منتديات سهام الروح

منتديات سهام الروح (https://www.sham-alro7.com/vb/index.php)
-   › الحج و العمرة (https://www.sham-alro7.com/vb/forumdisplay.php?f=118)
-   -   مقصود سُّورة الحج (https://www.sham-alro7.com/vb/showthread.php?t=73340)

محروم 08-14-2019 12:07 PM

مقصود سُّورة الحج
 
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- عن مقصودها :

" تضمنت منازل المسير إلى الله ، بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع يقطع عنها "





وكلامه يحققه أن السورة سميت باسم الحج ، وهذا الاسم متفق عليه بين أهل العلم ..





والحجّ في اللغة هو:

القصد إلى معظم ليس مطلق القصد ولكنه قصد إلى معظم ، وأعظم مقصود هو الله العظيم سبحانه ، والناس كلهم سائرون إلى الله العظيم في جلاله وجماله ورحمته جل في علاه ..





فهنا الله سبحانه وتعالى يريد أن يُبيّن لنا في سورة الحجّ كيف نقصده ، كيف نسير إليه - جل وعلا - في هذه الحياة الدنيا . كل واحد منا يطمع أن يسير إلى الله لكن هذا المسير لابد ألاّ يكون بحسب هواه وإنما يكون بحسب ما يختاره الله - عز وجل - له.









فهي علامات ومنارات للسائر ، في أي طريق يسلك ؟ ثم كيف يسير ؟ وما هو زاده ؟ ومن أي شيء يحاذر؟





يقول الله - عز وجل - في مطلعها :

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)





والله أحبتي لو أننا جلسنا قليلا مع أنفسنا وحاولنا أن نتفكر في هذه الآيات العظيمات لخشعت القلوب وذرفت الدموع...وتأملنا فيما يتوعد الله - عز وجل - به الناس





هنا سورة الحجّ تبين لك هل تريد أن تسير إلى الله ؟

لا طريق لك في مسيرك إلى الله إلا أن تجعل الخوف هو الذي يملك قلبك حينما تريد أن تقول أو تريد أن تعمل..





لن نسير إلى الله إلا بالتخويف والتهديد ، ولا تُبعد قلبك عن هذا ، القلب بحاجة أن يخاف ، بحاجة أن يخشى ، وقد قالوا قديما "فإنما العلم الخشية" ، ولذلك من أراد أن يعبد الله حق عبادته لابد له أن يتدبر أمثال هذه الآيات في سورة الحجّ .





العلامات والمنارات التى تضمنتها سورة الحج للسائر إلى الله...









من أعظم العلامات التي جعلها الله لمن يسير إليه سبحانه وتعالى أن يؤمن بقضاء الله وقدره..





فإذا شعرت في نفسك أنك كلما حصل لك شيء في هذه الحياة ، أنك ترجع إلى الله وتؤمن أن الله إنما قضى لك ما فيه خير لك في الدنيا و الآخرة آمنت بالقضاء والقدر

عندئذ أبشر .....









من كان كذلك فليعلم أن الله - عز وجل - هداه إلى خير طريق يسير عليه في هذه الحياة الدنيا ، قال سبحانه وتعالى في سورة الحج :

(مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء)





هذه الآية في النبي صلى الله عليه وسلم وهي في عموم الناس أي في الإثنين معا ، من كان يظن أن الله لن ينصر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة

( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ)









وفي الشخص نفسه من كان يظن أن الله عز وجل لن ينصره في أموره ولن يكون معه ، يظن بالله ظن السوء

(فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء)





أي يعلق حبل في السماء ثم يشنق نفسه ويختنق ....





هذا الذي له ، لا يمكن أن يفعل إلا ذلك لأنه إن لم يؤمن بقضاء الله وقدره فنهاية أمره إلى شقاء في الدنيا وشقاء في الآخرة ، خسر الدنيا و خسر الآخرة في آن واحد ، فكان من أعظم العلامات التي دلت عليها هذه السورة العظيمة أن نرضى بقضاء الله وقدره .

الحاج مع سورة الحج









الحاج قاصد للبيت العتيق ولابد له في مسيره هذا من علامات تهديه حتى يصل إلى مقصوده ، فجاءت علامات ودلالات القرآن للحاج ظاهرة تلوح في السورة..





فأقولها لكل حاج ـ صادحاً بها ـ :

عجباً لحاج يقصد الحج ولم يتدبر سورة الحج !!





فهي تجمع بين مسير الحاج إلى البيت العتيق بقدميه وبين مسيره إليه بقلبه ، تجمع بين تلبية القلب وتلبية اللسان ، تجمع بين رميه الجمار بيديه ورميه بقلبه ، بين نحره الهدي بيديه وبين نحره مع حضور قلبه .









فإن سألت : كيف نحج بقلوبنا مع جوارحنا؟





••• م€‹فالجواب





أن محور آيات هذه السورة العجيبة يدور على (التعظيم) ، فمن أراد ذلك فعليه أن يُدخل في قلبه تعظيم ما عظم الله فيها بكثرة النظر والتدبر في آياتها وبما أمرت به أن يُعظّم ...





ويجتهد في قلبه أعظم الاجتهاد لتحقيق ذلك فيه ، ويصبر ويصابر ويقطع الساعات والليالي ويطيل الفكرة ويذرف الدمعة في الخلوة حتى يُفتح له ، وهذه أمور قلبية ليس لها إلا طول المجاهدة .

تؤكد سورة الحج على تعظيم أمور ثلاثة :





الأمر الأول :

تعظيم الله رباً ومعبوداً ، والخلوصُ إليه والثقة الكاملة به بحيث لا يشوب ذلك نقصٌ ولا كَدَر بأي وجه من الوجوه ، وتأمل هذه الآيات فيها :





(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)





(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)





وفي ختام السورة ذالك المثل العجيب

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)





والطالب هنا يشمل من دعا غير الله ومن يطلب الذبابة ليستنقذ منها حقه ، والمطلوب يشمل من دُعي من دون الله وأيضاً الذبابة المطلوبة ، فالكل وإن كان ملَكا أو رسولاً أو غيرَهم هم ضعاف في جنب القوي القاهر جلّ وعلا .









وبعض الناس يدعو الله عند الكعبة وبين الصفا والمروة وفي عرفة ومزدلفة ومنى وهو يجرب ربه ليس بواثق ولا موقنٍ من إجابة من دعاه فتقول له آياتها :

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (11)

ياسمين 08-14-2019 06:08 PM

رد: مقصود سُّورة الحج
 
موضوع في قمة الخيااال

طرحت فابدعت

دمت ودام عطائك

ودائما بأنتظار جديدك الشيق

لك خالص حبي وأشواقي

الزين كله 08-14-2019 06:59 PM

رد: مقصود سُّورة الحج
 
طرح رائع ومفعم بالجمال والرقي
يعطيك العافيه على هذا الطرح
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها
تقديري لك

حلا 08-15-2019 03:09 AM

رد: مقصود سُّورة الحج
 
تسلم على الموضوع
جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك

ريآن 08-17-2019 05:23 PM

رد: مقصود سُّورة الحج
 





جَزآكــم اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ ..،
جَعَلَ أَيامكم نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَكــم
دَآمَ لَنآ عَطآئُكــم








ديم 09-04-2019 03:12 AM

رد: مقصود سُّورة الحج
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والأميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

ريآن 09-11-2019 09:01 PM

رد: مقصود سُّورة الحج
 





جَزآكــم اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ ..،
جَعَلَ أَيامكم نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَكــم
دَآمَ لَنآ عَطآئُكــم








لگ وٌحًہْشًُـًًًـُهًہ ♔ 09-21-2019 12:21 PM

رد: مقصود سُّورة الحج
 
جزاك الله الجنه وجعله الله في موازين حسناتك .

جوزيف 09-25-2019 07:25 PM

رد: مقصود سُّورة الحج
 
جزاكم ربي خير الجزاء
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين

عذب الآطبآع 10-26-2019 05:35 PM

رد: مقصود سُّورة الحج
 
جزاك الله كل خير


الساعة الآن » 11:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009