
وقد قال أهل العلم: إنَّ أعمالَ البرِّ لا تُفتح كلُّها للإنسان الواحدِ في الغالب،
إنْ فُتِح له في شيء منها لم يكن له في غيرها، وقد يُفتَح لقليلٍ من الناس
أبوابٌ متعدِّدة.

إنه "فعل الخير" هكذا على إطلاقه، والخير هو كل ما حث الشرع على
فعله، مما يجعل النفس مشرقة، والروح متألِّقة، حين تسمو إنسانيته،
وترقى أخلاقه، ويقوم بدوره تجاه الرحمن، فيسمو بالقرآن، ويرقى
بالإيمان، ويَعلو بالإحسان.

العبادة بينه وبين الله تعالى، بينما فعل الخير عمومًا يجعله صاحبَ عطاء
ويُحبِّبه إلى الناس؛ فهي المعامَلة الطيبة التي يحرص الإسلام عليها أن
تكون بين أفراد المجتمع، ولا نعيش نظريات المثالية والأمنيات
من دون تطبيق وعمل.

وقد كان جوابُ رسول الله متعدِّدًا في أوقاتٍ مختلفة وأحوال مختَلفة،
ووجه الحكمة في ذلك اختلاف أحوال السائلين واختلاف أوقاتهم، فأعلَمَ
كلَّ سائل بما يحتاج إليه، أو بما له رغبةٌ فيه، أو بما هو لائق به
ومناسبٌ له.

ومن إجابات النبيِّ: عن عبدالله بن مسعود قال:
سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال:

((الصلاة على وقتها))، قال: ثمَّ أيٌّ؟ قال: ((برُّ الوالدين))،
قال: ثمَّ أيٌّ؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))،
قال: حدَّثني بهنَّ، ولو استزدتُه لزادني؛ متفق عليه، واللفظ للبخاري.

وفي مسند أحمدَ من حديث ماعز عن النبيِّ: أي الأعمال أفضل؟ قال:

( إيمان بالله وحدَه، ثمَّ الجهاد، ثم حجَّة برَّة تفضُل سائرَ العمل
كما بين مطلع الشمس ومغربها )،
ونحوه في الصحيحين والسنن.

وفي سنن النسائي من حديث أبي أمامة: أي الأعمال أفضل؟ قال:

( عليك بالصوم؛ فإنه لا عِدل له ).

منهج الله عز وجل منهج تفصيليٌّ يشمل كل حياة الإنسان ونشاطاته؛

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[الحج: 77]،

لماذا الركوع والسجود أولاً؟
صلة العبودية الحقة تقوم على إفراد العبادة لله، وإخلاص الدين له وحده
لا شريك له، والاعتقاد بأنه رب العالمين، وأنه الإله الحق، الذي يخلق
ويَرزق، يَمنع ويمنَح، يُحيي ويميت، يُعزُّ ويذل، لا إله غيره، وتخشع له
القلوب، وتتوجَّه له الأنفس، صلة مباشرة بين العبد وربه، لا سلطان لأحد
عليها، ولا وساطة لأحد فيها، إذا توطَّدت وتعمَّقتْ كان أول مظاهرها عند
العبد ألا يذلَّ إلا لله، ولا يستعينَ إلا بالله، ولا يتوجه إلا إلى الله،
ولا يعمَل إلا ابتغاء مرضات الله.

فمن أراد أن يُحَدِّث ربه فليَدْعُهُ، ومن أراد أن يُحدِّثه ربه فليقرأ القرآن،
الركوع خضوع لله، والسجود طلب العون منه، الركوع يعني: يا رب،
أنا خاضع لك لكنَّني ضعيف، والسجود: يا رب، أعنِّي على طاعتك

غاية العبادة أن تخضَع، وأن تستعين على طاعة الله بالله، إذًا الركوع
والسجود يقابل:

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
[الفاتحة: 5]؛

لذلك قيل: جُمِع القرآن في الفاتحة، وجُمعت الفاتحة في

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
[الفاتحة: 5].

الصلاة هي أبرز شيء في الدين؛

( الصلاة عماد الدين؛ من أقامها فقد أقام الدين،
ومن تركها فقد هدَم الدين )؛
أخرجه البيهقيُّ في شعب الإيمان عن عمر.

أهمُّ عبادة في الإسلام الصلاة، وأهمُّ ما في الصلاة السجود والركوع،
الصلاة لا تَسقُط أبدًا، كيف؟ الحجُّ يسقط عن غير المُستطيع، والزكاة
تسقط عن الفقير، والصوم يَسقط عن المسافر والمريض، أما الصلاة،
فلا تسقط أبدًا، والصلاة جامعة لكل الفرائض، كيف؟ فيها صوم؛
فلا حركات ولا إشارات ولا كلام، فضلاً عن الطعام والشراب وغيره،
وفيها زكاة؛ فهي تستغرق وقتًا، والوقت أساس الكسب والعمل، تُغلِق
محلَّك وتُوقِف عملك لتُصلِّي، وفيها حجٌّ؛ فأنت تتَّجه إلى الكعبة.

إذًا، الصلاة فيها كل الفروض؛ لذلك كانت هي مقدمة أسباب الفلاح
وعوامل النجاح، هي صِلَة، وهي ذِكْر، وهي سكينة، وهي طُمأنينة.

المصلي يَقذف اللهُ في قلبهِ النورَ، فلا يوجد إنسان يتَّصل بالله اتصالاً
حقيقيًّا عنده حقد، عنده كبر، عنده غش، عنده حسد، مُستحيل؛
الصلاة طهور، والصلاة نور؛

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ
يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ }
[الحديد: 28].

المصلي مستنير يقذف الله في قلبه النور، سيدنا يوسف لما دعتْه امرأة
ذات منصب وجمال، وهي سيدتُه، وكانت بارعة الجمال، لماذا قال:
مَعاذ الله؟ لأنَّ الله ألقى في قلبه النور، النور كشَف له عواقب الزِّنا،
أما الأعمى فإنه سرعان ما يَنزلِق في الزِّنا؛ ورَد في جريدة رسمية
أن إنسانًا أشارت إلى سائق، فلمَّا وقَف سألها: إلى أين؟ قالت: حيث تريدُ،
ظنَّ هذا مغنمًا كبيرًا وقضى حاجته، ثم أعطته رسالة بعد أن غادرت
المركبة، ففتَحها وقرأها، تقول فيها: مرحبًا بك في نادي الإيدز!

لماذا قال سيدنا يوسف: معاذ الله؟ في قلبه نور، أنت حينما تتَّصل بالله
يُلقي الله في قلبك النور بنصِّ هذه الآية، هذا قرآن يُوجِد بقلبك نورًا لا تقع
به في خطأ كبير، لا تقع في ظلم شديد، لا تقع في حماقة بهذا النور؛ لذلك
الصلاة نور، والصلاة طَهور، والصلاة حبور، والصلاة سعادة وسرور،
ثم ماذا؟

{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا }
[الكهف: 110].

على كل إنسان أن يحقق الهدف من وجوده:

{ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ }
[البقرة: 21]

لا بدَّ مِن أن تقدم شيئًا، أن تقدم مِن مالِك، من وقتك، من علمك،
من راحتك، من مكانتك، من جاهك، بقدر ما تقدِّم تسعَد بالصلاة

سهام الروح 10-10-2016 09:16 PM

يعطيك العافيه على الطرح ..
دام التألق... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق..
ودي وعبق وردي

سمو الروح 10-10-2016 09:39 PM

رد: أسباب الفلاح وعوامل النجاح
 
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
واثابك الله الجنه ان شاء الله
على ماقدمت ..
http://www.shathaaya.com/vb/images/smilies/i.gif

الزين كله 10-10-2016 10:09 PM

رد: أسباب الفلاح وعوامل النجاح
 
سَلِمَت لِهَذَا الإِنتِقَآءِ..الْرَّائِع ..
آبْدَعتْ..فِي الإِختيَارِ....لاَحُرِمنَآ جمآل عَطآئِكْ

لِرُوحُكْ آكَآلِيلُ الجُورِيْ

فارس الشهباء 10-11-2016 06:23 AM

رد: أسباب الفلاح وعوامل النجاح
 
اسمحوا لي ابدي اعجابي بقلمكم
وتميزكم واسلوبكم الراقي وتالقك
وبنتظار جديدكم بشوق
مع تحيتي

بسمة آمل 10-11-2016 08:26 AM

رد: أسباب الفلاح وعوامل النجاح
 
http://2.bp.blogspot.com/-1g9UGxGUWV...00/silver1.gif
يعطيييك العااافيه لا عدمنا هالتميييز والابدااع ,,

بأنتظااار جديدك الجذاب والمميز..
فشكـــــرآ لك على هـــــذا آلموضوع آلجميـل ..
ودي وعبير وردي لك..
تقــــديري وآحتــرآمي
http://2.bp.blogspot.com/-1g9UGxGUWV...00/silver1.gif

دفرنت 10-12-2016 12:20 AM

رد: أسباب الفلاح وعوامل النجاح
 
تسلم الايادي الغالية
الله لايحرمنا جديدك وابداعك,,
كل الشكر


http://www.mrkzgulf.com/do.php?img=432793

ابو الملكات 10-12-2016 08:47 PM

رد: أسباب الفلاح وعوامل النجاح
 
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

محروم 10-15-2016 10:06 AM

رد: أسباب الفلاح وعوامل النجاح
 
سهام الروح

أســعدني وشرفني مروورك الحاار
وردك وكلمااتك الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطره

محروم 10-15-2016 10:06 AM

رد: أسباب الفلاح وعوامل النجاح
 
سمو الروح

أســعدني وشرفني مروورك الحاار
وردك وكلمااتك الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطره


الساعة الآن » 06:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009