منتديات سهام الروح

منتديات سهام الروح (https://www.sham-alro7.com/vb/index.php)
-   › ~•₪• نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• (https://www.sham-alro7.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   سلامة الصدر (https://www.sham-alro7.com/vb/showthread.php?t=86043)

هويد الليل 09-20-2020 09:23 PM

سلامة الصدر
 
سلامة الصدر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فقد كثرت الشحناء والبغضاء، وتزايدت الأحقاد والخصومات، بين الناس في زمن نحن أحوج ما نكون إلى الألفة، ولم الشمل، وسلامة الصدور فالمسلم يجب أن يكون قلبه سليمًا من الأحقاد؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه من هذه الصفات القبيحة فقال: (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا).



وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الحرص على الأخوَّة الصادقة وشبه متانة هذه الأخوة بمتانة البنيان وترابطه فقال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا).



ومما يبين خطورة الأمر، أن من يحمل في قلبه الشحناء والأحقاد لا يُعرض عمله على الله تعالى حينما تعرض الأعمال حتى يصطلح مع أخيه المسلم، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تعرض الأعمال على الله تعالى كل اثنين وخميس فيغفر الله تعالى في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك به شيئًا إلا من كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا). رواه مسلم.



أيها الأخ الكريم.. إذا كنت تريد راحة البال، وطمأنينة وسكينة النفس فعليك، بسلامة الصدر، فإن هذا من نعيم الروح.

لمَّا عفوتُ ولم أحقِدْ علَى أحدٍ *** أرحتُ نفسِي من هَمِّ العداواتِ



وسلامة القلب من أسباب النجاة يوم القيامة قال: ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 87 - 89].



وإن مما امتن الله تعالى به على نبينا صلى الله عليه وسلم أن ألف بين قلوب أصحابه، فقال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 62، 63].



وقال سبحانه في معرض الثناء على المهاجرين رضي الله عنهم: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا.. ﴾ [الحشر: 9].



وقد حث الإسلام على كل ما يولد المحبة بين المسلمين ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم.



وأفضل الناس سليم القلب فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما- قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النَّاس أفضل؟ قال: (كلُّ مَخْموم القلب، صدوق اللِّسان). قالوا: صدوق اللِّسان نعرفه، فما مَخْموم القلب؟ قال: (هو النَّقيُّ التَّقيُّ، لا إثم عليه، ولا بَغْي ولا غلٌّ ولا حسد).



وفي "مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح": (خممتُ البيتَ إذا كنسته). فالمعنى أن يكون قلبه مكنوسًا، يعني منظفًا، من كل ما سوى الله، وما لا يحبه، منظفًا من الأخلاط والأقذار.



أيها الأحبة الكرام.. لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عن أقل ما يمكن أن يمكن يزرع الشحناء؛ ومن ذلك: نهيه أن يتناجى اثنان دون الثالث، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما)، وقال: (لا يتناجى اثنان دون الثالث؛ فإن ذلك يحزنه) رواه الترمذي وصححه الألباني.



ولا يجوز لك أخي المسلم أن تهجر أخاك المسلم أكثر من ثلاثة أيام، وإن وقع بينكما خلاف أو خصومة وحصل هجر فلا يكن أكثر من ثلاثة ليال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام). رواه مسلم.



أيها الإخوة الكرام... قد يقول قائل كيف الوصول إلى سلامة الصدر وما المعين على ذلك؟ فنقول وبالله التوفيق من أسباب سلامة الصدر:

أولًا: الدعاء فصلاح القلوب بيد علام الغيوب، قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].



وقد كان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم: (وأسألك قلبًا سليمًا). رواه الطبراني وابن حبان وصححه الألباني.



ثانيًا: التمسك بكتاب الله والإقبال عليه تلاوة وتدبرا وعملا به فهو الشفاء لما في الصدور قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].



ثالثًا: ألزِم نفسك بإحسان الظن بإخوانك المسلمين والتمس لهم الأعذار، فإن لم تجد لهم عذرا فقل لعل لهم أعذارًا لا أعرفها، ومما يذكر في هذا المقام أن الإمام الشافعي رحمه الله مرض فعاده رجل فقال له قوى الله ضعفك يا إمام، فقال الشافعي: لو قواه لقتلني، فقال الرجل: ما أردت إلا الخير، فقال له الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.



تلك هي أخلاق الكبار ونفوس العظماء، فأين نحن من هؤلاء نسأل الله أن يلطف بحالنا وأن يصلح قلوبنا.



أيها الإخوة الكرام... ولا يعني إحسان الظن وسلامة الصدر أن يكون المسلم مغفلًا يتلاعب به أهل الشر فالمؤمن ينبغي أن يكون فطنًا يأخذ حذره، كما قال عمر رضي الله عنه: (لست بالخب ولا الخِبُّ يخدعني). والخِبُّ هو: المخادع الغادر.



قال ابن القيم - رحمه الله - في كتاب "الروح": (وكان عمر أعقلَ من أن يُخدَع وأورعَ من أن يَخدَع).



فالمؤمن يضمر الخير للمسلمين ويحسن الظن بأهل الخير، ويحذر من أهل الشر والفساد والمكر والخديعة.



رابعًا: من أسباب سلامة الصدر عدم تصديق النمامين، والنمامات، وعدم الالتفات إلى ما يثيرون من الفتن، فإنهم يفسدون في الأرض ويشعلون العداوات، ويؤججون الضغائن.



قال سبحانه: ﴿ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [القلم: 11].



وقال يحيى بن كثير - رحمه الله -: الذي يعمله النمام في ساعة لا يعمله الساحر في شهر.



وهذا لأن النميمة تفسد القلوب، وربما جرَّ ذلك إلى تعدي الأخ على أخيه أو القريب على قريبه وكان السبب الأول نميمة ولدت حقدًا وضغينة في القلب، ثم تطورت إلى انتقام بفعل من الأفعال الشنيعة عياذًا بالله، مع أنه كان بالإمكان إخماد هذه النار منذ البداية بعدم الالتفات إليها.



ونقول لكل من لا يزال يحمل في قلبه حقدا أو بينه وبين مسلم شحناء تب إلى الله ليعرض عملك على الله وتضفر بالمغفرة مع الموحدين أيرضيك أن لا يعرض عملك الصالح وتخسر مغفرة الله من أجل موقف أو شيءٍ من حطام هذه الدنيا الفانية الحقيرة سامح واعتذر واطلب المسامحة، واتركها لله ولو كان هو من أخطأ عليك، فالمسامح كريم، اتركها لله وأنت الرابح في الدنيا راحة بال وطمأنينة، وفي الآخرة فضل من الله ورضوان، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.



نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا، ويؤلف بين قلوبنا، ويرزقنا قلوبًا سليمة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

رفاعيه 09-20-2020 09:24 PM

جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء

سهام الروح 09-20-2020 10:03 PM

رد: سلامة الصدر
 
سلم الله يمنااك
ع روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودامت لنا روعة مواضيعك
كلنا شوق لجديدك القادم
لروحك اكاليل الورد

قمر هـادي 09-21-2020 11:02 AM

رد: سلامة الصدر
 
كل الشكر للموضوع المميز
إنتقاء راق لي
تقديري
https://sowarward.com/wp-content/upl...zzzz%20(7).gif

لـولـو 09-21-2020 08:19 PM

رد: سلامة الصدر
 
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك
لكـ خالص احترامي

وحدتي عذبتني 09-21-2020 08:38 PM

رد: سلامة الصدر
 
سلمتي على روعه طرحك المميز
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمتي ودام لنا روعه مواضيعك

كلي دلع 09-21-2020 09:40 PM

رد: سلامة الصدر
 
طرح رائع
يعطيك الف عافيه
ماننحرم

هويد الليل 09-21-2020 09:45 PM

رد: سلامة الصدر
 
يسلمووو للمرور الكريم
ودى

سمو الروح 09-22-2020 11:00 AM

رد: سلامة الصدر
 
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمتي ,,,,

هويد الليل 09-22-2020 08:24 PM

رد: سلامة الصدر
 
يسلمووو للمرور الكريم
ودى


الساعة الآن » 06:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع ما يطرح في منتديات سهام الروح لا يعبر عن رأي الإدارة وإنما يعبر عن رأي كاتبها
ابرئ نفسي أنا مؤسس الموقع ، أمام الله ثم أمام جميع الزوار و الأعضاء على ما يحصل من تعارف بين الأعضاء على مايخالف ديننا الحنيف

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009